عرض مشاركة واحدة
قديم 24-05-09, 08:42 PM   #9

شذى الأيام

? العضوٌ??? » 8501
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » شذى الأيام is on a distinguished road
افتراضي

5- ملك يمينه .
حاولت لورا البحث عن حل فهذا الرجل يأسرها بطوق غير مرئي ويحكم هذا الطوق عليها .
- أي لعبة تحبين ..اتحبين اللعب ؟. هل تتمتعين بالألم لورا ؟
خرجت كلمات الرد فحيحا من بين اسنانها :
- وهل تؤلمني لو قلت لك نعم .؟
أخافتها ضحكته :
- أجل ..فأنا على استعداد لا ختبار جديد .
- جديد ؟.
- صدقي أو لا تصدقي ..فأنا لم اضطر يوما للعنف لأنال ما أريد ... لا كن اذا كنت تحبين العنف ...
اعلمتها نظره واحده الى وجهه انه سيتعمد اذلالها . والأذلال هو مايشبع غرضه الشيطاني , احست للمرة الاولى بخوف يطغى على مشاعرها . وراحت دموعها تفر من عينيها , فانسابت على وجنتيها .

شعرت بأنه يشكل تهديدا لها ... ولا كنها لا تدري ما هذه السيطرة التي يمتلكها عليها .
- سايمون ..****** .com www. أنا لا أريد الذهاب الحفلة .. أرجوك ...

رفع رأسه ليقلد صوتها ساخرا :
- سايمون أرجوك ..! لم تجيبي بعد على سؤالي ..مذا تريدين العنف ام طريقة اخرى ؟.
احست لورا بانها تكاد تختنق , ثم تنهد قائلا واخضعته دموعها لما تريد هي :
- لا...يا ألهي .. انت تدفعيني الى الجنون , استطيع ان افعل ما أريد ..لكنني لن افعل .. فأنا أكبر من أفعل هذا ... لا أنني احتاج الى الراحة .
جعلتها سخرية الموقف تبتسم :
- وكم عمرك ؟.
- ثلاثون .
رفع رأسها يتأملها بهدوء . ثم قال بصوت رقيق :
- انت جميلة رقيقه .. وأنا لا أريد ايلامك .
- لم يعد يهمني شيء حتى الألم .
- بل يهمني أنا .. تعالي الى حفلة فرانسيس لورا .... أرجوك .
رفعت رأسها مذهولة يشوب ملامحها الغضب :
- لماذا ؟!!!!
ضحك ومرر يده على شعرها , وقال :
- أريدك أن تذهبي ..لكن حذار أن تسأليني عن السبب .. فأنا أعتقد اننا سنمضي سهرة ممتعة معا .
- وننهيها بنشاط ممتع اخر ..
- ربما ... لاكن هذا لن يحدث ألا اذا رغبت انت فقط , أنت لا تحبين التعقب المبالغ فيه .. أليس كذالك . ؟
فهمست مرتجفة :
- لا ..
- انت لست بالساذجة حين يتعلق الامر بالأغراء لورا .لابد أن هذا ولد معك . هل كنت مثالا للإغراء ؟
- لست ......
وصمتت ...لن تقول إنها لم تمارس فتنتها من قبل إلا عليه . انه جذاب جدا .. يملك سحرا يخلب الألباب , golya سحرا ترفضه وترفض الاعتراف بتأثيره العميق عليها . اضطرت الآن الى الاعتراف بأنها توشك على الوقوع في حبه ...وهذا كله مبني على واقع بسيط هو ان التجاذب الذي اشتعل بينهما منذ البداية , كان بداية ثقة وحب اعتماد وحاجة ولعل هذا ما يخيفها , لكن الحب بحاجة إلى جذور والى وقت اطول لتعارف .... سألته بريبة :
- ألم نكن نعرف بعضنا ؟ قبل الان ؟
شيء ما لمع وراء الشعاع الأخضر في عينية , ثم اختفى :
- ولماذا تسألين ؟
- أحس بأنني أعرفك .
رد بصوت خفيف :
- ربما التقينا من قبل .
ضحكت لورا , وقالت بسخرية حلوة :
- اتعرف ... اتصورك قرصنا من العصور الوسطى , ترمي برواياتك الخالدة مابين السحرة , واللصوص والمغتصبين ....
قطب بشدة , وقال بنفاذ صبر حقيقي :
- كان بإمكانك التوقف عن هذا التهجم ... لا كنك تتعمدين إثارة حفيظتي وعليك تحمل النتيجة . عليك ان تكتبي رسالة قبل دعوة لفرانسيس .
تقدمت الى الطاولة , لكن قبل أن تضع القلم فوق الورق قالت بهدوء :
- هل تريدني حقا ان اذهب , سايمون ؟
- ألم اوضح لك رغبتي هذه ؟
لامس الأحمرار بشرتها :
- أجل ...لاكن ......حسنا .... ليس لدي شك في أن فرنسيس .. اوه ..تبا انت تعرف ما أعرني ... اذا كنت تسعى الى علاقة حب عابرة , ففرانسيس مستعدة , وهي ترعف قواعد اللعبة .. أما أنا فلا أريد شيئا من هذا .
فابتسم , وبدا واثقا من نفسه :
- أعرف هذا يافتاتي العزيزة , ولاكنني لاأهتم بفرانسيس , كنت قادرا على قبل عرضها منذ سنوات , لا كنني لاأشكو من حسن التمييز , ... أكتبي رسالة القبول وكوني فتاة طيبة , وعندها سأصطحبك الى العشاء .
- رشوة ؟!..
- لا .. بل مكافأة على قبولك الدعوة عن طيب خاطر .
بعد أن تركت رسالة الى فرانسيس , تركت مذكرة لكايت تقول فيها انها خرجت مع سايمون .
خلال النزهة اظهر سايمون انه رفيق مسل ومرح , وقد شعرت بعد عودتها بأن حبها له قد ازداد وبأن ماشعرت به من تردد غدا في طي النسيان .


.....
كان الفصل يضمحل مسرعا الى الصيف , وفي الأيام التالية , لم يقترب سايمون منها فأحست بها تطول , كانت لورا خلالها تمارس لعبة التنس في النادي بعد أوقات العمل , فترهق نفسها حتى تكسب فكان ان جعلها هذا الإرهاق تغرق في نوم عميق كلما اوت الى فراشها ,
ظهرت اول ملكات الفراشات golya في الحدائق , وهي فراشة برتقالية وسوداء , رائعة الجمال ,.تطير بخفة توحي بالثقة .. حطت على اصبع لورا التي كانت جالسة في الحديقة فراحت الفراشة ترفرف اجنحتها ببطء وكأنها تحاول تبريد نفسها في النسيم الخفيف ,,
- ما أجملك !..
سمعت صوت سايمون يأتيها من خلفها .
- لا أتعجب حين ارى الأرانب تثبت على اطراف قدميك ولا استغرب حين ارى العصافير تقف لتبوح لك بأسرارها .

قفز قلب لورا من مكانه , لكن سخرية صوته العميق جعلتها تعجز إلا ان تبتسم , فقال :
- اه ....... يجب ان ابتعد عنك كثيرا اذا كان هذا ما سأحصل عليه حين عودتي !
- كنت ابتسم للفراشة .!
وامسك بيدها يرفعها الى شفتيه , فارتعبت الفراشة وطارت بكل هيبة وجلال نحو مجموعة زنابق , قال لها :
- فتاة الطبيعة .
- لماذا اخفت الفراشة ؟.
فضحك :
- لأنها تعيق طريقي وتفعل ما أود فعله .
احست بشحوب مفاجئ يرافقه مشاعر عنيفة .
- تعالي معي الى الشاطئ اليوم .
تخاصم القبول والحذر في نفسها , ففاز القبول :
- حسنا أمهلني عشر دقائق .
اصطحبها الى شاطئ لم تزره من قبل , فتسلقا تلة مغطاة بالأشجار ثم وصلا الى خليج صغير يشبة المغارة تغطية صخرة حمراء مرتفعه عن البحر , والى جانب الخليج كان هناك بيت منخفض البناء , ملطخ الجدران , نوافذه العريضة مقفلة في وجه أشعة الشمس .
قاد السيارة الى خلف البيت , ثم توقف في ما يشبه المراب .
- أهلا بك في منتجعي .
- قلت إننا سنذهب الى الشاطئ ؟!
- يا طفلتي العزيزة . بإمكانك قضاء يومك كله على هذا الشاطئ .
- أتعيش هنا ؟
- اجل .. فأنا أحب العزلة حين أعمل , فالمنزل عند شقيقتي كالسرك معظم اليوم , لذا ألجأ الى هذا الشاطئ .
- قابلت ابنة أختك منذ مدة .
- مارلين ؟ أنها متوحشة . لها أرادة والدها وقلب أمها الرقيق .. والصبي نسخة عن دان .. لا يعرف رقة القلب ابدا .
- وهل تظن رقة القلب مهمة ؟
- يقال ان المرء ينجذب الى الفضائل التي لايملكها .. هل انتي رقيقة القلب لورا ؟ لا أظن انني كذالك .
- لا ...لست رقيق القلب ابدا .
كان قد دخلا البيت وهو عبارة عن غرفة واسعة ذات نوافذ كبيرة تكاد لاتفصلها عن الخارج . سألها عامدا :
- ما لذي يجذبك اليً أذن .... القساوة ؟
- لا .. القساوة لا تجذبني بل تخيفني وانت تعرف هذا !
- ستقولين لي الان أن الرقة هي التي تجذبك , لكنك ستكذبين . أنت بحاجة الى من يحكمك , سيد , شخص ينتزع الاستجابة التي ترفضين إعطائها بسهولة . مشكلك انك تقاومين مشاعرك تجاهي .
- انني على م أعتقد شخصية عادية .. أما انت فلا تعرفني جيدا فكيف تشرح نفسيتي .
- لا بل أعتقد انك فريدة من نوعك .
قال كلماته تلك برقة بالغة ورقته الآن أربكتها , فعالم الحب هو ما تريده ان يأسر حياتها كلها .
- حين ترق مشاعرك , تثقل عيناك , وتصبحان كغيمة مشبعة بالعاصفة في سماء مكفهرة .
أحست بجفاف في فمها فسألته بحماقة :
- وماذا عنك ؟
ضحك وعقد ذراعية :
- كما ترين .... لا تخافي فلت اغرر بك .
- اعتقد إنني أبدو غبية أمامك .
- لا .. ولما تعتبرين نفسك غبية ؟ كل ما أفكر فيه انك صغيرة لا تملكين تجارب . لكن ربما ما حدث في ماضيك ما صدمك وجعلك تفقدين الذاكرة ربما مازالت تؤثر عليك حتى الآن . وبما أنني لا أهتم كثير بالنساء , كما تلاحظين , فأنا أكثر
-
-
- موافقة .
- إذن إلا السباحة أولا .
ومد يده إلى قميصه ينتزعه من فوق رأسه .. فأفلتت صرخة صغيرة منها . فنظر اليها مذهولا :
- ماذا جرى ... ما بك ؟
- كتفك .....
مدت يدها تشير إلى أثار جرح عميق قصير :
- سايمون .. كيف أصبت به ؟
في صمته إحساس غريب بالانتظار . وشعرت بالرعب , حتى ان رأسها راح يؤلمها من حده مشاعرها . وهمست بعد أن خافت من تلك العمق .
- كيف أصبت به ؟
- حادث سيارة .
- آسفة لابد أني جننت .
- انه ليس بالمنظر المستساغ أرخي أعصابك لورا حدث هذا منذ سنوات ..
مرت نصف ساعة قبل ان يزول الم رأسها , وبعد ذالك مر اليوم بسعادة ...امضيا النهار تحت سماء زرقاء زمردية وقرب بحر رائع تهمس أمواجه على الشاطئ الناعم . سبحا , وتشمسا , واستكشفا معا جوانب الشاطئ المحيط بهما , وتناولا الطعام وشربا المرطبات التي كانت في البراد... وبعد ذالك نامت لورا وعرفت دون ادنى شك .. انها تحبه حبا لا يمكن تغييره , حبا ليس له بداية أو نهاية .
ورغم حبها هذا لن تسمح له بالتمادي ..فلو تمادى لن يأخذ قلبها فقط , بل سيأخذ كل ما يجعل لحياتها قيمة .
بعد قليل من استيقاظها تحرك , وتمتم شيئا ...ثم قال بوضوح :
- حبيبتي ....... منذ متى استيقظت ؟
- منذ وقت ليس بطويل .
فتمتم بكسل :
- جميل ان يستيقظ المرء فيراك أمامه .
- وجميل ان استيقظ فأراك أمامي .. أكانت فرانسيس حقا تقول الحقيقة عندما قالت انك دعوتني لحفلة أختك عوضا عنها لأنها لم تستطيع الذهاب معك ؟
- لا ..أبدا ...بل ان روزماري هي من طلبت مني دعوتك ..قد أمر بلحظة ضجر لا كنني لأدعو غرباء لمنزل شقيقتي , دون موافقتها مع ان فرانسيس عزيزة على قلبها لكنها لا تعجب دان وشقيقتي تحرص على مراعاة مشاعر زوجها الذي ربما يحترم والديها لا ابنتهم المتهورة ومن المنصف أن أضيف ان المشاعر هذه مشتركة ......ففرانسيس تخافه .
- اوووه .. وكذالك أنا ..
- حقا ؟ انه شخصية قاسية , لكن بما ان روزماري تحبك فلن يأكلك , كما إنني أحميك منه .
- وأخافك أنت كذالك .... أنتما متشابهان .
فارتفع صدره ضاحكا :
-أهكذا تشرين عادة الى خوفك ؟ تبدين مرتاحة معي وكأنك ملكي . ألا تودين ان تكوني ملكي ؟
- حتام .؟
- وهل هذا مهم .؟
في عينية نظرة غريبة اخافتها ... وجعلت قلبها يتوقف عن الخفقان لحظات لاكنه لم يلبث أن اندفع حيا :
- قلت انك لن تلجأ إلى التغرير بي ... سايمون أرجوك .
- سألتك : هل يهمك معرفة المدة التي سأبقى فيها على حبك ؟
- أجل .
- لماذا ؟
- تعرف لماذا قلت انني غير مستعدة لحب عابر .
- وماذا تقصدين بحب عابر .؟
- مثل هذا .سايمون لاتكن متوحشا ! لماذا لا تصدق أنني لا أريد ا ن تتطور هذه المشاعر التي تجمع بيننا .
- لانك حين تكونني قربي ينتفض هذا النبض في عنقك كا عصفور وجل . قد يرفضني عقلك ولا كن قلبك يطلب العكس . ومهما قلت .. ومهما حاولت إقناعي بالعكس , فأنت ستتمتعين برفضي لا اعتراضاتك .
- انت كريه .
وتدفق الدم الى وجهها خجلا .
- أعرف هذا .. لكنني لن اضغط عليك .. حين تعترفين بصدق هذه المشاعر التي تشعرين بها .... عندها ..عندها .. سأريك كيف يكون فقدان الذاكرة الكامل
- سوف اجعلك تنسين إي شيء عدا هذا الحب .
وصمت .. فأحست بقشعريرة الخوف من جديد .. وأردف وخيط رفيع من التسلية في صوته العميق :
- وعليك أن تصدقي هذا .
- قرأت وسمعت , أكثر من مرة ان حب الفتاه الاول يجلب لها الالم اذا لم يكن حبيبها مخلصا لها .
- اتحاولين الإيحاء بأني لست مخلص ؟ حسنا ياسيدتي ماعليك سوى الانتظار وسترين .
خلال فترة العصر كان ودودا ومرحا يعاملها وكأنها رفية ذكية دون ان يشير الا انها مثيرة . ووجدت لورا نفسها في الباية مشدوهه ثم غاضبة , انه بالضبط يعرف ماذا يفعل .
حين ودعها امام باب شقتها :
- تصبحين على خير ..سأنتظر على احر من الجمر حتى تعترفي بمشاعرك نحوي .
اجبرها الغضب على هز كتفيها دون اكتراث ,لكنه عرف انه يسيطر عليها , لقد اصبح لها بطريقة ما ضروريا , كالطعام والهواء ونورا لشمس جزءا اساسيا من حياتها


نهاية الجزء 5 ..


شذى الأيام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس