و تستمر فى حياتها. و لكن هذه المحاكمة ايقظت شعورها بالعجز و اليأس
بوضوح مؤلم. هل هذا هو الشعور الذى يعانى منه لوكاس هاستينغز, فى هذه
كان القاضى قد أمر المحلفين بأن لا يقرروا إدانته إلا فى وجود برهان قاطع,
التزمت اندريا بهذه التوجيهات حرفياً, و قد حللت و تفحصت البراهين المقدمة
بتمعن علها تجد ثغرة فيها. كان واقع عدم استطاعتها العثور على براهين فى مصلحته,
هو الأمر الذى قادها فى النهاية للتصويت مع الآخرين فى إدانته. ولكنها لم تستطيع منع
الإحساس العميق بداخلها فى ملف النيابة العامة كان محبكاً و متكاملاً أكثر من الازم.
أحياناً لا يعطيك البرهان القاطع القصة كاملة, و أحياناً يعطيك قصة مختلفة تماماً.
منزعجة من شكوكها التى أتت جذورها من الماضى, صلت اندريا متمنية أن تكون
قد حققت العدل فيما يتعلق بالمتهم, المشكلة فى أن قرار الإدانة لم يشعرها بإحقاق العدالة.
نظرت خفية إلى بقيت المحلفين علها ترى على وجوههم أى أثر للصراع الداخلى بشأن شك
فى صحة القرار. عرفت من التعابير على وجوههم أن رأيهم بقى على حاله.
"سيد هاسيتنغز..." بدأ القاضى كلامه: "أريدك أن تعلم بأن جريمة الاحتيال
و الاختلاس فى شركة هاستينغز, رادلى و فيانس لبيع الاسهم, الشركة المحترمة
و الناجحة التى أنت أحد مالكيها و المؤتمن عليها, تضر بسمعة جميع المؤسسات
المالية التى وضع الجمهور ثقته بها. بما أننى لا أجد أى مبرر شرعى لتصرفك هذا,
فأنا أحكم عليك بالسجن لمدة خمس سنوات فى سجن رد بلوف الاتحادى, و لكن فى
حال كان سلوكك حسن فى السجن سيُطلق سراحك بعد ستة أشهر و تبقى تحت المراقبة,
لأنك أعدت الأموال التى أختلستها من ممتلكاتك الخاصة. أعهد بك الآن إلى قوى الأمن
المنوطة بنقلك إلى السجن."
اصيبن اندريا بمغص شديد فى معدتها عندما سمعت كلمة سجن, أرعبتها فكرة البقاء
يوماً واحداً وراء القضبان, فكيف بستة أشهر. الأمر الوحيد الذى هدأ من روعها هو
أن لوكاس سيرسل إلى السجن ذى احتياطات أمنية خفيفة.
مــنـــتــديـــات شبكة روايتي الثقافية ــــــ
حسب قول بول ياتس, كاهن الرعية فى الكنيسة التى تعمل فيها, أن سجن ردبلوف هو
مخيم اتحادى, حيث يقضى مرتكبو الجرائم المالية مدة سجنهم, مثل لوكاس هاستينغز...
ذو مراكز هامة ارتكبوا جرائم التهرب من الضريبة بوسائل احتياطية و يحتاجون للحماية
من المجرمين الخطرين المسجونين فى سجون احتياطات الأمن فيها شديدة جداً.
على الأقل, أنه لن يقضى فترة حكمه مع القتلة المتمرسين.
لسبب ما لم تستطيع اندريا تخيله مسجوناً فى المكان نفسه مع زهرة منسية
هؤلاء حتى ولو كان خارج على القانون.
لم تلاحظ بسبب استغراقها بالتفكير أنها كانت تحدق فى المتهم, و هزها أن تكتشف
أن نظرته النافذة التى كانت تحدق إلى منتديات شبكة روايتي الثقافية القاضى قد تركزت عليها فجأة
لاحظت مراراً خلال فترة المحاكمة أنه كان يحملق بها. تلاقت نظراتهما أكثر من مرة
فى توارد أفكار رزين و استطاعت أن تشعر بمزاجه من قراءة التعابير فى عينيه, اللتين
كانتا تتحولان من النظر و المراقبة إلى التفرس و التقييم.
أصابتها الرجفة هذه المرة. ظنت فى لحظة قصيرة أنها لمحت ومضة حيرة