عرض مشاركة واحدة
قديم 15-05-09, 01:47 PM   #5

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وهز الرجل الأكبر سنا رأسه وقد أصابه الدوار , أما شاني فشعرت بغشاوة غطت عينيها وتعجبت من التردد الذي سبق نطقه بكلمة اعتبار.
وقال أبوها:
" في البلد لا نعطي فتياتنا ... ان شاني ستقع في الحب يوما ما, وسيكون زوجها رجلا اختارته بمحض رغبتها, لأن مستقبلها بين يديها تماما".
" ومستقبلك بين يدي!".
تحدث بنعومة بالغة ولكنه ذكَر شاني مرة أخرى بحيوان شبيه بالنمر مستعد لأن ينقض على فريسته , وأبيضَ وجه أبيها عندما اتضح له المغزى الكامل لكلمات زميله.
" أنا لا أستطيع أن أصدق أنك كنت جادا عندما طلبت الزواج من شاني".
قال هذا بضعف وهو يمد يديه, وفهمت شاني المعنى الذي يقصده وهي تلاحظ التجاعيد الحادة التي أضافت في الحال سنوات عديدة الى عمره, وأدركت شاني وهي ترتعش أن أباها يعرف أن اليوناني الضخم كان جادا في عرضه , وأثبتت كلمات أندرياس التالية صحة استنتاجاتها.
" أنا لا أضيع وقتي في قول أشياء لا أقصدها . أرغب في الزواج من ابنتك , وأطلب يدها منك".
ولم يرد الطبيب وأضاف أندرياس في هدوء , ولكن كلماته كانت تحمل تهديدا خسيسا:
" ابنتك مقابل سكوتي".
وبعدها ظلت شاني تتخذ موقف المتفرج , تحدثت أخيرا وهي ترفع ذقنها في أباء:
" ذكَرتنا للتو بأنك يوناني, وأنك تتولى شؤونك طبقا للعادات السائدة في بلدك, ولكن أبي ذكر أنك لست في اليونان الآن , هذه أنكلترا , وتقاليدك تبدو مضحكة في نظر الأنسان الغربي".
ولم تكن تقصد الأستخفاف به , لكن شاني لسوء الحظ , لم تعرف كيف تختار عباراتها , واقترب حاجبا اليوناني المستقيمان الأسودان بعضهما من بعض بطريقة تنذر بالشر وهو يقول في نبراته المألوفة الناعمة التي تحمل في طياتها لهجة التهديد:
" هل يمكنني القول أن غطرستك تبدو لي مضحكة , في ظل الملابسات القائمة , تلحظين أن أباك في موقف خطر للغاية, ومستقبله وسمعته الطيبة بين يديَ تماما , وطبقا لما قررته فأنه أما يحتفظ بمركزه واحترام مرضاه وأصدقائة , وأما أن يتقاعد في اعتزال شائن".
وصرخت وهي تشعر بالندم لما أبدته من غطرسة:
" عمله هو حياته ... لا يمكنك أن تبلَغ عنه".
وبلا وعي عصرت يديها بطريق مخبولة, واتضح تماما أنهما أصبحا في قبضة الرجل ... ليته لم يرها ... لكنهه رآها .
" لا يمكنك أن تفعل هذا ! وعي أبي درسه من دون أن يقع ضرر خطير , أرجوك أن تدع هذا الأمر يمر , لن يمس أبي الشراب مرة أخرى".
وأعلن الدكتور ريفز :
" سأقدم عهدا مقدسا على ذلك".
وكان صوته متوترا , واعتقدت شاني أنه سيمس وترا رقيقا في هيكل هذا الرجل , ولكن كانت هناك رغبة جامحة تتملكه ختى اختفت أية شهامة لديه, ووجه حديثه الى دكتور ريفز متجاهلا شاني تماما , وقال:
" أوضحت شروطي , وعليك أن تختار : أما ابنتك وأما التشهير بك , تستطيع أن تخبرني بقرارك غدا ".
وكان على وشك أن يسير خارجا عندما أوقفه صوت دكتور ريفز :
" يمكنني أن أخبرك بقراري الان ... اذهب وبلَغ عني ".
" أبي ! لا ! ".
واقتربت منه شاني شاحبة الوجه , ووضعت يدها على ذراعه وهي تحاول أن تسري عنه وأضافت :
" لا يمكنك أن تقرر بدون أن تفكر مليا في النتائج ".
" فكرت فيها مليا".
" انتظر حتى الغد يا عزيزي , لا تستطيع أن تفكر بوضوح في الوقت الحالي ".
ولم تنظر الى الرجل المسؤول عن كل هذه المعاناة , لكنها أدركت أن الحقد الأسود يشتعل في عينيها لأول مرة في حياتها , وقال أبوها بخشونة :
" أتخذت قراري".
ثم أشار بيده نحو البوابة في ايماءة بالطرد , ووقف أندرياس في مكانه وهو يراقب شاني وقال بصوت مليء بثقة لا يخطئها أحد:
" سأمنحك فرصة حتى الغد".
وبصورة غير متوقعة وضع أندرياس يديه الداكنيتن القويتين على كتفي شاني , ثم أدارها لتواجهه , ونظر الى عينيها في عمق , ورغم أنه لم يكن بأمكانه أن يخطىء نظرة الكراهية فيهما رأى شيئا آخر أيضا , شيئا كان يتوقع أن يجده , لأنه قال وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة النصر :
" انني أتعجب يا ريفز , أتعجب!".
وكان حفل الزواج رائعا , فكان لأندرياس أصدقاء من اليونانيين والأنكليز , كذلك كان لشاني أصدقاء , وعندما رأوا أندرياس لأول مرة في الحفل همسوا جميعا بعلامات تعجب:
" أين قابلته ؟ أنه رائع!".
" أظن أنه عن طريق أبيها , أندرياس مانو الشهير ".
" لكن يجب أن تعترفوا أن شاني ( شيء آخر) ".
" هه ... ها هما قادمان ... هل رأيتم من قبل اثنين من قبل بمثل هذه الروعة ؟ وذلك الثوب ... يقولون أنه أحضره اليها بالطائرة من اليونان , حيث صنعت كل غرزة فيه باليد , وكان خاصا بجدة أندرياس الكبرى".
" كل هذه الزخرفة والتطريز .... صنعت باليد؟".
" هكذا قالت الصحف , أن النساء اليونانيات يقضين أعمارهن في الحياكة والتطريز".
" ذلك العقد , الفصوص من الأحجار الكريمة ! يحتمل أن يكون من أرث الأسرة ".
" أنها تبدو مثل الأميرة , أراهن أن كل رجل في الكنيسة يحسد زوجها !".
لكن حينما تقدمت شاني نحوهم , واستقرت يدها بجمود على ذراع عريسها , بينما كانت شفتاها مزمومتين وعيناها لا تتحركان , اتخذت التعليقات الهامسة مسارا آخر:
" عيناها , كم هما حزينتان".
كانت شاحبة للغاية, ومع ذلك كانت أجمل عروس, وفيما بعد , في حفل الأستقبال , وقفت مع زوجها وهي تتعجب .... ترى هل شعرت أية عروس بمثل ما تشعر به من بؤس وتعاسة. والتقت عينا أبيها بعينيها , وفيهما أيضا استقرت أعمق مشاعر الأسى . لقد أراد أن يتحمل نتائج غلطته ولا يضحي بها , لكن شاني هي التي اتخذت القرار , كان أبوها لا يزال يعاني من فقد زوجته لكنه أحب عمله الذي يشغله تماما بحيث لا يجد وقتا للشعور بالأكتئاب ولو فضح ولحق به العار – وهو عار سيؤدي به حتما الى حياة الكسل قهرا – كان بلا شك سيفقد الرغبة في الحياة, وكان هذا آخر ما تريده شاني ولذلك اتخذت قرارا ولم تتزحزح عنه . قررت أنتتزوج أندرياس لكنها ستجعله يندم على اليوم الذي وجه فيه ذلك الأنذار النهائي الى أبيها ؟
هذا ما كانت تحدث به نفسها مرارا وتكرارا دون أن تعرف بوضوح كيف ستجعل أندرياس يدفع الثمن , وبينما هي تختلس النظر اليه وهي تقف بجواره عندما كانا يصافحان الضيوف , شعرت بأن قلبها مات بين ضلوعها . لن تكون اطلاقا شريكة حياته . ومع ذلك أدركت أنها لم تقدم اطلاقا على أي عمل انتقامي بدون أن يقع عقابه على رأسها . كان رجلا من الشرق حيث تخضع المرأة لأرادة الرجل بدون نقاش, ثم ألم يقل أندرياس وهو يقدم ( عرضه) بالزواج منها , أنه سيدبر شؤونه طبقا لتقاليد بلاده؟.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس