- ولكن ماأدراك أنت؟ ماعليك سوى ان تأملي بأن تجري الأمور كما نتمناها يا ابنتي , فالثروة في النهاية
ستؤول اليك ولا تقولي ان هذا الأمر لا يسعدك.
- في الواقع , لست مهتمة بالثروة وقريباً سأصبح فقيرة.. ارجوك خذ منها علبة الدخان , فهذه العلبة الرائعة
حتى الساعة ماعدا ما دخنته منذ الصباح الباكر.
--------------------------
- فيليبا كيف تجرؤين على مخاطبة والدتك هكذا.
- آه يا والدي كلنا نعلم انك تدخن كثيراً فمابك تقف مكتوف اليدين , افعل شيئاً بدل تجاهلك للأمر .
- تناسى الموضوع فيليبا فنحن نتناول الطعام , وإذا كنت غير قادرة على ذلك , فمن الأفضل ان تتركي
- هذا ماسأفعله, فلم أعد احتمل المكوث معكما , سأنزل الى الاسطبل فعلى الأقل سأجد رفقة مسلية
بقيت بيبا متوترة وهي في طريقها الى الإسطبل, متأسفة على فظاظتها مع والدها لكنها لم تستطع شيئا آخر ,
انما ما أذهلها حقاً هو ان شوان لم يأت لاجل المال ويبدو ان لديه اعمال في كافة المجالات .منتديات
كانت الاسطبلات توحي بالدفء والهدوء , وعندما لمحها فيوري وليدي اسرعا للقائها , فقد كانا يعلمان جيداً
بأنها جاءت اليهما بتفاحتين , جلست بيبا تراقب الحصانين وهما يأكلان بسعادة الأمر الذي جعلها تنسى
- ربما قد حان الوقت ليكون لي مسكني الخاص, فأنا في الحادية والعشرين ولكن أين سأضعكما ياجواديّ
العزيزين؟ سأفتش لكما عن اسطبل آخر ولكنه لن يكون اجمل من هذا البيت.
عادت بيبا الى عملها في اليوم الثاني للجنازة , لقد كانت تملك متجراً لبيع الزهور هي وصديقتها مارغوري,
انهما في هذا العمل منذ ثمانية عشر شهراً , وهذا المبنى يقع في مبنى قديم يعود الى العصور الوسطى,
قرب كافيتيريا صغيرة ومحل العمل في المتجر ناجحاً بسبب موقعه الذي جذب كافة السائحين حتى انهما
قررتا ان تفتحا فرع ثان للمتجر.
كان نهاراً مضنياً عندما حانت ساعة الاقفال , في ذلك الوقت قرع الباب ودخل شاب يطلب من مارغوري
المساعدة في اختيار باقة زهور كي يرسلها الى فتاة , ولم تلتفت بيبا لانشغالها في إعداد طلب لزبون
لكن لفت انتباهها صوته عندما قال:
- اريد باقة من الأزهار لارسلها الى احدى السيدات , الورد ربما .
فأدارت رأسها لتلمح شوان الذي كان يتابع كلامه وكأنه لم يرها ابداً.