عرض مشاركة واحدة
قديم 14-05-09, 10:56 PM   #3

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
20

1- في المستشفى

جاءت مكالمة هاتفي ة لشاني, وقبل أن تتاح لها الفرصة للرد دخلت الأخت غلوفر الى الغرفة وهمست:
" الرئيسة تريد أن تراك".
" الآن؟".
وتحدثت شاني الى براين واعدة أن تتصل به بعد دقائق.
" هل ستقرع أجراس الزفاف قريتا؟".
ولاحت تقطيبة على جفن شاني وقالت:
" ما حان الوقت بعد يا جيني".
" لكنك ستتزوجينه؟".
" لم يطلب مني الزواج حتى الآن ولكن...".
وظهرت الأبتسامة على وجه شاني مرة أخرى وأكملت عبارتها بنبرة الثقة:
" بالطبع سأتزوجه".
ورمقت جيني صديقتها بفضول . ولاحظت التغيير في لون وجهها , ثم واصلت كلامها قائلة:
" أهذا لأنك لا تستطيعين تحمل فكرة رحيلك عن هذا المكنا؟".
" ينبغي أن أعترف بأن الفكرة تضايقني"؟
اعترفت شاني بذلك وهي تتمسك بالسؤال الثاني كوسيلة لتجنب الرد على السؤال الأول.
المستشفى تطل على خليج لوتراس ولأنها أكبر المستشفيات في قبرض, وأكثرها كفاءة, كان المستوطنون البريطانيون يفضلونها على سواها كما تمكنت ممرضة أو أكثر من الممرضات الأنكليزيات الحصول على عمل فيها , وكانت رئيسة الممرضات انكليزية أيضا , كذلك اثنان من الأطباء.
ألقت الرئيسة نظرة على شاني وابتسمت لها وقالت:
" تفضلي".
ونهضت الرئيسة وأغلقت أحد مصاريع النافذة , فحرارة الشمس أصبحت لا تحتمل , ثم أضافت قائلة:
" أرسلت في طلبك لأخبرك بأنك ستنقلين الى غرفة العمليات حسب ارادتك".
شكرتها شاني , لأن العمل في غرفة العمليات كان دائما يجذبها, وعندما جاءت الى مستشفى لوتراس كانت تتمنى أن تعمل مع الدكتور روجرز كبير الأخصائيين في وحدة جراحة الأعصاب, لكن الدكتور روجرز اضطر الآن للأعتزال بسبب صحته, وأجمع كل من في قسم جراحة الأعصاب على أن المستشار الجديد لن يكون لطيفا مثل الدكتور روجرز مهما كانت شخصيته.
ومضت الرئيسة قائلة:
" الجراح الجديد سيصل بعد ظهر الغد , وأريد أن تستعدي لمقابلته فهو غريب الأطوار على ما سمعت , ويحتمل أن يطلب مقابلة أعضاء الفريق الذي يعمل معه حالما يصل".
وعدت شاني الرئيسة قائلة:
" سأبقى ... متى سيكون هنا؟".
" بعد نحو ساعة".
ثم مضت الرئيسة تتحدث عن عملية الآنسة فورستر المقبلة التي سيجريها الجراح الجديد.
" حسبما سمعت عنه فأن الدكتور مانو لن يصبر كثيرا على عصبيتها".
وغاض الدم من وجه شاني وهي تقول:
" مانو ؟ أندرياس مانو؟".
" هل تعرفينه؟".
نظرت اليها الرئيسة بقلق, اذ كان واضحا أن الأخت ريفز اهتزت اهتزازا شديدا.
" أعتقدت ... أعتقدت أن اسم الجراح الجديد مانوليس".
" يبدو أنها كانت غلطة, هل تعرفينه؟".
كررت الرئيسة سؤالها.
" كان ... أحد.... زملاء أبي".
وبذلت شاني جهدا لتستعيد رباطة جأشها ونجحت ظاهريا , لكن خفقات قلبها كانت خارجا عن ارادتها.
" منذ متى توفي أبول؟".
" منذ خكس سنوات...".
هل مرت كل هذه المدة الطويلة؟ كم يمضى الوقت سرسعا! " الدكتور مانو لا يزال يعمل في مستشفى لندن ... أو على الأقل كان هناك حتى الأمس . سيبقى هنا في لوتراس حوالي سنة.".
وتوقفت الرئيسة عن الكلام, وفي تلك اللحظة رن الهاتف وكان كل ما قالته الرئيسة:
" لا تنسي أيتها الأخت أن تكوني مستعدة لمقابلته".
عندما وصلت شاني الى غرفتها شعرت أنها ضعيفة. منذ أدركت حقيقة شعورها اتجاه براين أرادت أن تتصل بأندرياس , لكنها لم تفكر على الأطلق في مقابلته.
وهبطت درجات السلم واتصلت ببراين تلفونيا . كان همه أن يؤكد موعد تناولهما العشاء في تلك الأمسية.
وبعد اثنتي عشرة ساعة كانا يتناولان العشاء بالقرب من البحر, والهلال يسطع عاكسا نوره على مياه البحر كالقوس الفضي في السماء المتلألئة.
تناولا سمك البوري الطازج المزين بالبطاطا والسلطة, واختتما الوجبة بثمار التين الطازجة والقهوة التركية, ورقصا على أنغام البوزوكي قبل أن يتجها الى السلالم المؤدية الى الشاطىء وضع براين ذراعه حول كتفيها كمن يريد امتلاكها , كانت الليلة ساحرة , ولم يكن الوقت أكثر ملائمة منه الآن. وبعدما سارا في صمت لحظة أو اثنتين , همس براين :
" أريد أن أطلب منك شيئا يا شاني..... وأنا واثق أنك تعرفين ما هو؟".
وكان هذا ما توقعته وما رغبت فيه أيضا , وأجابت:
" أعتقد ذلك...".
كان صوتها خجولا ومترددا ... وشد براين قبضة ذراعه حولها وقرَبها منه قائلا:
" أنني أحبك ... أحبك يا عزيزتي ... أتقبلين الزواج مني؟"
ورفعت عينيها , وقد شعثت النسمة الباردة شعره , كم كان جذابا, وكم يحسدها الجميع ! لكن عقلها كان مضطربا وهي تناضل بلا جدوى لتجد الكلمات المناسبة . وتملصت , ثم استدارت وعيناها الجميلتان تبحثان عن مهرب من عينيه, وبصوت خال من الأحساس قالت:
" أنا في الواقع متزوجة".
وفي فترة الصمت التي أعقبت ذلك بدأت تتشاءل اذا أخفق في التقاط كلماتها, فقد كانت أقرب الى الهمس .. وأخيرا وجد براين صوته لكنه كان متقطعا وفظا وقال:
" ماذا قلت؟".
" أنها الحقيقة.... أنا ... أنا متزوجة منذ خمس سنوات".
" خمس سنوات ؟ لكنك في الثالثة والعشرين من عمرك فقط الآن؟".
وبخشونة أدارها لتواجهه ثم أضاف:
" متزوجة ؟ أي هراء هذا!".
" ليس هراء... أرغمت على الزواج ... بنوع من التهديد".
ومرة أخرى تخيلت شاني أمامها ذلك الرجل الغليظ الأسمر الذي لم يرها الا مرة واحدة ومع ذلك تسلطت عليه رغبة لا يمكن قمعها وقالت:
"هجرته".
وسادت فترة صمت أخرى لم تقطعها الا همهمة الأمواج وهي تتكسر برقة على الشاطىء . وأخيرا قال براين:
" لا أصدق هذا ... وأرغموك ؟ وهددوك؟ عم تتحدثين , انك تكذبين!".
ولكن سرعان ما فقدت نبرة صوته قوتها , اذ كان يعرف أنه لا يمكن أن يشك أن شاني تكذب . ثم قال:
" يا الهي , كيف أمكنك أن تضلليني يا شاني ؟ لماذا لم تخبريني من قبل؟".
ثم أطلقها وابتعدت , وقد أجفلت من نبرة اليأس التي شابت صوته وقالت بسرعة:
" سيكون كل شيء على ما يرام يا براين, يمكنني أن أحصل على الغاء لهذا الزواج لأنني هربت قبل ... قبل... هربت قبل أن يأخذ وجهي".
وتألق أمله لكنه ظل حائرا , وفي هذه اللحظة اكتفى بسؤالها بلهجة اللوم:
" لماذا لم تخبريني ؟ منذ أسابيع عرفت مدى شعوري نحوك!".
ونفت برقة:
" ليس منذ أسابيع , كان تخميني منذ أسبوعين بالضبط".
قاطعها بغضب:
" نحن نخرج معا منذ ثلاثة أشهر ..... ثلاثة أشهر!".
" كان لقاؤنا تلبية لدعوتك اياي للعشاء من وقت لأخر".
" وفي الحفل الذي أقامته الأخت سمولمان أدركت أنك تفكر فيَ أكثر من أي واحدة أخرى".
قبل أن بدأ يخرج معها , كان براين دافيز الشاب الوسيم الضابط في السلاح الجوي الملكي البريطاني بالفرقة الموجودة قرب ليماسول مشهورا بمغازلته للفتيات . وأضافت بسرعة أذ بدا متوترا:
: أقصد أنه منذ أسبوعين فقط بدأت أعتقد أنك جاد... وأنك ستطلب مني الزواج , وحينئذ قررت أن أكتب الى أندرياس أطلب منه فسخ الزواج".
وأجابها مشتت الفكر:
" أندرياس ؟ أليس أنكليزيا؟".
كانا يسيران على طول الشاطىء , ثم اتجها بطريقة تلقائية الى جدار منخفض وجلسا, وأضاف:
"لا يمكن أن يكون يونانيا , بالتأكيد؟".
" زوجي هو أندرياس مانو , جراح الدماغ".
" أندرياس مانو؟ سمعت عنه , فقد أجرى جراحات عديدة كانت بمثابة الأمل . أليس صحيحا؟".
وأومأت بالأيجاب:
" كان أبي كما أخبرتك طبيبا, وكان أندرياس يعمل في المستشفى نفسه".
وتوقفت عن الكلام ثم أضافت بصعوبة كبيرة:
" أنه .. أندرياس أخصائي الدماغ الجديد في مستشفى لوتراس".
وأعقب ذلك صمت يشوبه الذهول , ولم يبد براين عاجزا عن الكلام فحسن, ولكنه بدا عاجزا عن فهم هذا الجزء الأخير من الأنبتء , وحاولت شاني أن تتكلم لتضع حدا للصمت المخيف لكنها لم تستطع , وأخيرا قال براين , بنبرات خشنة جعلتها تجفل:
" زوجك... قادم الى هنا! يا الهي , يا له من موقف معقد!".
كانت تحتاج الى التعاطف , الى الفهم , الى كلمة رقيقة تعيد اليها الثقة والأمل , ولكنها لم تلق منه الا غضبا شديدا, ونظرة لا يمكن وصفها الا أنها مهلكة".
" براين...".
" من الأفضل لي أن أخبرك بالقصة كلها".
" من الأفضل أن تفعلي".
عند لقائها ببراين لم يكن زواجها يبدو شيئا هاما , فلم تكن ترى أن هناك أية عقبة في طريق فسخ الزواج بسرعة, وسيفهم براين الموقف وسينتظر في صبر حتى تحصل عليه, ولكن الآن لم تعد شاني واثقة على الأطلاق من ذلك؟
" على الأقل أنت مدينة لي بذلك , لأنك خدعتيني".
" لا , لا, لا تقل هذا . تلك الحادثة في حياتي مسألة تخصني وحدي , وكانت السبب في تركي أنكلترا حتى أبدأ حياتي من جديد, وكان هذا طبيعيا , ومنذ البداية احتفظت باسمي الخاص , أعني منذ اللحظة التي هجرته فيها, والواقع أنني لم أستخدم اسمه ولا مرة واحدة".
ونظرت اليه في توسل لكنه أدار وجهه ولم تر الا التقاطيع القاسية لجانب وجهه وفمه المقطب ثم قالت:
" لا يمكنك أن تلومني لأنني لم أخبرك حتى أصبحت واشقة من حبك".
" حسنا ... وبما أنك أصبحت واثقة فلتعرفي الحقيقة: انني أحبك وأريد أن أتزوجك , فلا تحجبي عني أي شيء لو سمحت".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس