عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-15, 01:12 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


3- قبل هبوب العاطفة
جاءها الرد بعد 10 ايام وبعد ان ابدى ابوها ذهولا للأنباء التي افضت بها اليه كتب قائلا :
- كم وددت ان الح في نصحك بالعوده فورا ولكن الخطوة الخطيرة ستكون قد اتخذت عندما تصل رسالتي اليك , حسنا يابنيتي هذا ماكنت تودينه منذ التقيت بول ولا املك سوى ان آمل وادعوا الله الا تعرفي بعد الآن سوى ما يحقق امنية فؤادك وكم تذهلني سرعة صفح بول عما اصابه من غبن ومباردته بتقبلك او بالاحرى بتقبل لوسيندا كزوجه له . انني كما تعلمين عشت في اليونان فترة من شبابي ولا اوقن حتى الآن بمقدرتي على قراءة شخصية اليوناني العادي . ولقد حدست دائئما بالنسبة الى بول وجود شيء من القسوة البدائية الكامله تحت غشاء الحضارة الغربية التي اكتسبها باقامته طويلا في بلادنا . وكان الايسر ان اتصوره كمنتقم لا يرحم , يبتكر خطة شيطانيه لمعاقبة لوسيندا . ولكن وصفك المتألق لأستقباله اياك يبين ان الامر لم يكن هكذا وان مستقبلك يبدو مكفولا .... .
انتقام.. عقاب ؟ ابتسمت تيسا فما كان ابعد هذا عن ذهن زوجها , مضى على زواجهما اكثر من اسبوع وما من عروس فاقتها حبورا وما من زوج فاقه حنانا كان عطاء كل منهما سخيا وتلاشي ما كانت تعانيه من يأس ولوعه وما لا تعرفه للآن من حب بول لاختها,كحلم يتبدد باليقظة , وتقبلت ماكان يقدم بلهفة وعرفان , وبثقة واطمئنان لحبه , فكان رزينا لدرجة تغيظ ولكنه دائما العاشق الحنون اللطيف مصرا على ان يرقي بها الى عوالم النشوة والغبطة وغشيها خلال هذه الفتره جمال تولد عن الرضى والاطمئنان الى الوحيد الذي احبته .
ويوم تلقت رسالة ابيها تأخرت دقائق عن الفطور فبحث عنها بول وعثر عليها في غرفة الجلوس وهزها صوته كالعاده وهو يسألها :
- انت هنا ياعزيزتي ؟
واخذ يدق سيقان احد المقاعد بعصاه برفق فأجابت :
- نعم .. اتريد شيئا ؟
قال وهو يجلس مبتسما مواجها اياها :
- لا اريد سوى زوجتي الجميلة.
وذكرت انها تلقت خطابا من ابيها وانه يبلغه تحياته فسألها :
- هل ستقرأينه لي ؟
انه السؤال الذي كانت تاخفه وطافت عيناها بالورقه واخذت تبتكر الكثير من الحديث لكنها قرأت الخاتمة :
- ان مستقبلك يبدو مكفولا .
فردد العبارة فاقتربت من مقعده قائله :
- يعني ان مستقبلها يا اعز الناس سيكون رائعا يابول .
وتناول يدها فألصقها بخده وقالت وهي تحس برنه تحمس تسلل الى صوتها :
- ماذا تود ان نفعل اليوم ؟بوسعنا الذهاب الى السباحه او لعلك تريد شراء الاشياء التي كانت تتحدث عنها ؟
وذهبا الى نيقوسيا في سيارة مستأجره لرجل يدعى كيبروس سلكت بهما طريقا جديدا في اقصى الحافة الغربية لجبال كيرينا فاخذت تيسا تصف له طيلة الطريق المناظر الطبيعية المتغيرة .
وبعد جولة في المتاجر تناولا غداء انكليزيا في فندق صغير صغير وتمشيا قليلا ثم عادت بهما السيارة في الطريق الذي جاءت منه .
في اصيل ذلك اليوم جلسا في الحديقه لا يتخلل السكينه سوى رنين ينساب من بعيد للأجراس المعلقه برقاب الغنم وازيز الحشرات ... وبساتين الليمون .. وسالها :
- اسعيده جدا ؟ اتظنيني انك بلغت ذروة السعاده يالوسيندا ؟
بدا لها هذا السؤال غريبا , ولكن لم تدر مبررا وقالت بصوت خافت وهي تتأمل ساقيها السمراوين وتتذكر ساقي لوسيندا البيضاوين :
- لابد ان هذه هي ذروة السعاده ما اظن من الممكن الارتفاع لكثر من هذا .
وبإشارة صامته ابداى رغبة في الامساك بيدها وقال :
- اذن فقد بلغت اقصى الاعالي .
وبدا فجاه انه جد بعيد وقد ولى رأسه نحو قمه يعلوها حصن سنت هيلاريون العتيق وتتبعت التفاته فرأت حركة خاطفه .. كانت النسور تحوم وتعود فوق القمم ولسبب لم تدر له تعليلا قفزت الى ذاكرتها كلمات من قصيده قراتها ايام المدرسة السكون الشامل اللهم الا حين ينقض نسرا مشهرا مخالبه فيحمل الفريسه الوديعه الى هلاكها وارتجفت وسحبت يدها من يد بول قائلة :
- هناك برد يابول برد قارس .
فأبدى دهشته وقالت وانفاسها تبدو متهدجه وهي ترمقه في حيره لاتدري مبررا للخوف الذي احتواها:
- انني شعرت بقشعريره ... سأذهب فأرتدي شيئا .
- هل بك شيئا يا عزيزتي ؟ لا سبيل لأن تشعري ببرد لقد كدت اتخفف مما ألبس .
وكان يرتدي قميصا وسروالا قصيرا كانت هي تلك الحظة بدفء غامر وقالت :
- اشعر بالدفء ثانية .
فانحنى عليها قائلا :
- ماذا هناك يا حبيبتي ؟ لا اشعر انك بارده فانت دافئة جميلة !
وانكمشت ملتصقه به كانها تنشد حمايته وقالت :
- احيانا يرتجف المرء لغير ما سبب ظاهر واصقت خدها بخده وهي تتبين مدى قلقه عليها وتعجبت اتحظى غيرها بزوج يفوقه حبا ؟
وخلصها من ذراعيه ليذهب الى داخل البيت وراقبته وهو يسترشد بعصاه لامسا بها الاشياء المألوفة شجرة التين واللوز والنخلة العالية ثم درجات السلم وعمود الشرفه الذي التفت عليه فروع الكرمة واغمضت تيسا عينيها محاولة ان تتبين كيف يكون العمى ظلام دائم حتى نهاية العمر !وفتحت عينيها اذ شعرت بابتلال اهدابها .
كانت الشمس تشرق على الحديقه والفيلا البيضاء وكل شيء مشرق بالنور .
وجلست وقد عاودها الدفء وترقبت عودته وامتلأ قلبها اشفاقا اذ راته يعود مهتديا بعصاه لو ان الحادث لم يقع لو ان لو سيندا لم تلمس عجلة القياده ماكانت هي تيسا هنا , وما عرفت نعيم الاسبوعين الاخرين , اجل ماكانت هنا الا لأنه اعمى ! ..
وسارا في وقت لاحق يستروحان نسيم المساء , وكل فتنه تنحسر اذ تنجح الشمس نحو المغيب وهتفت وقد وقفا معا فجأة :
- انه لسحر ! الافق ملتهب وفي السماء قوس كبير مصطبغ باللون القرمزي البرتقالي والسحب البيضاء الصغيره موشاة باللون القمرمزي والنتف الصغيره الرقيقه اشبه بلون ذهبي نصف شفاف ولكنها اخذت تتحول الى البنفسجي وعادت تهتف :
- انه لسحر ! استطيع تصوره ياعزيزتي ؟
فأجاب بلهجة محيره واهنه :
- بوسعي ان اراها , كيف غفلت عن هذه المقدره الرائعه لديك ؟
- ما فطمت الى وجودها ابدا !
وارتبك نبض تيسا وهو يتابع الحديث :
- ما اكمل وصفك للأشياء ؟ انني كما قلت ارى غروب الشمس .
وتغضن جبينه وهو يبدو في حيره وفجاه هتفت تيسا :
- انصت يابول اجراس الغنم !
كانت موسيقاها الرقيقه تنساب من بعيد وسط الصمت وشدت اصابعه على يدها وهو يقول :
- رائعه اتعرفين يا لوسيندا انها قد تكون منبعثه من بعيد من ممسافة طويله جدا بسبب صفاء الهواء ورقته غير العاديين في هذه الجبال .
ووقفا يصغيان طويلا ثم ارتدا الى البيت .
قالت وهما يتناولان الافطار :
- الى اين نذهب اليوم يابول ؟
كان ذلك في اليوم التالي لزيارتهما نييقوسيا .
- الى أي مكان غير بعيد اختاري انت يا لوسيندا .
واقترحت ان يسبحا فقال :
- فكره ممتازه ما رأيك في الشاطئ الممتد غرب كرينيا ؟ سنجد كهفا رمليا نستأثر به .
واستدعت كيبروس هاتفيا وقال بول مفكرا وهما ينتظرانه :
- لابد ان نقتني سيارة يا لوسيندا . وانت تعرفين القياده .
- اجل .
ولنها شعرت بمسؤولية القياده وبول معها في الدرب الضيق على سفح الجبل الذي تحد احد جانبيه هاوية قالت :
- الطريق ليست جيده .
فأشار وكانه يزيح اعتراضا صبيانيا :
- الغير يستعملونها .
وخيل اليها ان في صوته حده مقتضبه ولكنها اسرعت تستبعد الفكرة وقالت :
- اجل اراك على صواب سيكون امتلاكنا سيارة اكثر اقتصادا .
وانطلقا هابطين من البل تحت شمس متألقه وعلى جانبي الطريق ألوان متمازجه في فوضى , واستدار نسر فوق القمم الصخرية ثم انساب كشبح في كبد السماء وسألها بول بلطف وحنان :
- ماذا ترين ؟
- اننا نقترب من بيلابيس .
فهتف:
ذلك الطلل القوطي الفخم حدثيني عنه !
- انه من الحجر الرملي البني لوحته الشمس كثيرا ولكن الاقواس الشامخه نحو السماء الزرقاء تبدو جميله وفي الحديقه اطول ما رأيت من اشجار السرو واكثر استقامه ... .
وتوقف كيبروس اما مقهى صغير جلس الرجال فيه كالعاده يلعبون طاولة النرد ويتحمل الخاسر نفقات المشروبات التي كانت عباره عن قهوة تركيه في اقداح صغيره تصحبها زجاجه ماء ثلج , لقد اخذ القرويون يؤمون الكنيسة التي ترجع للقرن الثالث عشر بعد ان اعادوها للطقوس اليونانية .
واكملت السيارة تهبط بهما وقامت اشجار الخروب على جانب الطريق تطل على بحر من اللونين القرمزي والذهبي حيث انتشرت زهور الاقحوان .
قالت تيسا بعد وصف هذا لزوجها :
- تناسق الالوان ياخذ الانفاس والحملان يابول , انها صغيره جدا تسعى وراء حليب الام باستمرار والماعز الراعي واحد ولكنها بمعزل عن الغنم ترى لماذا ؟
فقال لها مداعبا :
- لعلها تعتبر نفسها ارقى من الغنم !
وضحكت تيسا وابطات السيارة ليمر بجوارها فلاح يركب حمارا يسير على مهل فقالت تيسا :
- صورة لطيفه اذا شوهت من الخللف بسبب شكل الحمار والرجل والسلتين الكبيرتين .
وتألق البحر تحتهما فأطلقت تيسا زفرة رضى قائلة :
- انه رائع يابول !
وتريث بول فالتفتت اليه اتراه كان وهما ام ان شفتيه كانتا تحملان ومضة انتصار ؟ ولكن كلماته جاءت محمله بالحنان المألوف :
- انك على صواب يازوجتي الجميله ... انه رائع !
واطالت النظر اليه فاذا به يبتسم وقد تلاشى الوميض الذي عقبته لحظة عدم ارتياح وامسكت يده فأحدست بقلبها مليئا بالهناء والدفء .
وبعد ان استبدلا ثابهما في احد الاكواخ الشاطئ المتداعية على التلال نعما بساعه من الاسترخاء على الرمال الدافئة قبل ان يهبطا الى الماء .
وادركت تيسا ان وان لم يسألها كان يود ان تبقى قريبه منه . تلك هي المره الثانيه يذهبان فيها الى البحر وقد خامر تيسا شعور من السعاده لأنه كان بمساعدتها قادرا على الاستمتاع بالسباحه ثانيه ,
كان يحبها اذ اعتاد ان يقضي مع لو سيندا كثيرا من الوقت في مسبح قرب البيت واذ خرجا ناولته منشفته وراحت تتامله وهو يجفف وجهه ثم ذراعيه وساقيه واخيرا شعره الفاحم الذي تجعد متهدلا على جبينه فبدا شبابه فاتنا
واستلقى بول على الرمال عاقدا ذراعيه خلف رأسه.. كان نحوله يتميز بقوة عضلية كبيرة وكانت سمرته تبدو نتيجه للتعرض للشمس اكثر مما تعود الى اللون الطبيعي لبشرته , وقد علل هذا بأنه كان يلازم الحديقه مذ جاء الى قبرص وعندما اخبرته ان الساعه بلغت الواحده اقترح ان يتناولا الغداء فقالت :
- ليكن ما تقول ! " "
وعلت شفتيه ابتسامه وقال :
- كم انت لطيفة ومعنيه دائما يالوسيندا هيا لنذهب الى هارمونت .
وكان هذا فندقا غير عادي في كارافاس على بضعة اميال من كرينيا يقوم على حافة صخرية فوق خليج رملي جميل وشرفاته تطل على البحر وعلى الجبال فجلسا مواجهين للبحر وعلى الرمال تحتهما نفر من السياح يستمتعون بالشمس وبالسباحه في الماء الصافي الساكن وتناولا غداء من الكباب والسلطه والشراب القبرصي وكان كيبروس قد ذهب لزيارة صديق له.
فلما فرغا من الغداء اقترحت تيسا ان يهبطا الى الشاطيء ريثما يعود وكانت الرمال جافة ودافئة فأخذا يخطران وقد تشابكت يداهما حتى سمعا صوت كيبروس يعلن عودته .
وتساءلت وهما يصلان الى السيارة :
- انرجع الى البيت الآن ؟
- اتريدين الذهاب الى مكان اخر لعل كيبروس يقترح مكانا ما .
قال السائق وهو يرمق تيسا متسائلا :
- من اقلكما الى الينابيع السبعه في لابيتوس ؟
كانت رحله باهرة بدايتها وسلكوا طريقا جديدا يصعد القرية وترتفع بعض احزانه الى ما يزيد على 800 قدم فوق سطح البحر , قال كيبروس وقد اوقف السيارة وفتح الباب لبول :
- هنا المياه البديعه التي اكسبت لابيتوس الرخاء انها تسمى الآن كيفا لوفريسو انظر كيف ينبثق الماء من الصخر .
انظر ؟! غص حلق تيسا وهي تقف بجوار زوجها .
كان الماء ينحدر من النبع الواسع الدفين وفي جوف كتلة الصخر الجيري غير المنتظم وقالت تيسا والحرج يخف عنها :
- انه يبرق كالقصه تحت ضوء الشمس لابد انك سمعته الا يبدو رائعا ؟
- بل انه يبدو قويا .. الظاهر ان حجم الماء المنحدر عظيم .
قال كيبروس :
- انه يمد المنطقه بأسرها ولهذا فان لابيتوس اكثر خضرة من اماكن كثيره .
وامسكت تيسا بيد بول وبعد فتره ذهبا الى مقهى صغير هناك وبمودة القبارصه وكرمهم جاء صاحب المقهى فجالسهما واخذ يثرثر معهما كان المنظر الطبيعي عجيب البهاء اشجار الزيتون والنخيل تتسامق نحو السماء والبيوت والكنائس والساحل المقوس ...
قال صاحب المقهى وهو يرمق بول ثم يلتفت الى تيسا :
- اهذه زيارتكما الاولى للابيتوس ؟
وتفحص بنظراته تيسا فعجبت مما كان يجول بخاطره فقد كان يوناني الغريب معروفا لأميال حول داره كناسك وفجاة بدأ يطوف ويتجول مع زوجته الجديده وما درت تيسا انها كانت مضوع مناقشات كثيره فالقبرصي يجب ان يعرف ما يجرري
واي غريبه تظهر في احدى القرى لا تلبث ان تصبح موضوعا للأسئلة متتابعه ومتراكمه وهكذا حتى تصبح سيرتها معروفة وبعد ذلك لا تبقى غريبه بل يتقبلها ويبتسم لها كل رجول وامراة وطفل في القرية !
واخيرا قال بول بلطف :
- اجل هذه زيارتنا الاولى اعتقد ان اثار احدى المدن الواسعه قريبه من هنا .
- لا مبوسا هكذا تسمى اليوم ولكنها في الواقع لابيتوس القديمه .. انها على الشاطيء وليست على الجبل .. زيارتها مباحة ولكن ما اقل ما يشاهد فيها فقد دمر الزلزال كل شيء ونمت الاعشاب والنباتا ويقال ان هناك كنوز كثره تحتها ولكن احدا لم يقم بالتنقيب بعد .
واشار في اتجاه كيريثيا قائلا :
- انها على بعد حوالي ميل ونصف على الشاطيء كما قلت .
****
وفي طريق العوده عرجوا بالسيارة عليها واغتبطت تيسا اذ عثرت على يد قنينه اثريه كبيره وحافة قنينه اصغر قالت :
- تحسسها يابول هل تتبين زخرفتها ؟
وثبط كيبروس تحمسها قائلا :
- هنا الكثير جدا من هذه .. والمقيموان في المنظقه يزهدون فيها ولا يلتقطونها .
وقال بول بشيء من العجب :
- يحسن ان تلقي بهما .. فهما ليسا اثريتين جديرتين بالقتناء .
- ولكني سأحتفظ بهما تصور انهما صنعتا قبل الفي سنه واكثر .
وخيل اليها ان كيبروس يبتسم متعاليا , بينما قال بول :
- ما احسبك ستبثين الفوضى في مدخل دارنا او في شرفتنا باكداس من هذه الاشياء ؟
- تبث الفوضى ؟
واودعت القطعتين جيبها وامسكت بيد بول فقد همس لها كيبروس بان ثمة ثعابين في المكان وهي تتساءل كيف ابث الفوضى بقطعتين صغيرتين من الفخار ؟
- اذا كنت مشغوفه بهذه البقايا القديمه من الفخار فأوقني بانك لن تقنعي بقطعتين فان قبرص تفيض بمثل هذه الاشياء تجدينها في كل مكان كما قيل لي .
وما لبثا ان بلغا السيارة فانطلقت بهما دون توقف اذ اكفهرت المساء منذرة بالمطر .
وقال بول :
- ان برودة الجو لا تدعو للجلوس في الشرفة.
فدخلا البهو وهي تقول
- اذن سأقرا لك , ماذا تحب ان اقرا ؟
فقال وهو يستقر في مقعده :
- اقرأي لي الصحيفة الانكليزية اولا ... اتسمحين ان تأتي بزجاجه ماء ؟
وذهبت الى المطبخ كان تاكي قد ذهب ليزور امه المسنه في القرية ولينقل اليها بعض الخضر التي كان بول يصر على ان يحملها اليها 3 مرات في الاسبوع وقالت تيسا وهي تعود بالزجاجه :
- سأضعها في المكان المعهود .
فكلما اراد الشراب كان الماء يوضع على الركن الايمن من منضده صغيره او اية منضده تكون قريبه ولكن بول مد يده فجأة وتيسا تسعى لوضع الزجاجة فاذا بها تميل فينسكب الماء على ثيابه .
وصاح غاضبا :
- يالك من رعناء ! ائتني بمشفة !
ولم تقو تيسا على الحركة فوقفت تحملق فيه وعيناها الجميلتان تفيضان بعدم التصديق . ما مد يده هكذا الى الزجاجه من قبل كان ينتظر دائما حتى يطمئن الى ان من يضعها قد ابتعد عنها وما وجه اليها كلمة واحده حاده .
هل بدأ؟ ولمعت عيناها اذ تذكرت الشعور العابر الذي خالجها عندما كان يحدثها عن السيارة .
كان في صوته حده وتساءل :
- اين انت ؟ هل احضرت المنشفة ؟
- كلا سأحضرها حالا .
وخرجت لتعود بعد ثوان فقالت :
- دعني اجفف الماء.
لكنه اخذ المنشفة منها فقالت :
- الماء على سترتك يابول .
قال وقد هدأ صوته وتلاشت رنة الغضب :
- لا تحفلي يالوسيندا .. بوسعي ان اجففه ! كنت اجيد التصرف قبل مجيئك كما تعرفين .
وقرأت له ثم اعدت العشاء واخذ يتحدث بحنانه المعهود
وفي الليل وهي مستلقية مسهده التفت ذراعه حولها في وجد وقال :
- ماذا بك ياعزيزتي ؟
فارتجفت وقالت :
لا شيء يابول ضمني اليك بقوة ضمني بشدة دائما !



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس