عرض مشاركة واحدة
قديم 23-04-16, 11:01 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني ..
2- مأزق بعشرة الآف جنيه ...
مع مطلع الصباح لم تتضاءل حالة الخوف التي أنتابتها . ونهضت بعدما نالت قسطاً كافياً من النوم وأخذت حماماً وارتدت زياً أخضر فاتحاً . وتوجهت الى جناح ريكاردو الذي يعلو الطابق حيث غرفتها بطابقين وطرقت الباب وهي تحدث نفسها عما يفعله ريكاردو لو أنها قررت أن تغادر الفندق في هذا الصباح الباكر بدون ان يراها . وكان من الصعب ان تتصوره يتركها تفلت منه بسهولة . ورغم ذلك سوف يحتاج الى تمشيط مدينة من أضخم مدن العالم مثل بوينس أيرس حتى يجدها , ولامت نفسها لأنها لم تفكر في ذلك من قبل .
وظهر ريكاردو وهو يرتدي بدلة لونها بيج , وقد طرأ عليه تغير طفيف نسبة الى الامس . وكان الافطار معداً على مائدة مجاورة لنافذة واسعة يمكن أن تلقي منها نظرة شاملة على المدينة .
وجلس على الكرسي المقابل , وسألها اذا كانت نعمت بنوم هادىء , فأجابته :
"نمت نوماً مريحاً في شكل معقول ولدي الكثير في رأسي لأقوله ."
فأجابها بأنه ايضا لديه ما يقوله , وعندما شرعا في تناول الافطار سألها عما اذا كانت تفضل طعاماً انكليزياً ليطلبه لها . فأجابته انها ستكتفي بتناول القهوة وشرائح الخبز .وأخذت تحتسي القهوة وهي ترقب وجهه متمنية أن ينطق بما يريد , ولما طال وقت الصمت بصورة غير محتملة سألته :
"أنك لا تمضي كل وقتك في بوينس أيرس كما هو واضح , فهل تخبرني من أي مكان في الارجنتين جئت ؟"
" جئت من لابامبا , تلك السهول الشاسعة التي تبعد مئات من الكيلومترات الى الجنوب ."
فسألته اذا كانت تلك منطقة زراعية فهي تعتقد انه لا يمكن ان يكون مزارعاً , فأبتسم وقال لها :
"استانسيا مندوزا تختص بأنتاج الماشية فقط وهي تصدر اللحوم الى مختلف أنحاء العالم ."
وبدأت عندئذ تنظر اليه نظرة جديدة وتذكرت سبب خشونة يديه . أنه اذن أحد بارونات الماشية في الارجنتين ويمكنه ان يركب الجياد يوماً في مزرعته . فلا عجب اذا لم كان يتعامل في المسائل الحالية بلا مبالاة . لقد أشتهر بعض هؤلاء بأنهم من أصحاب الملايين . ووضعت فنجان القهوة على المائة بيد تهتز وسألته :
"هل أتخذت قرارك ؟"
فمس السيكار بشفتيه قبل ان يجيبها وعيناه تلتقيان بعينيها عبر المائدة :
"نعم . ولدي أقتراح سأعرضه عليك ."
فتظاهرت بالبرود والهدوء وسألته :
"أقتراح أتعني ان تعرض علي عملاً ؟"
" هل تريدين أن تكسبي عشرة الآف من الجنيهات الاسترلينية ؟"
فنظرت اليه ليان وقد شلّ تفكيرها فجأة وسألته :
"أنا .... هل تمزح ؟"
"كلا . إنني أود أن أستعير خدماتك لمدة ستة أشهر . وفي نهاية تلك المدة سأعيدك الى أنكلترا وأتخذ التريتبات لأيداع هذا المبلغ في حسابك في أي بنك تحددينه ."
" خدماتي ؟"
فقال لها في حزم وبتهكم :
"ليس بالصورة التي تظنينها , أبلغتك أمس أي نوع من النساء أفضل . ولا داعي لأن تخافي مني , أذ ليست هناك أية مهام ستؤدينها , وكل ما أريده منك هو حضورك ."
----------------------------------
وظهر بريق أخضر ناعس في عينيها وأحمر خداها قليلاً وهي تقول :
"هذا شيء مطمئن جداً . فهل لي أن أسألك ما سيكون عليه وضعي في بيتك ؟"
فأجابها في هدوء :
"ستكونين زوجتي !"
وعندما همت بالكلام رفع يده قائلاً :
"ستكونين زوجتي بالاسم فقط ولفترة الستة أشهر وحدها ."
فسألته وهي مبهورة وقد بدا عليها قدر كبير من حدة الغضب :
"وما الذي سيحدث بعد ان تنتهي فترة الستة أشهر ؟"
" سوف يلغى كل شيء , وتعودين الى وطنك متحررة من أي ورطة , وبدون حاجة لأن تعملي لكسب عيشك ."
وهزت رأسها ببطء وهي تقول :
"أنني لا أفهم لماذا ؟"
" سأشرح لك على ألا تقاطعيني اثناء ذلك ."
واسترخى في جلسته وهو يسيطر على مشاعره وقال :
"لكي أحكي القصة من البداية لابد ان أعود سنوات عدة الى الوراء الى الوقت الذي توفيت فيه أمي وقام والدي بأحضار كارلوس , أبنه غير الشرعي ليعيش معنا في الاستانسيا . وكارلوس يصغرني بأربع سنوات . وعندما توفي والدي منذ أسابيع قليلة ترك وصية بأن يعهد بأمر المزرعة للأبن الذي يتزوج أولاً . وكان أبي يعرف أن كارلوس يعتزم فعلاً الزواج من أبنة جار لنا في حين لم تكن لي أية خطط بالمرة في هذا الشأن . وأنا بأعتباري الابن البكر لأبي لا أريد أن يستولي كارلوس على حقي . هل هناك حاجة لأن اقول المزيد ؟"
وتنفست ليان بعمق وبطء وهي تحاول أن تجمع شتات أفكارها وقالت له :
"نعم , أعتقد ذلك ."
" وهل هناك شيء لم أوضحه بعد ؟"
" كلا , أوضحت الامر بجلاء تام . وأنا أفهم السبب الذي يدفعك الى التعجيل بالحصول على زوجة . ولكنني فقط لا أدرك السبب الذي جعلك تختارني انا بالذات لأداء هذا الدور . فمن المؤكد أن أحدى نساء بلدك ...."
" ان أي واحدة من نساء بلدي لن تقبل الشروط التي أضعها للزواج فأنا لا أريد أن أظل مرتبطاً , فهي مجرد وسيلة لتحقيق غاية ."
" ولكن لماذا حددت الزواج بستة أشهر ."
" لأن هذا هو الشرط لذي فرضه أبي . إذ كان يعرف بمقدرتي على الوفاء بالشرط الاول , ولكنه إعتقد أن من غير المحتمل أن تقبل أمرأة الشروط الموضوعة للزوج ."
"كان في أمكانك ان تحبط خططه بأختيارك أمرأة تريد الاحتفاظ بها كزوجة . فمن المؤكد أن هناك نساء تقفز أي منهن لاقتناص فرصة تتيح لها أن تصبح سنيورا مندوزا ! "
ونظر اليها بعينيه السوداوين نظرة صارمة ثم قال لها :
"ما يجب أن تعرفيه قبل ان نواصل هذه المناقشة هو أن تكبحي جناح ميلك للسخرية , ولابد ان أنال أحترامك ..."
فمدت ذقنها الى الاعلى وقالت :
"ولكنني لم أوافق على أستمرار هذه المناقشة , فالفكرة كلها مستحيلة أو هي منافية للعقل والطبيعة ."
" أتقولين هذا برغم أن المبلغ هوعشرة الاف جنيه ؟ فأين هو العمل الذي يمكنك أن تكسبي منه عشرة الآف جنيه خلال ستة أشهر ؟"
" لا أعرف ."
ودفعت بكرسيها الى الوراء بحركة حازمة وأضافت :
"ولكني أرفض ذلك , وسوف أحصل على ما أحتاجه من قنصلية بلادي ."
"اليوم هو الاحد والقنصلية مغلقة ."
---------------------------
ولم يتحرك , الا أن شيئاً ما في تعبيراته جعلها تبقى . ونظر اليها لحظات طويلة صعبة قبل أن يضيف قائلاً :
"لو حاولت مغادرة هذه الغرفة دون أذني أستطيع أن أتحدث هاتفياً مع ريوس وأجعله يحضر لأخذك , وسوف يبتهج كثيراً بأستردادك ."
فقالت وقد تغلبت عليها مشاعرها بدون أن تقتنع كثيراً بما تقوله :
"إنك تقول ذلك لمجرد تهديدي , وريوس لا يملك السلطة لارجاعي الى هذا الملهى رغما عني ."
" أتظنين انه لا يستطيع ؟"
وهز كتفيه في سخرية وهو يتجه نحو الهاتف ورفع السماعة قائلاً :
"سوف نرى ."
وراقبته ليان بأحساس من لا يعيش الواقع وهو يدير القرص مرة واحدة ليحصل على خط خارجي , ثم يدير الرقمين الاولين ... لا يمكن أن يحدث هذا لها , فهو أشبه بالحلم أو الكابوس , وقبل أن يدير الرقم الثالث التقت عيناها بعينيه وهي تعض على شفتها السفلى ولا تكاد تعرف ما اذا كان يجب عليها ان تصدقه أم لا , فهو على درجة من القوة تمنعه من قول الحقيقة . وسألته بصوت غريب :
"لنفترض أنني وصلت الى السلطات أولاً ."
" لن يسمح لك بذلك ."
وإنتظر لحظة أطول ثم رفع أصبعه عن قرص الهاتف ووضع السماعة قائلاً :
"إنني آسف لأضطراري لأستخدام هذا الاسلوب لكنني في حاجة ماسة الى مشاعر أكثر رقة لكبح جماح الرغبة في السيطرة . فغدا عند الغروب سيتزوج كارلوس من إزبيلا . وقبل هذا الوقت لابد أن أعود ومعي زوجة . فهل توافقين أن تفعلي ما أطلبه منك ؟"
فنظرت اليه وقد بدت بلا حول ولا قوة وسألته :
"ولكن ماذا سيحدث بالنسبة الى عملي ....والوكالة."
" كل شيء سيتم تدبيره , فهل تعطينني وعدك ؟"
" وهل سأظل سجينة اذا أعطيتك وعدي ؟"
فأجابها وقد شدت نظراته عينيها :
"كلا ولكن اذا نكثت بوعدك ما من مكان في المدينة أعجز عن أن أعثر عليك فيه . واذا ما عثرت عليك ...."
وبدون أن يكمل كلامه طلب منها أن تعطيه وعدها .
وقالت ليان وهي مضطربة وغير قادرة على أن تستوعب الموقف كله :
"انك لا تترك لي مجالاً لأي بديل آخر ... حسنا أعطيك وعدي ."
فبدا عليه الارتياح وقال لها :
"حسنا . يمكننا الان أن ننهي طعامنا ."
" ولماذا أنا بالذات ...؟ لماذا اخترتني ؟"
"لأن متطلبات هذه المهمة متوفرة فيك . فليست لك أسرة تنتظر معرفة أخبارك , وليست لديك ارتباطات لا يمكن التملص منها , ولست خاضعة لتقاليد نساء بلدي , كما أنك في حاجة للمال ."
فردت عليه بحرارة :
"كلا إن حاجتي للمال ليست شديدة , لقد وافقت لأنك ارغمتني على ذلك وليس من أجل المال , وأنا ما زلت غير واثقة اذا كنت لا تخدعني فيما يتعلق بريوس ."
" ليست لهذا أهمية كبيرة .لقد أعطيتني وعدك ."
" ولك أن تثق في وفائي بوعدي ."
ورفع كتفيه القويين وهويقول :
"إنني أثق أنك سوف تلتزمين بالتعقل وتحافظين على وعدك . ولكن اذا حدث ونكثت بتعهدك سوف تفضلين ألف مرة لو أنك قررت العودة للعمل مع ريوس ... هل كلامي مفهوم ؟"
فقالت وقد بدأت درجة حرارتها تقل :
"تماماً . وأنا ممتنة لأن الترتيب الذي بيننا هو مجرد اتفاق عمل ."
" ربما , وسوف تجدين لدى أبناء اللاتينية حبيبا يتفق مع ميولك ."
" وما الذي تعرفه عن ميولي ؟"
وسألها وهو يرفع حاجبيه السوداويين :
"أتظنينني مخطئاً في تقديري ؟ هناك طريقة يمكن التأكد بها ."
---------------------------------
فقالت له بسرعة :
"وعدتني بأن علاقتنا ستكون علاقة عمل ."
" أهكذا ؟ هناك من اللاتينين من يسعده جداً أن يوفر لك ماهو أفضل , فأن كنت تتفقين معي في هذا الرأي عندما يحين وقت أنفصالنا يمكنني أن أهيء لك خوض هذه التجربة ."
فردت عليه في حدة :
"كلا ... سوف أختار من أحب اذا أردت أن أتخذ لنفسي حبيباً ."
فقال لها في لهجة تحذيرية :
"ولكن ليس خلال الاشهر الستة المقبلة , وسواء كانت علاقتنا علاقة عمل أم لا فان زوجة أحد افراد عائلة مندوزا يجب ان تلزم نفسها بأقصى درجات الحذر . ويجب أن يبدو زواجنا في عيون الاخرين زواجا حقيقاً وفعلياً . وأي خروج من جانبك عن الخطوط التي أحددها لسلوكك سوف يعامل بالطريقة التي جرى العرف عليها .... وسوف تحصلين على أجرك كاملاً ."
" هكذا بدأت أفهم ."
قالتها ليان وهي تتظاهر بالبرود وتقاوم في نفسها الرغبة في أن تقول له أنها لن تستمر في هذه العملية رغم تهديده لها . واذا كان هناك احتمال نسبته واحد في الالف لأن يعيدها الى ريوس فأنها ليست مستعدة لأن تقبل ذلك. إلا أنها تستطيع أن تجعل الامر صعباً أمامه , وهو ما سوف تفعله . وأضافت قائلة :
"لا أعتقد أن عشرة الآف جنيه مبلغ يرضيني إنني أريد عشرين ألفا ."
ومرت فترة صمت ثقيلة , ثم أخذت عيناه تضيقان كأنهما تبعثان تهديداً لها , وأخذ يحدق في وجهها ويمر ببصره على عنقها , وقال لها :
"سأجعلك تدفعين مقابل ذلك ثمناً غالياً ."
فردت عليه بصوت غليظ ودقات قلبها تسرع :
"وبذلك تتخلى عن هدفك ؟ ان إلغاء عقد الزواج يتطلب عادة اثبات عدم الدخول ..."
" لم نتزوج بعد ."
" ان تعهدك يقابل تعهدي بالنسبة الى الزمان والمكان , فهل تجرؤ على نقض وعدك من أجل الآف من الجنيهات ."
فقال لها وهو يعض على أسنانه :
"المال قيمته ضئيلة , ولكن العرض الذي قدمته لك عادل . ولو إنك تصرفت وفق ما صرحت به فسوف تخسرين العرض كله ويصبح لك زوج يجد متعته في ممارسة أقصى درجات الانتقام منك . فهل تخاطرين بهذا ؟"
فأدركت انها لن تستطيع التغلب على هذا الرجل , وقالت له في صوت خفيض .
" حسناً .... لقد ذهبت أنا اذاً الى مدى أبعد مما كان يجب ."
فقال لها وقد أخذت لهجة الازدراء تخف حدتها :
"نعم لقد فعلت , وفي أمكانك الحصول على خمسة عشرة جنيه ."
فرفعت رأسها وقالت له انها لا تريد هذا المبلغ , ولكنه أصر على أن تحصل عليه وقال لها أنها على حق لأن المرء يجب ألا يتوقع أكثر من مجرد ثمن عادل مقابل مثل تلك الخدمة . فردت عليه في لهجة يائسة :
"سنيور مندوزا .... أرجوك لا تجعلني أدخل في هذه العملية .... فأنا لا أستطيع ذلك ."
" سوف تستطيعين ويمكنك ذلك , والا فأنك تعرفين البديل ."
"انني لا اصدق ما قلته فيما يتعلق بريوس ."
" لا أهمية الان لتصديقك أو عدم تصديقك اياي , فقد أعطيتني وعدك فعلاً في هذا الشأن , ولن أسمح لك بنقض هذا الوعد ."
ونهض وهو يدفع بكرسيه في عنف وبطريقة توضح أكثر من الكلام مقدرته على ممارسة العنف وقال لها :
"غداً سيتم الزواج ثم نطير في الحال الى الاستانسيا , ولن تغادري الفندق الا اذا كنت بصحبتك ."
------------------------------
ونظر اليها في أعجاب برشاقة قوامها ثم قال لها :
"إذهبي الان الى غرفتك وعندما نتلقي مرة أخرى يجب أن يكون كلا منا في حالة ذهنية أفضل ."
وغادرت ليان المكان بدون أي نقاش وهي سعيدة لأنها سوف تتخلص من سيطرته ولو لفترة قصيرة . وعندما وصلت الى غرفتها استندت على الباب وهي تحاول جمع أفكارها . الامر كله يبدو أكثر من خيالي وأكثر من مجرد شيء لا يصدق . هل يحتمل ان تكون القصة كلها أو هذا الجزء منها على الاقل مجرد حلم ؟
أنها تعلم أنه ليس بحلم , فالتفاصيل غاية في الوضوح وعليها أن تقرر ما الذي ستفعله . ولكن ألم تتخذ قرارها فعلا ً. أن ريكاردو مندوزا ليس الرجل الذي يتظاهر بادعاءت فارغة , واذا قال انه يستطيع ان يعثر عليها في أي مكان تختبىء فيه فأنه يعني أنه قادر على ذلك فعلاً .فما العمل اذن ؟ واهتزت الارض تحت قدميها . ولم تشأ ان تجد لنفسها مخرجاً , فالنساء هنا لا تنصفن من ظلم الرجال كما يبدو .
ومر الصباح في بطء . وعندما أنتصف النهار أتصل بها ريكاردو تلفونياً ليسألها عما اذا كانت ستتناول طعام الغداء في غرفتها أم أنها تفضل أن تتناوله معه في المطعم , فردت عليه بسرعة :
"سأتناوله معك في المطعم ."
أدركت أنه لا فائدة من بقائها بعيدة عنه فما دامت قررت المضي في هذه العملية عليها ان تعتاد على صحبته .
وقال لها وقد اكتسب صوته رقة :
"حسناً , سوف أقابلك في البهو خلال خمسة عشر دقيقة ."
وأخذت تسرع في ارتداء ملابسها المناسبة وان كانت لا تناسب زوجة رجل ثري . سوف تتمسك في المستقبل بارتداء ملابس معينة تفضلها ورغم انه ربما يحاول ارغماها على الالتزام بما اتفقا عليه لن تمضي فترة الشهور الستة المقبلة الا بالطريقة التي تتفق مع شخصيتها .
وأثناء مرورها في الردهة المزدحمة لمحت زوجاً او زوجين من السياح وسألت نفسها عما يمكنه ان يحدث لو طلبت منهم مساعدتها . وتباطأت فعلاً وهي تمشي بالقرب من زوجين يبدو أنهما انكليزيان , ولكنها عادت فأسرعت الخطى اذ رأت ريكاردو يراقبها وهو واقف قرب مدخل المطعم . وقال لها ريكاردو في سخرية :
"حسناً فعلت بعدم استسلامك لأية نزوة , انني لم أكن لأجد صعوبة في اقناع هذين الاثنين بأن زوجتي الانكليزية المتمردة تمارس دعابتها على حسباهما ."
" لم أصبح زوجتك بعد ."
ورد عليها وهو يهز كتفيه في استخفاف :
" ولكنك تؤدين الدور من الان وأمامك الكثير لتتعلميه ."
وجلسا الى المائدة التي حجزها ريكاردو في المطعم المزدحم , وقالت له ليان :
"أعتقد أنك متحجر القلب ولا تعبأ بأي شيء سوى تلك المزرعة ."
فطلب منها ان تنطق الاسم الصحيح للمزرعة بالاسبانية وهو استانسيا , وسألها عما تعرفه من اللغة الاسبانية . ولما أجابته بأنها لا تعرف الا القليل قال لها أنها عندما تغادر الارجنتين يجب ان تكون قد بلغت درجة عالية من الالمام بالاسبانية . وسألته :
"هل تخليت عن فكرة تعليمي كيف تتصرف المرأة على الطريقة الارجنتينية ؟"
"كلا , ولكن ستة أشهر ستكون كافية لذلك , وأنني آمل ان تكون علاقتنا خالية من المتاعب بقدر الامكان .... ولهذا سنعقد اتفاقاً : واذا أظهرت تساهلاً معي أمام الناس فأنني أتعهد بأن اتغاضى عن هفواتك عندما نكون وحدنا ."
فأبدت ليان موافقتها وان كانت قد أحست ببعض الشك في كلامه عن البقاء وحدهما . ولكنها أبعدت الشك عن نفسها لأنها تدرك بأنه لن يضحي بخططه وحرياته لمجرد الاستحواذ على أمرأة لا يشعر نحوها بأي شيء . وأعربت عن شكها اذا كان يعرف الحب . وطلبت منه ليان أن يحدثها عن الاستانسيا ومن يعيش فيها سواه هو وأخيه .
-------------------------------
فقال لها أنه أخ غير شقيق وليس له أي حق فيها . وسألته اذا كان يكرهه , فقال ان لديه أسبابه . وعادت فاستفسرت منه اذا كان يكرهه لأنه أبن غير شرعي أم لأنه محبوب من الناس . فقال لها أنها على حق في استفسارها لأنه هو نفسه ليس له سوى أصدقاء قلائل ولكنه يحافظ عليهم وأضاف :
"إن ما اعرفه عن كارلوس لا شأن لك به , فقد قمت بأدراة شؤون الاستانسيا على أكمل وجه منذ مرض أبي لأول مرة , ولمدة خمس سنوات وأنني لا أعتزم التخلي عن أشرافي عليها ."
" ولكن هل سيظل كارلوس يقيم فيها ؟"
" يمكنه الاقامة فيها هو وايزبيلا , الى أن يتمم بناء منزل آخر لهما وذلك مالم يكن كارلوس يفضل ان يتولى ادراة مزرعة ريخا والد ايزبيلا والذي سيرحب بذلك خاصة ان السن تتقدم به وسوف تصبح المزرعة ملكا لكارلوس آخر الامر ."
"وهل ايزبيلا هي الابنة الوحيدة لريخا ؟"
"نعم اذ ماتت امها وهي تضعها , تماماً مثل ما حدث بالنسبة لأمي . وتقيم في البيت أيضا أنييز التي كانت تعمل ممرضة لي من قبل وهي الان رئيسة الخدم . وعلى بعد ستين كيلومترا من هنا تقر بلدة سنتينا . وينبغي الا تذهبي الى تلك البلدة الا اذا كنت بصحبتك ."
فرفعت ليان رأسها وسألته :
"وهل سأظل اذن حبيسة داخل الاستانسيا ؟"
فابتسم وقال لها :
"لن تجديها كما تظنين مكانا مقيداً لحركتك . فالمرء يحتاج الى يوم كامل ليصل على ظهر الخيل الى أحد أطرافها . هل سبق لك ركوب الخيل ؟"
" ليس كمن يعتاد ذلك أو على درجة من الخبرة ."
"ستكسبين اذا خبرة أخرى تعودين بها الى انكلترا فسوف أعلمك بنفسي ركوب الخيل ."
وأخذ يداعبها بقوله :
"هل تشفين سريعاً من الضرب ؟"
" وهل سأتعرض للضرب ؟"
" ليست هناك من وسيلة لترك انطباعاً دائم لديك سوى ضربك . وعلى أية حال فأن الايام سوف تبين هذا . الطعام مقبل وسوف تدخلين السرور الى نفسي بتناولك القليل من كل لون , وبعد ان ننتهي من تناول الطعام سوف نتجول في المدينة فلن يكون لدينا وقت غداً ."
وأحست ليان بحلقها يجف وهي تتذكر انها تتزوج غداً من ذلك الرجل الغريب الذي اختطفها ! إنها لا تحتمل التفكير في ذلك ورغم هذا فليس أمامها وسيلة للفرار , أنها غلطة الوكالة وسوف تقاضيها عند عودتها اذا كانت ستعود . فستة أشهر تبدو كأنها العمر كله , يمكن ان يحدث أي شيء خلالها .


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس