عرض مشاركة واحدة
قديم 18-01-16, 09:51 PM   #91

**هُجرآنْ **
alkap ~
 
الصورة الرمزية **هُجرآنْ **

? العضوٌ??? » 343300
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 81
?  نُقآطِيْ » **هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute
?? ??? ~
- كلّما أشاحَ عن فداحة الخراب وأغمضَ عينيه تتزاحم تحت جفنيه صورٌ لخرابٍ أكثر فداحة. - .
افتراضي




السلام عليكم ورَحمةُ اللهِ وبركاته ...
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ
شكرًا لحضور الجميع وتفاعله...وعدد المشاهدات الذي يتغير بسرعة...
شكرًا لجميع من دعم على ايصال الرسالة التي لطالما كنت اريد ايصالها هنا...
سعيدة بهذا الانجاز الذي سأحاول بكل ما املك انهائه ... وايصاله الى برِّ الامان...
اتمنى ان ارى الجميع بحضوره.... فأنا يسعدني ويفرحني كثيرا ان ارى وجودكم معي ووقوفكم بجوار هدفي...

قراءة ممــــــتعة للجميع...






الفصل السادس :





عَلى رُسَلك أيهاَ الصباحِ الماضي... لماذا تجعلني استيقُظ هكذَا وكأنني مُستعدّة وجاهزة للحَظة الموت.... التَوديع ليس من عادتِي ...فأنا لم أودع المطر ولا الماء ولا الطبيعة يومًـا...لكنني الآن أُودّع الرُوحَ عن الجَسدْ... ليتني بلا كبرياء...كنتُ قد ذهبت اليه وأخبرتهُ بأن يبقى....أو يأخذني معه... ذاك الملتهب في صدري كان يشتَعل بمجرد تخيل رضا يعودُ مع عروسَته...أشعُر بأنّي النار التي لا يُقال لها كونِي بردًا وسلامًـا... لقد هَاج داخلي وانفتَح بمجرد رؤيتهِ يُجهز حقيبتَه ... وكان يسرق النظرَ اليها مُبتسمًـا متعمدا احراقها.... لكن...لعلّ زوَايا الفكر تهدأ....لعل السكُون يحل.... لعلّ الرحمة تنزُل كما تنزل زخّات المطر....وتصطدم بقعرِ الارض...هذا الذي يختلجُ نفسي ويعكرّ علي طعم كلّ حلُو في الحياة...هو توديع رضا...هذا الشعُور يشبه تمـامًـا الليلة الاخيرة والفراق... لم يكن يعلم كلاهما بأنهما لن يلتقيان لا في اليوم التالي ولا بعد خمس سنين...فكانت مشاعرهما كاملة.... وساخنة... ومؤلمة..!!!!!
لكن كل مايربك داخل أروى....أضغاثُ أفكارْ....فكانت حُروف الشوق لرضا هرمَة....وصبغتها شائخة...لطختها تمامًـا بدُموع تلمع كالزمرد...مسحتها حتى لا يشعر رضا الذي يجري اتصالات عدة من الواضح انه يتفقد فيها امور سفره... لكن هناك تجاعيد في روحهَـا...تُربك سطورَ الحنين...وتجعَل الرسائِل كالدخَان...لا تعرف ماهي الطريقة الصحَيحة لتخبرهُ بشوقها لهُ قبل رحيله... لا تعرف كيف يشيخ الهمُّ بداخلها كعجوزٍ اختصرت التسعين من عُمرها.... لا تعرف كيف تنفض الذكريات عن عمقُ ذاكرتها....أروى تلك التي اعتادت على نفض الملابس على حبل الغسيل...هي الآن عاجزة عن معرفة كيفية نفضَ الذكريات عن روحها... لكنْ...هل يُعقل ان يغادر رضـا...ويعود بعروستَه؟ كانت كمن صُعق بتيار كهربائي....او برخترِ زلزالٍ كان اسفل قدميها...هذا الخريف يارضَـا هُوَ موعد تغيير اوراق الاشجار ...واختباء الشَمس عن دَوحة المطر....وذوبَان الحطب في خُلدِ الشتاء....وانصهَارُ الألم في وحشة الصيف....
سمعت صوتَ الهاتف... رفعت عينيها لتظر رضا يقفُ بكنزة باللون الاسود ...ويشير بهاتفه لها موبخًـا اياها دُون ان تعلم سبب توبيخه...لم تصدق انه اتصل لتذهب للهاتف وتجيب بصوتٍ ملتهب...
(آلو....رضا...!!)
سحب نفسًـا واضحا وكأنه يتنفسُ حروف اسمه من بينِ شفتيها... كأن هناك شيء يذُوب بداخله ليقوم بنبرة مندَفعة ومخنوقة من الحنين ...
( يَفداكِ رضا.... )
تحَمحمت...تخفي آثار الدموع بصوتِها... وهي تحك جبينها وتنظر اليه بعبث..
(احم.... ماذا يجري؟!....هل هناك شيء...!)
رضا يبتسم بجنُون ينطقهُ لأروى...(تعَـــالي إليّ! ...)
فتحت عينيها وبنبرة مندفعة ومستنكرة
( هل آتِي إليك؟!....)
رضا يطلق تنهيدة ساخنة وقد بانت ابتسامته الرجولية المُهيبة وهي تنظر اليه ... ليردف بدفء
(والله لا تسأليني....لأنِّي سأقفُ في صفِّي أنا....)
شعرت بالحرارة تتسرب لمسامتها ...وشوق لذيذ ينهضُ داخلها...وبتوتر شديد نطقت...
( سيكُون....صعبًـا أن آتِي الى منزلك......) وبعد احساسها بانصاتِ رضا وضياعه بنبرتها ( بعد كل ماحدث!!)
في تلك اللحظة تمنى رضا فقط ان تكُون الفتاة له...باسمه... بصكِّ التملك ... حتى لا يتسنَى لها ان تختار عُذرًا من عواصف المواجهة ليردف..
( لم يرضيني توديعك سابقًـا... )
شعرت بثورة بداخلها ...تتشنج يدها الناعمة على السماعة... وهي تلم وشاحها الابيض على كتفيها ... لتردف بقهرٍ شديد..
( كان وداعًـا يليق بنا رضا....وداعًـا قد تنساني فيه بعد عروستك... لكن ماذا علي أن أقُول سيد رضا!!......مبروك مقدمًـا؟!!!....)
اتسعت ابتسامته...وأغاظها اتساع ابتسامته وكأنه بدا راضيًـا بهذا الامر ومستمتعًـا به لتجيب بتمثيلية اللا مبالاة...
( خير ان شاء الله تبتسم ؟!.....اساسـًـا انا لا يهمني... ماحدث كان نزعة من الصبا... لايمكنك ان تأخذ الامر بمحمل الجد... لقد كبرنا وعقلنا...!!)
ضحك رضا على اشتعال نبرتها الواضح...وتعابير المُغتاظة...وطريقة لويها لشفتيها ... ليردف بجنُونِ عاشق..
( أمَـا أنا فيكبر العُمر فيني...ويجنُّ عقلي في ما مضـى... ولا لوم عليَّ ولا هم يحزنون!!)
شعرت بأن قلبها سيخرجُ من النبض...تقتلها نبرة رضا الدافئة حينما يتكلم بهذهِ الطريقة... لا تعلم لماذا اصبحت بهيئة المُنهزمة ... كابرت طويلاً بعد ان تذكرت موضوع العروس...
( يجب ان تمحي مامضى من عقلك...والا ستظلم عروسك معك...)
اعجبتهُ نبرة الغيرة من صوتها...كانت لها لذة لا يستشعرها الا هو...ليردف متلاعبًـا...
( لا تقلقي....عروسي لها توصية خاصة..)
وَغمز امام عينيها... كانت ستغلق السماعة من الغضب الا ان صوته مانعها ( ويحك!)
أروى تردف بنبرة غاضبة وتعقيدة حلوة ارتسمت بين حاجبيها ...
( لستُ مضطرة بأن اسمع ماتقول....لقد ضاع وقتي على حديث تافه....ماذا تريد!!؟؟......)
رضا يضغط على مقدمة انفه ويهمس بنبرة مملوءة بالتعبِ الشديد ..
( أُريدك... )
يا الله!...كم لهذهِ الكلمة التأثير العميق في اوساطِ روحها وكأنها تعبث في داخلها بشكل لا يمكن توقعه... لماذا يتلاعب فيها رضا بهذا الشكل المزري ...لماذا يحرقها بنيرانه...لماذا يجعلها تموت غيرة وهو يريدها...بينما هو يأخذُ غيرها عروسًـا له؟.. المُشكلة وفي هذهِ الحالة لا تستطيع ايقاع لوم على رضا؟! لانها هي من رفضته بكل بساطة.... ردت بهدُوء وهي تنطق بنبرة مرتجفة بدمُوع ...
( يكفيكَ تلاعبًا بمشاعري... انا لست تحت رحمة مزاجية اختيارك... وبالرغم من ذلك شكرًا رضا لانك عرفت تمامًـا كيف تستفزني... وداعًــــا....وهذهِ المرة وداعًـا يليق بنا!!!)
أغلقت الهاتف في وجهه مبتعدًا عن البلكونة الى غرفتها تبكي بعجز...في كل مرة يخبرها بأنه لها او يريدها تضطر لجرحه كما فعلت الآن ....جرحتهُ وجرحت روحها بكل بساطة... لم تكن تعلم لماذا فعلت هذا الامر الا من غليانها وغيرتها...وغصتها المجروحة من تلاعب رضا فيها في الآونة الاخيرة....يختارُ عروسًـا ثم يريدها؟! ... حيرة حيرة!!...لقد وُضعت في موقف صعب لا يمكنها حتى ان تفكر سوى باشتعالها الذي بدا ظاهرًا....
قررت الهرب...ان تنام...ان تتظاهر بالتعب...بأي شيء لكي لا تنهض...يكفيها هذا الانهاك المتوالِـي على روحها...يكفيها مغادرة رضا هذهِ المرة عنها وعن الوطن...يكفيها انها لن تراه الا بعد شهر وقد تجدهُ يفتح الباب لعروسته ويخبرها بأن تتيامن في دخولها حتى لا يجلب لها الدخول باليسار مصائبًـا للبيت...ويكون الدخول مباركًـا...
بكت بعمق... وهي تدفنُ جسدها تحت الغطاء الناعم....وتطفأ الاضواء.... ستتقبل مغادرته في النهاية...ستراه يأتي مع عروسته ولن يحدث لها اي شيء....ليس اول رجل في العالم من يتزوج...وليس آخر واحدٌ منهم....
اقنعت نفسها بهذهِ الاكاذيب...التي لا تنطلي على ذاتها.... محاولة الغوص في اعمق نومٍ تتمنى ان لا تفيق منهُ الا حين عودة رضا...



لازالت قبضة يد رضا على الهاتف قوية كادت ان تحطمه....عيناه تحيران في مكانها الخالي.... لقد اهدتهُ جرحًـا آخر... لقد اصبحت الفتاة سامة.... خمس سنوات كافية لاعادة برمجتها الى هذهِ القسوة.... لايمكن ان يتخيل اروى الفتاة المسالمة قد تزيدهُ فوقَ الجرح جرحًـا.... لكنه وبالرغم من ذلك....أقسم على ان لا يجعل اروى سوى محض فتاة نادمة لكل كلمة قالتها... سيجعلها تعترف بكل الامور التي يريد سماعها بطريقته....
لمع شرار من عينيه هامسًـا في نفسه ومن بين اسنانه...بعينين اظلمتا بعد جرحٍ آخر...
( تنوين المُكابرة اذًا؟!....حسنًـا... سأريك اي رضا تودين رؤيته ... )

.................................................. .................................................. .................................................. ....................



تجلسُ بهدوء على صخرة قديمة اعتادت ان تراقب عز يجلس عليها ويراقبها....ازاحت الوشاح بتملل عن رأسها...ثم توجهت الى بئر الماء... تراقب انعكاس صورتها فيها وانعكاس النجوم....كم بدا مشهدُ الليلِ في خلدهِ وصوت صراصير الليل ترافقه مزريًـا..... صوت دوي قصف من بعيد يُخبرنا بان الحرب لم تنتهي...بأن القُدس ينشد أي غيور ليحرر... رفعت رأسها للسماء بعد ان اخذت من ماء البئر وسكبته على وجهها ببساطة.... شعرت بروح كالورق...تتمزق ببساطة... وتحمل اوراق روحها الريح الى مكانٍ لا يُعلم .... خاطبت العالم بصمتٍ.... خاطبت البحر والمحار والردى....خاطبت الزهر والشمس الغائبة وضوء القمر....خاطبت والديها ...والسماء....خاطبت الكثير....لكنها لم تكن تنوي خطابا تخوضه مع عز...الذي جلس فجأة على الصخرة التي كانت جالسة عليها يراقبها هذهِ المرة.... دون ان تلتفت كانت تعرفه ....تعرف صوت انفاسه وتسمعه...بشكل واضح... تعرف حركة جسده ومشهد جلوسه...تحفظ كل ثانية من حياة عز...
ليلتفت اليها بهدوء ناظرًا اليها...
( كانت ليلة موفقة....الليلة السابقة!!...كم كنا محظوظين بعودة هؤلاء الجنود...خصوصا وانها كتيبة مميزة بالنسبة الينا...)
بللت شفتيها بعبث...ثم التفتت...وهي ترتب الوشاح على رأسها ...وخصلات البندق تتطاير مع غرور الريح....لتجلس مُسندَة ظهرها الى البئر مقابلة اياه... غير مستوعبة صوته الذي يخاطبها...اطلقت تنهيدة طويلة قبل ان تنطق مُردفة...
( اجل...فرحنا جميعًـا..)
كاد ان يقف قلبها بعد وهلة صمت...حينما اردف عز ينظر اليها كما قبل.... كالنظرة التي يرتجف منها كل انش في جسدها... بعثرت مافي صدرها من بوح وهي تسمعه يهمس للصدى...
( كيف حالك؟!...)
احتارت عدسة عينيها...لا تستطيع الهرب من عيناه...فهو بالفعل يمتلك قدرة تشبه التنويم المغناطيسي لها....لتردف بعد ان شعرت بحرارة في جسدها تشتعل ...وغصة مؤلمة...
(لقد كُنت بخير... الا ان جفاء البعض هنا كاد ان يقتلني...)
عقد حاجبيه بلا فهم...وكان مايظنه انها تقصد النساء...ليردف ( من تقصدِين؟!...)
رفعت كتفيها بلا مبالاة وهي تلوح بيديها...(لايهُم....انت كيف حالك؟!)
صمت...ابتسم...تذكر حاله في أبياتٍ كان يحفظها من شعرِ "ضدّ التيار..."... اختصرت حالته في ثوانٍ وهو يردف بالشعر...
( لماذا جنّةُ أزهارِي ..يحملهَا القبرُ إلى النَّار؟!! ....أسأل قلبِي ماهُوَ ذنبي؟!!...مالي وحدي اذ انثرُ بذر الحُريّـة...لا أحظى من بعدِ بذاري...الا بنمو الأسوَار؟!!)
فاجئهُ صمتها وارتسام ابتسامتها...لايعلم لماذا كان صمتها يحرقه الى تلكَ الدرجة...وهي تنظر الى عينيه بكامل ارادتها...وكأنها تتذوق كل كلمة نطقها عز كلمة كلمة... فاجئته اكثر حينما ردت عليهِ بأبيات أخرى من ذات الشعر
( ذنبُكَ أنَّك عصفُور يرسل زقزقة....لتقدَّم في حفلةِ زار...ذنبُكَ أنَّك ما أذنبتْ...وعازُكَ أنَّك ضدّ العار...)
بلا شعور...اتسعت ابتسامته متفاجئًـا... لقد فاجئتهُ بحفظها للقصيدة التي يحفظها...ويعشقها...وكأنه تروي حاله...وكانت هي معهُ في ذاتِ الميدان دُون ان تعلم...لتردف بسعادة بعد ان سمعت شعرها المقرب الى قلبها وبحب شديد...
( أحَمد مطر... !!)
حار في صمتها وشرودها ...ثم استفاقتها من فتوى الشرود لتردف بنبرة اعجاب...
( هذا الشاعر كان شاعري المفضل....وشاعر والدي ايضًـا.... كم اذكر كيف كنت اجلس في حضن والدي ويقوم بتحفيظي اشعاره.... لا انسى كيف كان يجعلني احفظ هذا الشعر بيتًـا بيتًـا...كيف كان يصحح لي اخطائي في النطق ويصوبها ... )
كان منصتًـا لها تماما... ووصولها الى هذهِ النقطة جعل قلبهُ ينبض وهو يستمع لها تجر ذكرياتٍ سابقة اصبحت الآن آلام للتذكر...مردفًـا لها محاولا تعزيز ثقتها بذاتها...
( لقد أثمرت بذور تحفيظك التي سقاها والدك... انتِ جيدة... في الحفظ!)
ابتسمت بهدُوء ورفعت عينيها لعينه...علقت العينَانُ في منتصف الحديث... لم يكن يقاطعهما شيء... سوى صوت البرق الذي رعد في السماء....معلنًـا انتهاء الخريف ...ودخول الشتاء القارس... لازال شرودهم مضنٍ...مجرد قطرات كقطرات الندى تنساب على بشراتهم العطشى... ماكان اعظم من التماع قطرات المطر هو التماع عينيهما...وهما يتذابحَان في مذبحة الهوى وكأنه من المستحيل ابعادهما عن بعضهم البعض... شرود في الاعين طال لمدة ثوانٍ... وكاد ان يكمل الدقيقة...حتى انتبه عز من شروده واردف لها بعد ان نهض...
( هيا ....ادخلي للداخل... سيشتد المطر بعد قليل...)
انتبهت بحرج لذاتها وهي تقف.... متوجهَـة الى خيمتها....تراقب عز الذي كان يقوم بدورته ويخبر الجميع بالتزام خيمته وعدم الخروج منه....حتى صدر امر حظر تجوال للجميع ... حينما اشتد المطر....وازداد تبلل الطين.... وصار كل شيء لا يوحي بالسلام....لان المطر كان غاضبًـا وهو يرتعد....وهم كانوا يرتعدون بردًا من اشتداد الريح....
كلما مر احد من جوار خيمتها ...يضطرب قلبها ...تراقبه....ويفرح مابداخلها ان كان المارُّ عز ...




.................................................. .................................................. .................................................. ...........................

فِـي المدينة الضبابية...لندن...
تجلسُ في غرفتها وبجوارها اختها وعمتها وهي مرتدية بيجامتها القطنية الناعمة ...مُتربعة على سريرها واضعة وسادة مخملية على رجلها ...وتهز رجلها بقوة شديدة...وغضب شديد...وتوتر ملحوظ...لازال الموقف يجعلها تفقد عقلها بالكامل...لازالت رائحة السخرية المنبعثة من ذاك الرجل عالقة في دماغها.... لازالت تتذكر كيف افسدت غرورها حينما كادت ان تسقط ....لعنت حقيبتها التي لم تشأ ان تعلق الا حينما كانت تغادر...هناك شيءٌ ما يحرقها وكأنها تغلي على النار...تود ان تذهب اليه وتبصق في وجهه بوحشية وتشفي غليلها فيه... حينما نظرت لعمتها واختها ياسمين يتضاحكان ويتهامسان عليها ....ضيقت عينيها بغيظ شديد وهي ترمي الوسادة على كلاهما..
(مالذي تتهامسان بهِ؟!.....خير ان شاء الله؟! ...لست معكم في الغرفة ؟! هل انا جدار لا سمح الله؟؟!)
ياسمين تضحك بصوتٍ عال..
( هل رأيتِ عمتي سمر؟!....لقد اصبحت ملك مجنونة تمـامًـا ...فجأة وبكل بساطة اصبحت بهذهِ العقلية...انا لا اعلم ماذا فعل بها السيد ليث القاضي... لقد كانت جيدة قبل ان تذهب...)
سمر تبتسم لاغاظة ملك التي تكاد ان تأكل نفسها
( هههههه لا تقلقي ياسمين...انتظري حتى الـ 24 ساعة القادمة لنتأكد بأن تأثير سحر السيد ليث لم يذهب عنها...)
عضت الوسادة بغضب وهي تخرج صوت غضبها بصراخ مكتوم...ثم تردف بعقد حاجبتيها الغاضبتان
(هل انتما مهبولتان؟!...مالذي يجري في عقليكما؟! الرجل مجنون مجنون ...مجنون!!! هل تفهمانِ ذلك...لقد جعلني موضع سخرية امام مدير اعماله...)
سمر تقترب ناحيتها وهي تتفحصها بنظراتها ..
( حسنـًا...لقد تطاير دخانك يابنتي...اشعر بأنكِ ستتعفنين بغضبك بينما السيد ليث يسرح ويمرح...)
ملك بقلة صبر وهي تمسك بطانيتها الناعمة وتتشبث بها وبنبرة غاضبة ومن بين اسنانها..
( عمتي سمر ...امسكيني رجاءًا ...امسكيني حتى لاتقوم ابنة اخيك المجنونة وتذهب للسيد ليث وتفرغ مابداخلها من غضب.... )
ضحكت سمر وهي تضربها
(لاحول ولا قوة الا بالله... يجب ان تهدأي قليلاً...هذا غالبا مايحصل في العمل..)
ياسمين تضحك ساخرة ..
( ههههههههه لو رأيتها ياعمتي....حينما اتصلت علي .....) قلدت نبرة اختها باحترافية تامة...( الحقير....لقد جعلني مهزلة امام الاعيبه....مغرور بشكل لايمكنكِ ان تتصوريه....)
ضحكت سمر لتردف ملك بعد ان فتَحت عينيها الواسَعتِين بغضب شديد ( اختي ...عمتي!!...لقد دخل الشيطان في رأسي اليوم...لذلك حافظوا على انفسكم...الى الآن لم ارتكب فيكما اي جريمة بعد...)
ياسمين تبتسم وهي تجلس امامها وبهدُوء تردف لها ..
(حسنـًا...ريلاكس!!.... خذي نفسًـا عميقا يا ملك....وابعدي هذا السيد المغرور عن مخيلتك...ألف مرة اخبرتك بأن رضا حينما يصل غدًا سيحصل الموضوع!... سننظم غدًا عشاء مع الاصدقاء...يجب ان تكوني في مزاج جيد...)
سحبت رئتيها هواءًا ونفسًـا عميقا...ثم اطلقتها للهواء... واردفت بعد ان رجف جسدها براحة...
(حسنًـا...معك حق... يجب ان اكون في مزاج جيد..)
سمر تبتسم .. بابتسامة واسعة وهي تقف امامها وتمسك بيديها..
(جيد....الآن جاء دور المطبخ!... انا اموت جوعًـا... سأنهض لأعد لكما العشاء لكنكما ستساعدانني...)
ياسمين بهروب واضح ومضحك...(انا ميتة حاليًـا...خارجة عن نطاق التغطية...!!)
تقف ملك وهي تضربها بهدُوء...
(قفي يابنتي ولا تفضحينا امام الناس...ماذا سيقول ابن الناس اذا اتته فتاة عاجزة عن تنفيذ اي شيء مثلك؟!...)
ياسمين تقف بتملل وهي تضحك..
(والله لااعرف...لكنني بالفعل سأستفيد منهُ في هذهِ الامور...لاتقلقي...) وغَمزت بعينها ( سأتدبر امري...هيا اذهبوا ...سوف أأتي اليكم بعد قليل...)
سمر ترفع حاجبيها باستنكار...
( واضح!....انت آخر من يأتي الى المطبخ...وأولُّ من يجلس على الطاولة...)
ضحكت ياسمين وهي ترافقهم وتنهي نقاشهم... بهدُوء قبل بدء العاصفة...فحياتهم لازالت على ذات الوتيرة..لاشيء دخيل بعد... لا يُعرف ماهو صوت القدر...هل تخرسه الريح الآتية ام يستمر في نهب ونكش الذكريات وتحضير مستقبل آخر....؟!!

.................................................. .................................................. .................................................. ...............................


لقد خفّت العاصفة...وجفّ هتانُ المطر...وأصبحت دَوحة الليل المُظلمَة مُتنفسٌ لاستحضارِ مامضى من الذاكرة...تخرجُ من خيمتها بهدُوء وهي تشعر بالبرودَة تتسرب جسدها...تتمايل خصلاتها مع الريح... يرتجفُ انين في روحها وعينيها تلمعانِ نحو القمَر... بشرتها البيضاء بدت شاحبة من البرودة ...وقد رأت ان الشتاء بدأ... واصبح ينشر صعيقه في كل انش من هذهِ الارض... لمت معطفها الاسود بهدوء وهي تراقب المكان الهادئ... ومن الواضح ان الاهالي نامت...ولم يبقى للجميع الا استسلامهم لموجة النوم... كانت الريح تلتف حولها وكأنها تحاصرها مانعة اياها عن العبُور... لكنها من عشَّاقِ الليل... لا تستسلم لتصل الى مُبتغى التأمل... وهي تجلس بجوار خيمتها بهدُوء تنظر للمكـَان بتفحص متوجس... ابتلعت ريقها الجاف وهي تلمح عز جالس في مكانه المعتاد... بصمتٍ... وهي ماعليها سوىَ ان تستمع الى أُغنية صمتهِ... وتحاول ان تفسرها الى لحنٍ يريح سمعها...
ارتجفت محاولةً الهرب حينما رأت وائل يمر على عز ويسلم عليه...ثم يدير عيناه اليها ويتقدم نحوها... شعرت بأنها في موضعٍ صعب وخصوصا وهي لا تستطيع ان تجيب اليه فتؤذي قلبه ولا تستطيع ان تتحدث لتريحه... فركت جبينها بتفكير...لا تعرف كيف تتصرف... جل ماتعرفه انا تعيش في لحظة صعبة جدًا... حينما تقدم ناحيتها نظر وائل اليها بهدُوء مبتسمًـا بإعجاب..
( مساءُ الخير؟...لماذا لم تنامِي بعد!؟...)
اطلقت زفيرًا واسع الحيز...وهي تهرب من عيناه لتدور عينيها في المكان...عز ينظر اليهما من بعيد ويحاول عدم النظر كي لا يحترق داخله وحديث الحاج ابو ياسين يتحرك بداخله... اغمضت عينيها بهدوء لتفتحها بعد فترة قصيرة وتردف بنبرة مرتجفة..
( لم استطع النوم... لقد حاولت ولكن..تعرف!... )
ابتسم متفهمًـا وهو ينظر لها... كان جريئًـا بما فيه الكفاية...ليسحب كفها ويغرسها في كفه ....كانت كفها ترتجف بين كفه...انها المرة الاولى التي يمسك بكفها بهذهِ الطريقة معبرًا عن مشاعره المعجبة وعينيه اللامعتان...وهي لا تستطيع ان تجرح اعجابه... عز يقف يعطيهم ظهره وهو يضع يده على رأسه محاولا التنفس...شيء ما يخنقه ...حرارة تنبعث منه..غضب وغيرة عظيمة لم يكن يعرف مايسميها لكن مابداخله يرفض ماحدث...
لتردف بعد ان سحبت يديهاب خجل شديد ..
( مالذي تفعله؟!....)
نظر اليها بهدُوء... مبتسمًـا لخجلها ..
( أحاول ان اعبر عن مشاعري!... عيب لا سمح الله؟!)
اختقنت الاجابة فِـي صدرها وعينيها على عز الذي يسرق نظرًا من بعيد ...نظرًا مشتعلا بنظرات حادة ومظلمة ..وغير راضية...لكنها لا تستطيع تفسيرها لتردف
( وائـل....أرجوك لا تضغط علي.... أنـ..)
وائل يقاطعها مندفعًـا ( لماذا تخجلين من مشاعرك...بإمكاني الاستماع اليها بوضوح... اني احاول الاندماج معك لكنك انتِ من تعرقلين الموضوع اكثر...)
عقدت حاجبيها وكأنها حُشرت الآن في الزاوية ولا مهرب من كل هذا... اردفت بعد صمتٍ مبرح...
( لن يكون من الجيد وجودنـا معًـا وائل.... يجب ان تأخذ هذا بعين الاعتبار....انت جندي فلسطيني يعدُّ فخر للوطن.... انا عارٌ بلا ذنب... )
وائل برفض وهو يشد كفها بقوة في كفه...مردفًا اليها بنظرات معجبة ..
( لستِ عار...لست ذنب.... اما بالنسبة الي...فآخر همي هو الناس...)
سحبت يدها بقوة رافضة... كانت ستخبره بمشاعره نحوه....بأنه مجرد صديق واخ لها...لايمكنها اعتباره شيء آخر....لكنها سمعت صوت اطلاق نار.... فتحت عينيها بصدمة... عز يتقدم نحوهما وهو يتحدث بالسماعة ..
(عبد الاله ماذا يجري؟!!!....)
يجيبه بصوت متقطع ومرتعد...( هناك هجُوم مسلح ....يجب ان ترسل لي كتيبة ياعز...لا نستطيع ان نغطي على هذا الهجوم والا تقدموا نحو مخيمات الاهالي...)
وائل يستمع جيدًا لعبد الاله وهو يردف ( سوف اتوجه مع هشام وبقية الجنود فورًا... )
عز ينظر اليه بقوة ثم يردف لعبد الاله ( تصرف ياعبد الاله... سوف نأتي حالاً....لكن يجب ان امنع حظر تجوال للاهالي حتى لا يحدث لهم اي مكروه...)
وائل ينظر لعز بغضب...
(ماذا تفعل ياعز؟!....لاوقت لدينا للاهالي...يجب ان نتوجه نحو الجنود فورا ونذهب للدفاع!...)
عز يرفع حاجبيه مستنكرًا وبنبرات حادة...
( هل يمكن ان نذهب تاركين الاهالي دون ان يعلموا بحظر التجوال!؟؟؟؟ ......ماذا لو توجه احدهم الى مخيم الجنود!!؟؟؟....)
وائل يجد كلام عز عقلانيًـا وهو يمسح على وجهه بتوتر شديد... ينظر لها تنظر بقلق الى حديثهما... امسك ذراعها بقوة وادخلها الخيمة ... ينظر اليها بنظرات حادة...
( لا تخرجي من خيمتك....انتِ اكثرهم عنادًا!... ممنوع الخروج حتى نعود...)
لم تكن تفكر بما فعل....جل ماتفكر فيه هو ان يكون بخير ...لاتريد خسارته بأي شكلٍ كان... اردفت بنبرة مرتجفة وبطاعة تامة...قبل ان يخرج من الخيمة ليلتفت اليها ..
(عــــز!!)
التفت اليها ناظرًا لعينيها الملتهبتين بوميض الدموع اللامعة...التي تكاد ان تحرق قلبه...ليسمع ارتجاف صوتها المختنق..
( عُد إلى هنا بخير....)
وحينما طال صمته...ورفع حاجبه وهو لا يصدق ماتقوله لتردف وهي تهز رأسها بطاعة وتحاول ان تتماسك بلا دموع..
( سأفعــل كل ماتريده....أعدُك بأنّي لن اخرج....لكن....عد مجددًا... سالمًـا!)
هزّ عز رأسه بعجز ....مايتعبه انه يقع في نيران عدم فهمها... لا يستطيع ان يتقبل كل هذا القلق منها وهي متوجهة لشخص آخر...لو سمع الكلام من اي شخص لكان تقبله برحابة صدر....لكن منها!!...ليردف عاجزًا عن الفهم...
( انا لا استطيع فهمك بحق!!....)
وخرج تاركًـا اياها تبتلع غصتها وتراقب رحيله من الخيمة...تودع ذاتها ورحيله... دمعت عينيها بعجز ومسحت دموعها حينما رأت فتى بعمر السابعة عشر يمشي لتردف اليه بصوت عالٍ
( هييي.....ايها الفتى....ادخل الى الداخل...هناك حظر تجوال ويوجد خطر....)
توجه الفتى فورًا الى خيمته...بينما هي جلست على كرسي بجوار الخيمة تراقب الوضع بقلق شديد...وفي ذهنها صورة عز عائدًا مُجددًا... ربما تستيطع هذهِ المرة ان تخبره كل شيء...تخبره بأنها اكثر الناس جنُونـًا بهِ... قلقًـا عليه.... تخبره بأنها لا تستطيع ان تتخلى عنه بعد ان ابدى لها اهتماما خاصـًا.....وستخبر وائل بأنها لا تستطيع بناء علاقة معه...لانها لا تعتبره سوى اخ....كانت تخطط لأشياء كثيرة....اشياء متعددة من قائمة ماستفعله...



.................................................. .................................................. .................................................. ........................


تخرج من دورة المياه بتملل بعدَ يومٍ كامل قضتهُ في النوم... كانت يائسة من كل شيء وهي تسرح شعرها الناعم القصير بفرشاة الشعر ... وهي تهرب من ذاتها ...من المرآة التي تكشف لها عن المرأة التي بداخلها... اغتاظت مما يحدث لها في الآونة الاخيرة ... وكأن كل شيء كان يقف في وجهها... حبها لرضا جعلها انسانة قاسية حتى على نفسها... الامواج تجرفها الى دوامة لا تستيطع الخروج منها... يجب ان تكون صريحة مع نفسها.....يجب ان لا تهرب من الاسئلة التي تطرحها على ذاتها.... ولكن كل الهروب لكي لا تصعقها الحقيقة المرة ...وتتفاجئ بتعلقها الكبير برضا...حتى شعور الغيرة والغضب كانت تخفيه عن نفسها....وتعتبر هذا مجرد شعور واهٍ لا اساس له... وان رضا يحاول استفزازها فقط.....بينما لو تمعنت قليلاً ونظرت للصورة من بعيد لوجدت انها مجنونة غيرة على رضـا....
رفعت شعرها الرطب كذيل الحصان.... وارتدت بيجامتها الناعمة....وسحبت روب بالصوف المشغول ولمته على جسدها...ادخلت خفي ناعمين في قدميها كي لا تقسو على جلدها برودة الارضية.... مشت بهدوء الى المطبخ تعد لها كوب قهوة دافئ....لان باب الشتَاء كان قاسيًا وهو يذكرها بشتاء 2010 ...حينما كانت تقضيه بحب مع رضا...في حديقة منزله القديم....امام الحطب المشتعل...يجلسُون بهدوء وهم يشوون الكستناء ...ويحتسون الشُكولاته الساخنة بدفء.... كان يُسقيها بكلماتِ العشق وتفاصيل الهوى....كانت النظرات بينهم حارقة اكثر حتى من النار التي تشتعل امامهم.... كانت في أعينهُم أغنية!...لا احد يستطيع سماعها... سواهم....
انتبهت لقهوتها التي على النار...اغلقت الغاز عنها وسكبتها في كوبها الوردي... خرجت بهدُوء بعد ان التطقت احدى المجلات للخارج الى البلكونة....وهي تجلس امام والدتها التي تحفر الخضروات امام عينيها....
جلست على الكرسي تلم احد ساقيها الى صدرها والاخرى على الارض...تقرأ المجلة بهدُوء.... مجلة قديمة ربما يصل عمها الى خمس سنوات...وتقسم بأنها حفظتها لانها قرأت المجلات الموجودة في منزلها قديمًـا... لكنها حاولت الانشغال بكل شيءٍ عن رضا...اردفت لها والدتها بنبرة حادة وموبخة....
( هل انتِ مجنونة يابنتي؟!....لقد خرجتي من الحمام توًا....لماذا تخرجين امام الهواء الطلق ....ستمرضين بلا محالة!)
أروى تلتفت لوالدتها المشغولة بتجهيز العشاء..
( لا تقلقِي امي....سأعيش... )
اكملت شرب قهوتها لتسمع والدتها المعاتبة...
( هل تنوين ان تقسي على جميع من حولك هكذا؟!.... حتى صديقة عمرك لا تستطيعين منحها فرصة...)
ابتسمت ساخرة من والدتها ...رفعت حاجبيها مستنكرة...
( غريب والله ياامي؟!.... الم تكونِي قاسية على ابنتك من قبل!!)
شعرت بوالدتها قد تغير وجهها ...لتردف لها والدتها
(كان عقابًـا من الله لكِ)
أروى ترتشف رشفة من القهوة ثم تهز رأسها بهدوء...
( لقد تبت لله...وقد عاقبتني بحبسي بما فيه الكفاية....لا تستغربي ان كان قلبي مثل الجدار الذي كنت اجلس امامه طوال هذهِ السنين...)
ام أروى تنظر اليها وبعتب شديد..
( لم اكن اريد من قلبك ان يقسو بهذهِ الطريقة....كنت اريد من عقلك ان يعود الى رشده..)
أروى بتنهيدة طويلة متآوهَة ...تنظر الى نافذة رضا الخالية...
( لقد فقدت عقلي امي....لم يعد بي عقل..... حتى انني اريد الشيء ...ولا اريده بنفس الوقت...)
امها بلكنة قوية..
( قصدك انك تريدين الرجل ولا تريدينه....)
شعرت بالحرج من غبائها لتردف تحاول ان تغطي عن نفسها..
(اعني فرح....اريد مسامحتها ...لكن لا استطيع...)
اردفت امها وهي تنظر لها بعينيها ...محاولة تفحص مابداخلها...
(ورضا؟!)
أردفت بنبرة محترقة من الداخل... وهي تضع كوبها على الطاولة ...
( لا تقلقي والدتي....لقد وجد عروسـًا غيري...)
اردفت والدتها غاضبة...( اجل....بالطبع سيجد....لقد جعلتي الرجل يجن بعنادك.... )
تجمعت دموع في عينيها امام والدتها لتردف بقهر شديد...
( والله انا لا افهمك يا امي....صدقيني لم اعد افهم مالذي تريديه....كنتِ تمنعيني عنه...مالذي تغير الآن!!؟؟؟....هل اصبحتِ تحبينه فجأة....هل اعجبك!!؟ )
والدتها توبخها بغضب وهي تشير اليها ..
( احاول اصلاحك....احاول ان اجبر كسرك الذي كسرني معك....لكنكِ....وياللاسف........)
أروى بحزن شديد وهي تنطق حديثها...
( لو كان والدي لازال على قيد الحياة.....صدقيني لن يرضى بهذهِ المهزلة.... )
ثم دخلت للداخل بغضب شديد... توجهت الى المطبخ وبدأت تنظف رغم لا عمل يوجد لديها....الا انها بدأت تعمل كالمجنونة وهي تفرز الاطباق والاكواب من الدواليب وتنظفها مجددًا....ترتب كل شيء.... وتلمع المكان.... امام انظار والدتها التي تراقبها متفاجئة ومندهشة مما تفعله...ساعدتها في اعداد العشاء.... الذي انزلت جزء منه بنفسها الى عبود ... حاولت ان تأكل....لكن شهيتها بالفعل كانت مسدودة....وغير متقبلة لشيء....
ويزيدها الغثيان اذا تذكرت......ان رضا سيعود بعــــــــــــــروســــــ ــــــــه.....












......


إنتهـــى الفصل السادس...
واخبركم بأن الفصل السابع مليء جدًا بالحماس...سيحدث حدث يقلب موازين الرواية امام ابطالنا...
وربما يبعثر الكثير ....
اريد ان ارى توقعاتكم :$










**هُجرآنْ ** غير متواجد حالياً