عرض مشاركة واحدة
قديم 15-04-16, 11:11 AM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





.
،
..
،
عاد من سهرته ليجد مصابيح شقته مضاءه وهو يدخلها عائداً من سهره مع رفاقه.. لابد ان قاسي هنا الليله هو هكذا حينما يكون مرهق او في حالة خصام مع زوجته يعدل عن الذهاب للخرج.. كيف صبر عليها وهي سيئة المعشر لابد وانه يصبر من اجل طفله "خالد" ذو الثلاث سنوات..
اه الجميع تزوجوا واسسوا عائلات وانجبوا اطفالاً وهو مازال عالقاً في الماضي.. مازال قلبه ينازعه على تلك التي رفضته وتزوجت بالخاطب الآخر!! انجبت ثلاثه وهو بقي على حاله..! كيف السبيل اليها بعد كل ما حدث، لماذا بقية حسرة تركها له الى الآن بعد كل تلك السنوات.. بات بعمر الستة و ثلاثين.. اجمل العمر يمضي وهو وحيداً دونما يشعر ..هو مكتفي بذكراها وهذا ما يجعله لا يفكر بأي ارتباط اخر يكون فيه البائس الذي عجز ان يرتبط بنصفه الآخر ، فحاول ان يبحث عن تجارب فاشله مع بنات حواء.!!




خرج في هذه الاثناء من غرفة النوم وهو يبحث عن ماء يشربه، فشاهده يجلس هنالك شبه مستلقي على الأريكه/يالله مساء خير وش مسهرك لهالوقت؟

ابتسم له وهو يلتفت اليه/قاسي انا ماتزوجت علشان ذالسؤال.. انت اللي وش مقعدك عندي ووراك زوجه وولد

جلس قاسي وهو يلتقط الريموت ويغير القناة/يارجال فكني من سيرتها نشبت بحلقي

عبس وهو يراه يغير ما يشاهده/هي نشبت بحلقك وانت نشبت بحلقي عند تلفزيوني

مدد ساقيه وهو ينظر اليه بطرف عينه/بلاك ماتزوجت.. الله وكيلك ندمت بس خلاص تورطت عندي ولد.. بتحملها علشانه

تحدث من واقع تجربته المريره/ماعليه تحملها علشانه، ترى يا قاسي مافيه احن منها على ولدها .. ماقلت لي وش جديد خلود.. مبطي عنه والله

ابتسم اخيراً وهو يسترخي/ياززينه عسى ربي يصلحه.. لولا لقافته على السيارات والمشاوير..

تحمس فهو يحب ذلك الطفل بمثابة طفله هو/بالله ورني له صوره والا فيديو ابي اسمع سوالفه..

اتجه قاسي الى هاتفه وهو يفتحه ويجلس،ليغضب مما شاهده/شاايف وين حاطينه، امه خبله اي واحد من خواله او جماعتهم يقول باخذه مشوار تسمح لهم.. عجزت وانا اهاوشها.. كل يوم واحد مرسل لي مقطع لولدي وهو معه،

استغرب ما يسمعه/اما عااد!!

اكمل قاسي/ تصدق قبل يومين نسيبي مرسل علي مقطع لولدي وهو فالبر و ماسك رشاش و فيديو ثاني يرمون قدامه !!

تغيرت ملامح عزام/لا تكفى انتبه. إلا هالاشياء..

قدم له هاتفه ليريه صور خالد/هذا هو ابو وليد..

ابتسم وهو يتأمل ملامحه وابتسامته/ما شاء الله.. تصدق يشبه خالي الله يرحمه..

تنهد/الله يرحمه..

تذكر شيئاً والتفت اليه لطالما استهوته فكرة ان يكون له بيتاً و أهل ينتظرون عودته، ولكنه وحيد وسيظل وحيد/دامك صحيت وانت نايم من العشاء. ليه ماتروح لاهلك؟ تلقاهم ينتظرونك

استرخى قاسي بجلسته/هالسبوع ماني برايح لهم بكرا عندي استلام و بعد بكرا ،بعد نهاية دوامي بروح لمستشفى الحرس واخذ ادوية أمي، خلصت ادوية السكر حقتها.

تنهد وهو يتذكرها، لا يحب تلك السيده فهي لم تترك لنفسها ذكرى طيبه في ذاكرته/كيف صحتها؟

قاسي/الحمدلله بخير، ماعليها

هز برأسه وهو يبتلع ريق الخوف من تلك السيده التي لطالما جعلته يبات باكياً، ليس لشيء ..هي تظن انه ينكد عليها ولكن في الحقيقه هي من دمرت طفولته وذكرياته.. حاول نفض ذاكرته وهو يقف/انا رايح انام لي ساعه قبل الفجر..
.
،
.
،
.
،

يوم جديد…

في مدرسة ثانويه اهليه للبنات..
دخلت دورة المياه لتغسل يدها و تصفف شعرها بصحبة رفيقتها.. لتسمع من يتهامسن في دورة المياه ويتحدثن عنها..لا تخفى عليها تلك اللمزات والهمزات..

… سمعتي يا مريوم بقصة وحده امها ممرضه اجنبيه اغوت لها واحد وبلته بنفسها و جابت بنت وطلقها وطردها، طلعت استغفر الله بس.. الله يسترنا

همست لها دانه/تراهم يقصدونك..

هي تعرف بما تسمعه من اشاعات ومن اتهامات تحرقها من الداخل وان لم يكن يظهر عليها التأثر..تركت المرآه وهي تلتفت لتلك الفتاتين اللتين يتهامسين ثم تنظر لصديقتها دانه وترفع صوتها متعمدها ليسمعون/تصدقين يا دانه مافيه اقذر من بنات يهزون عرش الرحمن و يتكلمون عن اعراض الناس ببجاحه..!!

إلتفتت اليها تلك وهي تصرخ بغضب وتتجه إليها/وش قصدك

وكأنها لم تراها سوى الآن/ماكلمتك وابعدي عني ماطيق هالاشكال

امسكت بها رفيقتها/مريوم اتركيها بليز ماله داعي فضايح

ابتسمت نيفادا بسخريه/ياااااي بليز مريوم اتركيني.. تكلمي زي الناس، ليه مصره تكونين معوقه!! استغفر الله

تجرأت مريم لتمد يدها بقوه بإتجاه نيفادا ولكنها ابتعدت لتخرج من جيبها قلماً وتوجهه إليها بتهديد/اقسم بالله ان مديتي هاليد ثاني مره لأكسرها، فاااهمه؟!!

مريم باستهزاء/اتحداك.

اخذتها دانه وهي تخرجها من دورة المياه/اتركك منها بس

صرخت نيفادا وهي تحاول التملص منها/فكيني عليها والله لا اشوه وجهها

اخرجتها رغماًْ عنها وهي تحاول تهدئتها/نيفااا ما قلت تبطلين حركات العرابجه ترى درينا انك قويه


تنفست بغضب ثم خرجت تمشي بصحبة رفيقتها وهي تتجه لمقاعد والجلوس بها،…
جلست وهي تتذمر وتحاول نسيان ما حدث/اففف يا دانه على كثر ما ذاكرت ماقدمت زين،جنني الكيمياء

ابتسمت وهي تراها تتجاهل ماحدث/لا تنسين يا نيفا انك تغيبين باغلب الحصص، لا تتذمرين وانتي منتي مهتمه

استرخت بجلستها وهي تبتسم/يعني لازم تحسسيني بتأنيب الضمير، والله مو وقتك

ضحكت دانه/المووت باختبار الرياضيات الله يعييين، بنجيب العيد

رفعت حاجبها بحماس/تكلمي عن نفسك.. الرياضيات اجمل شي بالحياة، ياليت كل شي بالدنيا مثل الرياضيات.. تحفظين القاعده وتطبقين وتحسبين وتطلعين الحل.. مافيها تعاريف ومصطلحات ماصخه وقلة حيا

التفتت اليها بتعجب/لحد يسمعك وانتي تتغزلين بالرياضيات.. ياربي وراي اختبار وبعده بيومين زواج اختي ولا سويت شي

تذكرت أمراً مهماً/تعالي بيتنا واختاري اللي تبين من فساتيني الجديده وألبسي واذا على الميك اب ليال تضبطك رهف تراها فنانه فيه

خجلت من عرضها وهي تكره رهف/لا وي فشيله، بعدين مالقيتي غير رهف.. استغفر الله.

ابتسمت/طيب وش بتسوين بنفسك..خليني اساعدك

امسكت بطرف شعرها/اااه ليت شعري طويل

عبست/ياااع ..ذكرتيني اقص شعري طول وانا ماحبه يلامس كتوفي

دانه وهي تتذكر شيئاً/نييفاا.. انتي متى بتوقفين هالبنات عند حدهم،..هذي مريم المعفنه بعد صارت تقط حكي بعد.. والله لو تسمعين عهود و وشلتها شيقولون للبنات عنك..

ضحكت نيفا وهي تفهم مقصدها، تعرف ان تلك المدعوه عهود لا تطيقها ومريم تلك الاخرى تهز عرش الرحمن/بويه صح؟…

دانه وهي تكتم ضحكتها/انتي عارفه يعني ما يحتاج.

ابتسمت بخبث، فهي قد اكتشفت ماتفعله مريم/عشاني ماحب الخبال اللي تحبه هي ورفيقاتها..عزمتني مره لحفله من حفلاتهم ..والله لا يوريك اللي شفته ماقعدت دقايق طلعت بسرعه حتى سايقي ما امداه يبعد.. خلهم يقولون عني بويه طزز فيهم تراني مادريت بهم

دانه وهي تشرتشف من عصيرها/الوضع احس كلما له أردى، الله يحفظنا بس صرت اخاف منهم

لم تعلّق..هذا الحديث سمج بالنسبة لها ولا تحبذ الخوض فيه، كم هي سخيفه عقول هؤلاء الفتيات..!!

ضحكت دانه وهي تحاول ان تستفزها في نفس الموضوع/لهاللحين ماعلمتيني البنت اللي تحبينها

ابتسمت ببرود وهي تشير بعينيها/طافتك كانت تمر من هناك..

نظرت اليها دانه وهي مستغربه/من جدك..؟

لم ترد عليها مدت يدها الى قدمها الايسر لتخرج من جواربها هاتفها المحمول وتحاول ان تخفيه..

لاحظت دانه احدى البنات قادمه ،وهي لا تطيقها/اففف جات ثقيلة الطينه رهيييف

عرفتها نيفا فتلك أبنة قهوجي والدها الذي سجلها في هذه المدرسه لاجل والدها الطيب، التفتت الئ دانه/حرام عليك.. شسوت لك رهف

دانه بعبوس/ماني مرتاحه لها.. وبس

وصلت رهف وهي تسلم ..تعيش بعالم عكس عالمها وقد طلبت من نيفا ان لا تخبر احداً بوظيفة والدها/هاااي girls

وقفت دانه وهي تذهب/ياشين السرج على البقر

نيفا بابتسامه/تعالي رهوفه.. وش بغيتي؟

قدمت لها كوب قهوه وهي تجلس بجانبها، يالغرور ابنة ال مناع هل تظن انها لا تأتي اليها الا لتطلب منها شيئاً/جبت اليوم قهوه وقلت الا تذوقها نيفو

ابتسمت وهي ترفع الكوب لشفتيها حتى ترتشفها ولكن تذكرت امراً مهما/اففف نسيييت اوراق مراجعة الكيمياء مع دانه بروح اخذها منها قبل تطلع.. عن اذنك رهف

شعرت رهف بالاحباط وهي تفشل مره اخرى.. ليتها شربت منها لتستريح من ضغوط اخيها عليها…!!
.
.
،
.
،
.
،
.
،

ضل يستمع لأحد موكليه باهتمام وماذا يريد ايصاله له.. هز رأسه بالموافقه/انا اسف يا اخ مهند انا اعتذر عن قبول القضيه

استغرب الرجل/وليه ان شاء الله؟ قلت لك اللي تبي بس وقف معي بهالقضيه

تحدث بجديّه/قضايا الفساد ونهب مال القرابه الضعوف ما تهمني ارباحها، انت انسان مريض.. اكرر اسفي.. ولو سمحت لعاد تجي مكتبي مره ثانيه.

وقف مهند وهو غاضب/فعلاً وجه الفقر يستحي من الغناه لكن بتندم يا عزام.. صدقني بتندم..هالمكتب هذا اللي تعبت علشان تفتحه بينهد عليك

ابتسم ليذكره/هالمكتب مافتحته الا بعرق جبيني.. ما فتحته بمال منهوب يا مهند.. يلا توكل على الله مكتبي يتعذرك

وقف مهند وهو يزم شفتيه بغضب وياخذ ملفاته ويذهب..

استرخى عزام قليلاً ليفتح ملف قضيه اخرى امامه، تنهد وهو يقرأ القضيه التي أمامه.. انتابه شعور بأنه يقرأ قصة حياته..قصة تعذيب جسدي ونفسي اودت بالضحيه للمستشفى بحاله حرجه.. كيف لزوجة اب ان تضرب طفل؟!
كيف لأنثى ناعمه ان تكون بتلك الشراسه؟!!
لماذا تنتقم من طفل لا حول له ولا قوه؟! اي سبب ذلك الذي يدفعها ان تجعل طفلاً ينزف لساعات في باحة المنزل؟ اي طغيان هذا.. ؟.. سيقف مع هذه الطفل ويستعيد حقه المسلوب من تلك التي حرمته براءة طفولته..

تذكر ماضيه وان لم يكن بهذه الوحشيه ولكن الألم النفسي كافٍ جداً لينهار الطفل ويضعف ..فما بالك بالضرب والقسوه..؟!
بات يشك ان ليس هنالك انثى حنونه ورقيقه سوا والدته المتوفيه.. اما الباقيات فهن ادوات إبليس بمن فيهن "مدى" التي علقته به و احبته وجعلته يهيم بها حُلماً ويقضه ثم خذلته و رفضته وانصاعت لغيره..
اللعنه لماذ تذكرها الآن؟، قد مضت سنوات منذ تلك الحادثه ومازال يذكرها ومازالت تمنعه من رؤية غيرها!!

دخل السكرتير في هذه اللحظات/استاذ عزام.. في واحد عايز يشوف حضرتك

تنهد وهو يزيح النظاره من عينيه/عميل معروف والا واحد جديد؟

السكرتير/لا حضرتك.. اول مره اشوفه.. بس باين ان راجل كبير شويه وبيقول ان هو محامي اسمه صالح عبدالهادي ..

استغرب ان يزوره محامي، شعر بفضول لربما لأحد القضايا التي يتولا مهمتها/طيب خله يدخل وهات قهوه..
.
،
.
،
.
،
.
في الجانب الشمالي للمدينه..
في تجمع للشباب.. يعج بالكثير من المتفرجين والمتهورين ومن لا يعيرون للقابعين خلفهم اي اهميه..

وقف نايف بجانب رفيقه امام سيارته اللمبورغيني الجديده وهو يراقب استعراضات الشباب الاخرين. هنا تجمع لاصحاب السيارات المليونيه والفارهه... من لم يشقى بماله لا شك انه سيعبث به..

توقفت امامه سيارة فيراري ليصرخ صاحبها متحدياً بعدما فاز في السباق/اللي فيه خير يتحدااني ثاني مره.. والله لا ادوسه واكسر خشمه.. انا مااجد متوطيكم يالزلاااايب

لم يرد عليه نايف فهو يعرف قيمة نفسه لم يسبق ان خسر في سباق أبداً والجميع يعرفه..

تحدث رفيقه سلطان/يا ناايف تراه يتحداك

ضحك نايف/يا رجال ماعنده سالفه

سلطان الذي لن يرتاح حتى يشعل الفتيل/شف كيف يناظر فيك قدام الناس وهو يتكلم.. تسابق معه علشان تفشله.. شايف نفسه عقب الفيراري

التفت الى سلطان وهو يشعر بغضب، ثم الى ماجد/لا تعمم يالزلابه تراني داعسك دااعسك.. مير ألزم حدودك..

ماجد وكأنه وصل ما يريده/اتحدااك يا ولد ال مناع

اتجه نايف لسيارته يريد وهو يشعر بفوران دمه/انا ولد ابوي والله لاوريك.. اللي يتعدا الدوار هذاك ويرجع بسرعه هو اللي بيكسر راس الثاني

سلطان، بحماسه/كفوو نايف

شعر بصداعه يعاوده ليلتفت لسلطان قبل ان يصعد لسيارته/معاد اشوف من صداعي.. وين حبوب الصداع اللي دايم يا ولد

ابتسم سلطان وهو يخرج الحبه من جيبه، ولكن حبه اقوى من سابقاتها/افاا عليييك دواك عندي.. تفضل.

اخذ الحبه وهو يحاول ان يتجاوز ازمة صداعه المتناميه.. وشعوره بالثوره… ركب السياره وهو يشير لسلطان/ارركب

سلطان وهو يتهرب/انا بنتظرك هنا.. وبنحتفل بالفوز..

تركه لم يستغرب تركه له الآن وهو لطالما ألصق نفسه و حاوطه!.. ،

لحظات ليبدأ السباق.. كعادته كان هو السبّاق ولكن شيء ما يغطي عينيه.. لا يجعله يرى.. كل شي بات مبهماً ..وكأن احداً يصرخ في أذنه ويغطي عينيه..!!
فقد السيطره..
.
،
.
،
.
،
.

في اجتماع مع موظفيه.. ومدراء فروعه يكاد يسقط من ارهاقه فهو عاد للتو من سفره ولم يرتاح.. تُرى ماهذا الهم الجاثم على صدره.. وضعه يزداد تعقيداً..وطبيبه ينصحه بالراحه وترك العمل ولكن من سيدير اعماله وابنه لا يكترث ومازال طائشاً يلهو؟!
سؤال لطالما ارهقه.. ابنته وان بلغت من الذكاء والحكمه هي فتاه من الصعب ان تقتحم عالم الرجال وهي وحيده ،
هو لا يرضى لها ذلك من الجميل قربها له واهتمامها بادق تفاصيل العمل.. هي بمثابة مدير حقيقي وهو فقط ينفذ، لكم تمنى لو أنها ولداً..لكن حكمة الله فوق كل شيء..

انتهى الاجتماع.. ليشير الى سكرتيره/يا حازم شوف التلفون اللي ازعجني ..لا تحول علي مكالمات اليوم، ابي اطلع.. راسي صدع

اتجه حازم لهاتف المكتب ليرد… ثم ما ان سمع ما سمعه حتى ابتلع ريق الخوف.. اغلق الهاتف وهو في حيره كيف سيخبر ابو نايف بما حدث لأبنه!!

فرك جبينه وهو يرفع رأسه ليرى حازم يقف عنده مجدداً، واستغرب نظراته/خير يا أبني؟ ماقلت لك روح

حازم بعد تردد/طال عمرك هذا اتصال من المستشفى.. يقولون ان…

وقف وهو مرعوب/وش صااير تكلم من اللي بالمستشفى؟

قرر النطق/يقولون نايف سوا حادث وحالته خطيره.

توقف الزمن للحظه.. اي سكين انغرست في قلبه اي حرقه يشعر بها في صدره الآن؟! نايف هو الأمل الذي يرجوه.. نايف هو السند الذي يذخره لقادم الأيام هو من سيحمي اخواته ويقف بجوارهن..
آه كم كسره ذلك الخبر.. بخفة حركه لم يعهدها، خرج مسرعاً وهو يفكر بكل شيء سيء قد يحدث الا فقدان سنده فلذة كبده..

لاحظه الموظفون يخرج بسرعه واستغربوا لابد وان كارثه ستحدث أو انها حدثت!!

لحق به ابو حامد القهوجي الخاص به ولكنه لم يرد عليه، وقف خائفاً/يا رب سترك… وش خلاه يتعداني بدون يسلم الا شي كبير

رد ابنه الموظف بالشركه وهو يتذمر/يابوي هذولا الكبار ما يعطون وجه لصباب قهوه.. مادري وش محببك في هالبو نايف ذا

ألتفت الى غاضباً/حااامد! .. احمد ربك لولا ابو نايف من بيوظفك هااه . لا فالح بدراسه ولا بعسكريه نافع ولا شركه قبلت توظفك ولا بشيء بأي شي و مناشب خلق الله بأرزاقها.. احمد ربك وانقلع شوف شغلك

شعر بغضبه/يارب وش فيها لو كنت ولد راعي الشركه ليه خليتني ولد صباب القهوه

نهره والده ليذهب وجلس يستغفر/استغفر الله العظيم.. يا رب لا تغضب علي بهالولد
.
،
.
،
.

في جلسه عائليه مسائيه..
تجلس بصحبة اخويها التوأم الصغيرين وتكتب مع اميره وتساعد رواد على حل واجب الرياضيات.. هذا اجمل وقت في يومها.. الاطفال نعمه لا يقدرها الا من يفتقدهم..

اقبلت من ناحية المطبخ وخلفها الخادمه لتشير اليها ان تضع القهوه هاهنا.. ابتسمت وهي ترى شموس تنسى نفسها بين اخويها.. لاتبدو سعيده الا حينما تكون بينهما/الله يعينك انا يصدعوون راسي اذا جيت اذاكر لهم شلون تصبرين عليهم وتسايرينهم وانتي تداومين ووراك اشغال اكبر

ابتسمت الشموس وهي ترفع رأسها لها/بالعكس يازينهم.. وهذا رواد البطل صار شاطر بالرياضيات وحل واجبه لحاله.. يلا حبيبي اخذ مصحفك وروح احفظ السوره ..بعد شوي ترى بسمع لك ززين

ابتسم وهو يلتقط حقيبته/ززين.. و اميره؟

اميره/انا خلصت بعد.. و حفظت القران ماعندي شي ثاني بعد

الشموس/شااطره اجل اخذي شنطتك وروحي رتبي كتبك علشان دوام بكرا.. يلا

انطلقت تلك مع اخيها.. وجلست ام رواد لتسكب لها فنجان قهوه وتقدمه لها،تستعجب كل يوم من هذه الصابره، لطالما ظلمها والدها بعدم تزويجها، هي تستحق ان تكون أم، تستحق ان تحظى بزوج يدللها.. ابتسمت لها بصمت..

لاحظت ابتسامتها/شعندها ام رواد.. ابتسامتك هذي وراها علم

اتسعت ابتسامتها/والله اخاف اقول هالعلم و اتفشل، ابوك مسكرها بوجيهنا من كل ناحيه..

ابتسمت بصمت وهي تعرف الموضوع الذي تود الحديث عنه..

اكملت أم رواد/شموس.. انتي تعرفين فارس ولد اختي.. رجال وماعليه قاصر.. والله لولا اني عارفته ما راح امدحه، رجل عصامي و مستقل عن عايلته..

ابتسمت شموس فهي تعرف فارس جيداً لكن رأي والدها ان لا تتزوج، وان كان لم يصرح بها، هو يعنيها بتصرفاته/ونعم من فارس يام جاسر ..لكن مالي وماللزواج ..الله يرزقه بوحده تستاهله.

نزلت من الاعلى وهي تحاول تجاوز عثرتها لكن وجع حرمانها من ابنائها يكاد ينهيها/السلام عليكم

وقفت لها الشموس وهي تتجه اليها وتحتضنها/هلااا بعمتي اخيراا تنازلتي وطلعتي لنا

تنهدت/تعبت ابكي يا شموس

مسحت دموع عمتها وهي تجلسها بجانبها/ولا تبكين ولاهم يحزنون عيالك صاروا كبااار ويعرفون مصالحهم.. باذن الله يزورونك اكيد انتي ريحي بالك ياقلبي هونيها وبتهون

ام رواد/اي والله بتهون… هذا انا قدامك يا هند انفصلت عن ابو جاسر واخذ عيالي وشوفي عوض الكريم كيف اغناني عن هذاك وقرادته.. محد يدري الخير وينه، و تأكدي ان ربك ما يحملك شي فوق طاقتك.. إلا ما تنفرج بيوم ويفرح قلبك.

حاولت هند ان تبتسم، فهم يجهلون سبب طلاقها/يسعدلي قلوبكم.. ادري اني زودتها عليكم حبتين لكن صدقوني ماكان بيدي.. كنت محتاجه اقعد شوي مع نفسي.. والحمدلله على كل حال.. وين ابو نايف مب كأنه تأخر اليوم

رن هاتف الشموس لتلتفت اليه وتأخذه لترد ..هي لا تسجل ارقاماً بهاتفها، بل تحفظ المهم منها بذاكرتها/ألوه..

على الطرف الآخر، تحدث برسميه/الشموس راكان المناع؟

ردت بثقه/نعم!..

الطرف الآخر/ياليت تحضرين هاللحين بمستشفى الـ.. اخوك سوا حادث وحالته حرجه.. وابوك حضر لكن ماتحمل الصدمه وهو حالياً في غرفة الملاحظه

وقفت وقد اجتمعت حشود الدمع على اهدابها، في تأهب كامل للبكاء، إحمر انفها ويديها ترجف،هذا ماكانت تخافه وتستبعده من مخيلتها… ثم جلست وهي تشعر بتنمل باطرافها ..

اتجهت اليها عمتها هند وزوجة أبيها ليرشان عليها الماء/شموووس رردي يا بنت

صرخت هند/شموووس تكفييين تكلمي

نزلت نيفا" تركض من الاعلى و من خلفها ليال بعد سماع الصراخ الذي لم يعتادون سماعه في هذا المنزل..

تحدثت وهي تستوعب ماسمعته وتحاول الوقوف/نايف سوا حادث و ابوي عنده ..انا بروح

صرخت نيفا وهي تتجه اليها وتمسك بها/شمووس! غبيه انتي وش تقولين؟

شعرت بالعجز وهي ترى ليال تسقط مغمى عليها.. هي هكذا حينما تتوتر و تخاف التفتت لعمتها/تكفين يا عمه انا طالعه انتبهوا لها.. ادويتها بغرفتها وفيه منها بصيدلية المطبخ انا حاطتها.. سلام ودعواتكم لخوي وابوي تكفون

لحقت بها نيفادا وهي تأخذ عبائتها..
.
،
.
،
.
،
.
يقف خارج العنايه المركزه التي يوجد بها "نايف" وهو يتحدث بهاتفه، هامساً/ماظن انه بيفلت منها.. الرجال انكسر ظهره خلاص بعد شوفت ولده رايح فيها ومامنه أمل..…يمديك تقول ان مهمتنا نجحت وان البنت اللي تبيها بتنحني لك

لمح اثنتين قادمات للعنايه احداهن محتشمه والاخرى لا تغطي وجهها، تبدو صغيره وفاتنه بعينيها اللامعه وانفها المحمر..
ظل يتأملها لثواني، لم يرى بسحر اطلالة وجهها وهي هكذا باكيه، اذن كيف وهي تبتسم!!

لمحته يحدق فيها ،استغربت نظراته ووجوده هنا،
ليأخذ نفسه ويخرج بسرعه…

ألتفتت وهي تتابعه بنظراتها، من ذلك الرجل ولماذا يقف هنا.. هو ليس من رفاق اخيها يبدو يكبره سناً..اخيها لا يخفي عنها شيئاً... نظراته لم تريحها أبداً !!

سحبتها الشموس معها وهي تنهرها/قلتلك لا تطلعين الا ومتغطيه بس مادري متى بتعقلين

إلتفتت اليها/هذا مو من اصدقاء نايف بس ماهو غريب علي، مدري ليه احس اني قد شفته!!

تجاهلت حديثها وهي تمسك بيدها وتأخذها للغرفه/كم اقولك لا تظنين نفسك ولد بس مسويه فاهمه..
.
،
.
،
.
،


مرت الايام صعبه جداً..وهاهو اسبوعين يمضيان دون اي تحسن يُذكر في حالة نايف..

دخلت غرفة والدها بعد زيارة اخيها، جلست مرهقه ومثقله بهمومها، لتراه يسرح وينظر للفراغ بانكسار، يلازم الصمت طيلة الوقت...تحدثت اليه بابتسامه رسمتها بصعوبه/شلونك اليوم حبيبي

رفع نظره اليها بتساؤل/سألت الاطباء وطالبت بنقل اخوك لألمانيا يتعالج او كندا او اي مكان ..بس كل الاوراق اللي ارسلتها كان الرد فيها واحد..

غصت ببكائها/حكمة ربنا ، الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه

تنهد وهو يشعر كأنه هرم فجأه و يحتضر قد يأس من كل شيء، الولد الذي كان سنده لم يعد كما حلم به.. هموم بناته وهذه العائله يثقل كاهله من سيكون لبناته واخواته بعد موته، هم البنات يكاد يكسر ظهره..

تذكرت ما تريد اخباره به/ترى عمتي لولوه تقول بتوصل على رحلة بكرا ان شاء الله.. انا ماقلت لها شي عن اخوي.. قلت لها انك مريض وبس.

أومئ برأسه/زين يا بنتي.. وين خواتك؟ ليه ماشفت منهم احد اليوم

ابتسمت تخفي وجعاً/طلوا عليك ولقوك نايم ماحبوا يزعجونك.. وتعرف عندهم دوامات و اختبارات

ابتلع ريقه بصعوبه، يريد اخبارها بما يفكر به ولكنه يدخل في دوامة سعال لا تهدأ. ..

شعرت بالحزن الشديد والخوف يطوق قلبها، لطالما نصحته ان يترك التدخين ولكن لم يتركه، وهاهو يصاب بازمه قلبيه كادت تودي بحياته/صحه يابوي صحه.. لا تكلم يا حبيبي..

هدأ اخيراً من نوبة السعال وهو يأمرها/اتصلي بـ صالح عبدالهادي المحامي.. خليه يجيني الليله

استغربت/وش داعيه يبه اترك عنك الشغل.. انا قدها يا حبيبي.. قول وش بغيت؟

باصرار/اتصلي به.. انا موصيه بشغله من زمان وابي اشوف وش صار عليها..

استغربت اكثر/عمي صالح كان عندك امس ليه ما سألته.. يبه قول وش تبي

بضعف وقلة حيله/الله يحفظكم يا بناتي.. انا ابي اتطمن عليك وعلى خواتك قبل اموت.. انتم صرتوا بلا سند هاللحين والناس ماترحم

عبست فهي تكره ان يقلل من شأنها لكونها ليست رجل، وهذا المرة الأولى التي يتحدث والدها لها بهذه النبره والكلمات/بس انت قد قلت لي اني اسوا رجال.. وما ينخاف علي لا يكون تراجعت عن كلامك لا يكون طحت من عينك يالغالي

تحدث بواقعيه/يا بنتي هذاك الزمان كنت بصحتي وكان اخوك موجود.. لكن هاللحين انتي لحالك ووراك بنات صغار ماراح تقدرين لحالك ترعين كل شي، يبي لك سند يرعاكم

لم يعجبها الرد. هي مكتفيه بنفسها وليست بحاجه لرجل، هي اعتادت ان تقود لا ان تقاد/انا بكون مثلما انت علمتني، لا تخاف علي.. انت بس شد حيلك واترك هالسرير يا حبيب الشموس..

ابتسم بخفوت، وهو يرى اعتزازها بنفسها،ولكن هذا لا يكفيها في مجتمع رجالي،بات يخاف كثيراً من قادم الايام، كيف سيحمي بناته وعرضه وامواله الطائله وامبراطوريته هذه من سيديرها.. ؟ ماحدث لنايف قصم ظهره تماماً !! تمنى على الله ان تصل اخته لولوه من الشرقيه وهو مازال على قيد الحياه حتى يطمئن قلبه..



.
،
.
،
.
عاد وليد متأخراً بعد شفته الليلي..اتجه الى غرفته والارهاق ينتابه،لاحظ غرفة مكتب عزام مضاءه ليتجه اليها مستغرباً ليس من عادته السهر حتى الفجر، أطل برأسه وهو يهمس ثم ابتسم وهو يراه نائماً وامامه اوراق مبعثره، ما استغربه هو وجود جوازه بين تلك الاوراق!!
اتجه اليه ليرى الصحيفه اسفل الجواز وقد قرأ الخبر الذي عليها..!
اخذ جوازه وقرأه وقارن بينهما متعجباً..!!

صدح مؤذن الفجر من المسجد المجاور للعماره فاستيقظ عزام الذي كان ينام على كرسيه، فتح عينيه قليلاً وكأن هنالك ضوءاً مسلطاً عليها ، ليرى وليد امامه/بسم الله متى جيت ووش قاعد تسوي؟!!

وليد/توني جاي وشفت الغرفه مضويه ودخلت لقيتك بسابع نومه..

فرقع اصابعه و رقبته وهو يعدل جلسته ويقف ليلملم اوراقه المبعثره بصمت وحاجبين مقطبين!

مازال وليد واقفاً ليسأل بفضول/اشوفك مطلع الجواز!!. ناوي تسافر؟

رد بضيق/لا. .انا بس… تدري كيف، خلنا نتوضا ونلحق نصلي بالمسجد احسن

اخذ الصحيفه وهو يقرأ الخبر/ "غموض حول من سيخلف راكان عبدالعزيز المناع،في الشموس القابضه!! " تعرفه؟

شعر بصداع بلف رأسه، من هؤلاء وماذا يريدون منه، ولماذا طلب راكان رؤيته الآن بالتحديد ، هو لا يعرف احداً، ولن يكون احتياطاً لشخص غائب مهما بلغ الامر/ماعلينا منهم يلا مشينا

شدد وليد قبضته وهو يمسك بمعصمه، بعد ردة فعله/عزام لا يكون هذا من اهلك؟!

ترك يده وخرج غاضباً..ومشوشاً..دخل دورة المياه ليبدأ وضوءه، وهو يفكر بما سمعه من ذلك المحامي "لماذا هو؟".. ألم يتبقى من تلك العائله سواه رجلاً ليبحثوا عنه ويستدعونه؟!! لابد وانه كان هو الخيار المرير المتبقي لهم، لن يقبل باعترافهم به الآن.. أين هم حينما كان بحاجتهم؟! هؤلاء الاغنياء لا قلوب لديهم.. ماينبض بدواخلهم "مضخات دم" لا اكثر..!!
سيريهم وسيرد الدين.. لن يلبي لهم طلباً ولتحترق امبراطوريتهم اللعينه!
.
،
.


يتبع..








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس