عرض مشاركة واحدة
قديم 24-04-16, 12:42 AM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3- الجواد العربي



وجدت كاترين ان الحياة في منزل عائلة ميدوبوليس مثيرة للغاية بالرغم من بعض المتاعب المترقبة التي لم تحسب لها اي حساب ومن الواضح ان يطرأ علي حياتها تغير شاكل في كل ما اعتادت عليه من قبل ، كانت مثل الولدين منطلقة شغوفة بحياتها الجديدة و شعرت كأنها تمضي عطلة تروح فيها عن نفسها و تشارك الطفلين سعادتهما و فرحهما و كانا الصغيران يضحكان و يثرثران بلا انقطاع وهما سعدين بمنزلهما الجديد و حياتهما الجديدة .
وشعرت كاترين ان كاسيا ظنت ان مساعدة لها في العناية بالطفلين قد يكون فيها بعض الحرج . لكنها لم تتخل عن واجبها المعتااد نحوهما . فهما يحتاجان اليها الان اكثر من اي وقت حتي يشعرا انهما في بيتهما وانها لا تنوي التخلي عنهما ابدا .
- ستقابلان جدتكما هذا الصباح .
اخبرت كاترين الولدين بذلك وهي تمشك شعر ول الذي التفت اليها وقد بدا القلق في عينيه الكبرتين السوداوين و قال وهو يقطب حاجبيه :- هل هي لطيفة ! .
قال ذلك بجرأة و صراحة و القت كاترين نظرة سريعة الي المرأة اليونانية كاسيا لتري اذا فهمت السؤال ، لكن لم تظهر اي اشارة من كاسيا تدل علي انها تعرف الانكليزية . بل كل ما سمعته كان بضع كلمات باليونانية ، لكنها كانت دائمة الابتسام سعيدة بمسؤوليتها الجديدة فخورة بالطفلين . مما جعلها يطمئنان اليها بعدما كانا ينفران و يبتعدان عنها و يصران علي التعلق بكاترين و رأن كاترين ان هذه علاقة طيبه اتاحت لها .
فردت كاترين عليه قائلة وهي تحاول ان تطمئن بول :- انها لطيفة جدا ، فقد قابلتها ليلة امس ووجدتها سيدة رائعو وسوف تحبانها .

- وهل هي الطف من جدتنا سيمونز ؟
ولم تستطيع كاترين ان تخفي تقطيبه الاسف التي بدت علي وجهها ، اذ كانت الجدة سيمونز جدتها لوالدتها وهي الوحيدة التي عرفها الطفلان . وكانت ساخطة علي والد كاترين لزواجه الثاني حتي انها كرهت طفليه ايضا لذلك السبب فردت كترين وهي تبتسم و تطمن الطفلين الصغيرين :- انها الطف بكثير من الجدة سيمونز .
فسألها اليكس بينما كانت كاسيا تمشط شعره بشدة :- وهل ستحبنا ؟
هذه المرة ردت كاسيا بصوت رقيق فيه لكنه قوية ذكرت كاترين بلكنة السيدة ميدوبوليس التي كانوا بتحدثون عنها ,وقالت تبتسم وتعد الطفلين بمحبة جدتهما:
"جدتكما ستحبكما كثير"
ثم أضافت كاسيا قائلة :
"عاشت سنوات طويلة تتمني حفيدا لها ...."
فابتسمت كاترين وهي تشعر ببعض التقارب تجاه هذه المراة ثم قالت : - والآن جاء لها حفيدان مرة واحدة ، و عليكما ان تكونا مؤدبين جدا عند مقابلة جدتكما .
فأشارا برأسيهما لم يرتاحا ، و خاصة اليكس ، لمقابلة اليكس عدد من الاشخاص الجدد دفعة واحدة و تمنت كاترين الا ترهق الطفلين بذلك كما فكرت لن يوافق علي بقائها قربها دائما و اخفاء واجهيهما في ثوبها مرة ثانية ، ثم شعرت كاترين بالتفاؤل وهي تنظر طويلا اليهما و تتفحصهما لتري ثمرة عنايتها و عناية كاسيا بهما و ثم اخذت كاترين يديهما في يديها و قالت :- هل ننزل الآن لتناول الافطار .
وللمرة الثانية اشارا بالا طاعة ووقفت تراقبهما وهي فخورة بهما ، وكانت تتمتم ببعض العبارات بلغتها اليونانية . فودت كاترين لو كسبت كاسيا الي جانبها لتسهل لها الامور و تمهد لها الطريق اذ كانت واثقة ان هذه المراة لها مكانة عند ستيفان . وفي وسعها مساعدة الطفلين كثيرا في العبور الي حياتهما الجديدة بسهولة . فقد اقلقتها فكرة ، وعندما أوت الي فراشها السابح في ضوء القمر كانت تفكر وهي لا تصدق في اقتراح ستيفان ان تبقي في الجزيرة ، اذ لم تعتبره اقتراحا بل تكلم عن الموضوع وكانه رسم خطة و نفذها .. ، و قال ان امتعتها في طريقها من انكلترا ذهلت عندئذ فلم تقو علي الاحتجاج !
وهناك الكثير يجب البث فيه عندما تتمالك شعورها و تستطيع ان تعي معني وجودها تحت سقف و حماية ستيفان و العيش في كنفه . في أي حال يمكنها ان تعتبر بقاءها معهم فترة ترويح عن النفس تقضيها ثم تذهب لحالها ، مهما تعارض ذلك مع ما يدور في خلد ستيفان .
وكان الطعام الافطار معدا علي مائدة تظللها اغصان محملة بزهور بنفسجية اللون . وجدت اربعة من افراد الاسرة سبقوها للجلوس هناك مما جعلها تتنفس صعداء و ترتاح لعدو وجوده ,
تصادف دخولها و اخويها مع دخول احد الخدم يحمل صينية خبز ساخن و زبد و قهوة فاحت رائحتها الشهية فتنبهت كاترين لمدى جوعها .
وهب غريجوري و نيكولاس واقفين ثم اسرع نيكولاس يضع مقعدا لها بجانبهوهو ينظر بعينه السوداوين الي ثوبها الاصفر الفاتح و يقول باعجاب :- صباح الخير يا كاتين ، انك تبدين هذا الصباح جميلة
ومن العجب انه لم يهتم باليكس او بول فهو لم ينظر اليهما و لم يتحدث معهما . ولاحظت كاترين ان نيكولاس يهتم فقط بالذين يهمه امرهم . فهما مجرد صغيرين لا يهمانه في شيء و لذلم اهمل وجودهمما و تجاهل حضورهما .
و يبدو ان غريغري راقه منظرها برغم ان اعجابه كان اكثر تحفظا من اعجاب اخيه ، انا هيلين زوجته فحيتها بايماءة صامتة من رأسها و نظرت اليها بفضول ولكن سرعان ما اشاحت بصرها .
ولم تابه كاترين بدعوة نيكولاس للجلوس الي جانبه و قادت الولدين الي حيث جلست جدتهما في طرف المائدة و تفحصت الجدة الولدين لكنها وجهت اولا الحديث الي كاترين كما يحتم الادب ذلك قائلة :- هل كان نومك هنيئا يا انسة غرانجر ؟ .
قالت كاترين وهي تبتسم :- نعم و اشكرك يا سيدة ميدوبوليس ، فان غرفتي جميلة و مريحة .
انا سعيدة بذلك .
و اعربت السيدة العجوز عن سرورها و قالت مؤكدة مرة اخري :- يسرني انك تجدينها مريحة .
ثم التفتت الي الولدين فقدمتهما كاترين قائلة وهي تحثها علي الاقتراب من جدتهما .
هذا هو الكساندر يا سيدتي . اليكس ... جدتك السيدة ميدوبوليس .
تمتم اليكس بالتحية ووضع يده في اليد التي امتدت االيه لكنه قاوم رغبتها في جذبه الي جانبها و بسرعة قدمت كاترين بول الي جدته و كان بول اكثر جراة عند مقابلة الغرباء فأخذت يده تهزها محببه ثم جذبته بقربها فأحاطته بذراعيها . وكانت لحظة مؤثرة بالنسبة الي جدتهم ، لاحظت كاترين ان الدموع تملأ عينيها السودواين بينما وقف الولدان بجانبها ، لأول مرة يسمعانها تهمس بكلمات في لغتها الاصلية . وبعد برهة احاط بول جدته بذراه و راح ينصت الي تلك الغة الغريبة باهتمام ، بينما تنهدت كاترين ارتياحا ، واذا كان بول مستعدا لتقبل عائلته الجديدة فسرعان ما يحذو اليكس حذوه كعادته دائما .
وكان نيكولاس يتوقع ان يستمتع بصحبة كاترين باقي النهار لكنه صدم عندما ابلغته انها تنوي التجول في الجزيرة مع الولدين لاستكشافها ، فخاب امله و صمم علي البحث عن تسلية اخري بدلا من مرافقتهم ، مما اثار حزن كاترين ، فهي تراه شابا جذابا جذا ، و كانت تتمني ان تكمل ما بداه الليلة الماضية من صحبة مرحة ووقت جميل ,
اخذت كاترين و الصبيان الطريق الذي يبدأ من خلف الفيلا ميدوبوليس ثم يتعرج بعد ذلك . و كان ثوبها الاصفر القصير يعد ثقيلا في اشعة الشمس الحارة ، وودت لو احضرت معها قبعة ، اما الصبيان فكانا سعيدين يجريان و يمرحان وهما يشعران انهما في بيتهما وكان من الواضح انهما تأقلما بسهولة لم تتوقعها .
كانت جزيرة داكوليس مطوقة بالمياه طبعا لكن هناك بعض المواقع تخيل ان فيها البخر يبعد مسافة اميال و قد تأكدت لكاترين ذلك .
ووصلو فجاة الي مكان مشكوف بين الاحراش و الاشجار الكثيفة كانت الاشجار بزهورها الجميلة و رائحتها الذكية منها النخيل و البرتقال و الليمون ، كالاشجار المزرعة علي جانبي طريق المطار و كان المكان بزهوره و الوانه و رائحته المختلفة يوحي اليها انها في الجنة غريبة تنسيها المان و المكان .
ثم افاقت كاترين و نظرت الي ساتعا بتعجب انه يمكن لأي انسان ان يتوه في جزيرة صغيرة كهذه بسهولة .
لم تكن داكوليس جزيرة صغيرة كما تخيلت , مما جعلها تفكر في حجم ثروة ال ميدوبوليس الخيالية , فهم يملكون جزيرة اخري غير هذه الجزيرة الجميلة و نادت علي الصبين ، وكانت مصممة علي الرجوع قبل ان تتوغل في الجزيرة فتضل الطريق ، ولكنها الحا في البقاء لاستكشاف الاشجار التي تحيط بتلك الرقعة المكشوفة . وكعادتها لم ترفض لهم ذلك الطلب و جلست علي الارض الناعمة الدافئة تنتظرهما .
لم تحضر كاترين نظارة كما لم تحضر قبعة تقيها اشعة الشمس و لذلك اغمضت عينيها لتتلاف االضوء الشديد و استندت علي يديها و القت برأسها الي الوراء فانساب شعرها الاحمر النحاسي علي كتفيها . وكان المكان هادئا يتخلله حفيف الاشجار و اصوات مبهمة من النباتات المحيطة بها .
كان المكان رائع الجمال ولا مشاكل تقلقها هنا ، كما ان الطفلين سعيدان في مكانهما الجديد ولول مرة ودت البقاء الدائم هنا .
ثم فتحت عينيها فجاة و تنبهت الي ان اصوات الوليدن لم تعد جزءا من الاصوات المحيطة بها فهبت واقفة و نظرت حولها و قلبها يخفق بلا سبب لا تظن ان هناك أي خطر عليهما في هذه الجنة الهادئة مع ذلك نادت :- اليكس ... ! بوول !! .
كان صوتهها ضعيفا في ذلك الوقت ، و خفت نهائيا عند حافة الاشجار فاذا كان الصبيان ابتعدا مسافة كبيرة لن يمكنها تملكها الخوف لحظة فالبحر قريب و الاطفال عادة يتهورةن عند تركهم علي سجيتهم .
لم تغفل كاترين سوى برهة لكنها كانت كافية ليخترقا الاشجار الي الطريق و من هناك الي البحر باغرائه

جاذبيته و رأتهما كاترين قبل ان تغمض عيتيها يجريان و يختفيان بين الاشجار الموجودة علي الجانب الاخر من االرقعة المكشوفة التي تجلس علي رمالها , ةبدون تردد هرعت غبر الارض الناعمة و قد بدا القلق في عينيها و اخذ قلبها يخفق بين ضلوعها .
و زادت ضربات قلبها عندما كادت تصدم بجسم ظهر من ظلال الاشجار ، فاطلقت صيحة لا شعورية و غطت فمها بيدها و تراجعت وهي لا تقوي علي حفظ توازنها ،

وكان ستيفان مهيبا بقامته الطويلة فكيف وهو يمتطي جواده الاسود العربي ، فنطرت االيه كاترين بعنين بدا فيهما شيء اقرب الي الخوف وهو يمسك اللجام بقوة ، كانت قسماته وجهه البدائية تبدو في ضوء النهار اكثر صرامة و صلابة ، وخفق قلبها اكثر لو عرف انها سمحت للطفلين بالتوغل وحدهما في الجزيرة .
-كاترين !
ناداها ستيفان و تساءلت كاترين عن السبب الذي جعله يناديها باسمها مجردا ، هل هو مافقتها علي البقاء معهم ام ان المفاجأة ادت الي هذه الالفة !
وكان قوامه الطويل المستقيم وهو جالس علي الجواد الجميل رائعا، فبدا كأنه فارس مغوار نسيت كاترين خوفها علي اخويها لحظة و حل محل الخوف شعور اقلقها فجعل نبضها يسرع في عروقها و الدم يصعد الي وجنتيها .
و كان ستيفان يرتدي بنطلونا عاجي اللون ضيقا و جزمة بنية ، اما قميصه قكان عاجي اللون ايضا شفافا يطبق علي جسمه و يظهر كل حكرة من حركاته عضلاته وكان ينظر الي كاترين و قد ظهرت تقطيبة طفيفة بين حاجبيه الداكنتين فتذكرت بسرعة اختفاء اخويها و قالت له :-
- يدو انني فقدت الولدين ؟
- ماذا ! هل فقدت الولدين ! .
وأومات كاترين و قد بدا عليها الحزن فازداد وجهه عبوسا و استطرد قائلا :- لابد ان نجدهما في الحال ، كانت حماقة منك ان تتركيهما يبتعدان عنك .
و ترجل برشاقة عن الجواد ونظر اليها بصرامة , فقد كاان عليها مرااقبة الولدين خصوصا في ذلك المكان الغريب ، وهي تلام اشد اللوم اذا اصيبا بأي مكروه لكنها لم تستسغ ذلك الاسلوب الذي اتخذه للومها و ظهر الامتعاض علي وجهها .
- الا تعرفين ان الشاطيء علي هذا الجانب من الجزيرة صخري خطير لا يقوي عليه اي سباح ماهر ولا فرصة لنجاة طفلين صغيرين اذا فكرا في الذهاب قريبا من البحر ! .
اعترفت كاترين :- لم اكن اتصور اننا قرب البحر ، خيل الي اننا نبعد عنه بضعة اميال .
قال ستيفان و قد بدا انه يحتقر قلة معلوماتها :-
المرء يكون دائما قريبا من البحر في جزيرة بهذه الحجم ، تعالي نبحث عنهما في الجانب الجنوبي اولا .
- اذهب انت في ناحية و انا اتخذ الناحية الاخري .
اقترحت عليه كاترين ذلك حتي لا تكون في صحبة رجل كان واضحا انه يعتبرها بلهاء مهملة . ومرة اخري ادانت العينان السوداوان قلة معرفتها و قال ستيفان :- لا فائدة من ذلك اتيت توا من الجهة الشمالية مارا بكل الشاطيء فلم ار لهما اثرا . تعالي فاننا نضيع الوقت .
واعترضت كاترين قائلة :-
انا متأكدة انهما لم يبتعدا كثيرا فقد اغمضت عيني لبرهة قصيرة فقط .
نظر اليها ستيفان بينهما شق طريقهما داخل الاشجار و قال :- هكذا ! هل كنت تنامين في الشمس و تتركين اخويك بدون مراقبة ؟ .
وزم فمه الواسع المستقيم و استطرد قائلا :- من الطبيعي الا اسمح لك بالخروج معهما بعد اليوم لأنك لم تتعهديهما بعنايتك .
فلمعت عيناها غضبا وهي تحث خطاها لتلحق به و تتنفس بصعوبة و اعترضت بحدة :- ليس لك الحق ان تتهمني بالاهمال ، اعتنيت بهما اكثر من ثلاث سنوات و لن يمكنك منعي من اخذهما معي اذا اردت ذلك .
واترفع حاجب الاسود و ادار رأسه لينظر اليها و قد زم فمه بصرامة و قال سترين انه يمكنني منعك ، فانا الوصي الشرعي عليهما . واذا قلت انك لن تخرجي معهما بعد اليوم فهذا ما سيحصل -هل تفهمين ؟
وردت كاترين بسرعة و قد بدا الغضب في عينيها الخضراوين :- لكنك لست الوصي علي انا ، ز اذا اردت ان اتحداك لن تستطيع ان تفعل شيئا .
توقف عن السير فجأة و التفت اليها ينظر بغضب مما جعلها تشعر برجفة في ظهرها ورعشة غريبة في اطرافها و قال بهدوء خطر :-
استطيع ان افعل الكثير يا كاترين كما سوف ترين وذلك اذا نفذ صبري ، ليس هناك من يتحداني و يهرب من عقابي ، وانا احذرك حتي تسير الامور بسهولة و يسر .
لن تجبرني علي البقاء علي جزيرتك الملعونة .
زبدا تحديهما صبيانيا حتي في نظرها وشعرت بالخجل عندما لاحظت ابتسامة خفيفة ظهرت علي ركن فمه عندما شعر انها تتحداه .
ثم قال لها بهدوء وهو يخطو بين الاشجار :- انت غير مجبرة علي البقاء هنا بالطبع ، يمكنك العودة الي انكلترا متي شئت لكنني اعتقد انه يصعب عليك تفسير سفرك المفاجيء الي اخويك ، فهما لن يجدا لذلك سببا ، ولا انت ايضا .
لم تجب كاترين ولو انها كانت تود ان تقول الكثير لكنها لزمت الصمت الذي كان يدل علي تحديها له و استيائه من اسلوبه ، وكانت تحاول ان تلحق به وهو في طريقه بين الاشجار ليخرج الي الطريق ، فلم يكن الزمان ولا المكان مناسبين للدخول في امور شخصية .
وكان المكان جميلا فالوان الزهور ور ائحتها الزكية و التفاف الاشجار جعلت عراكهما اشبه بجريمة لا تغتفر ، كل هذا الجمال يملكه هذا الرجل الذي يمشي امامها بقامته الطويلة القوية ، وجسمه القوي يبدو بدائيامنطلقا كالنباتات حولهما .
و فجأة ظهر الطريق امامها ومن ورائه مياه البحر الازرق البراقة ولم يكن البحر في تلك البقعة ينساب بهدوء مثل انسيابه بجانب المنزل ، بل كان يهدر متلألئا عند اصطدامه بالصخور الرمادية التي تكون الشاطئ في هذا المكان . وتجمد الدم في عروق كاترين عندما رأت الخطورة المكان علي الاطفال امثال اليكس و بول الذي لم يتعودا هذه الجهات و ادركت ان ستيفاان كان علي حق عندما روعه اهمالها في ترك الطفلين يبعدان عن نظرها .
وصاح ستيفان يقول :- اراهما !!
وكانت كلماته قليلة و مختصرة لكنها جعلت كاترين تتنفس صعداء عندما سمعت اصواتهما وودت ولو هرعت اليهما وهمت تناديهما لولا يده التي امتدت و امسكت بذراعها بعنف فأسكتت صيحتها وشلت حركتها نظرت اليه متسائلة فرد عليها قائلا بلهجة صامتة :- انتظري هنا ، سأذهب لاحضارهما .
- ولكن ...
- انتظري هنا .
وكان هذا لامر كافيا لامتثالها ، لكنها كانت تميل الي تحديه او علي الاقل الي ان تتبعه وهو يمشي مرعا نحو الشاطيء الصخري الي حيث يوجد الطفلان وكانا يتسلقان الصخور الخطرة التي تبعد عن كاترين و ستيفان بنحو خمسين قدما بدون ان يلاحظا قدوم كاترين او ستيفان .
وبعد برهة رأي الطفلان ستيفان و عرفاه فتسمرا في مكانهما عندما لاحظا غضبه و شعرا ان هذا الغضب منصب عليهما .ولم يكونا قد عرفا بعد مدي سلطته عليهما ، ولكن كاترين اعتقدت انها سرعان ما سيعرفان ذلك .
ولم تسمع كاترين ما قاله ستيفان لهما لبعد المسافة لكنها رأتهما يتسلقان الصخور و يهبطان من القمة الي حيث وقف ستيفان ليساعدهما .
ورأته ينحني و يكلم كل طفل علي حدة و رأت الطفلين يحثان راسهما طاعة له ، ثم امتد نظرهما فرقع علي كاترين .
واسرع بول اليها ووجه ينبء بأن لديه ما يريد اخبارها به ، فتحت ذراعيها و ابتسمت له ، لكنه كف فجأة عن الجري عندما سمع الصوت العميق الامر الذي يتوقفه .
توقف بول فجأة و التفت الي ستيفان بتعجب و خوف من ذلك الامر القاسي ، و فهمت كاترين نظرته المتسائلة و التعجب الذي طرأ عليه وهو يلقيها من عينيه السوداوين علي الرجل الذي انهاه عن الركض اليها ، لم يتعودا بول منذ حداثته ان يكلمه احد بهذه اللخجة الحادة، وعضت كاترين شفتها وهي تراقبهما . واعترفت بأنها لا تعرف شيئا عن افكار وصيهما حول الطاعة و حسن السلوط ، و اعتراها الخوف عندما تصورته قاسيا جافا كما تتم قسماته ، وصممت علي الدفاع عنهما مهما كلفها لامر ، وبصرف النظر عن اوامره اليها بعدم التحرك اسرعت كاترين نحوهما وهما يتقدمان نحوها من جهة الشاطيء الصخري .
وبالرغم من تلم المسافة استطاعت كاترين رؤية نظرة الاسي التي بدت علي وجهيهما الصغرين وهما يسيران بجانب ولي امرهما الصارم فتسألت كارين كيف يمكنها الرجوع الي وطنها و تركهما تحت رحمته و قسوته التي لم يتعودا مثلها من قبل .
و كان بول هو الذي ابتسم لها اولا ابستامة حذرة و عينناه الواسعتان تناجيانها ، ووجدت كاترين صعوبة في ضبط شعورها و قال لها :- جرينا بعيدا ونحن اسفان .
ثم نظر الي الرجلالطويل الصارم بجواره وردداليكس الاعتذار نفسه و كأنه يردد درسا :- نحن اسفان .
واستنتجت كاترين انهما تلقيا تعليمات كي يعتذرا لها ، ويبدو انه كان لكل واحد نصيب من اللوم ، فقد القي ستيفان محاضرة عن الاخطاء للثلاثة معا .
- يا احبائي ...
بدأت كاترين كلامها وهمت بأن تأخذهما بين ذراعيها فشعورهابالحمد لرؤيتهما سالمين كان قويا ، لكنها رأت يدين تقبضان علي ايديهما و تبعدانه عنها و تتحكمان في قيادهما , و سار الجميع في الطريق الي المنزل بصمت و اسف لكن كاترين لاحظت ان الطفلين كانا يشعران بالفضول و التعاسة معا ،فيد الرجل القوية المتحكمة كانت تجربة جديدة عليهما ولم يكن شعورهما واضح تجاهها لكنهما لم يقابلا ذلم بالاعتراض التام .
ثم قال ستيفان وهو في طريقه عبر الاحراش متجها الي الرقعة المشكوفة :- لن تذهبا لاستكشاف الجزيرة مرة ثانية الا اذا كان معكما من يقدر علي مراقبتكما مراقبة دقيقة و مستمرة . هل تفهماني ؟ .
- نعم يا سيد مد .. موب ..
وفشلت كل محاولات اليكس في نظق الاسم صحيحا . اما بول فلم يحاول ذلك .
- انا خالكما .
قال لهما ستيفان ذلك وهو ممسك بهما و ينحني عليهما حتي يمكنهما فهمه .
- ويجب ان تنادياني خالي ىستيفان . هل يمكنكما ذلك ؟ .
واستغربت كاترين لهجته و سلوكه نحوهما ، اذ شعرت بأن هناك بعض الانسجام بينه و بين الطفلين جعلها تحس بعيدة عنهما . وسبب ذلك لها شعورا بالوحدة و حاولت اخفاء هذا الشعور بتناولها زهرة حمراء كبيرة قطفتها من غصنها وباتت تنقلها حول اصابعها .
وكان الجواد العربي المهيب يدق الارض بحافره قلقا ، واثار مظهره كثيرا من الاثارة و الاعجاب . وكانت كاترين تشعر بالعبد عنهم برغم محاولة بول ضمها اليهم ، فابتسمت ولم تجرؤ علي لمس الجواد الاسود الحريري خشية رجوعه الي الوراء لأقل حركة و صاحت قائلة بصورة تلقائية :- لا تقتربا من الجواد .
عذرت كاترين الولدين فالتفت اليها سيتفان و عبس في وجهها و قال :- ليس هناك ما يخشي من الجياد اذا كانت محكمة القيادة .
قال لها ذلك وقد نفذ صبره .
- لكنها لم يعتادا الخيل .
وكانت كاترين ننخذ لهجة الدفاع دائما الامر الذي لم يرق لستيفان :- كنت اخشي ذلك ، فهل افهم ان احدا منهما لا يمكنه الركوب .
وكان سؤاله هذا صيغة التأيب فبرقت عيناها غضبا و ازاحت خصل شعرها الاحمر عن جبهتها و قالت وهي تنظر ليه بغضب .
- مازالا صغيرين !!
ورد عليها باقتضاب :- بل هما اكبر مني سنا عندما بدأت تعلم الركوب و سوف اعمل علي تقليهما ركوب الخيل فورا ، ثم راح يتفحصها بعينيه الداكنتين العمقتين من رأسها الي قدميها و سألها :- هل تركبين الخيل ؟ .
فهزت رأسها نافية ذلك و كان قلبها يخفق بشدة و راعها كل ما احاط بها من اشياء اثارت اهتمامها و ردت قائلة :-
لم اتعلم ركوب الخيل ابدا .
- حسنا
ادهشها رده هذا و نظرت اليه برهة متسائلة فقال لها :- اكره النساء اللواتي يركبن الخيل انها رياضة لا تمت بصلة الي الانوثة ، فكرت كاترين انها لم تقابل رجلا قبل ليوم اكثر منه صلابة و مما لا شك فيه انه يعتقد ان كل ارائه صائبة و قال الولدان :-
هل يمكننا تعلم ركوب الخيل حقا يا خالي - يا خالي ستيفان .
و الغريب ان اليكس هو الذي سأل هذا السؤال فنظر اليه ستيفان وهو يبتسم ابتسامة خفيفة :- طبعا سوف تتعلمان ، فالامر يختلف مع الصبية .
ولم تدر كاترين اي شيطان دفعها ان تخالفه و تتحداه فرفعت راسها و نظرت اليه من خلال اهدابها الكثيفة و قالت :- اود ان اتعلم انا ايضا .
فاستدار ستيفان و نظر اليها فرأت قسماته و قد كستها نظرة قاسية و ظل ينظر اليها برهة رأت كاترين خلالها عرقا ينبض في الجانب الايمن من جبهته و قال بهدوء :-
هل تقولين ذلك لمجرد التحدي ؟
وشعرت كاترين ان وجهها كسته الاحمرار لأنه كشف حقيقة نواياها بدقة ثم استطرد قائلا قبل ان تستطيع الرد بالنفي او بالايجاب :-
لن تتعلمي الركوب وانت علي هذه الجزيرة .
- تقصد مملكتك ! .
وكان ردها تلقائيا و كانت تعلم جيدا انه سوف لا يقلبه ولكن لدهشتها رأت فمه الواسع ينفرج عن بسمة تألقت ايضا من عينيه ووافق علي قولها برقة :-
مملكتي ! هكذا يصفها نيكولاس ، ولذلك استنتج انك قررت رؤيتي من خلال عينيه .
ولكن كاترين هوت رأسها بسرعة تنفي هذا الاتهام برغم انها واثقة من تأثرها برأي نيكولاس عاجلا ام اجلا اذا بقيت معهم في جزيرة داكوليس .
- انا دائما اكون رأيي بنفسي .
قالت ذلك بقوة وهي مصممة الا تهزم .
فضحك ستيفان ساخرا و قال :- عندما اتخذت القرار لضمك الي عائلتي لم اكون عنك اية فكرة طيبة او سيئة ، فارجو ان تفعلي مثلي بدلا من تكوين راي خاطيئ مبني علي فكرة نيكولاس عني .
- ولكني لست متاثرة رأي اخيك فيك .
قالت ذلك احتجاجا فهز كتفيه العرضين و استدار ناحية لاخري قائلا ببرود :- النساء في بلادي لا يناقشن الامور ولا يتدخلن في جدال .
ثم قاد الجواد الاسود الي مسافة قريبة و امتطاه برشاقة و يسر و نظر اليها من فوقه من خلال عينيه السوداوين و بقامته الطويلة و جشده الاسمر يظهر من خلال قميصه الشفاف و قال لها :-
هناك اشياء كثيرة كان يجب ان تتعليمنها يا كاترين ولكنك مازلت صغيرة و امامنا الوقت الكافي لذلك .
ولم ينطق بكلمة اخري لها او للصبيبن.
ووقف التلاتة ينظرون اليه وهو يبتعد عنهم بجوداه وكان نبض كاترين يتلاحق بسرعة وهي تري ظهره المستقيم وقامته الطويلة و ساقيه و يديه السمراوين اللتين تقودان الجواد بمهارة . ولذلك لم تكن واثقة من ان يكون الغضب وحده هو كل سبب هذا القلق . وكان كل من الرجل و الجواد مستبدا قويا بطريقته ، يشعر بثقته في قوته وفي اثارة الاعجاب به و يكونان معا ثنائيا رائعا .
الحياة في جزيرة داكوليس لن تسير في هدوء هذا ما شعرت به كاترين ، لكنها فجأة شعرت بأنها مستعدة لقبول اي تحد يسببه لها ستيفاناو جزيرته ، بدا لها في تلك اللحظة انه علي حق عندما قال ان هناك اشياء كثيرة لابد ان تتعلمها واول هذا الاشياء الا تتأثر بطغيان رجولة مضيفها .



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 24-04-16 الساعة 01:10 AM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس