عرض مشاركة واحدة
قديم 13-05-09, 11:53 PM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت الرحلة الى المنزل سريعة وهادئة. وفي الساعات الأولى من الصباح توقفا أمام منزل العمة رينا, لكن الأضواء كانت ما زالت تتألق من النوافذ . وبعد أن ساعدها على الخروج من السيارة صعد سريعا الى السلم ورن الجرس.
فتح ايمانيويل الباب وعندما رآهما على العتبة رفع ذراعيه:
"شكرا لله".
" ما هذا يا ايمانيويل؟ هل حدث شيء للعمة رينا؟".
" أنه السيد فيتو جاءنا خبر بأنه حي وهو في طريقه الى البيت! ان السيدة تكاد تطير من الفرح. وقد أرغمناها على النوم لأن الصدمة كانت شديدة على قلبها لكنها سعيدة حدا. كما أننا سعداء جميعا".
والتفت دو****و الى كارولين فرأى وجهها المفعم بالحيوية يشع بتعبيرات السرور وهي لا تصدق الخبر. وسألها بأنزعاج:
" وماذا يكون الأمر بالنسبة الينا يا كارولين ماذا سنفعل الآن؟".
لم ينتظر جوابها لكنه أسرع الى غرفة عمته . وببطء صعدت الى غرفتها وقد أصابها الدوار. لقد صدمها أنها وعت تماما كل ما قاله ايمانيويل , وتملكتها فكرة وحيدة هي أن فيتو سيحضر الى البيت وأن عليها أن ترحل قبل وصوله وقبل أن يعرف الجميع أنها كاذبة. كان مروعا أن تفكر في بقائها لمواجهت حنق دو****و عندما يكتشف كذبها . وبدأت وهي شديدة الأنفعال تعدَ حقيبة ملابس صغيرة تحتوي على اللوازم الأساسية لتعود الى أنكلترا.
لكنها ستحتاج الى نقود لدفع أجرة سفرها. وحساب البنك الذي فتحه لها دو****و لم تمسه حتى الآن . ثم أن البنوك لا تفتح الا متأخرا وهي لا بد أن تذهب حالا . ولكن كيف؟
نظرت الى التلفون وتذكرت جيفري . وباندفاع اتصلت به تلفونيا :
" جيفري؟ أنا كارولين . أحتاج الى مساعدتك. أرجوك يا جيفري هل تساعدني لأصل الى أنكلترا؟".
فأكَد لها أنه سيفعل كل ما يستطيع على الفور. ثم سألها:
" هل تريدين أن آخذك الآن؟".
" نعم, سأكون مستعدة عندما تصل. لا تحدث أي صوت. سأسمع سيارتك وأخرج. أشكرك يا جيفري انك صديق حقيقي".
ارتدت ملابس السفر وألقت نظرة أخيرة على غرفتهاوانسلت الى أسفل الدرج.
ظلت أعصابها متوترة حتى سمعت صوت سيارة جيفري تقف فأسرعت الى حيث كان ينتظرها وبسرعة انطلقت السيارة بهما.
قال جيفري:
" لم يكن لدي وقت لأتصل بالمطار يا كارولين. أعتقد أنه من الأفضل العودة الى مسكني لتناول الفطور ثم نتمكن من اجراء بعض الأتصالات عن أول رحلة ممكنة. ماذا تقولين؟".
وافقت على اقتراحه وقالت:
" لا أعرف ماذا كنت أفعل بدونك يا جيفري؟ من الصعب عليَ أن أطلب شيئا من أحد ولكن لا بد أن أحصل على بعض النقود ثمن بطاقة السفر . أيمكنك أن تقرضني بعضها؟ سأردها اليك عندما أجد عملا".
" ماذا تعنين بقولك الى أن تجدي عملا؟ أظنك لا تعنين أن زوجك سيسمح لك بالعمل وهو من أغنى رجال روما؟".
"لن يعرف دو****و أني تركته الى الأبد ! لا أتوقع أن أراه ثانية".
وبعد تناول الفطور قال لها:
" حسنا قصي على العم جيفري كل ما حدث".
" لديَ الشيء الكثير الذي أرويه الا أنني لا أعرف من أين أبدأ. أليس من الأفضل أن تتصل بالمطار تلفونيا فلعلنا نجد مقعدا خاليا اليوم. يجب أن أرحل يا جيفري اذ أنني لو بقيت في روما واكتشف دو****و أنني تركته فسيعثر علي بالتأكيد".
" وهل تعتبرين هذا شيئا فظيعا؟".
" نعم فظيع جدا الى الحد الذي أعتقد أنه ليس في استطاعتي تحمله".
اتصل بالمطار ثم هز رأسه وقال:
" هناك مكان شاغر على طائرة تقلع الساعة الثامنة وقد حجزت لك".
ثم قال لها في حزم:
"الآن هل لك أن تقصَي عليَ معنى كل هذا؟ أمامنا الكثير من الوقت لآخذك الى المطار. يمكنك أن تبدأي الحديث من أولهز هيا انطلقي".
وبدت مترددة ثم قصَت عليه كل ما حدث ابتداء من يوم جنازة أبيها الى أن خرجت معه من المنزل هذا الصباح.
فألقى عليها نظرة رثاء وهو يقول:
" مسكين يا دو****و العجوز . لم أعتقد أبدا أنه سيأتي اليوم الذي أشعر فيه بالأسف نحوه. أنت يا كارولين وضعته بين شقي الرحى. تريدين أن تقولي أنه بعد زواجك منه ما زال يعتقد أنك تحبين ابن عمه؟ يا للغبي المسكين".
" آه لا تقل هذا يا جيفري! الا تعتقد أنه كان عليَ أن أفعل ما فعلت؟ لم أستطع أن أتركه يأخذ الطفل مني. كان لا بد أن أجعله يعتقد أنني دورندا, ثم تعاقبت الأحداث بسرعة وفي النهاية وقعت في شرك من الخداع! والآن ألا ترى أنه يجب عليَ أن اذهب؟".
" ولكن هل أنت واثقة من أنه سيكون غاضبا كما تعتقدين عندما يكتشف خدعتك؟ لعل حبه الكبر لك يجعله يتغاضى عن تلك الخدعة. ولماذا لا تكلمينه على الأقل قبل مغادرتك روما؟ أعطه فرصة الأستماع الى وجهة نظرك في الأمر كله قبل أن يصل فيتو الى المنزا. قولي له الحقيقة أنت بنفسك يا كارولين".
" لا! لا! لا يمكنني . يجب أن أرحل!".
أخذها الى السيارة وانطلقت بهما. وأخذت تنظر الى معالم روما. وعندما فكرت في السنوات الطويلة التي ستعيشها من غير دو****و احتقن قلبها حتى الأنفجار.
وصلا الى المطار وبعد أن اشترى جيفري التذكرة ذهبا الى القاعة وشعرت بقلقه عليها فنظرت اليه قائلة:
" لا تنزعج يا جيفري. اني أدرك ما أنا مقدمة عليه. أرجو ألا تقلق من أجلي".
" لا أستطيع يا عزيزتي. ماذا سيحدث لك عندما تصلين أنكلترا! أين ستقمين؟ وكيف يمكنني أن أبقى على الأتصال بك؟".
" سأكتب لك حالما أتمكن, وشكرا على كرمك, لدي ما يكفي من النقود الى أن أصل الى منزل صديقتي".
" ما دمت متأكدة من ذلك فأنني سأتركك تذهبين ولكن تذكري يا عزيزتي اذا احتجت اليَ في أي وقت أخبريني وسأحضر في الحال".
ثم تركها وذهب الى أحد المحلات حيث اشترى لها علبة كبيرة من الشوكولاتة ورزمة من المجلات . ولمح عنوانا في احدى الصحف الأنكليزية فأخذها اليها وهو متجهن وقال:
" ترحلين في الوقت المناسب يا كارولين. الصحيفة هنا تقول انه من المتوقع وصول فيتو اليوم الى هذا المطار وأنه سيحضر مع زوجته . قولي لي ما هو اسم أختك؟ هل هذه هي صورتها المنشورة في الجريدة؟".
أخذت الجريدة منه فرأت وجه دورندا الباسم تحدَق في شاب أسمر يبدو بلا شك أنه من عائلة فيكاري. وقد أبرزت العناوين الخبر بشكل مثير بأن رفيقة هذا الأيطالي لم تكف عن البحث عن أي خبر عنه وتتبعت كل أثر له حتى نجحت في العثور عليه في مستشفى ارسالية وسط غابة أفريقية. وكان يعاني من فقدان الذاكرة وأعراض أخرى. وحولت الصحيفة هذه الواقعة الى قصة مشوقة. وكتبت تفاصيل عن الزواج الذي تم في أفريقيا.
اغرورقت عينا كارولين بدموع الفرح وهي تقرأ هذا الخبر . وأكثر ما أفرحها أن طفلها المحبوب سيكون أخيرا في كنف والديه.
بعدما سمعت النداء على رقم رحلتها:
" وداعا يا عزيزي جيفري. هذه أحسن هدية بمناسبة سفري كان في وسعك تقديمها اليَ . وقد اقتنعت الآن بالرحيل اذ هناك عضوان من أسرتي على الأقل يعيشان في سعادة هما دورندا والطفل. هل تعدني يا جيفري بالاَ تذكر لدو****و أين ذهبت؟".
" أعدك بذلك . ودائما يا عزيزتي سأظل أذكرك الى الأبد".
10- الحقيقة
سأل سائق السيارة كارولين بعدما أوقفته:
" الى أين يا آنسة؟".
قرأت له كارولين عنوان جين. فرد عليها قائلا:
" سنكون هناك بعد عشر دقائق ".
وعندما توقفت السيارة أمام منزل شبه منعزل توجهت في شيء من التردد الى الباب الأمامي فتحه لها رجل طويل القامة. وللوهلة الأولى تعجبت للطريقة التي استقبلها بها فقد نظر اليها وكأنه لا يعرفها:
" جيم, انني...".
" كارولين , لم أعرفك للوهلة الأولى . تفضلي بالدخول! ونادى جين. أسرعت جين من المطبخ وهي في سعادة لا توصف لرؤية كارولين".
" لم لم تخبرينا بأنك آتية؟".
" سافرت في عجلة يا جين. أرجو ألا أكون قد أزعجتكما بزيارتي المفاجئة ولكن في وسعي دائما أن أذهب الى فندق".
" فندق؟ بالله عليك لا تفعلي هذا! لقد كنا في شدة الشوق الى رؤيتك , قلت لجيم أمس أنه اذا لم يصلني منك رسالة واضحة فسأذهب الى روما لأطمئن عليك".
قالت جين بعد أن استقرتا في غرفة الأستقبال:
" حسنا يا عزيزتي , هل تودين التحدث في الأمر؟".
تركت كارولين مقعدها وجثت على ركبتيها ودفنت وجهها في حضن جين وروت لها القصة كاملة.
وعندما انتهت تناولت جين خديها بين أصابعها ونظرت اليها في دهشة قائلة:
" أتعنين أنك تحبين زوجك ومع ذلك انسحبت و لقد خاب أملي يا كارولين! كنت أظنك أكثر جرأة".
" كيف أبقى؟ انه يحتقرني!".
وأخفت جين ابتسامة الأنتصار عندما تبينت أنها استطاعت اثارتها. الاَ أنها لم تستطع كتمانها. ونظرت اليها كارولين في ارتياب وبدأت عيناها تلمعان:
" تعمدت اثارة غضبي...".
"أليس كذلك؟ نعم يا عزيزتي ويجب أن تعترفي بأنك تشعرين بتحسن الآن. ألست على حق؟".
لم ترد كارولين بل افترت شفتاها عن ابتسامة كدليل على رضاها.
كانت ضحكات توأمي جين تؤلم كارولين لأنها ذكرتها بالطفل فيتو. ورأت رجلا طويل القامة يسير على بعد فكان ذلك كافيا لكي يبدأ قلبها في الخفقان ولكي تحس بوخز في أعصابها الى أن أدركت أنه لم يكن دو****و. لم يلتئم الجرح في قلبها لكنها تعلمت أن تخفيه شيئا فشيئا حتى عن جين.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس