عرض مشاركة واحدة
قديم 16-05-09, 12:43 AM   #9

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وبعد ذلك بأربعة أيام طرقت شاني باب غرفة أندرياس , لم تكن المستشفى المكتن الملائم لمناقشة أمر خاص كهذا , لكن ينبغي أن تتحدث مع أندرياس قبل أن تقابل براين يوم الجمعة , اذ كان براين سيأتي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع , وراود شاني الأمل في أن تستطيع التأكيد له بأن الغاء الزواج يجب أن يتم دون تأخير , ولدهشتها كانت ليديا هي التي فتحت الباب ثم وقفت تنتظر شاني لأن تتحدث:
" أريد أن أقابل السيد مانو".
قالت شاني ذلك وهي تختلس النظر من خلف ليديا حين لاحظت الغرفة خالية , أضافت:
" أريد أن أتحدث معه على انفراد لكنني أرى أنه ليس..".
ورمقتها ليديا بنظرات متغطرسة من رأسها الى قدميها وقالت:
" على انفراد ؟ انه ليس هنا".
وردت شاني بلهجة لاذعة غير معتادة:
" كنت على وشك أن أقول ذلك , هل سيتغيب طويلا؟".
وتعجبت لماذا كانت ليديا في غرفته؟ وذلك رغم أنها لم تبد اهتماما خاصا:
" لا أستطيع أن أقول متى سيعود, لكنه في أي حال لن يرغب أن يزعجه أحد, هل أستطيع أن أنقل اليه رسالة؟".
"أخبريه بأنني سأذهب اليه في منزله مساء اليوم , سأكون هناك في السابعة".
" في منزله؟".
" أجل يا آنسة موراي , سأذهب اليه في منزله".
" لن يكون هناك في السابعة, لأنه سيتناول العشاء في بيتي".
" يتناول العشاء في السابعة؟".
لم تستطع شاني الا أن تحدق لحظة أو أثنتين , فالناس هنا لا يتناولون عشاء في السابعة بل في التاسعة أو بعد ذلك أيضا.
" لن يكون هناك في السابعة".
ردت ليديا بذلك ثم أغلقت الباب, ابتعدت شاني وهي تعض على شفتيها , لن يكون الحديث مع زوجها لطيفا, ورغبتها الوحيدة هي أن تنتهي من هذه المسألة بأسرع ما يمكن.
وفي اليوم التالي تقابلت هي وأندرياس في غرفة العمليات, وعندما عرفت الآنسة فورستر من هو الرجل الذي سيجري لها العملية زال عنها الخوف , وكانت أعصاب شاني هي التي ترتجف عندما سار أندرياس وألقى عليها تحية الصباح بطريقة مقتضبة جافة.
صباح الخير ."
وغمغمت:
" صباح الخير يا سيد مانو".
وراقبته شاني وهو يرتدي معطف العمليات والقلنسوة تساعده في ذلك ممرضة غرفة العمليات الصغيرة, والتقت عيناه بعيني شاني وهو يرتدي قفازيه , ثم تحولت عيونهما نحو جسم المريضة , وأخيرا نحو طبيب التخدير الجالس بجوارها.
ولمست يدها يده وهي تناوله الأدوات المطلوبة , وسمعته يأخذ نفسا عميقا مكتوما وشعرت بأنه يدرك عصبيتها البسيطة التي لا يستريح لها . هل يزدريها من أجل ذلك؟ أن هذا محتمل الى حد كبير وأدركت لدهشتها أن الفكرة تؤذيها في الواقع.
كانت درجة الحرارة عالية مما أدى الى تصبب عرقه غزيرا . أن وزنه سينقص وحينئذ يجب أن يعوض هذا فمن الضروري أن يظل الجراح في حالة لياقة بدنية, وبلفتة منه جففت الممرضة الصغيرة جبهته , والتقت عيناه بعيني شاني , وفي تلك اللحظة الخاطفة قبل أن يحول نظره عنها مرة أخرى شعرت شاني بأن عاطفة مراوغة غير مفهومة تحركها.
وأخيرا انتهت العملية بعد عدة ساعات, وأخرجت الآنسة فورستر على عربة, وبدا أندرياس متعبا لكنه ليس مرهقا, بينما كانت شاني تغرق في النوم وهي تقف , وخلعت قناعها , ونظر أندرياس نظرة نافذة بدون ابتسام , بينما التوى فكه , وقال بطريقة باردة وهما يغادران غرفة العمليات معا:
" الأفضل أن تأتي لنتناول شيئا من الشاي . سنشربه في غرفتي".
وأعتقدت أن الوقت حان لمناقشة موضوع الغاء الزواج , لكنها لم تستطع صياغة الكلمات المناسبة.
وألقى أندرياس ملاحظة وهو يتفحص وجهها بدقة وقال:
" كان الأمر مرهقا بالنسبة اليك , من الطبيعي أن يكون صعبا على الأعصاب لأول مرة".
" هل عرفت أن هذه أول مرة بالنسبة الي؟".
" الرئيسة أخبرتني بمسألة انتقالك , لكنني كنت سأعرف على أية حال, لقد استسلمت للأنفعال عشر مرات".
وتضرج وجهها بحمرة الخجل , كانت متعبة للغاية وبدأت شفتاها ترتعشان , وضحك بفتور قائلا انه ليس هناك شيء يستحق البكاء , وردت وقد توهجت عيناها بسخط:
" انني لا أبكي , أنا فقط متعبة قليلا , هذا هو كل شيء".
وجيء بالشاي , وصب لها فنجانها وقدمه لها , واحتسياه في صمت , وحاولت شاني عدة مرات أن تثير مسألة ابطال الزواج , لكنها أخفقت لأن الوقت لم يكن مناسبا , فقد كان كلاهما مرهقا, بينما انشغل تفكيرهما بالحديث الأخير , وقررت أن تزوره في بيته بعد ظهر اليوم التالي.
وعندما همت بطرق الباب , تساءلت اذا كانت اختارت وقتا غير مناسب , وعلى كل فأن طرقتها الثالثة لقيت استجابة , لكنها لفزعها , رأت أن أندرياس كان نائما , يرتدي رداء النوم وشعره أشعث , وبادرته بالكلام:
" آسفة , سأعود في وقت آخر , آسفة لأنني أزعجتك".
" ما الأمر يا شاني؟".
" أردت أن أتحدث اليك".
وترددت لحظة ثم قالت:
" ليتك تتيح لي فسحة قصيرة من الوقت, أعني ما سأقوله لن يستغرق لحظة".
ونظر اليها متسائلا , ولمحت القسوة في عينيه ثم قال:
" أهي مسألة شخصية؟".
" أجل , أنها مسألة شخصية".
وفتح أندرياس الباب أكثر وانتحى جانبا ليسمح لشاني بالدخول ودخلت الى غرفة الجلوس , وقال:
" اجلسي يا شاني , أيمكنني أن أحضر لك شرابا ؟".
" لا , شكرا".
وتسارعت دقات قلبها بجنون , تماما مثلما حدث في تلك الليلة الى درجة أنها فكرت في الهروب ونفذت فكرتها فعلا , وجلست فوق أحد المقاعد وهي تحاول عبثا أن تسترخي.
وجلس أندرياس على ذراع المقعد المواجه لها واضعا يديه في جيبي رداء النوم ثم قال:
" ما الذي تريدين قوله لي؟".
بادرت بالكلام مندهشة لأن صوتها ظل واضحا ثابتا :
" أريد الغاء الزواج".
وأعقب العبارة القصيرة الأخيرة صمت ثقيل , بينما كان أندرياس جالسا هناك ينتظر , في موقف المتسائل وكأنه يتوقع سماع المزيد , وابتلعت شاني ريقها وأضافت أنه ليس صعبا التوصل الى الغاء الزواج في حالة مثل حالتهما , واستمر الصمت , وأصبحت شاني الآن هي التي تنتظر وأندرياس يجلس هناك بدون أن يحركه شيء, وحبست أنفاسها وتسلل الشحوب الى بشرته , لكن ومضة الصلابة المتينة في عينيه هي التي جعلت كل عصب في جسمها يرتجف.
" تقولين أنه ليس أمرا صعبا؟".
كانت نبراته خالية من أي تعبير , مع ذلك كانت حادة اذ أضاف:
"والآن أتساءل , ما الذي أعطاك هذه الفكرة؟".
وسرت البرودة في جسم شاني , واستعادت ذكرى هواجسها السابقة وانطباعها بأن أندرياس كان يبحث عنها, فرغم شهرته ومهارته ترك واحدة من أضخم مستشفيات لندن ليحضر الى لوتراس, وهو قرار لم يدهش جميع أفراد هيئة مستشفى لوتراس فقط, ولن مستشفى لندن أيضا.
" أننا لم نعش مع بعضنا البعض على الأطلاق".
لم تجرؤ على أن تذكر براين , ليس بعد, ولكنها أدركت أن أندرياس لا بد أن يسال بالتأكيد عن سبب طلبها وأضافت:
" اعتقدت بأنك قد تتضايق من هذا, أعني أن تكون مقيدا".
" لو تضايقت لفعلت شيئا من أجل استعادة حريتي قبل الآن".
وتحرك نحو الخزانة وسكب لنفسه شرابا, وأكد في عناد:
"تزوجنا يا شاني وسنبقى هكذا".
وهزت رأسها علامة عدم التصديقوقالت:
" أنبقى متزوجا من امرأة لا تريدك؟ لا يمكننا أن نستمر هكذا بقية حياتنا".
وسيطر عليها الفزع تماما عندما فكرت في براين, فعندما سمع قصتها أخذ يهدىء من روعها وأخبرها بمشروعاته لمستقلهما , سيظل يعمل في الجزيرة لمدة سنة أخرى, واذا أمكن الغاء الزواج قريبا فسيقضيان شهر عسل طويلا رائعا فوق هذه الجنة قبل العودة الى أنكلترا ومواجهة الواقع المحتمل في شراء منزل وتجهيزه والبدء في تكوين أسرة, وكان هذا ما أرادته شاني وهذا ما صممت عليه , ومضت تقول في غضب:
" لو بقيت على عنادك سأوكل محاميا يتولى مهمة الغاء الزواج!".
"حقا؟".
وأضاف بلهجة ساخرة:
" يا لضآلة الأهمية التي يعلقها الأنكليز على رباط الزوجية؟".
" يبدو أنك نسيت أنني ارتبطت بك رغما عني".
" رغما عنك؟ عزيزتي شاني , أيمكنك أن تقولي هذا بأمانة؟".
" لا تدعنا نجادل في أمور تافة , الواقع لم يكن أمامي مجال للأختيار , أليس كذلك؟".
" كان أمامك مجال للأختيار , لا يمكن لأي شخص أن يرغم آخر على الزواج, وخاصة في بلادكم . وافقت على الزواج مني , كما وافق أبوك ولذلك لا أعرف كيف يمكنك الحصول على بطلانه".
" أنت مقيَد أيضا!".
وسأل أندرياس برقة:
" لماذا تتوقين هكذا للحصول على حريتك؟".
وابتلعت ريقها وبدأت تقول:
"قابلت شخصا.... ونريد أن نتزوج...".
وماتت بقية الكلمات على شفتيها , واختفى ما بقي من اللون الأحمر في خديها , ولم تستطع أن تحول عينيها عن أندرياس , لأنه نزع عنه القناع , ورأت الهمجي يخرج ببطء من طيات الرقة المزيفة والدماثة المصطنعة واتقدت عيناه بلهيب الغيرة وهو يقول:
" تتزوجين! تريدين الزواج من شخص آخر! أنك متزوجة, أنت زوجتي! زوجتي للأبد كما أخبرتك منذ مدة طويلة. وحذرتك أيضا بأنك لو نسيت هذا فسيكون فيه ضياعك , لذلك لا تتجرأين على النسيان".
وشحبت تماما , ونهضت من فوق مقعدها تترنح, وتبذل جهدا للتحرك بعيدا حتى لا تقترب كثيرا من ذلك الرجل الذي يمكن أن يكون طبيبا مثقفا في لحظة ورجلا همجيا في اللحظة التالية.
" الأف... ضل أن أذ... هب".
تعثرت الكلمات بين شفتيها وهي تخطو خطوة الى الوراء في اتجاه الباب:
" آسفة لأنني جئت".
ولم تكمل فقد أطبق بيده على رسغها ولم تعد قادرة على التحرك, واقترب منها بوجهه الداكن وتسلل الخوف الى عينيها.
انه وحش قادر على اقتراف أي تعذيب , هذا الرجل الذي حطمت رغبته فيها الهدوء الذي كانت هي ووالدها يستمتعان به حتى اليوم المشؤوم الذي دخل حياتهما:
" دعني أذهب!".
ولم تكن هناك جدوى من المقاومة ومع ذلك تحولت غرائزها الطبيعية الى المقاومة وأضافت:
" ليس لك حق".
" حق؟ أن لي الحق في أن أفعل معك ما يحلو لي! لي حقوق الزوج سأستخدمها عن طريق...



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس