عرض مشاركة واحدة
قديم 21-12-15, 10:57 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

تابع ..




**********


بعد عدة أيام .. و بينما كان السكرتير سلطان كثير التوجه لأصدقائه في استراحتهم .. لاحظ قدوم عبدالرحمن المتكرر لعمارة قديمة في جنوب الرياض حيث يجتمع أصحاب سلطان ..

و عندما بلغ الفضول أقصاه لديه .. قرر ملاحقة عبدالرحمن إلى آخر الطريق , و رؤية ما الذي يخفيه حقًا .. و هنا حيث ذهب ورائه إلى تلك العمارة و تبعه إلى أعلاها , و وقف أمام ذاك الباب الحديدي المملوء بالصدأ و الذي يعلن انتهاء السلالم .. !

و ما أن وضع سلطان اذنه على الباب ليستمع إلى الحديث الغامض الذي يدور بالداخل ; حتى انفتح الباب بنفسه بعدما استند سلطان إليه بقوة .. لم يعي سلطان ما الذي حدث إلا عندما وجد نفسه قد دخل إلى الشقة سريعًا بفعل الباب الذي انزلق إلى الداخل ساحبًا سلطان معه .. و هناك بالضبط , رأى عبدالرحمن يجلس بجانب رجل لم يتوقعه سلطان أبدًا .. رأى فيصل , التوأم القاسي من مديره عادل .. و قد عبرت رأسه تلك الصورة التي وجدها في المكتب ! ..

قال في نفسه :" ولكن عبدالرحمن قال أن هذا الأخ ميت , منذ 22 عامًا !! "..

ارتبك سلطان و قد ملأه الخوف من رأسه إلى أخمص قدميه .. " ما الذي سأفعله الآن ؟! .. يا للورطة ! .. كنت أريد أن أسمع ماذا يدور هنا في الداخل , وليس الدخول ! .. يا لحماقتي و فضولي اللعينين ! .. ".. أخذ سلطان قراره و عرف أن هذه المواقف ليس لها حل سوى الهرب ..

و ما أن وثب سلطان خارجًا نحو السلالم , حتى أحس بيد حديدية تمسك بياقة ثوبه من الخلف و تسحبه إلى الشقة مجددًا , كان سلطان يستطيع الحلف بأنها أقوى يد عرفها منذ أن ولد ! .. لقد تم سحبه خلال أجزاء من الثانية , و لم يعي ما الذي حصل , و لا كيف استطاع ذاك الضخم سحبه .. استغرب سلطان نفسه و كيف أنه لم يقو على المقاومة .. عرف سلطان أن هذا الرجل الشبيه بمديره هو رجل ذو بأس شديد , و قد قرر سلطان أن ينطق بالشهادتين عندما رأى نفسه مسحوبًا كأضحية العيد على بلاط بارد و من قِبل شخص لا يعرف ما الذي تعنيه " الرحمة" ..

قام فيصل برمي سلطان في وسط غرفة الجلوس بشدة , فأحس ذاك بوخز قاتل يعبر عموده الفقري .. تأوه سلطان بألم , و لكنه عض على شفته حابسًا آهاته عندما رأى ذاك الضخم يقترب منه بقبضة مشدودة , تراجع سلطان إلى الخلف بضعف ولكن فيصل كان أسرع منه , فقام بالدوس على قدم سلطان مانعًا إياه من التحرك , ثم نزل على ركبتيه بهدوء قائلًا :

" أستطيع أن أحكم قبضتي حول رقبتك و أن أدقها خلال ثواني , و لكن أفترض أنك قطعت كل هذه السلالم بحثًا شيء مهم , أليس كذلك ؟ "..

رفع فيصل حاجبه الأيمن بانتظار .. فقال سلطان وهو يتلعثم :" أ أأ أنـ ــ ـا , ممــ "..

قام فيصل بسرعة بسحب الشماغ عن وجه سلطان أمام نظرات عبدالرحمن المصدومة , و الذي كان واقفًا خلف فيصل بصدمة من كل هذا الذي حدث في أقل من 10 ثواني ! ..

قال عبدالرحمن بهمس :" سلطان ! "..

نظر سلطان إليه بارتباك ثم اخفض عيناه .. التفت فيصل إلى عبدالرحمن قائلًا :" أتعرفه ؟! "..

" هذا , أقصد نعم .. إنه , إنه سكرتير عادل ! "..

التفت فيصل إلى سلطان بسرعة و عيناه تحملان الكثير من الغضب , فامسك بياقة ثوبه وهو يقول :
" ما الذي أتى بك إلى هنا , هـــاه ؟ من الذي أرسلك ؟ عادل ؟ .. هل يعلم عادل بأمري ؟ .. أجبني أيها الحقير ! "

قال فيصل و هو يضغط بشدة على أسنانه , ثم وجه لكمة قوية باتجاه فم سلطان , و الذي صرخ بألم شديد , ثم قال بعد ثواني و هو يتنفس بصعوبة و قد أصابه دوار :

" لا , لــ لا يعلم , لــ لم يرسلنــ ـي إلى هــ هنا .. أنا .. أنا جئت بنفسي "..

أفلت فيصل سلطان فسقط ذاك على ظهره بإنهاك شديد و هو يبصق دماءً .. قام فيصل بركل ساقه بخفة و هو يقول :

" انهض , هيّا .. أمامنا الكثير لنتحدث عنه .. انهض أيها الفتاة , لم تكن تلك اللكمة مؤلمة على ما أظن ! "..

اتجه عبدالرحمن نحو سلطان و هو يساعده على النهوض و وضعه على أحد الكراسي في الغرفة و هو يهمس له :

" ما الذي أحضرك إلى هنا .. هل كنت تتتبعني ؟! .. أظن بأنك كذلك ! "..

ظل الثلاثة صامتين يحدقون إلى بعض , فتكلم سلطان ببطء بعدما هدأ الألم في فمه , فقال :

" لقد , لقد سمعت ما كنتما تتحدثان عنه .. ! "

" أنعتبر هذا تهديدًا من نوع ما !؟ ".. قال فيصل و هو يتجه إلى سلطان بهدوء ..

" اعتبراه ما شئتما .. و لكن , أنا معكما "..

نظر فيصل إلى عبدالرحمن ثم أعاد نظره إلى سلطان قائلًا :" ماذا تقصد ؟ "..

بلع سلطان ريقه وقال بابتسامة :" لقد كنتما تتحدثان عن انتقام ما .. انتقام من عادل أهذا صحيح ؟ "..

صمت فيصل بانتظار سلطان أن يكمل كلامه , فقال ذاك :" على أية حال .. يبدو الأمر شيق , و أريد الدخول معكما فيه "..

تحدث عبدالرحمن قائلًا :" حسنًا , أصبت .. هناك تخطيط لانتقام من عادل , و لكن ما الذي يجعلنا نقبل بك كواحد منا ؟! "..

مسح سلطان بعض الدماء التي كانت على طرف شفتيه وقال بثقة :

" لأنني و ببساطة : سلاح ذو حدين ! ".. و نظر إلى فيصل قائلًا :" أنا سكرتير عادل , أتعلمون ما الذي يعنيه ذلك ؟ أستطيع خدمة خطتكما و إعطائكم كل ما تريدونه من معلومات أو ممتلكات لعادل , إنه يثق بي جدًا .. و في الوقت نفسه , أستطيع الخروج من هنا و إخبار عادل أنني وجدت أخاه العزيز في مكان قذر و هو حي يرزق ! "..

قال فيصل بابتسامة :" تستطيع فعل الأمر الأول , ولكن الثاني .. ستكون ميتًا قبل أن تفكر فيه حتّى ! "..

قال سلطان :" إذًا , نحن على اتفاق ؟! "..

كان فيصل يفكر بالأمر , سيكون هذا السكرتير الأحمق مفيدًا لهما , مفيدًا جدًا , و لكنه خطير بنفس الوقت .. ولكن فيصل رأى بأن يجعله معهم , و يتخلص منه في أقرب فرصة ..

" لم تقل لي ماذا تريد بالمقابل ؟! ".. قال فيصل و هو يجلس على أحد الكراسي مقابلًا لسلطان ..

" في الواقع , الراتب الذي استلمه من عادل , لا يكفي احتياجاتي الخاصة .. أريد منكما مبلغًا و قدره مقابل كل خدمة سأسديها "..

هز فيصل رأسه وهو يفكر ثم قال :" حسنًا , إن المال لا يشكل أية مشكلة بالنسبة لي , ولكن السؤال هو : كيف لي أن أثق بك ؟ .. لابد من وجود شيء ما ليؤكد لي رغبتك الخالصة في الخوض معنا " ..

صمت سلطان لدقيقة و هو يفكر , ثم قام بإدخال يده في جيبه و أخرج مفاتيح سيارته و قد علق معها مفتاح آخر , سحبه من الحلقة ببطء ثم رماه باتجاه فيصل الذي التقطه بسرعه ..

" ما هذا ؟ ".. سأل عبدالرحمن

" إنه نسخة وحيده من مفاتيح منزلي "..

رفع فيصل نظره إلى سلطان و قال :" أتريدني أن أعتبر مفاتيح بيتك كعربون ثقة بيننا ؟ "..

" إن زوجتي و ابنتي الصغيرة هناك "..

عقد فيصل حاجباه بغضب , و قال :" أتعرض حياة أسرتك على غريب تعرفت عليه للتو فقط من أجل المال ؟! "

نهض سلطان ببطء و هو يقول :" أنا أثق بأنك لن تؤذيهن أبدًا , و كذلك أنت , عليك أن تثق بأنني لن أخذلكما في في شيء أبدا "..

نظر فيصل إلى عبدالرحمن , فأعطاه ذاك إيماءة برأسه .. ثم قال فيصل :" إذُا , نحن متفقون الآن "..

نهض سلطان للخروج و لكنه التفت إلى عبدالرحمن قائلًا :

" بالمناسبة , نعم كنت أتتبعك , لقد أثار فضولي رؤية سيارتك هنا كل يومان ! "..

ثم استدار و خرج من العمارة و عاد إلى منزله وهو يفكر , هل إعطاءه مفاتيح منزله لهذا الغريب هو أمر صحيح ؟ أم أنه كان متهورًا للغاية ؟! .. نفض هذه الأفكار عن رأسه و هو يقول أن فيصل يحتاجه بشدة , ولن ينقض الوعد بينهما و يؤذي أسرته ..

ولكن عندما وصل , طرأت في ذهنه تلك القصة التي حكاها له أخوه الطبيب خالد , اتصل عليه بسرعة و هو يسأله :

" خالد , السلام عليكم "

" أهلًا سلطان , وعليكم السلام , ما الأمر , إن الوقت متأخر ! "..

" لا لا , لا تقلق .. لقد كنت أفكر في تلك الحادثة القديمة التي حصلت لك , عندما كنت طبيب امتياز ! "..

" أي حادثة ؟ .. أوه نعم نعم , تقصد الشاب الذي أصابته جلطة ؟ "

" بالضبط , لقد ذكرت لي أن أخاه و صاحبه كانا معه أليس كذلك ؟ .. أتتذكر أسمائهم ؟ "..

" في الواقع لا أعلم , لقد كان ذلك منذ زمن بعيد ! .. 20 أو 22 سنة , لا أظن أنني أتذكر "..

" خالد أرجوك , حاول "..

" لم أنت مهتم إلى هذا الحد ؟ "

" سأخبرك لاحقًا , أريدك أن تتذكر الأسماء , هل يمكنك ؟ "..

" انتظر لحظة , لقد كان واحد منهم اسمه عبد ... عبدالله ؟ لا لا ليس عبدالله .. أظن بأن اسمه عبدالرحمن ! , ولكن لا أتذكر أهو الأخ أم الصديق ! "..

ابتسم سلطان لذلك وقال :" حسنًا هذا جيد , و الآخر ؟ "..

" لا أعلم , لقد نسيت حقًا , و قد أيقظني اتصالك للتو , فمن البديهي أن تكون ذاكرتي في الحضيض ! "..

" أكان اسمه عادل ؟ "..

صمت خالد لثواني و هو يتذكر ثم قال وقد تفاجأ من أخيه :" نعم .. نعم , صحيح , أظن أنه كان الأخ , كيف عرفت ؟ "..

" قلت لك سأخبرك لاحقًا عندما نلتقي , آسف على هذا الاتصال المتأخر "..

" أنت تثير ريبتي فعلًا ! ".. قال خالد و هو يتثاءب " على كل حال , تصبح على خير "..

كانت لدى سلطان ذّرة صغيرة من الشك في أن يكون فيصل و عادل أخوة , و لكن هذا الشكل قد اختفى كليًا بعد هذه المكالمة , و الصوة التي رآها ! ..


**********


ظل فيصل , عبدالرحمن و سلطان يجتمعون كثيرًا حتى استطاعوا إحكام خطة جيدة و وضع النقاط على الحروف .. و كان أول أمر فعلوه هو القيام باختطاف عادل بطريقة هادئة و غامضة جدًا ..

كان ذلك عندما قام فيصل بسرقة سيارة قديمة من الحي الذي يسكنه قبيل صلاة العشاء , في يوم عرس سعود , ابن عبدالرحمن الكبير .. و قام فيصل بإزالة لوحات السيارة سريعًا و اتجه إلى طريق الخرج , بعدما اخبره سلطان أن عادل قد غادر منزله للتو و أنه متجه إلى الخرج من أجل العرس .. قاما الاثنان باللحاق بعادل بهدوء دون أن يثيرا أي انتباه ..

و عندما أصبحت الساعة التاسعة و الربع , كان عادل قد أغلق هاتفه بعدما اتصل عليه عبدالرحمن ليسأله عن مكانه , و قد تبقى له 10 كيلومترات للوصول .. بعد ذلك بعدة دقائق , شعر عادل باصطدام شديد على خلفية سيارته , مما أدى إلى ضرب رأسه بالمقود بقوة , ضغط بشدة على المكابح و توقفت السيارة , و كذلك السيارتين اللتان كانتا خلفه ..

نزل سلطان و فيصل و هم مغطين أوجههم بأشمغتهم و أخرجوا عادل من سيارته و أغلقوا فمه ببعض القماش , حاول تحرير نفسه و لكنه تلقى لكمة قوية على وجهه أفقدته وعيه , وضع الاثنان عادل في صندوق سيارة سلطان , و تركا السيارة المسروقة خلف سيارة عادل , و صعدا إلى سيارة سلطان و تولى فيصل القيادة بينما جلس سلطان بجانبه .. عادا بسرعة إلى الرياض في أقل من ساعة و هم يقودون بسرعة جنونية , ثم وصلا إلى شقة فيصل و حملا عادل إلى الأعلى دون أن يراهما أحد , و قد كانت العمارة منزوية في أحد الأحياء المظلمة ..

أحكما القيود حول معصمه و ربطاه على كرسي في غرفة صغيرة في الشقة .. ثم غادر سلطان المكان على الفور متجهًا إلى منزله .. تاركًا عادل بين يدي فيصل وهو ينتظر خبر وفاته ! ..



**********


و الآن , وبعد هذه الأحداث بيوم واحد فقط , أقحموا الابن الشاب "بدر" في متاهة و آلام لن ينساهما أبدًا .. وهو ينام الآن كالميت في شقة ما , يرافقه العقيد السيف الذين وعد نفسه بمساعدة هذا الفتى الذي يذكره بابنه كثيرًا ..


الساعة 12:00 بعد منتصف الليل :


توقفت سيارة الأجرة أمام منزل عاش فيصل الكثير فيه ! .. نزل و اتجه إلى الباب .. باب منزل عبدالرحمن !

هذا المنزل الذي استقبله عندما بدأ كل شيء , و الذي آواه عندما كان في أشد حالاته اكتئابًا و حزنًا .. و ها هو الأن يحوي في داخله توأمه ..

دخل فيصل إلى المنزل الذي نسخ مفتاحه سرًا بعدما أخذه من عبدالرحمن , و اتجه إلى الغرفة التي أمر سلطان أن يضع عادل فيها ..

دخل إليها و رأى أخاه مستلقيًا على الأرض كالميت , كان العرق ينزل من كل مكان في جسده , و هو يرجف بشدة و قد ازرقت شفتاه , علم فيصل أن معدل السكر قد انخفض جدًا , ولكنه اشترى له الأدوية اللازمة قبل أن يجيء , و احضر له بعض الطعام و السكريات التي ستعيده لوضعه الطبيعي ..

كان فيصل قد فكر في كل ما سيقوله لينهي الأمر مع أخيه , لينهي كل شيء حصل من قبل .. ليخبره عن كل ما يجول في رأسه , و السبب الحقيقي وراء كل ما يفعله تحت مسمى " انتقام " .. !!!


....



نهاية البارت ..

أتمنى أنه أعجبكم .. تراني شديت على نفسي قد ما أقدر عشان أخلصه لكم اليوم , أول مرة أخلص فصل و أراجعه و أنشره بنفس اليوم , لكن حسيت أني تأخرت عليكم , لذلك سويت كل اللي أقدر عليه ..

يلا عاد لا تحرموني من توقعاتكم و تحليلاتكم


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس