عرض مشاركة واحدة
قديم 23-04-16, 11:20 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5- ظهور ابن البلد ...
تناولت طعام الغداء وحدها وهي جالسة عند أحد أطراف المائدة الكبيرة . وقدمت لها خوانيتا القهوة فشكرتها بالاسبانية وهي تأمل كسب صداقتها , فالخدم في هذا المنزل يعاملون معاملة حسنة لكن قواعد البروتوكول تطبق بصرامة . ولم يكن أمامها ما تفعله سوى انتظار عودة ريكاردو . ولمحت سيارة ريكاردو تقترب وهي جالسة خارج المنزل بالقرب من القوس الحجري الذي لابد ان تمر تحته السيارة . وتوقف ريكاردو وقال لها وهو يرفع حاجبيه :
"أظن ان المكان ليس مريحا في الداخل مما جعلك تجلسين في الخارج هكذا كالشريدة ؟"
فردت عليه وهي تهب واقفة :
"شعرت بالسأم , ولم يترك لي الخدم شيئا اعمله ."
وحاولت ان تستكشف من وجهه ما حدث لكن بدون جدوى فسألته :
"كيف سارت الامور ؟"
"وكيف تتوقعينها ان تسير ؟ لم يحدث عراك إن كان هذا ما كنت تأملين في سماعه ."
فهزت رأسها باحتجاج وقالت :
"انني لا اريد أي شجار بالمرة بينك وبين كارلوس , وما الداعي لأن تصبح لدي مثل تلك الرغبة ."
" ربما لأزالة السأم عنك .فالمنازعات العائلية هي عادة مصدر ترفيه لمن لا شأن لهم بها غير ان كارلوس ليس من العائلة بالمعنى الحقيقي للكلمة كما تعتقدين ,أنة ثمرة الغرام..
اليس هذا تعبيراً مهذباً ؟"
-----------------------------
واخذت ملامحه تزداد قتامة وقال:
"الشهوة هي التعبير الأكثر ملاءمة .وليس هذا بالموضوع الذي سأناقشة معك هنا,تعالي الى السيارة."
وقالت في لهجة احتجاج:
"البيت ليس بعيدا عن هذا المكان ويمكنني أن أذهب اليه سيرا على الأقدام "
ورمقها بعض الوقت فتنهدت وتحركت لاطاعته . وأحست وهي تشعر بالدهشه ،بأنها هي وريكاردو يقفان عند طرفي نقيض . لم تكن تقصد بالضبط الكلام الذي قالته عن كارلوس.لأن هذا كان معناه ذر الملح فوق جراح من يتطلع الى الانتقام الا ان شيئا في نفسها منعها من تقديم اعتذار كامل لأن ريكاردو لم يكن على حق تماما في هذا الموقف .
وسألته عندما وصلا الى المنزل :
"هل تناولت طعامك .أردت انتظارك ولكن إينيز أصرت على أتناول الطعام في موعده المحدد"
"إينيز على حق لأنها لم تكن تعلم متى أعود "
ودار حول السيارة وفتح لها الباب لتنزل وهو يقول لها :
"بدأت تتعلمين قبول المجاملات الصغيرة المنتظرة من الرجل تجاه المرأة .وكنت منذ أيام قلائل فقط تتركين مقعدك في السيارة حتى قبل أن أترك نفسي مقعدي "
"منذ أيام قلائل فقط كانت لدي روح المبادرة ولكن يبدو أنك أضعفت في تلك الروح أيضا "
فضاقت عيناه وهو ينظر اليها من ارتفاع ست بوصات هو فرق الطول بينهما ويسألها :
"وأية صفات أخرى فقدتها منذ مجيئك الى أرض مندوزا؟"
فقالت وهي تزيح خصلة من شعرها عن وجهها وتتجنب النظر اليه:
"لا أعرف كنت أتكلم لمجرد الكلام ،فإنك تجعلني أقول أشياء لا أعنيها "
"لاأحد يفعل ذلك ،ولكنني أسلم بأنك لا تقولين دائما ما تعنيه."
وسار نحو المنزل لينهي الكلام في هذا الموضوع وتركها تسير وراه وهي متخلفة بخطوة عما يعتقد أنه مكانها الصحيح ،وذلك حسب ما تصورتة ،وفكرت فيما قالته وتساءلت بينها وبين نفسها عما قصدته من وراء تلك الملاحظة المبهمة .ان شيئاً عميقاً بدخلها حفزها الى هذا الكلام ، انه شيء غريزي لا سيطرة لها علية وانزاح عقلها قليلاً لئلا يحجب عواطفها تماماً وسارعت إينيز عندما رأت سيدها تستقبله ، وهى عادة تتصرف بروح مختلفة في حضور ريكاردو .وعندما سألته عن أي طلبات يريدها أجابها انه تناول طعامه انه يريد منها_ اعداد القهوة ليتناولها في الخلاء وأوشكت ليان ان تقول أنها تناولت القهوة فعلا. ولكنها سكتت وأحست بأنه لا بأس من تناول القهوة مرة أخرى خاصة وأن ريكاردو في مثل حالته هذه يحتاج الى من يجالسه ويرفه عنه .وأرادت ليان أن تعرف ماذا جرى في منزل ريخا.كانت في الفناء ظلال بسيطة كاالعادة في مثل هذا الوقت من النهار .ورأت ليان المزارع المسن انريكو يمر ببطء وقد انحنى ظهره بفعل تقدم السن وبسبب العمل الدائم والدئب في المزرعة ، فاالمنطقة الجميلة المحيطة بالمنزل ثمرة جهود هذا الرجل الذي سيخلفه ابنه من بعده في أداء المهمة نفسها , فأولئك الذين يخدمون في المزرعة يعتبرونها بيتهم تماما مثل أي فرد من عائلة مندوزا .
وتقيم داخل المزرعة عائلات قانعة بحياتها التي تفتقر لأي شيء يقرب من الترف .
ووجدت نفسها تسأله فجأة :
"هل رأيت إيزبيلا ؟"
ورد عليها وهو يخفي مشاعره :
"نعم رأيتها وهي تبلغك تحياتها وتمنياتها بأن تتكيفي مع الاشياء الكثيرة التي تفرق بين هذه البلاد وبلادك ."
----------------------------------
" إيزبيلا لها بصيرة نافذة ."
فرد عليها بجفاف :
"انها أمرأة ."
فرمقته بنظرة سريعة وهي تقول :
"ألا توافق على أن بيننا شيئا مشتركا ؟"
" بغض النظر عن اختلاف الثقافتين تشتركان في الغرائز الاساسية وهو ما ثبت من تصرفات كل منكما ."
" ان كان ما فهمته صحيحا فانك تعني بكلامك تركيز الاهتمام على الهدف الرئيسي . وهل تظن ان ايزبيلا لم تتزوج من كارلوس الا بسبب اعتقادها بأنه قد يمتلك الضيعة؟ ان كان صحيحا فانها ستحقق النتيجة نفسها بزواجها منك ."
فقال في حدة :
"ان أحدا لم يطلب منها الزواج مني . وكفى كلاما في هذا الموضوع ."
واحست بأنها قالت أكثر من اللازم , فلقد أحب ريكاردو ايزبيلا وفقدها عندما تزوجت من أخيه غير الشقيق , وكان على وشك ان يفقد معها الاستانسيا أيضا وهو لا يريد أن يذكره أحد بذلك . وبردت القهوة في فنجانها ولكنها تناولتها برغم ذلك وهي تشعر بالجو المتوتر الذي يحيط بها . واحست بالمائدة الممتدة ترمز للحاجز الذي يفصل بينهما . وخامرتها فجأة رغبة في ان تلمس يده السمراء التي يضعها على المائدة . فهذا الرجل زوجها ورغم ذلك لا تمثل أي مكان في حياته . وتساءلت ما يمكن ان يثير الحيوية فيه . وتمالكت نفسها فجأة , هي معتوهة ؟ ان آخر شيء تريده هو ان تقيم معه علاقة عاطفية من أي نوع . وكسرت حدة السكون لتسأله :
"هل ستذهب مع الماشية الى لابلاثا ."
فأجابها انه لن يذهب اليها ولكنه سيلتقي مع المشترين في بلدة سانتينا الاسبوع المقبل لتعديل شروط التعاقد .
فسألته :
"هل يمكنني أن اذهب معك الى سانتينا حيث أقوم بجولة في ارجاء البلدة أثناء انشغالك بالعمل مع هؤلاء الناس ؟"
" ان شئت الذهاب فاعلمي ان اولئك الذين يجعلون أنفسهم عرضة للاهانات والمضايقات يجب ألا يدهشوا عندما يتعرضون لذلك . إنني أتصور إمكان تعرضك لحالة لا تحتمل ."
" الامر يختلف فانني سأخرج في ضوء النهار ."
" وتعرضين نفسك أمام أنظار الجميع وانت تختالين وتتباهين بلون بشرتك ."
فردت في حدة :
"إنني لا أختال ."
" قد يكون هذا صحيحا من الناحية الافتراضية , ولكنك تجتذبين الانظار اليك .... وأنت في حاجة الى رجل لحمايتك ولن أكون موجودا عندئذ , سوف اصحبك الى اسانتيانا عندما تتم الصفقة . ولكن اثناء ذلك عليك ان تفعلي ما اطلبه منك وان تمكثي في المنزل ."
فقالت في حرارة :
"هذا ليس بيتي , بل انني لا امارس حريتي حتى كضيف ! "
فهز كتفيه بلا مبالاة وقال :
"الحرية تعني اكثر من مجرد القدرة على التجول في أي وقت يشاء المرء . اذهبي الان لأخذ قيلولة ."
" لا يمكنني النوم في منتصف النهار ."
" لا داعي لأن تنامي . يكفي ان تأخذي قسطا من الراحة ."
" ان احدا لا يذهب الى الفراش في منتصف النهار بسبب الحر , وهو ما يحدث أيضا في انكلترا ."
فرمقها بنظرة طويلة وقال :
"أتريدين مضايقتي . اننا نقترب من نهاية الشهور الحارة هنا في سهول بامبا .وفي انكلترا يندر ان يأتي يومان متعاقبان من الحر الشديد خلال فصول الصيف المعتادة , والعمل هنا يبدأ مبكر جدا عن بداية ساعات العمل في المحلات والمكاتب في بلادكم . والاغفاءة لا تعني الاستغراق في النوم وانما الهدف منها أعادة النشاط الى الجسم والذهن عندما يصبيها الارهاق الشديد ."
---------------------------------------
وأطرق هنيهة ثم قال :
"إنني أصر على ضرورة التزامك بعادات بيتنا والبقاء في غرفتك حتى الساعة الرابعة ."
ونظرت اليه وهو يرمقها بدون ان تخفي امتعاضها وقالت :
"أظنك تعني ان من الخير لي ان افعل هذا ."
" نعم . لابد من ذلك ."
" ولكن هذه القاعدة لا تسري عليك بطبيعة الحال ."
فاشتدت نظراته صرامة وقال :
"أنا سيد نفسي . فهل تفعلين ما يطلب منك أو أجعلك ....؟"
وأدركت ليان انه يريدها ان تتركه الان فنهضت وتركته بدون ان تبدي مزيدا من الاحتجاج . ودلفت الى غرفتها ذات الضوء الخافت المريح وراحت تفكر فيما يمكن ان يفعله ريكاردو خلال الساعات المقبلة , هل يقرأ أم يجلس ليفكر . وهل صحيح انهما قد يمضيان فترة بعد الظهر سويا يتحدثان حديث الاصدقاء أو يتبادلان الحب .... انها تعتقد ان ريكاردو كان سيصبح رجلا آخر مع أمرأة يحبها . كان سيدللها ويحميها ويتملكها بكل ما في الكلمة من معنى . انها ستصبح جزءا منه .
وحاولت ان تخلص عقلها وقلبها من تلك الافكار . فريكاردو لا يستطيع ان يحبها , وهي لا تريده ان يفعل ذلك . وليس هناك شيء يمكنه ان يجمعهما على وفاق .
ودعاها ريكاردو لتصحبه مرة أخرى بعد يومين الى محطة شحن الماشية بالسكك الحديدية فقبلت دعوته بترحيب حذر . واستيقظت في الصباح الباكر والجو مبلل بالرطوبة المحببة . انه أفضل وقت على الاطلاق لركوب الخيل عبر سهول بامبا , فالجو منعش ونقي . أصبح ركوب الخيل هوايتها المفضلة لقضاء وقت الفراغ . ركبت العديد من الخيول ولكنها أحبت الحصان الذي ركبته لأول مرة . واسم هذا الحصان بالاسبانية هو روخو نسبة الى لون شعره البني المائل للأحمرار ولم يقم أحد بركوب هذه الفرس منذ ان أبدت اهتمامها بها فهل كان ذلك شيئا عرضيا ام مدبرا . هذا ما ستحاول اكتشافه .
وأخذ ريكاردو ينظر اليها وهو يبتسم اثناء مشاهدتها لعملية شحن الماشية في عربات السكك الحديدية . كانت ترتدي سروالا مخصصا لركوب الخيل كان يخص والدته واكثر ملاءمة من السروال الجينز الذي كانت ترتديه من قبل كما ارتدت قميصا قامت بثني كميه وتدلت خصلات من شعرها من تحت القبعة وأخذت تتطاير مع النسيم لتكشف عن وجه خال من المساحيق فيما عدا لمسة خفيفة وردية من أحمر الشفاه .
وقال لها ريكاردو فجأة :
"تغيرت . انك تختلفين كثيرا عن الفتاة التي رأيتها ذات ليلة لأول مرة في ملهى ريوس ."
فسألته باستخفاف :
"هل تغيرت الى الاحسن أم الاسوأ ؟"
فضحك وقال :
"الى الاحسن طبعا , والا لما قلت هذا . ان أي رجل لا يبدي رأيه في شكل امرأة ما لم يكن مجاملا لها ."
" لا يفكر كل الرجال بالطريقة التي تفكر بها ."
" لأن كل الرجال ليسوا ارجنتتينين . وقد تظنين ان اللاتينين لهم محاسنهم في هذا المجال ."
" أعتقد اعتقادا جازما بأن اللاتيني يعرف طريقه الى قلب المرأة ."
وكادت تعض لسانها وهي تراه يرفع حاجبه في بطء ويقول لها :
"ان كان لها قلب فأنه قد يصل اليه ."
------------------------------
وتمنت ليان ذلك . كانت كلما نظرت اليه تشعر بالتوتر يعتريها . وكانت الاوقات التي تستطيع فيها نسيان طبيعة علاقتهما قليلة ومتباعدة في حين اعتادت ان تتخيل نفسها وقد بلغت نهاية فترة الستة أشهر وهي تتساءل عما سيكون عليه شعورها عندما تغادر هذا المكان . ان شطرا من نفسها ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر في حين أن يعيش مع انسان آخر كل تلك الفترة الطويلة بدون ان يترك ذلك اثرا في حياتهما ؟ وقالت له بسرعة :
"إنني أشعر بالجوع فهل ستعود لتناول الافطار ام ستنتظر حتى تنتهي عملية الشحن ؟"
" سأعود معك . ويستطيع خوسيه ان يعنى بالامر هنا .... وبانتهاء الشحن يمكنني أن اشعر ببعض الراحة والاسترخاء ."
وفي الطريق أطرق هنيهة قبل ان يسألها في رقة :
"في الطريق تشعرين ان الحياة في المنزل تثير الضجر ؟"
"ان استخدام كلمة ضجر هنا هو استخدام غير سليم , والكلمة الاكثر ملاءمة هي : الاحباط فليس امامي ما افعله عدا ركب الخيل والقراءة وإينيز لا تسمح لي حتى بترتيب فراشي ."
فقال لها بجفاف :
"ربما تكون غير راضية عن طريقتك فقد ظلت تشرف اشرافا كاملا على تنظيم المنزل لفترة طويلة حتى انه يصعب عليها ان تترك جزءا من البيت بدون ان تشرف عليه ."
وقالت ليان لنفسها ان اينيز يصعب عليها ان تتخلى عن ذلك وخصوصا لشخص مثل ليان .
وقالت له وهي تتعمد الاستخفاف :
"لو انني كنت زوجتك حقا لكانت ...."
فقاطعها بابتسامة وقال :
"انك زوجتي فعلا , من الناحية القانونية وان لم يكن من الناحية العاطفية . ومن الان يمكنك اذا اردت ان تستأثري بأي جانب تختارين من المهام التي تؤديها اينيز . وكل مايجب عليك هو ان تبليغها بذلك ."
" لن تطيعيني ."
" الامر متروك لك لألزامها بأن تطيعك ."
فمالت الى الامام قليلا لكي تحك رأس الفرس روخو في المنطقة بين الاذنين وسألته بصوت خفيض :
"أحقا ؟ وهل تعلم اينيز اننا لا نذهب الى الفراش سويا ؟"
فأجابها ريكاردو في برود :
"لم أناقش هذا الامر معها اطلاقا . واعتقد ان استخدامنا غرفتين غير متصلتين بباب اعطى كل خدم المنزل مجالا للظن والاقاويل , وفي جناح البيت وكان يجب علي ان اراعي هذا النقص عند اختياري الجناح الشرقي فيه غرفتان كان يستخدمانها ابواي ويربط ينهما الباب الذي حدثتك عنه . فهل تفضلين الانتقال الى هذا الجناح لأنقاذ ماء الوجه ؟"
وجعلتها ملاحظته الساخرة ترفع ذقنها الى اعلى وهي تقول له :
"تأخر الوقت قليلا للقيام بذلك . ألا يشارك الزوج زوجته غرف واحدة في هذه البلاد ؟"
" الامر اختياري . فالكثيرون يفضلون استعادة عنصر التشويق والاستثارة عن طريق انفاصلهما لكي ينام كل منهما على سرير مستقل عقب المعاشرة الزوجية . والامر متروك للزوجين ان هما فضلا قضاء الليل كله سويا ."
وتمنت ليان ان تسأله عن أي الحالين يفضل ولكنها تجنبت استثارة احاسيسه بهذا السؤال . وسألته:
"قلت ان الامر متروك للزوجين .... ألا تعني بذلك ان الامر متروك للزوج ؟"
" أتقصدين انه لا مجال للأختيار للزوجة الارجنتينية سوى الخضوع لمطالب الزوج ؟"
" وهل لها ان تختار ؟"
-------------------------------
" الرجل الذي يفتقر تماما الى المهارة في تحريك مشاعر المرأة لدرجة تجعلها تقابله بالصدود لا يستحق افضل من هذا ."
" وما من لاتيني طبعا يفتقر الى تلك المهارة ."
فمال الى الامام فجأة لكي يمسك بلجام حصانها ويوقفه الى جانب حصانه . ولاح في عينيه بريق يحمل في طياته معاني خطيرة وهو يقول لها :
" هل تحاولين استثارتي لأعاشرك معاشرة الازواج ؟"
وقالت له وهي تتمنى الا يسمع خفقان قلبها :
"ان كنت اسعى حقا لأستثارتك فلأنك تستدرجني لأفعل هذا , واعتقد انك تتعمد هذا ."
فقال لها وهو يبتسم ابتسامة غير متوقعة :
"ربما تكونين على حق في هذا . وارج وان اعلمك يوما ما المبادىء الخاصة بكيفية التصرف والسلوك ."
وترك اللجام واعتدل فوق السرج وهو يقول :
"حاولي ان تتذكري من اجل صالحك وليس من اجلي اننا نستطيع بقليل من الجهد ان نمضي معا وقتا سعيدا ."
وأدركت ليان انها هي التي يجب ان تبذل كل هذا الجهد .
واحست انه لا جدوى من وراء ذلك ولم يعد يهمها كيف تسير الامور .
وفي نهاية الاسبوع هبت عاصفة ممطرة شديدة جعلت من الصعب على المرء ان يخرج من البيت . وادركت ليان ان فصل الشتاء سيكون قد انقضى نصفه عندما يحين وقت مغارتها للأرجنتين . ولكن هذا التفكير جعلها تشعر بأن يوم العودة الى الوطن ازداد ابتعادا . وعندما تصل في النهاية الى انكلترا سيكون فصل الخريف قد حل هناك , ولكنها ليست متأكدة بعد من هذا .
وسافر ريكاردو صباح الاثنين الى بلدة سانتينا بعدما اتخذ التريتبات لقضاء الليل هناك . وادركت ليان ان الصفقات التي سيبرمها ريكاردو تتضمن مبالغ طائلة . وكفت عن المطالبة باصطحابه لها في رحلته الى سانتينا وكافأها على ذلك بأن وعدها بزيارة البلدة في الاسبوع التالي .
واحست ليان بأن ساعات اليوم اخذت تطول مع ادراكها بأنه لن يعود الى المنزل الليلة كان يترك البيت احيانا عدة ساعات اثناء النهار ليناقش امور العمل مع مديري المزرعة , إلا انه خلال الليالي القليلة الماضية كان يحرص على ان يمضي الوقت معها بعد تناول العشاء في الحديث وتدخين السيكار وهما يستمعان سويا الى مجموعة اسطواناته العديدة .
ولمحته ليان مرة او مرتين وهو يرقبها في حيرة كأنه يتساءل اذا كانت الروح العدوانية ستعود اليها من جديد . ان تلك الروح كانت تطغو عادة قرب السطح ولكنها تنجح في تهدئتها بمهارة . وليس من السهل معرفة كيفية التعامل مع رجل مثل ريكاردو مندوزا , الا انها وجدت نفسها تستمتع بالتعامل معه . وهي تدرك انه نوع خطير من المتعة الا ان البديل لذلك , وهو مواصلة الشجار معه , لا يحقق أي هدف مأمون .
وأمضت صباح ذلك اليوم في العمل على تحسين مستواها في اللغة الاسبانية مستعينة بقاموس اعطاه لها ريكاردو , وساعدتها خونيتا بقدر ما استطاعت في تعلم نطق الكلمات باللهجة المحلية .
وأمضت كعادتها فترة بعد الظهر في القراءة والاسترخاء على كنبة ممتدة تحت الظل في الفناء الى ان حان وقت خروجها لركوب الخيل للمرة الثانية خلال اليوم . وكان قد تم اعداد الفرس روخو للركوب بوضع السرج فوقه عندما وصلت الى الاصطبل . ووجدت الحصان ديابلو الخاص بريكاردو يقف هناك تحت اشعة الشمس وهو ايضا ينتظر ريكاردو كما اعتقدت ليان , وقد افتقده كما افتقدته هي ايضا . وحدثتها نفسها بأنها سوف تتمكن يوما من ركوب ديابلو وامامها متسع كبير من الوقت اذ ما زال امامها اكثر من خمسة اشهر تمضيها في الارجنتين .
-------------------------
وعندما عادت الى المنزل كانت الساعة قد بلغت السادسة دلفت الى المنزل من بوابة خلفية لتستخدم الدرج المؤدي الى غرفتها . وشاهدها رجل يجلس امام المائدة تحت احد القناطر فوقف ليحيها في دهشة وهو يناديها :
"سنيورا مندوزا ؟
وردت عليه ليان وهي محيية وهي لا تكاد تصدق . فهو رجل انكليزي كما يبدو من ملامحه و ملابسه . وابتسم لها وهو يقول :
"انا غرانت ادواردز صديق ريكاردو . ويبدو انني اخترت وقتا غير ملائم لهذه الزيارة ."
فقالت له بسرعة في لهجة تأكيد :
"كلا على الاطلاق انه شيء رائع ان ارى احد ابناء وطني . ارجوك ان تجلس ."
وشكا لها غرانت من امرأة مسنة حاولت ان تمنعه من الدخول وابلغته بأن ريكاردو غير موجود في المنزل وأنه خرج للعمل . فضحكت ليان وقالت له :
"انك عندما تعرف اينيز على حقيقتها ستجد انها ليست سيئة وكل مافي الامر بأنها لا تعبأ بالغرباء . واعتقد انها تظن انهم كلهم يريدون سرقة الفضة ."
فضحك غرانت لهذه الدعابة وقال لها :
"انني لا اكاد اصدق انك زوجة ريكاردو , فعندما قابلته منذ شهرين لم يبلغني بأنه متزوج ."
فابتسمت قائلة :
"لم يكن قد تزوج بعد . تزوجنا منذ اسبوعين فقط في بوينس ايرس , هل تقيم في الارجنتين غرانت "
" اعمل حاليا كخبير استشاري في حقل جديد للبترول في شاكو ."
" وهل تقابلت مع ريكاردو هناك ؟"
" كلا تقابلنا في ري ودي جانير و عندها كنت امضي عطلة نهاية الاسبوع وقام احد الناس بتعريف كلا منا بالاخر . وقبل مغادرتي المدينة وجه الي دعوة لزيارة الاستانسيا خلال اجازتي المقبلة واتيحت لي فرصة قضاء فترة اجازة لمدة اسبوعين فقررت ان ازور الاستانسيا تلبية لدعوة ريكاردو , الا انه كان يجب ان اتصل به اولا بدلا من ان أفاجئه بالزيارة , لقد جئت بالسيارة الى هنا من مطار سانتينا , ويمكنني ان اتوجه الى هناك الليلة على ان اسافر غدا بالطائرة ."
فردت عليه ليان بسرعة :
"لا يمكنك ان تسافر قبل ان تلتقي بريكاردو على الاقل , واستطيع ان اعد لك غرفة .وسوف يعود ريكاردو صباح غد , وهو في الحقيقة موجود الان في سانتينا ."
"أحقا هو هناك ؟ كان في استطاعتي ان ألمحه لو انني مررت بسيارتي من داخل البلدة ولكن ازدحام الاسواق فيها جعلني اسلك الطريق المؤدي مباشرة الى هناك ."
وأطرق قليلا ثم سألها :
"لابد انكما عدتما لتوكما من رحلة شهر العسل" .
"لم يكن لنا شهر عسل ."
قالتها بسرعة بدون تفكير وسرى الدفء في جسمها وهي تراه يحدق فجأة في محاولة للتكهن بسبب ذلك . ولكنها تداركت الموقف في الحال وهي لا تدري ما اذا كان شهر العسل بالمفهوم البريطاني يلقى قبولا في الارجنتين , وقالت :
"لم يكن لدينا الوقت لقضاء شهر العسل بالصورة الملائمة . اذ كان يجب على ريكاردو ان يعود ليشرف على شحن الماشية ولكي يلتقي مع المشترين . وسوف تقل مشاغل العمل الان الى حد ما الى ان تحين فترة الشحن المقبلة ."
ولاحظت اقتراب اينيز في هدوء فتأهبت لتأخذ دورها كسيدة البيت . بغض النظر عن الطابع المؤقت لهذا الدور . وقالت لأينيز بالاسبانية :
"سنيور ادواردز سيقيم الليلة هنا على الاقل . وارجوا عداد غرفة له ."
فتصلبت رئيسة الخدم وقالت في امتعاض :
"ان سيدي ..."
-------------------------
فقاطعتها ليان قائلة :
"سنيور ادواردز حضر بدعوة منه , اطلبي من خونيتا احضار الشاي لنا ."
فنظر اليها ادواردز في اعجاب وقال لها بعد ان انصرفت اينيز :
"انك تعرفين كيف تديرين دفة الامور هنا .
دهشت ليان عندما عرفت مدى اليسر الذي تدار به الامور في المنزل بعدما تخطت الحاجز الذي كان يجعلها تتردد في اصدار الاوامر . فأينيز لا تستجيب للرجاء الذي يوجه اليها بلهجة مترددة لتفعل شيئا ما , لأنه اعتادت على الخضوع للأومر وهي لا تدهش الان عندما تذكر كيف كان ريكاردو يبدي ضيقه بالنسبة اليه شيئا سهلا وطبيعا .
واتخذت ليان كرسيا الى جوار ادواردز وسألته :
"حدثني عن عملك , هل هو ممتع ؟"
الامر يتوقف على مدى نظرتك الى العمل نفسه فالظروف هنا بدائية جدا . وظروف العمال المحلية تبدو افضل . وفيما عدا ذلك الامر يرجع الى الخبرة ."
" هل تعمل حرا بعقد خاص ؟"
" انني معار من شركتي ."
" هل انت متزوج ؟"
فابتسم وهز رأسه قائلا :
"هذا العمل لا يصلح لرجل لديه زوجة واولاد يفكر فيهم . انه لن يتمكن من رؤيتهم حتى لمدة ستة اشهر . انني اعمل على تكوين ثروة قبل ان استقر . وقد حددت لنفسي سن الخامسة والثلاثين كحد اقصى ومعنى هذا انه ما زال امامي ست سنوات ."
وسألته ليان بلهجة استخفاف :
"وماذا سيحدث لو انك التقيت قبل ذلك بفتاة تريد الزواج منها هل ستطلب منها ان تنتظرك ؟"
" لا يمكن التفكير بهذا الاسلوب , ربما كنت سأعيد التفكير في هذه الحالة , فهذه الامور قد تحدث بسرعة ."
فقالت وهي تخفض بصرها :
"نعم قد يحدث هذا فعلا ."
وخيم الظلام بسرعة غير مألوفة . وخلال لحظات تحولت السماء من حالة اللا شفافية الرقيقة الى الحالة المخملية الكثيفة . واخذت النجوم تتلألأ في كثافة . وبدأت اصوات الليل المعهودة تداعب الاذان بدون ان يلحظها احد الا اذا توقفت . وترددت ضحكة خوانيتا التي صدرت من اتجاه المطبخ ... وعن بعد بدأت تسمع اصوات عزف الغيتار في إيقاع بطيء .
وجذب ادواردز انفاسه وقال لها :
"الحياة هنا آمنة , اليس كذلك ؟ وهي تختلف عن المكان الذي جئت منه . في أي مكان في انكلترا كنت تقيمين ؟"
" في لندن ."
وأحست فجأة بألم الغربة والحنين للوطن . فشهر فبراير / شباط في انكلترا يميز بالبرد والرطوبة وربما الضباب ايضا ولكنها في هذه اللحظة تتمنى بكل ما فيها من احاسيس ان تكون في وطنها .
وصاح ادواردز قائلا في ابتهاج :
"وانا ايضا من لندن , ولدت هناك . وقد مرت ثمانية عشر شهرا منذ رأيتها لآخر مرة . كم من الوقت مر منذ مغادرتك لها ؟"
ورأت ليان انه ليس ثمة ما يدعو لتلفيق قصة غير حقيقة , فقالت له :
"ثلاثة اسابيع ."
وتعمدت النظر الى وجهه لترى تعبيراته وهي تبتسم وقالت :
"انني اعلم ان الامر يبدو الي انا ايضا لا يصدق . فقد اصبحت تائهة بعد ان تخلت عني فرق الرقص التي كان مفروضا ان انضم اليها في بوينس ايرس , وفي تلك الاثناء عثر علي ريكاردو وتزوجنا خلال يومين ."
ونظر اليها وهو غير متأكد مما يسمع وقال :
"حقا انني اعرف ان اللاتيني يتميز بسرعة اتخاذ القرارت ولكن هذه الحالة سجلت سابقة لا مثيل لها . اذ لابد انك تأكدت فعلا من مشاعرك نحوه ."
-------------------------------
وكان هناك اغراء كبير يحفز ليان ان تندفع في سرد القصة كلها ولكنها بذلت جهدا في مقاومة هذا الاغراء , وهزت كتفيها وهي تضحك قائلة :
"ريكاردو ليس بالرجل الذي ترفضه امرأة ."
فحملق فيها قائلا :
" اتقصدين انك تزوجته من اجل المال ؟"
" وهل من الصعب تصور ذلك ؟"
" نعم , فأنت لست من النوع الذي يبحث عن الذهب , أتريدين ان تقولي لي انك لا تحبينه ؟"
وكان السؤال مباشرا بحيث لا يمكنها ان ترواغ في الرد عليه , كما انها في الوقت نفسه لا تستطيع ان تتظاهر أمام هذا الرجل بأنها تكن لريكارو تلك العاطفة .
وقالت له :
"ارجو ألا تحكم علي يا غرانت . فهناك أشياء تتعلق بزواجي , لا يمكنني التحدث عنها . ولقد قلت في هذا الشأن اكثر من اللازم ."
وفي تلك اللحظة احضرت خوانيتا الشاي فشعرت ليان بالارتياح وبدأت تقدم الشاي لغرانت فانتظر حتى امسك بالفنجان في يده وقال لها في صراحة :
"انك تستطيعين ان شئت ان تطلبي مني الا أتدخل في شؤونك ولكننا انكليزيان وهذا يجعلني اشعر بالاهتمام بشكل ما ازاء هذا الامر ."
وسألها بعد تردد :
" هل لجأ ريكاردو لأي نوع من القسر لحملك على الزواج منه ؟"
وردت عليه بسرعة أحست بها :
"كلا , وكان يجب ألا أحكي لك شيئا من هذا . لا أدري ما الذي جعلني أفعل ذلك ؟"
" أنا أعرف السبب . فأنك تحتاجين الى انسان يقف الى جانبك , وهؤلاء الناس هم رجال ريكاردو وليسوا ,لقد شعرت بالزهز عندما قابلتني بكل هذا الترحيب الان . وبعد ان عرفت السبب فانني ادرك الان لماذا يسعدك ان تري أي شخص ليس من اصل اسباني – ويمكنني ايضا ان ادرك السبب الذي جعل ريكاردو يسارع بالاستثناء بك . فأنت فتاة جميلة جدا يا ليان , ومن النوع الذي يسلب عقول الرجال . وكان بجب على ريكاردو ان يتيح لك الوقت اللازم للتدبر والتفكير ."
وادركت ان الافتراض الذي فكر فيه هو شيء طبيعي في ظل الظروف المتاحة امامه . فقد اعتقد جان ريكاردو وقع في حبها وجرفها بعاطفته قبل ان تتاح لها فرصة التفكير في القيم البعيدة المدى لعلاقتهما وهذا بعيد عن الحقيقة ولكنه افضل بكثير من الورطة التي دفعت بنفسها اليها عندما روت له نصف الحقيقة . ان غرانت ادواردز صديق لريكاردو ولا يجب عليها ان تفعل اكثر من هذا خشية تحطيم تلك الصداقة لمجرد الحصول على حليف مؤقت انها ما زالت تتصرف على مسؤليتها بدون عون من أحد .


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس