عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-16, 11:45 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


-












سينقضي اﻷسبوع اﻷول ، وصفوه ما يفتأ معكراً .



نيرانُ الغيرة ، والغضب ، والحقد ،

ما تبرح تأكُل في قلبـِه .



ويبدو لن يتخلص منها ...

سوی بالخلوص من ( الروح )

التي تمرح وتعبث بين يديه اﻵن ،

... وَ دفنها !



غدت أقلّ عناداً ..

وأكثر هدوءاً ، ورِقَّة .



إما أنَّها تعبث به ،

وإما تُنافق .



بارعة في التَّمثيل على عهدِها ،

... تستحِقُّ اﻷوسكار بجدارة .



لم تأتِ علی ذكر اﻻسم البغيض ﻻبنها المدلل ،

من بعدما ذلك اليوم ...





- باقي أسبوع وأربع أيام ، كثير !




( ذكرنا القط ، جانا ينط )


هاهي علی مشارف ذكره .




تحسب اﻷيام يوماً ، يوماً .

بل تحسب الساعات ..



تكثر من النظر إلی الساعة في اليوم الواحد ،

وتعدّ علی أصابعها خفية في قرارة نفسها

عدد الساعات المتبقية لليوم !



ألقی نظرة سريعة علی طبقها الذي كانت تتظاهر بتناول محتواه .



ذبل بدنها منذ يوم اختطافها من بنيها ، محيط خصرها

أضحی أكثر رهافة ؛ إنها تعود إلی هزالها القديم .



استقبلت اللقمة منه برحابة صدرٍ ..

فأتبعها بلقمة ثانية ...



وقبِلت بالثالثة علی مضَضٍ ..

لكنها رفضت الرابعة ، وعيونها تتلصَّصُ

فيمن حولهم بخجلٍ واستحياء ...



لم يكن بالمطعم المزدحم .. ليطوِّقها اﻹحراج ،

فقد فضَّل اختيار مطعم هادئ شبه خالٍ من اﻷناس ؛

فلم يكن في مزاجٍ ﻷصوات البشَر .



- خلصي صحنك ، نبي نمشي .









استقلا الميترو للعودة إلی حيث الفندق الذي ابتعدا عنه كثيراً ،

حيث أضاعا اليوم في استكشاف المدينة ومعالمِها السياحية المتبقية .



لكن يبدو كانت رحلة مملة في نظر صغيرته الفضائية ،

التي ﻻ تجذبها سوی اﻷمور التي ﻻ تستحق الذكر .



الميترو شديد اﻻزدحام .


فأغلب السياح علی غرارهم يجعلون الميترو اﻻعتماد اﻷول لقلة تكلفته

عن سيارات اﻷجرة الباهضة الثمن ، باﻹضافة للتنقل المريح وسهولته .


عدا عن أنه ﻻ يقوم باﻹيصال سوی إلی المناطق

السياحية الشهيرة في ( روما ) .

فأما بقية اﻷماكن السياحية فتستعاض

بالحافلات في هذه الحالة .







اكتشف بأنها تتقن جيداً احترام صمته .


بل ربما هي أسهل مهمة تقوم بتنفيذها .

فليس عليها إﻻ تبقی هادئة ،

وصامتة كما عادتها !



وفي هذه الدقيقة بالذات ،

كانت في قمة الهدوء والسكون البالغ .

تناضل في تمن أن ينسی وجودها .



فكانَ لها ما أرادت ،

ملبَّياً طلبها ورغبتها .



هل تنوي إيصال رسالة ( نجدة ) ،

إلی المُسِنَّة العمياء جوارها ؟


أم تنوي التسلل ، والهرب ؟



شعر بالحركة الطفيفة للغاية ،

تماثل حركة أرنب ساكنٍ هادئ ..



كتمت أنفاسها ..

إنها خائفة ..


شكَّت بإحساسه بها

علی ما يبدو .



كثيراً ما تخيَّلَ أُنثاه

تصلح كثيراً ﻷن تكون

جاسُوسة استخباراتيَّة !


تضاهي أمهر الجواسيس وأخبثهم ؛

بإتقانها الحيَل ، واﻷعمال الملتوية !



جاسُوسة فاتِنة ، بمُقلتين كَهرمانيَّتين !



الجاسُوسة الكَهرمانيَّة ....


بلِ اللِّصة الكَهرمانيَّة !!



أصدرت تأوُّه ألمٍ خافت .

ثم نظرت إليه بعُيونٍ راجِية .



- قولي توبة ؟



الصغيرة اللعينة !

كانت ستقدم علی سرقة المُسِنَّة العميـَاء !

أبلغَ بها الحدّ أن ماتَ ضميرها ؟!



- توبة .. توبة .. يعور !



غيْر شدَّ من قرصِه جلدةِ ظاهر كفِّها بدل إفلاتها ؛

حتی ﻻ تعتقد أنه بالسُّهولة العفو عن ذنوبِها .



قطع عليهما معركتهما الهادئة صوت المُسِنَّة ، يخاطبهما .



لم يفقها شيئاً من الجملة اﻹيطالية التي بدرت عنها

عدا أنها تتحدث بشأن الهاتف التي تقوم بمده

إلی السَّارِقة !



ثبُتَ بصرهما علی اليد المتجعدة ، المرتعشة ، أثرَ الشيخوخة .



وكادت اللصَّة عديمة الحياء أن تستلم الهاتف من الغريبة

بلا أدنی تفكيرٍ أو تردُّد !



لولا ألجمَ يدها .

وقام بتقديم اعتذارٍ باﻻنجليزية للسيدة علی أملِ أن تفقه ،

شارحاً لها طيش الفتيات في سن المراهقة .



- أنا مو مراهقة يا شايب !


- ﻻ أسمع لك حس !





- إنه يحرمني من بني ، اجعليه يعيدني إلی بني ، أرجوك !





أذهلته بشكواها واسترجائها المسنَّة اﻻيطالية ،

والتي ﻻ يعرفان حتی إن كانت تحيط علماً باللغة اﻻنجليزية .



أعادت السيدة الهاتف إلی حقيبتها ، ثم مدت يداً خالية .

تبحث عن كفِّ الفتاة الباكية ...



وأخذت تكافح بانجليزيتها الركيكة للغاية في إلقاء أسئلة التعارف اللطيفة .


ثم انغمست تثرثر باﻹيطالية ثرثرة تتخللها في بعض

اﻷحيان مصطلحات انجليزية أملاً في إيصال مقصدها .



رغم اللغة المجهولة لهما ، لكن لم تسمح بإعاقة المشاعر الدافئة

التي تحيط بحروفها من الوصول إلی قلبيهما .

فيما يدها اﻷمومية الحنونة تضغط علی يد الفتاة .



ثم مدت كفها اﻷخری ، باحثة عن يد أخری ..

إنها تطلب تسليمها يده !


خطر له تساؤل أحمق لكن مهم في ذات اللحظة ،

هل يحل للرجل اﻷجنبي مصافحة سيدة مسنة في سن الشيخوخة ؟

سؤالٌ لم يخطر في رأسه من قبل !




طالت النصائح اﻹيطالية ؛ في حين ظل كل منهما يتنقل بنظره بينها ،

وبين كفيها الذي جمعت بينهما يديهما في احتضانٍ حنون دافئ .


وتساءل إن كان ذاك الدفئ ، مصدره السيدة الطيبة .

أم هي يد أنثاه الناعمة ؟


أحسَّ بيد أُنثاه أنعمَ وأرقَّ من أي وقت مضی ، بجانب اليد المتغضِّنة .




متی ستخرس هذه العجوز المتطفِّلة ؟



لقد تبادرَ إليه الملل .



يالحب النساء للثرثرة ،

في إمكانها اختصار المحاضرة في نصف سطرٍ .



بدا علی فتاته أنها تحذو حذوه ، حيث لحِظ عليها التملمُل الخجول ،

واستشعر ارتباكها في توتر يدها المطبقة علی راحة يده ،

في قفص اليدين المتجعدين .





أخيراً أيها الميترو ؟ شكراً لك جزيلا !!



أطلقا العنانَ للفرارِ والهرب .


يهبطان من القطار المتوقف ،

أحراراً يتنفسان الصعداء .



لقيَ الارتياح والحرية التي افتقدهما في التعامُلِ

مع شيطانتِه الصَّغيرة ، كيفما أراد .



راحا يسيران وقرَّبها إليه يطوِّقها بذراعِه بمَحبَّة ، ممثلاً العتاب :

- عاجبك كذا ؟ وهقتينا ؟


- يوه يا متعب ، كنت أبي أنام .. فهمت كلمة منها ؟


- وﻻ حرف ، بس كانت تنصح .


- كانت تنصحك أنت بالذات متعب .


ردَّ مهاجِماً :

- كانت جامعة بيننا ، يا سراقة ، نسيتي جريمتك ؟


- والله يا متعب ، كانت تناظر كل واحد تقصده بكلامها ،

إذا كلمتني ناظرتني ، وإذا جات تنصحك تناظرك .


- ما أدري عنها ، كنت أناظرك طول الوقت .


- كأني سمعتها تقول مثَل ، الطيور علی أشكالها تقع ؛ واﻻ يتهيأ لي ؟


- ﻻ ، قالت ليس كل ما يلمع ذهب .


- وش دخله في وضعنا ؟ ﻻ ، ما قالت !


- إﻻ ، قالت ، تقصد إنك سراقة .



هتفت بعينين تلتمعان سروراً :

- قالت لي عيوني حلوين ! سمعتها ؟


- صوتي راح وأنا طايح فيك غزل وﻻ تعبرين ،

وهالحين تغزل هالعجيز يفرحك ؟


- تبي الصدق ؟ ﻷنك بثر .

ﻻ صرت رومنسي تقلب لزقة ،

وتبثرني بعيشتي .


رد علی تجريحها بتهديدٍ ظاهري :

- آها ، كذا ! طيب , ok !





" تبي الصدق " ؟!




بل كاذِبة ،

أيتُها المُخادِعة !




تساءَلَ ؛ إلی متی ستدومُ هذه التمثيليَّة ؟




أﻻ تدرِك أنَّها مكشُوفة ؟

أﻻ تعِي بأنَّها مفضُوحة ؟



أتعتقِده مغفلاً ؟

أم تعتقِده أعمیً ، ﻻ يُبصِر !
































. . .




























يتوجب التصالح في هذا اليوم !



سيبدآن معاً ، أسبوعٌ مليئٌ بالشَّغَف ...

لن يضيعَ اﻷسبوع القادم كما فعل بسابقِه .



سيستغلّ هذا اﻷسبوع استغلالاً كاملاً ..

سيثيرُ جنونُها .. سيخرجُها من طورِها ..

ويرغمُها علی اﻻعترافِ له !



قصدَ أرقی المتاجر من أجل ابتياع بعض الهدايا اللازمة للصُّلح .


فهو ﻻ يجيد التعبير في هكذا مواقف ،

يحتاج بها أموراً تعبر عنه مثل الهدايا .



لكن العقبَة تقع في تحيُّره الدائم في انتقاء هداياها .



فلو أنها أُنثی أخری ، لكان اﻷمر يسيراً ،

فاهتمامات جميع نساء الأرض واحِدة !



لكن هذه ؛ ليس بأُنثى طبيعيَّة ...

إنَّها ( كَهرمَانته ) المُعقَّدة !

( كَهرمَانته ) اللُّغز !



فلا هي بمحِبة للاكسسوارات ، ليجلب لها العقود والقلائد .

وﻻ هي بالمكترثة بأمور البشرة والجسم ، ليقتني لها طقُوم كريمات العناية بالبشرة .

وﻻهي بالمستسِيغة للروائح العطرية ؛ ليهديها قنينة عطرٍ .



فلذلك كانت هداياه تتأرجح مابين قطع الملابس ،

واهتماماتها الكرتونية القديمة ..

ولو أنها علی ما يبدو فقدت اهتمامها بتلك النشاطات .



التغيير الوحيد بنوع هداياه ، كان في آخر هدية .. طقم اﻷلماس .



وبما أنها أظهرت اهتماماً لقيمتِه الماديَّة ،

فلرُبَّما الذَّهب سيُفرحها أكثر !



أُنثی مادِّية بحتة .. !




بعد دقائق قاربت ربع ساعة ،

غدا يتسكَّع تِيهاً وتردداً ..

في محال مُجوْهَرات .



العقُود لن تناسبها ، فهي ﻻ تطيق الحِصار .

والخواتِم ليس ببعيدةٍ عنها .


إنها ليست من هواةِ ارتداء السَّاعات .



ماذا عن ( خِلخَالٍ ) للقدم .. !


ستبدو ساحِرة وفاتِنة به .. !



لكنه سيكون خفيفُ الوزن ، ولن تحرك قيمتها الماديَّة بها شعرةً .



لا مانع من أن يقتني واحداً ﻷجله ،

وستقدم علی ارتدائه قسراً أو طوعاً .




خرج من المحل والبهجة تحيطه ...



ستطير سعادة بلا شك ؛ تلك اللصَّة المادِّية !



استقل حافلة وفي رغبته لو يستقلَّ صاروخاً

يقوم بإيصاله إليها في أجزاءٍ من الثانية .



خطبٌ ما به ..

أمر به ليس بطبيعي !


فكل يوم يعظُم شوقه إليها عن سابقه ..

بدل أن يحصل العكس كما المُفترض !



ظاهرة غريبة وعجيبة ..



أو هو نوعٌ من السِّحرِ

تمارِسه ( هي ) عليه ،

لكي تتملَّكَه !


السَّاحِرَة ... !




يتحرَّق شوقاً ليری التمَاعة الدُّولارات

في عيونِها الزُّجاجِية البرَّاقة ..



يتمنی فقط ألا تقبل علی تعكيرِ مزاجهِ

بالدُّموع الذي ستستقبله بها ؛

كمِثلما كل يوم .


ولو أنها لم يعد مسمی ( أيمن ) يطرأ لسانها

إﻻ دموعها البائِسة تخطّ اسمه علی وجنتيها

في كل ساعةٍ في اليوم ...




ترجَّل من الحافلة ، ثم سعی باختراقِ طرقات اﻷزِقَّة المختصرة .


الشَّمسُ بدأت في توديعِ هذا العصر الجمِيل ..



استرعی انتباهه عن بعد ،

تجمهُر الناس حول الفندق .



جمعٌ غفير ، بشكل غير معتاد !



هل أقاموا مهرجان ما هاهُنا ؟



استحالَ يتقدم بفضول .


ثم ألقی سؤالاً علی اللذَين أوشكا

اجتيازه ؛ لـ يلحقا بالحدثِ الهام .





ويتصلَّب علی ذِكر إجابة اﻹيطالي بالانجليزية الرَّكيكة :


- محاولة انتحار !!!





انتحار ؟


انتحار !


انتحار ؟!




لم يغزو اﻵن عقله سوی فكرة واحدة .



الحشد البشري ،

يقع في جهة اليمنی من البناء .


الجهة التي تقع حجرته وزوجته .




جرَّ قدماه جرَّاً ..

ﻻ يشعر بروحه ..

الدنيا تدور به ..



جُفَّ حلقه ..

يصارع ساقيه ..

بالوصول ..



مجرد التفكير في ذلك

يجعله ميِّتاً قبل أوانه



إنها عاقِلة اﻵن ..

لن تلجأ لهذا الفعل السَّيء ..

لن تحرم ( أيمن ) منها ،

صحيح ؟



إنها تعشق ( أيمن ) ..

تخشی علی ( أيمن )

من نسمةِ الهواء ..



محالٌ أن تتخلی عن ( أيمن ) ...



محالٌ أن تترك ( أيمن ) وحيداً

في هذه الدنيا الموحشة ،

صحيح ؟



وعَدَها ...

لقد قامَ بوعدِها بأن يرُدَّ لها ( أيمن )

قطع لها عهداً ، بأن يجمعها بـ( أيمن )



إنَّها متشوِّقة من أجل قدومِ ذلك اليوم

إنَّها تعُدَّ اﻷيام ، والسَّاعات ، والدقائِق

من أجل اللقاء بحبيبها ( أيمن ) ..



فمَالداعي للانتحار ،

صحيح ؟



لن يطرأ اﻻنتحار .. لـ( أُمٍّ ) مثلُها ...

تعشقُ ( ابنها ) ، وتفضِّله علی نفسها .



لن يحدث أبداً ،

... أبداً



صحيح ؟





رجاءً ، ﻻ تكوني أنتي ..

رجاءً ، رجاءً ، رجاءً



ﻻ تكوني أنتي ،

أرجوكِ ...





صعدت عيونُه الشاحبة

إلی النافذة الشاهِقة





الجسد الضَّئيل

يرتعِد بشدة



معالمُ اليأس

طغت تقاسِيمه




أطلق صرخة مدوِّية

وشاركه الحشد بذلك




كاد الجسد يتعَرقل

إثر حركة طفيفة





يا ربّ

يا ربّ

يا ربّ .. يا ربّ





هوی إلی القاع

جاثماً ، جاثياً



التحمَ جبينه باﻷرض

يسجد لله



يسجد للواحِد ، اﻷحَد

للجبَّار ، القهَّار



يسألُه الرَّحمة

يسألُه العفو ،

والمغفِرة



يسألُ ( الله ) ألا تكُون هِيَ ..

العقابُ علی ذُنوبِه ..




يا ربّ .. يا ربّ .. يا ربّ .. يا ربّ






* * *





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس