عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-16, 11:06 AM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني

2
حب أم تناسب؟
لساعتين تقريباً ،صباح يوم الأحد ،كانت فيونا تنقل الصناديق إلى سيارتها وتعود ثانية ..لقد حصلت على وقت يكفي لتعتاد فكرة وداع"روسدايل"وإلى الأبد .والليلة ستكون آخر ليلة تنامها هنا ،لتكون قريبة من المكتب فى الصباح ..مع ذلك ،عملية جمع الأشياء التى لن تستطيع فراقها ،كانت تحزنها ...الصور،المطرزات ،مجوهرات أمها..
أول مهمة لها كانت ملابس أبويها التى لا زالت فى الخزائن ،وضعتها فى أكياس بلاستيكية كبيرة،حتى آخر قطعة منها، وجمعتها فى الردهة ...وستأخذها إلى محل بيع الملابس العتيقة فى الغد ..أبقت حتى النهاية الأشياء التى تحتاج أن تفكر ما إذا كانت تريدها أم لا.مثل الكتب ...وهى تفتش فيها وصلت إلى ثلاثة كتب تاريخية بقلم روى غارليس ...مَن مِن ذويها كان يقرأ له؟ هل أعجبا به ؟هل التقياه ؟لا مجال أن تعرف .أحد الكتب كان مألوفاً لها،حوَّل إلى مسلسل تلفزيونى صوَّر فى أماكنه الأصلية فى المكسيك عن شعب الأزتكس...لكن للأسف لم تحضره كله...
ستقرأ كل شيء كتبه حتى الآن ،مع أنها لاتحب التاريخ كثيراً،وكأنها وجدت لقية ثمينة وسرية ، وضعت الكتب فى سيارتها ، تعد نفسها بقراءتها حين تصل إلى منزلها .
فى التاسعة من صباح الإثنين ،كانت فى مكتب والدها .لا...إنه مكتب جيم الآن ...وعمل جيم..فقد أبلغته لتوها بقرارها تسليم المؤسسة له،فمد يده لها يضحك بسعادة ..وارتياحاً .أخذ يصافحها وابتسامته من الأذن حتى الأذن :
لن تندمى على هذا فيونا ..! ثقتك بى لن تكون فى غير محلها..وسترين .


نظرت فى المكتب ..الطاولة الكبيرة التى كانت لأبيها ،وأبيه من قبله...
هذه نهاية...إنه عملك الآن..سأترك لك وللمحامى السيد آلمان أن تضعا شرط الإتفاق ،يجب أن يكون شيء قانونى وعلى الورق.
يجب أن نحتفل ...أيمكن لنا فيونا ...أن نتناول العشاء معاً ..للإحتفال ...أرجوك قولى نعم!
أحست بالأسف عليه ،وأدركت أنه معجب بها جداً ..وليس لهذا أى علاقة بدوافع العمل ،إذ لم يعد هناك أى منها الآن .
نعم!بالطبع سأفعل ! قل متى ..وأين.
عظيم ! قبل أى شيء ارتدى أفخر ملابسك،سنذهب إلى مكان أنيق ..سأمر لآخذك من منزلك..لا جدال ....سأحضر فى سيارة تاكسي ،تصورى الإنفاق! وستعودى إلى المنزل بنفس الطريقة .
ابتسمت له:
أرى ..أمراً مريباً..أيمكن أن أثق بك ..جيم وايت ؟
لسوء الحظ ..أجل ..أرجو أن تدركى تماماً أن اهتمامى بك أبعد من العمل فيونا .
ردت بخفة:
آه ..لابأس ،لا يمكنك كسب كل شيء .
يجب أن نجتمع للإحتفال هنا ،مع ليزا،شارل،ومانثا...
كما أرغب فى تقديم الموظف الجديد لك..لنقل يوم الخميس ...هنا فى المكتب بعد الإقفال .
اتفقنا.
لكن احتفالنا ،أنت وأنا سيكون لوحدنا ،لماذا لا نجعله هذا الليلة ؟
لا..بل الغد .بعد الظهر سالتقى روى غارليس فى منزل أبى ،ويجب أن أستأجر سيارة"فان"لنقل أغراضي ،ولست أدرى متى سأنتهى ..وسيساعدنى روى فى نقل قطع الأثاث التى أريد الإحتفاظ بها .
روى غارليس ،لا أصدق أنك بعت المنزل لشخص مشهور مثله ..كم أود أن اقابله .
تستطيع ،وسأدعوه إلى احتفالنا هنا يوم الخميس ، إذا كان هذا يناسيك .
عظيم! سيشرفنى هذا !


لم تبق فيونا هناك كثيراً..فأمامها الكثير لتنجزه ..وعليها تسليم الطلبات ،وخرجت من مكاتب أبيها ،التى سيستمر جيم باستخدام نفس الإسم لها،تحس بالحزن والسعادة معاً..
ووصلت "روسدايل " فى الثانية والنصف ،حيث كان روى بانتظارها فى سيارته فى الفناء الخارجى ..وقفز ليفتح باب سيارة"الفان" التى أستأجرتها فيونا .
وضع ذراعه حول كتفيها .
هيا بنا ،فلنبدأ العمل ..لا حاجة للتأخير !
لم يتأخر كثيراً فى تعبئة الفان ،وتكنيس المنزل ، ووضع بعض الغسيل فى الغسالة ..وأصبح البيت جاهزاً له، لينتقل إليه .
عادا إلى منزل فيونا ،وأفرغا الحمل ،ثم عادا إلى "روسدايل"ليأخذا سيارتها ..وتركت له أمر قيادة "الفان"العتيقة ..وهذا ربما غير قانونى ،لأنها لم تضع إسمه كسائق إضافى على عقد الإستئجار .حين انتهى كل هذا ، أحست بالإعياء ..وكانت آلة الغسيل قد أنهت مهمتها منذ مدة حين عادا ولم يبق سوى أن تعلق الغسيل ليجف ..وقالت ضاحكة:
سأترك أمر الكوي لك ..فهى لك الآن .
حين انضمت إليه فى المطبخ كان إبريق الماء على الغلاية ...
أدركت الآن لماذا خارت قواى ..فأنا لم آكل شيئاً طوال النهار أهناك شيء يؤكل هنا؟
وكيف لى أن أعرف؟
كان يقف وظهره لها ،وكتفيه منحنيان ، فسألت :
روى ...مابك؟ماذا جرى؟
مرت لحظات قبل أن يستدير إليها ،وكان وجهه صافياً،
لاشيء..سامحينى إذا بدوت جافاً ..لنتناول كوباً من القهوة ،ثم نخرج لتناول وجبة طعام لائقة.
موافقة !


تناولا وجبة سريعة فى مقهى قريب ،وعادا سيراً إلى روسدايل ،يتحدثان دون ملامسة،وتوقفا قرب سيارتها ..مد يده يلامس شعرها الفاحم بأصابعه:
ألن تدخلى ؟
الوقت متأخر.
توقف عن ملامسة شعرها ،ودس كلتا يديه فى جيبى الجينز.
وسأل:
متى سأراك مرة أخرى ؟
وهل ترغب فى رؤيتى؟
أكنت سألتك لو لم أكن أرغب ؟ أنا لست معتاداً على قول أشياء لا أعنيها .
أخبرته عن الإحتفال فى المكتب ،وأنها وعدت بأن يكون هناك:
أتمانع؟
هذا يتوقف .. على أى أساس؟
على أساس أنك رجل مشهور !آسفة لهذا ...ليزا وجيم تواقان لمقابلتك ،لقد قرأا كل ما نشرته ..ولم تصدق ليزا أنها لم تعرفك يوم جئت المكتب لتسأل عن المنزل!
ضحك لها:
أيتها المخلوقة المضحكة ..حسناً ..سأكون هناك ..لكن هذا يوم الخميس ،فماذا عن الغد؟
فى الغد سأخرج مع جيم..إنه موعد للإحتفال بالنسبة له ..صادق وبسيط.
أيجب أن تكونا لوحدكما ؟
أنا.. حسناً ..أجل،أظن هذا..
سأحترم قرارك.
ترددت قليلاً على أمل أن يقترح الأربعاء ،لكنه لم يفعل :
حسناً..ليلة سعيدة.
ومدت يدها إلى مقبض السيارة :
التفت ذراعاه حولها من الخلف:
ليس بهذه السرعة .


وأدارها نحوه ...وحدث هذا بسرعة ووجدت نفسها تعانقه ،ويده تضغط بقوة على رأسها تضمه إلى صدره، وكأنه مقتنع أنها ستبتعد عنه ..لكن هذه الفكرة لم تخطر لها ،فعناقه أبعد كل تفكير منطقى من رأسها ،والتفت ذراعاها حوله تبادله العناق وكأن هذا أمر طبيعى ..أبداً ...أبداً ،لم تستجب يوماً لرجل هكذا ..كان الأمر فورى ، غامر..وارتفعت يداها إلى رأسه تعبث بشعره..وتدرك ساعتها فقط كم كانت تتوق لفعل هذا .
وتحرك فمه من رأسها إلى صدغها ،فخدها ،ثم أذنها ،وهمس:
هل أنت واثقة أنك لا ترغبين بالدخول؟
ابتعدت عنه ،متذكرة أين يقفا ، ومنزعجة لافتراقه..وجهها كان أحمراً ..وأنفاسها متسارعة ...عيناها الخضراوان تلمعان بالإثارة والإنزعاج معاً.
عظيم !أنت لا تضيع وقتك !عناق واحد وتظن أننى أصبحت جاهزة لك؟
أجل...هذا بالضبط ما أظنه...لماذا أنت ساخطة ؟أنت ترغبين بى!
لم تستطع التفكير بماذا ترد ..فهل ترغب به إلى هذا الحد ؟
سأل بإصرار:
ما بك؟ ألست الفتاة التى تفعل ما يحلو لها ،والتى تكره قيود المجتمع ؟ الفتاة التى قالت إنها حين تحتاج إلى رجل ،ستخرج وتجده لنفسها ؟
ياإلهى !شيء ما فى داخلها أخذ يتراجع ويضعف ..كم خسرت نفسها بسهولة...! لقد قالت له هذا..بحرج حاولت الخلاص.
ليس الأمر هكذا .
ضحكته زادت الأمور سوءاً:
هاى..تعالى إلى هنا ..وانظرى إلى ..قلت أنظرى إلى !


حين فعلت كان يبتسم لها ابتسامة مختلفة ،وعيناه لطيفتان ممازحتان .ثم ضمها ثانية ،لكن دون إثارة :
دعينا لا نفترق متخاصمين ...إصغ إلى قليلاً ..أنت صغيرة جداً ..وأجدك مبهجة ،جذابة ،جذابة جداً ..أفكارك وطريقة نظرتك إلى الحياةمثيرة للإهتمام ،والإعجاب ..لكنها ليست واقعية بالكامل.
أنا ..لست أدرى ما تعنى .
لا..لكن إذا استمرينا فى رؤية بعضنا ..ستفهمى قريباً ،تصبحين على خير فيونا.
بشكل حتمى ..أبقتها كلماته صاحية تلك الليلة ،إضافة إلى السرعة المذهلة التى وقعت فيها فى حبه ..ولا شك لديها فى هذا..إنها تغرق.
وازدادت الأمور سوءاً بالنسبة لها ..كانت حفلة المكتب ناجحة .. ولو أن روى انزعج من الأسئلة التى طرحت عليه .فهو لم يبد احتجاجاً .فيما بعد ،وهما سائران نحوسيارتها ،شرح لها أنه لم يظهر نفاذ الصبر ،ولماذا يفعل والناس تظهر اهتمامها به ؟
عند السيارة ، لم يعانقها ،بل رفع يدها إلى شفتيه هامساً :
تصبحين على خير فتاتى الجميلة ..أنا فخور بك ..سأتصل فيما بعد.


مر أسبوع ،أيام تحولت فيها إلى الإلتهاء أكثر فأكثر .وكان روى باستمرار يحتل تفكيرها ..منذ نقلت الأثاث الفائض إلى منزلها الصغير ،أصبح مكتظاً،لماذا لم تفكر بهذا من قبل ؟المكان أصغر من أن يستوعب أى شيء زائد .هكذا بقى لديها صندوق كتب فى المطبخ ،وصندوق مليء بأشياء أخرى فى سقيفة الحديقة ،وطقم طاولات قهوة صغيرة فى الردهة الصغيرة ،مما جعل استخدام الباب الأمامى مستحيلاً.
كان الوقت بداية آب حين اتصل بها روى ..يعتذر لغيابه ،شارحاً أنه كان مشغولاً بترتيب المنزل..وقال لها :
ما رأيك بقضاء يوم غد معى؟
كل ما استطاعت أن تفعله هو الجهد فى أن تخفى غبطتها :
ألست مشغولاً؟
أجل..لقد بدأت بتسجيل النقاط الأساسية لبحثى ..وهذا هو السبب الأساسي لعدم اتصالى بك ..لكننى مضطر للسفر إلى بيرت فى الغد لمراجعة بعض الدراسات ..وظننتك قد تهتمى بالمجيء معى.
حسن جداً ..لم لا؟ فالطقس جميل !
لكنهما كانا مخطئان ،فالسماء كانت تمطر بشدة ..مع ذلك ،كان اليوم رائع لفيونا ..وبدا روى أنه متمتع بيومه كذلك ..أمضيا وقتهما فى مكتبة الجامعة ،ثم فى المتحف...ثم تناولا الغداء ،والعشاء فى طريق العودة،وكانت الساعة العاشرة حين أوصلها ،والسماء لا زالت تمطر..وأوصلها إلى الباب الخلفى .وقالت معلقة :
لقد وجدت نفسي محتارة بالأثاث الإضافى .
ربما عليك أن تجدى منزلاً أكبر.
تركها تدخل ثم ودعها فوراً.
لاشكر ،لا قهوة ..يجب أن أعود إلى عملى.
الآن ؟لكن الليل سينتصف قبل أن تعود إلى منزلك.
قلت لك..أنا أعمل حين يملى على مزاجى العمل.تصبحين على خير.


مر ما تبقى من شهر آب وهى تحس أنها على قمة العالم .كان روى يهتم بها جداً ،لا يصل إلا ومعه هدية ،شوكولا ،حلوى او زهور ..لكنه كان يتعمد أن يبقى مبتعداً عنها ..حتى أنها ظنت هذا.. لكن دون أن تعرف تاريخ حياته .ودخل أيلول إلى منتصفه قبل أن يثق أخيراً ليخبرها وقائع وظروف ماضيه ،حاضره ،ومستقبله.
كان هذا يوم إتصل بها صباح السبت ،حين وعت تماماً ذلك التغيير الذي كان على وشك الحدوث فى علاقتهما لم تكن عادة تشاهده فى نهايات الأسبوع ،ونادراً يوم الجمعة ،كانت تعرف أنه يسافر ..لكنه لم يذكر لها هذا يوماً .أحياناً كان يسافر يوم الجمعة ،وأحياناً يوم السبت باكراً ..لذلك حين إتصل صباح ذلك السبت ،ومن منزله"روسدايل" عرفت ما هو قادم :
أنا فى المنزل ..لابأس لو أتيت إليك ؟
بكل تأكيد ..تعال إلى الغداء .
ساد صمت قصير ..
فكرت أن أجيء باكراً ..حوالى العاشرة ..وفيونا ...لن أكون لوحدى ...هناك شخص أريدك أن تقابليه .
كانت تعرف ..تحس بهذا منذ زمن طويل .
عظيم! سأكون مسرورة ..أراك إذن ..
كانت فى مشغلها حين وصل روى ..مع طفله ..صبي فى الرابعة من عمره ..وماذا تعرف عن الأطفال ؟من النافذة الفوقية راقبتهما ،بقليل من التوتر ..واتجهت إلى السلم تدعو الله أن تتمكن من التعامل مع الموقف كما تريد ان تتعامل .
ابتسمت فيونا ،تسارع القول:
مرحباً ..كنت أنتظر لقائك أيها الشاب .وأنا مسرورة لمجيئك .مد الطفل يده روقار.
مرحباً..أنا توبي ،لكن الجميع ينادينى توب ..أنا فى الرابعة والربع من عمرى .

صافحت يده :
كيف حالك؟ انا فيونا ..وأنا فى الثانية والعشرين وثلاثة أرباع .
ساعتها فقط نظرت إلى روى ..والتقت عيونهما وتشابكتا ،تظهران الإتهام الذى لم تستطع إخفاءه ..لماذا؟لماذا انتظرت حتى الآن؟إذا لم تكن قادرة على أن تأتى به ،فعلى الأقل كنت تخبرنى عنه..إمنحينى الوقت .وقال توب:
لدينا مفاجأة لك..شيء لا تعرفى عنه ..لكننا لم نأت به معنا .
قال روى :
لا شيء مثير ..محتويات العلية فى روسدايل ..فأنت لم تفكرى بالتفتيش هناك ..أليس كذلك .
لم أكن أعرف أن هناك شيئاً فى العلية ...
قال لها توب:
ثلاثة صناديق ،كلها مربوطة بالحبال ..ولم يتركنى أبى أفتحها ..قال أنها خاصة .
نظرت إلى الطفل ،تعرف تماماً من أين جاء هذا الذكاء .هل كانت أمه ذكية أيضاً؟وأكمل سؤاله:
ماذا كان فيها فيونا؟
لست أدرى ..لكننى سأقول لك لو وجدت فيها شيئاً مثيراً .
هذا يعنى أننى سأراك ثانية ؟أنا مسرور بهذا !فقد أحببتك !
توب ..أنت لاتعرفنى بعد!
لا يهم ..فأنا أعرف أننى أحببتك ..هل أستطيع المجيء مرة اخرى ،حين يأتى بى والدى إلى منزله ؟
طبعا ..وستخيب أملى إذا لم تأت .

تحول إنتباهه إلى ما حوله ،ثم نظر من النافذة المطلة على الحديقة ليجد البركة .
هل هناك أسماك فى البركة .
فتحت فيونا له الباب الزجاجى ؟
لماذا لا تذهب وتفتش ؟
حين ركض توبى إلى الخارج ،إستدارت تواجه أباه :
لماذا؟
أنا ..لست واثقاً ..حقاً.
هذا ليس بالرد !
أعرف ..لكنها الحقيقة .
جلس على الكرسي والتوتر باد على جسده ..وقالت:
لا يهم..لقد ضمنت هذا على اى حال.
أعرف ..لكن الأمر يهمنى ..إجلسي فيونا .
لاأستطيع ..أريد مراقبة توبي ،فالبرك عميقة وستشكل خطراً على من فى مثل سنه .
وماهذا ؟ بروز غريزة الأمومة ؟
ربما ..إنه طفل رائع روى .
شكراً لك ،لكننى لا أستطيع إدعاء الفضل كله .
أين يعيش ؟ومن يعتنى به ؟
مع جديه ،والدا أمه .
أخرج إليه روى...لدى أشياء أنهيها فى المطبخ .
كانت زيارة ناجحة ..بقيا عندها حتى وقت متأخر من بعد الظهر ..واستجيب دعائها ،وتمكنت من التعامل مع الموقف كما ترغب أن تتعامل ،حتى أفضل..
قال لها روى :
سأراك يوم الثلاثاء .سأعيد توبى إلى جديه فى الغد ..وسأعود مساء الاثنين متأخراً .أتريدين أن احضر تلك الصناديق إلى هنا؟

لا ..فسأذهب إلى "نورثم" يوم الثلاثاء بعد الظهر ..أريد التبضع ،ورؤية كيف تسير الأمور مع جيم ..وسأزورك حين أنتهى ...إذا كان يناسبك .
بالطبع ،كنت أظنك لن تدخلى ذلك المنزل ثانية .
لكن الدخول إلى روسدايل ،لم يزعجها أبداً ..لكنها واجهت صدمة ..فالمنزل لم يكن غير مرتب فقط، بل تسوده الفوضى ..على أرض غرفة الجلوس تنتشر الكتب ،والمجلات والتسجيلات ،عدة فناجين وأكواب ،عدة أزواج من الأحذية ومنافض السكائر..
ياإله السماء!ماهذا؟
ماهذا ..ماذا؟
ضحكت عليه :
هذا ..هذه الفوضى القذرة !
هز كتفيه :
أوه ..هذه..أعتقد أنك محقة .
كان المطبخ أسوأ بكثير.
روى ..إذا كنت مضطراً للعيش على الطعام المعلب فعلى الأقل أرمى العلب فى سلة المهملات حين تنتهى منها !
تكرر كلامها ساخراً ،كلمة كلمة،دون شفقة أو رحمة ..
حسناً ..أنا نقاقة ...أنت تحتاج إلى مدبرة منزل .
أعرف .
وكيف يبدو الطابق الأعلى ؟
أصعدى وألقى نظرة .
ماكان غرفتها أصبح الآن غرفة توبى ،يحتلها دبان كبيران ،وأكثر من دليل على أنها أصبحت غرفة طفل .وماكان غرفة أبويها أصبح غرفة روى ،وغرفة الضيوف مكتبته .
لماذا اخترت العمل هنا؟هناك مكتبة فى الأسفل.
هذه الغرفة أكبر .
الصناديق !كادت تنسي .
رد على سؤالها :
نفضت الغبار عنها ووضعتها فى خزانتى .
لاشك عندى أنها مليئة بالخردة ..ما الذى جعلك تفتش العلية ؟
أنه توبى ،لقد لمح الباب المفضى إلى السطح ،ويمكنك تصور الباقى.

روى ..لماذا لا تخبرنى عن نفسك ..تخبرنى حقاً عن نفسك !ثق بى !لأجل السماء ..وسأشعر بالغرور لو وثقت بى .
أثق بك ؟أوه فيونا ..!الأمر ليس مسألة ثقة ..الأمر..حياتى كلها فوضى !
بهدوء قالت له :
بإمكانك البدء منذ البداية روى ..أرجوك
مرت لحظات دون أن يتكلم ..كان ينظر إليها دون أن يراها ..ثم مد يده إلى علبة السكائر ليشعل واحدة ويجلس :
البداية ..زوجتى إنكليزية ،إلتقينا فى لندن وكانت فى الثالثة والعشرين ..وكنت فى نفس العمر تقريباً ..والداى ،ومعظم عائلتى ،كانوا يعيشون هنا فى أوستراليا ،لكن فى ملبورن ،حيث ولدت ..لكننى كنت أرغب فى الإبتعاد عن المدن ،لأخلو إلى دراستى وأبحاثى ،وحين أدرك أبى كم أنا جاد فى هذا إشترى لى المنزل الذى عشت فيه فى "آلنى "على ساحل الهادئ.
حين إلتقيت باميلا،كنت فى رحلة دراسية إلى لندن ،ولم أدرك أننى أحببتها ألا حين عادت إلى أوستراليا .وأدركت أننى لن أستطيع العيش دونها ..وعدت إلى آلنى لاتصل بها بعد يومين وأطلب الزواج منها .
صمت طويلاً،فحثته فيونا .
روى..اتصلت بها وماذا؟
قبلت ..ثم تزوجنا ،وأمضيت معظم حياتى معها فى إنكلترا ..واشتريت منزلاً هناك ..وهذا كل شيء.
ابتسمت.
هذا بالكاد يكون نهاية قصة ..أكانت تعمل؟
ليس بعد الزواج .كانت تعمل مع والدها ..ودرست الآداب والتاريخ فى كامبردج ،لكنها لم تكن طموحة ،أبداً ..كانت تحب القراءة ،تمضى معظم وقتها تقرأ ،وتحب الطبخ ،وركوب الخيل ،والإبحار ...و..كانت الحياة رائعة بالنسبة لنا ...لكنها ماتت حين كان عمر توبى خمسة أ شهر .
ورأت الألم فى عينيه ،وأحست أن ألمه ألمها .
آسفة جداً روى ..ماذا حدث؟
حادثة ..مصادفة ..إحدى تلك الحوادث المجنونة التى لا تصدق تعثرت عن السلم ..
ياإلهى .
فقدت وعيها ،ولم تستعده بعدها ..بقيت فى المستشفى .تسعة أيام ..وماتت ..ماتت دون أن تستفيق.
أرادت يائسة أن تسرع إليه ،تضع ذراعيها حوله لكن شيئاً منعها ،شيء فى مزاجه قال لها أن لا تفعل.
وأكمل بهدوء :

أتذكرى يوم التقيتك ..وقلت لك أننى أفهم ما تشعرين به..كان هذا صحيح .كنت أعرف الصدمة التى تمرين بها ..يلزمك وقت لتتغلبى على ألمك وحزنك.وأظنك فعلت هذا بشكل يثير الإعجاب.
لكن الأمر مختلف،أنا خسرت والداى ..أما أنت فخسرت زوجتك ،أم طفلك! الأمر مختلف.
أعتقد هذا ،فلقد مر أربع سنوات على موتها ولم أستطع ترتيب حياتى ..وأتلقى دفعاً لأتزوج ثانية .
ممن؟
عائلتى ..أنا أتصل بهم باستمرار ..لدي شقيقان،وشقيقة ،كلهم متزوجون،وكلهم لديهم أولاد ..ولدى كذلك صديقان حميمان ..كلهم يستمرون فى القول لى بأن أجد زوجة .حتى والد زوجتى ،سألنى أخيراًما إذا كنت أفكر بالأمر ..بالطبع إعتمدت كثيراً على أنسبائى ،وهذا غيرإنصاف لهما .يعيشان على بعد نصف ساعة من منزلى فى "آلنى"..وهما يأخذان توبي لأربعة أيام فى الأسبوع لأستطيع أن أعمل ،لهذا أعود فى نهايات الأسبوع من هنا الى هناك لأعطيهما روبي.

ليست مشكلة ..فأحد أشقائي يملك مزرعة فى الشمال ولا يجد صعوبة فى قيادة سيارته مئات الأميال لحضور حفلة ..لكن بالنسبة لحمواى ،يجب أن أفعل شيئاً بحلول السنة القادمة .
السنة القادمة؟
أجل ..ببلوغ توبى الخامسة سيبدأ المدرسة ..ولن أتمكن من الإنتقال من منزل إلى آخر..ويجب أن أقرر هل أبقى هنا أم أعود إلى إنكلترا ..فلا زال لدى منزلى هناك ،وربما يجب أن أتزوج ثانية ..لكننى لا أعرف ما أريد ،لكن الزواج قد يحل الكثير من مشاكلى.
ياإلهى ..بالكاد يفكر بالزواج مع الدوافع الصحيحة !لكنها لا تستطيع منع نفسها من التفكير كيف ستكون الحياة معه !وأجبرت نفسها على قول شيء لنفسها :
هناك بديل لكما قلت لك سابقاً ،أحصل لنفسك على مدبرة منزل ..تعيش معك ..وأنا مندهشة لماذا لم تفعل هذا من قبل .
لست واثقاً أن الفكرة تعجبنى ..أما الزوجة فستكون ..
ابتسم لأول مرة هذا اليوم ؟
أ يستهويك الدور ؟
كان صعبا جداً أن ترد عليه بطريقة عفوية ،وسألت :
دور ماذا،زوجة أم مدبرة منزل ؟
كلاهما .

كان يمازحها ..لكن لا فكرة لديه كم يؤلمها هذا ..وقالت تغير الموضوع :
الصناديق ..نسيتها تماماً..لماذا لاتحضر لنا فنجان قهوة ثم نلقى نظرة عليها ؟
فهمت.فهذا لم يكن أمهر تغيير للموضوع شهدته منك !إبحثى فيها ،فقد تكون محتوياتها ...
مليئة بأسرار مظلمة ؟هيا الآن ،أرنى أين هى !
كانت الصناديق فى خزانة فى غرفة نوم روى..أخرج لها الصغيرة أولاً ،وضعها على السرير ،وجلست فيونا إلى جانبها ففك الحبل من حولها،لكن اهتمامها انجذب الى الاكبر حجماً التى كا ن يسحبها ..فقالت:
سأبدأبالكبيرة ،الديك سكين أو شيء ؟
عاد بمقص ،لكنها كانت قد فكت الحبل عن الكبيرة وفتحتها ..كانت تحتوى على ثوب عرس أمها،مختوم فى كيس بلاستيكى ..قديم الطراز لكن سليم دون أى اهتراء فيه..راقبها روى وهى تفتح الكيس ،وترفعه إلى الأعلى مع ياردات من الانتيل والشبك الحريرى حتى غطاء الرأس كان موجوداً،وزوج من القفازات البيضاء.
فيونا!
أنا بخير..
لكنها فى الواقع كانت على شفير الإنفجار باكية ..لكن الوقت غير مناسب للبكاء.
سأذهب لأحضر تلك القهوة .

حين عاد ،كانت تفتش فى محتويات الصنوق الثانى ولم تعهد الدموع تهددها :
إنها حسابات قديمة وملفات للعمل .أتظن أن على الإحتفاظ بها ،إنها تعودى إلى أيام جدى .
لا..إنها لا تهمك..وأعتقد أن عليك سؤال جيم ما إذا كان يريد الإطلاع عليها أم لا.
لو أن لها اهمية لأبقاها أبى فى المكتب.
الصندوق الأخير ..جعلها تبكى ..وفى أى وقت آخر ،ربما لم يكن سيسبب لها البكاء ،لكن كل ما قله روى عن زواجه من المرأة التى أحبها كثيراً ،جعلها تكون ضعيفة معرضة .
إنها كتبى المدرسية ..لاأصدق!
واحتوت الصندوقة على الدفاتر والتمارين ،الامتحانات ونتائج السنوات الأولى من دراستها ..حتى أول دفتر كتبته بقلم الرصاص ،وأول شغل إبرة لها .
والتفت ذراعا روى حولها .
وكان هذا بالضبط ما تحتاج إليه ،وتمتمت :
ضمنى إليك بشدة ..بشدة ..أرجوك!
وأقفل ذراعاه حولها وهما جالسان على حافة السرير بعد قليل تحركت،تعلمه أنها أصبحت بخير الآن .
أنا آسفة ..الأمر أننى ..
أعرف ..أفهمك .
أوه ..روى..أنت رجل رائع ...

دون تفكير قبلت هذه،وكأنما تعطى متنفساً لكل المشاعر فى نفسها ..وهذا ما قادهما إلى المزيد ..ما هى إلا لحظات ،حتى استلقى روى على السرير ،لا يزال يمسك بها ،ليمدد جسدها عليه ..الهجوم على أحاسيسها كان كثيفاً وسريعاً ..كان هناك عطره ،وعطر الفراش الذى ينام عليه ،ولمسة شفتيه على جبينها ..ثم أصبحت هى المطالبة ..تنضم إليه بشوق ،ويداها تمتدان إلى عنقه ،بينما يداه تستكشفانها ..وأحست بالإرتياح لملمسه ،ملمس عضلاته الضخمة ،وظهره الناعم المستقيم..
أوه..فيونا ...ياإلهى كم أريدك.
مع تصاعد سعادتها ..سمعت صوتاً..شيء من بعيد ،لكنه يزداد ارتفاعاً..كان صفارة سيارة إسعاف أو سيارة بوليس ..لا مجال لأن تعرف،لكنه مر وتلاشى بسرعة ...لكنه كان يكفى لأن تدرك أين وصلت بهما الأمور إنها على وشك الإستسلام له...
وهنا ..من بين كل الأماكن ! على فراش والديها ،وفى وضح النهار ،وقالت بلهفة:
روى ..دعنى ..أرجوك !
فيونا...
أرجوك ..أنا لا ..هذا كله خطأ ..أشعر ..
جذبت نفسها منه مبقية ظهره إليه ..كيف يمكن أن تقول له كم أن هذا كله غلط..وكيف تشعر ،فهذا كله لن يكون له رنة تعقل بالنسبة إليه .
أمسك كتفيها ،وأدارها نحوه:
للإيضاح فقط ..لم أكن أنا من بدأ هذا السيناريو !
أعرف ..لكننى لم أدرك أن الأمور...

أخرجى من هنا أرجوك ..إذهبى إلى المطبخ واصنعى لنا قهوة طازجة ..كيف يمكن أن تفعلى هذا بي؟
خرجت فيونا قبل أن ترد ،خجلة،محرجة،تحبه أكثر،لكنها كرهت غضبه منها ،وهى تفتح الباب سألته :
قهوة مع السكر والحليب؟
ورماها بوسادة .
حين لحق بها إلى المطبخ ،كان كل أثر للتوتر قد تلاشى ..وقال لها بهدوء:
أريدك ان تفكري بعرضي لك...إما مدبرة منزل أو زوجة ..لم أكن جاداً جداً ..لكن بتفكيرى مجدداً،تذكرت أنك قلت لى أن أهم مقومات الزواج هو التوافق ..ففكرى بنا ..منفردين ومعاً ..فالتوافق موجود ،فكرى بطريقة حياتك وحياتى ..يمكن أن ننجح ..
كانت تحدق به ذاهلة ..أيعرض عليها.. الزواج ؟
بهدوء ،قالت،وببرود:
لا يمكن أن تكون جاداً !
أوه ..أنا جاد فعلاً..لا..لا تقولى شياً الآن ..فكرى بالأمر ..انتهى الكلام فى الموضوع الآن ،وانزعى ذلك الإبريق من الكهرباء ..فسنخرج الآن ..هيا بنا أنا بحاجة إلى هواء نقي.

* * *
وصل ضيف فيونا فى نهاية الأسبوع ،كان روى مشغولاً فى التحضير لسيناريو مسلسل لكتابه الثانى الذى سيعرض على التلفزيون ..بينما كانت جدة روبى مريضة ..ولم يجد بديلاً عن الطلب إلى فيونا إستقباله .كان من الأفضل لو يتبادلا المنازل ،فمع ثياب توبي ،وسريره القابل للطوى فى غرفة الجلوس ،أصبح منزلها مكتظ فعلاً..لكنها وتوبى تخطيا العقبات كان طفلاً رائعاً ..لا يسبب لها المتاعب أبداً..وأحبت أن يكون معها ..خلال الأسبوع الأول ،كان "يساعدها"ف عملها ،مذهولاً بما تفعله ،ومحاولاً تقليدها ..وفى الأسبوع التالى ،جاء والده ،ليبقى معه ،بينما ذهب لتسلم بعض الطلبات لزبائن .
حين أصبح توبى قلقاً قليلاً فى الأسبوع الثالث ،ألبسته ثياباً سميكة وتركته يخرج ليلعب فى الحديقة وأخرجته معها فى نزهات فى السيارة ،مدركة حاجته إلى حوافز جديدة،وتغيير للمناظر ..يوم الأربعاء سأل:
متى سيعود والدى ليرانا مجدداً؟
هذا المساء حبيبى .
قبل أن اذهب إلى النوم ؟
طبعاً !لا تستطيع أن تراه وأنت نائم ..أتستطيع؟

ضحك لهذا وقال:
أنت مضحكة فيونا !أكثر من جدتى ..أنها لا تتصرف مثلما تفعلى ..لكننى لا أظن ان وجود الجدة مثل وجود الأم ..لم يكن لى أم ..لذا لا أستطيع أن أعرف
أوقفت فيونا السيارة ،تبتلع الغصة فى حلقها ..يا الله !إنه مثل روى ..جميل جداً ..وقال بلطف:
كل شخص له أم حبيبى ..لسوء الحظ ،لا يمكنها دائماً أن تبقى معنا.
وهل ذهبت أمك أيضاً إلى السماء ؟دادى قال لى هذا.
مضى على عودتها الى المنزل مع توبى ساعة ،وكانت تحضر وجبة طعام حين وصل روى ،وأصر أن يساعدها .وقال توبى معلقاً على عملهما معاً موجهاً الكلام لفيونا:
كنت أفكر..لو تزوجت دادى سيكون الأمر رائعاً..بإمكاننا أن نعيش معاً فى منزل واحد ،وستكونى امى ..يعجبنى هذا .

طارت عينا فيونا إلى أبيه ..لا شك أنه لم يضع هذه الفكرة فى رأس الطفل ؟ليس قبل أن يتناقشا بكل الأمور؟
دون كلمة ..قال لها بصمت ...أقسم لك أننى لم أقل له كلمة ..وأكمل توبى :
دادى ؟لماذا لاتقول شيئاً ..؟أليست فكرة جيدة ..؟
قالت فيونا:
إنا عندى فكرة جيدة ..لماذا لا تنام فى سريرى الليلة؟
إنها بحاجة للحديث مع روى ،والليلة ..لا يمكن الإنتظار أكثر من هذا .
ما أن أستقر الصغير فى الفراش حتى نزلا معاً الى غرفة الجلوس الصغيرة ..وقال لها .
جدة توبى تحسنت صحتها كثيراً..واقترحت على أن أعيده يوم الأحد .
وقفت بحدة :
لكن ..لقد وقعت فى حبه ..روى !وكنت تعرف أن هذا سيحدث ..أليس كذلك.
بالعكس ،كان يمكن أن يزعجك.وأستطيع القول أن هذا يريحنى .
سأتزوجك روى ..فهذا أمر منطقى جداً ..أنت وأنا متناسبان وهذا واضح جداً ..بإمكانى العمل فى أى مكان ،مثلك تماماً ..ولست مضطرة للعيش هنا ..أنا مولعة بك،وأظنك مولع بى.
لم يتحرك،لم يظهر شيئاً عما يجرى فى رأسه ..ثم قال بهدوء :
مولع بك ؟أجل..أستطيع قول هذا .
سألت .
متى ؟وأين؟

فى أى وقت مناسب ..هنا فى نورثم ..وهناك سبباً لهذا أصدقاءك هنا..و..حسناً.
أوكى ..أستطيع أن اقولها أفضل منك ..فليس من اللياقة أن يكون حمواك موجودان .
لست واثقاً من هذا فيونا..سأستشيرهما ..إذا كانا يرغبان...
ربما ..ولا مانع لى ،وأظن أن هذه ستكون إيماءة رائعة لهما ..قدمنى لهما أولاً ..قبل تقديمى كزوجة .
وتشاركا فى نقاش طويل وأقنعت فيونا الجزء من نفسها الذى لا زال معارضاً ..لازال غيرراضي .مرة واحدة طفا إلى السطح ،ليستجيب بلحظة ذعر حين قال :
فيونا .إما إن تكونى جاهزة للإلتزام أو لا ..أمامنا الكثير من التفكير ..لو فكرت فقط..
أفكر؟يا الله !لقد فكرت حين قلبت تفكيرها رأساً على عقب .
أنا مستعدة روى ..أردت فقط أن أتأكد من الزواج ..لأننى أخذه على محمل الجد ..ضمن وجهة نظرى الزواج دائم .
نظر إليها مباشرة :
ومن وجهة نظرى أنا أيضاً..لكن بالطبع ،لا تسير الأمور هكذا دائماً ..أليس كذلك؟.



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس