عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-15, 09:53 PM   #165

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
Rewitysmile27 شيء من الندم....... الفصل السابع

شيء من الندم

الفصل السابع..............




تطلع فوزي بجميلة و كـأنه شعر بارتباكها ثم خفض بصره الى سعاد و قال و هو يمرر يده على ذراعها: "طاردتها الكلاب و اين ذهبت بعد ذلك؟........... اين قضت بقية الوقت؟"

فركت جميلة يديها و تأملها فوزي بامعان و قالت امينة بسرعة: "في بيت امرأة ساعدتها و اوصلتها الى هنا.......... لماذا؟"
تطلع بجميلة الشاحبة و حرك عويناته قائلا بهدوء: "جهزي لها بعض الزهورات يا حاجة امينة انها بحاجة الى سوائل ساخنة........ و انت ياعم شعلان سأكتب لها بعض الادوية اصرفها لي من صيدلية القرية و الان بسرعة لو سمحت"

خفقت اهداب جميلة بارتباك عندما ذهب شعلان و اتجهت امينة الى المطبخ لتحضر الشراب,نهض بسرعة و قال بتركيز: "أ تخشين امرا يا جميلة؟....... انا معروف بحذاقتي بالتشخيص فتريدين اقناعي بحادثة الكلاب تلك؟........... اختك متعرضة لحادث ما...... و قبل ان اثبت ذلك ابلغيني بنفسك عما حدث لها............... كل شيء فيك يدل على معرفتك بأمر يجهله الاخرون"

بقيت صامتة و خفضت بصرها .......... قال مواصلا: "الكل يعلم ان سعاد اختفت طوال الليل....... و حادثة الكلاب ليس الا سخافة"

جميلة و بضعف و صوت خافت: "نعم صحيح........ انا اعلم كل شيء اختي لا تريد ان يعرف احدا من اهلنا عما حدث........... لأن في الحقيقة ضرر كبير ومخاطر.......... اشكرك يا دكتور لأنك لم تتكلم امام امي فانت تعلم حالتها الصحية و قلبها المتعب........... سعاد تم الاعتداء عليها الليلة الماضية من قبل شخص و الحق بها ضرر كبيرا...... فقدت الكثير من الدماء و كادت ان تموت"

اومأ برأسه قائلا بتجهم: "هذا واضح للعيان........ انها شاحبة لا قطرة دم بها.............. تعرفين يا جميلة لو ماتت اختك لكنت انت المذنبة.......... رأيتها تنزف طوال الساعات الماضية و اخفيت الامر.......... لا يجب التصرف هكذا حيال امرا خطيرا كهذا........ ان هذه الفتاة تضيع و تكاد تحتضر......... انت اسهمت بذلك........... ليس من العدل كتمان الامر على الاقل لوالدتك........... لم اشأ احراجك امامها عرفت كل شيء من نظراتك.......... سعاد يجب ان تنقل الى المستشفى لو تركتها ساعة بعد الان سأعزيكم عليها لاحقا............. الامر خطير و يجب كتمانه انا افهمك لكن حياتها في خطر.......... يجب ان تراها طبيبة نسائية"

امسكت يده قائلة ببكاء: "اقبل يديك يا دكتور لا تخبرهم و الا سنخسر كل ارواحنا.............. ان الذي اغتصب سعاد.......... داغر ابن الشيخ علام"

تغيرت ملامحه و بهتت ثم ابعد بصره و هز رأسه متأثرا و قال بصوت خافت: "هكذا اذن.......... فهمت"

سمعا و قع خطوات امينة و قالت و هي تمسح دموعها بسرعة: "تعرف مجاهد انه متهور و بمعرفته للحقيقة سيذهب الى حيث لا رجعة نحن عائلة ضعيفة لا حول لنا يادكتور تصرف ارجوك بدون ان تثير الريبة لأنك لو فعلت ستكون مساهما بمقتل كل عائلتي....... ارجوك"
اومأ ببطء و تأثر كثيرا من كلام جميلة و ذلك الاعتداء.


كان فوزي متوسط الطول و مثالي القوام و ذا شعر اسود خفيف و ابيض البشرة و حسن الوجه و رحيم القلب طبيب بسيط معداته و ادواته بسيطة و عيادته صغيرة و متواضعة للغاية و احيانا يعالج فقراء القرية مجانا......... احبته جميلة منذ صغرها و كانت سعاد غير مقتنعة بشخصيته لكنها كانت مخطئة لقد تغير بنظرها كل شيء الان.

عندما دخلت امينة و بيدها كوب من شراب الاعشاب قال فوزي و هو يهم بالخروج: "سأعود بعد قليل لأجلب بعض المستلزمات الضرورية....... لا جدوى الا من الحقن الوريدية و سائل المغذي ..... لقد اصيبت بالجفاف...... عن اذنكم"

عندما خرج تطلعت بها امينة قائلة بعينين خضراوين قلقتين: "ما بها اختك يا جميلة؟........... الى ماذا يرمي هذا الطبيب؟......... و كأنه يشك بأختك؟"

جميلة و بسرعة: "اي كلام هذا يا امي؟.......... بالتأكيد هو"
اقتربت امينة و امسكتها من ذراعها قائلة و هي تتطلع بعينيها و باهداب خافقة: "قلبي ليس مطمئن لما يحدث؟......... انت تخفين امرا عني.......... لماذا يا جميلة؟........ ا تخشين مني؟..... انا امك و ام سعاد اكثر قلب في هذه الدنيا يسع همومكما ............ ان كل ما اراه و اسمعه لست مقتنعة به .كيف لي الا اراها عندما عادت مع تلك المرأة كما تزعمين؟........ و لماذا هذا حالها منذ الليلة الماضية؟...... اخبريني يا جميلة لقد لعب الشك بي منذ البداية........ هيا اخبريني حتى اعرف كيف اتصرف حيال الامر"

كان صوت امينة يرتجف و يدها جامدة على ذراع جميلة التي قالت بتردد و خوف: "ما الذي تقولينه؟........ من اين لك بكل هذا....... انا"

هزتها امينة بعنف و قالت بشفاه مرتجفة: "لقد رأيت فستان اختك قبل قليل"
اتسعت عيني جميلة و قالت بصدمة: "امي........ ماذا نفعل الان اننا في مأزق"
امينة و هي تخض جسدها بانفعال و عصبية و دموع: "اي حيوان اغتصب اختك؟..... اخبريني لأقطعه اربا بيدي....... لن اهدأ الليلة حتى انال منه و من حياته"
جميلة و بقوة و حدة: "لا تقدرين على ذلك............ الذهاب الى ذلك الرجل يعني انتحارا"

نزلت دموع سعاد و هي تستمع الى والدتها المنهارة التي قالت باضطراب و حقد: "تفوهي باسمه اشك انه يحيى ابن عمك............ هو يريدها و قد استبد به الغضب من رفضها او..... لربما هو احد هؤلاء الاوغاد الذين يحلمون بالوصول اليها او"

قاطعتها جميلة قائلة بتخاذل: "لا هذا و لا ذاك....... الامر اكثر من ذلك بكثير و ذا خطورة يا امي.......... و من الحكمة و العقل التكتم عليه بكل ما لدينا"

شحبت امينة و قالت بملامح مضطربة: "من؟........ احد مرتزقة ال مالك؟"

اجابتها بصوت منخفض و ببغض: "بل هو سيدهم بنفسه............ انه داغر"

شهقت امينة و لطمت على وجهها بفزع من مجرد ذكر اسمه............. داغر مصدر رعب للناس لأنه يعتبر اكثر فرد في عائلته تجنيا و ظلما و ان حكايات ظلمه و بطشه عديدة خاصة و ان شعلان لن يتوقف عن الشكوى منه........ ان داغر رجل منعدم الضمير و المروءة و لا يملك بقلبه ذرة من الانسانية و الرحمة فهذا مسلم به.

تهاوت امينة على الكرسي و توعكت صحتها و هي تقول بصعوبة: "ماء......... ماء.......... اعطيني الماء"

جلست امينة في زاوية من الغرفة و بدأت تضرب على رأسها بضعف و تبكي و تولول و تندب حظها على تلك الكارثة....... الصدمة كانت شديدة عليها وهي تشعر بالعذاب الذي تعرضت له ابنتها الصغيرة و العار الذي لحق بهم ونكس رؤوسهم و اكثر ما يؤلم في القلب ان لا احد منهم يستطيع مجابهة الظالم السافل و سيضطرون لتقديره و تمجيده و تبجيله عند رؤيته بأي مكان و تحت اي ظرف.

سمعوا جلبة بالخارج و بعض الكلام الذي يعلن عن مجيء رجال ال مالك الى هذه المزرعة و كل الناس خائفين منهم لكونهم احرقوا ديارهم في المرة السابقة ترى ما الذي يريدونه هذه المرة و اي شر يضمرونه اليوم؟

فتحت جميلة النافذة و قالت بقلق: "انهم يقتحمون بيت العم غانم لا اعلم لماذا.......... ماذا هناك يا ترى و اي افتراء اتوا به؟"

تحركت سعاد برعب من ذكرهم و قالت بضعف: "جميلة"

اسرعت اليها امينة و ساعدتها بالاعتدال قائلة: "على مهلك يا ابنتي الحبيبة لماذا تخشين من الارتماء بحضن امك؟ و من تظنين احرص و ارحم مني عليك"
خفضت سعاد بصرها بدموع و مسحت امينة على وجهها و ابعدت شعرها عن جانبي و جهها قائلة: "لا بأس ستتعافين........ عليك استيعاب الحادثة و التغلب عليها............. غدا سينال ذلك الفاسد الظالم المتجبر عاقبة عادلة من الله"
جميلة و بحزن: "يا الله لقد اخذوا شاهين ابن غانم.......... انهم يعاملونه بعنف شديد و يجرونه الى سيارتهم"

سمعوا شعلان يدخل البيت و هو يقول: "يقال ان شاهين هو المسؤول عن حادثة الحريق و قد اخذوه"

اغلقت جميلة النافذة و ردت الستارة قائلة بجزع: "انه افتراء................يريدون ادخال الرعب في قلوب الناس من تلك العربدة كل فترة يختلقون بدعة ما من اجل الارهاب لا اكثر"

ثم نظرت الى سعاد التي كانت تتنفس بصعوبة و قالت لأمينة: "ان سعاد متعبة و بحاجة للعلاج السريع"

دخل شعلان الحجرة و هو مقطب الجبين و مهموم و وضع كيس الدواء على المنضدة و تطلع بوجه جميلة قائلا: "حمدا لله انك منتبهة ستتعافين قريبا و تعودين كما كنت يا ابنتي لا تقلقي"

احنت رأسها و اسندته على كتف امينة و هي صامتة و كأنها تعيش لحظات فراغ و تشعر بأن الموت يلاحقها كل لحظة انها كالجثة الهامدة.

جلس على كرسي قرب الباب و قال بشقاء: "المسكين غانم شعرت بضعفه و و قلة حيلته وعجزه للدفاع عن ابنه اخذوا الشاب و هم يعتدون عليه بالضرب و ادخلوه السيارة بالركلات............ هناك شاهد شهد بوجوده قرب المزرعة اثناء الحريق و كان هاربا حينها و لا اعلم ماذا سيكون مصيره............. ليكن الله بعون عائلته ......... قلت الف مرة لأولئك الشباب و على رأسهم مجاهد تعقلوا و لا تظهروا غضبكم و حقدكم على اولئك الناس ........... انهم الان مصدر شبهات كلما وقعت حادثة لأن الكل يعلم ان مجاهد و رفاقه متمردين على ال مالك و حكمهم في هذه الارياف و سيادتهم"

ارتجفت شفتي سعاد و احتقنت عينيها بالدموع عندما قال شعلان بتعب: "ان علام هو الذي يحرض داغر للقيام بكل هذه الترهيبات ان داغر يده التي يقطع بها السنة الناس و يتظاهر بالنسك و العدل و كلما اشتكى احدهم من اساليب ابنه يدعي انه لا يعلم و انه سيكلمه و يمنعه من تكرار ما يحدث بينما هو الرأس المدبر و داغر مجرد اداة تنفيذ............. لبئس الاب الذي يوزع الادوار على ابنائه احدهم يلهيه بالتجارة و كسب الاموال بأي وسيلة في المدينة و الاخر بجباية الضرائب و الغرامات بدون عدل و انصاف و اخر يمسك له مصالحه في الشركات الخاصة ليجعل الاخير كرجال الامن يفتك بالناس الابرياء و يضعف عزيمتهم بالقوة........... كلا استخدمه ىحسب ما يتمتع به من صفات و وجد في داغر الشاب الغليظ الذي لا مكان للرحمة و الشفقة في قلبه فأعجب به و قربه لأنه اكثر اولاده شبيها به و يذكره بايام صباه و شبابه......... ليكن الله بالعون و ليرفق بالعجزة امثالنا............ كل واحد منا لديه ما يخشى عليه اولاده و بناته............. ما دمت احيط عائلتي بذراعي فما زلت بامان فقط مجاهد لو يلجم لسانه و يحد من تهوره و اندفاعه لما اصابه مكروه ابدا.......... فالذي يسكت لا احد يستطيع ايذائه.

خفضت جميلة بصرها بحزن و هزت امينة ببطء و هي تحتضن سعاد التي كانت ترتجف لتذكرها تلك اللحظات العصيبة عندما كان يطاردها و يحاول الامساك بها بأي وسيلة........... اغمضت عينيها و قاومت بكائها أفعلته هذه ايضا بتدبير من والده؟.......... ام ان الشر متمركز بنفسه......... هو لا يقل عن علام حيلة و مكر و ربما اكثر......... لا رحمة لديه اذ توسلت الى اخر لحظة ان يتركها و لا يسلبها شرفها و يضرها........ كان لا يسمع و لا يفهم لغة البشر لأنه حيوان لا اكثر.

اقبل فوزي و هو متجهم و لما علم ان امينة عرفت كل شيء اصبحت مهمته اسهل و اخبرهم انه اقنع طبيبة زميلة له بمتابعة امر سعاد و التزامها لكنها تحفظت و ترددت لأنها قضية اغتصاب و رفضت التورط بهكذا قصة و بعد اقناعها وافقت ان تأتي اليها سعاد الى عيادتها الخاصة لكن المشكلة تكمن في كيفية خروج سعاد و بهكذا حال من البيت و بأي حجة و كيف يخفون امرها في هذه القرية الصغيرة التي سرعان ما يشاع فيها اي موقف او ريبة او خبر و لا تخفى فيها خافية.


هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس