الموضوع
:
534-خيوط المصير - سارا وود - د.ن ( كتابة / كاملة )**
عرض مشاركة واحدة
05-05-09, 10:54 PM
#
5
Emy Abo-Elghait
نجم روايتي و قلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام
?
العضوٌ???
»
2605
?
التسِجيلٌ
»
Feb 2008
?
مشَارَ?اتْي
»
5,170
?
مُ?إني
»
عروس النيل
?
الًجنِس
»
?
دولتي
»
?
نُقآطِيْ
»
¬»
¬»
?? ???
~
إلى المشاعر تفضل هي أن تبقى خامدة
.
لقد مر النهار بأكمله كأسطورة خرافية، فالكل مشغول بحفلة زفاف شقيقتها و أخيها جون، النزهة الرائعة في أملاك
القصر ، المأدبة الرائعة المتألقة، ثم بعد ذلك قاعة الرقص، فلاعجب إذن أن تترنح قدماها فوق الأرض كلا،لا يمكن
هذا، فهي المفروض فيها أنها العاقلة و الواقعية الوحيدة في الأسرة وقد حان الوقت لتستقر على أرض ثابتة مرة
أخرى
.
وقالت باقضاب وهي تقف في الطريق مظهرة الضيق:" أرجو أن تذهب، فأنا أحب الانفراد بنفسي
".
فتمتم يستفزها:" أتواجهين التحدي ولا تقبلينه؟
"
فزمت شفتيها وقالت بصلابة لم تشعر بها تقريبا:" انا لست متحدية، اسمع إذا كنت مصمماً على أن تمنعني من
الانفراد بنفسي، فإنني أنبهك إلى حقيقة، قرابتي لصاحب هذه الأملاك ، فإنني أحق منك بهذه البقعة من الأرض
".
ولوحت بيدها على نحو مبهم نحو بساتين البرتقال حيث يعبق شذاها
.
وأجاب ببطء وقد تحجرت ملامحه:" لو كنت مكانك لما عولت على هذا
".
وأمعنت فيه النظر بعينيها العسليتين الكبيرتان وهي تقول معنفة:" لقد تزوجت
شقيقتي من الكونت اسطفان هوزار اليوم ، وهذه هي ممتلكاته و أخي هو مدير
فندق قصر هوزار
..".
فقال :" إنني مقتنع بكون علاقتك متينة بهذه الأرض
".
وأدهشهاا أن ترى فمه يتوتر وقد غشت عينيه مسحة ألم ، وهو يتابع قائلاً:" ومن الطبيعي أن تتصوري أن حقي في الوجود هنا هو أقل من حقك
".
قال هذا و كأنه ليس حقيقياً، وهو مستحيل طبعاً، وتساءلت عما تراه يحاول أن
يقول فإن ثمة شيء في سلوكه، وكأن تحت مظهره الدمث ذاك استياء من اسطفان
لامتلاكه القصر، ولم تعرف ما الذي أوحى إليها بهذا الشعور ولكن ربما هو
ذلك الازدراء البادي في التواء شفتيه عندما ذكرت اسم اسطفان، وذكر حقها في
الوجود هناو النظرة المتملكة التي تبدو في عينيه كلما نظر إلى الأ**** هذه
، وارتجفت وهي ترى عينيه مصوبتين نحوها، باردتين قاسيتين، فتمالكت نفسها
بسرعة وهي تقول متهكمة:" حسناً، لا أعقد انك سبق و اشتريت هذه الأ**** من
صهري يوم عرسه
".
فأجاب وقد استحالت رقة صوته إلى خشونة:" لو كنت اشتريت لكان هو الآن و شقيقتك دون بيت وكذلك والدته الكونتيسة التعسة
".
وفكرت فجأة في أنه يكرههم جميعاً ، وشحب وجهها لهذا ولكن لماذا؟ وسألته بحذر:" و ماالذي تعرفه عنهم؟
".
فقاطعها متجاهلاً أسئلتها وهو ينظر إليها عابساً:" هل تنوين الإقامة هنا؟ لتكوّنوا أسرة كبير سعيدة؟
".
فأجابت باقضاب:" كلا
".
كانت الحاجة إلى معرفة المزيد عن هذا الرجل، و تهذيبها الأصيل يدفعانها
إلى أن تضيف قائلة:" ان هنغاريا بالغة الجمال وشعبها رائع، وقد استمتعت
بوجودي هنا إلى حد بالغ، ولكنني وشعبها رائع وقد استمتعت بوجودي هنا إلى
حد بالغ، ولكنني أعشق منزلي في ديفون إلى حد لا يمكنني تركه بصورة دائمة
".
وشردت نظراتها حالمة وقد تلاشى القلق من ملامحها، لتنقلها إلى هناك حيث
التلال الخضراء و الغابات القديمة و منازل قريتها وايكوب الحجرية التي
يرفرف فوقها الهدوء و السلام، كلا إنها لن تقبل الاستقرار في أي مكان آخر
أبداً ..أبداً
.
قال وهو ينظر إليها بعينين حادتين:" ثم ان لغتك الهنغارية جيدة إلى درجة غير عادية كما ان لكنتك غير سيئة هي أيضاً
".
فقالت شاعرة بالسرور لهذا المديح:" شكراً
".
وابتدأت تدور حوله راجعة ليلحق هو بها على الفور مقترباً منها، بينما
استطردت تقول:" لقد قمت بدورة تعلمت فيها هذه اللغة إنني احتاجها في عملي
الجديد، وقد تعلمت أيضاً اللغة الروسية في المدرسة وهذا سيساعدني كذلك،
هذا إلى واقع أن أمي كانت هنغارية
".
ولم تبد عليه الدهشة، مما خيب أملها نوعا ما، فقد كانت مزهوة بالسرعة التي تمكنت بها من تعلم هذه اللغة المعروفة بصعوبتها
..
وقال بهدوء:" ربما جذورك هي أقوى من نشأتك، ذلك ان دمنا له خاصية لا يمكن أن يغفلها المرء
".
فنظرت إليه سوزان وقد أدهشتها تلك الرجفة العاطفية في صوته ولكنه تابع
يقول :" وها أنت تتدربين على اللغة بالتحدث مع الضيوف الهنغاريين أثناء
هذا العرس المزدوج، وهكذا تغمر السعادة هذه
الأسرة
".
ونطقه للجملة الأخيرة جعلت جسدها يتصلب، فقد ظهر في لهجته وكأنه يتمنى لهم الشقاء
..
ارتجفت وهي تقول:" لقد تعبنا جميعا للوصول إلى ما نحن فيه، فليس هناك تقدم دون جهد
".
فأجاب بجفاء:" هذا صحيح، فقد بذلت أنا جهداً كبيراً حتى تمكنت من التطفل على حفلة العرس هذه
".
فتوقفت عن السير وقد استبدت بها الحيرة وهي تسأله: " هل أنت متطفل؟
"
إنه لايبدو بهذه الصفة، فهو بهذه الملابس يبدو أنيقاً يحسده عليه معظم الرجال، وهذا يجعله من غير
المعقول أن يقوم بهذا العمل
وفجأة خطر على فكرها أن يكون عدوا غير مدعو جاء ليتسبب في إحداث
مشكلة
.
وسألته بحدة:" لماذا جئت إلى حفلة العرس؟
"
فأجاب وقد ضاقت عيناه:" آه، إنه الطعام و المرح و مقابلة الناس". ولمعت عيناه اللتان كانتا تراقبان ملامحها وكل
حركة تقوم بها بكل دقة، بينما كان يتابع قائلاً:" ثم انه كان يهمني أن أرى هذه الأملاك و صاحبها
".
وتصاعدت خفقات قلبها، لقد تضمنت لهجته هذه التي تنضح بالمرارة، معاني جمة، سألته بصوت خشن وقد اتسعت
عيناها قلقاً:" هل جئت لإحداث المشاكل؟
"
فأجاب بصوت فاتر خال من التعبير:" لقد سبق و عشت هنا
".
وشهقت وهي تسأله:" في القصر؟
"
فأجاب باختصار:" لقد ولدت هنا
."
فقالت:" ولدت هنا؟ هذا غريب، لا عجب إذن أن تشعر بالرغبة في التطفل و القيام برحلة الذكريات العاطفية هذه
"
وتجاهلت الالتواء الساخر في شفته التي تعني أنه لايعرف معنى الذكريات العاطفية، وأخذت تفكر بسرعة، مادامت
الكونتيسة قد أقامت في القصر طيلة حياتها.. وليس لها أقارب أحياء، فلا يمكن أن يكون هذا ابن أخ أو ابن أخت.
وعادت تسأله:" هل كانت أمك ضيفة هنا عندما كانت حاملاً بك أو ما أشبه؟"
لقد كانت تعلم أن هنغاريا لابد أنها كانت تحت حكم روسيا في الوقت الذي ولد هو فيه، ولابد أن امه كانت صديقة
للكونتيسة أو لزوج الكونتيسة البغيض، دون اهتمام منها بوضع حاجز بينها وبينه.. ووفقت، ثم رفعت نظرها إليه،
تبحث في ملامحه عن جواب هذه المسائلة الغامضة، فهي لا يمكن أن تشعر بالراحة قبل أن تعرف هذا الجواب.
ولمعت عيناه السوداوان وهو يجيب:" لقد كان أبي يعيش في القصر، وقد خرجت أنا حين كنت ماأزال طفلاًرضيعاً".
ولامست يده رأسها، فجفلت و تراجعت إلى الخلف، بينما تابع هو قائلاً:" إن ضوء القمر يجعل شعرك يبدو كالحرير
التوقيع
حطام أنثى-قلوب زائرة- للكاتبة المبدعة*منة الله مجدي**
Emy Abo-Elghait
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Emy Abo-Elghait
البحث عن كل مشاركات Emy Abo-Elghait