عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-15, 07:25 PM   #147

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

47

استيقظت من نومها كأي يوم عادي ، ارتدت زيها المدرسي وتناولت الإفطار ، وكل هذا حصل وهي تشعر بسكينة غريبة تغمر روحها ، دون أن تعلم بأن هذه ليست سوى مشاعر مزيفة لن تدوم طويلاً ..
غادرت المنزل والحارسين من خلفها ، وسارت بالسيارة إلى مدرستها وكالعادة توقفت السيارة بعيداً قليلاً عن المدرسة لتخرج منها ومات وجون يلاحقانها وهنا كانت المفاجئة ..
كان التلاميذ وعلى غير العادة يتدافعون خارجاً وقد رُسمت على وجوههم ملامح الذعر وكأنهم يهربون من شيء ما .. بلعت ريقها بخوف بمجرد رؤيتها لهم هكذا فهي لم تعد كالسابق جريئة بعد التجربة التي مرت به ، بل أصبحت تتأثر بمن حولها بسهولة ..
لمحها أحدهم ليقول بهمس مسموع : لقد أتت جوليا ..
إلتفت الجميع بإتجاهها حين سمعوا بإسمها وبدأت الهمسات بينهم بشكل غريب مما أثار في داخلها الريبة والشك ..
قبل أن تتمكن من الإستفسار حول ما يحصل أمسك بها جون من جهة ومات من جهة أخرى ثم تحدث أحدهما بجدية غريبة بعد أن رفعاها عن الأرض :" لنعد إلى المنزل يا آنسة جوليا جدتك تريد التحدث معك "
حملاها من ذراعيها بخفة دون الأخذ برأيها لإعادتها ، ولكنها دفعتهما لتسقط أرضاً وتقول بإستياء : " مابكما ؟؟ فجأة تحملانني وتريدان إعادتي إلى المنزل !! أريد أن أعرف ما يحصل في المدرسة "
عاد الإثنان للإمساك بها : " لن تذهبي إلى هناك ، هيا تعالي معنا دون مقاومة "

اصرارهما على أخذها بعيداً عن المكان جعلها تشعر بأن خطراً محدقاً بإنتظارها ، ولهذا هما يحاولان إبعادها عن هنا .. أقبلت إحدى الفتيات إليها قائلة بهلع : جوليا هناك مجنون يريدك أنت وياماتو ، وهو على سطح بناية المدرسة ومعه روز رهينة ..
رمقها مات بنظرة قاتلة جعل وجهها يبهت من شدة الخوف ولذا تراجعت إلى الخلف بسرعة ، بينما جوليا قد تصلبت في مكانها مما سهل على الحارسين حملها للسيارة ..
أطل جون برأسه لرؤية وجهها والإطمئنان عليها بعد أن وجدها هادئة بشكل غريب ، توسعت حدقتا عينه حين رأى ملامحها المرعوبة و فكها الذي كان يرتعش بشدة ..
أنزل بصره نحو يدها التي كانت تشبكهما ببعض وتشد عليهما محاولة إيقاف رجفتها ، همس بخفوت محاولاً بث الطمأنينة في روحها : " آنستي لا داعي للذعر نحن سنحميك بالتأكيد "
رفعت رأسها قليلاً لتظهر ملامحها واضحة ليلاحظا نظراتها الضائعة ثم تمتمت بضعف : كنت أعلم أن ساي سيعود ، ماذا سأفعل الآن ؟؟ إنه ينوي الإنتقام مني ومن البقية بالتأكيد ، لم كان يجب عليه البقاء على قيد الحياة ؟؟ لو أنه مات في ذلك اليوم لكان أفضل لنا ، جميعنا في خطر سنموت بالتأكيد ..
لم يفهما ما قالته جيداً ولكن بحكم بقائهما في اليابان لمدة طويلة كانا قد استوعبا بضع كلمات مما قالت ، وضع مات يده على كتفها : " آنسة جوليا لن يصيبك أي مكروه طالما نحن معك "
غطت وجهها بأناملها وهي تشعر بفوضى عارمة وكأن معركة محتدمة تقام بدااخلها ..
بقيت على حالها طوال الطريق ومات و جون لم يحاولا التحدث إليها فهما يدركان بأن هذا سيزعجها ، وحين عودتهما كان عليهما تنبيهها بذلك وقد تكفل مات بذلك " آنستي لقد وصلنا إلى المنزل "

رفعت رأسها أخيراً ليلاحظا تغير ملامحها من الخوف إلى شيء آخر أبعد ما يكون من الخوف كان جون بإنتظارها في الخارج ولكنها لم تحرك ساكناً ، فعاد لمناداتها مجدداً ولكن لا استجابة ..
أحس بالقلق حيال هذا ، ولذا نظر إلى مات الذي لم يكن أقل قلقاً منه ..
تحدثت جوليا أخيراً بنبرة ثابتة :" أعيدوني إلى المدرسة "
حصل ما كانا يخشونه ، تخطت جوليا مرحلة الذعر وهاهي تفكر الآن في مواجهة ساي ..
نطق جون بصرامة :" انزلي من السيارة حالاً "
ـ " لا أريد أصدقائي في خطر "
ـ "لا داعي لأن تقحمي نفسك فيه "
كادت أن ترد عليه جوليا لو لم تأتي السيدة موتسومي مهرولة وهي تقول بصوت طغى عليه القلق :" أين جوليا هل هي بخير ؟؟ "

أجاب عليها مات بإحترام :" نعم يا سيدتي هي بخير ، لقد تم تنبيهنا قبل أن نصل إلى بوابة المدرسة "
تنهدت بإرتياح وألقت نظرة عليها من الخارج لتقول بتفاخر : هل رأيت يا جوليا لم لم يكن لديك حراس بجوارك كنت لتقعي في مشكلة أخرى ، يجب أن تكوني ممتنة لي لأنني وكلت رجالاً بحراستك من بعيد وهم من قاموا بتحذير مات وجون ، ولو كنت مع والديك ما كنت لتحظي بكل هذا .....
قاطعتها جوليا بهدوء غريب : أنا لن أقبل ببقائي هنا بينما أصدقائي يعانون ..
احتدت ملامح السيدة حينها لتصيح في غضب : لست مستعدة لجعك تواجهين الخطر مجدداً ..
ثم استطردت وهي توجه خطابها إلى الحارسين :" إن حاولت هذه المجنونة الذهاب إلى المدرسة فامنعاها من ذلك حتى لو اضطررتم إلى استخداام العنف معها ، كونوا حذرين إنها ماكرة وقوية "

خرجت جوليا من السيارة قبل أن تغادر الجدة ثم أمسكت بيديها المليئتين بالتجاعيد وقالت بصوت ملؤه الرجاء : دعيني أذهب إليهم أرجوك ، سأندم إن خنتهم في مثل هذا الوقت ، إنه لمن الجبن أن أنجو بنفسي فقط دون أصدقائي ، اسمحي لي أرجوك بمساندتهم ، أخشى أن يصيبهم مكروه ..
قطبت السيدة موتسومي حاجبيها ثم تقول بإنفعال : لا أهتم إن دعاك الآخرون بالجبانة ، أنا أريدك أن تكوني بخير فقط أخشى إن ذهبت إليه فسيقتلك ، قطعت وعداً لنفسي أن أحميك بكل ما أملك ولهذا لن تغادري المنزل مطلقاً حتى تصلني أخبار إعتقاله..
ـ إن لم أمت على يد ساي فقد أموت ألماً وحسرة على أصدقائي ، هم وقفوا إلى جانبي حين كنت بحاجة إليهم رغم أنه كان بإمكانهم تجاهل الرسائل وحسب والآن حان دوري للقيام بالمثل ، روز رهينة الآن وهي بحاجة لي ، أخشى أنه إن لم أذهب فسيقتلها حتماً وهذا ليس بالأمر الصعب عليه ..
أشاحت بوجهها بعيداً وهي تهتف بجمود : روز ليست حفيدتي وأنا لست مسؤولة عما سيحصل لها ..
انزلقت يدها حين سمعت كلمات جدتها القاسية تدافعت العبرات لتنطق بصعوبة : حتى لو لم تكن حفيدتك أحياتها رخيصة إلى هذه الدرجة لتقولي هذا ؟؟
شعرت السيدة موتسومي بزلتها ، ولكنها لم تكن لتعترف بخطئها مطلقاً : حياتك أهم منها بكثير فأنت ستكونين وريثتي في المستقبل ، أما هي فلا شيء لديها حتى العائلة فقدتهم ..
منذ البداية كانت تحاول كبت جماح غضبها ولكن جدتها قد تعدت الحدود ولهذا لم تستطع البقاء هادئة أكثر ، نطقت بإنفعال دون تفكير : أنت إمرأة سيئة للغاية أنا أكره الطريقة التي أنت عليها الآن وأكره تفكيرك ومعاملتك مع الآخرين ، أنت إنسانة متسلطة وبغيضة ولولا النقود لفر الجميع من حولك ، أنت ذات تكفير أناني وشجع ، ليكن في علمك يا جدتي أنني لا أفكر مطلقا في إدارة ثروتك لتبحثي لك عن إنسانة أخرى تتحكمي بها ، لقد ضقت ذرعا بتصرفاتك ..
ثم أردفت بتهديد : إن حصل لأصدقائي أي مكروه فأنا لن أتردد في قتل نفسي وسأحملك مسؤولية ذلك
..
كان وقع كلمات جوليا كوقع الرصاصة في قلب السيدة موتسومي ، أصيبت بالوهن في قدميها وقد شحب وجهها كالموتى ولم تلحظ جوليا ذلك فقد أعماها الغضب والقلق ، لكن هذا لم يخف على الخادم المرافق لها ، فأمسك بيدها وقد شعر بضعفها وقال في عتب : آنسة جوليا السيدة مريضة لا يجب أن ....
حركت الجدة يدها لتسكته بينما قالت بصوت حازم حاولت إخفاء رعشتها قدر المستطاع : تهديدك لن يؤثر علي مطلقاً ، وعندما أقول لن تذهبي فهذا يعني أنك لن تذهبي ، أناالآمرة والناهية هنا ، لا أهتم إن أعجبك تصرفي أم لا أنت مجبرة على إطاعتي فقط ..
أنهت عبارتها وسارت مع الخادم إلى الداخل ولازالت كلمات جوليا الصريحة تتردد في أذنها وتمزق روحها ، لقد كانت المرة الأولى التي تتحدث فيها معها بهذا الشكل ، دائماً تكون منصاعة لأوامرها وتبحث عن رضاها ، ولكن اليوم جرحت مشاعرها بقسوة .. بقسوة وعن قصد ..
عند مغادرة الجدة لم تشعر جوليا بالذنب ولا بتأنيب الضمير مطلقاً بل هي حتى لم تفكر فيما فعلته للتو ، إهتمامها الآن كان منصباً نحو أصدقائها لذا لم تشعر بكمية الألم الذي تسببته لجدتها ..
والأدهى من ذلك أنها تفكر في عصيانها بجدية ، رفعت نظرها إلى جون ومات الواقفان بتأهب استعداداً لأي هجمة تنوي شنها ..
لم يكونا ليبدآ بالهجوم قبلها ولهذا خطت جوليا خطوتها الأولى بالإقتراب من مات متظاهرة بتوجيه لكمة في وجهه وحين رفع ذراعيه لحماية رأسه باغتته بضربة أسفل فكه السفلي باليد الأخرى جعله يُغشى عليه ، وبكوعها ضربت وجه جون الواقف خلفها وبهذا أطاحت بالإثنين معاً ..
سارعت بالركض نحو المدخل الرئيسي للخروج قبل أن يأتي بقية الحرس ، فهي تدرك أنها لن تستطيع التغلب عليهم جميعاً في آن واحد ، أُغلقت البوابة بشكل أوتوماتيكي فما كان منها إلا التسلق للفرار فقد بدأوا بالفعل بملاحقتها بعد رؤيتهم لما حل لجون ومات ..
قفزت إلى الطرف الآخر ولم تأبه للألم الذي تولد في قدمها بعد أن هبطت على الأرض من ذلك العلو، تابعت ركضها بإتجاه المدرسة و تعمدت سلك الطرق الضيقة لتمنع سيارات الحرس من ملاحقتها .. .
.

رجال الشرطة متكدسون أمام بوابة المدرسة ، وسياراتهم تحيط بالمكان من كل الجوانب ، الفناء فارغ والصفوف خالية فقد تم إخراج جميع التلاميذ حفاظاً على سلامتهم ..
في أعلى السطح يقف سوبارو ومعه كازوما وروك وحتى ياماتو بزيه المدرسي المغاير وفي الجهة الأخرى يقف ساي بكل شموخ وكبرياء ومعه روز المربطة بالحبال ولا يفصل بينها وبين حافة السطح سوى مليمترات ووسطهم مجموعة من الطاولات والكراسي المدرسية التي عملت كحاجز يفصل بينهم ليكون عائقاً يمنعهم من الوصول إليه بسهولة ..
نظر ساي إلى روك وهو يقول بنفاذ صبر : ألن تأتي جوليا أم ماذا ؟؟
رد روك وهو يحاول الإتصال بهاتفها المرة تلو الأخرى : رغم أنني اتصلت عليها العديد من المرات إلا أنها لم ترد على أي واحدة منها ..
صاح حينها في غضب : ألا يهمها حياة روز أم ماذا ؟؟
..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس