عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-15, 07:28 PM   #150

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

خنقتها العبرة وهي تنظر إلى صديقتها بهذا الوضع المزري ، وأحست بالذنب لأنها هي السبب فيما حصل ، تحدثت بصوت شبه مسموع ولهذا تصرف ساي بهذه الطريقة ، هذا ماكانت تشعر به جوليا ..
ما رأته للتو زاد من اصرارها على أن تكون رهينته عوضاً عن روز ، غريب فعلاً !! رغم أنه من الطبيعي أن تشعر بالخوف وهي تراه يعامل الآخرين بقسوة إلا أن هذا زاد من شجاعتها أكثر ، هذه هي جوليا أنثى غريبة وستظل كذلك ..
قالت بوجع حقيقي ورجاء مثقل بالألم : ساي أتوسل إليك دع روز وشأنها وسأكون أنا رهينتك ، أعدك أنني لن أحاول خداعك ، أنا مستعدة لأن ألقي بجسدي من هذا العلو دون أي تردد المهم أن تتركها أرجوك ..
نفث الهواء من منخاره بسخرية : إذاً لم لا تفعلينها الآن ؟؟
ردت بإندفاع : لن أفعلها حتى تتركها وأثق بأنك لن تؤذيها حقاً ..
ـ أنت لا تثقين بي وهذا الشعور متبادل ، ما الذي يؤكد لي أنك لا تنوين الإطاحة بي عندما تقتربين مني فعلى حد علمي أنت بارعة في القتال صحيح ؟؟
لم ترد عليه بل التفتت إلى والدها عوضا عن ذلك وهي تقول : أبي أرجوك إكسر كلتا يداي حتى لا يمكنني إستخدامها ..
طلبها فاجأ جميع الموجودين بينما قال روك بتردد : جوليا أرجوك لا تتهوري ..
حركت رأسها بالنفي قائلة بإنفعال : ماذا تعني بألا أتهور ؟؟ لا يمكنني تركه يُعامل روز بهذه الطريقة ، أرجوك يا أبي إكسر ذراعي بسرعة ، أرجوك يا أبي إفعلها إن كنت تحبني بحق ..
أشاح بوجهه عنها برفض لتجثو على ركبتيها أمامه وهي تمد ذراعيها ليفعلها ، ولكن كان هذا صعباً عليه ، كيف يمكنه إيذاء إبنته فلذة كبده ؟؟ جوليا تطلب المستحيل منه ..
حين تجاهلها والدها إلتفتت إلى سوبارو ليجفل في مكانه حين عرف ما تفكر فيه ، وبالفعل زحفت بإتجاهها وهي ترسم على وجهها إبتسامة صفراء : سوبارو أنت قادر على فعلها صحيح ؟؟ هذه فرصتك لتنتقم مني فأنا كنت دائماً أُثير أعصابك وأسميك بسيد مستفز ، إفعلها لتثبت .......
بدأ صوتها بالإرتعاش ولم تعد تستطيع الإستمرار برسم تلك الإبتسامة ولكنها تابعت بصوت ملؤه الرجاء : إكسرهما بسرعة سأشي بسرك إن لم تفعل ..
أمسكها سوبارو من عضدها ليجبرها على النهوض ليقول بهدوء محاولاً إعادتها إلى رشدها : كفاك جنوناً يا جوليا وما أدراك أنه سيوافق على جعلك رهينة بعد أن تكسري ذراعيك ؟؟ هو لم ينطق بكلمة موافقة حتى تتصرفي بهذا الشكل ، أنت أذكى من هذا بكثير ..
تحدث ياماتو قائلا : سوبارو محقا ما تقومين به يا جوليا ليس حلاً ، لا تلقي بنفسك في الخطر من أجل لا شيء ..
رغم أنه يحب روز إلا أنه لن يرضى بأن تأخذ جوليا محلها ، فجوليا صديقة غالية أيضاً ، ولهذا لم يشجعها على هذه الخطوة ..
كلماتهما كانت في الصميم ، لا جدوى من كل ما ستفعله إن لم يوافق ساي على هذا ..
أطلق ساي ضحكة مجلجلة أتبعها بعبارته : مابك تغيرت كثيراً يا جوليا ؟؟ تبدين حمقاء عندما يتعلق الأمر بحياة الآخرين ، وهذا ما أكرهه فيك ..
ثم تابع حديثه بعد أن جحظت عيناه : رغم أنني قلعت أظافرك وسكبت الحشرات على رأسك وجعلتك تلعقين قيأك إلا أنني لم أستطع أن أرى دمعة واحدة تخرج منك ، ولا حتى سمعت أنينك وصياحك ، رغم كل ما مررت به كنت تتصرفين بهدوء وكأن كل ما حصل لك لم يؤثر فيك ولو شعرة واحدة ، أتعلمين شيئاً ، أنا لا أحب القتل نعم لا أحبه بل أحب تعابير الخوف والألم واليأس حين تُرسم على وجوه البشر قبل الموت ، أحب سماع تلك الصرخات المرعوبة تلك الدموع البائسة والنادمة جميع هذه هي ما تشعرني بنشوة الفرح ، أما بالنسبة لك فأنت أسوء خيار كرهينة ، لقد كانت غلطة مني أن أختطفك ، لم أكن أكرهك في البداية ولكن الآن أنا أبغضك وبشدة ، ولأنني أكرهك فأنا لن أجعلك رهينتي أبداً وسأظل أعذب روز وأعذبها حتى تشعري بالألم ..
إلتفتت إليه بعد أن كانت تدير ظهرها بإتجاهه ، رمقته بتلك النظرة الحادة التي كانت لتجعل أي سفاح فخور فيه ، ثم تحدثت بصوت غاضب حتى النخاع : هل أنت إنسان أم مسخ أيها الكلب الهجين ؟؟ أين الرحمة والإنسانية ؟؟ من ماذا أنت مخلوق ؟؟ أي متعة هذه التي تشعر بها على حساب الأبرياء ؟؟ أنت لست مجنوناً وحسب أنت أكثر من ذلك بكثير فحتى المجنون لا يمكنه إن يقوم بما تقوم به ..
صمتت قليلاً قبل أن يتحول صوتها من النقيض إلى النقيض ، من الغضب العارم إلى الحزن المقيم : إن سألتني عن أكثر شخص أثر فيني حتى الصميم وترك بصمة لا يمكن محوها حتى بمرور السنين فأنا سأجيب بأنه أنت ، بسببك أعاني الكوابيس في نومي بسببك لا أحظى بالأمان حتى بحضور جميع الحرس حولي ، بسببك بكيت بمرارة لعدة ساعات رغم أني لم أعتد على هذا ، بسببك أشعر بانعدام الثقة في نفسي ، بسببك أتمنى لو أمحو ذاكرتي وأحظى بذاكرة جديدة ، أنت دمرتني من الداخل بالكامل حتى لو لم يبدو هذا ظاهراً للجميع ، بسببك كنت أكن بعض مشاعر الغضب على أصدقائي وبعد كل هذا تقول بأنك لم تستطع التأثير علي ؟؟ أنا إنسانة كأي شخص يعيش على هذا الأرض أتألم وأتعب وأبكي لي مشاعري وأحاسيسي ، لست آنسانة آلية بلا أحاسيس كما تظنني ، أنا إنسانة إنسانة يا ساي أتفهم ذلك ؟؟ ولأنني جربت هذا لا أريد لروز أن تشعر بذلك أيضاً ..
أنهت سيل كلماتها ليصاب الجميع بالخرس حين بدأت دمعاتها بالسقوط بإنكسار لأول مرة أمام مرأى من الجميع ، جوليا التي لم تعتد على البكاء سوى في وجود والدها تنهار الآن أمام هذا الجموع ..
روز كانت أكثر المتواجدين تفاجأ ، سبعة عشر عاماً رافقت جوليا ولم ترها منكسرة هكذا يوماً ، هي التي تبكي دائماً وجوليا من تساعدها وتحميها ، ولكن لماذا هي الأخرى تبكي الان ؟؟
تناست ألم الصفعتين التي تلقتها من ساي وأصبحت الآن تبكي بسبب بكاء جوليا ، رؤيتها لدموع صديقتها شطر روحها شطر جسدها ..
أُرهقت جوليا من أخذ دور القوية وحان دورها لتحل محلها ، آن الوقت لترد القليل من معروفها ، لا يجب أن تضعف أكثر فهذا سيؤثر على جوليا أيضاً ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس