[فيتامين سي]

الحلقة الرابعة



انقضى اليوم الأول من العمل
ولكنه خلق في داخلي عمل ..]
عمل جديد يبحث عن الأمل
عمل جديد يعتصره أمرا جلل
عمل جديد يخنقه الأسى والملل
عمل جديد أصاب عقلي بالشلل
جلست مع زميلي سلطان وكان مثلي في الهم .. يعاني حرقة الألم
طال الليل بنا .. ونحن نقارن ما بينهم وما بيننا
استصغرنا أنفسنا
واتضح لنا بأننا نعيش على هامش الحياة
فلا نحن استفدنا من عيشنا
ولم نجعل الآخرين يستفيدون من النعم التي وهبها الله لنا
تذكرنا كيف نعيش أوقاتنا
تذكرنا كيف تكون همومنا
تذكرنا كيف هي اهتماماتنا
واستنتجنا كم نحن قد سطحنا أفكارنا واهتماماتنا وكم ضيعنا أوقاتنا بالتفاهات واللامبالاة
هذه هي المرة الأولى التي أتعرف على صدق الأحاسيس والمشاعر
فلم يكن الخوف هو الخوف
ولم يكن البكاء هو البكاء
ولم يكن الألم هو الألم
ولم تكن المعاناة هي المعاناة
نعم كنت استشعر بعض الأحاسيس والمشاعر وأقول في نفسي بان هذه هي
ولكنها اختلفت كثيرا هنا
سوف يتضح كلامي هذالاحقا
عندما نعيش بعض هذه المواقف والأحداث
عندما نضع أنفسنا وكأننا نمشى الخطوات نحو الألم
نعيشه .. نتجرعه .. نعانيه .. نقاسيه .. نبحث عن علاجه ولاعلاج
الحالة الأولى
عائلة كانت تفترش الأرض وتلتحف السماء
تعيش في الحياة بلا عيش
تتنفس الهواء بلا إحساس
تأكل الطعام بلا إعداد وطهي
تشرب الماء بلا حنفية ولا فلتر ولا جرار
هكذا رايتهم يأكلون ورق الشجر ويشربون من المستنقعات وكأنهم حيوانات
هكذا رايتهم يسرقون قوت النمل
هكذا رايتهم يفترسون لحوم أموات الحيوانات
قد يقول البعض مبالغة
وقد يقول آخرون استدرار للعواطف
وأقول هو كذلك ان شئتم ذلك ..
ولكن لا يتطلب منك الأمر كثير عناء حتى تثبت حقيقة ما رأيت
فقط ابحث عن أفلام وثائقية واقعية عن بعض مما لاقيت
ستجد الكثير مما يجعلك تفكر بطريقة مختلفة
ناقشنا العائلة عن حياتهم وما هي متطلباتهم ؟؟
وجدنا العجب .. هم يشكرون الله !!
ويتمنون وجود ملجأ لهم ووجبة من الطعام واحدة طول اليوم وماء نظيف
فتبسمت في داخلي ثم دمعت عيناي
وقلتلهم وما نطق فمي : تعالوا شوفوا ما لدينا
لدينا قوت سنة كاملة
لدينا منازل مؤثثة ومكيفة
لدينا مياه صحية
وأكثر من ذلك

وبعضنا لا يعرف كيف يشكرالله !!!!