عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-09, 11:54 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني عشر والأخير

" ألم يزل لديكم مكان شاغر للعمل كنادلة؟ " سألت ابيغيل الفتاة التي جلست إلى المكتب في المقهى . وتمنت أن تفهم هذه الأخيرة لغتها الانجليزية وفعلاً , فقد بدا لها بأن الفتاة قد فهمت ما قالته .
" أنا آسفة . ولكننا وظفنا نادلة أخرى . " استدارت ابيغيل وجلست إلى إحدى الطاولات الفارغة , وادعت بأنها تقرأ لائحة الطعام . ولم تكن حقاً تريد أن تأكل شيئاً بالرغم من أن النهار كان قد مر بسرعة وهي لم تأكل شيئاً طوال اليوم .
فهي قد غادرت المنزل في الصباح , إذ كانت الشمس تشرق ولم يكن أي كان قد استيقظ بعد . حملت حقائبها التي ملأتها بأغراضها وتركت الفساتين التي أعطتها إياها مارتينا وهدايا رايموند الصغيرة كذلك , فقد تركت ابيغيل وراءها كل ما يتعلق بالحساب المصرفي الذي فتحه رولف باسمها , بالإضافة إلى كل ما اشترته بماله . كتبت رسالة إلى ماكس اعتذرت فيها مطولاً إذ اضطرت للرحيل وتركته دون مساعدة , ثم ذهبت إلى مركز استعلامات السياح في المدينة واستفهمت من أين تستطيع أن تستقل الباص . فعلت ابيغيل ذلك, وسمعت أصوات أبواق المتكررة , فأعادت إليها ذكرى الأيام الماضية .
اقتربت منها فتاة وهي تحمل دفتراً صغيراً في يدها , وانتظرت لتسجل ما تطلبه . إنها النادلة التي احتلت مكان الفتاة الهولندية , تلك التي تكلم رولف معها عندما كانا معاً , وبدا لأبيغيل بأن ذلك قد حصل منذ عدة سنوات , ثم طلبت عصير فواكه . وإذ استدارت النادلة لتذهب , سألتها ابيغيل : " هل هناك غرف شاغرة لديكم؟ "
" سوف استعلم عن الأمر . " بعد بضع دقائق , عادت النادلة وهي تحمل العصير . " يقول المدير بأن هناك غرفتين والغرفة الأصغر هي الأرخص ."
" شكراً . " شكرتها ابيغيل ثم دفعت الحساب . سحرت عيناها وقد تذكرت جمال الهضاب , مناظر الحقول الخضراء والأشجار على التلال . كما عاد إلى ذاكرتها منظر الجبال الشاهقة التي ارتفعت بفخر وراءهما وقد بدت بعيدة . قالت ابيغيل للمسؤولة : " أود أن استأجر غرفة وذلك لبضعة أيام . "
نظرت المرأة إليها بقليل من الريبة ثم حدقت بحقيبتها .
" هل لديك المال الكافي لتدفعي الإيجار؟ "
قالت ابيغيل : " هل أبدو فقيرة إلى هذا الحد ؟ " ثم أدركت بأن طلبها للعمل قد أثار شبهات السيدة : " نعم , لدي المبلغ الكافي . " أكدت ابيغيل للسيدة , ثم حملت حقائبها وانتظرت لكي تقودها إلى غرفتها .
مرت الشابتان بالقرب من البيانو الذي لاحظت ابيغيل أمر وجوده إثر زيارتها الأولى للمكان . ومشت ببطء فما لبثت المرأة الأخرى أن استدارت .
سألتها هذه الأخيرة : " هل تجيدين العزف؟ هل تريدين الحصول على عمل؟ " أومأت ابيغيل موافقة فقالت لها : " يمكنك أن تعزفي على البيانو . لن يدفع لك الكثير ولكن يمكنك , بواسطة راتبك تغطية تكاليف الطعام والإقامة . "
عبرت ابيغيل عن فرحتها وبدأت بالعمل في تلك الأمسية ومضى على وجودها في الفندق أسبوع واحد عندما دخلت إليه مجموعة من الجنود . تصاعدت صيحات الفرح وضحكوا كثيراً , لكنهم كانوا جميعاً يصمتون عندما كانت تبدأ بالعزف .
استمعت ابيغيل إلى الأصوات التي كانت تصدر عنهم . ولكن صمتهم الرهيب ملأها بالريبة وفكرت ابيغيل بأن الصوت الصادر عن مقاعدهم كان يعني بأنهم سوف يغادرون . ولكنها اكتشفت بأن الأمر لم يكن ذلك .
تكلم شخص وقف وراءهم . ورنت أصداء كلمات باللغة الألمانية , عندها استدارت ابيغيل ولم تستطع تصديق عينيها : " رولف . "
" هلا جمعت أمتعتك؟ "
" لن أطيع أوامرك أو حتى أتقبلها . فرحيلي من منزل آل فلدر يجب أن يكون قد أوضح لك بأنني لا أود رؤيتك ثانية , أليس كذلك؟"
هم رولف بالرد عليها ولكنه بدل رأيه إذ لاحظ اهتمام الجنود الكبير بما يدور بينهما , فقال بعدها : " هيا , اجلبي أمتعتك , هلا فعلت ذلك؟ فنحن لا نستطيع أن نتكلم هنا . "
تبعت ابيغيل اتجاه نظره ووافقت في قرارة نفسها على كلامه إذ أنها علمت بأنه محق ولكنها صمتت على الاستسلام لقراره نهائياً : " إن ذهبت معك , عدني بأن أبقى محتفظة بحق العودة إلى هنا أو الذهاب إلى مكان آخر . "
مع ذلك , فعلت ابيغيل كما طلب منها رولف . فعادت وهي تحمل أمتعتها ألتي وضعتها بسرعة في الحقائب , ثم وجدت رولف يتحدث مع المسؤولة .
قالت المسؤولة : " لو قلت لي من تكونين لكنت رتبت أمر بقائك في أفضل الغرف وذلك من دون مقابل . "
نظرت ابيغيل إليه :" من أكون؟ " سألته بصمت ولكنه رسم ابتسامة باردة على وجهه . إذن , فهو قد قال للسيدة بأنها خطيبته .
" لقد أوقفت سيارتي في الخارج . " قال رولف ذلك وهو يسير أمامها . ثم أخذ منها الحقائب ووضعها في الجهة الخلفية للسيارة وأشار إلى المقعد الأمامي بيد حازمة , ففكرت ابيغيل بأنها لن تستطيع مخالفة أوامره حتى لو أنها أرادت ذلك .
اهتم رولف بأمر حزام الأمان وأغلق الباب بإحكام , ثم جلس خلف عجلة القيادة وقاد السيارة بمهارة فائقة خاصة وأن الطريق كانت وعرة ومتعجرفة .
سألته ابيغيل : " كيف عرفت أين تجدني؟ "
" كنت قد أخبرتك بأن المسئولين عن مجموعة فنادق فلدر كانوا ينوون شراء هذا المكان . وهكذا كان , فقد اشتريناه وننوي الآن توسيعه . " اعترفت ابيغيل في قرارة نفسها بأنها قد نسيت الأمر ووبخت نفسها على ذلك .
" لقد اتصلت المديرة بالفندق فهي قد لاحظت شارة فندق بانوراما على حقائبك وفكرت بأن تستعلم عنك هناك . لقد وضعت رسالتها على مكتبي ولم أرها سوى عندما عدت من زوريخ . فقد غادرت في الصباح الباكر بعد يوم الاحتفال . "
" وأنا كذلك . "
قال رولف : " لم ألحظ خروجك المفاجئ . عندما قرأت الرسالة بعد الظهر , اعتبرتها القطعة الأخيرة التي كانت لازمة لحل المعضلة , فقد وظفت عدة أشخاص للبحث عنك , ولكنني قد وصلت أولاً إلى هنا . "
وبدا لها بأن الجميع أي العائلة وليليان والخدم كانوا هناك مستعدين لملاقاتها . حدقت ابيغيل مشدوهة .
سألت رولف : " لماذا؟ "
أجابها رايموند : " ألم تعلمي , بأن القصة ظهرت على الصفحات الأولى وعلى عناوين الصحف؟ "
" زوجة رجل أعمال بارع تختفي . " قالت مارتينا وهي تبتسم كأنها تهنئ نفسها على الدور الذي لعبته والذي ساعد على تحرير رولف من براثين لورا .
" يا ابنتي , لماذا فعلت ذلك؟ " سأل ماكس بتعجب :" سوف تحظين بمستقبل باهر وسوف تتحقق كل احلامك . على الرغم من ذلك , فقد لذت بالفرار . "
قال رايموند : " أتساءل لماذا فعلت ذلك هل أن شقيقي , رجل الأعمال الشهير قد أخطاء وللمرة الأولى في حياته المهنية بسبب تمسكه بالآراء المسبقة وهكذا فقد حكم بطريقة خاطئة على أحدهم؟ "
قال شقيقه بحدة : " إهدأ , ولآن رجاء تفرقوا جميعاً ... أرجوك أعذرني يا أبي ... ولكنني سوف أرافق ابيغيل . "
نظرت إلى رولف وهي تشعر بوقع الصدمة . كيف لها أن تشرح له بأن ذلك يعني وضع حد لحياتها كلها ؟ "
استعملت طريقة الدفاع الهجومي فأجابته : " ماذا عن رأيك عني؟ ذاك اليوم انهلت علي بالاهانات إذ تكلمت عن " طموحاتي " التي حاولت تحقيقها ... وذلك بالجري وراء " المكانة الاجتماعية الرفيعة والثروة . " اللذين تدعي – كما قيل لي بأنهما هدف كل النساء ولكن ما خلف جرحاً كبيراً في نفسي هو ادعاؤك بأنني اتفقت مع مارتينا على أن أعلن بأنني زوجتك المستقبلية . في الحقيقة , لقد قمت بقياس الثوب ولكنني فعلت ذلك لأسدي خدمة لها . فهي أرادت التأكد من أن الثوب لا يحتاج إلى تعديلات . وقد كان الثوب فعلاً نجم العرض كله . "
" الفتاة التي كانت سوف تعرضه قد تعرضت لحادث وجرحت بسببه ."
حدقت ابيغيل برولف :" إذن أنت تعرف حقيقة ما جرى . "
" نعم , فمارتينا قد اعترفت لي بكل شيء . لم تصب الفتاة بجراح لقد كانت هناك وراء الستارة وجاهزة لعرض الثوب في حال رفضتِ ذلك وكان هدف مارتينا كما علمنا جميعاً بعد الحفل هو طرد لورا مارشان . "
نظرت ابيغيل إلى الباب ثم إلى رولف . فهو لو كان يشعر بشيء تجاهها لما كان وضعها أما هذا الخيار . على العكس , كان قد رجاها بالا تخرج من حياته .
إن كانت تلك هي نهاية القصة , يجب علي الرضوخ للأمر الواقع , فكرت ابيغيل . ثم نهضت وتوجهت نحو الباب . وإذ وصلت حتى الباب , ترددت كثيراً , استجمعت قواها وتذكرت الخاتم . استدارت لتسلمه إلى رولف وهكذا كان , فقد أخذه رولف دون التفوه بكلمة وعلمت ابيغيل بأنها النهاية حتماً , ويجب عليها أن تواجه المستقبل لوحدها وبشجاعة كبيرة .
" كلا , لن تذهبي . هل اعتقدتِ حقاً بأنني سوف أسمح لك بالذهاب؟ أنا أريدكِ , أيتها المجنونة , ألا تفهمين ذلك؟ "
قالت ابيغيل : " أفهم ذلك؟ كلا لا أفهم . "
قطع رولف كلامها بقوله :" سوف تصبحين زوجتي , قولي لي بأنك سوف تتزوجيني؟ "
سألت ابيغيل بتعجب : " أنت تتزوجني؟ "
" نعم وذلك منذ اللحظة الأولى التي وقع فيها نظري عليك عندما رفعتك عن حافة الطريق حيث وجدتك بعد الحادثة كذلك , عندما كنت في طور الشفاء أعجبت بك . "
بعد قليل من الوقت , جلس الاثنان على أريكة وضعت في مكان يطل على مناظر خلابة .
" هناك العديد من الأعمال التي تجيب علي إنجازها . "
" هل سترحل ثانية؟ ربما لزيارة لورا؟ "
نظر رولف إليها وقال : " هل تشعرين بالغيرة؟ لا يمكن أن يكون الأمر كذلك يا آبي ."
" ولكن عندما وصلت إلى هنا , أخذني رايموند إلى جناحك فرأيت صورة لها هناك ."
" لقد أعطتها لي بنفسها وذلك مع الإطار. ووضعتها هناك إذ أنني لم أعثر على مكان آخر أضعها فيه . هل أتلفظ بتلك العبارات مجدداً؟ "
" المال والمكانة الاجتماعية . " أكملت ابيغيل ثم ضحكا سوية ونظرت ابيغيل إلى رولف ثم تابعت : " متى اكتشفت بأنني لا أجري وراء هذه الأشياء؟ . "
" من الصعب علي أن أقول لكِ ذلك . في بادئ الأمر أردت إرغام نفسي على الاعتقاد بأنك لست مختلفة عن باقي الناس . "
" كنت قد وعدت بالا ترتبط بامرأة ثانية , كما قال لي رايموند . "
" هل فعل ذلك , في يوم من الأيام سوف أحطم جمجمته لأنه يروي الأكاذيب ولكن يجب علي أن اعترف بأن شخصيتك قد حطمت كل أساليبي الدفاعية وقد أزعجني ذلك كثيراً . "
" لماذا أهديتني تلك الساعة؟ "
" لم أود امتحانك كما ادعيت في حينها . هل تصدقيني بأنني وددت وبكل بساطة إهداءك إياها؟ كما قلت في حينها , كنت أريد أن أبرهن لك بأنني لست أنانياً لا يفكر سوى بنفسه . "
" لم استعمل أبداً تلك الكلمة . "
أجابها رولف : " حسناً لقد اضفتها إلى سجلي الحافل , والآن ... هناك شيء ما يجب علي القيام به . " وتوجه إلى حيث يوجد الدرج وأخرج منه علبة طويلة بدا منظرها مألوفاً لدى ابيغيل . " تفضلي . " ثم وضع الساعة في مكانها ولم تستطع ابيغيل سوى أ، تتأملها بإعجاب .
" إنها رائعة يا رولف . لا يمكنني شكرك كفاية لأنك أهديتني إياها . ولكن حقاً , لم يكن ... "
" إن رفضت أخذها ثانية ... سوف استعمل أساليباً أخرى لإقناعك بقبولها . " ثم تابع رولف وهو يدعي الغضب : " لم التق مرة بفتاة ترفض قبول الأشياء الثمينة لمجرد أنها ثمينة وسوف أشتري لك الماس أو أياً من الأحجار الكريمة الأخرى التي ستختارينها . "
" ولكنني أحب خاتم والدتك يا رولف . "
قطب رولف حاجبيه : " ليس له قيمة مالية كبيرة . "
" هذا ليس مهماً فبالنسبة لي , إنه يشكل صلة وصل مع الماضي ... ماضيك ... لذلك فهو بنظري يساوي أكثر بكثير من قيمته المادية . "
بدا رولف مذهولاً , ثم فتش عن الخاتم , وأعاده إليها وقال : " لقد اكتشفت لؤلؤة بين النساء , وليس ماسة والآن تعالي . يجب أن ننزل ونعلن للعائلة عن خطوبتنا , أعني خطوبتنا الحقيقية . "
" رولف ... " توقف رولف لينصت إليها : " إن كنت ... تريدني , فلماذا بدا عليك الغضب عندما أعلنت مارتينا عن أمر خطوبتنا؟ "
" ألن تحزري بعد؟ لقد حدث ذلك لأنني اعتقدت بأنكما قد خنتما ثقتي , مارتينا وأنتِ . فقد اتفقنا على إبقاء الأمر سراً , و بألا نعلم أحداً سوى أفراد العائلة بالإضافة إلى ذلك ... فقد أردت أن أقوم أنا نفسي بالإعلان خطوبتنا ولم أود ترك أي شخص آخر يفعل ذلك . "
" طبعاً , بعد أن تأخذ رأيي , أليس كذلك. وتطلب مني أن أقبل بأن أكون زوجة لك . "
" ليس ذلك ضرورياً . " أجاب رولف وهو يضحك : " فأنا لم أكن لأقبل جواباً سلبياً من قبلك , على كل حال . "
همست ابيغيل : " هل سبق وقال لك أحدهم كم أنت متعجرف؟ "
" حدث ذلك مرات عديدة . "
وصلا إلى الردهة فوجدا العائلة بأكملها تنتظر قدومهما . نظر ماكس إلى يد ابيغيل ورأى الخاتم . سأل ماكس بصوت مخنوق : " الخطوبة , هل أصبحت حقيقية؟ "
" لقد أصبحت حقيقية الآن يا أبي . " ثم نادى أخته : " يا مارتينا ... " وردت هذه الأخيرة عليه بابتسامة فقال : " سوف نحتاج لثوب الزفاف عما قريب . "
صفقت مارتينا ثم أشارت علامة النصر وتقدم رايموند ثم قال : " مبروك يا ابيغيل ."
قال ماكس لأبيغيل : " شكراً إذ أن أبني عاد إلى رشده واختارك زوجه له . " ثم استدار نحو ابنه وصافحه . " سوف أبوح لكما بسر . نحن , أي رايموند وأنا , كنا على اتفاق مع مارتينا في ليلة الاحتفال . "

..تمت..


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس