عرض مشاركة واحدة
قديم 07-05-09, 01:20 AM   #13

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
1111

استدار ليواجهها تماما واستند إلى الطاولة، شابكا ذراعيه على صدره العاري. كانت ترتدي قميصا أبيض طويل الكمين، محتشما للغاية وتنوره رمادية تصل إلى ركبتيها ولا تظهر شيئا من شكل جسمها. أما شعرها فكان مسرحا إلى الخلف تماما مثلما رآه يوم السبت، مجردا من كل جاذبية. ومع ذلك، لم تستطع تلك الطريقة التي اتبعتها في لباسها وتسريح شعرها أن تخفي جاذبيتها إذ كان من الصعب إخفاء تينك العينين الخضراوين والشفتين الممتلئتين وذلك القوام الجميل مهما حاولت جاهدة، وراح يتساءل عما يدفعها للقيام بذلك
كان الصمت مشبعا بالتوتر. لم يكن كول معتادا على أن تحدق إليه امرأة. لكنه تجاهل الوخزة التي تملكته ونظر إليها من دون أن يبتسم"مرحبا"
بدا وكأن تحيته الباردة أيقظتها من الشلل الذي أصبها، فقالت له بلهجة حادة:أنت، لا يفترض بك أن تكون هنا
أمر آخر لم يكن معتادا عليه هو أن يقول له أحدهم إنه لا يفترض به أن يكون في مكان ما. ازداد انزعاجه أضعافا، لكنه لم يظهر على وجهه
ـ لم أصدر أي ضجة
أجابته لاهثة " هذا... هذا ليس مقصدي. المسألة هي أنه لا يفترض بك أن تدخل المنزل خلال المقابلات! لقد أمرتك بألا تفعل ذلك"!
حدق إليها لحظات وكانت خلال هذا الصمت تلهث غضبة لتأخره عن الانحناء أمامها والاعتذار. إذ كان هذا ما تريده، فعليها ذا أن تنتظر طويلا
ـ أنا لا أتلقى الأوامر
قال ذلك واستدار حول الطاولة ليأخذ صندوق العدة ويخرج من الباب الخلفي. وبينما كانت يده على مقبض الباب، استدار ونظر إليها مستفسرا:"لم بحق الله تبحثين عن زوج بهذه الطريقة؟"
فتحت فمها مشدوهة لفظاظته وقالت له بصوت بالكاد يشبه صوتها:"اخرج من هنا"
***

شعرت جين بأنها مصدومة. وبعد مرور حوالي ثلاثة أيام على حبس نفسها داخل ذلك المنزل، أحست بحاجة تدفعها للخروج والتنفيس عن كبتها. حتى لو كان ذلك يعني أن تلتقي ذاك العامل الوقح. لم عليها أن تختبئ؟ هي المستأجرة الشرعية لهذا المكان ومن حقها أن تستمتع بالشاطئ. وبعد هذا اليوم الرهيب الذي شهدته، يحتمل جدا أن تصاب بالجنون لو بقيت في المنزل تحدق إلى الجدران.
مي عادة متفائلة وواثقة من نفسها ولكن تفاؤلها وثقتها بنفسها خضعا اليوم لامتحان أليم
وثبت عن الكنبة حيث أجرت العديد من المقابلات العقيمة وقالت:'"أنا ذاهبة لأتمشى روثي
كانت مساعدتها جالسة على كرسي عند زاوية الأريكة، فنظرت إليها وأغلقت دفتر ملاحظاتها
ـ حان الوقت لتخرجي وتستمتعي قليلا بالطقس الجميل
ثم وقفت وتابعت قائلة:" سأصعد لأتصل برايموند وأرى كيف تسير أموره وأمور الأولاد وكيف يتعاملون مع زيارة أهله. أنا فعلا متشوقة لكي أعرف
ـ حسنا
تمتمت جين بذلك مشغولة الفكر بمقابلات اليوم التافهة. كانت قد خرجت من غرفة الجلوس وأصبحت في المطبخ تقريبا عندما نادتها روثي
ـ هل أطلب العشاء من الخارج؟
كشرت جين إذ لم تكن ترغب كثيرا في تناول الطعام، لكنها قالت:"طبعا"
ـ بعد ساعة.. الآن؟
ـ نعم
ألقت نظرة على ساعة يدها، فوجدتها الخمسة والنصف، ورأت أن لديها متسعا من الوقت لتروح عن نفسها
خرجت من الباب الخلفي ووقفت لحظة على الشرفة المكسوة بالخشب. كان الأثاث المصنوع من الخيزران المجدول والمكسو بالوسادات المخططة باللونين الأزرق والأحمر يضيء المكان بإشراقه. وكانت شتول الغار دينيا بأوراقها اللامعة وأزهارها المتفتحة البيضاء تتدلى من الأحواض، ليمتزج أريجها مع رائحة البحر الساحرة.
صوت الريح الذي ينفخ في الأعشاب البحرية خلف السياج المطل حديثا وتمايل الأمواج بددا توترها نسبيا. إنها فعلا معجزة أن يكون للحظة واحدة من سحر الطبيعة هذه كل هذا التأثير.
تنشقت ملء رئتيها وأحست بأنه كان عليها القيام بهذه النزهة منذ أيام. كانت بحاجة إلى ذلك، إلى الشمس والأمواج لتهدئ القلق الذي استحوذ عليها


na3no3a غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس