عرض مشاركة واحدة
قديم 24-05-09, 08:30 PM   #3

شذى الأيام

? العضوٌ??? » 8501
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » شذى الأيام is on a distinguished road
افتراضي

شكرا لك دينا واتمنى ان تقبلي صداقتي وتحياتي ...وجميع الأالاعضاء
والان إليكم الروايه وهي منقوله............


الفصل الاول :


1. امرأة لاتريد الماضي !!


كان يجب ان ترافقينا لورا ! فالمسرحية كانت رائعه .. واه .. كان ديك ممثلا عظيما .
رفعت لورا راسها الى زميلتها مبتسمة , ودخلت الى الغرفه لتضيء المصباح لتضيء المصباح
اكانت المسرحية بالروعة التي هي عليها الرواية ؟ لقد تعرضت الرواية لعاصفة من النقد والمسرحية مازالت تعرض منذ زمن . اليس كذالك ؟
اطول الفتاتين اللتين دخلتا الى غرفة الجلوس , ابتسمت وهي تغرق نفسها في مقعد ذي ذراعين , ثم شرعت تخلع حذاءها : المسرحية رائعه والتمثيل عظيم .. وهليين على حق ديك بارني ممثل رائع .
رفعت زميلتها صوتها ساخره وصوبت نظرهل الى هيلين شريكتهما في الشقة .
لقد مات ميته جميلة , فبكت هيلين مايملأ دلوا .. الجلوس الى جانبها في مسرحية درامية كمن يجالس قطيعا من الحيتان يتدفق الماء من فتحات تنفسها .
ضحكت هيلين ,,
- حتى انتي تبللت عيناك كايت بل اظن ان الجميع بكى . كانت كمسرحية يونانية أو كأحدى مسرحيات شكسبير التراجيدية .. مثيرة للعواطف لقد لاحظت عدة رجال يختلسون النظرات الى الآخرين وهو يتمخطون ..
- انه لفعل مناسب ف ليلية ربيعة دافئة ..
لورا مورلي , فتاة انجليزية لها الوان الفتاة الانجليزية المثالية , أو ربما ملامح الفتاة ( الشمالية الاسكندينافية ) فهي ذات شعر فضي , وعينين صافيتين رماديتين كالسحب , نادرا ماتظهر بين سكان جنوب بريطانيا , اما اهدابها وحاجبها فبنية , تبدو لرائي جميلة ليس بسبب تقاسيم وجهها التي ينقصها جمال الشكل الحقيقي , بل لانها تمتلك جاذبية لاتقاوم ووجها ابيض يزيده شحوبا فم له خط منتظم غريب !!
بينما كانت تتحرك برشاقة في المطبخ الصغير لتعد القهوة , كانت تصغي الى رفقتيها بابتسامة تلوي شفتيها . وليست هي المرة الاولى , التي تشعر انها محظوظة لانها تشاطر الشقة مع فتاتين لطيفتين مثلهما , كايت عملية رزينة , وهيلين ذات احساس مرهف للمرح والحياة ..

golya

قالت لورا :
- سعيدة انا لاستمتاعكما بها ....... من مؤلفها ؟؟
- انه مؤلف الرواية الاصلي سايمون باركلي .
قطبت لورا جبينها , وكانها تلاحق ذكرى مراوغة , وتمتمت :
- سايمون باركلي ؟ .... يبدو لي الاسم مألوفا ؟؟
تناولت كايت فنجان قهوتها وقالت :
- انه كات شهير بالطبع .... لقد كتب رواية تدور احداثها في العصور الوسطى عن جماعة من المنبوذين , وقد صورت حلقات تلفزيونية . اتذكرينها ؟..؟
ردت هيلين :
- بل كانت قوية في قساوتها ..... فالرجل ساخر متشائم , لكن هناك دائما شعاع من امل يتركة في نهاية رواياته , لقد الف روايات عديده كل رواية انجح من سابقتها ... صحيح ان النقاد لا يقارنونه بشكسبير كصديقتنا المتسرعه هذه لكنهم قد يفعلون لو لم يكن شكسبير في نظرهم مقدسا ..
جلست لورا في كرسيها :
- قرأت عنه في مكان ما . هل شاهدتما شخصا نعرفه في المسرح .؟
- نعم فرانسيس باركر , بصحبة رجل رائع ... لأكنها لم تكن متصنعة كما هي عادتها ... مع أنني لاعتقد أن لزينتها التأثير المعتاد ..
ضحكت لورا :
- وكأنك لاتحبينها هل سرقت منك احد أصدقائك ؟؟!
- اجل ... حين كنا في المدرسة , لكنني لااكرهها لهذا السبب . بل لانها متكبرة وتكبرها هذا قد يجلب الجنون لامها تدريجيا والسيدة باركر امرأة محبوبة ,,
ارتفع حاجبا لورا سخرية :
- الم تقدمكما له ؟
ضحكتا .. وقالت هيلين :
- صدقيني لورا .... الامر غريب كانت متأرجحة بشكل واضح بين اظهاره وجاب حسد النساء لها , وبين ابقائة بعيدا لئلا لا تخطفة احداهن منها ..
- وكيف كان شكلة ؟؟
- اووه ... اسمر قاتم الشعر ليس اسودا تماما .. بشرته سمراء لوحتها الشمس , وقسمات وجهه خشنة , علية سيماء الفطنة والذكاء ... وهو الى ذالك وسيم جدا .. خاصة تيكنك العينين التين كانت كايت في طفولتها تسميهما (( العينان القاتلتان ))
صاحت كايت محتجة :
- لم استخدم في حياتي مثل هذا التعبير !! مآبك لورا .... مصابة بصداع ؟ تبدين شاحبة ؟!!!!
ابتسمت لورا :
اجل ياممرضتي .. الا انه صداع خفيف ... نادرا مااصاب بمثله هذه الأيام .
- حسنا الى الفراش إذن , وفي الغد يمكننا الذهب جميعا الى الراحة ما رأيكن بالذهاب الى البحر ؟؟ اذا كان الطقس مناسبا بالطبع ..
كن قد قررن الذهاب إلى وايت كوف , على شاطئ جزيرة وايت ..
هامبشاير , مقاطعة جميلة جدا ... كانت السنتان اللتان امضتهما لورا في مينائها الرئيسي (( ساوثمبتون)) رائعتين ,, فلا احد قد يكون الطف من هيلين وكايت وقد اصبح لديها بسبب صداقتهما دائرة واسعة من المعارف المهمين .. وهي كذالك تتمتع بالعمل في محل الانتيكات .. وحياتها مرضية تماما .
اليوم الدافىء جلب معه الى الجزيرة عددا كبيرا من المتنزهين الذين في معظمهم مجموعات عائلية لاكن هناك عدد كاف من الشبان والشابات ماضفى على مساحة الرمال الواسعه جوا عابثا ..
حصنت لورا نفسها بزيت خاص ضد الشمس بسبب بياض بشرتها الشديد , وذالك قبل ان تتمدد على منشفتها وكانت هيلين قد انضمت اليها لتتمتع باشعة الشمس اما كيات فقد تظللت تحت قبعة كبيرة لتقراء كتابا ,,
بعد قليل قاطعت هيلين السكوت المحيط لتتمتم :
- لاتنظرا الان .. فها قد وصلت فرانسيس بصحبة ذالك الرجل الساحر .
فتأوهت كايت :
- يا الهي ! الا تستغل تلك الفتاة محاسنها كثيرا ؟؟؟!!!
ردت هيلين متنهدة :
- تلك الفتاة تثير في داخلي اسواء المشاعر سأجبرها على تقديمه لي !!
فصاحت لورا :
- هيلين !
ولاكنها تأخرت فكان عليها ان تراقب زميلتها تقف باندفاع طفولي لتلوح منادية :
- فرانسيس ! فرانسيس باركر
اضطرت فرانسيس الى الالتفات اليها متجهمة الوجه . كان من عادة فرانسيس الاقتراب كثيرا ممن يرافقها لاكن يبدو ان هذا المرافق يرهبها لدرجة الابتعاد عنه .
جلست لورا ومدت يدها الى سترتها بعد ان اجتاح عينيها القابعتين خلف نظارتيها ذعر شديد , انه يبدو مألوفا لها .... !! انها موقنة من انها تعرف هذا الونا لاخضر القاتم في عينية كما تعرف هذه الابتسامة ............... لقد شاهدت هذه الابتسامة من قبل ! وتألمت منها ..

ادعت فرانسيس العبوس وهي تدنو منهن ... لم يصدر عن الرجل مايشير الى انه يعرف لورا , لاكنها احست بان نذراته عدائية تجاهها ولم تدهش حين سمعت ان اسمة سايمون باركلي .
صاحت هيلين بذهول :
- الكاتب الروائي المسرحي !!! ؟؟
نظر اليها وبتسامة ساخره تحرك خط فمة المستقيم :
- هو نفسه .... الم أشاهدك في المسرح لية امس ؟

golya
فقالت كايت ساخرة :
- ان لم تكن قد شاهدتها , فقد سمعتها ... لانها كانت احدى الباكيات العاصفات بينهن ..
فضحك , ثم راح ينظر اليها ممعنا :
- يسعدني ان اعرف ان مؤلفاتي تحرك مشاعر الآخرين حتى درجة البكاء . وهذا دون شك دافع قوي للغرور ..
والتفت الى لورا :
- الم تكوني معهما انسه ........... لورا ؟!
- لا
كان ردها قاطعا ومختصرا اذ لا داعي لتقديم اي تفسير .
ران صمت مربك قطعته فرنسيس قائلة :
- حسنا ربما من الاجدى لنا ان نذهب الان سايمون ..
- وهل انتي على عجل ؟
كان رده مقتضبا , لكن وجه فرانسيس احمر خجلا فأحست لورا بالأسى عليها
- لا ....بطبع لا .
قاطعتهما كايت قائله :
اجلسا معنا اذن . لور أنتي الأقرب لسلة الطعام هلا قدمتي لنا مانحتسيه ؟فالطقس حار .
كن قد جلبن معهن زجاجات كبيرة من العصير ,صبت لورا العصير في اكواب بلاستيكية ثم قدمتها الى الجالسين وعيناها ثابتتان عليها لئلا تندلق .
تنهدت هيلين سعيدة :
- رائع ! اخبرني سيد باركلي ,ما الذي حملك إلى هامبشاير ؟ اتعمل على تأليف رواية أخرى ؟؟
- في الوقت الحاضر ..لا .. لكنني اظن ان لدي فكرة رواية انا ازور شقيقتي هنا , فهي وزوجها يملكان مزرعة مواشي .
قاطعتهما فرانسيس شارحة :
- في ريف هامبشاير .
سألته كايت :
وهل ستكون مادة الرواية مستوحاة من منطقتنا ؟
- ربما في جزء منها .
كانت عيناه غريبتي اللون : اطار ذهبي يحيط البؤبؤ المشع بلون اخضر قاتم ولانه لا يضع نظارة استطاعت لورا ان تراه بشكل افضل .
شعورها الذي ألح عليها بأنه مألوف لديها عاد يدغدغ أعصابها .
لكن ربما شاهدت صورته في مجلة أو صحيفة فهو صاحب قسمات يصعب نسيانها . نعم هي قسمات قاسية لا تستطيع ان تقول انها جميلة ولاكن لصلابتها تأثير كبير على الاعصاب .. اعادت بصرها اليه فوجدته ينظر اليها نظره باردة لم تستطع قراءتها . ان له دون شك القدرة على كشف مايريد خلف هذا القناع المثير ..


حولت لورا وجهها الى قناع لطيف ايضا ثم اعرضت عنه حتى لم يعد يرى الا استدارة فكها وذقنها الصغير المستدير لكنها لم تدرك انها بذالك تكشف عن عنقها المديد الجميل واهداب عينها الطويله القاتمة بالنسبة لبشرتها ..
لقد ساعدها حضها لانها لم تظطر للمشاركة في الحديث فقد كانت كايت وهيلين تتابعانه بنجاح وسمعت كايت تقول :
- فكرنا القيام بتمثيل رواية – الحصاد – لكننا عدلنا عنها واستبدلناها برواية = العمة العجوز= لانه لم يكن في النادي عدد كافي من الفتيات لتمثيل الرواية ..
فابتسم :
- وهل انتن جميعا ممثلات ؟
- انا وهيلين فقط اما لورا فتحضر حفلة الافتتاح فقط
احست لورا بعينيه تحدقان بجانب وجهها وحين تكلم كانت نبرات صوته منخفضة , حميمة , وكان الثلاثة الاخريات لاوجود لهن :
- الست مهتمة انسة مورلي .
اضطرت الى الالتفات , وقالت دون اكتراث :
- لاموهبة لي سيد باركلي ..
حدقت فيها فرانسيس بحيرة وبلاهة :
- ولاكن كيف تعرفين ؟ ... هذا مستحيل بوجود الاعاقة ..
ران صمت غريب هزت بعده لورا كتفيها من غير اكتراث :
- ذاكرتي ممتازه لمعظم الامور ..
- فقدت ذاكرتك فكيف تتذكرين ؟
ردت لورا بلطف :
- لااذكر شيئا عن حياتي قبل سنتين , أما مبعدهما فأذكره جيدا
- حظ مشئوم ............! الا تظن هذا سايمون ..
على الرغم منها اعادت لورا نظرها اليه golya فصدمت مره اخرى لان قشعريرة اجتاحت جسدها ..
وقال معلقا :
- يبدو وكأنك كيفتي نفسك تماما انسه مورلي ..
لامست بسمة قلقلة شفتيها :
- لامجال لشيء أخر قد يفعله المرء في هذه الحالة ..اذا فقدت الذاكرة فيعني انك فقدتها ولا سبيل لاسترجاعها .
- ربما لاترغبين في استعادتها .
توترت في لحظات قليلة كل عضلة في جسد لورا , وشحب لونها لاكنها علمت انه لاحظ تماما ردت فعلها على ملاحظته وردت بخفه ..
- ربما ..فالله وحده يعلم ماهي الأسرار التي اخبئوها , قد اعرض عليك تجربتي لتتخذ منها مادة رواية سيد باركلي لاكنها ستكون مملة ..
- سأكون انا الحكم على هذا .
جعلت لهجة التحدي في نبرات صوته العميق رأسها يرتفع ورأته يبتسم لاكن ابتسامته كانت عميقة كما نظرته ..


شذى الأيام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس