عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-15, 01:03 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2- سعادتي تخيفني
لاحت اليابسه مع بزوغ الفجر والافق الشرقي ملتهب بالشمس الذهبيه وصاحاحد الملاحين وكان يغسل سطح السفينه هاهي ذي قبرص .
- انها تبدو قريبه جدا لكننا لن نرسو قبل وقت الغداء .
وصمت لحظة ثم وجه السؤال الذي كانت تيسا موقنه انه سيوجهه كما يحصل دائما لكل امراة تسافر وحيده في الشرق .
- هل انت وحدك ؟
فأومات برأسها مبتسمة وعاد يسأل في انكليزية رقيقة :
- اتذهبين الى اصدقاء في قبرص ؟
- لي صديق فيها .
- اهو يقيم في فاما غوستا ؟ اين يقيم ؟
- في قرية صغيرة في الجبال , انظر الشمس تبدد الضباب والجزيرة تبدو الآن بوضوح .
- هذا الطرف هو بافوس كانت افروديت تعيش هناك اتعرفين افروديت ؟
- اجل اعرف افروديت خرجت من البحر عند بافوس .
- اصبت كانت رمز الحب لعل صديقك يقيم في بافوس .
كانت واثقه ان بول ماكان ليتخذ داره قريبا من منبت رمز الحب . وازداد عدد الملاحين وسرعان ما غص السطح بالناس ولمحت تيسا شابا انضم الى السفينه من بيريوس قبل يومين وتبادلت معه بعض الحديث . ولم تكن خطتها قد انجلت بعد فقررت ان تتسمى بأسم لوسيندا بالنسبة لكل من تلتقي به .
وانضمت الى الشاب عند سياج السفينه قائلة وهي تبتسم :
- ما توقعت ان تنهض مبكرا .
قال مارتن وهو يتناول كراسة صغيرة من جيبه فيقطع منها ورقه ويكتب عليها عنوانه :
- رقم تلفوني هنا فلا تنسي الاتصال بي انني على استعداد لأن اطوف بك الجزيرة .
وشكرته وقد خطر لها ان معرفة شخص في الجزيرة تفيدها اذا لم تعثر على بول او تراجعت عن خطتها التي ماتزال غامضه .
نزلت تيسا في فندق صغير في ليماسول يمتلكه زوجان انكليزيان ولم تصدق حظها حين لمحت الزوجين يتبادلان نظرة سريعه اذ ذكرت اسم بول عرضا , وسألتها ماريلين :
- بول ديمتريوس ؟
وقبل ان تجيب تيسا التفت زوجها كلايف قائلا :
- اهو صديقك ؟
- بل اعرفه واود ان ازوره اتعرف اين يقيم ؟
- لا اعرف بدقه بيته في الجبال بعد بيلابيس اعتقد انه اعمى .. حادث سياره وقع له وهو في انكلترا .
قالت تيسا بعد ان اخلدت للصمت برهة وهي تحتسي شراب الليمون المثلج .
- اتعرفان شيئا عنه ؟
هزا رأسيهما وقالت ماريلين :
- انه غامض لا يختلط بأحد له خادم يتولى اموره . هذا كل ما نعرفه هل قابلته في انجلترا؟
- عرفته في انجلترا نعم .
كانت ليماسول في جنوب الجزيرة اما بيلابيس ففي شمالها ولم تستطع تيسا ان تصبر فأعادت امتعتها الى حقيبتها ودفعت اجر سرير لم تستعمله ,
واستقلت سيارة الى نيقوسيا ثم استقلت سيارة اخرى الى كيرينيا ثم ثالثة الى بيلابيس حيث نزلت في فندق يمتلكه قبرصيان يونانيان.مارولا وسيبروس.
قالت مارولا وهي تحمل حقيبة تيسا وترشدها الى غرفتها :
- اجئت من انكلترا ؟ ابني في الجامعه هناك تلقيت منه اليوم رساله .. عقد خطبته على فتاه.
- انكليزية ؟
- اجل .
ومن شرفة الغرفة سرحت تيسا بصرها الى التلال الجيرية في سلسلة كيرينيا . واشارت الى بيت كبير جدا على بعد وسألت مارولا عن صاحبه فاجابتها :
- انه للسيد سلوين ان في بيلابيس كثيرا من الانكليز.. اتبحثين عن رجل انكليزي ؟
- كلا بل انني ابحث عن شخص يدعى السيد بافلوس ديمتريوس اتعرفينه ؟
وقطبت مارولا جبينها مفكره ثم قالت :
- سبيروس يعرف كل شيء , وانه لن يلبث ان يصل ... آنسة بلين .. ما اسمك الاول ؟
فلما اجابتها بأنه لوسيندا قالت :
- سأدعوك مدام لوسيندا .. مرحبا بك في بيلابيس هل تروق لك لغتي الانكليزية ؟
قالت تيسا وهي تغادر الغرفة :
- انها جيده .
- لم ااذهب الى مدرسه لكنني اتعلم من الكتب ببطء وهدوء .
- اود ان ارى كتابك عندما اعود .
كانت مارولا ودودا وهانئة ولكن سبيروس كان اكثر تحفظا .. اخذ يقدم لها صحون العشاء ووجهه الاسمر جامد ,واحضر لها زجاجه شراب وعجبت تيسا , كيف تتفادى احتساءها دون ان تجرح شعوره واخيرا قالت :
- انني لا اشرب عادة ثم ان هذا اكثر مما احتمل ..
ورمقها مذهولا وقال :
- اشربي انه جيد جدا .
- انني نادرا ما اشرب .
واستعصت كلمة نادرا على فهمه فشرحتها له وانهار حاجز التحفظ وقالت زوجته :
- مدام لوسيندا تريد الاهتداء الى صديق لها يدعى ... .
فذكرت تيسا الاسم فقال :
- اجل انه لا .. يرى .
وقطب مفكرا ثم قال:
- انه يقيم في الجبال على مسافة بعيده لا يحب الناس رجل غريب جدا غدا اصطحبك اليه .
لم تنم تيسا تلك الليله وفي الصباح اقلها سبيروس في سيارة نقل صغيرة مغلقة يستخدمها لكافة الاغراض , سيارة عتيقه مهتزه راحت تتخبط بهما ولم تكن تيسا ترى حولها سوى الجبال الى يسارها والبحر الى يمينها وبينهما بساتين الليمون والزيتون تتخللها الزهور الاقحوانية القمرنزية , تخالط كتلا متتابعه من الزهور الذهبية واخرى متباينه
فلما استقرت السيارة امام البيت عرض سبيروس ان ينتظرها خارجه ووقفت تتأمل البيت لم تكن تلوح فيه علامات الحياة واخيرا سألته :
- كم استغرق للعوده ماشية على قدمي ؟
وعجب الرجل والح ان ينتظرها واخيرا قال انها ستضطر لاجتياز حوالي نصف الميل يستغرق منها نصف الساعه فقالت اذا لا تنتظرني وشكرا جزيلا اذ احضرتني سأعود مشيا على قدمي .
وما ان اختفت السيارة حتى استدارت وعادت تتأمل البيت كان بياضه باهرا ازاء خلفية من اشجار خضراء على سفح الجبل .
وكانت النوافذ كبيره تفضي جميعا الى شرفات وقد اغلقت مصاريعها الخضراء والصفراء .والزهور تحيط بالمبنى من كل الالوان وزهور الليمون ترسل شذى رائعا .
وطالت وقفتها تغشاها لحظات شك فتستدير وتود ان تعود نابذه خطتها ولكنها ما لبثت ان سارت الى الباب وادهشتها ان يدها كانت ثابته حين ضغطت الزر الجرس اخيرا. ولم تسمع سوى رنينه وعادت فضغطت الزر وفي الحال فتح الباب رجل ضئيل الجسم داكن السمره واجفلت وانبعث صوتها مرتجفا وهي تقول :
- هل السيد بافلوس ديمتريوس .. يقيم هنا ؟
واجابها الرجل بانجليزية سليمه :
- اجل سيدتي . فماذا تريدين ؟ انه لا يستقبل زائرين .
- اظنه سيغير رأيه دعني اقابله .
وارتبكت اذ سألها عن اسمها ثم قالت :
- اسمي ... اسمي لوسيندا .
ودعاها للدخول فأستجابت وهي ترفع يدا مرتجفه الى فمها : ماللذي فعلته ؟ واجفلت اذ اغلق الرجل الباب واحست بشر داهم ولكنها غالبت مخاوفها بجهد خارق والتفتت حولها وكان البهو معتما اذا كانت كل المصاريع الخشبيه للنوافذ مغلقه . وعلى البصيص المناسب خلالها تبينت ان الاثاث قليل وعلى مائده استوى اناء ضخم ملئ بورود عطرت الهواء .
وسمعت وقع قدمين فعاودها الارتجاف والتفتت ببطء وهي متردده كان بول يقف في فراغ الباب طويلا نحيلا شديد السمرة , وتطلعت الى عينيه ثم امسكت انفاسها كانتا كما عهدتهما ولكنهما خلو من أي تعبير ومع ذلك فمن الغريب انهما لاحتا كما كانتا داكنتين عميقتي الاغوار .

بدا من المستحيل انه لا يستطيع الابصار وانتقل نظرها الى يديه كانت احداهما الى جانبه والاخرى تقبض على عصا . وقد بهت لون بشرتهما ولكن سمرته اصلا اتسقت مع دكنة الحروق فلم يكن في منظر اليدين ما ينفر النظر ولا ما يثير الاشمئزاز كما زعمت لوسيندا ومع ذلك كان من الواضح انه عانى حروقا قاسية خيل الى تيسا انها ستلازمه بقية عمره .
وانبعث الصوت الحبيب :
- لوسيندا .
فشرعت تقول :
- انني جئت يابول كما قلت ان بوسعي المجيء,لا سأل.. لأسألك .. .
رباه ماذا تفعل هذا الخداع فوق طاقتها فودت لو تستدير وتفر ولكن ما اشد قسوة هذا وعادت تقول :
- بول انني آسفه ..
- آسفه ؟
كان صوته هادئا غير مصدق .. وخالج تيسا شعور غريب بالخطر وهي تتأمل وجهه اكان صوته مشوبا بمرارة ام انها واهمه ؟ وازال هذا الشعور حين بادر قائلا :
- هل عدت اليّ ؟
وندت منه زفرة كبيره وتابع قوله :
- عدت يا لوسيندا لتسأليني ماذا ؟
ولم تقو على ان تتحرك او تنطق اذ بدا الموقف غير واقعي فسألت نفسها اتراه حلما مغرقا في الخيال لن تلبث ان تفيق منه لتجد وسادتها مبلله بدموعها كما حدث مرارا خلال العامين الآخرين ؟
وعاد يسألها :
- لماذا جئت يا لوسيندا ؟
- لأسالك الصفح . قلت انك مستعد للمغفرة اما زلت مستعدا ان تقبلني ؟
واذهلها ان الكلمات اصبحت تتدفق منها دون عناء وشدهت لعدم واقعية الموقف وكأن شخصا سواها يتكلم , او بالاحرى يدفع الكمات الى فمها وبدا صوته هو الاخر مذهولا مما يحدث وان كان قويا حازما :
- انني مستعد للصفح يا لوسيندا كنت اود ان تعودي الي ولكني ما توقعت ان تعودي حقا .
ووضع عصاه على مقعده لم يخطئ موقعه وبسط يديه قائلا:
- دعيني اضمك بين ذراعي يا عزيزتي لوسيندا الجميله !
واسلمته تيسا يديها فجذبها اليه وبهرت للمرة الاولى بعناقه لم يعد لأي شيء قيمه اذ ازاحت فرحة الفوز كل انفعال اخر واحست بقدرتها على مواصلة الخداع اصبحت السعاده ملكها ولكم ستسعد بول !
بحبها تستطيع تعبيد طريق حياته فتعتني به وترعاه وتجعل عينيها عينيه!
وطفرت الدموع من مقلتيها ما تصورت ابدا ولو في اكثر تخيلاتها جموحا ان تحظى بسعاده كهذه واكتشفت اصابع بول دموعها وهي تتحسس برفق وحنان قسماتها فتساءل :
- اهو الندم يا لوسيندا ؟
ماهذا الذي اعترض سكينه نفسها في لحظة الغبطة الفائقة ؟
ومرة اخرى كان في صوته ما جعلها تضرع خائفة :
- هل غفرت لي يابول ؟ اما زلت تحبني ؟
- غفرت يا اعز حبيبه .. سنسعد معا بحياة رائعه يا لوسيندا كل مافي الماضي اصبح منسيا .
وتبينت اذ ذاك فقط كيف استبعد دون مشقه ما اصابه من لوسيندا من جراح وهاهو يتقبلها في حب دونما لوم او تأنيب مما ينم عن مدى حبه لها !وكانت اصابعه ماضيه في تحسس قسماتها فتذكرت ان للعمى لمسات حساسه فهل يكتشف اختلاف ملامحها البارزة العظام عن استدارة واملاء قسمات لوسيندا الجميله ؟
ولكنها ابتسمت اذ وصلت اصابعه الى شعرها ثم ربتت خدها وغمغمت وهي تشده اليها :
- لكم انا سعيده .. ماكان للحياة معنى لدي منذ .. منذ بعدت عنك !
- كان بوسعك ان تأتي قبل الآن لقد انقضى اكثر من عام .
وتسارعت دقات قلبها جزعا ثم قالت :
- ما تصورت انك ستقبلني !
- هل خشيت الا اكون عنيت ما قلت ؟ كنت اعنيه كنت اريد ان تأتي . ما اشتهيت شيئا في العالم اكثر مما اشتهيت ان تكوني زوجتي .
واغمضت تيسا عينيها , كيف استطاعت لوسيندا ان تنبذ حبا عظيما كهذا ؟ وترددت وهي لا تدري كيف تصوغ كلماتها ثم قالت :
- اقسم بأنني احببتك دائما برغم ما حدث ... وسأقضي عمري في محاولة ان اعوضك عما عانيت من ألم .
وغمغم بصوت خافت كادت لا تلتقطه :
- انني اصدقك يا لوسيندا وادرك انك لابد تحبينني اذ جئت راغبة في اتخاذ رجل اعمى زوجا .
فشدها على صدره فزاد الاطمئنان كانت سعادتها فائقه حتى كان يسعدها ان تبقى بين ذراعيه للأبد وماكان يهمها ان هذا كله كان موجها الى لوسيندا فقد ادركت منذ اتخذت قرارها ان ما تتلقاه لا يخصها اصلا
ولكن ماقيمة هذا ما دامت معه ومادام هو لها تحبه وتعتز به وتخدمه ما كانت تيسا لتبغي اكثر من هذا .
** ** **
قررا ان يكون زواجهما يوم الثلاثاء قبل اكمال اسبوع على وصول تيسا ولكي لا يبدد الوقت وكشفت الايام السابقه على ذلك لتيسا مالم تكن تعرفه كانت قبل لقائها ببول ككل فتاه في سنها تتصور الحب وترسم في ذهنها التغيير الذي سيدخله على حياتها ظهور حبيب ولكن ما صادفته في تلك الايام فاق كل آمالها واحلامها , وكأن السماء ذاتها لن تهيئ لها نعيما اعظم واصبحت هي بصره وهما يتمشيان في حديقة الدار او الدرب الممتد خلفها كان هواء شهر نيسان ينضج بعبير المطر وقال بول :
- ما اطيب الخروج يا لوسيندا نادرا ما خرجت منذ جئت الى قبرص وكنت اقنع بالجلوس في الحديقه .
قادته الى ضفه معشوبة عند جدول صغير واحضرت معها معطفين واقيين من المطر من قبيل الاحتياط فبسطتهما على الضفة وقال بول :
- خرير الجول بديع .. هل الماء المتدفق كثير ؟
وامسك بيدها اذ جلست بجواره قائله :
- ليس كثيرا .. انه ينحدر من السفح متألقا تحت اشعة الشمس مرتعشا كشريط فضي يداعبه النسيم والزهور يا بول ما ابهاها ! ما تصورت نمو الزهور البرية بهذه الكثرة .
وراحت تصف له كل نوع وتقطف له زهرة منه فيذكر لها اسمه وقالت وهي تصف له كل شيء :
- ما اجمل امتزاج الالوان هكذا الطبيعه تتقن كل شيء .
وخالت ان في لهجته الرصينه رنة تشاؤم او تهكم وهو يقول :
- اجل يا لوسيندا الطبيعه تتقن ما تبدع ..لايرتكب الاخطاء سوى الانسان والصق خده بخدها فزايلها القل واصبحت دنياها ورديه وقال :
- زيديني حديثا ياحبيبتي ! هل ترين البحر ؟
- اجل تحتنا بعيدا , فيروزي جميل قرب الشاطئ ثم يتدرج الى ازرق داكن مع بقع اخف لونا اخال انها تنشأ عن انعكاس السحب على الماء .
- اهناك سحب فوق البحر ؟
- مجرد نتف رقيقة وزرقة السماء الوضاءة اكثر وضوحا , وعلى بعد اكبر تصبح الزرقة مشوبة ببنفسجية ثم تصل الى خط التقاء السماء بالبحر ولا تشعر بالاتساع الشاسع بل تكاد تتصور ان بوسعها ان ترمي الافق بحجر من مكانها على البر .
- هل يبدو البحر كشريط ضيق ؟
- بطريقة ما .. ومع ذلك فهناك سفينة بيضاء جميلة تتيح منظرا يجعلك تتبين مدى اتساع البحر لأن السفينه تبدو كعلبة بحجم صندوق الثقاب .
- وامسكت اذ تحرك حجر عند قدمي بول ثم هتفت :
- انظر سحليه .
وما لبثت يدها ان ارتجفت في يده وقال :
- انني استطيع رؤيتها يا حبيبتي !
- اما اكتفيت من ثرثرتي ؟
- صوتك كالموسيقى يا لوسيندا بجانب هذا فأنت تبدعين وصف الاشياء , اتعرفين عزيزتي لم الاحظ هذا من قبل .. ترى لماذا ؟
ومس الخوف قلبها واسرعت تقول :
- ماكانت هناك اشياء طريفه كهذه تستحق الوصف .
ولك ارحها ان هز رأسه موافقا وعندما جنحت الشمس للمغيب ونهضا تناول منها المعطفين الواقيين فأمسك بيده وشقا طريقهما في درب حجري منحوت في اسفل الجبل
وتحده صخور شديده فكانت قيادة السيارة فيه امرا رهيبا . ومع ذلك صادفا سيارتين اتجهتا الى بيت رجل اعمال انكليزي متقاعد قال بول ان له اصدقاء يترددون عليه , فسألته :
- الا تتلقى زيارات منه ؟.
واجاب بلهجة حاده ما سمعت مثلها منذ قدومها :
- لا احد يزورني .
كان بول اصلا شديد البنيه وقوي الشخصية متغطرسا معتدا بنفسه مما جعله فوق مستوى الرجال العاديين الذين عرفتهم غير ان عماه جعله ضعيفا اذ اضطرت للاعتماد على سواه في كل صغيره.. هذا فيما بينه وبين نفسه , فلا سبيل لغير ذلك وفهمت تيسا السر في انه لا يأذن للاغراب بزيارته وما لبث ان قال :
- نستطيع تناول الشاي في الشرفه وتصفين لي غروب الشمس .
واعد الخادم تاكيس الشاي في البهو فتناولاه هناك , ثم دخلا الشرفة ووقفت ملاصقه له عاقده ذراعيها في ذراعيه وهي تقول :
- الشمس تهبط, كرة كبيرة من اللهب والسماء قرمزية وذهبية وصفراء مقاربة للحمره , وقطع السحب متوقده يالسرعتها في الرحيل تراها تتحرك .
- ومع ذلك فنحن الذين نتحرك حولها .
وكانت تيسا تصف له كل حركه من مغيب الشمس ثم قالت :
- هذه هي النهاية حتى الغد اواه يابول , السماء .. فيها لون البنفسج ولون البتقال الزاهي ..
عذوووب
وشدها اليه وعانقها .. واسندت رأسها الى كتفه وظلا واقفين طويلا في هواء المساء اللطيف وروائح الزهور المحيطه بهما تهزج ويظهر عليها شذى الليمون .. واحست تيسا بيد بول تتحسس شعرها وتقييسه ثم قال :
- انك تركته ينمو فهو اطول من ذي قبل ...
- ان الانماط تتغير يا بول .
ومست شفتيه ابتسامه باهته وقال :
- اجل هذا غريب فالانماط كما عرفتها منذ عام....
واسرعت تقول :
- كلا يا عزيزي سأصفها لك .
فدخلا فقال :
اقرأي لي يا غرامي لفتره قصيرة قبل ان آوي الى الفراش ... .
واستهواهما الكتاب حتى انتبهت تيسا الى ان الساعه التاسعه فهتفت :
- اتعرف كم الساعه يابول ؟
ومس اصابعه بالساعه البارزة الارقام التي يحملها وقال :
- يالله , ما اسرع ما يطير الوقت ! .. .

وذهب الى المطبخ تطلب العشاء فلما عادت اقترحت ان يتناولاه في الشرفة , حيث جلسا وخلفهما اشباح الجبال المعتمه وخرير البحر يسناب من بعيد ,واشجار النخيل تتمايل .
قالت تيسا في حذر لكي لا تكتشف ما خبرته في اسفارها :
- القمر هنا مختلف .. اعني انه مختلف في انجلترا اصغر حجما .. انه اشبه بقبرص كبير من الثلج الازرق وكانه شمس تجمدت بالبروده .. وتأصير ضوئه على السماء مختلف كذلك .. هناك تألق بلون الياقوت الازرق مما يضاعف الايحاء بلابروده .
- ما ابدع وصفك يا لوسيندا .كأني ارى كل شيء بجلاء... ان وصفك لا يبعث اضطرابا .
فإن فيه شيئا من الواقعيه الثابته .
وحملقت فيه غير مصدقه كان هذا شعورها فكيف تسنى نقله اليه بدون كلمات ؟ وظلا جالسين حتى قرابة انتصاف الليل وعندما افترقا عند باب غرفته ضمها برفق وقال :
- بعد ساعات قليلة تصبحين لي يا عزيزتي .
- هذا كل ما ابتغي يا بول ان اكون لك .
وزاغ منها النوم وفي الساعه الـ2 من الصباح كانت تجلس على فراشها تكتب لأبيها :
- اشعر كأنني نقلت الى السماء .. لكم انا سعيده حتى ان سعادتي تخيفني



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس