عرض مشاركة واحدة
قديم 27-05-16, 03:18 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



تتمه


لا تلهيكم روايتي عن الصلاة والعبادات (اللهم اني بلغت...اللهم فاشهد)....
صحيح نسيت احذر(امنع نقل روايتي بدون اسمي ..والله لا يسامحو يلي بعملها)






***
انتهت كل تدريباتي واليوم سأذهب مع شادي والسيد احمد الى حضرة اللواء رامز..ربما ليبدأ عملي رسميا..وسوف اعتبرها فرصة لأسحب المعلومات منه...
...
ذهبت الى مكتب النقيب احمد حيث وجدت شادي...استغربت كثيرا عندما وقف شادي بسرعة عند رؤيتي..
تصادمت اعيننا وبقيت احدق به حتى جلست امامه...ما هذا الشعور الغريب الذي سيطر علي بالكامل!...
كان يبتسم ابتسامته الساحره وانا ارفع طرف فمي بابتسامة استنكار عنه وعن شعوري ...
وبينما نحن ما زلنا نحدق ببعضنا,تنحنح السيد احمد فنظرنا اليه بحركة رأس واحده...
لاحظت ان النقيب كتم شيء داخلة واقفل عليه بابتسامه غريبه ثم قال:
قد يقول اللواء اي شيء لكم..اذا لم يعجبكم كلامه فلا تراددوا وحافظوا على احترامكم له...
قال شادي بطريقته المستفزه الدائمة معي:
لا اضمن لك هذا من المتمرده..
يا له من ثقـــيـــل..قلت بغرور:
على الاقل لا امزح مزاحا ثقيلا معه يؤدي الى طردي!
ضحك السيد احمد ضحكة خفيفة ثم وقف وقال:
هيا بنا اذا...
خرج هو امامنا وانا وشادي خلفه الى جانب بعضنا..قال شادي:
هذه المرة الثانيه او الثالثه تقابلين فيها اللواء في شهر!
لم اتكلم وتكتفت...ماذا ارد عليه,ما علاقتي انا اذا كان اللواء يعطيني اهتماما اكبر!
قرب رأسه مني وهمس مازحا:
اظن ان بينك وبينه علاقة شخصيه!..هل انتي قريبته؟
جحدته ببرود وقلت بنبرة ابرد:
شاااادي!!!..
ضحك وتقدم الى جانب والده...
اظن انك تغار يا مستفز...
اخذت افكر في طريقة استنبط بها الكلام من اللواء رامز..كيف؟...كيف؟..
خطرت في بالي فكرة غبيه لكنني سأنفذها!!..
***
قبل ان نصل الى مكتبه,جاء فؤاد رائدا في التكلم معي..
ألا يفهم هذا الفؤاد انني لا احب التكلم معه ولا مع امثاله!..
استوقفنا قائلا:
صباح الخير..هل لي ان اتكلم مع الآنسه قليلا؟
ابتسم احمد واكمل طريقه اما شادي نظر اليه بحدة ثم الي و اخترقني بعينيه اللتان كعيني الاسد!..ربما لا يريد ان اتكلم مع فؤاد,اردت ان اعتذر لفؤاد واذهب معه لكنه اكمل مسيره قبل ان افعل..
ظللت اتبعه بعيني ... قال فؤاد ببشاشه:
كيف حالكي اليوم؟
نظرت اليه بينما شاردة في خيال شادي الذي ابتعد وقلت:
الحمدلله ..وانت؟
قال:
الحمدلله .. اظن انكي اكملتي تدريباتك صحيح؟
استغربت سؤاله..ماذا يريد به؟!...تنهدت بسريرتي وقلت وانا بالكاد اطيقه:
اجل..اكتملت..
ابتسم وفرك كفيه ببعضهما ثم قال:
ما رأيك ان ادعوكي الى العشاء معي؟..وحدنا؟...بعد الدوام؟.
ماذا يريد منـــي؟؟!!!!..قلت بانفعال غاضب:
لااااا...
انصدم من اجابتي الجافه وقال:
لماذا؟!
ارتبكت..ماذا اقول له..لكن لا..سأحافظ على هيبة موقفي..
مشيت بضع خطوات دون ان القي له اهتماما وقلت:
هكذا..لا اريد..
ثم اكملت طريقي ولم انظر خلفي...اعلم انه تصرف خاطئ وفظ...لكن لن اتراجع ولن اخترع الحجج!..
دخلت من غير طرق للباب بعد ان سألني البديقارد من انا..
وجدهم واقفين لم يجلسوا بعد...قلت:
صباح الخير سيدي اللواء..
وغابت التحية عن بالي!..
قال اللواء بعد ان امرنا بالجلوس:
انتهت التدريبات...وحسب التقرير الذي وصلني فقد كنتي ممتازة في اشياء ومقبولة في اخرى لكن لا مشكله...
ابتسمت ولم اتكلم فأكمل:
الآن ستبدأين عملك رسميا في القسم...سأحولك الى العميد عبد الرحمن ليعطيكي قرارا رسميا يؤكد ضرورة استلامك لهويتك المخابراتيه...اما من اجل اول قضيه لكي فاليوم وصلتنا قضية هروب قاتل من احد السجون وبعد ان حاولوا كل شيء ولم يجدوه حولوا القضية لنا...اسلمكي مسؤوليتها...
ماذا؟؟!!!...قضية صعبه من أولها...ماذا سأفعل؟...هل سأتمكن من حلها وإيجاد هذا الهارب؟...وكيف؟..لكن حسنا ..سيكون سعادة لي لو استطعت حلها...
رآني شارده بكلامه فقال:
ولأنها اول قضية ..لك الحرية في اختيار اي شخص يساندكي بها..
نظرت تلقائيا الى شادي...!..
قال السيد احمد:
اذا يا حضرة اللواء..هل انتهت مهمتي بالإشراف عليها؟
ابتسم الاخير وقال:
بالطبع...وانت يا شادي أريد تهنئتك على جهودك التي بذلتها معها خلال التدريب...
هز شادي رأسه وقال:
"ولو"سيادة اللواء..هذا واجبي..
قال اللواء:
الآن يمكنكم الذهاب..
وقفنا وتوجه شادي ووالده الى الباب اما انا بقيت في مكاني وبلعت ريقي ثم قلت:
"احم"..سيدي هناك شيء اريد سؤالك عنه..ربما شيء مهم ...
رفع رأسه عن الأوراق التي امامه وقال:
تفضلي..ماذا هناك؟..
شعرت ان الدم توقف في شراييني ...قلت:
انه..هناك.."احم"(استعدت ثقتي بنفسي ثم اكملت لفت انتباهي ملف قضية قتل..لم تحتوي أي تفاصيل ولم يتم القبض على الفاعلين..
كانت ردات فعلهم عجيبه...نطق شادي اسمي بحدة وامتقع وجه السيد احمد اما اللواء فنظر الى بديقارده وصمت الجميع فأكملت:
اجل..واظن انه مهما كانت القضيه غامضه فسوف توجد ولو صورة واحده على الاقل للضحيه...ثم ماذا عن قضية التهريب التي تشابهها؟!
حاول السيد احمد اغلاق الموضوع قائلا:
يبدو ان دينا متحمسة للتحقيق..هيا بنا دينا...يجب ان نذهب الى العميد..
قلت باحتدام:
لا لن اذهب الى اي مكان قبل ان اعرف..
قال اللواء مع(تـئـتـئـه)في كلامه:
انها فقط قضايا كانت صعبه وتم اغلاقها نهائيا..
لا اظن انها أغلقت..
انا متأكده انها ما زالت قائمه لكن بالخفاء...او انهم اغلقوها فعلا لان فاعلها ليس اعتياديا!..او منهم!!..
ملامح وجوههم كانت تؤكد كلامي بأنهم يكتمون معلومات خطيره...
عندما لم يروا مني اي تفاعل معهم قال اللواء:
هيا الآن .. اخرجوا...
بقيت واقفه في مكاني ابحلق فيه..لكن شعرت بشيء يعلق بيدي ويسحبني اليه وفجأة صرت خلف شادي وأصابع يدي متشابكه بأصابع يده!..ضرب بقدمه الارض وقال:
الى اللقاء سيدي..
وخرجنا من عنده يجرني شادي خلفه والنقيب يضرب اخماس باسداس...
توجه السيد احمد الى مكتبه مباشره اما انا فقد سحبني شادي معه الى الخارج,خارج القسم كله...
الى خلف المبنى حيث يقل الحرس هناك...
كنت مصدومة جدا من ردود افعالهم ... عرفت ان سؤالي له بهذه الطريقه غباء..لكن لم اتوقع ان يحدث مثل هذا...ماذا سيحدث لي الآن؟
دفعني شادي امامه وترك يدي ثم قال وهو منفعل جدا:
هل انتي مجنونه...غبيه...ماذا؟!
حاولت ان اكون بارده وقلت:
لم افعل شيء خاطئ..فقط سألت ما انا بحاجة لمعرفته...
استدار وخطى ثلاث خطوات للامام ثم استدار مرة اخرى ومشى الي..كان متوتر جدا وغاضب, اقترب مني كثيرا كثيرا وأمال رأسه ليصبح مقابل وجهي لا يبتعد عنه الا بضع سنتيمترات وقال بصوت منخفض يعض على اسنانه:
ألم اقل لكي انه خطير؟..هل قلت لكي ان تنسيه ام لا؟
حدقت بعينيه المخيفتين ... ما كل هذا!!!...
ابتعدت عنه وقلت متصنعة عدم المبالاة:
اذا كان بهذه الخطوره اذا لماذا لم تخبرني بالتفاصيل لأبتعد عنه؟!
ذهب الى الحائط وضربه بكل قوته وربما آلمته يده من الضربه وقال:
ماذا لو طردتي الآن؟...ماذا سأفعل انا؟
ماذا تفعل انت..ما علاقتك انت..ولم متوتر الى هذا الحد انت؟
شعرت ان ما فعلته كان جريمه وليس سؤال...
ظل واقفا في مكانه ويده مكان الضربه مثبتة على الحائط..فكرت قلبلا ثم ذهبت ووقفت امامه وقلت بهدوء:
شادي...ارجوك اخبرني كل ما تعرفه عن الموضوع لعلي اتراجع..
فرد يده على الحائط ثم وضع جبينه عليه ثم استدار واسند ظهره له وتكتف...ربما يفكر ويتذكر..
كنت اراقب ملامح وجهه بتمعن ..تتغيرالى الجد والغضب ثم للخوف والحزن ثم التوتر والارتباك...
يزفر زفرة قويه ثم يتنهد ويقطب حاجبيه..لم اتكلم وانتظرته...
اعتقد ان ثلاث دقائق مرت ونحن على هذه الحال....واخيرا تكلم:
قبل سنتين تقريبا حدث امر علق في عقولنا بمظاهر نفسيه مرعبه..على الحدود تم اكتشاف 30 كيلوغراما من المخدرات!
قلت له والفضول يفتك بداخلي:
قل لي شيء لا اعرفه ... هذا موجود في الملف...
اغمض عينيه في انزعاج وقال:
اذا كنتي تريدين معرفة القصه لا تقاطعيني..
هززت رأسي موافقه وصمتت فأكمل:
دارت الشكوك حول ثلاثه من بينهم فتاة لكن في النهاية كان المسؤول هو شاب يقارب ال27 من عمره...حول الى الاستجواب لمعرفة من اين جاء بهذه الكميه لكنه لم ينطق بحرف ولا حتى اسمه...لهذا سلموا القضية لنا في المخابرات...حاولنا وحاولنا بالطرق السهله وبالطرق الصعبه بالضرب والقسوة والحوار ولم يتجاوب معنا...
رأيت ان القصه طويله لذا جلست على الارض امامه استمع...:
وبعد ثلاثة شهور في السجن دون فائده ترجى منه هرب منه واتضح انه هرب عبير نفق حفر الى زنزانته من المجارير!وفقدناه الى الآن وظل كل شيء غامض وغير معروف حتى اسمه...وبعد شهرين اختفى احد المحققين . بحثنا عنه مطولا وبعد اسبوع تماما وجدناه في احدى الزقق المهجوره , جثة مهشمه ومشرحه وتظهر عليها آثار التعذيب ... وهذه هي جريمة القتل التي بدون تفاصيل وبعدها أمرنا بإغلاق الملفات المتعلقه بالأمر والابتعاد عنها..وصار ممنوع علينا التكلم في هذه القضيه...
ما الذي يتكلم عنه هذا المجنون!!....لم يعرفوا اسمه حتى...كيف لم تعرف المخابرااات اسمه؟!..ثم من الذي ساعده في الهروب..يستحيل ان يكون يعمل وحده...
على الأغلب فإن خلفه مجموعة جريميه خطيره!...
كنت احدق فيه باستنكار وعلامات الخوف تظهر علي...
ما هذا؟!...ظننت...!!!...لكن...على ما سمعته فإنها اخطر مما تصورت..
هل ما سمعته حقيقه ام انه يمزح معي كعادته...قلت:
شادي..هل في الأمر لعبة منك؟
هز رأسه وقال:
لا...وبعد تلك الاحداث ظهر قانون ينص على ان اي محقق يحقق خارج القضايا الموكلة اليه يتم فصله وعقابه في الحال...
ضغطت بإبهامي على صدغي اليمين فربما تخف ضجة التفكير والنقاشات التي دارت بيني وبين نفسي...
جاء وجلس القرفصاء امامي ثم ضرب جبيني برأس سبابته وقال:
هل اقتنعتي الآن انها خطيرة عليكي؟
اجل .. خطيرة جدا!..لكن هل تعلم بما افكر...رغم كل خطورتها ورغم كل الأهوال التي ستحيط بي سأمضي فيها ولن اهتم..لانني اظن انها لم تنتهي بعد...
نهض ومد يده الي ليساعدني في النهوض..وضعت يدي بيده وسحبني عن الارض...لم اترك يده عندما قمت..انها نفسها التي ضرب بها الحائط....نظرت الى ظهرها فوجدته احمر جدا وربما تؤلمه..
تحسستها بيدي الأخرى وقلت بقلق:
هل تؤلمك؟
ابتسم وقال:
لا...ليس كثيرا...,...هل نعود الآن؟
هززت كتفاي وقلت:
هيا بنا...
***
في مكتب اللواء...
دخل فؤاد بعد خروجهم مباشره الى مكتب ابيه بقوة فارتطم الباب بالحائط ...
وقف السيد رامز مفزوعا وقال:
ماذا هناك فؤاد...ماذا حدث؟!
قال فؤاد والغضب يتطاير من عينيه:
لقد احرجتني اكثر من مره...يجب طردها..قال اللواء وهو لا يفهم شيئا:
من هي؟..ماذا تقول..
جلس على الكنبه بانزعاج وقال:
هذه المدعوة دينا...لا يمكنني تحملها اكثر..يجب طردها!
تنهد رامز وجلس ثم قال بتضايق:
لن اطردها لانها لم تتصرف كما تريد انت..
شد فؤاد اطرافه وقال:
لكنها تغيظني وتتجنبني...
كان اللواء يكره تواجد ابنه في مكتبه وشعر بتضايق كبير فقال:
فؤاد..ان لم يكن هناك امر مهم تريد التكلم به فأخرج...لا استطيع معاقبتها لانها آنسه وانا لا اعرف كيف تفكر لهذا سأصبر عليها....
شد فؤاد على اسنانه وقال:
أبي لم تتصرف انت معي بجفاء .. هل كل هذا لانني صرخت على امي في الصباح؟
فكر اللواء...ليته كان الامر فط هكذا...ليته لم يعرف شيء...
صمت رامز ولم يتكلم ... وجد فؤاد ان والده لن يفعل ما يريد فخرج...
ضغط اللواء على الزر امامه ليستدعي مساعده وذراعه اليمين البديقارد عمار..دخل عمار وضرب تحيته فقال:
لم سمحت له بالدخول؟
صمت عمار فعلم رامز انه ما كان بيده فعل شيء فقال:
هل رأيت ماذا فعلت الآنسه اليوم؟
اقترب عمار من طاولته وقال:
اجل سيدي...هل تظن انها استقصدت؟
مشى رامز نحو النافذه ووقف عندها وقفته المعتاده,يده اليمين داخل اليسار خلف ظهره كالعساكر وقال:
لا اعلم...انها تذكرني بنفسي..
كان عمار صديق للواء اكثر منه بديقارد فقال:
هل تريدني ان اتصرف بهذا بنفسي؟
تنفس نفسا عميقا وقال:
لا يا عمار..يجب ان لا نتسرع...الآن اريدك ان تخبرني ..هل فعلت ما امرتك به؟
ضرب عمار بقدمه وقال:
اجل سيدي...وكالعاده لم يتغير شيء...
استدار اللواء اليه وقال:
حسنا اذا...كلما خرج راقبه جيدا وانت تعرف ماذا تفعل اذا وجدت شيء جديد..والآنسه دينا الآن سنراقبها فقط...انصراف
القى عمار تحيته وقال:
سأعين احد رجالي ليراقبها...
ثم خرج...امسك اللواء هاتف مكتبه وأراد ان يتصل بالقائد الاعلى لكنه اعاده الى مكانه وقال لنفسه..لا ..ليس هذه المره
سأهتم بأمر دينا بنفسي...
***
انا اعرف ان دينا قمة في الجنون لكن ما فعلته كان غبيا جدا..
لقد خفت عليها...ماذا لو طردت من العمل..هل سأبتعد عنها!!؟؟..
ما كان امامي لا ان اخبرها بالموضوع بتفاصيله لعلها تخاف..رغم ان هذا يهدد عملي...
طول طريق عودتنا الى مكتبي كانت تسألني"هل تؤلمك يدك؟" فأنفي وأقول "لا" .. لكنها لا تقتنع!!...
عندما دخلنا مكتبي اردت استفزازها لتصمت عن السؤال فقلت:
لماذا انتي مهتمه؟...هل تخافين علي!!!
توسعت عينيها النيليتين ثم جلست بطريقة طفوليه على الاريكه وقالت:
انت لا تستحق خوفي...فقط اسأل حتى اريح ضميري...
عرفت انها خجلت فأردت ان اغيظها فقلت:
وما به ضميرك؟
اشاحت نظرها عني وصارت تهز قدمها ....وفجأة اوقفت كل انفعالاتها ونظرت الي كأنما ترى شبحا وقالت:
صحيييييح!!...لقد كتب في الملف انه لم يتم القبض على الفاعل لكنك تقول انهم القوا القبض عليه...لماذا يا ترى؟!!
لم اعرف ماذا اجيبها فقلت:
دينا..نحن في مكتبي ..لسنا في الخارج..
وضعت اصابعها على شفاهها وسرحت بالبعيد..
رفعت قدماي الى الطاوله (لكن بعيدا عنها) وامسكت هاتفي وانا اقول:
دينا...اذهبي الى مكتبك..أريد ان ارتاح..
نظرت الي ببرود وقالت:
كأنك تحترم وجودي!
حبست ضحكتي الا عن ابتسامه صغيره:
دينا...لاتنسي الذهاب للعميد..
وقفت ورفعت حاجبيها وقالت:
شادي..انا اعلم ما يجي علي فعله..اما انت فحضر نفسك لتساعدني في قضية الهارب...
يا لهذه البنت تقرر كل شيء من تلقاء نفسها...لكن علمت انها ستطلب مني فقلت:
حسنا اذا..
ابتسمت ثم توجهت الى الباب...عرفت انها قد تفعل اكثر مما فعلته عند اللواء..أردت ان احذرها حتى لا افقدها:
دينا...لقد شرحت لكي الموضوع لتتجنبيه ... ارجوكي لا تقومي بفعل احمق...
توقفت قليلا ثم خرجت دون ان ترد او تنظر الي...
اذا فهي تنوي فعل كل ما هو متهور..عدلت جلستي وشابكت اصابعي على الطاوله واخذت افكر في ما ستفعله هذه المتمرده....
***
عدت الى منزلي ودخلت الى امي في المطبخ:
مساء الخير امي..
وقبلت يديها الدافئتين...قالت:
مساء الخير بني..كيف كان عملك اليوم؟
قلت بينما أملئ كأس زجاجي بالماء:
كالعاده...لا شيء جديد..
ابتسمت وقالت:
هيا اذا...استحم وغير ملابسك لنتناول العشاء معا...
شربت كأس الماء وصعدت الى غرفة أختاي...
طرقت الباب فسمعت صوت جمانه الرنان:
من انت؟
تنحنحت وقلت:
انا شادي...
سمعت صوتهما تضحكان وتتكلمان في سرور ثم انفتح الباب فرأيتهما تبتسمان على طريقتهما الخاصه...ثم امسكت كل واحده بذراع لي وسحبتاني الى الداخل وقبلتا خداي في وقت واحد!...قبلت كل واحده على جبينها ثم جلست على سرير أسمهان مبتسما .. قالت:
كيف حالك اخي...
مددت اطرافي وقلت:
على خير ما يرام....وانتما ...كيف الجامعه؟
تكتفت أسمهان مع ابتسامه غريبه وجلست جمانه على طاولة المرآة وتبتسم نفس الابتسامه....استغربت...هناك شيء ما خلف هذا ...قلت:
ماذا هناك؟!!
نظرن الى بعضهن ثم قالت أسمهان بخبث:
سمعنا ابي يتكلم مع امي اليوم...
رفعت حاجبي وقلت:
اذا؟؟؟؟
جلست الى جانبي ووضعت رأسها على كتفي وقالت:
كان يتكلم عن الآنسه التي جاءت الى القسم قبل شهر....
أظن انني اتوقع ما سيقولانه ... فارتفع طرف فمي بابتسامة عجزت عن حبسها فضحكت جمانه بصوت عالي وقالت:
كنت اعرف....هيا قل لنا...
اصطنعت الغباء وقلت:
ماذا اقول؟؟!!..
جاءت الاخيرة وجثت على ركبتيها امامي وقالت:
شادي....نحن نعرفك جيدا...قال ابي انك تنسجم مع الآنسه دينا كثيرا ... ويرى فيكما الثنائي ال....
وقبل ان تكمل قطعت عليها كلامها وقلت:
متى قال هذا!!!
ازاحت أسمهان رأسها عني وقالت بينما تنظر الي نظرات شك:
لا يهم متى قال....المهم انت قل لنا ... متى بدأت بالاعجاب بها؟؟؟
أرجعت رأسي للخلف حتى نمت على السرير وعلى فمي ابتسامة(تعرفون كيف هي)...فسحبتني جمانه بقوة حتى عدت للجلوس وقالت:
شاااادي...اخبرنا...
نظرت الى السقف وقلت:
اااااه يا جمانه ... كان فيها شيء غريب منذ جاءت...
خرجت من قلب أسمهان ضحكة خفيفه وقالت:
لم اتوقع هذا يوما... صار عندي فضول ان ارى هذه البنت التي سيطرت عليك في شهر...
نظرت اليها ببرود وقلت:
سيطرت علي!!!؟؟؟؟....ليس الا اعجاب...
قربت جمانه رأسها مني حتى صارت عينيها مقابل عيني تماما وقالت:
لانصدق...انت تحبها وانتهى الأمر...
لا اعرف لماذا تسارعت نبضات قلبي وتصنعت العصبيه وقلت:
انتما تتكلمان في أشياء اكبر مني ومنكما ....
ثم خرجت من غرفتهما وتتبعني ضحكاتهما...
هل حقا احبها...ولم لا؟.... انها رائعه...لكن...لا اعرف... دينا.....
استحممت بسرعة وارتديت بذلة رياضيه وطول الوقت وانا اشاهد دينا متمثله امام عيني بضحكتها العاليه وغضبها الجميل...
على العشاء كنت شاردا ... بالكاد اكلت...وعلقت على شفتاي ابتسامه... اسمع ضحكات جمانه وأسمهان وهمسهن لبعض...وماذا في الامر ... ان دينا تستحق ...
***
لقد شغلتني المعلومات التي اعطاني اياها شادي كثيرا ... ولم انام ليلة امس بسبب التفكير...ممنوع على اي احد الكلام في القضيه....لماذا ... ولماذا اغلقت القضيه قبل اكتمالها...اسئله كثيره دارت في بالي....
واليوم لم اذهب الى شادي في مكتبه وطوال الوقت كنت جالسه امام طاولتي واصابعي على فمي...افكر....
دخل شادي بصخب كعادته وقال:
صباح الخير يا محققتنا المتمرده...
قلت بصوت منخفض بالكاد يسمع وبهدوء:
صباح الخير...
جلس امامي وثبت نظره علي...اعلم هو مستغرب من هدوئي الفجائي...لكنني لم انظر اليه ولا اريد قطع افكاري....
قال:
مرحبا...هل من احد هنا؟!!
لم ارد...لوح بيده امام عيني وقال:
دينا...تكلمي معي...
غضبت وانزلت يدي عن فمي ونظرت اليه ببرود وتأففت قائله:
"اففففت" نعم...ماذا تريد...
رفع حاجبه وقال:
ما بها المجنونه اليوم؟؟..
كورت قبضتي وشددتها وتنفست نفسا عميقا ثم قلت:
المجانين متقلبوا المزاج ... اعتبرني هكذا وارحني من ثقالتك ارجوك...
ثم تركت له المكتب وتوجهت الى وسط الطابق حيث هناك اجد الماء وآلة القهوه....اخذت فنجانا من القهوه وجلست على احدى الكنبات السوداء ....
جاء وجلس الى جانبي وقال:
كل هذا خوفا من الهارب...اطمئني انا معك...
قالها بطريقة مستفزه اغاظتني...
وضعت فنجان القهوة بقوة على الطاولة الجانبيه واستدرت بجسمي اليه وقلت:
انا افكر...الا ترى هذا... يا اخي احترم هذه اللحظه واصمت...
ابتسم ابتسامته الجذابه التي يبتسمها كلما غضبت منه فتكون كمرخية لأعصابي المشدوده ويتلاشى غضبي وأهدأ...
اخذت فنجان القهوة وارتشفت منه القليل وابقيته في يدي...ثم شعرت بتأنيب الضمير لأنني صرخت فيه...
عدت ونظرت اليه وقلت باعتذار:
شادي...انا آسفه ... لم اعد اريد التفكير...
ضحك قليلا ثم قال:
لا مشكله .. اعتدت على مزاجاتك المتقلبه...
دائما ما يستقبل غضبي بابتسامه ومرح ... ليت كل الناس مثلك يا شادي...
نهض وقال:
هيا بنا...يجب ان نبدأ بقضيتك الأولى...
صحيح !!... قضيتي الأولى نسيتها ... هكذا من البداية يا دينا!...وقفت وقلت مع ابتسامه:
كيف نبدأ؟
مشى ومشيت خلفه...لكن انظاري تعلقت بذلك الشخص عندما رأيته عند آلة القهوه وينظر الي بتمعن...هو نفسه ذلك البديقارد عند اللواء!...
شعرت بقليل من التوتر لكن اردت ان اتناساه واسرعت خطاي امام شادي...
دخلنا الى مكتب السيد احمد...ظللت مختبئة خلف شادي لانني اتوقع توبيخ منه...لكن سرعان ما ذهب شادي الى مكتبة الملفات وتركني واقفه لوحدي امام انظار والده ... قال الاخير:
صباح الخير دينا...
صباح الخير؟؟؟..صباح الخير؟؟؟..ابدأ بالتوبيخ ارجوك قبل المقدمات ضربت التحية وقلت:
صباح الخير سيادة النقيب...
صار يهز الكرسي يمينا وشمالا (ملاحظه :كراسيهم هي نفسها كراسي الكومبيوترات **للي غايب عن بالو الموضوع**)ثم قال:
جيد ان اللواء تصرف بعقلانيه واعتبر سؤالك مجرد فضول...
اردت ان اقول انني لم اقتنع واريد ان اعرف المزيد لأشبع فضولي ... اردت ان اقول انني مهما حدث لن اتراجع عن موقفي وسأظل خلف الموضوع حتى اكشفه...لكنني في النهاية قلت:
اجل سيدي...
وضع شادي ملف ما امام السيد احمد وقال:
هل هذا هو؟
هز السيد احمد رأسه موافقا ثم قال شادي وهو يتقدم نحوي:
ها هو ملف القضيه...لنذهب...
خرجت خلفه ...
لا اعرف لماذا من بين كل افكاري المتراطمه شد انتباهي شكل شادي...
هذه اول مره اتأمله بهذه الطريقه لكن....كان يرتدي بذلة سوداااء داكنه مع شعره الاسود الكثيف بحيث يظهر بياضه...ثم ماذا عن لحيته الخفيفه !...وطوله...
انتبهت الى غباء افكاري ونفضتها من رأسي ...
دخلت معه الى مكتبه وجلسنا على الكنب وتفصل بيننا الطاوله الخشبيه المنخفضه عنا قليلا...وضع الملف عليها وفتح الصفحات ثم اداره ودفعه امامي وقال:
هنا يوجد كل شيء منذ هروبه... لقد أراحونا من عناء الذهاب الى السجن والسؤال بانفسنا...
اخذت الملف وصرت اتصفحه واقرأ ما بداخله:
"الاسم:فواز آل فواز
.
.
التهمه:القتل المتعمد
.
.
مدة السجن:20 سنه مع الاعمال الشاقه...
.
.
هرب خلال عملية نقله من سجن التقاطع الى سجن الجنوب بعد ان ضرب الحراس واجبر السائق بالسلاح ان يتوقف...
واخذ معه اثنين من اسلحة الحرس...
.
.
وشرح كثييير لا تريدون معرفته"
بعد ان طالعت الملف وقرأت كل محتواه ...الأدله وآخر زياراته .. ومع من كان يتكلم ومن هم اصدقائه بالسجن...واعترافاتهم ونتائج استجوابهم...الخ..الخ....قلت:
اظن انه يجب الآن ان نبدأ بزوجته...
هز شادي رأسه موافقا وقال:
انتي المحققه وهذه قضيتك...
وقفت وقلت:
اذا للننطلق...
وخرجنا معا...
لا اعرف هل سأستطيع معرفة مكانه او لا...
وهل سأتمكن من معرفة اي شيء عن القضايا غير المكتمله...
عل كل حال..أظن ان هذا الهارب سيتسبب في تأخير تحقيقي فيها...

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ


اتمنى يعجبكم ... آرائكم تهمني...
...
شو رح يعمل اللواء مع دينا؟؟؟
ليش كتب في الملف انو ما تم القبض على الفاعل رغم العكس؟؟؟
هل رح تقبض دينا ع الهارب؟؟؟
توقعاتكم اكيد تهمني ^^





لامارا غير متواجد حالياً