عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-15, 01:44 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


8- ليلة التحولات
لم تكن الساعه قد تجاوزت الـ4,30 صباحا , ولكن تيسا كانت مستيقظة , تقف في نافذة غرفة النوم تسرح البصر نحو الجبال كان ثمة ضباب داكن يلف القمم والمنظر يتسم مع مزاجها . وظلت فترة طويلة تحدق في طبيعة غير واضحه المعالم .وما لبثت الشمس ان اشرقت ولكنها كانت تفتقر الى البهاء الذهبي المعهود وكأنما قرصها الؤلؤي اخذ يرقى مرسلا اشعة مائلة من ضوء باهت خلال اغصان الشجر .
تحولت تيسا عن النافذه وكأنها تعاف ان تشهد الاشراق وتناولت الروب دي شامبر عن السرير فارتدته وخرجت الى الردهة كان باب غرفة بول مشقوقا وسمعت تنفسه المنتظ فتوقفت لحظة تنصت لصوت في نفسها يسألها : لاذا لجأ الى النوم وحيدا ؟ لكم حاولت منذ حادثة الثعبان ان تتذكر ما يمدها بمبرر للتغير الذي طرأ عليه كانت من قبل امرأته كما يطلق القبارصة على الزوجة فكان يأخذ ما يشتهي ومع انه ما كان يمنحها حبا ولا حنانا مقابل ذلك فأنها كانت تشعر بانها قريبة جد منه , لصيقة به اذ انها كانت تمنحه من ناحيتها الكثير له كل ما تحس به من حب له وكل ما يفيض به قلبها من وجد ..اما الآن ,..؟
ومضت في الردهة الى الحمام لتغتسل وعقلها يفكر في التغيير الذي اعترى زوجها ولا تفسير له. ولقد اظهر فتورا نحو صديقه جو خلال الايام الاخيرة من اقامته فكان هذا ايضا امرا لا مبرر له , وكانت تيسا تعجز عن الاجابة اذا ما سألها جو عن سبب ذلك وقد اجابت مرة وهي حائرة :
- كان مغتبطا بأن التقى بك من جديد واوقن بانه استمتع بصحبتك حتى الآونة الاخيرة .
فقال جو في تسامح :
- لعل حالته هي السبب من المفهوم انه سيكون عرضة لتقلبات المزاج .
****
ارزدادا بول بعدا عن تيسا منذ اللحظة التي وعد فيها صديقه في المطار فأنقضى اسبوعان دون ان يقول لها كلمة رقيقة واحده .
وفضلا عن هذا اصبح نكدا اذا جلس فهو صامت متجهم والا فهو في مخدعه مستلقيا على السرير والمصاريع الخشبية للنوافذ مغلقة وظل مع الايام متباعدا حتى عزمت اكثر من مرة ان تثير الموضوع معه ,ولكن شجاعتها كانت تخونها دائما . كان من الواضح انه ما كان راغبا وشعرت بأنه خليق بأن يجيبها برد جارح لو انها سألته عن سبب فقدانه الاهتمام بها ... كزوجة !
والى تباعده بدا ان بغضاء جديده استولت عليه فأخذت أمال تيسا تتداعى حتى كاد اليأس يمتلكها ولكنها راحت تتشبث باستماته فبالرغم من تباعده شاركها اهتمامها في مناسبتين مختلفا عن مسلكه الخشن اللاذع .
كانت المرة الاولى حين ذهبا الى جبل ترودوس اذ اقترحت هي الرحلة فوافق مما ادهشها وارضاها وبدا بول مرهف الحس ازاء الهواء النقي الصافي الذي خدر اعصابهما معا فقال وهما يتناولان غداءهما تحت شجرة صنوبر :
- هذا مكان بديع ما مدى ارتفاعنا ؟
وتأملت كتاب دليل السياحة ثم قالت :
- لسنا بعيدين عن قمة جبل الالمب وارتفاعه يتجاوز يتجازو 6000 قدم.
فقال وهو يتناول كوبا من يدها ويشرب :
- لايبدو ان أيا من الناس هنا فما سمعت اصواتا غير صوتينا .
وجالت عيناها في السفوح وقالت :
- اننا وحيدان تماما هناك حطاب عجوز على مسافة ولكن لا يوجد سياح على الاطلاق !
كان الوقت مبكرا فقد انطلقا بالسيارة في الساعه 5 وكانت الرحلة منعشة وهما يريقيان نحو اللب البركاني للهضبة الجنوبية وتألق وجه تيسا حبورا وزوجها يطري قيادتها بلهجة بدت لها غريبة :
- انك تقودين بحنكة خبيرة حتى ليخال أي امرئ انك تعودت مثل هذه الطرق ولست ادري لماذا ترددت عندما اقترحت شراء السيارة ؟
- الطريق المفضلة الى دارنا كانت تخيفني ... أي انسان يلم بقيادة السيارة يجد هذه الطريق بسيطة فهي بلا وعورة الا حين نجتاز المنحنيات المفضية الى القرى .
واذ فرغا من الغداء اخذا يتجولان بين الاشجار وتمتمت تيسا بصوتها العذب الجميل :
- يالعبير الصنوبر ! اليس عجيبا؟
فلمس بول ظهر راحتها بأصابعه وقال وهو شارد في افكاره .
- بلى !
كأنما كانت اصابعه تستطلع شيئا فأحست تيسا بعدم ارتياح عجيب ولكنها مع ذلك شعرت بان بول لم يكن واعيا لما فعل وعاد يقول بعد فترة :
- وورود الصخور ايضا !لابد ان هناك كميات كبيرة منها .
- انها في كل مكان لن تلبث ان تختفي عما قريب .
قال :
- شذاها يختلف عن كل ما عرفت . انه شذى الورد ولكنه يبدو وكانه يخبرك بانك فوق الجبال.
ولم تعقب تيسا وواصلا تجوالهما ويداهما متشابكتان تقريبا ومع ذلك فما اوسع ابتعادهما , انهما يعجبان بأشياءمعينه مشتركة وينتعشان بهواء الجبل البارد العليل وبسكينة العزلة وطمأنينتها وتساءلت تيسا :
- هل تود الصعود الى قمة جبل الأولمب؟ الطريق جيده .
- طبعا فلابد اننا سنحظى بمنظر رائع .
ابعثت الكلمات بتلقائية طبيعية . وشد شيء ما اوتار قلب تيسا واتخذا طريقهما الى القمة وتيسا تعيش مرة اخرى في المحنة الرهيبة التي خبرتها ليلة ألمح جو الى ان بول ربما يستطيع استعاده بصره وهمست لنفسها :
- لقد اتخذت قراري لن افقده !
ولكنها برغم ما حاولت لم تستطع الافلات من وخز ضميرها الملح لقد قال لها جو قبل ان يصطحباه الى المار بساعه في حزم ان عليها ان تتيح لبول مقابلة ذلك الاخصائي مهما تكن النتيجة. فلما تشبثت بعنادها قال وهو يوشك ان يفقد زمامه:
- هذا مسلك اناني وضيع يا تيسا ! مهما تقولين فأنني سأتصل بالرجل شخصيا وسأعمل على ان يفحص بول وعليك ان تعودي نفسك على هذا !
- لست ارى كيف تستطيع تدبير الامر بدون معونة مني ؟
- بل ستعاونين, وعندما يحين الوقت !
قالت وقد اشتد شحوبها وضطرب عقلها وقلبها :
- لن اعاونك .. لن ادع بول يعرف شيئا عنه !
ومن العجب ان غضبه تبخر وعاد صوته لطيفا مشفقا وهو يقول :
- ستعيدين التفكير في الامر , انني موقن من هذا , لا شيء الا لأنك ... تيسا !
وتطلعت اليه والدموع تترقرق في عينيها , وقالت وهي ترتجف :
- انه رجلي .. ملكي ! لن ادعه يذهب . انني لقادره على ان ابصر له وسأفعل على الدوام !
فعاد يقول بذلك الصوت الرقيق :
- ولكنك لست سعيده يا تيسا !
- انا هكذا ! اسعد مني لو لم احظ به على الاطلاق .
وبرغم اطمئنانه وتغيير لهجته , عاد في النهاية يؤكد عزمه على الاتصال بالطبيب قائلا انه سيكتب اليها فور ذلك وظلت صامته عنيده ولم يعودا الى هذا الموضوع .
فهل ترى سيتصل جو بالطبيب؟ ما من شيء يمكن ان يفعله بدون تعاونها , وهي لن تسمح به !
وردها الى ما يحيط بها صوت بول :
- لابد اننا اشرفنا على القمة .
فقالت :
- نعم والمنظر من اروع المناظر كما قلت يا بول.
واذ سألها ان تصفه له اخذت تقول :
- انها اشبه بخريطة بارزة الى الشمال سلسلة جبالنا جبال كيرينيا وتبدو رؤوسها من هنا مدببة كما تبدو قاتمه,لأن المسافة تجعل السماء فوقها بلون الارجوان كلا بل البنفسج ولكنه باهت , اذا ادركت ما اعني والى الجنوب تبدو قمم جبال ترودوس كالحراب الشديدة الميل, انك لتستطيع التكهن يابول بأن الثلوج اذ ابت تحولت الى سيول مثيرة لأن التلال كثيرة الحفر والاغوار بفعل سيول سابقة هل تكسو تردودوس ثلوج كثيرة ؟
- نعم , عادة وان لم تهطل الثلوج كثيرا في هذا العالم على ان الناس يأتون هنا لممارسة رياضات الشتاء .
ومضت تصف السهول المكسوة بشجر الخروب التي كانت تنبسط كالمروحة من التتوءات الخفيفة في السفوح وتمتد على مدى البصر . وكانت تيسا تشعر بأنها موضع اهتمام لدى زوجها , وقد اختفت اللامبالاة ,السخرية والازدراء.
ولم تعد ظلال الكراهية تتجمع لتؤلف حاجزا بينهما كا يوم انسجام اذكى روح تيسا فتمنت لو ظلا كذلك.
اما المناسبة الثانية فكانت في حفلة زفاف بالقرية , الزفاف الذي لم يقدر لجو ان يحضره وقد سبقت الزفاف طقوس الاعداد فاذا العروس تتهيأ وكل رفيقاتها يحطن بها في ابهى الثياب والزينة بينما العريس يقص شعره لأخر مرة كأعزب يحيط به عشرات من اصدقائه يتفهون ويضحكون , كل ذلك في مرح وعدم تكلف واخذ الرجال يرقصون حول حشية زينتها الفتيات بأشرطة في اركانها وقذف بطفل ذكر الى الحشية يتواثب عليها ,
وكان المرح اكثر انطلاقا بعد القران والعروسان يغادران الكنيسة والقرية بأكملها تتابعهما قالت تيسا لبول وهما ينطلقان بالسيارة الى دارهما :
- هل استمتعت بالحفله ؟
- نعم .
وفي اليوم التالي عاد لوجومه واكتئابه وعزلته , فجلس طيلة الضحى والعصر في الحديقة في سروال قصير ونعلين خفيفين وكأنما كان جسده الاسمر في مناعة من حرارة الشمس . ولكم بدا موفور الصحة ,
وراحت تيسا تتأمله من الشرفة دون ان يفطن متربصة لاي خطر قد يهدده من الثعابين برغم انها كانت نادرة في تلك المنطقة .
*******
وفي الايام القالائل التالية لازم بول غرفته مستلقيا على فراشة ومصاريع النوافذ الخشبية مغلقة فلم يكن يغادرها الا في اوقات الوجبات او بعد الغروب والهواء عليل ولقد دخلت عليه تيسا حجرته مره مجازفة بالتعرض لضيقة وسألته :
- هل تشتد بك الآم رأسك ؟
فصرخ فيها :
- اخرجي ... واغلقي الباب !
واغلقت الباب فحجبت النور ورجعت بخفة لتقف الى جوار سريره تطل عليه وفي اعماقها معركة محتدمة وكانت تحاول تهدئة ضميرها بأن جو قد يكون مخطئا ولا احتمال هناك لأمكان ارتداد البصر الى بول فمن القسوة اذكاء اماله اذا كانت لن تلبث ان تهوي مهشمة .
واستباحت لنفسها ان تجلس على حافة السرير وهي تقول :
- ارجوك يابول .. دعني امكث معك , انك تستلقي مستيقظا وبوسعي ان اتحدث اليك .
فصاح :
- لا اريد حديثا لاسيما منك بالذات !
واجفلت لماذا هذا التخصيص؟ ولكنها تمالكت نفسها وهمست :
- لا اطيق ان اراك هكذا .. اريد ان اكون معك فلا تطردني انني سأجلس ساكنه .
ولم ينبس ببت شفة فترة حتى اذا تغلب على جفوته سألها :
- ما جدوى هذا لك ؟
وبعثت امالها لهجته فقالت برفق :
- لا اريد سوى ان اكون معك .. ان اكون بقربك .
وتمنت لو كان بوسعها ان تخفف عنه ويبد متردده متهيبه مست جبينه ولم يزح اليد لدهشتها بل بدا كأنه ارتاح اليها وتمتم :
- لا تريدين سوى ان تكوني بقربي !
وغاب في افكاره اكانت خدعه من الضوء المتسلسل خلال مصاريع النوافذ ام ان شفتيه اكتسبتا رقه حقا ؟
جلست ساكت تتأمله وتتذكر ما استولى عليها من شعور بأن عداء جديدا خامره نحوها , فاثار صارعا في نفسه , واستعادت ما قاله جو بهذا الصدد . وكا لبث ان لاحظت ان جسم بول اختلج فجأة , وكانما استرخت كل عضلة فيه وتخلص من كل توتر وألم وكانا يعتريانه , ورفع يدا تحسست الهواء حتى استقرت على يدها . وبدا صوته لطيفا وهو يقول:
- اتجلسين هنا في الظلام .. لمجرد ان تكوني بقربي ؟
فقالت بصوت متهدج :
- أوثر هنا على أي مكان اخر .. لا اريد الا ان اكون حيث تكون .
وتحسست اصابعها يدها وقد ارتسمت على شفتيه نصف ابتسامة وما كان من سبيل في هذه المرةلاغفال الرقة التي سرت الى وجهه . وقال :
- الا تشكين ابدا , مهما كانت معاملتي اياك؟ انك لا تتلفظين بكلمة شكوى ابدا .
وحملقت فيه لحظة كانت حاله هذه جديده عليها وما لبثت ان قالت :
- بأي حق اشكو ؟ انني جئت اليك بمحض ارادتي !
- اكنت تظنين انك ستحظين بحبي ؟
وغص حلقها فقاومت لتقول :
- كنت اظنني سسأحظى بحبك .
فسحب يده ولكنها ظلت تشعر بملمسها ورفعت يدها عن جبينه . وسألها :
- هلا اخبرتني ما الذي جعلك متأكده من انك ستحظين بحبي ؟
- انت قلت انك مستعد لتقبل عودتي وما خطر لي انك كنت تأمل في الانتقام.
- ولو خطر لك ؟
وافلتت بضع شعاعات الشمس من خلال النوافذ فوقعت على وجهه وتوقعت ان يحجب عينيه ولكنه ل يبد ادنى عدم ارتياح , وتأكدت تيسا كذلك ان آلام رأسه لم تكن شديده القسوة لأن اختلاجات الألم تلاشت من وجهه وعاد يقول :
- اكنت تجيئين الي لو ان ذلك خطر لك ؟
تروت مفكرة ثم هزت رأسها في حيرة وقالت :
- لست ادري يابول .. بل كنت اجيء فيما اظن لانني كنت ولازلت أمل ان تصفح عني يوما من جراء.. .
وبحثت يده عن وجهها وضغطت اصابعه على شفتيها . يا للحركة المدرهشة ! لقد تعمد الا يدعها تكمل ما كانت تهم بقوله يستعذب جهارا انغامسها في الشعور بالذنب !
وبارحت اصابعها شفتيها وراحت تتحسس كل خط في وجهها وتنحدر الى عنقها فكتفيها ثم تمس في رفق جبينها ومتتبعه مفرق شعرها وبدتت الصمت زفرة مرتجفة ندت عنه كانت لحظة مثقلة بالتوتر وبول من نوع الشرود وتيسا تترقب في لهفة وقلق وما لبث ان قال وقد عادت يده الى جانبه :
- اشعر للتو بأنني احسن حالا , وقد توقف ألم رأسي .
ثم استوى جالسا وقال :
- اتعرفين ياعزيزتي ؟ اشعر برغبة في الخروج الى أي مكان .
فأقترحت متحمسة ان ينطلقا بالسيارة في جولة .
وغادر الفراش وعلى شفتيه ابتسامة وعلى وجهه سماحة ما راتها من قبل محت كل اثر للخشونه والقسوة عن القسمات الميحة التي اجتذبتها كل اثر للخشونه والقسوة عن القسمات المليحة التي اجتذبتها منذ لقائهما الأول , وطوقها بذراعيه , وضمها في حنان جديد غريب وكانما كان يستجيب لدافع كان في استحايء منه بيد ان تيسا كانت قانعه شاكرة لكل ما يجود به .
وما هي الا ساعه حتى انطلقا بالسيارة مصطحبين غدائهما . ما شعرت تيسا ابدا بمثل هذه لسعاده منذ فترة السعاده التي كانت تجهل بها ية زوجها , فقد كان فرط الحنان متحررا من الألم وسألته وقد اجتاز وسط كيرينيا في اتجاه البحر :
- اين نذهب ؟ انمضي هكذا ونتأمل المناظر ؟
زلة نادرة ما كانت ترتكبها , فحبست انفاسها وكم ارتاحت اذ رأته يبتسم قائلا :
- هذه فكرة طيبه فقد نصادف شيئا يبعث الابتهاج .
اومضت عينا تيسا فما خطر لها ان تكون هذه هي النتيجه عندما دخلت غرفته على وجل تتوسل اليه ان يسمح لها بالبقاء بجواره لقد بدا خلال حديثهما وهو يستلقي في الفراش انه يعاني من اللامبالاة عقلية وانطواء مهموم تسلطا عليه منذ حادث الثعبان وكانها فرضترؤية ايحائية ذاتها عليه .
ولم تتمالك ان تسأل نفسها: اترى حبها قد نفذ اخيرا خلال نقطة ضعف في تكوينه , وما لبثت ان قالت :
- اننا نجتاز الآن مروفو واشجار البرتقال باسقة ولكن الثمار غابت .
ورمته بنظرة سريعه فاذا ملامحه مرتاحه مسترخية وارضاها انه كان يضارعها استمتاعا بالرحله وعادت تقول :
- الخليج جميل يابول والبحر بلون السماء وهناك ضباب رقيق شفاف مهتز ويبدو كأنه يطفو فوق البحر , اظن ان اليوم سيكون حارا .
- اذن فلنذهب الى البحر . هل احضرت لوازم السباحه؟
- انها في السيارة دائما . اتود ان اختار الآن بقعة ؟
- فيما بعد , عندما يشتد الحر فعلا .
وواصلا التجوال في السيارة وسألته ايذهبان الى اطلال قصر فوني فوفق ,حتى اذا بلغا القصر لم يجدا احدا هناك .وشعرت تيسا وكانهما اوتيا عالما خاصا بهما واخذت تصف له المعالم وقالت :
- اننا على قمة تل الموقع ممتاز فالبحر تحتنا وجبال ترودوس في الناحية الاخرى .
وبعد طوافهما وجدت تيسا بقعة مناسبة للغداء فبسطت سجاده على الارض وكان الصمت الشامل يلف المكان فلا حركة ولا ضجة حتى وجدت تيسا نفسها تتكلم همسا :
- الشطائر يابول .. سأضعها هنا امامك , اتتناول شراب الليمون او شرابا ساخنا ؟
- أي شراب ساخن لدينا ؟
- شاي وقهوة .
وفضل القهوة ثم فطن الى لهجتها فقال في عجب :
- لماذا تهمسين ؟
وترددت في السكون ضحكة صغيرة رنانه وقالت:
-رهبة المكان .
ضحك بول فحملقت مشدوهة هل سمعته يوما يضحك هكذا ؟ بل ان كلا منهما لم يضحك منذ اطلعها على غايته من الزواج منها وظلت تحملق وهي تتبين جاذبيته كرجل فسألها :
- فيم تفكرين ؟
ثم اردف شبه آمر :
- اخبريني !
ولأول مرة احست بسيادته غير ممتزجه بكراهية فقالت :
- لاشيء.
- انك بعزوفك عن اطلاعي على افكارك تثيرين فضولي .
لم تجد مهربا فقالت :
- قد يفسد ما سأقول يومنا .
ولكنه الح فقالت :
- خطر لي ان كلامنا لم يضحكك كثيرا .
وانتظرت موجسه فأدهشها الا يصدر ردا لاذعا ولا جوابا خشنا يذكرها بانه ما من شيء يستحق الضحك . بل انه استدار نحوها فأذهلها ان ترى امارات ندم تغشى وجهه الوسيم وقال في لهجة رقيقة :
- لم نضحك كثيرا .. لعلنا نبدأ الآن في الضحك .
وغمرها انفعال عاطفي اعجزها عن الكلام .
وفي طريق العودة وجدت خليجا جميلا فسيحا ثم استلقيا تحت الشمس لكنهما لم يتبادلا سوى كلمات قليلة خلال عودتهما في الاصيل , استولى عليهما سكون غريب اخذت تيسا تحاول تبديده بوصف بعض المناظر الطبيعيه التي حفت بالطريق فقال بول :
- حديثك عن هذا الطريق يجعلني اخاله من اجمل طرق الجزيرة !
وما لبثت ان جنحت بالسيارة الى جانب واوقفتها قائلة:
- اشجار الرمان متد على طول هذه المنطقه وتبدو كأنها ضباب بديع الحمرة سأحضر لك زهرة .
واقتطفت مع الزهر وردة برية اودعتها عبيرا فواحا ملأ السيارة وتلمس بول زهرة الرمان ثم تناول الورده فقربها الى وجهه وبعث التغيير الذي طرأ على ملامحه شعورا غريبا لدى تيسا تولتها رغبة طاغية في ان ترى ما وراء نظارته القاتمه التي اصبح يرتديها باستمرار !
كان اليوم مثاليا ولكن تيسا صدمت حين ذكر بول بمجرد وصولهما الى البيت انه عزم ان سأوي الى فراشه وذهب الى غرفته تاركا ايها وفي نفسها شعور بأنه عاد يعاني من الصراع الداخلي !
واستلقت على سريرها مستيقظة ثم جلست محاولة ان تقرأ لكنها لم تفقه شيئا ترى أكان بول نائما ؟ وقادها دافع طاغ للخروج الى الردهة واوحت اليها غرزتها بانه هوالآخر كان مستيقظا فوقفت عند بابه في هدوء وارهفت سمعها لم يكن ثمة صوت ما .
ودفعت الباب بهدوء كان بول يقف امام النافذه الفتوحة لا يكسوه سوى سروال البيجاما وكأنه تمثال على خلفية من سحب يتخللها القمر ورأسه مرفوع في شمم وكتفاه مستقيمان في اعتداد , وهواء الليل العليل يداعب وجهه وينثر شعره الاسود في فوضى ....
ظلت تيسا طويلا تتأمل زوجها الساكن فجأة التفتت فأدركت انه احس بوجودها , واسرعت تهتف بأسمه لكنه
لم يرد لبرهة ثم اجاب في شيء من الحدة والضيق :
- ماذا تفعلين هنا؟ وجرحت لهجته مشاعرها ولكنها قالت :
- لم يواتني النوم .
ثم سارت الى جواره وقالت :
- انت ايضا لم تسطع ان تنام .
فتساءل وقد شعرت في لهجته بشيء من العجرفة :
- وبعد ؟
- هل استطيع البقاء معك فترة وجيزة ؟
تصلب جسمه فعبست : هل عاود الصراع؟ كان يناضل ويتمزق في نضاله , فقالت هامسة :
- قد يحسن ان انصرف انني اسفة اذ ضايقتك يابول .
وكانت قد بلغت الباب حين تكلم وبدا لها انه كان ينتزع الكلمات :
- كلا تعالي .
ورجعت ببطء ولكن في لهفة سارت اليه .....
- يافتاتي الصغيرة !
وتسرب الصراع في زفرة عميقة مرتجفة .
وغممت في خفوت بعد فترة طويلة ونور الفجر يتسلل :
- بول اترى ! هذا جزء من العقاب ؟اتراك تعبث بي من جديد ؟
فاشتد تماسك ذراعيه حولها , حتى احست بوجيب قلبه فوق قلبها وتمتم في رفق ولين :
- ليس هذا من العقاب .. لن اعبث بك ثانية .



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس