عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-16, 10:27 PM   #29

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





الفصل التاسع عشر


























. . .


































لم أتوقع كل هذه الجلبة ..



هروبي السِّري ...

ينتهي بتجمع العالم حولي !



ابتعدوا ...



أيها الحمقی ...

حلوا عني ..



ﻻ أنوي اﻻنتحار ، أيها المرضی !



أرغب بسماع صوت ( ضنايَ ) فحسب ..



أحتاج إلی هاتف فحسب ..

فليمنحني أحدكم هاتفاً ..



يطلبون مني العودة للداخل ؟



لن أعود حتی أحادث ( بني ) !



ﻻتترجوني ، ما شأنكم بي ؟

هل تخشون علي ؟

هل أنتم أسرتي !



فلتخرسوا وليسلِّمني أحدكم هاتفه !

وإﻻ فليری كلٌ منكم طريقه !



أناسٌ فارغون ...

تافهون !



واﻵن ، أين وصلت ؟



لقد نسيت !

ما كنت أنوي فعله ؟



تذكرت !

نويت تسلق تلك اﻷنبوبة !




تحركتُ قليلاً ....

تشبثت بالنافذة بسرعة !!!



كدت أنزلق !



يا إلهي ، كدت أسقط !



ربما أنا في خطر ...



هل موقفي بهذه الخطورة ؟



هل يمكن أن أموت من هذا الارتفاع ؟



اخرسوا ، صراخكم مزعج !

دعوني أرتب أفكاري !

أحتاج إلی التركيز !





شرطة !




ماذا تفعل الشرطة هنا ؟



ما شأنهم بوضعي ؟



يجدر أن أسرع بالهرب

سأكمل طريقي ...



هل سأكون في أمان ؟

كدت أوشك علی اﻻنزلاق !





ماذا يفعلون ؟



ماهذا الشيء ؟

ومن هؤلاء الرجال ؟




إنها لعبة نطاطة !



هل يتوقعون مني القفز ؟

هل هم مجانين ؟

أيريدون لي الموت ؟



جفلتُ علی صوتٍ خلفي !

صوت صادر من الحجرة !!



من هذا ؟!

من هذا الرجل ؟!

مالذي يفعله بحجرتنا !!



إيَّاك ....



إيَّاك والاقتراب ...

وإلا سيقتلك زوجي !!!



سيدق عنقك ، ويميتك !!!




ﻻ تقترب !









هاه ؟



مالخطب ؟







أنا أطير ؟






أنا في الهواء ....






إذن ...



حلَّ موتي ؟






أنا أودع الدنيا ؟









حان موعدي ...









في طريقي




إلی حياة البرزخ










أيمن ..






بنيّ ..






سامح أمّك ..





































. . .































مضی يومين علی الحادثة الرهيبة ..



التي لا تزال رهبته ، ورعدته ..

تسري بجسده حتى هذه الساعة .





ﻻ يمكن أن تكون عاقلة بتجرؤها

علی تلك الخطوة الانتحارية

من أجل أمر تافه !!



فهل تكون انتكاسة جديدة ؟



كلا ، لقد أهلكته تلك الانتكاسات المتتالية .

لا يرغب في انتكاسة جديدة .



يدعو الله ألَّا تصدق ظنونه ...



ﻻ يصدِّق !

كل الزوبعة التي صنعتها ..



لأجل الحصول علی هاتف !



جعلته علی حافة الموت ...

من أجل هاتف !!





مدته بالهاتف .

ودمعات الشوق معلقة بخديها ..



هاتفت ابنها بحول خمس مرات منذ يوم الحادثة ،

ولا تنفك الدموع تفيض من هذين المقلتين بغزارة .




- كلم أيمن .. متعب ..




بقي ساكناً .

إشارة إلی عدم رغبته بالدخول في متاهاتها اﻷمومية .



- متعب كلم ولدك ....



أرغمه التهدج بصوتها علی اﻻلتفات .


فقال حانقاً بضيق : ليه تبكين ؟



- اسمع صوت ولدك .



عزم علی عدم الرضوخ لها ، لكن اقترابها يزعزع صموده !


بلع ريقه بتوتر وهي تأتي بجانبه ، تلتصق به .



- ماما حبيبي ، يالله بابا جاء ..



وضعت الهاتف علی أذنه بلهفة .


فربط فمه وكأنه واعد أﻻ يبادل ذاك السارق الصغير حرفاً ،

يقابل عيونها الدامعة الراجية ببقايا ثبات .



حتی انهمرت الدموع المتجددة .

تكلم دون يفكر باستلام الهاتف من يدها :


- كيف حالك ؟



ﻻنَ قلبه رغماً علی سماع الصوت البريء والشقيّ في آنٍ .



- تسوي شقاوة ؟ ﻻ تزعل أحد ﻻ أجي أعلقك من رجليك .



لمح بسخرية هزات رأسها الغاضبة والزاجرة .

التي تری كلماته العادية ( كارثة ) ومدمرة لمستقبل ابنها .



- أمك تحبك ..





أعماه عن كل ما حوله ...

ابتسامة اﻻمتنان ...

المرسومة علی ملامحها ...



تبتسم له ؟

إنها تبتسم له !



ابتسامتها مدمرة !



ﻻ تزيلي هذه اﻻبتسامة ..

ﻻ تزيليها عن ثغركِ ، أرجوكِ !

أنت فاتنة هكذا ...




أيقظته وهي تنازع قبلته .

تصارع للتخلص منه .



ثم رمته بنظرة استهجان ناهرة ،

قبل تأخذ الهاتف ، وتنصرف .





لقد ملَّ كل ذلك !




إنه في حاجة ﻷن ينتزع نفسه من أجوائها المسيطرة .



يجب أن يعود إلی مقام عمله في الحال .

يريد عملاً شاقاً ، يشغل ذهنه وتفكيره .



مزيدٌ من التفكير بها سيفجر رأسه !



عليه إنهاء شهر العسل الكئيب هذا !

يحتاج للابتعاد عنها في الوقت الحالي .



سيعيدها إلی ابنها ، ويعيش فترة نقاهة لدی اﻷخری .



لعل تلك اﻷخری تساعد .. ولو قليلاً .. في تحرير أفكاره ،

من سيطرة ( الساحِرة ) .




فتح خط الطرف اﻵخر ، ليصله الصوت اﻷنثوي اﻷنيق .



سأل بهدوء : كيف الحال ؟



وجد النبرة الرزينة تبعث علی اﻻرتياح ...

في ظل اﻻزعاجات الباكية لصغيرته الكئيبة .




- تحتاجين شيء ؟




فضل إطالة المكالمة قليلاً .

أملاً في التخفيف عن النكد الذي يطوقه .



ما يحبه في هذه المرأة ويحترمه ،

ما تملكه من التقدير ، والمراعاة .



تتميز بصبر نادر .

وشعور غير محدود بالمراعاة ..

وحسن نية تثير الشفقة بقدر ما تثير اﻹعجاب .




- وين الجوال ؟



قال ببرود ، فيما تقف ترمقه بنظرات متوعدة .



تقدمت نحوه ، وفردت ذراعها بالهاتف .


ما رفع يده ليمسك به .

أفلتته عمداً ليسقط علی المقعد بين رجليه .




تجرؤ علی إهانته ؟!




- سكت لك كثير يا وفاء ، الظاهر ﻻزم نبدأ نعلمك اﻻحترام .


- أنت آخر واحد يفكر يربيني ..

... يا مجرم ، يا ساقط ، يا فاشل ،

يا مروج ، يا خريــج السجــون .



تتكلم عن حقدٍ حقيقي ، ومقتٍ عظيمٍ

أنساها حتی اﻷلم الذي يعتصر ذراعها

تحت قبضته الفولاذية .




- كذا نظرتك لي ، يا وفاء ؟


- تعرف عن ماضيك ؟


سألت بغيرة نارية .




أخذها إليه ، يجلسها بين ذراعيه ، محتضناً ظهرها .



وأضحی برقة ، وتأنيب ضمير ..

يدلِّك ذراعها الذي كاد يفتت عظامه ..




قال بحزن :

- تتوقعين تقبل بي وحدة ؟

ﻻ جاها علم عن ماضي واحد مثلي ؟


- ﻻ ، مافيه وحدة صاحية بترضاك علی نفسها .

ولا مجنونة شكلي !


- أنتي مب مجنونة وفاء ..


- ﻻ ، أنا مجنونة .



أطال في تأملها محنياً رأسه عليها ،

ريثما ينتظر تطل عليه بنظرة واحدة .



رغب بغتة ، في إعادة تحفيز الغيرة اللذيذة .

قائلا بصوت لعوب :


- ممكن أعرف سبب اﻻنقلاب المفاجئ ؟

توك كنتي شاقة الضحكة مع أيمن صاحبك .


- ﻷني مجنونة !


صاح : وفاء !!!!!!



حل صمت رهيب .

ﻻ يتخلله سوی صوت تنفسهما العصبي .



- تموتين وتجيبين لنفسك المشاكل ، صح يا وفاء ؟


- أنت فتلة هذه المشاكل ..

ردني لولدي .. وطلق هذيك ..

وتنتهي المشاكل ..




إنها تعترف بغيرتها !



أيسمي هذا اعترافاً بالحب ؟

هل هي تفصح عن مشاعرها اﻵن ؟




- وفاء ، ﻻزم تتأكدين من شيء واحد ، اللي تسمينها ( هذيك ) ...

ماني مطلقها لو تقلبين الدنيا ، ماني ظالم بنت الناس عشانك .


تحركت ، تقابل وجهه :

- متعب .. أنت تسوي أي شيء عشان وفاء ، صح ؟


- فيما يرضي الله ﻻ غير .


- وسرقة الشوكولاتة !

السرقة ترضي الله ؟



حدقها بغير استيعاب .


ثم خبط رأسها بيده مستنكراً :

- ﻻ تخلطين اﻷمور ! هذه تسمينها سرقة ؟ هذا لعب عيال !


- قل إنك تجيب اﻷعذار بمزاجك .

تاخذ من الدين اللي يعجبك ويوافق مصلحتك .

لما جيت تسرق كنت مستانس ، لكن أنا المحتاجة ..

ما بعد لمست جوال الحرمة ! بس قومت اﻷرض علي ...

وكأني قتلت !



سكن هادئاً ، ثم نصح قائلا :

- من الواجب عليك تبحثين عن رضا زوجك ، لكنك تجاهدين وتزعلينه .


- ومن الواجب عليك ترفق بزوجتك ...


قاطعها : الشرع حلل أربع .


- متعب ليه تزوجت ؟


رد مباشرة صادقاً : عشان أنساك .




أمضت عليهما دقائق ، وكلٌ مطرق مع أفكاره .



حتی قطعت استرسال أفكارهما بنبرة هادئة :


- أسوي لك شاي ؟


































إذن ابتدأت مشاكلها معي ؛

تلك السارقة اللعينة .



إنها تجلب لنفسها الشر .



طلاقها سيكون قريباً

وسأشهده أنا !



كنت مغفلة !!

لِمَ أردتُ سكن منفرد ؟!



كلَّا !


سأشاركها بالسكن ،

وسأضيق عليها خناقها .



واﻷهم ؛ سأستحوذُ ...

علی ماهو ملكي في اﻷصل ،

( زوجي ) .



سأجعلها تعلم ؛

أن ﻻ حق لها به .



ستعلم أنه يعود لي ..

ولي فقط !



لي وحدي !





- الله يهديك يا وفاء .


غمغم غير راضٍ ، يضع فنجان الشاي ، ويزيحه بعيداً .




دنوتُ منه أتساءل قلقة : ايش ؟


- مافيه سكر ، في ويش كنتي سرحانة ؟ وعازمة بعد ! شيليه .




انحنيت أحمل الشاي مرتبكة .


ألوم تلك السارقة التي شغرت جل تفكيري .




- خلاص ، ما أبيه . جيبي ماء بس .


- حاضر .




أتيت إليه بكأس الماء ، ثم عدت أدراجي إلی المطبخ .




أحتاج للاختلاء بأفكاري حالياً ...

دون يشتتني بأوامره التي ﻻ نهاية لها ..


وكأن بي هرموناً يحفزه علی إلقاء اﻷوامر

كلما وقع نظره علي !




استندت إلی القاعدة الحجرية للأدراج ، أبحث عن وضعية مريحة .



كذلك هو بحاجة للاختلاء بنفسه .



فيبدوه اكتفی مني لهذا اليوم ..

لقد ملَّ إزعاجاتي ....



لكن أنا من تذرَّعت هذه المرة بعمل الشاي !



" سوي شاي "

ماهو إﻻ أمر مجازي ؛

فيما معناه :

" اغربي عن وجهي " !


كلما اكتفی مني ، وضجر ..

لجأ إلی استخدامها ..




رغم النصائح التي أهدانيه معالجي ،

لكني أظل أستثير غضبه ....



ﻻ يعجبني حالي ..

صرت مزعجة ..

سيبدأ ويكرهني !



صرت ثقيلة عليه ....

بالكاد يحتمل عصبيتي ،

وعنادي .



لكني ﻻ أتعمد ذلك !

يحصل رغماً عني !!



مالذي حلَّ بي ؟

ﻻ أريده أن يكرهني ..



لقد كان معجبٌ بي قبل هذا الزواج !



أريد أعود كما كنت

أعود هادئة ، واثقة .



أنا بحاجة إلی معالجي

بحاجة إلی إخراج سلبيتي

بحاجة إلی كلماته اﻷبوية الطيبة

التي تعيد لي اﻷمل ، وتملأني إيجابية ..



منذ أنهيت الجلسات العلاجية لم أعد لزيارته

تخلفت حتی عن أولی المراجعات ، وأهمها ..





- بنت ، يا بنت ! وينك ؟



وصلتني نداءاته من الصالة .



ثم وجدته يطل علي :


- ليه قاعدة هنا ؟



- وش تبي ؟


- وين الملابس ؟ بأمر المغسلة بطريقي .


- وين رايح ؟


- طالع ، سمعتي وش قلت ؟



تحركت متذمرة من العجلة الغير مبررة .



- بس أتوقع فيه مغسلة بالفندق ، ليه بتوديه برا ؟


- غالي ، بتدفعين أنتي ؟ بسرعة بالله .



توجهت إلی حجرة النوم .

ﻷبتدئ في جمع الثياب المتسخة .



لم أسمح بأن يتخذني خادمة

حتی في شهر العسل !


لم أفكر حتی في الطهو له

عدا عن فناجين الشاي اليومية



أﻻ يحقَّ لي التدلُّل ...

بما أني عروسٌ جديدة ؟




عروسٌ جديدة ؟

هذا محرج ..

إنه ﻻ يليق بي ..



عروسٌ مُسِنَّة ..

هو ما يليق بي !




حملت اﻷكياس إلی الخارج .


ورحت إليه ، ليقابلني مصدوماً :


- وش هذا كله ؟



قلت ساخرة :

- حق أسبوع كامل ، وش متوقع ؟


- هاتي أشوف ؟


تناول مجموعة اﻷكياس ، وفتح أحدهم وتلاه باﻵخر :


- يا سلام ، يا سلام !



جلس عليه قدميه ، يضع اﻷكياس أمامه .


ثم صرت أحملق به كالخرساء .

فيما يستخرج قطعةً ، قطعة .



- ملابسك يا آنسة ، تغسلينهن بنفسك .




آنِسة ؟

لكني لست بآنِسة

أنا سيِّدة !




استمريت بالمراقبة ، حتی تخلص من كل القطع النسائية .



ثم شال بالحمولة التي تناقصت إلی النصف .


ومدني بقفاه ، مغادراً .



- يمكن أتأخر .



رمی بجملته اللامكترثة قبل يبلغ الباب الخارجي ، في نفس الثانية

التي قمت بتصويب رأسه بإحدی القطع التقطتها من أمام قدماي .



كتمت ضحكتي حال رؤيتي للباس الداخلي قابعٌ

فوق كومة الشعر الشبيهة بقبعة مشعرة .



حبست أنفاسي فور رفع القطعة الصغيرة من علی رأسه

يرفعها عالياً بين سبابته وإبهامه ، يتأمل برأسٍ مائل مهدِّد .



لكني شحذت سيفي ؛ ريثما استدار بتراسيمه الغير مبشرة .

وأخذت استعدادتي في الدفاع ، والصدِّ ، والردع !



سألقنه درساً في الرفق بالزوجة !

سأشن هجومي عليه قبل يشن هجومه !



لن أهزم أمامه هذه المرة !



سأنتصر عليه !

ويرتد خائباً !

خاسراً !



أنا وفاء !

بحجم هذا التحدي !





أطلقت ساقاي في الهواء مع صرخة ذعر ...

أخترق حجرتنا وأبحث بجنون ، عن مخبأ يحميني من شره .



إنه غاضب

غاضبٌ جداً



عيونه المخيفة تود قتلي !




التفتتُ ورائي أتفقد مجرمي ..



ﻻ أثر له !




هنيهات ، وأسمع صوت غلق الباب .



لقد رحل ...



رحل دون انتقام ؟!




خطوت بتوجس صوب باب الحجرة



لعلها إحدی حيله ؟




توسطت الصالة وحيدة ..



غادر حقاً ...




حررتُ عن تنهيدة ارتياحٍ .



وقفت بضع دقائق في شرود ، ﻻ أعلم بماذا أفكر ...



أفكر بلاشيء ...

شرودٌ صافٍ خالٍ من أي أفكار ...



من ثم قصدت الثياب المتناثرة علی اﻷرض

وانهممت ألملمها بتثاقلٍ وكسل ...



































وضع الوجبة التي جلبها معه في المطبخ ،

ثم عاد إلی حجرتهما حيث تقوم بأداء الصلاة .



فضل استبدال ثيابه برداء مريح .

لكنه ألقی نظرة عليها وهي تؤدي التسليمتين .




- ما شاء الله ، ليه مؤخرة الصلاة ؟

عارفة يا إخت الساعة كم ؟



- نمت شوي ..



- موصيك ﻻ نويتي تنامين تضبطين المنبه ، واﻻ ﻻ ؟



تعجب لخنوعها ، وإيثارها السكوت أمام اتهاماته .



- جبت العشاء ، روحي جهزيه .



أجابت بطاعة عجيبة بينما تعيد سجادة وغطاء الصلاة مكانه بهدوء .



نده عليها قبل أن تقصد إلی الخارج :

- تعالي شوي .



توقفت ، لكن تململت في تردد ما بين المضي والثبوت .



- وش تبي ؟ بأجيب العشاء .


- أبيك شوي ..


قال يدنو ، يقطع السنتيميترات القليلة بينهما .



ثم انحنی هامساً في أذنها برومانسية :

- ما سلمت عليك ..


قطب جبينه بتوتر : وريني كذا ؟



كم من الزمن والساعات كانت تبكي ؟

وجهها متورمٌ بشكل مخيف !



مرَّر بأنامله علی شبكة العروق الحمراء الدقيقة ببشرة وجنتها .



- وفاء ، بنمر بزيارة علی أمي .

تبي تشوفك أنتي وولدك .



- ولدك بعد ..



أسرع بموافقتها : ولدي ، ولا تزعلين .



ورطة أخری !

ﻻ يطيق بكاء جديداً !



سألت بصوت تخنقه العبرة : ما تحبه يا متعب ؟




هل يعقل ؟!



تعتقده .. يكره ( ابنه ) ؟

يالاستنتاجها غير المعقول !



إنه فحسب ؛

تثير ضيقه بالتصاقها الزائد بالطفل .



إنه يرغب فقط بقطرة ..

من بحر الاهتمام ، الذي يلقاه ذاك الطفل ..




- بأجيب العشاء ..




وجد نفسه يطلق سراحها ،

دونما محاولة لتعديل اعتقادها .



كيف يمكنه التوضيح ؟



كيف يمكنه التعبير ..

في هكذا موقف ؟



إنه ﻻ يكره ابنه ..



بل يحبه !



وكيف لا يحبه ..

وهو قطعة من حبيبته ؟


































* * *




























لم يسبق وسمعت ،

بزوجٍ اختطف زوجته !



ابنتي اختُطِفت ..

ومِمَّن ؟

من زوجها !



هل أعدته الفتاة بجنونها ؟

نقلت إليه الجنون ؟!



لهما كل الحق بقضاء شهر العسل قدر ما رغبا ..

لكن ليس بتلك الطريقة !



اختفيا دونما إنذار ...

ودنما توديع للصغير المسكين ...



لا يثير شفقتي سوی حفيدي ..

أمضی أسبوعين لا يكف عن البكاء ..



كرهت ذلك الشاب اﻵن بحق وحقيقة !



ولدٌ متهور ومستهتر ،

لم يفكر حتی بابنه !



































* * *




























- متعب ايش هذا ؟

حافظ علی البيئة !!





بيئة ؟


سترك يا رب ، هذا ليس بـ مبشِّر !





راقب بارتياب وهي تقوم بتنظيف فوضاه بكفاح ،

وعلامات التقزز تملأ وجهها !




- أموت وأعرف ، من وين جايب الفصفص ؟



حاول تقديم المساعدة قائلاً :


- نظفيهم بعدين مرة وحدة ، ﻻ تتعبين مرتين .



ثم قرب بمجموعة من الحبوب أمام وجهها

يدعوها بكرم : تبين ؟



رفع حاجبيه يراها تسعل بلا مبرر

وتبعد أنفها عن رائحة البذور الجميلة !




هذا مخيف !!


حالتها متدهورة !!


فات اﻷوان لا ريب !!!



نهضت جامعة قشر البذور بكفوفها ، تلقي أمراً قاطعاً :

- ﻻ ترمي شيء ، بأجيب لك صحن .




عليه أن يقدم من ميعاد رحلة الطائرة

وستكون حيث المعالج مباشرة

الوضع لا يتحمل التمهُّل !






" What about animals !!!!!!

What about elephants !!!!!! "



" بنت !!! وفاء !!! "



" What about crying whales !!!!!!

We're ravaging the seas !!!!!!

What about forest trails !!!!!! "




تأوهت متألمة ، عقب انتزاعه طرفي السماعة بقسوة .




- خير ؟!!!!

أنت ليش مصر تحارب تطوعاتي البيئية ؟!!

حاقد اﻷخ ؟ والا حاسد ؟ واﻻ وش مشكلتك بالضبط ؟!!!



- صوتك يا راعية البيئة سبب تلوث سمعي للجيران .



- يستاهلون !

أخليهم يحسون .. يحسون بالحيوانات ..

اللي هم السبب الرئيسي في معاناتها !

حتی الحيتان ما خلوها في حالها .. الحيتان تبكي !!



- منتي ناوية تسوين الغداء ؟




سحبت شهقة طويلة للغاية .



ثم وثبت عن السرير نحوه :


- آسفة حبيبي .. دقايق وصحنك قدامك !


" I'm Superwoman ! "






- يا الله منك !



وعی من الذكريات القديمة ، علی صوتها المتذمر مجدداً .



- اوه ! آسف حبيبتي ، وربي سرحت شوي ..



عادت تلملم القشور المتناثرة باﻷرضية .



ورفعت رأسها تطالب بانزعاج :


- متعب ! ﻻ تاكل هالشيء عندي !

خيست ريحة الشقة الحين ..



- ريحتك الجميلة تطغی علی كل ريحة ، يا كهرمانتي .



بدرت عنها آهة معاناة

من غزله المتملِّق والمنمَّق

الذي يطلقه بسهولة شرب الماء .




- رتبتي الشنطة ؟


- جاهزة ، بس السحاب معلق ، حل مشكلته .



ثم أردفت ، ترفع الطبق الصغير أمام بصره :

- الصحن هذا هو عندك ، شايفه !



- شايفه يا أميرتي ، بس ﻻ تعصبين . هاتي بوسة ؟



عرض طلبه اﻷخير بتلاعب متعمداً اﻻستفزاز .


ثم غرق في الضحك فيما تهرول هاربة .




يظهر أنه ضخَّم من حجم المشكلة

إنها ﻻ تطيق رائحة هذه الحبوب

ﻻ أكثر !




لحقها صوته اللعوب المستفز صائحاً ،

بينما ما يبرح علی استلقائه الكسول :


- ماخذ البوسة ماخذها يا حبيبتي !!

شوفيني قمت !! هذاني واقف !!



كاد يقع من فوق اﻷريكة من شدَّة الضحك

علی صوت إغلاق باب الحمام .




باب الحمام ؟



تلك الخرقاء ، اختبأت بالحمام !


ﻻ ينقصها أن تتلبسها الجان !


































* * *




























حمداً لله ..


يشعر بارتياحٍ غامر ..


ﻻ تمر بانتكاسة !





مجرد اكتئاب ..


جراء الضغوط النفسية ..





ﻻ خوف من ذلك ؛


فـ حلّ الاكتئاب قريب !





مجرد أن يقبع المخلوق


المسمی ( أيمن )


بين يديها ...





سيودِّعها اﻻكتئاب ..


والضغوط ...



وسائر الهموم ، والغموم !







حان الوقت العودة للديار ..





لاختطافٍ آخر ...


اختطاف المدلَّل ( أيمن ) !





ثم زيارة والدته ، التي في اﻻنتظار .








شيطانته الصغيرة ..





إنها ساكنة وهادئة للغاية ...


بالكاد لسانها ينطق ...






ماذا تخطط له .. ؟





أم هي حالة ،


استرخاء عارضة ... ؟





يسأل الله يعطيه خيرها ..


ويكفيهم شرّها ..







* * *


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس