[seba seba]

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه خاطرة قديمة حملتها رسالة إلى من جمعتني بها صداقة طويلة و محبّة صادقة
لم تعكر صفائها يوما إختلافاتنا الكثيرة التي ألفناها و أحبناها و جعلت من واحدتنا مكملة للأخرى
إلى {ت.ج}، إلى صديقتي المسيحية أهدي هذه الخاطرة فلربما إطلعت عليها صدفة
و عرفت بأنني باقية على ما جمعنا في الماضي، باقية عليها و لم و لن أنس لا كان
رغم ما كان

[fieldset=إلى (ت.ج)]أهو قدرنا نحن الشرقيات أن لا تجّف دموعنا أبدا؟
هل مصيرنا أن لا نرفع هامتنا قطّ.. و أن نظّل دائما محنيات تعانق جباهنا شواهد قبور الأحبّة؟
رأيت يوم وجدتُكِ عند قبر والدك المغدور، تبكين أيّام سعادتك في ظلّه، ملايين النّساء من أوطاننا المرتاعة بعد أن عزف الموت عن كلّ أصقاع الأرض و إستوطن جنباتنا الآمنة.
أنا آسفة يا صديقتي، لكلّ دمعة بكيتها، لكلّ زفرة محترقة أطلقتها، لكلّ قطرة من دمّ غاليك سفكت بسبب عنجهيّتنا الجاهليّة و نعراتنا الطائفية.
إنّهم لا يمثلونني و لا ينوبوني و لا يهمونني في شئ، فلا هم شاركوني أفراحي و لا واسوني أحزاني كما فعلتِ أنتِ.
هم مجرّد وجوه آثمة، منكرة الملامح، فاسدة النوايا و عميلة الإنتماء لهذا يتخفون خلف لثام السواد الحالك، سواد وجوههم و قلوبهم. إنهم لا يشبهونني في شئ، و لكنك إنعكاسي في مرآة الحياة و الوجه الآخر لعملة الوطن الواحد الذي لطالما جمعنا و يجمعنا و سيجمعنا إلى الأبد.
يا صديقتي لا تحزني، و لا تبكي البطل تحت اللّحد أو الأسير في السجون، لأننّا يا عزيزتي كلنّا باقون…و هم وحدهم الرّاحلون.[/fieldset]