عرض مشاركة واحدة
قديم 20-10-15, 12:13 AM   #27

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وعندما حان عصر السبت كانت جولي قد اتمت حزم أمتعتها وكانت على استعداد لوضعها في السيارة . وأوصلها غي بسيارته لى كاراج المحلي لتأخذ الفولكس واغن التي لم تحتج إلا لبعض الاصلاحات البسيطة . وحدقت جولي نحو الشاب الصغير الذي اصبح سندا لها في صمت وهي تدفع فاتورة اصلاح السيارة سألته في صوت هاديء : " متى تظن أنهما ستعودان ؟ "



ولم تكن بحاجة الى أن توضح له أن من تقصدهما هما كلودين وستيف وأجاب : " أظن أنه لا يفضل القيادة في الظلام بسبب الضباب، و أعتقد أنهما قد يصلان في أي وقت من الآن حتى الغروب "



وعندما عاد غي وجولي الى بيت لوبلان علما ان ستيف حضر منذ قليل لإيصال كلودين وقفل راجعا . و أحست الأتيارح لأنها لم تضطر الى مقابلته بالصدفة . وشعرت بتعاطف الاقدار معها لأنها كانت في الكاراج تتسلم سيارتها عندما خضر ، وبذلك وفر عليها مزيدا من الارتباك . حتى كلودين لم تكن موجودة . اذ كانت دخلت الحمام بعد رحلة في الجو الرطب الحار من نيوأورليانز . وأحست جولي بالسعادة لأنها لن تضطر الى مواجهة الابتسامة المصطنعة من الفتاة الاكبر .



كانت جولي وغي في الخارج يرتبان الامتعة في الفولكس اغن الصغيرة عندما جاءت ميشيل الى الباب الخلفي و أخبرت جولي أنها مطلوية على الهاتف . وسألت جولي وهي تنظر في توجس الى غي : " من المتكلم ؟ "



واجابت ميشيل : " لم اساله ، ولكنني اظن أنه ستيف "




وتحدث اليها غي قائلا : " هل تريدين أن تقولي له أنك مشغولة ولا تستطيعين الحضور للرد على الهاتف ؟ "

واستخدمت جولي الفرشاة في تمشيط شعرها وتنشقت نفسا عميقا وقالت " لا..... لن يحاول زن يثيني عن رأيي "

كان صوت كلماتها يدل على شجاعة كبيرة ، ولكنها كانت تحس برغبة في الهرب وهي تمسك السماعة الموضوعة على المنضدة في الصالة . وحدثت نفسها : تشجعي !

ثم قالت في السماعة : " نعم ؟ "

وكان في صوتها شيء من البرود وكأنه صوت من يتحدث حول العمل ، ولكن ركبتيها كانتا ترتعدان كأنهما خليط هلامي .

" آلو ستيف يتكلم . لم يكن سيارتك هناك سيارتك عندما احضرت كلودين "

وتعجبت جولي من طريقته اذ كيف يجرؤ على أن يتحدث بلا مبالاة . وأجابته بما لا يدل على شيء : " لقد سمعت انك رجعت من نيوأورليانز "

" كانت هناك مباراة كرة القدم وكان المرورمزدحما ... وإلا عدنا في وقت مبكر "

وأحست جولي أنه ليس في وسعها أن تحتمل ذلك الحديث فقالت : " إنني سعيدة لأنك اتصلت هاتفيا . وكان في نيتي أن أتصل بك فيما بعد لأخبرك اني عائدة غدا الى داكوتا الجنوبية "

واجاب في صوت خفيض لم تكد تسمعه :" ماذا ؟ "

" نعم ، إن إحدى خالاتي في المستشفي وقد كتب لي أهلي يقترحون عودتي ولقد حدث ذلك فجاة على ما أعتقد ، وهي تحتاج الى هذه العملية "

وخطر لها أنها تكرر الكلام وكأنها تحاول أن تقنعه بصحة أسباب عودتها . وعلق في جفاف : "ولكن ذلك جاء بطريقة مفاجئة للغاية "

" نعم . حسنا . لقد أردات أن اقول أن أرحل . وهذا هو السبب الذي كنت ساطلبك من أجله فيما بعد "

و تحدث في بطء وبوضوح تام : " أريد أن أتحدث اليك يا جولي "

" أسفة ، فلدي الكثير من العمل قبل الرحيل . حزم الأمتعة وسواء . بحيث يبدو من المستحيل حقا بالنسبة الي "

وجاء صوت كلودين يقول : " هل ستيف على الهاتف ؟ "

وضعت جولي يدها على السماعة حتى لا يصل الصوت الى ستيف . كانت كلودين تنظر اليها عبر حاجز الدرج وكانت ترتدي فستانا أخضر من نسيج وبري يصل الى ركبتيها .

و اجابتها جولي : " نعم ، إنه ستيف "

وطلبت جولي الى ستيف ان يبقي على الخط لحظة قبل ان تستدير الى كلودين تسألها : " هل هناك شيء تريدين أن تحديثه عنه ؟ "

وأجابت كلودين : " نعم ، إنني لا أجد قميص النوم الأخضر ولقد بحثت عنه في كل مكان ولكن يبدو أنني قد وضعته دون قصد في حقائب ستيف . هل تسأليه ؟ "

و تذكرت جولي في شيء من الغضب و الحقد ذلك الرداء الاخضر المزرق الذي يشف عما تحته الذي كان يذكرها بريش الطاووس . وهزت كلودين كتفتها عندما لاحظت مشاعر الغضب تبدو على وجه جولي ، و أخدت لسماعة في هدوء وقالت : " ستيف أنا كلودين "

ونظرت الى جولي التي تسمرت قدماها على الارض بابتسامة عذبة قائلة : " انت تذكر قميص نومي الأخضر المزرق . أنا لا أجده و أحسبه قد اختلط مع حاجياتك ؟ هل وجدته ؟ لا .... ليس من الضرورى ... يمكنني أن أحضر لآخذه غذا . جولي ؟ "

و ارتسمت على وجهها علامة استفهام كبيرة . وعنذئذ استدارت جولي خرجت في بطء و تعال من الصالة لى الخارج .

لم يحاول غي أن يثر أية استفسارات حول المكالمة فقد لاحظ تعبيرا مكتوما على وجه جولي التي واصلت العمل في حزم الآمتعة في شيء من الآنتقام .




واتمت وضع كل شيء داخل السيارة بما في ذلك الخرائط التي تحدد لها الطريق في اقل من نصف ساعة . و عندما اغلقت أبواب السيارة كان الغسق الأرجواني يتصارع مع ظلمة الليل . وقد أمسي كل شيء على أتم استعداد لرحلة الصباح . ودخل غي المنزل قبل ذلك بدقائق قليلة ليعد بعض المرطبات .

ومسحت جولي قطرات العرق عن جبهتها واستدارت متجهة الى الباب الداخلي لتلحق به . ولم يكد تخطو خطوتين حتي انغلق الباب الداخلي ووجدت أمامها شبحا عالي القامة يقف في طريقها . وتوقفت لحظة وفكرت في الهرب لكنها لم تستطيع . وارتسم على فمها خط من الكأبة وهي تسير نحو ستيف .

وكان في وسعها وهي تقترب منه أن ترى أثار التعب على وجهه ولكنها رفضت أن تجعل لشفقة تضعف من تصميمها أو من ضربات قلبها لمنكوب .

وبدت عيناه في الضوء المعتم في زرقة أكثر قتامة وهما تلاحظات اقترابها منه .

" ما كنت بحاجة الى أن كلف نفسها عناد الحضور "

قالتها في شيء من البرود ، وتوقفت على بعد خطوات منه سخر منها قائل : " صحيح ؟ ! "

وقالت وقد جعلها الكبرياء ترفع ذقنها بدرجة أعلى قليلا مما اعتادت : " لقد تبادلنا كلمات الوداع عبر الهاتف "

ولم يكن بحاجة الى أن يذكرها : " ولكن محادثتن الهاتفية قطعت "

" غير أننا كنا قد قلنا كل ما هو مهم قبل ذلك . وكانت كلودين قلقة تريد التحدث اليك "

كانت نظرته تحوم مستفسرة عبر وجهها وهو يقول :" لقد اعدت اليها رداءها المفقود "

وواصلت تجيبه في هدوء : " كان ذلك احتراما منك لمشاعرها . وأظن أنها ستقدر لك ذلك ، فقد كانت قلقة لهذا السبب "

" ما الذي جعلك تقررين الرحيل بهذه الطريقة المفاجئة ؟ "

" لقد شرحت لك . إن خالتي مريضة "

" أنا لا اصدقك هل يعقل أن يسبب لك مرض الخالة مثل هذا القلق ؟ "

و انتهزت جولي الفرصة لتعزز اسباب الرحيل فقالت : " إن الخالة بريجيت لها مكانة خاصة فهي التي زودتني بالمال للحضور الى هنا . وصلتي بها القوية للغاية ولذلك فمن الطبيعي عندما تمرض ألا أكتفي بهز كتفي كما لو كان الأمر بهذه البساطة "

وبدأ يستسلم لصديقها رغم أنها كانت تري آثار الشك على وجهه تصارع لإقناعه بعدم تصديقها . كانت هذه فرصتها للرحيل لعلها تنقذ كرامتها دون أن تخدش .

وأوشكت على الحركة ولكن صوته أوقفها وهو يقول : " لدي شعور بأن هناك شيئا لا تريدى ان تصرحي به "

وبلعت ريقها قالت : " لا أدري ما هو ؟ "

واخذت تجهد عقلها كي تكتشف ما اذا كانت هناك ثغرة في قصتها .

وواصلت تقول : " أنا ... لم ... لم أشكرك لأنك اتحت لي فرصة التعرف على الملامح المحلية مما جعل لرحلتي مغزي خاصا "

وارتسمت على وجهه ابتسامة مريرة متسائلة ، حبست أنفاسها ، وقال : " شيء أكثر "

شيء أكثر . العبارة ذاتها التي قالتها في مناسبة سابقة ربطتها به وواصل يقول : " لقد حاولت ان أجعل لويزيانا تتجسد في صورة حية أمامك "

لم يكن باستطاعتها أن تقول له أن قد جعلها هي تستمع بالحياة وانها قد أدركت في النهاية مدى قوة أنفعالاتها كأمرأة . وأكتفت بأن اصطنعت ابتسامة من أعماق الآمها ، وقالت وهي تحاول ان تسير على رجليها المرتعشتين الى أول عتبة للدرج في البيت : " لقد أتحت لى فرصة سعدت فيها برفقة شاعرية "

وقال في شيء من السخرية : " رفقة شاعرية ممتازة كما يحدث على ظهر السفن "

وأجابت بسرعة وهي تحاول ان تزيح عن كاهلها أثر كلماته الخبيثة : " نعم ، إنه غريب حقا كيف أن العودة الى الوطن تجعل الفتاة تعود الى عالم الواقع "







وبدت في عينيه نظرة احتقار جعلتها تشعر بالسعادة وهو يقول : " بلا مشهد يثير الاتبارك .... وبلا وعود بالحب الذي لا يبلي ... لعله أفضل كثيرا هكذا .. وأعتقد أنك سعيدة الآن كون عواطفك لم تؤد بك الى ارتكاب غلطة كنت ستعيشين نادمة بسببها "

كان ستيف يشير الى لقائهما السابق ليلة الضباب . ولكن جولي كانت تقابل كلماته بالصمت الذي لاذت به حتي لا تصرح بحبها له . ولم يكن في وسعها ان تتحمل الشفاقة عليها فقالت هامسة و الدموع تتجمع وتومض في عينيها : " نعم "

" والآن سوف يكون في وسعك ان تتحدثي الى صديقاتك عن الرجل الذي قابلته بجانب الرافد "

وأدارت جولي رأسها بعيدا عن لهب الثقاب وهو يشتعل سيجارته وقالت : " لقد كانت حقا مطابقة كاملة . كيف اتضح إنك أتيان ، ثم كيف اتضح أن اتيان هو ستيف مالك كاميرون هول ! "

ووافقت صوت متزمت ، فقد كانت تعرف تماما انها لا يمكن ان تحكى لأي شخص القصة الكاملة ولو على سبيل الثرثرة .

وبدأ ستيف يتحدث وكانه يخاطب نفسه قائلا : " أعتقد أنك كنت على حق عندما قلت أنه لا يوجد شيء آخر يمكن ان يستمر الحديث بيننا حوله .

ولقد بدات أفكر في أنني ينبغي أن اندم على اليوم الذي دعوت فيه نفسي الى مشاركتك الوجبة التي كنت تاكلينها يوم الرحلة "

وكانت رغم الظلام تستطيع ان تتبين أنه كان ينظر اليها ومضي يقول : " أعتقد ان هذا هو الوداع اذا "

ومد يده نحوها ، وترددت في ان تمد يدها اليه ، فقد كانت تعرف أن ملمس يده لن يزيدها إلا رغبة متأججة في أن تلقي نفسها بين ذراعيه .

ولكنها استطاعت السيطرة على نفسها و هى تصافحه ، وقد شعرت بدفء قبضته القوية يسري الى أعلى ذراعها وخلال جسدها . وإن كانت لم تخف الألم الباردالذي يخفق في قلبها و الذي جعلها صدرها يحس كما لو كان على وشك أن ينفجر . وقالت ي رقة : " وداعا ستيف "

و أحست بأن لفظة الوداع حكم قد صدر عليها بأن تعيش وحيدة طوال حياتها . وتمتم ستيف في سخرية قبل أن يطلق يدها : " ايتها العصفوره ... ايتها العصفورة ...طيري وعودى الى وطنك البعيد . رحلة موفقة يا جولي "


كان الضوء المنبعث من المنزل يجعل كل شيء في الخارج يبدو أكثر قتامة وبدت الأشجار كنسيج العنكبوت أمام أول نجوم بدات تتلألأ . وبدا ستيف كشبح قاتم قبل أن يبتلعه الظلام ويختفي عن الانظار .

كان في وسع جولي أن تعرف الآن لماذا لم يتحطم قلبها كليا . لقد تصورت أن ستيف سوف يصر على عدم تصديق قصتها الهزليه ويضمها بين ذراعيه بقوة ليخبرها أنه يحبها لدرجة تجعله يمنعها عن الرحيل . ولكنه بدلا من ذلك اكتفي بأن قال لها . رحلة موفقة .

لقد كان سعيدا بذهابها . وأراد أن تصدق قصتها . وكان سعيدا كذلك عندما اعتبرته مغامرا رومنطيقيا . كانت تلك هي الحقيقة ، بغض النظر عن النتائج بالنسبة الى قلب تحطم . وارتعدت جولي و أحست فجاة بيرودة قاسية ومخيفة . وبالوحدة و الفزع .






Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس