عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-09, 11:29 PM   #2

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني

تحرك جفنا ابيغيل ففتحت عينيها وسمعت نفسها تهمس رايموند؟ ثم أدركت أن هناك شيء ما في هذه الكلمة يرن بنغمة خاطئة ( كيف ...؟ ) قالت وعيناها تحملقان بعيني الشخص الذي أمامها وقد شعرت بأن العالم بدأ يدور ببطء .
وسمعت العديد من الأصوات . كانت الأسئلة تتعاقب باللغة الألمانية ، وتعالت الأصوات الغاضبة فوق راسها ( كراكنهوس؟ )
كان هناك شيء في داخلها يقول لها بأن هذه الكلمة تعني مستشفى . فقد سبق ورأتها من قبل في ملف الفندق ، لا ، لا أريد المستشفى ، قالت : " إنني على مايرام ، أنا .. "
" إنني متأكد بأنه ليس هناك أي عظام مكسورة . " قال أحدهم باللغة الانجليزية وقد تعمد ذلك لكي تفهم مايقوله . : " إنها آثار الصدمة ، كذلك ربما بعض الرضوض . سوف أتولى أمر هذه الفتاة واتصل بطبيب فأنا من صدمها ، اليس كذلك اما بالنسبة إليك يا آنسة فاعلمي بأنني لست رايموند . "
لم يكن الصوت الصادر عن المتكلم والذي ينم عن غضب كبير غريباً بالنسبة لأذني ابيغيل : " لن يكون دخول المستشفى ضرورياً . " ذلك يعني أن ما توقعته كان صحيحاً .
سمعت اصوات صفارات الانذار , وابواب تغلق , ثم أحست بأن كل سكان المدينة قد اجتمعوا هنا ليحدقوا بها .
" إنها حادثة . " ثم تبع ذلك تبادل كلمات بين الرجل والشرطة وقد دام لمدة طويلة . أحست بالانهاك . إن كان مجرد الرقاد يؤمن لها راحة الهروب من إحساس الألم , فهي سترقد حتماً ... وبدا لها بعد عدة ساعات بأنها قد نقلت إلى سريرها .
" أليس هناك ارتجاج . كان أحدهم يقول : " إنها الصدمة , والرضوض .. " تبع ذلك حديث باللغة الألمانية وكان صوت احد المشاركين مألوفاً لدى ابيغيل .
بعد قليل اعتقدت ابيغيل بأنها تركت بمفردها ولكنها ما لبثت أن سمعت صوتاً .. وهو صوت رايموند .. يهتف : " ما هذا يا رالف , كيف استطعت أن تقوم بعمل مماثل؟ إن فارقت الحياة أو حتى إن بقيت آثار جروحها ظاهرة , سوف ... "
" اهدأ يا أخي ولا تسترسل في تصوير هذه الدراما ...؟ إنها آثار الصدمة , كما قال الطبيب , كذلك فهي تعاني من الجروح والرضوض والكدمات , التي عولجت بكثير من المهارة . سوف تتألم هذه الفتاة لمدة يومين أو ثلاثة , تعود إلى حالتها الطبيعية . والآن , آنسة هايلي , أعتقد بأنك قد صحوت أليس كذلك؟ "
فتحت أبيغيل عينيها فظهر هذا الوجه من جديد وكان يشبه وجه رايموند ولكنه ليس هو . " أعتقد بأنك تسمعيني . " قال رولف : " إذن قولي لي يا آنسة هايلي من كان المتسبب بحدوث ذلك الارتطام . "
قال رايموند : " توقف عن الضغط عليها وعن استجوابها , إن اجابتك ابيغيل كما تريد فسيكون ذلك بسبب الاكراه؟ "
وأعاد رايموند صياغة جملته تحت نظرة أخيه المستغربة . " ما أعنيه هو أن ابيغيل وفي وضعها الحالي تعتمد على كرم عائلة فلدر بالأخص على كرمك أنت . فأنت هو من صدمها ولكن من المؤكد بأنها لن تلومك لئلا تخسر دعمك ألا توافقني الرأي ؟ "
" إن الحادث قد حصل بسببي أنا يا رايموند . " قالت ابيغيل ذلك وصوتها يرتجف من أثر الصدمة . " فأنا في بلد غريب , كذلك فقد كنت شاردة الافكار وأنا اسير وكان نتيجة ذلك أن نسيت وجهة السير .. وتجاوزت مسامير الرصيف ."
قال رايموند بصوت تشوبه بعض المرارة : " ها قد حصلت على الاعتراف الذي تريده . لقد سقطت عنك التهمة يا أخي ألم يكن يجدر بك تسجيل هذا الاعتراف لكي تشهره كدليل على براءتك ان رفعت ابيغيل دعوى ضدك في المحكمة؟ . "
" أرجوك يا رايموند . " وشعرت ابيغيل بأنها ساندت الرجل الذي صدمها , فالأمر فعلاً لم يكن نتيجة أي خطاء ارتكبه . " لم يكن اخوك هو السبب في الحادث . كان من الحماقة نسيان ... "
خفت صوتها وأحست بالدموع تنهمر على خديها . قال رولف : " لست بحاجة إليك يا آنسة هايلي لتلعبي دور محامي الدفاع عني . هناك العديد من الشهود الذين سيكونون جاهزين لإدلاء الشهادة والوقوف إلى جانبي . "
قالت ابيغيل : " أنني اتحمل مسؤولية الحادث يا سيد فلدر . "
" ابيغيل! " كان رايموند قد تقدم نحوها . " لاتبكي يا آبي . سوف أتغيب عن عملي بعد الظهر و ... "
قال رولف : " هل تريدني أن انتظر أكثر يا رايموند؟ " نظر إلى ساعته ثم قال :" لقد تأخرت بما فيه الكفاية . "
" إن يوماً واحداً .. " استدار رايموند نحو اخيه , وقد رفع قبضته ثم اتجه نحو الباب و مد رولف رأسه باتجاه الردهة : " إذهب . " . أحضر رولف من جيبه منديلاً واعطاه لأبيغيل لتمسح به دموعها .
" ابيغيل . " كانت نبرات صوته متسارعة بشكل غريب , أما نظراته القاسية فقد تغيرت كثيراً بعد أن ظهرت في عيني رولف لمسة حنان اذ نظر اليها وقال : " ان هذا البكاء ناتج عن الصدمة . "
استغربت ابيغيل سماع رولف يناديها بأسمها وتوقفت عن البكاء . لقد شعرت بأنه يحاول مواساتها .
" ما الخطب يا آنسة هايلي؟ " جاء السؤال الحازم من بين شفتيه إذن بالرغم من نظراته الحنونة لها فقد عادا إلى استعمال الألقاب في حديثهما . لقد حذرها رايموند أليس كذلك؟ : " لقد حاولت التعامل معك بالطريقة بالطريقة التقليدية ولكن ارى أن الأمور لم تسر على ما يرام أليس كذلك؟ "
تلفظ رولف ببعض الكلمات ولكنها كانت باللغة الألمانية : " إذن فأنا آسف ." قال وقد اصبحت لهجته اقل حدة .
قالت وهي تحتج بقوة : " انا لم اطلب منك ابداً التصرف هكذا كلا ابداً! والآن هلا .. هلا غادرت من فضلك . "
عندما نهض رولف , أعتقدت ابيغيل بأنه كان على وشك القيام بما طلبته منه . ولكنه بدلاً من ذلك مشى حتى النافذة , ثم استدار ونظر في المرآة الموجودة على الحائط .
" سوف آتي لك بممرضة وبأية مساعدة طبية ممكن أن تحتاجين إليها لتحققي الشفاء التام . "
" شكراً لك ولكن .. ليس هناك من حاجة ... لكي تتباهى بثرائك أمامي!"
سأل رولف بصوت غاضب : " أنت تعرفين كل شيء عني , أليس كذلك؟ "
قالت ابيغيل وهي غير مكترثة لردة فعل رولف : " إن ما قاله لي رايموند بشأنك , يجعلني أعتقد بأنك , وبعد قليل من الوقت , سوف تتهمني بافتعال الحادث ... وبرمي نفسي بالقرب من سيارتك , مثلاً ... حتى أرفع عليك دعوى قضائية , وبذلك أحصل على الكثير من المال كتعويض عن الجروح التي سببتها لي! "
" لا أكترث لرأيك بي ." ضاقت عيناه ثم استدار ليواجهها :" سوف أهتم بك ما دام ذلك ضرورياً خاصة لأنك ضيفة أخي , على الرغم من أنك , يا آنسة هايلي تستنفدين كل صبري !"
نظر إليها فأخذت ترتجف لسبب كانت هي نفسها تجهله :" إنها ... الصدمة وقد سببها .. الحادث! "
وربما كانت ردة فعلها ناتجة عن الصدمة , فكرت أبيغيل , قال رولف بحنان :" إذن , إنك تبحثين عن التعويض ليس إلا! "
أجابته ابيغيل : " كف عن اهانتي . لا اريد أي تعويض منك ."
" لن تفعلي ذلك؟ سوف نرى , أليس كذلك؟ "
بعد ثلاثة أيام كانت ابيغيل تشعر بالتحسن , فجلست على الشرفة تتناول طعام الفطور . كان رولف قد وفى بوعده فهو قد استقدم ممرضة للاعتناء بها , وكانت هذه الاخيرة بشوشة الوجه وهادئة وقد قالت لأبيغيل بأنها تعمل عند السيد فلدر ممرضة لنزلاء الفندق , ويساعدها في عملها ممرضتان . وكان الأطباء جاهزين للحضور إلى الفندق في حال استدعت الحاجة لذلك , وقد عاين أحدهم ابيغيل في يوم الحادث .
" أعتقد بأنك قد غفوت طوال الوقت ." قالت الممرضة فيرا وكانت قد اهتمت بها جيداً , فهي قد عالجت جروحات ابيغيل وبدلت الضمادات كما أنها غسلت الكدمات .
ذات مرة , انضم رولف إليهما .
" اترين , يا آنسة هايلي . بأنني لم اضطر إلى التباهي بثروتي أمامك . ولم أوظف ممرضة . فالممرضة هي من بين مستخدمي الفندق ."
أحمر وجه ابيغيل تحت نظرات رايموند المندهشة وقالت : " لقد أخبرتني الممرضة فيرا بأنها مستخدمة من قبل الفندق . شكراً لك على كل حال . وأنا آسفة لأ ..."
" هل قالت ابيغيل ما رددته الآن يا رولف؟" هتف رايموند بلهجة مازحة , وهو يشير إليها .
جاء جواب رولف مقتضباً : " لقد قالت أكثر من هذا , أكثر بكثير ."
في أحد الايام , إذ كانت ابيغيل في غرفتها , سمعت اصوات ضحك في الردهة , ثم تناهى إلى اذنيها صوت رايموند يقول : " مرحباَ . " ودخلت فتاة هي صورة مطابقة عن رايموند إلى الغرفة .
" أنا مارتينا فلدر . إنكِ ابيغيل هايلي . إنني آسفة لسماعي بأن أخي الكبير قد صدمك . إنها طريقة غريبة تلك التي تم استقبالك بها !"
ابتسمت ابيغيل ثم حدقت بالفتاة .
علقت مارتينا :" لابأس , أعرف أنك تعتقدين بأن نظرك يغشك , ولكن رايموند وأنا توأمان . هل نسي أن يخبرك بذلك؟ فعلاقة أحدنا بالآخر قوية رغم ما يتخللها من مشادات بالحقيقية , يغلب على علاقتنا طابع المشاجرة . أتمنى أن تكون حالتك قد تحسنت , لونك جيد . أم أن ذلك اللون قد نتج عن قدوم رايموند لرؤيتك؟ "
" هل قال ذلك! حسناً , أنا ..."
" هل يتخيل رايموند أشياء لا وجود لها في الواقع . "
قالت ابيغيل , وقد شعرت بالمودة شقيقة رايموند التوأم : " لقد قال لي رايموند بأنك تعملين في حقل الأزياء ."
أومأت مارتينا موافقة : " إنني أصمم وأنفذ الأزياء , لدي مشغل في الدور السفلي من الفندق . عندما تركت الجامعة بدأت أعمل بهذه المهنة , وقد أطلقت على مشغلي أسم أزياء مارتينا . ليس عملي غريباً جداً . ولكن تصاميمي تروق بعض الاشخاص . على كل لقد دعمني والدي مادياً حتى استطعت تأسيسه والاستمرار به , والآن أوظف بعض الأشخاص لمساعدتي . لا أنتج ثياباًَ بالجملة فإن مشغلي غالباً ما ينتج قطعة واحدة من الثياب ... وهذه القطع تبتاعها سيدات الطبقة الراقية ."
أومأت ابيغيل موافقة .
" إن تصاميمي الأخرى ليست زهيدة الثمن , ولكنها في متناول الفتيات العاملات . إن بعض تصاميمي معروضة في المحل الواقع عند مدخل الفندق ."
قالت ابيغيل بدهشة :" أتلك الثياب من تصميمك؟ إنها رائعة . "
علق رايموند : " إنها تمدحك يا مارتينا . فهي تود أن تصممي ثوباً يكون خصيصاً لها ."
" كلا , أنا لا أمتدحها من أجل ذلك . " قالت ابيغيل ذلك وهي تحدق برايموند ثم تابعت : " أنت تتكلم تماماًَ مثل أخيك , وتوحي بأنني مجرد إنسانة تبحث عن منجم ذهب أو رجل ثري ."
في هذا الوقت فتح الباب .
قال ريموند وهو ينظر إلى رولف : " تكلم عن الذئب , وها هو يحضر إليك . انضم إلينا , يا أخي . "
نظر رولف نحو ابيغيل . لم يخف عليه أي شيء لا نظرة عينيها اللامعة ولا وجهها الضاحك .
" يبدو أن أخي وأختي هما علاج ناجح لمرضك , يا آنسة هايلي , ذلك على عكس أبن فلدر الكبير . "
" تعني على عكسك أنت , يا سيد فلدر؟ أنا آسفة ."
قالت مارتينا : " ما سبب كل هذا الاهتمام ... بالرسميات؟ لقد التقيت ابيغيل لتوي وها أننا نتنادى بأسمائنا كأننا أصدقاء قدامى , يا ابيغيل , ناده رولف وأنت يا رولف ...."
جاء جواب رولف العنيف : " إن كلمتها بطريقة بعيدة عن الرسميات , يمكن أن تتهمني بأنني أسايرها لكي أقنعها بعدم جري إلى المحكمة للتحقيق في الحادث ."
ضحك التوأمان .
قال رايموند : " قبل أن تدخل , كانت تتهمني بأنني مثلك تماماً وقد قالت ذلك في سبيل الحط من قدري ."
قال رولف وقد لاحظ ارتباك ابيغيل :" خلال فترة تعارفنا القصيرة ... لا أذكر أنها نعتتني سوى بصفات تدل على الازدراء . "
قالت أخته بطريقتها الواقعية : " سيدوم انتظارك طويلاً كما يبدو . إن الآنسة تعني ما تقوله . "
وسمعت ابيغيل صوتاً بداخلها ينصحها بقول الحقيقة كلها : " مما يعني بأنني لا أستطيع الاستمرار في قبول ضيافة رايموند ."
استدارت مارتينا نحو أخيها رولف : " ابيغيل تقول بأنها تريد أن تعمل مقابل اقامتها هنا . كما قلت , إنها تود العمل طوال فترة وجودها خارج بلادها . اليس كذلك يا ابيغيل؟ "
أومأت ابيغيل موافقة .
قال رايموند :" لقد تحدثت مع ابيغيل بشأن بعض أنواع العمل التي ربما تناسبها مثلاً ." تابع وهو يعد على أصابعه : " ... العمل في الفندق , أو مساعدة في المطبخ , أو نادلة تقدم الطعام . "
استدار رولف وواجهها : " هل لديك خبرة في كل هذه الوظائف؟ "
" ليس حقاً . ولكنني سوف أتعلم ما يجب عمله , وأنا طباخة جيدة كذلك فأنا أتقن غسل الأطباق ."
" لقد ذهبنا إلى عدة فنادق معاً ." قال رايموند ذلك محاولاً مساعدتها : " وقد أصبحت لدينا خبرة لا بأس بها ."
قال رولف بغضب : " أولاً , نحن نستخدم فقط موظفين ذوي خبرة في مطابخنا . لن يحتمل رؤساء الطهاة وجود مبتدئة مثلك , كذلك الأمر بنسبة للموظفين الآخرين . ثانياً إن جميع مستخدمينا مدربون على القيام بأعمالهم على أكمل وجه وهم يحملون شهادات ووثائق تثبت ذلك ."
متى سيتوقف من الهزء مني؟ فكرت وقد شعرت بقلبها ينعصر .
تابع رولف كلامه من دون توقف : " ثالثاً , لدينا طرق تكنولوجية لغسل الأطباق . رابعاً , إن مساعدي موظفي الفندق يملكون الخبرة الواسعة , كذلك الأمر بالنسبة لطاقم النادلين والخادمات العاملات في الغرف ."
" إذن ... لا أماكن شاغرة لديكم ؟ "
" لا أماكن شاغرة , إني آسف ولكني مجبر على قول الحقيقة كاملة . " وشعرت ابيغيل بأنه ليس آسفاً أبداً .
سألت مارتينا رولف : " ألا تستطيع أن تكون أكثر إنسانية؟ في نهاية الأمر , وبغض النظر عمن قد يكون المخطئ , لا يشك أحد في أنك أنت هو من صدمها وجرحها إذ كنت تقود سيارتك . "
صر على أسنانه , أصبحت نظرته أكثر قساوة : " يبدو لي , يا آنسة هايلي , بأن نصف أفراد عائلتي يؤيدونك . على الرغم من ذلك , فأنا أدير هذا الفندق مع والدي .."
" بما أنك تعارض أمر عملي في الفندق , فمن الأفضل لي أن أحزم حقائبي وأذهب ."
قال رايموند وكأنه يريد حمايتها : " ألن تتركها وشأنها؟ "
وكانت ابيغيل قد جفلت قليلاً , ولم تستطيع منع نفسها من ذلك .
قال رولف : " هل ما زلت تشعرين بالألم , يا آنسة هايلي؟ "
" هذه هي يدي الذي تسببت ... الذي تسببت سيارتك ...."
قالت مارتينا : " هل ترى , إنها لطيفة ومهذبة جداًُ إلى حد أنها لم تتهمك بالتسبب بالحادثة . "
" إنها هي المسؤولة عن الحادث إذ أنها اعترضت طريقي . ولم أكن أنا من افتعل الحادث بتوجيه سيارتي نحوها ؟ "
قال رايموند : " إنها لاتزال تعاني من آثار الصدمة , ألا تستطيع رؤية ذلك . لا ليس الأمر كذلك ."
احتجت ابيغيل : " أنه ... أنه أخوك ... ومن طريقة تصرفه , فهو قاس جداً وعديم الإحساس ."
استدار الشقيق المذكور وقبل أن يصل رولف إلى الباب قال رايموند : " إن كلامك هذا يلخص طبع أخي . "
أقفل الباب وراء رولف فلدر بهدوء كان يعبر عن غضب قد كبح لجامه .

" لنتناول طعام الفطور معاً ."
قالت مارتينا محاولة إقناع ابيغيل بعد يومين من لقائهما : " إن شعرت بأنك نشيطة بما فيه الكفاية ."
طمأنتها ابيغيل : " أنا بخير الآن , تأكدي من ذلك . نعم أود تناول طعام الفطور معك , في الحقيقة , أحب ذلك فعلاً فسوف يشكل تغييراً بالنسبة لي إذ أنني أتناوله عادة بمفردي؟ "
التقت الصديقتان عند باب المطعم وقادت مارتينا ابيغيل إلى الطاولة التي تقاسمتها هذه الأخيرة مع رايموند قبل وقوع الحادث . كان رايموند هناك .
قال : " أجلسي هنا تفضلي . "
هتفت ابيغيل : " إنه صباح جميل . "
قال رايموند : " ها هي ابيغيل . تغذي نظرها بدلاً من الاستجابة لنداء معدتها . " عندما أقترب النادل , سألها :" هل تريدين الشاي أم القهوة يا ابيغيل؟ أختارت القهوة .
قاطعته مارتينا : " ولآن يا آبي , أنها المرة الأولى التي تتناولين فيها طعام الإفطار مع عامة الشعب ... وذلك بفضل الحادث الذي تسبب به أخي ."
" كلا , كلا , كان الأمر نتيجة ... "
وتجاهل رايموند محاولة ابيغيل التي كانت تهدف إلى الاعتراف بخطأها ومسؤوليتها وقال : " إن ضيوفنا , يقومون باختيار وإحضار ما يريدونه من طعام لوجبة الإفطار . إذن تعالي يا آبي واتبعيني . "
وشق طريقه إلى الطاولات الجانبية , حيث كانت هناك أنواع متعددة من الإطباق . بعد خمس دقائق , عاد الثلاثة وهم يحملون اكواباً من عصير الفاكهة , مع صحون مليئة بقطع الخبز . وأحضرت مارتينا طبقاً من الفاكهة , بينما تبعها رايموند حاملاً طبقاً وضعت فيه اللحوم . أما بالنسبة لآبي , فقد حملت طعام إفطارها التقليدي المؤلف من العديد من الفاكهة الطازجة , الكرواسون , العسل والمربى .
قال وهو يشير إلى قطع الكرواسون التي اختارتها ابيغيل : " أننا نسمي هذه جيبفلي . نحن السويسرين نصنع خبزنا بإتقان ومهارة . فهو يجب أن يكون محمصاً ومحمراً ومخبوزاً على اليد كذلك . إن أفراننا تفتخر بأنواع خبزها . إذن يا ابيغيل حاسة التذوق لديك ممتازة كما يقال . "
وباشرت ابيغيل بتذوق الكرواسون .
قال رايموند لأبيغيل : " إننا نسمح لك بالعودة لإحضار المزيد منها . "
قالت شقيقته مؤنبة : " لا تشجعها على الأكل كثيراً إذ أن ذلك سوف يسبب زيادة وزنها . "
أحمر وجه ابيغيل ثم قالت : " أنني بحاجة لخسارة ... "
قاطعتها مارتينا : " لست بحاجة خسارة أي باوند ."
قال رايموند : " ذات يوم سوف نأخذك , إلى محل بيع الحلويات ... وهو كذلك مكان في المدينة حيث يمكن احتساء الشاي ... ونشتري لك قطعة من الحلويات الشهية التي تنفرد هذه المحلات بصنعها ... مثلاً المعجنات أو الفطائر الحلوة , كما تسمى مع العسل واللوز . "
" إنك تفتح شهية ابيغيل يا رايموند هلا توقفت عن ذلك و إلا ستعود إلى وطنها وقد ازداد وزنها . "
صب لها رايموند القهوة , ثم نظر إلى ساعته , نهض بسرعة وقال : " أرجو أن تعذراني . فإن تأخرت عن عملي سوف يقطعني أخي العزيز إرباً , إرباً , كما يقال . سوف أراكما لاحقاً , أليس كذلك يا ابيغيل؟ . "
" إنه يتأخر دائماً عن العمل . " قالت مارتينا , وهي تنظر إليه إذ كان يشق طريقه بسرعة بين الطاولات . ثم أضافت " إن عملي اليوم يحتم علي الذهاب إلى المدينة , هل تودين مرافقتي يا ابيغيل؟ هل تشعرين بأن حالتك الصحية تسمح لك بذلك؟ "
أكدت لها بأن تود ذلك وتستطيع فعلاً مرافقتها إلى المدينة : " لقد ذهبت بنزهة في أول يوم لي هنا , قبل أن ... "
قالت مارتينا : " قبل أن يدهسك أخي العزيز بسيارته , إنه مدين لك بسبب فعلته هذه؟"
" بماذا أنا مدين لها؟ "

أندهشت ابيغيل إذ رأت فجأة رولف وقد اصبح بجانبها .

" أنت مدين لابيغيل إذ أنك دهستها وتسببت بجرحها . "

سألها رولف : " هل توافقين على ما قالته مارتينا , يا آنسة هايلي؟ "
قالت مارتينا : " إنها آتية معي اليوم . فهي تشعر بأنها قادرة على ذلك , كما قالت ."
سال رولف : " ألا زلت تشعرين بالألم؟ بإمكاني أن أطلب من معالج فيزيائي المجيء , إن كان ذلك يخفف من آلامك؟ "
ولم تكن ابيغيل قادرة على البوح لرولف بأن الألم كان واحداً من الأسباب التي جعلتها تجفل .
أجابت ابيغيل : " شكراً لك ولكن لا لزوم لذلك . "
" كما تريدين . " ثم قال لمارتينا : " اتصل بي والدنا . وهو قد انتقل من الولايات المتحدة الامريكية إلى كندا . إنه على ما يرام! "
وعبرت ابتسامة مارتينا عن مدى سعادتها لسماع ذلك . تابع رولف : " سوف أكون في زرويخ اليوم ." ثم استدار نحو ابيغيل وقال : " سوف تكونين بأمان نسبي مع مارتينا ! " ثم استدار مستعداً للذهاب !
استوقفه صوت ابيغيل , فاستدار نحوها : " إنني مازلت مصممة على تحمل نفقات إقامتي هنا . وإلا فأنا أصر على الحصول على وظيفة يا سيد فلدر . "
" سوف أعير هذا الأمر اهتمامي التام والدقيق ولكن يجب أن أعترف بذلك , يا آنسة هايلي , فهذا الأمر ليس تماماً على لائحة اهتماماتي الملحة . " بعد هذا التعليق الساخر , أكمل رولف طريقه .





أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس