عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-09, 02:55 PM   #9

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk



وفكرت أنه بذلك يسدي لها خدمة كبيرة . . . ووجوده سيكون ألطف من وجود عمها هاريس عندما ستلتقي بأخيها . وكأن الأب فرانك أدرك بماذا تفكر.



(( هذا لا يسبب لي إزعاج , تأكدي , فأني سأؤجل زيارتي لموعد آخر, فأنا لا أريد أن أفسد لقائكما ))



كانت راشل شابة متحفظة دائماً, فابتسمت للكاهن .

(( آه, يا أبتاه ! أنت قديس! ))

صرخت بحماس.



فأحنى الأب فرانك رأسه وابتسم بتواضع.

(( أنا أفعل ما بوسعي يا أبنتي .))



كان جبين الرجل مرطباً, وقميصه أيضا مبللاً بالرطوبة, أوه أين يكون إبليس عندما نحتاج إليه ؟ تساءل الرجل غاضباً وهو يغمض عينيه من النور القوي, وكانت الرمال تحرق قدميه وكان يتقدم بصعوبة.



تابع الرجل الذي يدعى ايميت شاندلر سيره على رمال الشاطئ , فبالتأكيد هو لن يشبع ظمأه لهذه الشمس القوية , يجب أن يبدأ بعمله بسرع ة, وإلا فإنه سيخاطر وسيموت وستنتهي حياته عاطل عن العمل في هذه الجزيرة .



أوه ! أنه بحاجة لعدة أشهر من الراحة وكان يشعر بألف إشارة صغيرة , وبهواء بعد الظهر الخانق , وبالقلق الكبير وبحاجة كبيرة تدفعه للإكثار من الشرب والتدخين, فهو يشعر بأن شيئا ما سيحدث , أنه مداهم هذا أفضل أنه لم يعد يقوى على الصبر.



لا يمكننا أن نقول نفس الشيء عن هاريس شاندلر, فإن زجاجة الروم تكفي لإرضائه!.
"

لا شيء مستعجل يا ولدي العزيز! وكل شيء بأوانه" هذا ما قاله له في نفس ذلك الصباح.



"
دع كل شيء للقدر؟" لا, لا لقد سبق له وانتظر طويلاً, خمسة عشرة عاماً وهذا يكفي.
لقد بدأت عضلات ساقيه تتقلصان وتجتاحه الآن أحاسيس قوية, أنه يحاول استعادة قوته ورشاقته التي كان عليها في السابق, فهو كرجل في الأربعين من عمره أحس بأن جسمه يضعف بسرعة عندما يمضي ستة أشهر بدون حراك في غرفة لا يتعدى طولها وعرضها المترين.




"
ها نحن هنا يا أبني العزيز!"



حتى من بعيد عرف قامة هاريس شاندلر وهو يقف تحت سقف الشاليه , ومهما كان عدد زجاجات الكونيل التي شربها كبيراً فإن هاريس يبقى دائماً على أناقته.



"
أنا لا أحب الزيارات غير المتوقعة , وأنت تعلم ذلك جيداً" قال له الرجل الذي يدعى ايميت وهو يصعد الدرجات الثلاث.



"
ليس لديك ما تفعله هنا على الأقل قبل أن توجه إليك دعوة".



"أسكت , أسكت , يا لهذه الضيافة السيئة

. . ."

ورمى هاريس نفسه على الكرسي الهزاز


" . . . لو تنازلت وامتلكت هاتفاً بالصدفة كان بإمكاني أن أتصل بك وأعلن عن قدومي . . . "



"
اتفقنا إذاً لم أخدع ؟ فنحن لا نريد أن تبقى عائلتي العزيزة بقرب الهاتف ليلاً ونهارا للإطمئنان على صحتي".



ثم جلس ايميت على الأرجوحة المنصوبة في الزاوية الأكثر برودة.


وأحيانا يبدو إليه في الليل وكأن جدران غرفته تقترب من بعضها وتكاد تطبق عليه. وكي لا يموت خنقا كان يخرج من غرفته مسرعاً وينام على هذه الأرجوحة . ولم يكن أحد يعلم بما يحدث له في الليل , وخاصة هذا الساخر هاريس .



"
أوه , أنا لم أغير رأيي, وهذا يبدو لي أفضل بكثير وبالتالي ستضطر لقبول زيارات مفاجئة من وقت لأخر .أليس لديك شيئا نشربه ؟ إن الهواء خانق هذا اليوم ."


أغمض ايميت عينيه وقال له :

"

ستجد في الثلاجة بعض البيرة , وأحضر لي معك واحدة".



"البيرة!"

كرر هاريس بانزعاج.


فلم يجبه ايميت واكتف بالتنهد . فنهض هاريس وأتجه إلى المطبخ بخطوات ثقيلة, ثم عاد يحمل زجاجتين . فمد ايميت يده ليتناول واحدة دون أن يفتح عينيه.

"أنت رجل متوحش , فهذا ليس بالشراب الذي يليق بالناس المتمدنين"
قال له هاريس وهو يجلس على الكرسي .

"أتريد أن تقول بأن عائلة شاندلر أرستقراطية ولا تتنازل وتشرب من هذا الشراب الشعبي؟ حسناً يجب أن يستسلموا فايميت شاندلر, تغير كثيراً خلال هذه الخمسة عشرة عاماً وأصبح من ذواقي البيرة".

"بالنسبة لايميت فلا شيء يدهش العائل ة. وكيف تشعر أنت؟"
سأله هاريس وهو يتأمله ممدداً في الأرجوحة .

"بخير, هاريس, وأنت؟".

"لا تسخر مني . يا أبني العزيز بهذه الحرارة هذا مضجر وممل . هل تشعر بأنك أصبحت جاهزاً للمرحلة الثانية من مشروعنا؟".

"أنا في أحسن حال . والوقت الذي يلائمك يلائمني"
أجابه ايميت بجفاف .
وصمت قليلاً ثم أضاف:
"حسناً , بماذا نهتم الآن؟ بالصحف؟".

"هذا ممكن . سأنظم الترتيبات القانونية مع المحامين في الأسبوع المقبل . وبعد ذلك سنحدد خطة عملنا فكل الجزيرة علمت بظهورك المعجزة . ولم يحدث شيء بعد , بدون شك علمت كل الجزر القريبة والبعيدة"
ثم نظر إلى داخل البيت الصغير .

" . . . سأشرب زجاجة بيرة أخرى قبل عودتي إلى الفندق . فسنلعب البريدج هذا المساء . وإذا ربحت فإني أدعوك للعشاء مساء الغد".

"لايوجد بيرة أخرى لك"
صرخ ايميت.

"وأنا أعتقد بأنه يجب أن لا أظهر في المدينة كثيراً, أليس كذلك؟".

"يبدو أنك غير مهتم كثيراً بهذه النقطة من اتفاقنا وتلك السيدة الشابة من اللوتيس فلوتان هي جذابة جداً, إذا كنت تحب هذا النوع".

"صحيح , أنا أحب هذا النوع . فلا تتدخل في ذلك , هاريس إن علاقتي بمالي لا تعنيك أبداً".

"طالما أن هذه العلاقة لا تفسد شيئا يا بني, سأكون أخر من يعترض"
ثم نهض هاريس ومسح جبينه بمنديل نظيف ومرتب.

فابتسم ايميت له وقال :
"لا تخف, يا عمي لا تخشى شيئاً".

"هل الحرارة دائماً مرتفعة هنا , أيها الأب فرانك؟".

ورفعت راشل خصلات شعرها . فمنذ خروجها من الطائرة والهواء أصبح حاراً ورطباً حامياً جداً , وبرغم الشبابيك الأربعة المفتوحة كان الجو خانقاً فيها.

"سنصل بسرعة إلى أخيك , فالشاليه الذي يقيم فيه يقع قرب البحر . وهناك يكون الطقس منعشاً أكثر".

"هل يسكن ايميت فيه منذ مدة طويلة؟".

ولم يكن الحر وحده يربك راشل , لكن أفكاراً كثيرة كانت تشغل بالها. هل سيتذكرها أخوها ؟ وإذا رفض رؤيتها ؟ هل سترحل من جديد؟ أنها لن تجرؤ على ذلك , فإن هذه الرحلة فوق البحار مفزعة جداً. وهي لن تعيد الكرة من جديد وتركب الطائرة قبل مدة طويلة.

"منذ عودته كان يعيش فيه قبل اختفائه في الستينات كما قيل لي . . ."
أجابها الأب.

وكان الأب فرانك حساسا فأدرك قلق الفتاة.
". . . لا تخافي يا راشل . فإن ايميت لن يسيء استقبالك . فإنهم يصفونه بأنه رجل طيب وعادل . قد تفاجئه زيارتك لكنه عندما سيفيق من ذهوله سيكون سعيدا بك .أنا متأكد من ذلك. ولا تنسي إذا واجهتك أقل مشكلة , أو إذا كنت بحاجة إلى مكان تنامين فيه وإلى شخص تتكلمين معه لا تتأخري أبدا وتعالي إلي".

فابتسمت الفتاة ممتنة .
"أنت لطيف جداً . يا أبتاه , وأنا أشكرك ولكن معك حق فليس هناك من مشكلة , لقد كنا أنا وايميت دائماً متفقين . وأنا أحبه أكثر من أي إنسان أخر . وهو يعلم بأنني لن أسبب له أذى . وسيكون سعيداً بوجودي قربه . أنا متوترة فقط , وهذا أمر طبيعي لقد مرت خمسة عشرة عاماً خفت كثيراً خلالها أم يكون قد مات".

فربت الأب على يدها.
"أنه حي وهو على بعد مئة متر من هنا فقط. . ."

فوقف قلب الفتاة مع توقف سيارة الإجرة وأخيراً وصلت.








* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس