عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-16, 11:45 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


-








































الفصل الثامن عشر


























. . .


































صلبةٌ كالصخر ..

تأبی اﻻعتراف ..



يفترض أن يكون شهر العسلِ

أيــامُ سعدٍ ..


لكنها تجاهد في جعله أيام نكدٍ ..



أتكون مازوخية ؟ ...

تستحثُّ عذابه ... ؟!



بمقدورها اﻻستسلام له بيُسرٍ تام

واﻻعتراف له !



يعِدُ بأنه سيبني لها الجنة ..

وسيغرقها في النعيم ..



ما عليها إﻻ اﻻستسلام !





- .. أيمن .. أيمن ... أيمن .. ولدي ...



دلف الحجرة شبه المعتمة .

ليقع نظره علی ذات الحالة المزرية ، المستلقية في اﻷرض .


- ! Hello, sweety



وانطلقت بالهتاف الباكي ما ميزت وجوده :

- أيمن ... أيمن يبكي .. متعب ..

أيمن يبكي يا متعب ... أيمن يبكي !



انخفض إلی جسدها المنهار ، يربت بلطف :

- أيمن نايم ، توني مكلم جدته .


- ﻻ .. ﻻ ... أيمن يبكي ..

أسمع صوته .. حبيبي أيمن ..

يبكي ...



انتشلها عن البلاط البارد ، في نبرة مؤنبة :

- كم مرة بأعلمك ما تجلسين باﻷرض ؟



كانت في وضع ﻻ يسمح لها بسماعه أو فهم شيء ،

بين بحر هذيانها وشهقاتها العالية .



قام برقة بتمديدها علی السرير الوثير .



نفس عن زفرة مغمومة ...

سيقانها متجمدة ، كمن وضِعت في البرادة .



أخذ في تدثيرها بغطاء البطانية الثقيل .




- أيمن ..


- أيمن بخير .


- .. أيمن ...



- شوفي وش جايب لك اليوم حبيبتي !


قال بهمسٍ ملهوف ، بينما يشعل اﻹنارة المجاورة للسرير .



- أيمن يبي أمه ..



رفعها قليلاً يجلسها ، لكي تتمكن من رؤية هديته الجديدة .


ثم وضع بين أكفافها المدفونة أسفل الغطاء ،

علبة سوداء تبدو عليها الفخامة .



- خمني ، وش يكون هالمرة ؟


- .. أيمن ..


- ﻻ ، مب أيمن .


- ولدي ... أيمن ..



فتح لها الصندوق الأسود ، فانجلی عن طقم أقراطٍ دائرية من اﻷلماس .



همسَ بعاطِفة شاعريَّة :

- أميرتي ، ما يليق بها إﻻ اﻷلماس .



وقع الغطاء عن أكتافها المثلجة حين تحركت تناشد اﻻبتعاد .

فانتزع معطفه الضخم الذي اكتسب حرارة جسده الناري ،

ليقوم بتدفئتها به .


ثم سمی بالله ، يلتقط إحدی القُرطَين .


- أيمن ...


- أصير لك أيمن يا بعدي ..

قال بتغزُّلٍ فيما يزيح طبقة الشعر القصير عن اﻷذنِ الصغيرة المختبئة .



وقع اختياره على القُرط من بين سائر القطع ...

ﻹيمانه ويقينه بأنه سيظهرها بأجمل ما تكون ..

ستظهرها كأميرة أنيقة وفاتنة .



- ليه ما يدخل طيب ؟!


تساءل حائراً ، متألِّماُ ، من أنينها المتوجِّع .



لم يسبق وأن فكر في مدی صعوبة ارتداء اﻷقراط لدی النساء !


إذن هذا ما ينطبق المثل القائل لديهن ؛


- اللي تبي الجمال لازم تتعب !


- هاه ؟


- اوه .. آسف آسف ...


استسلم لما تحول أنين اﻷلم إلی بكاءٍ جديد .


حاول التخفيف عنها بدعكٍ رقيق لشحمة أذنها الصغيرة للغاية .



كان يرغب وبشدة في رؤيتها بالقُرطَين المرصَّعين باﻷلماس .


لبث ينظر إليها في حزنٍ وخيبة أمل .


أمسك بكل قُرطٍ على حدَة ، ورفعهما يضعهما علی أذنيها ،

محاولة في تحقيقِ جُزءٍ من أمنيته البسيطة .



التمَعت عيناه ببريقِ اﻻفتتان واﻹعجاب :

- وفاء ... أنت ملاك .. !

همس مسحورا .



أخرج هاتفه بعجلة ، وفي ثانية واحدة صفعت إضاءة الفلاش وجهها .


زحف إلی جوارها ، يريها صورتها الساحرة بيدٍ مرتعشة .



لكنها التفتت إليه تستعطفه بنظراتها الراجية :

- .. أيمن ...


- أحبك ..


- أيمن ..


عانقها بقبلة حارة أحالت أنفاسه إلی نار ملتهبة ..


لكنه انتشل نفسه بسرعة من بحرها العذب

قبل يغرق حتی قاعه .


ثم اعتدل يحيطها بذراعه ، يتكلم بجدية وهدوء :

- خلينا نعقد اتفاق ، وش رأيك ؟


- أيمن ؟


- لو نفذتي اﻻتفاق بحذافيره ، أيمن بيكون لك في غضون أسبوعين .


عارضت بتحريك رأسها بقوة : الحين ... بكرة !!


فهز رأسه بمثيلٍ مسرحيّ ، لكن يظهر رفضاً قاطعاً :

- No ,

آسف .

تنفيذك للاتفاق لحاله

يكلفك أسبوعين .


- أبي أيمن !!


- موافقة يعني ؟


- ﻻ ، أبي أيمن الحين !


- إذن ، تصبحين علی خير .



واضطجع في استرخاءٍ خالص ، مغلقاً عيونه بساعده الصلب .



ودَّ مساعدتها ، فأبَت .

فعل ما عليه ، وهي حُرة .



حسنٌ ، لعلَّه أفضل .



فهو غير مستعدٌّ بعد بالتخلِّي عنها

للمغرورِ الذي يُدعی ( أيمن ) .




- موافقة ..


- انتهی العرض ، حظ أوفر .


- موافقة !!!!



رفع ذراعه عن وجهه ، يوبخ بنظرة باردة :

- ليه تصارخين ؟


- موافقة .


- موافقة علی وشو ؟



نظرته حائرة : علی العرض .



- أي عرض ؟


- اﻻتفاق !!


- أي اتفاق ، علی ايش اتفقنا ؟



هتفت : ما أدري ، ما تكلمت !!!



- زين قلنا لك غلق عرض اﻻتفاق .


- ﻻ ، ما انتهی !!!!


- مصرة ؟


- بسرعة !!


- وش اللي بسرعة ؟!


- اﻻتفاق !!!


- ما تبين تعرفين أول علی ايش ينص اﻻتفاق ؟



ارتبكت ، تشعر بأنه يخفي نوايا غير طيبة .

فتمنعت عن اﻻستفهام .



تحرك يستوي جالساً مطلقاً تنهيدة كسلٍ تمثيليّة .


ثم قام بمواجهتها وجهاً لوجه ، يرفع اصبعاً أمام نظرها :

- لفترة أسبوعين ، تكونين زوجة مطيعة ، ومحبة .


قاطعته : أسبوعين كثير !!



وأردف متجاهلاً ، مؤكداً عليها : وركزي علی محبة .



قالت بتقطيب : مطيعة .


فأضاف بتحدٍّ حازِم : ومحبة !


- مطيعة بس !


- يهمني محبة أكثر من مطيعة .


- ﻻ ، مطيعة بس !!!



قفز من علی السرير .


راح ثم عاد بورقة شيك ، مرفقة بقلم .

وجلس متربعاً مقابلها .



- ادفعوا بموجب هذا الشيك ﻷمر ؛ السيد متعب بطل كهرمانته وفاء .


اعترضت تمسك يده عن الكتابة : والسيدة وفاء !


فرفع إليها رأساً مغروراً :

- تقارنين نفسك بمتعب ، يا صاحبة أيمن الدلوع ؟


وأكمل الكتابة ، ثم انتقل للسطر التالي .


- مبلغ وقدره ؛ زوجة محبة قبل مطيعة . والتاريخ أربعين

.. أمزح ، ثلاث عشر من ديسمبر ، امسكي وقعي .



ناولها القلم ، فتساءلت وبصرها يبحث في أرجاء الورقة :

- وين ؟


فقام بالتأشير لها إلی الزاوية اليمنی .

لكن أسرع باختطاف الورقة قبل أن تخط عليه بنقطة حبر .



- كذا يلغی الشيك حبيبتي ، ضروري ما يحتوي علی شخبطة وحدة .




الشقيَّة ، كانت تنوي الشطب علی كلمة ( مُحِبَّة ) ..

من سطر المبلغ المطلوب !




أعاد الشيك إليها ، حامياً للأسطر العليا بكفِّه .


فنفذت التوقيع مستسلِمةً خائِبة .


شمخَ بأنفه ، يُطلق أمره القاطِع :

- يالله الحين ، نبدأ أول خطوة من اﻻتفاق .

تعالي راضيني وبوسي راسي .


- هذا مو اتفاقنا !!


- ايش ؟


- ما اتفقنا تذلني !

- تسمينه ذل .. يوم المرأة تحب راس زوجها ؟!

هذا أنا أحب راسك كل يوم !



ضعف موقفها عقب كلماته المراوغة ، واستمتع برؤية

الصراع يلفها وهي تضم ذراعيها إليها بحيرة وانكسار .



تبدو أسفل معطفه العملاق

كمثل عصفورة غارقة ...

في كومة جبلية من القماش .




قام بتسهيل المهمة عليها ، وهو يتلقفها بين يديه ..

وحاول كسر حاجز خجلها ، بلثمَةٍ رقيقة وحنونة علی خدها ..



ثم شقت وجهه ابتسامةُ بهجةً وسعادة ...

بالقُبلة الخجولة علی خده التي اخترقته كالسَّهم ..



أول قُبلة من ( وفاء ) العاقلة ،

والمتبصِّرة !


وما أجملُها من قُبلة .. !


وما أعظمُها بَراءة .. !



عبَّرَ في طرَبٍ :


- ولو إني بغيتها علی الراس ، بس يالله معذورة .

فيه أمل تتكرر ؟




اﻵن فقط يلاحظ قبضتيها اللتين تخفيان شيءٌ ما .




- وش مخبية ؟


نفت برأسها تحارب ظنونه : بردانة بس ..



جال بنظره حولهما ، باحثاً عن قطعتي اﻷلماس التي رمی

بهما بإهمال ، ولم يجد أثر غير الصندوق اﻷسود الفارغ .



- وفاء ، أنتي ما بطلتي سرقة ؟


- حقي !!!


نظر لها بحيرة ، وقال في استدراك :

- ايه ، صح حقك !


فسأل مرتبكاً :

- زين ليه محسستني إنك سارقة ! ليه مخبيته ؟


- ﻻ ، أنت رميتهم ، خفت يضيعون .



وترددت قبل أن تسأل متصنعة عدم الاكتراث :

- بكم اشتريته ؟



تفرَّسَ في وجهها ، يدرُس نواياها .



- تحبين أفيدك بمعلومة ، حبيبتي ؟



من ثم ابتدأ بلا تمهُّلٍ في الردع لأفكارها التخطيطيَّة :

- اﻷلماس مب مثل الذهب ، تبيعينه .. ما يجيب لك فوق ربع القيمة .


وختم معلومته بابتسامة استفزازية .



- ما قلت كم سعره ؟



لحَّنَ بخبث :

- تبين سعره بالدولار ، والا بالريال السعودي ،

والا بالباوند ، واﻻ باليورو ؟


- أي شيء !


- طيب ، ﻻ تعصبين .



تنحنح بتغطرس أحس به معها تودُّ لو أن تقتلع رأسه .



- حاصل ربع قيمته بالكثير ألفين ريال سعودي .

يقابله حدود ثلاثمائة دولار .. أو باوند .



أبهرته بجرأتها بالاعتراف ، وهي تعيد إليه قطعتي

المجوهرات تضعهما في راحتي كفيه بهدوء :

- تفضل ، اشبع فيهم .



إذن تلك اللصة ؛ كانت تخطط للبيع بالفعل !



تظلُّ خالية من أي حسٍّ بالتقدير والعرفان ...




راقبها بضيقٍ ، وهي تضطَّجِع في استرخاء .




طوال حياته يعتقد بهوس اﻹناث بالمجوهرات ، واﻷلماس بالتحديد !


لكن أنثاهُ النادرة تخرق هذه النظرية ؛ وياليتها بالنظرية الوحيدة !




- أبي أسمع صوته ..



تناول الصندوق المكعب الشكل ، يعيد قرطي اﻷلماس .

ثم اضطجع هو اﻵخر ، بلا ردٍّ علی سؤالها الرَّاجِي .



إنَّها ﻻ تملك أدنی حسٍّ بالخجَلِ من أنانيَّتها .


































. . .




























- طيب ، وين يقعد اﻹمبراطور ؟



قام بتعديل النقاب لها ، وإخفاء حاجبيها الظاهرين .



ﻻ تزال قليلة الخبرة في ارتداء النقاب .

تزال تبدو مثل هندية .. ترتدي نقاباً .


هندية ؟ كلا ؛ لا تليق ببشرتِها الشَّاحبة .

لعل " كشميرية " يليقُ بها أكثر !



- وين كرسي اﻻمبراطور !!


أخرجته من تأملاته بسؤالها اﻻستطلاعي المُصِرّ .



فمد بذراعه ، يقوم بالتأشير لها كاذباً ، مُدَّعٍ المعرفة ،

إلی موقع عرش اﻻمبراطور الوهمي ؛ ...

علی مدرجات ساحة ( الكولوسيوم ) .



- اﻻمبراطور هو جاب فكرة الكالشوم ؟ .. الكولشيم .. ال .. الكالو ....


ابتسم يقوم بالتصحيح لها برقة : اسمه كولوسيوم ، حبيبتي .


تلذذ باحمرار كفيها المنقبضَين ، وهي تدافع مهاجمة :

- أعرف !!!

بس دايما أنسی وأكلج عند هذا ال ....

جاوب علی السؤال !



فتح فمه يوشك علی إجابةٍ متحذلِقة أخرى .


لكنها سبقته تتفاخر بمعلوماتها الضئيلة بحماس :


- تدري ؟! سلالة اﻷسود حقتهم .. باقي منهم عشرة حبات

في العالم ، عشرة حبات بس ! وشفت بعيني واحد منهم !!


- الحين تعرفين هالمعلومات ، وﻻ تعرفين تنطقين اسم مكان معروف ؟


ميَّز تكشيرتها أسفل الغطاء :

- قلت لك كلجة !



أخافته وهي تلتصق بسور البناء تتقصد إدارة ظهرها له .


أمسك بها يفصل قليلاً بينها وبين السُّور

المشرف علی القاع العميق ، والمليءِ

باﻷخاديد الحجرية المخيفة .



من يراها اﻵن ، لن يصدق أنها كانت في يومٍ ما ...

تخشی اﻹطلال من علی النافذة .





- يالله نمشي ؟



- .. بأكلم أيمن ....












- وفاء تذكرين ؟ معد سويتي لي دونات غير مرة وحدة .

كنت أنتظرك ترجعين تسوينه .



أفصح معرباً ، بينما مارَّان بكُشكٍ لبيع القهوة ، والدونات .



حولت من اهتمامها إليه ، بنبرة متحيرة :

- بس ما أعجبك الدونات حقي .


- من قال لك ؟ أعجبني بالذات المصفوق بالسكر .


- ما أعجبك الشوكولاتة حقتي .



تلاعب متغزلاً :

- وأنا فيه شيء ما يعجبني من يدين كهرمانتي ..



عبَّرت حزينة : لو ما أعجبتك أكلة مني ، ما تتكلم .


- عشان ما أعجبتني الشوكولاتة ، تحرميني من الدونات بكبره ؟



عادت تدَّعي اللامبالاة ، معرِضةً عنه .




ألقی نظرة طويلة مفكِّرة ، علی الكشك الشبه خالي ،

ناشراً حوله رائحة القهوة ، والشوكولاتة الشهية .



- ما خطر لك يوم تستعينين بشوكولاتة جاهزة ؟


- لما أسوي شيء ، أحب كل شيء منه يكون بايديني .



أﻻنَ نبرته ، يُغريها بنعومة :

- خلي عندك ليونة حبيبتي ، ﻻ تخلين طريقة ﻷجل كسب زوجك !



لفحته بنظرة سخرية حارقة .


لكنها لم تزحزح الرغبة التي قفزته

وتربعت عرش قراراته في الدقائق الحالية .



وشوشَ في أذنها :

- قدامنا شوكولاتة جاهزة !


سألت متفاجئة :

نشتري شوكولاتة ، بدون دونات !


- Yes !


- تتوقع يوافق ؟


- متی قلت لك إنا بنكلمه ؟


- نسرق !


- ﻻ حبيبتي ، كذا ما أسمح !

هذا يسمی اﻻستعانة بالإمدادات .







وقفت متردِّدة .

أسفل الشقّ الزجاجي .

في الجهة الخلفية من الكُشك .



أطلت إلی رفيقِ السُّوء بقلق ، موشكة علی اﻻنسحاب .

لكنه رفع اصبعاً منذرة أمام شفتيه يشير بالصمت .



أمسكت بمعطفه تجذبه كي تفرغ إليه ما يكتنفها ، موشوِشةً :

- عبايتي بتفضحني متعب ، اللون اﻷسود ملفت .



إﻻ أنه أخذها من خصرها ، يرفعها في تمهل وحذر .


إلی تمكنت من الوصول إلی الفتحة الصغيرة المحيطة بالكشك ،

ولمحت الرجل الغافل تحت طرفي السماعة التي تسد أذنيه .



دنت بالكأس الورقي ، إلی نافورة الشوكولاتة .


تسرع بيدين مرتجفتين بإغراق الكأس

الذي قام بتوفيره لها بين الشلالات البنية اللون .



كانت تنتفض رعبا بين يديه وكأنها مقدمة علی جريمة قتل ،

... ﻻ بـِ علی لعبة سرقةٍ طفولية عابثة !




أشارت إلى إنجازها المهمة ، بركلة قوية موجعة في منتصف بطنه .




- يالله ، نهرب .


همست له ﻻهِثة ...

وقد لوث السَّائل الشهي كفوفها الصغيرة بالكامل .



وزَّعت النظرات حولهما ؛

... تتفقَّد مستوی اﻷمان .




- وش تسوي ؟ بننكشف ، بسرعة !


قالت تردعه بنبرة شارفت علی البكاء .


في الحين الذي انشغل بالتهام يديها ، وكاد

يسكب السائل من الكأس ﻷكثر من مرة .



ثم قام بإنزالها بعدما فرك وجهه الملطخ بعباءتها .



- هاتي الكاس ، أنتي للحين ما تعلمتي المشي .

أخاف تضيعين تعبنا بسقطة .


قال بتلكُّؤ شديدٍ وثقة مُفرطة ، أودت بكُلٍّ أمَلٍ رسمته للنَّجاة .



- متعب ؟ شكل الشرطة بتقفطنا قبل أسوي لك الدونات .









اختارا كرسياً في إحدی الحدائق القريبة ، يلتقطان به أنفاسهما ،

ويعيدان اﻻسترخاء إلی أجسادهما المتوترة .



والكأس الثمين يقبع إلی جوارهما في حرص .



وتكفَّل المكان الساكن الفارغ في مدِّ بدنيهما من هدوئه ،

من بعدما إرهاق المهمة المنهكة ذهنياً ونفسياً ، قبل جسدياً .




ومكثَ اﻻثنان غارقين في صمتٍ مخدٍّرٍ ..


أوشكَ أن يثقل من أجفانهما ويأخذهما

إلی عالم اﻷحلام أمام العامة .



لولا النغمة التي صعدت ، فدسَّ يده بجيبه .


كان هاتفها الذي يرن .


لقد نسيَ إطفاءه في هذا الصباح ،

بعدما نقل إليه عدد من الوسائط .


تراجع عن إخراج الهاتف أمام ناظريها .



- هات جوالي !


- متی بتسوين الدونات ، يا كهرمانتي ؟


- أبي جوالي ، يمكن ماما تدق !



أصدر عن تنهيدة ، وانسحب ليخرجه بنية اﻹغلاق النهائي .



تيبَّس ، متصلباً .



وبقي يحدق ....


لكن بيدها التي حجبت الشاشة ،

عن ناظريه ، هلعاً .




- شيلي يدك .


- هات جوالي ..


- قلت شيلي يدك .




اعتصر رسغها بقسوة فتزيحها رغماً .


ويعود ذلك اﻻسم بالتراقص بجرأة أمام مرأی بصره .



لم يحاول أبداً تفقد هاتفها .

بل لم يفكر مطلقاً بذلك الفعل القبيح ؛

من عظم ثقته بها !




انتظر في هدوء .

إلی أن توقف الرنين .


فاختفی اﻻسم الذي سيلحقه الموت

من بعدما انتهائه من التي تقعد جواره .



حان موعدها مع الموت بلا شك !



لطالما أحس ... بأن نهايتها ستكون علی يده ،

.... امتد اﻷمد بهم ، أو قصر .



أحاطها بذراعه ، يستحثها علی النهوض .



- وين رايحين ؟

سألت بصوت مرتعش .



- راجعين غرفتنا ، حبيبتي .














تشبَّثت بعنقه تطلبه الرَّحمَة :


- صدقني متعب ... كلم ماما .. اسأل ماما ...

أصلا ما أبيه ... ما أحبه ، والله .. والله متعب ...



يلهث كالثور الجامح ، الهائج .


يشدُّ علی الحزام الجلدي ، ويعتصِره ،

بقبضةٍ حلَّلت مادته .



جنون الغضب الذي نال منه

في تضاعفٍ علی إثرِ اعترافها ،

عِوضاً أن يتلاشی .




- .. متعب ...


- صه !




جاهد للتحرك والجلوس ،

لعلَّ يهدئ من غليان صدره .




قدرته علی اﻻستيعاب خارت .




ماذا قالت ؟



يزوجونها ؟



الخاسِئون ،

كانوا ينوون تزويجها !



كيف يجرؤون ؟

كيف يتحدونه ؟

يتحدوا ( متعب ) ؟!



من يجرؤ ويتحدی ( متعب ) ،

فعقابه أشد من القتل !





جذبت انتباهه ، المُعلَّقة به .




ماذا تحاول فعله هذه الخائنة ؟



هل تتوقع إخماد غضبه ،

بهذه اﻷفعال اليائسة ؟



لا فائدة ،

لا فائدة !



مُقدِمٌ الآن على قتلكِ ..

فأوقفي محاولاتك ِ البائسة ..




لكن ...



مهلاً ...



توقفي عن ذلك ..



أوقفي ذلك ...




الراحة تتسللُ إليه رُغماً !




وعيونُها أجمَلُ راحة !






هذه السَّاحِرة ..

إنها سَاحِرة بالتأكيد ..

سَاحِرة بلا شكٍّ ..




ﻻ يود أن يستسلم ، كلَّا ...

كان ينوي قتلَها !



لن يستسلِم لها ..

عليه قتلُها ..

وحالاً !




أغمض عينيه ، يغمرُ وجهه في عنُقِها المُريح ..

يستشعرُ أناملها الرَّقِيقة بين خصلاته ...

... وبراحة يدِها اﻷخری الناعمَة ، تُمسِّد ظهره الغاضِب ..




يجب أن تعاقب علی ممارستها السِّحر ؛

فالسِّحر مُحرَّم !




أهو متأكِّدٌ ؛ من أنه ﻻ يعيش حُلماً اﻵن ؟




إنَّها ، تحتضِنه ... !




في حاجةٍ إلی قرصة .

فليقرصه أحدهم !




حضنها مخدِّر .. رائحتها الزكية تلُفّ برأسه ..

هل هي مخلوقة من ( المخدِّرات ) ؟



سمحَ لنفسه بالغوصِ في أحضانِها ..

وعيش لحظاته ، ولو كان حُلماً ...



فهو أجمل حُلُم ،

وﻻ يتمنی يستيقظ أبداً ..



ﻻ يريد العَودة إلی الواقِع



ﻻ يريد ( وفاء ) القاسِية

ﻻ يريد ( وفاء ) المكابِرة

ﻻ يريد ( وفاء ) المتغطرِسة



إنَّه يريد ( وفاء ) هذه ..



يريد هذه الـ( وفاء ) ..

التي تحيطه اﻵن ..

برِقَّتِها ..

وحنانِها ...



تحتوي حناناً عظيماً ..

أين كانت تخبِّئه ،

طوال ذلك الوقت ؟





- متعب .. ؟




يالنُعومَة صوتها ، يالدفئِه ..





- ممكن أكلم أيمن ؟






أرسلَ نظراتٍ حاقِدة ناريَّة .

إلی الجسد الطريحِ باﻷرض ،

... ويتلوَّی توجُّعاً .




- أصله ما منك فايدة ، قومي اختفي من قدامي !

روحي سوي لي شاي !





لن تتركَ عادةَ التفنُّن في مضايقتِه ، وإثارة غضبِه .
















TBC






. . .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس