- أنني لم يسبق ان رأيت شيئا مماثلا : لقد ... توقفت وسط عبارتها "
أخد " مات " يفحص الأنفاس السريعة والقصيرة التي تهز صدر " تيفاني " وقال :
- لا – أنها منهكة بسبب فرق التوقيت وتعب الرحلة . أي إنسان في مكانها كان من الممكن ان ينهار قبل ذلك بكثير . كان من الواجب ان ندعها تنام من وقت طويل .
- يحزنني ان أوقظها ألان ولكننا لا نستطيع ان نتركها هنا وافقها " بيت "
- استطيع ان احملها الى سريرها ويمكنها ان تقضي ليلة في نوم هادئ بغطاء ثقيل .
كان " مات " يتحدث بلهجة لا تقبل المناقشة .
- ان لديك فكرة محددة ودقيقة عن هده الشابة . وهذا ليس من طبعك أبدا يا " مات " ما الذي حدث
- لا تبالغ في الأمر – فانه لو استيقظت " تيفاني " فإنها ستتضايق أكثر لو وجدت نفسها بين ذراعيك بدلا من ذراعي ... اقصد من يحملها .
- لقد فهمت قصدك بالضبط ولكن لأي سبب ستكون اقل ضيقا معك ؟
- دع " مات " في حاله يا " بيت "
ألقت " جاكي " نظرة تأمر الى " مات "
- ولكني أخشى ان تصل به الطيبة لدرجة مساعدتها على خله ملابسها .
- لا تخف فأنني سأتصرف كرجل راق – ثم أنها صغيرة وبريئة لا تصلح لذوقي .
- هل هذا سؤال أم جواب ... سأجيب إذا رغبت ...
- لا أنت بالذات لا تجيبي .
حمل " تيفاني " بين ذراعيه وهو يدعو السماء إلا تكون قد سمعت شيئا ثم صعد بها الدرج .
كان نبضه قد تسارع بدرجة خطيرة عندما دخل الحجرة ليس بسبب وزن " تيفاني " بالطبع أحس بأنفاسه حارة على رقبتها كان النعاس قد أرخى جسدها وزاد ليونته ولم تعد لديه رغبة في يضعها في الفراش وان يغطيها ويرحل . كان على استعداد ان يظل يحملها طوال الليل حتى ولو لم يحدث أي شيء أخر . تساءل " مات " ان كان فقد عقله عند عبوره باب المطار
وضعها على السرير واخذ يتأملها وأحس بعاطفة تجتاحه .بشيء ما جعله يضطرب . حاول ان يطمئن نفسه بان ما يشعر به هو أمر طبيعي نتيجة اشتراك ظلمة منتصف الليل مع ملمس هذا الجسد الرقيق ورؤية رموشها الطويلة تنزل على بشرتها الحريرية . كل ذلك وعوامل أخرى لا يمكن إلا يهتم في ظل وجود ذلك .
ولكنه كان يعرف انه يكذب على نفسه فان تلك العاطفة التي يحسها لا دخل لها بكل هذه التفاصيل اللذيذة . بل ان كل ذلك لا يعد مهما بالنسبة لهذه اللعبة الصغيرة . ان هذه الفراشة النائمة قد سحرته تماما واستولت على لبه ولو كان لديه أحساس بالواقع لفر هاربا وضع وسادة في حنان تحت رأسها تلك التي لمست داخله وترا حساسا بطريقة فعالة .
لا . انه لن يفر ولن يحمل ضدها أي ضغينة : لقد غمرته موجة من الحنان وطبع قبلة على جبينها .
فتحت " تيفاني " عينيها قليلا . لم يعرف ان كانت عيناها تعبران عن الفزع أو الضيق أو الذهول ولكن قبل ان يبرر فعلته ابتسمت له :
نطقت هذه التحية وكأنها تعرفه من زمن ثم تركت يده لتغوص في النعاس على الفور.
توقف الزمن بالنسبة لــ " مات " وقد انحنى فوقها وحلقه جاف . بعد لحظات بدت دهرا أفاق وهز رأسه ليفيق . كيف يجف حلقه هو من اجل امرأة ؟ أنها امرأة تعرف عليها لتوه وهي صغيرة جدا وفي غاية البراءة ومن مواطني الجزر . وهي لا تتحمل برد أقصى الشمال . أتجعله يفقد عقله " لابد ان يخرج من هنا في الحال "