عرض مشاركة واحدة
قديم 23-04-16, 11:26 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7- قرار خاطىء
وصلا الى مشارف بيت ريخا بعد الثالثة بقليل . لأول مرة ترى ليان هذا البيت في ضوء النهار . وهو بيت جميل له خطوط متناسقة وغير متوازية وليس فخماً كبيت مندوزا لكنه يشعرك بالالفة . وتمنت ليان ان يكون لها بيت كهذا ان كان عليها ان تعيش في مثل هذا المكان .
ولم يكن هناك احد خارج البيت كالمعتاد في مثل هذا الوقت من النهار , حيث يأخذ الناس أغفاءة في وقت القيلولة . وادركا انهما جاءا في وقت غير ملائم ولكن لا مفر من ان يعلنا عن حضورهما . وتقدم من السيارة خادم في زي مهندم وجميل , طلبت منه ليان ان يبلغ السنيورا كارلوس بأن السنيورا مندوزا والسنيور ادواردز جاءا لزيارتها . فقال لهما ان السنيورا كارلوس تستريح في الفناء . وعندما لمحت ايزبيلا الزائرين القادمين نحوها ألقت جانبا بالكتاب الذي كانت تقرأ وهي تشعر بالدهشة للمفاجأة التي اسعدتها , وقامت لتحيتهما وهي تبتسم في حيوية وتقول :
"تمنيت ان تقومي بزيارتي وها انت هنا . وكنت اعتقد ان ريكاردو لن يسمح بهذا . ألم يأت معكما ؟"
" كلا , انه لا يعرف حتى بمجيئنا , والا لما وافق على ذلك , هذا غرانت ادوا ردز الذي يقيم معنا في بيت مندوزا وهو خبير بترولي ويعمل حالياً في تشاكو ."
وطلبت من ضيفيها الجلوس ريثما يتم احضار المشروبات , وأبلغتهما بأن كارلوس يغير ملابسه وسيحضر حالاً .
ولاحظت تغير تعبيرات وجه ليان فابتسمت قائلة :
"يجب الا تساورك الشكوك نحو كارلوس الذي سيغتبط لأنك لا تشاركين ريكاردو مشاعر عدم الثقة . فالرجال تتسم مشاعرهم بالحدة , وليس عندهم أخذ وعطاء . "
فتدخل غرانت قائلاً وهويضحك :
"انا شخصياً اعتقد ان النساء أسوأ الاعداء , ولكن هذا مجرد رأي صادر عن رجل ."
فردت عليه بضحكة مماثلة قائلة :
"انك تسخر مني لانني اتكلم عن الرجال بصورة عامة وماكان يجب علي ان افعل ذلك , رغم ان الاغراء شديد ."
وسألت ليان عما احسته خلال الفترة القصيرة التي امضتها في سهول بامبا وهل احست في البداية بضجر كمعظم الاوروبيين . فقالت لها انها احست في البداية انها في ضياع وكانت تخشى ان تضل طريقها وهي تتجول بحصانها , ولكنها ادركت ان الحصان يعرف طريقه الى البيت دائماً . فسألتها ايزبيلا اذا كان ريكاردو قد خصص لها بعض الخيول فأجابتها بأنه اعطاها حصاناً يدعى روجو فردت ايزبيلا :
"أعرفه فهو حصان وديع وقوي ولكنه ليس على درجة كبيرة من الروعة وريكاردو اناني يحتفظ لنفسه بأحسن الخيول , وهو لا يعرف انني امتطيت مرة حصانه ديابلو وغضب كارلوس عندما علم بذلك ولكنني رجوته الا يبلغ ريكاردو ."
فسأل غرانت :
"" هل كان هذا قبل ان يتشاجرا ؟"
ردت ايزبيلا في حزن :
"نعم . ولكنهما لم يتعاملا ابداً كأخوين صديقين . منذ زواجي بكارلوس لم أرا ريكاردو سوى مرة واحدة للأسف ."
---------------------------------
ولمحت ايزبيلا كارلوس قادماً فنادته :
"كارلوس انظر من جاء لزيارتنا .... أليس هذا شيئاً رائعاً ."
فاقترب وهو يرتدي زياً انيقاً , وقال بابتسامة لم تكن صافية تماماً :
"انه لشيء رائع فعلاً , وان كنا لا نتوقع ذلك , هل يعلم ريكاردو بهذه الزيارة ؟"
فردت عليه بالنفي وهي تشعر بالاسف لمجيئها .
لكنها ادركت ان وجودها هنا اوضح حقيقة مشاعرها وتعاطفها . وقدمت غرانت لكارلوس فأخذا يتحدثان عن المسائل المتعلقة بالكشف عن البترول . واثناء ذلك دعتها ايزبيلا لمشاهدة بقية اجزاء المنزل فقبلت بعد تردد لانها لن تشأ ترك غرانت ينفرد بكارلوس الذي قد يبلغه بأن زواجها من ريكاردو تم توقيعه بدقة حتى ينتزع ريكاردو ارض مندوزا منه , وذلك رغم ان كارلوس لا يعرف بالابعاد الكاملة للمؤامرة . ولكن يحتمل جداً ان يمتنع كارلوس عن اثارة هذه المسألة مع غرانت الذي لا شأن له بالامور التي تخص عائلة مندوزا .
البيت مريح من الداخل كما يوحي بذلك مظهره الخارجي .
واعتذرت ايزبيلا لأن ابويها يأخذان اغفاءة في مثل هذا الوقت كل يوم كعادة ابناء هذا الجيل . وسألتها ليان في اهتمام :
"اعتقد انك قد اعتدت قضاء وقت طويل في ارض مندوزا في الماضي ؟"
فضحكت ايزبيلا قائلة :
"نعم , واعترف بأنه جاء وقت كنت اعتقد فيه انني احب ريكاردو ."
" الى ان ظهر كارلوس ؟"
" كلا , وبعد ظهوره ايضاً الى ان جاء يوم انقذني فيه كارلوس من السقوط عن الحصان ديابلو فادركت عندئذ انه الرجل الذي اريده , المرأة كما تعرفين يجب ان تكون مرغوبة ومحبوبة في آن معا ."
وادركت ليان ان ايزبيلا كانت امرأة مرغوباً فيها حقا . ويمكن القول ان ريكاردو يأس منها وهو يرى الفتاة التي احبها تخونه مع اخيه الذي يمقته . وهي لهذا لا تدهش كثيراً عندما تراه يدفن مشاعره العميقة في قرارة نفسه لانه بهذا الوضع لا يمكن لأية امرأة ان تجرح عواطفه مرة أخرى .
وعندما عادتا الى كارلوس وغرانت احست ليان بأن غرانت ينظر اليها نظرة غريبة ولكنه تظاهر بأنه طبيعي عندما ذكرت ليان ان الوقت حان لذهابهما . وغادارا المنزل وسط ألحاح من ايزبيلا بأن يعودا للزيارة مرة أخرى قبل انتهاء اجازة غرانت . وقال لها غرانت وهما يبتعدان عن المنزل ان ايزبيلا امرأة سخية وانه يدرك السبب الذي يجعلها تحبها , وهو ان كلا منهما تتسم بحسن الخلق . فهما تتمتعان بالمظهر الحسن ولا يحدث عادة انسجام بين امرأتين لهما المستوى نفسه من الجاذبية , انه شيء مخالف للطبيعة .
وقالت له ليان انها تشعر انها خرجت عن طاعة ريكاردو لقيامها بزيارة أسرة كارلوس , وان ريكاردو سيغضب كثيرا عندما يعلم بذلك وعندما قال لها الا تبلغ ريكاردو بهذا اجابته انها ان لم تفعل فان كارلوس سوف يبلغه .
واعرب لها عندئذ عن اعجابه بشخصية كارلوس ودماثة خلقه , ولكنه اشار الا انها لم تبلغه بأنه مجرد اخ غير شقيق لريكردو . فقالت له ليان عندئذاً :
"ومن الواضح ان كارلوس ابلغك بذلك , وعن أي اشياء اخرى تحدثتما ؟"
" تحدثنا في اشياء مختلفة ."
وحاول ان يتهرب من الرد بتحويل موضوع الحوار مما جعل ليان تحس بأن كارلوس قد ابلغ غرانت بشيء ما . فهل ابلغه بالقصة كلها ام بما يكفي لكسب تعاطفه . واعتقدت ان الشيء الاكثر احتمالاً هو انه بذل جهده لكسب تعاطفه
. من خلال تشوية سمعة ريكاردو وكشف المؤامرة التي نفذت في اللحظة الاخيرة لحرمانه من الميراث الذي يستحقه .
وبعدما قطعا حوالي ثلاثة اميال شاهدا سحباً من الغبار تقترب في الاتجاه المعاكس . وبعد تكشف النظر عن عربة يجرها زوج من الخيل يرافقها فارس على جواده . وكاد قلبها يتوقف عندما عرفت هذا الجواد بملامجه ولونه المميز . فقالت لغرانت انه ريكاردو وطلبت منه الابطاء في السير .
----------------------------
وعندما اقتربت العربة لاحظت ليان انها تحمل عددا من رؤوس الخراف الميتة . واقترب ريكاردو بجواده من غرانت الجالس خلف عجلة القيادة وسأله :
"أين كنتما ؟"
فردت ليان وهي تحاول ان تبدو واقعية :
"ذهبنا لزيارة ايزبيلا ."
فشدد قبضته على المقود مما جعل الحصان يرفع رأسه الى أعلى , وقال لها انه سيبحث الامر فيما بعد . وطلب من غرانت ان يعيد زوجته الى البيت في الحال . وعندما ابلغه غرانت بأنه هو الذي اخطأ لأنه هو الذي اقترح على ليان زيارة بيت ريخا وأنه لا داعي لألقاء اللوم على ليان , قال له ريكاردو بأنه سيقرر فيما بعد من الملوم . وسألت ليان ريكاردو اذا كان اطلق النار بنفسه على تلك الخراف فقال لها انها قتلت بأمر منه , وانه لا اعي لأن تشغل نفسها بتلك المسائل وأمر ريكارو سائق العربة بالسير .
وتحرك غرانت بالسيارة وهو يقول :
"ما شأن تلك الخراف ؟"
" هدد ريكاردو كارلوس بأنه سيقتل خرافه اذا وجدها في ارض مندوزا مرة أخرى ,وهو يعتقد ان كارلوس يتعمد ذلك لينتهك حرمة ارضه ."
" وهل هو مهتم الى هذا الحد الا تطأ الاغنام أرضه ."
" هذا يشغل كل فكره انها مسألة مبدأ , فلا يجب ان تختلط الماشية بالغنام في أرض واحدة ."
" توجد مزارع كثيرة يختلط فيها الاغنام بالماشية بدون أي تأثيرات ضارة ."
وقال غرانت وقد تغيرت لهجته انه متأكد من انها ارغمت على الزواج من ريكاردو وانه لا يعرف أي نوع من السيطرة يفرضه عليها فقالت له انه قد اتيح لها ان تختار وناشدته الا يطلب منها ان تكشف له عن المزيد لأن المشكلة لا تتعلق بها وحدها . فقال لها ان المشكلة لابد ان تخصها ان كانت لها علاقة بها بأي شكل من الاشكال . والعلاقة مؤكدة من جميع النواحي , ولا يمكنها ان تعيش بقية حياتها رهن ارادة ريكاردو ونزواته حتى لو كانت تحبه . فردت عليه ليان مدفوعة بعاطفة لا سيطرة لها عليها , وسألته :
"وما الذي يجعلك متأكداً انني لا احبه ؟"
" أحقا تحبينه ؟"
" لا أدري .... لا اعرف حقيقة شعوري ."
" اياً كان شعورك , فليس هذا بالحب ."
وقال في توتر وهو يرقب الطريق الترابي أمامه :
"هل لي ان أسألك سؤالاً شخصياً ؟"
" كلا , وارجوك الا تتدخل في هذه المسألة ."
" اصبح لي دخل بهذه المسألة منذ التقينا .... ولن اترك الامر هكذا مالم تقنعيني برغبتك في البقاء مع ريكاردو ."
ورمقته وقد اخذت تتنازعها مشاعر متضاربة . وفكرت في تحاول مرة اخرى افشاء الحقيقة له , ولكنها ادركت انه لا فائدة ترجى من وراء ذلك فالزواج حقيقي وان كان لن يستمر , ولن يسمح لها ريكاردو مطلقاً بأن تخرق اتفاقهما او الاتفاق الذي فرضه عليها مقابل الثمن الذي سيدفعه , انها لا تريد هذا المال بالمرة .
وما ان وصلت السيارة الى بيت مندوزا حتى دلفت ليان مسرعة الى البيت بعد ان اعتذرت لغرانت . انها لا تعرف متى يعود ريكاردو , وقد أوشك الليل ان يرخي استاره بعد نصف ساعة . ما زالت تذكر النظرة الصارمة التي رمقها بها ريكاردو عندما فاجأهما في ارض ريخا كما انها لا تنسى منظر الخراف المقتولة . أي نوع من الرجال هذا الذي يسمح لنفسه بقتل حيوان كهذا , لقد كان في امكانه ان يعيد الخراف المتسللة الى كارلوس الذي سيحس بخطأ تكرار ذلك فلا يفعل هذا مرة أخرى .
وسمعت ليان صوت ريكاردو يغني بنبرته التي ما زالت غاضبة , واعتقدت ليان التي كانت ترتدي ملابسها بعدما اخذت حماماً , ان عودة ريكاردو بسرعة تشير الى انه لم يضيع وقتاً في مناقشة أخيه غير الشقيق .
-----------------------------
وتخيلته وقد القى بالاغنام المقتولة امام كارلوس كما تخيلته وهو يرمق ايزبيلا , ان كانت قد حضرت هذا المشهد بنظرة نارية , فهذا كله يحدث بسببها . ولكنها ليست مخطئة , فيجب على ريكاردو ان يدرك ان من حقها ان تختار من تحب .
ودخل ريكاردو غرفتها بعدما استأذن هذه المرة في الدخول وانتظر حتى اذنت له . واحست بأنه مرهق وفي داخله احساس عميق بالقلق يفوق ما يعانيه من ارهاق بدني . وسألها وقد ضاقت عيناه :
"هل تجدين متعة في تحديك لي ."
" كلا ."
" ظننت انني لن اعرف شيئاً عن زيارتك لاستانسيا ريخا ."
" في الواقع كنت متأكدة انك ستعلم بها ."
فرفع حاجبيه قائلاً :
"فأنت اذا لا تخشين غضبي ؟"
فانتصبت تقف في مواجهته ودقات قلبها تسرع لكنها حرصت على ان ترفع رأسها وهي تقول له :
"وهل كل ما تريده هو ان اخشاك ؟ وهل تلك هي وسيلتك الوحيدة لتضمن طاعتي لك , اردت زيارة ايزبيلا فهي المرأة الوحيدة في المنطقة التي يمكنني التحدث اليها ."
" ورأيت كارلوس ايضا . لقد كانت المتعة الكبرى لكارلوس هي ان يروغ من الحقيقة أمامي ."
" مثلما كانت متعتك في طرح اغنامه امام قدميه ."
" انها اغنام ريخا , وقد تم تحذيره ."
وعندما حاولت ان تتكلم رفع يده قائلاً :
"لن اسمع منك المزيد . فأنت تتحديني فقط , ولكنك تمضين معظم اليوم ايضا مع ضيفنا ! "
" اعتقد انك طلبت السهر على ضيافته ."
"ولكن ليس بهذا الاسلوب الصارخ . الا تظنين ان الخدم لاحظوا الطريقة التي تتحدثان بها وتضحكان وكيف اخذتما تتلمسان الاعذار للاقتراب من بعضكما ."
" ليس هذا بصحيح ."
" أحقا ؟ لقد لوحظ عليكما ذلك ."
" بواسطة اينيز على ما اظن ."
" لا يهم بواسطة من . وانني لن اسمح بشيء من هذا بعد الان , واذا كنت لا تريدين انهاء زيارة ابن بلدك هذا لنا , فعليك الالتزام بأداب السلوك في التعامل معه . وفي الوقت نفسه عليك الابتعاد عن استانسيا ريخا ."
وظلت ليان تحملق في الباب لحظات طويلة بعد انصراف ريكاردو . انه رجل متصلب ولا يسهل الوصول الى قلبه . انها تذكر الايام التي سبقت زيارة غرانت للبيت واقتحام ريكاردو غرفتها تلك الليلة . كانت هناك اوقات تشعر فيها انها توشك ان تتفهمه ولكن تلك الايام ولت الان ولم يعد بينهما الا العداء , وتساءلت اذا كانت تستطيع ان تتحمل فترة الخمسة اشهر المتبقية تنفيذاً لأتفاقهما . انها لا تستطيع ان تذهب الى أي مكان لو غادرت الاستانسيا , وحتى لو تركتها ستظل زوجة ريكاردو . فلا مخرج امامها من هذا الوضع . واثناء تناول طعام العشاء لم تلاحظ أي تغير في المعاملة بين ريكاردو وغرانت , وبرغم ذلك فهي لا تعرف اذا كان ريكاردو قد تحدث مع غرانت بشأن زيارتهما لأرض ريخا . وابلغهما ريكاردو انه مضطر ان يسافر غداً بالطائرة الى تانديل رغم ان الجو سيكون عاصفاً , ومن غير الملائم ان يصحباه في هذا الجو , بل الافضل لهما البقاء في المنزل . ولاحظت ليان من لهجته الممزوجة بالغضب والالم انه يقصد معنى آخر بالجو العاصف خاصة انه اصبح لا يثق في بقائهما منفردين .
---------------------------
وبعد ذهاب ريكاردو في صباح اليوم التالي اقترح غرانت على ليان ان يتوجها لزيارة سانتينا على ظهر الخيل , فرحبت بالاقتراح فورا لرغبتها في الذهاب الى أي مكان خارج مزرعة مندوزا . وعندما توجها الى الاصطبل نصحهما السائس بعدم ركوب الجياد في هذا اليوم لأن السحب الملبدة تنذر بالمطر فقالت ليان انهما سيعودان قبل هطول المطر وهي تحس بأنهما مالم يخرجا الان فلن يتاح لهما ذلك مرة اخرى .
وبعد ان خرجا بالجوادين قال لها غرانت انها في حاجة لاتخاذ قرار , فطلبت منه عدم اثارة الموضوع مرة أخرى . واقترح عليها ان يتسابقا فرحبت وقالت له انها تستطيع ان تسبقه الى المضخة الهوائية التالية . وانطلقا في مرح وسط المروج والماشية والغيوم تتجمع فوق تلال سييرادي تانديل . واقترح عليها غرانت ان يتوجها الى محطة شحن الماشية بالسكك الحديدية , فقالت له انها بعيدة والمطر يوشك ان ينهمر فأجابها انه لا يهم ان تبتل ملابسهما .
وبدأ المطر ينهمر وهما ما زالا يبعدان مسافة كبيرة عن محطة الشحن فلجأ الى كوخ قريب للأحتماء به .
ومع صوت الرعد قال لها غرانت انهما قد لا يتمكنان من مواصلة السير قبل مضي ساعات عدة . فقالت له :
"في أي الحالات يجب علينا ان نواصل السير "
" أخائفة انت مما قد يحدث اذا عاد ريكاردو قبلنا ؟"
فردت وهي تتجنب النظر اليه :
"ريكاردو وصل الى تانديل الان . وان استمر هطول المطر على هذا النحو فربما لا يعود ."
"اعتقد انه سيعود , ولو لمجرد التأكد من التزامنا بآداب السلوك , انه لا يثق في وجودي معك ."
"كلا , انه لا يثق في انا , وهو يعتقد انني اشجع الناس على التودد الي ."
فرد عليها بنبرة حركت مشاعرها :
"حقا انك تفعلين ذلك بأشد الاساليب رقة .... إننا نجذب نحو بعضنا ولو كنا التقينا قبل زواجك هذا لحدث لنا الشيء نفسه ."
ونظرت اليه ليان وهي تشك في صحة ما يقوله . فالظروف وحدها جمعت بينهما وأثارت فيه مثل هذا الاهتمام بها . ولو كانا في مكان آخر لأصبحت في نظره فتاة عادية . وادركت ان رجلاً مثل غرانت يحب مواجهته بالتحدي . وسألته :
"ما الذي قاله لك كارلوس ؟"
" قال لي ما يكفي لأعرف انك قد استخدمت كأداة . هل عرفت قبل زواجك منه السبب الذي دفع بريكاردو الى التعجيل باتخاذك زوجة على وجه السرعة ."
" نعم علمت ."
" ورغم ذلك فأنت مستمرة معه في هذا الوضع ."
فطلبت منه ليان الا يتحدث معها في هذا الموضوع لأن الكلام لن يغير من الامر شيئاً , وانها اصبحت مرتبطة بهذ الرجل . فقال لها انه ليس هناك ما يرغمها على ان تظل مرتبطة به وانه يستطيع ان يخرجها من هذا الوضع اذا ارادت .
ومضت فترة من الصمت قالت ليان بعدها بنبرة مختلفة وكأنها تتحدث بصوت غير صوتها :
"أعلم انك تحاول ان تكون لطيفاً ومتفهماً , ولكن لا حل لهذه المشكلة , فانت ستذهب الى عملك وليس لي مال يخصني بالمرة , فهل استطيع ان اقترض منك مبلغاً يمكنني من العودة الى انكلترا وسأكون ممتنة لك دائماً ."
فتهلل وجهه وقال لها :
"ليان , انني لا احاول فقط ان اكون لطيفا , فأنا احاول ان اخرجك من هذه الورطة من أجلي مثلما هو من اجلك , ماذا اقول اعبر لك عن شعوري نحوك ...."
واطرق قليلاً واضاف بصوت اجش :
"انني احبك ليان واعتقد ان حبي لك بدا منذ اول ليلة , وعليك ان تدعيني اخرجك من هذا المكان , ويمكننا ان ننسق الامر , فليس لريكاردو أي حق ادبي عليك ."
فردت عليه في ألم :
"ان له حقوقاً قانونية , ولا يمكنني ان اغادر ارض مندوزا فهو لن يدعني أذهب ."
----------------------------------
فقال لها بلهجة اصرار مفاجئة :
"لن نطلب منه هذا , فسوف نذهب الان وقبل ان يعود , يمكنني ان استأجر طائرة من سانتينا وعندما نصل الى تشاكو سيجد من الصعب عليه ان يفرض عليك أي نوع من الحقوق ."
وشحب وجهها واتسعت عيناها وهي تقول :
"غرانت , هذا مستحيل , وانت تعرف ذلك ."
فرد عليها بسرعة وبلهجة اقناع :
"كلا , ولا شيء يصبح مستحيلاً اذا اصررنا على تحقيقه , يمكننا العودة الى البيت الان خلال ساعة , ونستطيع اعداد انفسنا ونغير ملابسنا خلال ساعة اخرى ونحتاج الى ساعتين اخريين للوصول الى سانتينا ولن يعود ريكاردو قبل مرور هذه الليلة , وحتى اذا فعل سنكون قد وصلنا الى تشاكو ."
"وماذا عن العاملين في المنزل ؟"
"وما شأنهم بنا , هل سيمنعوننا من الذهاب . فليحاولوا ذلك ."
صحيح ان ليان لا تحب غرانت لكنها تشعر بالامان وتشعر بأنها مرغوب فيها ولكن ليس كما يرغبها ريكاردو . وغرانت يعرض نفسه لمتاعب يفر منها معظم الرجال ,
ولكنه يجد ان الامر يستحق المخاطرة , واذا كان معنى ذلك انه سيفوز بها في النهاية ومثل هذا الرجل من السهل الوقوع في حبه لأنها تريد ان تحبه وهما يستطيعان معا ان يواجها أي شيء قد يحاول ان يفعله ريكاردو .
وقالت له بصوت أجش :
"اتفقنا , سأذهب معك يا غرانت , فهيا نسرع , أرجوك ! "


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس