:- ندى الن تبقي معنا ؟؟؟؟؟ اشعر بالاختناق كلما فكرت بالعودة للبيت دون مرام ... لا اصدق حقا انها تزوجت
ردت ندى بحزن وهي تنظر لشقيقتها بملامحها المتالمة
: اسفة حبيبتي لن استطيع اعدك ان اتصل بك فور ان اصل ولن اغلق الهاتف الا بعد سماعي لصوت شخيرك المزعج
ابتسمت رغما عنها فاحتضنتها ندى بحب ودموعها توشك على خيانتها وهي تقول
:- انظري للجانب الجيد فهي ستسكن بالقرب منك أي انك لن تفارقيها حقا
اومات براسها موافقة لتقول ندى اخيرا
:- حبيبتي اعتني بنفسك وارفقي بها قليلا وكما اخبرتك من قبل انت لست وحدك فلديك انا وانا بالف رجل
انطلقت ضحكتها المخنوقة فورا وهي تقول
:- لااااا ندى الا هذا أي رجل وانت تبدين هكذا ... اذهبي حبيبتي ولا تقلقي
:- هل ستوصلون هبة ام نفعل نحن ؟؟؟
:- لا سيفعل العم سالم هيا اذهبي ندى فسلطانك ينتظر
وهكذا فعلت ذهبت اليه وقلبها يتراقص تارة بصخب واخرى بجنون ليعود مرة اخرى صامتا محتارا فيعاود جنونه ما ان يراه بينما ذكرى تلك الرقصة والكلمات التي رافقتها تحفر عميقا عميقا جدا حيث لا ترغب فهناك الكثير والكثير ليحل قبل ان تسمح لقلبها بهذا الجنون
:- اذا هل انتهيت من الاطمئنان على الجميع ؟؟؟
اومات براسها ليكمل قائلا
:- سنذهب للفردوس فوالدتي تقيم هناك حتى موعد الحفل والكثير من الاقارب بدأوا بالقدوم لهناك لاجل الحفل
شعرت بالالم يعتصر قلبها وذكرى ذلك المكان هناك حيث قضت شقيقتها تعصر قلبها .... يخبرها انهم سيذهبون الى هناك ..... لم ترد فاكمل قائلا
:- لا تقلقي لشيء فاغراضنا اصبحت هناك والخالة فاطمة ستاتي معنا ايضا
لم ترد ايضا فزفر بصوت عال وقال امرا
:- هيا بنا
لم تشارك في الحديث الدائر بينه وبين والدته كانت تحتضن اسمر النائم بين ذراعيها والطرقات التي تطوى تعيد اليها ذكريات وذكريات وهذا الطريق تشعره كطريق الموت فاسما سبقتها من قبل باحلامها وماتت قضت في حب هذا الذي امامها وهي كانت شاهدة على حالها وها هي الان تساق لذلك المكان تشعر بالاختناق بان هواءا مسموما يدخل لجوفها فيثير الحرائق والاوجاع التي لم تسكن للان
:- وصلنا
قالها قاطعا تلك الافكار التي يكاد يراها رأي العين على وجهها يقرأها بمهارة يشعر بالوجع الصارخ بصمتها الذي يكاد يخرق اذنيه ولكن عليها ان تجتاز هذا ايضا يعرفها هو يعرف قوتها ويراهن عليها بقي عليها ان تواجه الجميع تواجه نفسها فهي لم تعد شيئا مؤقتا بالنسبة له وهو ينوي ان يجعلها له بكل ما للكلمة من معنى وسيجعلها تفهم وتعي ما الذي تعنيه له
نزلت بخطى مترددة تحتضن الصغير النائم بين ذراعيها تطلب عونه دعمه تكاد تختنق .......تشعر بروح شقيقتها تحوم حولها تشعر بانها هنا تدور هنا في هذا المكان حول هذا الرجل بالذات
:- تعالي ندى
ابتعدت عنه كالملسوعة ولاذت بالريحانة والدته التي اجفلت هي الاخرى من رد فعلها لتقول متمتمه بكلمات
:- خالتي هل يمكنني البقاء معك هذه الليلة انا واسمر ؟؟؟؟؟
احتضنتها الريحانة بحب وهي تقول
:- بالتاكيد بنيتي تعالي معي
نظرت لولدها تحاول معرفة الذي حصل لتشعر فورا بتلك الظلمة التي غشيت على ملامحه فبات يكاد لا يرى في هذا الليل سحبت ندى خلفها متحاشية الجمع الغفير الذي احتل البيت بين ليلة وضحاها اقارب من اماكن بعيدة استغلوا المناسبة للحضور وارواء الشوق من بعضهم البعض ومن غير السلطان يحتويهم بدفئه حتى بعد موته
|