عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-16, 06:07 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الاول :-
عبر " جود مسكال " الحجرة بخطي سريعة وهو يقول ببرود :
- صباح الخير ... من فضلك يا آنسة سلاد الغي جميع مواعيد اليوم واجليها الى الأسبوع القادم في نفس اليوم ونفس الساعة " وأنت يا آنسة " جودال " لا تصليني بأية مكالمة تلفونية .فانا اليوم لسست في حاجة الى إي مضايقة أو إزعاج ... كما إنني لا أريد ان يقترب إي شخص من عتبة بابي .
ثم دخل غرفة مكتبه على الفور . وأغلق الباب وراءه بشدة . وعندئذ ألقت دوريس جودال نظرة رعب نحو كليو تنم عن فزعها الرهيب لرؤية مدير شركة مسكال – سلاد كمباني .
والحق ان الفتاة الهادئة "دوريس" ببدانتها وملابسها البرتقالية اللون أو ذات الألوان الغريبة . كانت لا ترى " جود مسكال " إلا وتشعر بتقلصات شديدة في معدتها . وهو نفس الإحساس الذي كان يشعر به جميع من يعملون في هذه الشركة الشهيرة .
وعندما لاحظت " كليو " نظرات الخوف في عيني زميلاتها طمأنتها قائلة :
- هيا يا دوريس لا تخافي بهذه الدرجة فأنت تعرفين ان السيد " مسكال ... جاف الطبع بعض الشيء .فلا تنزعجي لذلك .
يا لها من فتاة مسكينة " دوريس " هذه فهي لم تخلق من اجل العمل مع رجل قاس مثل " جود مسكال " فهي بحاجة الى العمل في جو مرح حيث يقوم الموظفون بتناول الفطائر والحلوى مع فنجان القهوة حوالي الساعة العاشرة أو تناول الشاي بعد الظهيرة ... وليس العمل في جو مثرثر وجاف مثل الذي يحيطه بهم مدير الشركة
أما كليو سلاد فلم تكن تنزعج من مزاج " جود " المتوتر فقد تعلمت بسرعة إلا تهتم بصراخه . وان تقوم بعملها على أكمل وجه – والحق ان عملها – كمساعدة للمدير – يعرضها كثير لهجومه عليها .. ولكنها كانت تتحمله دائما بلا مبالاة ... فما شانها ان كان جود مسكال هادئا أم غاضبا كما انه من اكبر رجال الأعمال في " لندن "وذلك يضاهي بالتأكيد جميع الكوارث المفاجئة ...
أمسكت مساعدة المدير بالتليفون وبدأت تلغي المواعيد الثلاثة التي كانت محددة في نفس اليوم . وكانت تصيب الهدف دائما بلطفها . وحسن حديثها حتى أنها كانت تجرد محدثها من جميع أسلحته . فلا اعتراض أو احتجاج ومن يفعل ذلك أمام " كليو " الجميلة ؟
كانت الفتاة في حوالي الرابعة والعشرين من عمرها وكانت تتمتع بجمال منقطع النظير : شعر أشقر طويل وعينين رماديتان تجعلان من يراهما لا ينساهما أبدا وكانت نظرتها تذكر بجمال عصر النهضة الايطالي وجمال الفتيات والسيدات اللائي خلدهن يوتشيللي وتلاميذه .
والى هذا اليوم كانت كليو يرتدي تايير رمادي اللون يروقها كثيرا وفي هذه اللحظة فتح " جود مسكال " مزلاج باب مكتبه ... وقال لها بجفاء :
- انسه سلاد . أريد الدوسيهات الخاصة بمجموعة الفنادق " بهر "
ثم أغلق الباب ثانية وعندئذ ابتسمت " دوريس " في يأس وقالت :
- اعتقد أنني سأطلب نقلي الى قسم أخر ... ولتذهب الترقية الى الجحيم . فصرخت " كليو " قائلة :
- كلا بالتأكيد . لن اسمح لسكرتيرة ممتازة مثلك بان ترحل من هنا ... لا تقلقلي يا " دوريس " حقا يتصرف السيد " مسكال " بشدة أحيانا ولكنك ستعتادين ذلك قريبا .
جلست " دوريس" البدينة وراء مكتبها وهي ترمي " كليو " بنظرة استغراب . وتتساءل كيف لفتاة مثلها احتمال كل هذا لمدة عام كامل فان كليو " هي الوحيدة التي تنجح دائما في امتصاص غضب " جود مسكال "...
تابعت السكرتيرة مساعدة المدير ذات الجسم النحيف بعينيها وهي تمسك بالدوسيه الأخضر . وتتوجه نحو غرفة المدير . والحق أنها لم تكن تحسدها أبدا على منصبها هذا .
طرقت " كليو" الباب بهدوء قبل ان تدخل وكان " جود مسكال " واقفا أمام نافدة مكتبه يتابع من خلالها رذاذ المطر الذي يتساقط ببطء .وكان يرتدي سترة ذات لون ازرق وقميصا ابيض وكان مظهره يبدو رائعا من خلال الزى الذي يبرز كتفيه العريضين وقامته الطويلة . بينما كانت خصلات سعره البني تحيط بوجهه فتعطيه مظهرا متحضرا ومؤثرا بجانب بريق عينيه الزرقاوين .
كان " جود مسكال " برغم أناقته الشديدة مغامرا رهيبا يحارب دائما في سوق المال في قلب لندن حيث الغابة الحقيقية التي يرتدي ساكنوها ملابس متحضرة ...
نظرت الفتاة الى " جود مسكال " وأعجبت كثيرا بهيئته الرائعة وتساءلت – لأي سبب يبقى هذا الرجل دون زواج على الرغم من بلوغه السادسة والثلاثين من عمره ؟ كانت " كليو " كثيرا ما تفكر في هذا السؤال – ولكنها لم تجد له إجابة مقنعة أبدا ومن المعروف ان " جود مسكال "يظهر كثيرا بمصاحبة فتيات رائعات الجمال مما يؤكد نجاحه في هذا المجال . ولكن المسئول عن شركة " مسكال" سلاد كمباني "الشهيرة لم يفكر في الزواج أبدا ...
وكان البعض يروج الشائعات التي تقول ان " جود " يكن احتقارا رهيبا للجنس اللطيف . كما سمعه البعض يقول ان جشع السيدات لا حد له .والحق ان الثروة الطائلة للوريث الوحيد والمدير لهذه الشركة قد جذبت نحوه عددا لا باس به من السيدات أكثر من شخصه نفسه ...
استدار " جود مسكال" نحو الفتاة وبهدوء طلب منها الجلوس ...
فألقت المساعدة نظرة نحوه حيث بدا هادئا ... وكثيرا ما كان يتنازل عن صراخه ويبدو هادئا ... ولكن ما أهمية ذلك ؟
فهي لم تحضر الى هنا من اجل دراسته من الناحية النفسية .
وهي التي التحقت بهذا العمل بعد انتهائها من دراسة الاقتصاد بعام واحد ...
والحق أنها محظوظة لعملها تحت رئاسة مدير موهوب مثله فــ " جود مسكال" يتفق الجميع على انه من اكبر رجال الأعمال في لندن وانه يتمتع بموهبة فذة وفريدة في هذا المجال . وعندئذ قال "جود " :
- أريد ان ندرس معا هذا الدوسيه قبل اجتماع الغد . فانا لا اعرف ما ينويه مايكل بهر ولكنني واثق ان نواياه غير طيبه ؟
قالت " كليو " بخبث :
- هل أرسل بتهديد ما لشركة مسكال – سلاد كمباني ؟
أجاب " جود" ببرود :
- كلا بالتأكيد . فشركتنا غير قابلة للهجوم عليها .
ثم امسك المدير بالدوسيه وتناول بعض الوثائق منه ومدها الى "كليو" قائلا :
- خذي ما يهمك من هذه الوثائق ...
مرت ساعتان يعملان معا ويدرسان عملية هذه المجموعة التي تثير قلق الجميع بتقدمها الملحوظ . وعندئذ دخلت " دوريس " بخجل ووضعت أمامهما صينية فوقها قدحان من القهوة وبعد فترة من الصمت سال " جود " الفتاة قائلا :
- ماذا تظنين يا "كليو " ؟
فأجابت الفتاة دون تردد :
- ان الطفل المدلل لسوق المال ليس بهذه القوة ... ووثائقهم تؤكد ذلك ...
استراح المدير في مقعده . وابتسم سعيدا بتحليلها .
- رائع يا " كليو "
ثم لتغلا معا وقت الراحة لتناول القهوة . وعندئذ سألها " جود " بقلق :
- كيف حال عمك ؟
أجابت الفتاة بحزن :
- ليس على ما يرام لقد أتعبته كثيرا هذه الأزمة القلبية وأزمة شديدة أخرى قد تعرض حياته للخطر ان زوجته تتمنى ألا يتعذب أبدا ... ولكن ذلك ليس بالأمر اليسير فعمي " جون " من النوع المتوتر دائما .
- وماذا بشان ابن عمك " لوك "؟
تنهدت " كليو " وأجابت وهي ساهمة :
- للأسف كل شيء بالنسبة له سيان .
فمنذ أعوام طويلة " ولوك سلاد " السبب الرئيسي في حزن عائلته والسبب
الرئيسي في سعادة الصحافيين الذين يتخذون منه مادة لمقالتهم فحياته المضطربة كانت ولا تزال هدفا رائعا لصحف الفضائح ومن المؤكد ان " جون سلاد" يعاني هذه الأزمات القلبية الحادة بسبب ابنه .
ابتسمت " كليو" لمحدثها برقة عندما لاحظت اهتمامه بها والحق ان عائلتي " سلاد "و مسكال " لم تكونا على علاقة طيبة ومن المعروف ان جدود العائلتين هم الأساس في تأسيس هذه الشركة ولكن الأمور اختلفت عندما اختار والد " كليو " وعمها ترك شركة مسكال – سلاد كمباني " المزدهرة في تائسيس بنك سلاد ومنذ هذه اللحظة والبنك يتعامل مع الجمهور العريض وليس مجرد سوق لندن المحدود .
وبعد وفاة " جورج سلاد " والد " كليو " تولى عمها "جون" مسئولية البنك وحده وقد وافقت عائلة " مسكال " على الانفصال ببرود . ومنذ ذلك اليوم انقطعت العلاقة بين العائلتين تماما .
ولم يكسر البرود والحقد اللذين سيطرا على العائلتين منذ أكثر من عشرين عاما إلا التحاق "كليو " للعمل في " مسكال " – سلاد كمباني "
وضع "جود مسكال " فنجان القهوة بضيق كأنه يندم على الوقت الثمين الذي أضاعه في الراحة .
- استعدي لاجتماع الغد مع السيد ألن ... يجب ان يكون كل شيء على أكمل وجه ولا تنسي ان تجعلي " دوريس" تقوم بحجز منضدة لــ "اولز ... كما أريد منك ان تحضري لي كل الوثائق الممكنة التي تخص مجموعة " بهر " فانا بحاجة الى معلومات دقيقة وغير قابلة للنقاش من اجل هذا الاجتماع ويمكنك ان تبحثي ذلك مع الآنسة "بارنت ."
نهضت الفتاة من مكانها – وجمعت حاجاتها عندما أضاف "جود" بهدوء .:
- كليو" .. أتمنى ان نتناول غداءنا معا اليوم .
ابتسمت الفتاة آسفة وأجابت :
- اعتذر عن ذلك يا سيد " مسكال " ولكنني لدي موعد لا يمكن تأجيله ...
لماذا اختار " روبرت فنتون " هذا اليوم بالذات ليدعوها لتناول الغداء معه لقد اتصل بها مساء أمس بطريقة مقتضبة وقاسية ...
والحق ان الفتاة لا تنتظر خيرا من وراء هذا الغداء . فهي لم تر روبرت منذ سنوات طويلة كما أنها لا تستمتع بصحبته وذلك مقابل قضاء ساعة او اثنتين بصحبة " جود مسكال "
كم كانت الفتاة تتمنى رؤية المدير خارج الإطار الصارم والجو القاسي للعمل فقد دعاها " جود "
كثيرا لتناول الغداء معه في مطاعم المدينة وأحيانا لتناول العشاء لديه في "بلجرافيا سكوير "
وفي كل مرة تكتشف فيه " كليو " شخصية مختلفة وهادئة ومثقفة وبدا من الواضح انه وراء هذه الوجهة العبقرية يختفي رجل ذو جاذبية ملحوظة ومن اجل كل ذلك لم تكن "كليو " ترى الاعتذار لــ " جود " عن الخروج معه في سبيل لقاء " روبرت فنتون " بالشيء الطيب .
توجهت " كليو " للقاء " روبرت " في الموعد المحدد فجلست إمامه وهي تنظر إليه في ضيق . ما الذي اتى بها الى هذا المكان بصحبة هذا المغامر الذي لا يعني لها إي شيء ؟
مطعم فخم ... مع دون جوان متكلف ... كيف رأت ان هذا الــ " روبرت فنتون " شخصا جذابا في يوم ما ؟ بالتأكيد وجهه ينم عن بعض الجاذبية فقد كان يرتدي سروالا كاكي من الجلد و بلوفر من الكشمير الأزرق ويمشط شعره على احدث موضة حتى بدا كأنه صورة على غلاف مجلة فخمة .
لقد عرفها به ابن عمها " لوك " منذ عامين عندما كانت على وشك الانتهاء من دراسة الدكتوراه في الاقتصاد فجدبها بخفته لأنها كانت حقا في حاجة الى شخص مثله يخفف عنها عناء التوتر الذي تعانيه خلال هذه ألسنه الأخيرة من الدراسة ولكن بعد ان حصلت على شهادتها لم تعد " كليو : ترى هذا الفاتن غير المبالي . وألقت بنفسها في خضم الحياة العملية ... أذن ترى لأي سبب اتصل بها ؟
لقد قال لها انه يريد منها مساعدة ما فمادا يريد ؟ يبدو كل شيء غامضا حتى هذه اللحظة .
قال روبرت :
- انك تزدادين جمالا يا " كليو " يبدو انك ناجحة في عملك ربما أفكر أنا أيضا في ذلك ...
رمته "كليو" بنظرة باردة انه لم يتغير بعد فمن أين يعيش أذن ليس من عمله بالتأكيد فهو لم يفكر في العمل قط . سألته " كليو " :
- ما السبب في دعوتك لتناول الغداء معا اليوم ؟ أريد ان اعرف السبب الحقيقي لهذه الدعوة .
انزعج روبرت لأسلوبها في الحديث فقال لها مترفقا :
- يا لك من فتاة جافة وأنا الذي كنت اعتقد انك ستسعدين بهذا اللقاء ...
ثم صمت قليلا وقال بعد ذلك :
- يجب ان تساعديني يا كليو "
سألته مرتابة :
- كيف ذلك ؟
- - أنني بحاجة الى المال وبسرعة .
انفجرت الفتاة ضاحكة وقالت :
- وهل تعتقد أنني سأعطيك مالا اسمع يا روبرت لقد طالت هذه المزحة ولا داعي لمواصلة الحديث أكثر من ذلك .
ثم نهضت من مكانها وأمسكت بحقيبة يدها عندما وضع روبرت يده على يدها فقالت له :
- اتركني ... فأنت لا تريد ان يرى الناس مثل هذا المشهد
أجابها بهدوء :
- نعم بالتأكيد – ولكنك ستسمعينني حتى النهاية فانا املك الأدلة التي قد تدفعك لتغيير رأيك .
شعرت الفتاة بتهديد ما في حديثه . مما جعلها تجلس ثانية فسألها بلهجة معسولة :
- كيف حال عمك ؟
إجابته " كليو " بجفاف :
- شيء ى يخصك .
- كيف ذلك فانا أحب عمك كثيرا ... سمعت ان الجلطة التي إصابته مؤخرا أضعفته كثيرا وان أي أزمة أخرى قد تودي بحياته لذلك يجب ان يتجنب عمك المسكين أي إزعاج أو ضيق ... وهذا ما تحاوله زوجته " جريس " ... ولكن هل ستتمكن من منع الصحافة من التدخل في شؤون العائلة فعائلة "سلاد " وأملاكها في سوسكس وثروتها الطائلة تهم عالم الصحافة كثيرا واعتقد ان " لوك " يعلم ذلك ...
- -ما الذي يقصده روبرت لقد بدأت الفتاة تشعر بالقلق وتضيق بالتهديد الذي يملا صوته فقالت بضيق :
- - والخلاصة ؟
- حسن جدا ... تخيلي الأثر الذي يتركه خبر مقال عن علاقتنا على عمك " جون "
سيطر الغضب على كليو " فقالت :
- وما الشيء الغريب في أننا نتقابل بين الحين والأخر ؟
- أوه "كليو " .. يا له من خيال عقيم دعيني احكي لك الأمر بطريقتي :
- يقع شاب في حب طالبة رائعة الجمال تقابل معها لدي بعض الأصدقاء أما الفتاة فقد تأثرت بجاذبيته وبدا معا قصة حب جميلة ولكن ... الفتاة تنحدر من عائلة غنية جدا وبالتالي لم تقنع بإمكانات هذا الشاب المتواضعة لذلك لجا الشاب الى اقتراض مبالغ كبيرة من المال من اجل أنفاقها على نزهاتهما معا من وجبات فخمة وهدايا قيمة فما الذي يمكن ان يفعله غير ذلك من اجل إرضائها ولكن الفتاة لم تتردد في هجره بعد ان وجدت شخصا أكثر ثروة منه ... وذلك على الرغم مما فعله الشاب لها ... وينتهي المقال بهذا التساؤل . هل سيظل المال والسعادة عدوين رائعين ؟
وأخيرا ابتسم روبرت وهو ينظر الى الفتاة ثم قال :
- ما رأيك في القصة . أكثر روعة من قصتك أنت . أليس كذلك ؟
كادت "كليو " تختنق من شدة غضبها . ثم قالت :
- ولكنك لا تملك الأدلة على ذلك . وسأقدمك فورا للمحاكمة
وضع روبرت يده في جيبه مبتسما ولخرج منه ورقة وأعطاها للفتاة قائلا :
- أنها مجرد صورة أما الأصل فهو في مكان أمين ...
كانت الورقة عبارة عن إيصال من فندق ما باسم السيد والسيدة فنتون بتاريخ شهر يونيو حزيران للعام الماضي .
- أنت تتذكرين صاحبة الفندق تلك السيدة التي تتعرف بسهولة على عملائها حتى بعد مرور أعوام طويلة هل تتذكرين كم كانت هذه السيدة تتفاخر بذاكرتها الممتازة ... فهل أنت بحاجة إليها كي تتذكري ؟
نعم أنها تلك الليلة الكئيبة التي قضياها معا عندما تعطلت سيارة روبرت في منتصف الطريق في أحدى القرى ... أنها تتذكر جيدا أنها قضت هذه الليلة على الكرسي لتبتعد تماما عن مرافقها ولكنه للأسف لم يتوان عن تأجير حجرة باسميهما معا ... يا له من إنسان قذر .
ولكن كيف لها ان تتخلص من تهديداته هذه لا يوجد أي حل إذن سوى الاستماع الى هذا الوغد فسألته بجفاء :
- ماذا تريد مني ؟
فأجابها مبتهجا :
- هانتدي متعقلة أخيرا قد نقول ان مبلغ ثلاثمائة ألف فرنك يساعدك في عدم سماع هذه القصة ثانية .
نظرت أليه الفتاة مذهولة ... ثلاثمائة ألف فرنك انه جنون مؤكد .
- هل جننت يا روبرت من أين لي بهذا المبلغ من المال
احتفظ بإيصال الفندق وافعل ما شئت ...
- حسن جدا ولكن دعيني أسمعك مقدمة المقال الذي سينشر غدا في جميع الصحف . لقد فكرت في عنوان ما ولكنني أريد ان اعرف رأيك أولا ... في انتظار رأي عمك أيضا لنقل مثلا :
ابنة أخ " جون سلاد " تحطم حبيبها قبل هجره لقد انتهى روبرت فنتون " تماما "
ظلت "كليو " دهشة كما هي فمن المؤكد ان مثل هذا المقال سيؤثر كثيرا على عمها ... هذا بجانب الألم الذي سيسببه المقال لها شخصيا وبالتأكيد لن تقدر السوق المالية مثل هذه الفضائح .
- أذن ما قيمة مبلغ ثلاثمائة ألف فرنك بالنسبة لوريثة عائلة "سلاد " انه مجرد قطرة مياه .
- ولكنني لن ارث أي شيء قبل بلوغ سن الخامسة والعشرين لذلك يجب ان تنتظر حتى العام القادم .
- ولكنك قد تتزوجين لحل هذه المشكلة ...لقد درست القضية جيدا .
أجابت "كليو" ساحرة :
- وماذا تنتظر حتى تعرض علي الزواج منك ؟ فبهذه الطريقة تصبح ثروتي تحت أمرك ..
لقد فكرت في ذلك ولكنني لا اعتقد ان الأوصياء عليك سيقبلون هذا الاختيار . فمباركتهم
للزواج شيء مهم جدا وفقا لوصية والدك ... كم هو رائع مشروع الزواج هذا لدرجة إنني أتمنى الهرب معك والزواج منك سرا ... ولكن فنتون " الجذاب لا يتصرف مثل هذا التصرف ومبلغ ثلاثمائة ألف فرنك قد يساعدني على النسيان .
ثم انفجر ضاحكا بينما ظلت " كليو " ساهمة تفكر في الكارثة التي تهددها وعندئذ نهض " روبرت " تاركا لها فاتورة الحساب .
- نظرا لوضعي المالي السيئ ونظرا لإمكاناتك الضخمة ستبدئين في مساعدتي اعتبارا من ألان .. وها هي إذن فاتورة الحساب الى اللقاء يا كليو " وأشكرك كثيرا على هذه الدعوة . ساترك لك فرصة شهر لتدبير الأمر . وبعد ذلك سأتسلم منك المبلغ سائلا ... الى اللقاء .
ثم غادر المكان تاركا الفتاة في غاية الضيق والانزعاج ... فكيف لها تدبير هذا المبلغ الضخم ؟
ذهبت " كليو " الى عملها في اليوم التالي وهي حزينة جدا ولم تتمكن شمس شهر ابريل نيسان من إذابة أحزانها فصعدت السلالم الرخام بهدوء عندا قال لها البواب :
- صباح الخير يا آنسة "سلاد " ... ان الجو رائع . أليس كذلك ان الربيع على الأبواب .
أجابته الفتاة بابتسامة فاترة ثم دخلت المصعد فرات وجهها في المرآة مرهقا بينما ترتسم تحت عينيها ظلال باهتة يا لها من ليلة ليلاء قضتها "كليو " محاطة بكلمات روبرت ما العمل إذن ؟
ان رفضها عرض فنتون قد يتسبب في نتائج مدمرة خاصة بالنسبة لعمها ... ولكن هناك حلا واحدا أمامها وهو ما قاله لها روبرت ... انه الزواج الذي يجعل كل أموالها تحت تصرفها . لان الأوصياء عليها لن يتركوها تتصرف في هذا المبلغ دون ان يطلبوا كشف حساب وذلك حتى تبلغ سن الخامسة والعشرين ...
لقد اعد "جورج سلاد" كل شيء من اجل الحفاظ على ارثه فمنذ وفاة والدها وهي تحصل على مبلغ من المال من اجل مواصلة دراستها تحت ظروف ممتازة فقد طلبت تخصيص مبلغ من المال لها من اجل شراء استديو في لندن ووافق الأوصياء على هذا الطلب ولكنهم لن يوافقوا بالتأكيد على دفع هذا المبلغ من المال لهذا الرجل المبتز .
نعم ان روبرت على حق لابد لها من الزواج فهي لا تستطيع ان تعرض عمها لهذه الفضيحة كما ان صحته لا يمكنها ان تتحمل هذه الصدمة ... دخلت "كليو" المكتب الخالي من الموظفين في هذا الوقت المبكر . ولكنها لاحظت معطف " جود " موضوعا على الكرسي الجلدي مما يؤكد وجوده .
إذن سرت الرعشة في جسد "كليو " لقد حان وقت المواجهة ثم تقدمت بخطي ثابتة وطرقت باب حجرة مكتب المدير قبل ان تدخل بخجل في الغرفة المضاءة بأشعة شمس الربيع . وكان المدير يقف أمام نافدة المكتب يراقب مباني لندن وكاتدرائية " سان بول بأجراسها ومبانيها الفخمة ...
ان الحركة في شارع فليت ستريت تكون عادة بطيئة في الصباح بينما تقل الأتوبيسات ذات اللون الأحمر أفواجا من العاملين الذين يسرعون نحو مكاتبهم ...
ونفس الشيء بالنسبة للقطار الذي يقل عددا لا باس به من الناس الذين يرتدون ملابس داكنة ويسيرون بخطي ثابتة ونشيطة فمن المعروف ان بورصة نيويورك تحتل المكانة الأولى وتأتي بعدها بورصة لندن كمنافسة لبورصة طوكيو لاحتلال المكانة الثانية لذلك تصبح الحركة كبيرة في هذه المنطقة من لندن .
استدار "جود مسكال " نحو الفتاة التي لاحظت شدة أناقته ولاحظت وجهه البرونزي اللون وعينيه الزرقاوين فرقبته بهدوء وهي تفكر ... ترى كيف يكون تصرفه أمام عرضها وماذا يكون تفكيره أمام كلماتها المجنونة هذه ؟
لقد فكرت الفتاة في الوضع كثيرا في إثناء الليل ولم تجد سوى " جود " كحل وملجأ لها لتتخلص من تهديدات روبرت ولكن هل سيقبل مساعدتها ؟ وما الذي يمكنها عمله لو رفض ؟
اقترب " جود " من الفتاة وقال بلطف :
- لقد أتيت في وقت مبكر جدا يا " كليو "؟
- أردت ان أتحدث إليك يا سيد " مسكال " ... فهناك شيء أود ان أخبرك به ...
نظر إليها المدير الشاب بقلق . ثم قال :
- إنني استمع إليك .
فنظرت إليه "كليو" بريبة وقالت بصوت واضح :
- هل تقبل الزواج مني يا سيد " مسكال "؟


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس