عرض مشاركة واحدة
قديم 24-04-16, 12:59 AM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5- عناق ، عناقان ، ثلاثة ...


اخذ نيكولاس ينظر إلي كاترين بفضول و كانت كاترين تلوم نفسها لأنها صرحت له بكل شيء ، فمنذ أيام فكرت إن تخربه لماذا دعاها ستيفان إلي مكتبه و ساومها لتبيع الأسهم ،و اليوم أفضت بالخبر كله إلي نيكولاس و قصت عليه ما حدث .
ولم تعرف علي وجه الدقة ا كان غريغوري أو سيدة ميدوبوليس علما إنها رفضت بيع أسهمها الخاصة في الشركة ، لكنها لم تلاحظ أن أحدا منها أشار بذلك أو أبدى أي احتجاج ، بل كانو لطفاء و مؤدبين معها يعاملونها بكل ما تقتضيه آداب الضيافة من اهتمام و احترام .
أما ستيفان فكان مؤدبا بقدر ما يقتضيه الأدب و الأخلاق ، لكنه لم يتقرب إليها و لم يبذل أي محاولة ليكون اكتر ودا بل عاملها معظم الوقت بشيء من البرود و كان هذا واضحا ، أما سلوكه مع الطفلين فقد لان قليلا و هذا ما كان منتظرا من أي شخص حتى من ستيفان نفسه .
كان نيكولاس فضوليا يود معرفة ما دار قي مقابلتها مع ستيفان لكنه لم يسألها حتى بعد أن قابلها لدى خروجها من عند ستيفان .
ولكن بما أن نيكولاس فضوليا لا تهمه المائل الكئيبة لزم الصمت و لم يفاتحها في الموضوع ثانية ، وكان من الصعب علي كاترين الرجوع عن قرارها بعدما صممت علي التمسك برأيها و الاحتفاظ بالأسهم التي تركها والدها مع ذلك لامت نفسها أحيانا و تمنت لو غيرت رأيها و صارت اقل عنادا و تركت ستيفان يشتري أسهمها كما كان يريد سألها نيكولاس :- الم تشعري أن ستيفان كان يتوقع منك أن تدعيه يسترد الأسهم التي تملكينها .
كان نيكولاس متمددا في تراخ تحت شمس الشاطئ و كأنما لا يجب اثارة ذلك الموضوع مطلقا و كان واضحا انه يعتبرها مخطئة أو متفائلة أكثر مما يجب علي الأقل إذا توقعت أن يتصرف أخوه بأي طريقة غير التي اتبعها معها .
- لم يكن لي العلم بوجود هذه الأسهم باسمي ، إلي أن اخبرني ستيفان بذلك ، ولم افهم سبب ترك والدي هذه الأسهم باسمي ، لكنني لم أتوقع من ستيفان أن يطلب شرائها .
كان يبدو علي كاترين إنها غير مرتاحة لموافقته الواضحة علي اقتراح ستيفان باسترداد الأسهم و نظرت إليه في عتاب و قالت :- كنت أتمني إن ينبهني احد لما يدور في خلد ستيفان قبل أن يقابله في مكتبه .
وضحك نيكولاس بهدوء و مد يده و لمس ذراعها مداعبا و قال :-
إذا كنت تقصدينني يا جميلتي فلم أكن اعرف سبب استدعاء ستيفان لك . قلت لك ذلك في حينه لو عرفت ..
وهز كتفيه ففهمت كاترين أن هذا ما كانت تنتظر من عدم الاهتمام بأمورها ، فلم يكن ليخطر علي بال نيكولاس أن هناك أي شيء غير معقول بالنسبة إلي رغبة ستيفان في ضم اسهمتها إلي أسهم العائلة ، فالبرغم من لطفه و استعداده لعمل كل ما وسعه ليسعدها لكنه يتفق مع ستيفان في رأيه و سلكوه نحو الجنس الأخر ولا شك انه كان يعتقد أن تمسكها بالأسهم ليس فق غير منطقي بل غير لائق أيضا ، لكنه لم يكن سيغضب كما غضب أخوه ، وكان عليها أن تعرف تماما انه لن يقدم إليها أي مساعدة لكنها كانت في حاجة إلي شخص تثق به لتبوح له بأسرارها ، وبما أنها كانت تقضي مع نيكولاس معظم وقتها اعتبرته جديرا بذلك و سألها :- الم تعرفي أن والدك يمتلك أسهما في شركة ملاحة ميدوبوليس !
وأومأت كاترين و قالت :-
بكل تأكيد لكن بما أن الولدين هما ولدا ماري كنت انتظر أن يرثا الأسهم و لذلك فوجئت عندما علمت من ستيفان أن والدي ترك الأسهم لي .
فقهقه نيكولاس عميقا و قد بدا في عينيه السودوين انه سعيد بموقف أخيه الحرج م قال :-
ولا شك أن ستيفان فوجئ أكثر عندما اخبره المحامي بذلك ، فمركزه كوصي علي الطفلين كان يمكنه من وضع يده علي الأسهم بطريقة آلية .
وأدارت كاترين رأسها و نظرت إليه برهة وهي تقلب الأمر في ذهنها قالت :-
هل كان سبب غضبه عندما رفضت بيع الأسهم له ! وهل هو في حاجة إلي امتلاك مزيد من الأسهم ؟ .
فهز نيكولاس رأسه بالنفي و ضحك ضحكة صفراء و رد قائلا :-
لا لا لا انه صاحب النصيب الأكبر من الأسهم فهو في غير حاجة إلي المزيد و لا يريد مساعدة الآخرين ، لا يا جميلتي ما اغضب ستيفان هو انه اضطر إلي التعامل معك أيتها الكرة النارية الصغيرة الحلوة .
و ضحك مرة أخري و تمطي مثل قط ماكر خطير .
وددت لو رأيت وجهه عندما رفضت طلبه ، فالنساء لا يرفضن لأخي البكر شيئا بل يحنين رؤوسهن طاعة و يعترفن بأنه علي حق دائما
- ولكنني لست منهم . قالت كاترين هذا و رفعت ذقنها و احمر وجهها وهي تتخيل مدى الغضب ستيفان عندما رفضت طلبه .
ثم أردفت تقول بحسم :-
أنا جادة فيما أقول يا نيكولاس ، هذا أمر لا يستهان به ولا يثير الضحك !
و نظرت كاترين إلي الجسم البرونزي المتمدد بجانيها علي الرمال ، وكانت عينا نيكولاس مغمضتين و يداه معقودتين وراء رأسه الأسود و يرتدي سروالا قصيرا ابيض اللون .
كان الشاطئ مكانا مثاليا للسباحة ، يبعد عدة أميال عن المنزل و يقع في طرف الجزيرة ، ومن يستلقي هناك يتصور انه وحده علي الجزيرة ، وعلي شاطئها الرمل الناعم الذي يحيط به الأحراش و أنواع الأشجار التي تغطي معظم ارض الجزيرة .
وكانت مياه البحر زرقا و النسيم يلطف حرارة الشمس و يجعلها محتملة و الواقع إن كاترين كانت حمقاء بمناقشة أمور مثل بيع الأسهم و خلافها مع ستيفان في ذلك المكان الهادئ الجميل الذي يوجد فيه كل ما يمكن أن تتمتع به ، كما يوجد فيه نيكولاس لتتمتع معه ، كان بالتأكيد واد من أكثر الشبان الذين عرفتهم في حياتها جاذبية و ظرفا . وكانت واثقة تماما انه لن يمر وقت طويل قبل أن تتصور إنها غارقة في حبه مهما أوحي إليها عقلها بان هذا الشيء ابعد ما يكون عن الحكمة .
وكان نيكولاس كان يقرأ أفكارها فتح عينيه و أابتسم لها و مد يده و جذبت إليه بينما راحت عيناه الداكنتان تداعبانها عبوسها و جديتها و قال لها هامسا :-
لا تكوني جادة عابسة ، لماذا لا تبتسمين لي يا جميلتي ؟ .
فنهرته كاترين قائلة :- نيكولاس ..
وعضت علي شفتيها فمنذ أخبرتها هيلين أن نيكولاس ينتظر أن يتزوج فتاة من عائلة بيدوبولوس عندما يحين الوقت المناسب و كاترين لا تشعر بالارتياح عندنا يغازلها نيكولاس . وكانت تتذكر جيدا أن نيكولاس لا يتورع عن اللهو و العبث و خيانة خطيبته و كان عليها أن تتذكر إن هذا الزواج بمعرفة ستيفان الذي يكره أن تفشل مشاريعه و خصوصا إذا تسبب أي غريب في ذلك .
ثم شعرت بيده تلمس فمها بخفة لتسكتها عن الاحتجاج بينما أمسكت يده الاخري بها و جذبتها إليه ، وكانت يده قوية لا تقاوم و عينياه نصف مغلقتين تنظران بفتور إلي جسمها المنسق في رداء البحر الداكن .
وقال هامسا وهو يجذبها بشدة حتى قربت منه و شعرت بأنفاسه :-
انك جميلة جدا ، وليس لك أن تكوني جادة .
فردت عليه تقول :- بل لا بد أن أكون جادة يا نيكولاس في هذا الموضوع .

- ليس معي .
وبدأت تضعف كان لينكولاس تأثير عليها ، ولكنها تذكرت تلك الفتاة المخطوبة له فوضعت يديها علي صدره لتقعد بعيدا عنها و تقاوم جذبه لها و لكنه همس في صوت رقيق :
- كاترينا ... انسي الأسهم و انسي ستيفان يا جميلتي .
ثم عانقها بخفة و قال :- من اجلي ... أرجوك .
- نيكولاس .
فتمتم ببضع كلمات يونانية جعلت كاترين ترتجف تأثيرا ثم اقتربوا كان انه طعم وقع كلماته اليونانية عليها .
وكانت كاترين أول من رأي ظلا يقع عليهما و يحول بين جسميهما و بين أشعة الشمس اللافحة . فعرفت توا صاحب هذا الظل حتى قبل أن تفيق و تفتح عينيها لتراه أو تسمع صوته البارد المعروف الذي يخاطب نيكولاس بلهجة جافة :-
جاءك ضيوف يا نيكولاس .
ارتبك نيكولاس لظهور أخيه فجأة و لكنه حاول إخفاء ذلك بشجاعة طبيعية تساعده في مثل هده المواقف و استدار و نظر إلي ستيفان من خلال عينين مثقلتين بالسرور و تظاهر بعدم المبالاة و قال :
- حقا ؟ و من ؟ .
فرد عليه ستيفان باقتضاب قائلا :-
ليون بيدوبولوس و أثينا .
- أوه ...
امتعضي نيكولاس و قام وهو يساعد كاترين علي القيام و يزيل عن جسمه ثم أضاف قائلا :
- المفروض مني في تلك الحالة أن استقبلهما وأرحب بهما .
فرد عليه ستيفان بسرعة و قال :- بالطبع .
ثم قال مشيرا لوجود هما معا :- أحسنت بالمجيء إليك بنفسي و لم أرسل ديمتري لك .
ولكن نيكولاس تجاهل الإشارة و ابتسم لكاثرين و يسخط علي زائريه قائلا :-
أسرعي و ارتدي ملابسك يا كاترين لنذهب إلي المنزل ، أنا أسف لأنني أفسدت عليكي يومنا هذا يا جميلتي .
رد عليه ستيفان قائلا بالصوت البارد نفسه الذي يعبر عن الاستياء !
- بل تذهب وحدك فهما لا يعرفان انك مع كاترين و أنا حريص ألا يعرفا لذلك جئت بنفسي لإبلاغك بوجودهما . ارتد ملابسك و اذهب وحدك لمقابلة آل بيدوبولوس و سأحضر كاترين بالسيارة بعد دقائق .
حاولا نيكولاس أن يحتج لكنه عندما رأي بريق الصلب في عيني أخيه غير رأيه ولم يتعرض علي شيء بل هز كتفيه في استسلام و ارتدى ملابسه ولم يستغرق ارتداء الملابس فترة طويلة ، ولم تتحرك كاترين لكنها وقفت بجوار ستيفان راحت تزيل الرمل عن جسمها و تحاول أن تخفي رعشة يديها ، و أدهشها هذا السلوك المستبد لكنها لم تشعر بالغضب بقدر ما أحست بالسعادة لإصراره علي مرافقتها .

وارتدي نيكولاس قميصا و بنطلونا لبيض اللون و لبس حذائه و مشط شعره بيديه و استدار قائلا :-
سأراك ثانية يا جميلتي ! .
وبدا في عينيه انه يضيق بسيطرة أخيه عليه .
ورد ستيفان حاسما قبل أن ترد عليه كاترين بابتسامة :
- بل تستضيف خطيبتك و إياها ، وسوف اعمل علي أن تعود كاترين إلي المنزل بخير .
وكانت عيناه السوداوان تقيسانها و تنظران إلي قوامها الرشيق وهي ترتدي ملابس البحر ثم قال :
- سوف اعمل علي ألا تشعر كاترين بالملل بعد أن تحرم من صحبتك .
ول يرد نيكولاس علي أخيه بل وضع نظارتيه و استدار و ذهب لي حيث وقفت سيارته ثم ركب نيكولاس السيارة بسرعة فائقة أو هكذا اعتقدت كاترين بالرغم من تعرج الطريق و ضيقه ، وكان واضحا انه بالرغم من غضبه و تبرمه يطيع ستيفان طاعة عمياء ، ومرة أخرى دهشت كاترين علي الاستبداد التام الذي يطبقه ستيفان علي أسرته .
وبعدما غابت السيارة نيكولاس خلف أول منحني من الطريق نظرت إليه كاترين ، بعنين براقتين يملأهما التحدي لتثبت أن سلطانه و جبروته لا يسريان عليها . كان رأسها يرتفع عاليا وهي تنظر الي ستيفان و تتفرس في قسماته السمراء القاسية و مرت لحظة بدون ان تتكلم ثم انحنت و التقطت صندلها و ارتدته قائلة :
- يمكنني العودة سيرا علي الأقدام وحدي قلا تهتم بانتظاري ، أشكرك .
واتي الرد :- لن تفعلي هذا .
كان صوته هادئا باردا و لكنه كان مسيطرا أمرا ، و رفعت كاترين ذقنها و قالت بلهجة حاسمة واضحة :
- لست خائفة منك مثل نيكولاس يا ستيفان ولن افعل ما تأمرني به و سأعود إلي المنزل سيرا علي الأقدام وحدي .
كانت القوة واضحة في هاتين الكتفين العرضين و بدت صلابة جسمه ساطعة في قوتها حتى شعرت كاترين برجفة خوف عندما واجهت الغضب المتوهج في عينيه السوداويين و قال لها بحسم :
- بل ستعودين في السيارة معي ،كان في وسعي أن أرسل احد الخدم للعثور عليك أنت و نيكولاس ولكني لا أريد إطلاع الخدم علي أسرارنا ،لم أتعود أن أجوب الجزيرة لعثر علي المكان الذي أخذك نيكولاس إليه ، فعندما وصل بيدوبولوسو ابنته فجأة استقبلهما غريغوري بينما جئت للبحث عن نيكولاس و قال غريغوري لهما إن نيكولاس يسبح وحده بينما تتنزهين أنت معي في السيارة .
- وبدا كل شيء واضحا أمام كاترين الآن و تأكدت أن ستيفان لا يريد فشل مشروع زواج نيكولاس وقد بذل ما في وسعه ليمنع أثينا من اكتشاف وجود خطيبها مع امرأة أخري .
ولم تكن الشهامة وحدها التي جعلته يصر علي مرافقتها إلي المنزل ، بل كان بود أن يؤكد قصته لآل بيدوبولوس و تمتمت كاترين قائلة :- فهمت .
ورد ستيفان ببرود :- لا اعتقد انك فهمت علي الإطلاق ، أثينا بيدوبولوس فتاة عادية و ليس لها جملك بالتأكيد لكنها مغرمة جدا بنكولاس و لذلك لم أشأ أن اتركها تغضب عندما تراه راجعا مع فتاة مثلك .
- مثلي أنا !!
قالتها كاترين بحدة فقد ظنتها إهانة مستترة لها ولكن الدهشة بدت علي وجه ستيفان لسؤالها هذا و رفع حاجبيه الداكنين وقال بهدوء :- إذا كنت فتاة اقل جمالا هل كنت تحبين رؤية خطيبك بصحبة فتاة جميلة لها شعر احمر ؟ .
ومن العجب إن هذه المجاملة برغم انه قدمها في برود وهدوء لكنها أثارت كاترين و اخذ قلبها يخفق أسرع من المعتاد و نبضها يسرع في عروقها بينما وقفت كاترين بجواره هناك علي الرمل الأبيض ثم تلفتت تبحث عن ملابسها و قالت وهي تكاد تلهث تأثيرا :- يجب أن ارتدي ملابسي
ولكنه قال :- لا داعي للعجلة فالوقت أمامنا واسع .
ومرة أخري سمعت قلبها يخفق بسرعة عندما سمعته يقول أمامنا بلا كلفة فنظرت إليه و الفضول في عينيها و الحمرة تكسو وجهها وعندما واجهت الوهج العميق من هاتين العينين السوداويين قالت متسائلة :
- انك تود أن تحكم اللعبة إلي أخر أبعادها ، وبكل تفاصيلها فالمفروض أن أكون معك و لذلك يجب أن ارجع إلي المنزل معك .


- هذا يبدو شيئا معقولا في رأيي ...
فهزت كاترين رأسها و كان الفضول لا يزال في عينيها و قالت :
- ألا تتعب أبدا من التدخل في حياة الغير و إدارة شؤونهم بدلا منهم ؟ .
- ولعجبها لم يفقد ستيفان أعصابه كما توقعت بل ضم شفتيه قليلا و رفع حاجبه متسائلا :
- هل هذا ما تعتقدين ؟
فنظرت إليه كاترين برهة ثم قالت :- تعرف جيدا انك تفعل ذلك .
واعترف بهدوء قائلا :- علي مسؤوليات معينة ويجب أن أبت القرارات التي أراها مناسبة لعائلتي .
- حني القرارات الخاصة بالزواج ؟ ومن يجب أن يتزوجوا .. سواء وافقوا او لم يوافقوا .
وودت كاترين لو قطعت لسانها و لم تقول تلك العبارات فقد طغي الغضب علي وجهه و اكفهرت قسماته رأت كاترين ستيفان غاضبا عندما رفضت بيع أسهمها له في شركة ميدوبوليس لكنها الآن وهي تنتقد سلوكه مع عائلته شعرت إنها تجاوزت كل حدود اللياقة ، فوقف صامتا لا يتحرك لمدة طويلة . تمنت كاترين فيها أن تغرب عن وجهه ، لكنها كانت لا تزال بملابس البحر ثم أين تفر فالجزيرة كلها ملكه وهي مملكته و أخيرا أدركت معني كلمات هيلين عندما أشارت إلي إن للجزيرة قضبان خفية تطبق علي من فيها و تجعلها سجنا .
توهجت عيناه الداكنتان البرقتان وكأنهما قطعتان من العقيق الثمين وها تحدقان فيها .. كان فمه مستقيما مزموما تبدو عليه القسوة كما تبدو في اليدين الكبيرتين اللتين تكورتا في قبضتين قويتين و تركهما إلي جانبه ، وقال في صوت صارم بارد :
- احمدي الله انك لست من أفراد عائلتي . فتدخلك في الأمور التي لا تعنيك أمر لا يغتفر ولن احتمله . مع ذلك ...
هز كتفيه العريضين ثم أردف قائلا :
- بما انك لست من عشيرتنا ولا تفهمين أسلوبنا في الحياة فيجب أن اغفر لك بعض أخطائك ولن افعل شيئا هذه المرة .
وشعرت كاترين بارتجاف أطرافها و جسمها كله وهي تواجهه و تساءلت هل يمكن أن يكون هذا المشهد حقيقا أم إنها تحلم ، ولكن هذا المارد الكريه الواقف أمامها حقيقي و غضبه حقيقي ، وشعرا فجأة ألا حول لها ولا قوة برغم تصميمها أن تبقي خارج سيطرته .
وبدأت تقول :- لن تقدر ...
لكنه انحني و التقط ثوبها االاخضر و قدمه إليها قائلا :- ارتدي ملابسك .
وبعد برهة ترجج تناولت الثوب فلم يكن بوسعها إلا طاعته فارتدت الثوب لكنها لم تتمكن من قفله إذ كانت فتحته من الخلف ولك يكن في وسعها الوصول إليها ، ولم يكن في نيتها اللجوء إليه ليساعدها فقد شعرت بضيق شديد من معاملته .
ولم تستعمل كاترين صباغا لوجهها ولم تهتم بتمشيط شعرها ، ثم استدارت و سارت نحو الطريق المنحدر و سمعته يناديها فالتفتت إليه و كان وجهها باردا لا يبشر بالود
- كاترين ، أظن انك لا تقصدين الرجوع إلي المنزل هكذا .
وشار إلي الثوب فهزت كاترين كتفيها وهي تتعمد عدم الاكتراث و قالت :- لا حيلة في ذلك فليس في وسعي إقفاله .
وسألها :- ماذا كنت ستفعلين لو كان نيكولاس معك ؟
وشعرت كاترين إن الدم صعد إلي وجهها و نظرت إلي الجهة الاخري وبدون أن ينطق كلمة أخري أدار ستيفان كاترين فارتجفت وتلاحقت خفقان قلبها وهو يقفل ثوبها و كان قلبها يخفق بشدة عندما شعرت بأصابعه و سالت نفسها هل مهارته ترجع إلي تمرسه في هذه الأمور وهو شيء لم يخطر في بالها أبدا ، ولكنها أبعدت هذا الخاطر من ذهنها بسرعة لأنها شعرت انه سبب لها قلقا لا مبرر له ، فمن المحتمل أن يكون تصرف ستيفان كتصرف أي رجل أخر في موقفه ، خاصة إنها سمعت قصصا كثيرة عن مغامرات الرجال ففي الجزر اليونانية ، فالتفكير بهذه الصورة كان يثير قلقها وودت لو فكرت في ستيفان كمجرد وصي علي الطفلين و مضيفها
وعندما رفع ستيفان شعرها عن عنقها كي يكمل إقفال الثوب لامست أصابعه جلدها الناعم برقة مما جعلها ترتجف وتعض شفتها بشدة .
ثم قالت في صوت ينم علي مدى تأثرها به و شعورها بقربه :- شكرا لك .
ولكنه ظل صامتا فترة و يداه علي كتفيها و ظلت ترتجف و تتطلع إلي ما سوف يحدث و شعرت بيديه علي كتفيها و دفء كفيه و قوتهما وهما تتقلصان في قبضة ارتاحت لها ولم تؤلمها ثم قال برقة :
- لن تقولي انك كنت مع نيكولاس .
ولم يكن هذا السؤال بقدر ما كان أمرا ، وكان صوته عميقا و ملهما كصوت نيكولاس ولكنها استجابت له بصورة اقوي و أعمق .
وشعرت كاترين بضعف و تحثها رغبة عارمة بأن تغمض عينيها و تستند إليه ثم قالت له : - لن ..
لم تكن تعرف ما تقول و قد منعتها يداه القويتان من القيام بأي حركة كانت أصابعه لا تتظاهر بالرقة الآن عندما ضغط بشدة علي كتفيها و قال بصوت هامس يحذرها :
- لا تتسببي في غضبي يا كاترين مرة أخري و أطيعي أوامري من فضلك .
وعندما لم ترد أدارها ببطء لتواجهه و بدون أن تشعر استندت كاترين إليه و ألقت شعرها الأحمر إلي الخلف فكشف عن عنقها العاجي الناعم و لمعت عينياه لحظة ثم انحني و عانقها قائلا :- كاترين ...
وكان صوته عمقا و قبضت أصابعه علي ذراعيها بشدة وهو يجذبها إليه و شعرت بتوتر عضلاته كأنه يحاول المقاومة ، ثم ألقت ذراعيها حول عنقه و أغمضت عينيها و ضمها إليه ولكنه سرعان ما أطلقها فجأة و راح ينظر إليها بنظرات براقة مما جعلها ترتجف ثم تساءلت قائلة :- ستيفان .
وظنت لحظة انه سيتركها و يغادر المكان عندا أدرا لها ظهره ولكنه تقدم ببضع خطاة ثم استدار ثانية و راح ينظر إليها بثبات إلي أن غضت بنظرها قم قال لها بهدوء :- أسف
وطرفت عينا كاترين لأنها لم توقع ذلك و قالت بسرعة :- ولماذا تأسف ؟
أدهشها هدا الاعتذار فلم تكن تتوقعه ، كان أخر شيء تود أن تسمعه منه ثم قال بصوت هادئ بارد النبرات :
- يجب علي أن اعتذر فلم يكن من الصواب أن انتهز الفرص هكذا
- ولكنك لم تفعل ذلك .
هكذا تفت كاترين بسرعة و تهوره و نظرت إلي وجهه الأسمر المتعجرف ذي القسمات القوية بشيء من التحدي و شعرت كأنه يعاملها كفتاة صغيرة لم يقبلها احد من قبل ، ولم تكن هذه الحقيقة فحياتها لم تخل من المغامرات و القبلات لكنها لم تصادف هذه الطريقة المثيرة من قبل و لذلك قالت :
- نيكولاس لا يعتذر إذا عانقني .
قالت ذلك وهي تنظر إليه من خلال أهدابها الكثيفة وتتساءل لماذا تندفع و تتهور هكذا ؟
فقطب ستيفان جبينه و تحول بريق عينيه إلي غضب لكنها لم تقصد الإساءة إليه فرد بحدة قائلا :
- لا شك انك تتكلمين من صميم تجاربك وواقع مغامراتك وأنا لست نيكولاس و لا أمارس ألعاب الأطفال يا كاترين .
- وهل تعتقد إنني أمارسها ؟ .
هناك شيء لا تستطيع مقاومته يدفعها إلي الكلام وكانت تعرف إنها تنتقم منه بطريقة صبيانية وكان يبدو علي ستيفان انه يعلم ذلك أيضا و قال :
- لا ادري أي نوع من ألعاب هذا و ليس من حقي إن اعلم .
ثم قال برقة غير متوقعه ومد أحدى يديه و لمس خدها بخفة مؤثرة .
- ولكن يا ستيفان إنني ...
وكانت كاترين تريد أن تخبره أنها لا تعترض و انه لا حاجة إلي الاعتذار ولكنه لم يكف كن ليستمع إليها بل وضع إصبعه غي شفتيها و هز رأسه و قال برقة متوسلا :
- انسي الأمر كله يا كاترين ، انك لا تدرين مدى تأثيرك علي وبالرغم من رأيك في فأنني لا اخذ ما أريده عندما أريد ولا انتهز الفرص أبدا .
وجذبها من يدها وهو يقول ... هيا ... سنعود الآن إلي المنزل .


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس