ولاحظت لافته صغيرة على احد الجدران مكتوبا عليها " مسموح بدخول الفتيات "
- يبدو ان هذا يناسبك تماما يا "مات "
- لقد كتبتها من اجل " بيت " في فترة ما . وقتها لم يكن لذي إمكان وضع قدمي داخل الكوخ . فقد كان دائما يطردني منه وكان هذا هو انتقامي .
- أدار " مات " اللوحة على الوجه الأخر حيث كان مكتوبا غير مسموح بدخول الفتيات ولا يوجد إي استثناء .
اخدت الشابة تضحك من اللافتة والشعار .
- لا اعتقد ذلك – أنني ارتدي ملابس كافية ولكني اعتقد ان جسمي لم يتالقم بعد على الجو هنا .
جلس " مات " وامسك بيدها في يده وقال :
- كم من الوقت تعتقد سيمر قبل ان تهدا الريح ؟
- من الصعب التنبؤ بذلك – هل تحسين بالعصبية ؟
ترددت " تيفاني " أنها تحس بالراحة بجواره في هذا الكوخ . ولكن بهجة الحياة هذه هل تدوم ؟
- لا على الإطلاق – هل يجب ان أكون عصبية ؟ وما الخطر الذي ستواجهه لو ساء الطقس
- توجد معدات طوراي في العربة .لو استمر الحال هكذا وقتا طويلا فأنني سأقوم بتدفئة هذا الكوخ لدرجة قد تضطرين معها للخروج لاستنشاق الهواء المنعش .
صدقته " تيفاني " بسهولة . أغلقت عينيها وتصورت نفسها ممددة على سرير من الخضرة وسط غابة مليئة بعبير الأزهار ولا يوجد سوى حفيف الريح وهو يصطدم بفروع الأشجار ... كم هو رائع ان تكون بعيدة عن ضوضاء العالم المتحضر . ولكن عليها ان تواجه في تعقل نصف الساعة التالي وتفكر في المزرعة وفي الطريقة العتيقة التي تربى عليها " بيت " و " مات " هنا .
بدأت العاصفة تهدا شيئا فشيئا وأوشكت تلك اللحظات الحميمة ان تنتهي .
- ان هذا المكان ساحر فعلا – أتعرف ماذا يعجبني أكثر هنا .
- الصمت والسكون – قمة الصمت .
- وهل تعرفين ماذا يعجبني ؟
هزت " تيفاني " رأسها نفيا وهي تبتسم .
- أنت ؟ أنت تعجبينني يا " تيفاني جرير " سواء أردت ذلك أم لا . إنني اقضي نصف وقتي اقسم إلا المسك والنصف الثاني في الحنث بهذا القسم .
لم يعد للعالم وجود بالنسبة لهما . ان هذا الكوخ الصغير هو عالمهما الذي يضم كليهما وقد غطى جسمه من اعلى الى أخمصي قدميه بملابس ومعدات كرجال الفضاء ورغم ذلك كانت حرارة العاطفة تخترق كل هذه الدروع لتصل الى الأخر .
ان " مات " من ألان هو الذي يهمها في هذا العالم و " تيفاني " هي التي تهمه أيضا في هذا العالم .
هبت دفعة شديدة من الريح اخترقت نافدة الكوخ . وأفاقا من حلمهما ساعدها على النهوض وهو يقول :
- لست ادري ماذا حدث لنا .
- ولا أنا كذلك يبدو ان عاطفتينا أنستانا ما نحن فيه . لنعد الى البرد والصقيع الذي يكسو الأرض ولنعد الى عالم الجدية والعمل عادا الى العربة البخارية في صمت بعد ان هدأت العاصفة .
- لنرحل وإلا وجدنا جسمينا وقد تجمدا هنا .
ابتسم لها قبل ان ينطلق بينما قلب " تيفاني " يدق بشدة وأغلقت عينيها لتتمتع باللحظة التي أوشكت ان تنتهي ...