عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-16, 06:09 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث :-
استدار "جود" عندما دخلت "كليو" حجرة استقبال الضيوف حيث كان يبدو تائها أثناء تأمله للوحة – تعكس منظرا بحريا – موضوعه على الحائط وراء المدفأة الرخامية الرمادية اللون .
عبرت الفتاة الحجرة بخطي سريعة . وقالت بصوت لطيف :
- مساء الخير يا " جود " كيف قضيت يومك في بروكسل ؟
- حسن جدا . لقد كان الاجتماع صعبا ولكننا احتفظنا بحقوقنا ... لا اعتقد انك أتيت لنتحدث بشان العمل .
رمقته "كليو " بنظرة قلقة ... لماذا يرفض "جود" الخوض في موضوع عادي ؟هل سيبدوان فورا الكلام لب الموضوع ؟
فالفتاة على الرغم من نفاد صبرها . ألا أنها تفضل ان تهدأ قليلا قبل بدء المناقشة .
نظرت "كليو " الى وجه محدثها الجامد ... انه حقا يجذبها كثيرا.
فلأول مرة تنظر إليه بعيني امرأة وليس مجرد موظفة لديه ... وكان "جود" يقف أمامها طويل القامة برونزي اللون ويرتدي حلة سموكنج لو رأتها العمة "جريس " لا عجبت بها كثيرا .
توجه " جود " نحو المنضدة الموضوع فوقها بعض أكواب الكريستال وسألها :
- هل تريدين قليلا من العصير ؟ ربما يلاءم ذلك هذه المناسبة ...
هل يسخر منها اكتسي وجه الفتاة بحمرة الخجل ووافقته ان "جود" يريد ان تبدأ هي بنفسها ... ولكن كيف ذلك ؟ أنها حقا في شدة الارتباك لدرجة تمنعها من تناول هذا الحديث الصعب . بينما ينظر إليها وحدثها بإصرار وهو يعي تماما اضطراب ضيفته .
وأخيرا سالت الفتاة بصوت مرتبك :
- هل اتخذت قرارك ؟
نظر اليها " جود" بذهول ... لابد انه لم يكن يتوقع هذا السؤال المباشر ...
مما جعل "كليو" تندم على ما قالته . لقد سجلت اذن نقطة ليست لصالحها بما انها كشفت نواياها هكدا بصورة سريعة . وعندئذ اكتفى " جود " بان يجيبها بغموض :
- نعم ... سنتحدث عن ذلك إثناء تناول الطعام إذا أردت .
ثم توجه "جود" نحو المدفأة التي تستعر النار بداخلها واخذ يحرك الجمرات كأنه يريد اختيار قوة تحكم الفتاة في نفسها .ولكن " كليو" لم تكن تجيد هذه الألعاب . فلم يحدث لها من قبل ان حاولت أثبات قدراتها في مجال العاطفة . مرت دقائق طويلة . بحثت خلالها "كليو" عن إي حديث عادي للخوض فيه ولكن هيهات ... وأخيرا حضرت "ميج" وهي تحمل بين يديها صينية عليها الطعام ووضعتها على منضدة موجودة في احد أركان الحجرة مصفوف عليها طاقم من الصيني الخاص بعائلة " مسكال "منذ سنوات طويلة مما أضاف على الديكور رونقا جميلا .
جلس الاثنان عندما بدا "جود" الحديث أثناء تقديم " ميج " لهما الطعام الرائع الذي أعدته بنفسها فذكر الأحداث الخيرة التي وقعت في الشهر الماضي وكانت الفتاة تجيب عليه مبتسمة وهي تتناول طعامها ولكن ضربات قلبها كانت تزداد سرعة واضطرابا فمتى يدخل "جود" في لب الموضوع الرئيسي بدلا من تضييع الوقت في هذا الحديث .
وأخيرا ابتعدت " ميج " عن الحجرة تماما بعد ان أحضرت صينية القهوة ... لقد ان الأوان إذن ؟
صب " جود" القهوة في الفنجان وقدمه لـــ "كليو" ... ان الدقائق تمر طويلة وكئيبة .. وعلى الرغم من ذلك بقى "جود" جامدا ...
متى ينتهي هذا المسلسل الهزلي فقد بدات "كليو " تشعر بالغضب يستولي عليها . وعندئذ سالته قائلة :
- لقد اتخدت قرارك اليس كذلك ؟ ... فهل لي ان اعرفه ؟
- بالتاكيد .
ثم اخد وقتا طويلا في انتقاء سيجارة من العلبة الخشبية ووقتا اطول في فض غلافها ويشعلها ويستنشق دخانها بتلدد . ثم اخد يحملق في نار المدفاة طويلا قبل ان يقول :
- لقد قررت قبول عرضك وبما انني لا احب زواج المنفعة ... فقد قررت شيئا اخر ...
وصمت ثانية واخد يتامل سيجارته المشتعلة ... لم تصدق الفتاة اذنيها . لقد وافق اخيرا وبذلك ستتخلص من تهديديات فنتون وتدفع له ما يريد وعندئذ ارتسمت على وجهها ابتسامة مشرقة . فقال لها "جود" ببرود :
- انتظري قليلا قبل ان تفرحي بهذا النبا ... فانت لم تعرفي شروطي بعد .
ولكن لا يهم أي شيء مقابل التخلص من هذه الفضيحة ... ومع ذلك تماسكت "كليو " قليلا وقالت له باذب شديد :
- ما شروطك ؟
- انا لا اريد زواجا على الورق ... فانا اتمنى انجاب الاطفال .
اطفال ؟ انه زواج حقيقي اذن ... وهي التي اعتبرت هذا الزواج مجرد ارتباط لتبادل المصالح ... كيف اعتقدت ذلك يغبائها ؟
فلزواج حقوق كثيرة . فراش الزوجية ... وجود رجل ... الخ
شعرت فجاة بان تفكيرها يعترض على هذه الفكرة تماما ولكن كيف يمكنها تفادي هذه الحقوق ؟ فــ "جود" ليس من طراز الرجال الذين يتقبلون زواجا على الورق ...
لم تكن "كليو " تنتظر هذا الحديث ابدا ولكنها مضطرة الى قبول أي شرط ...
فهل لها الحق في اختيار اخر ؟
قالت الفتاة بهدوء :
- حسن جدا . انا اعلم انك تريد ذرية ... ولكن لي شرط . اريد منك ان تمنحني مهلة خمسة عشر يوما بعد الزواج ينام كل منا خلالها في حجرة منفصلة .
اكتسى وجه "كليو" بحمرة الخجل فاضافت امام نظرته المصرة :
- انني بحاجة الى قليل من الوقت لاتعرف عليك ... افهمني انني بحاجة الى وقت كاف قبل ...
توقفت الكلمات على شفتيها مرتبكة فنظر اليها "جود" في ابتسامة مقتضبة وقال :
- قبل ان تشاركيني الفراش .
ثم ركز نظره عليها طويلا وكانه يتلدد بتعديبها .
- اتفقنا يا " كليو " خمسة عشر يوما بعد الزواج .
***
تزوج "جود " من "كليو " بعد خمسة عشر يوما من هذا الاتفاق .
ولم يحضر حفل الزواج سوى العمة "جريس" و "لوك " بالاضافة الى " فيونا " شقيقة "جود "
والحق ان زوجة عمها سعدت كثيرا بهذا النبا وعبرت عن فرحتها بحماس شديد على الرغم من تعلقعا واعتدالها دائما في كل شيء فقالت بفرحة وسعادة :- كم كان ذلك رائعا ان " جود مسكال " زوج ممتاز ويالها من سعادة ان يقترن اسم عائلة " مسكال " بعائلة "سلاد" من جديد .
اما بالنسبة للعم "جون" فقد بدا مسريحا للفكرة وقال لها :
- انني سعيد جدا فالشاب "مسكال " يحظر بسمعة ممتازة في محيط السوق المالية . وهو بنفس مستوى عمه الذي توفي قريبا
ويسعدني ان يجتمع شمل العائلتين من جديد وعلى الرغم من انني لم اندم لحظة واحدة عن المغامرة التي قمت بها انا ووالدك بانفصالنا عن شركة " مسكال – سلاد كمباني " وذلك لان بنك سلاد كان جديرا بهذه المغامرة حقا الا انني
سعيد جدا لدخولك في هذه العائلة من جديد كما ان "جريس" ستسعد بذلك كثيرا لانها ندمت جدا على انفصالنا عنهم فقد كانت الشركة في نظرها اكثر قيمة من البنك الذي يتعامل مع الجمهور العريض .
ابتسمت "كليو " لسماع هذا الحديث والحق ان الايام التي سبقت عقد الزواج مرت بسرعة جدا وكان "جود " يتصرف خلالها كخطيب رائع وحنون كلما سنح له عمله بمقابلتها على الرغم من انه اضطر الى السفر اكثر من مرة للاجتماعات المتعقدة في جميع انحاء اوروبا ...
والان ثم اتخاذ الخطوة الحاسمة ولم تعد الفتاة تفكر في أي شيء اخر . وكان اليوم باردا بعض الشيء والجو لا ينذر بالخير فاحاط "جود" كتفي الفتاة التي ترتجف وقال لها :
- هل تشعرين بالبرد يا عزيزتي ؟
- قليلا .
فقد كانت ترتدي ثوبا حريريا لونه بيج ولكن السبب الحقيقي في شعورها بالبرد كان مختلفا تماما فبعد اتمام هذا الززواج بدات الفتاة تعي صعوبة ما يتبقى لعا بعد ذلك خلال اعوام واعوام ... فكيف يعيشان معا وعندئذ قال "جود" برقة :
- هيا بنا .
واحاط خصر الفتاة بذراعه وجذبها نحو السيارة الــ "رولزرويس "التي تقف اسفل السلم فتماسكت الفتاة قليلا لشعورها بنظرة "جود" المركزة عليها والمشوبه ببعض السخرية وقال لها :
- هل تعرفين ان هذا الثوب يروقك تماما ؟ يبدو كانك تاتين من عصر قديم ...حتى ملابسك في المكتب كانت كلاسيكية جدا .
والحق ان ثوبها كان يذكر من يراه بالعصر الماضي بخصره المنخفض والشريط الحريري الذي تضعه على جبينها .
جلست الفتاة في النقعد الخلفي للسيارة الفاخرة وشعرت بالراحة كثيرا في داخلها وسارت بهما السيارة عبر شوراع لندن متجهة بهما الى منزل "سلاد" حيث دعتها العمة "جريس" لتناول الغداء لديها قبل ان ياتي الوقت المنتظر ويبقى الاثنان منفردين .
وكان المرور يسيرا في هذا الوقت فوصلا بسرعة الى منزل "سلاد" وعندئذ قال لها "جود"
- انت لم تنطقي بكلمة واحدة يا "كليو " ماذا حدث ؟ هل تشعرين بالندم ؟
فقالت الفتاة كاذبة :
- كلا على الاطلاق اؤكد لك ذلك .
والحق ان "كليو " لم تكف لحظة واحدة عن التفكير في مزايا ومساوي هذه الامسية ولكنها لن تخبر "جود " بذلك ابدا مهما حدث .
وهو فيما يفكر اذن ؟ هل يندم على أي شيء ؟ لا يبدو ذلك ..فهو يبدو هادئا ومستريحا ويقود السيارة بهدوء عبر شوارع لندن .
- اتمنى الا يكون لديك أي مشروعات في الاسبوع المقبل ...
- كلا . ولكن لماذا ؟
- لقد اعددت شيئا لشهر العسل – فانا لم اتمكن ان اكون خاليا من العمل الا لاسبوع واحد فقط ويبدو لي ان الامور ستمر على ما يرام لو اصبحنا منفردين بعيدا عن الجميع ... وذلك لنتعرف على بعض اكثر من ذلك .
فهمت "كليو" مغزى كلماته ... فاكتسى وجهها بالحمرة قبل ان تجيب :
- حسن جدا ؟ والى اين سنذهب
- الى الجزر اليونانية لقد عرض على احد اصدقائي الاقامة في الفيلا
الخاصة به هناك فترددت في البداية لبعد المسافة ولكني اعتقد انها فكرة طيبة فنحن بحاجة الى الراحة والى الاسترخاء تحت اشعة الشمس .
الجزر اليونانية ؟ ياله من مكان ظلت "كليو" صامتة بينما استطرد "جود" قائلا :
- سنرحل خلال ثلاثة ايام – ومن المؤكد ان لديك اعمالا كثيرة تودين الانتهاء منها قبل السفر .
ان "جود" فكر واعد كل شيء دون استشارتها فهل ستخضع حياتهما معا لقراراته وحده ؟ ان "كليو " لا تحبد هذه الفكرة بداخلها ...
قال "جود"
- ان الجميع يرى سفرنا هذا لهو رومانسي جدا ولكن اعتبري هذه الرحلة مجرد راحة واسترخاء ليس اكثر ...
وفي هذه اللحظة – وصلت شقيقة "جود" الى منزل العمة "جريس" واستقبلتهما بحفاوة شديدة قائلة :
- هذان انتما معا اخيرا تهنئتي يا " كليو " ومرحبا بك في عائلة مسكال كم انني سعيدة لكونك قد اصبحت زوجة شقيقي حاولي ان تسعديه فهو حقا يستحق ذلك .
كان استقبالها حارا فعلا مما جعل "كليو" تحبها وتشعر بالراحة نحوها . وفيونا هذه كانت فتاة سمرا ذات عينين زرقاوين مثل اخيها تماما وكانت الانسانة الوحيدة التي يرتبط بها " جود " بصلة قرابة في انجلترا فعائلتهما تقيم منذ اعوام طويلة في نيوزيلندة ولا تاتي لزيارة انجلترا الا مرة واحدة في عيد الميلاد لرؤية ابنيها وعلى الرغم من بلوغ فيونا سن الثانية والثلاثين الا انها لم تتزوج بعد عن اقتناع كما انها تكرس حياتها كلها لرشاقتها وحسن انتقاء ملابسها لقد عملت لمدة عشر سنوات كعارضة ازياء . وبعد ذلك بدات تعمل مع احدى صديقاتها في كتابة المقالات المتعلقة بهذا الموضوع وترسل بها الى محال لندن وبلجيكا " وفرنسا فازدهر .
هذا المشروع كثيرا منذ اربعة اعوام تقريبا والحق ان "جود" كان يتحدث عن ذلك بفخر شديد وعلق اخيرا مازحا :
- ان افراد عائلة "مسكال" لا يتزوجون دون تفكير وذلك وفقا لتجربتنا نحن الاثنين .
كانت الرسالة التي يقصدها "جود" واضحة جدا ومفهومة لـ"كليو" فهو يقصد بالتاكيد ان اسهم "سلاد" كانت السبب الرئيسي في قبوله هذا الزواج ولكن الفتاة لم تستطع ان تفهم ان كان هذا هو السبب الحقيقي في موافقته بالتاكيد ... فبهذه الاسهم اعد لنفسه مكانة لا باس بها في ادارة بنك سلاد ولكن لماذا يهتم "جود" بهذه الاسهم كثيرا ؟ فالجمهور العريض لم يعن ابدا شركة مسكال – سلاد كمبالي في شيء ... ولم اهتم بذلك الان ؟
لابد ان هناك شيئا ما لا تعرفه . فالجميع يعترف لمدير شركة مسكال –سلاد كمبالي بانه رجل مال واعمال من الدرجة الاولى وبالتاكيد لن يتحرك "جود" هكذا بسهولة ودون تفكير وخلال اشهر قليلة ستفهم "كليو" وسيفهم الجميع ما الذي يريده "جود" من وراء هذه الاسهم ...
جلس الجميع حول مائدة الطعام التي اعدتها العمة جريس بنفسها وبهذه المناسبة كانت قد استخدمت في اعداد المائدة الطاقم الكريستال الخاص بعائلة سلاد وجلست العروس امام زوجها وكانت الرعشة تسري في جسدها بمجرد رؤيته فهي تعرف انه طيب وسيء في نفس الوقت فكيف ستكون حياتها بجانب هذا المجهول الجذاب ؟ وكيف تعامله ؟ وهل سيصبح مجرد رفيق غامض ومبتعد كما فعل معها خلال فترة الخطوببة القصيرة .
قدم الخادم الطعام بهدوء واضعا السلمون الرائع في طبق ضخم من الفضة وبدا الحديث بين الجميع ... العم جون ولوك وفيونا والعمة جريس والحق ان هذه الاخيرة بدت متفهمة ورائعة مما يؤكد سعادتها بارتباطهم بعائلة مسكال وان كانت تتصرف ببرود اكثر من المعتاد نحو "كليو " وهو شيء غير متوقع في هذا اليوم بالذات وكانها تلومها على بعد عائلة سلاد عن عائلة مسكال كا هذا الوقت وكانها المسؤولة عن قرار والدها بالانفصال عنهم لقد بدا الامر مضحكا حقا ... وفجاة وضع "جود" يده على يد زوجته وامسك بها وقال لها :
- هيا يا "كليو" لا تجلسي هادئة هكذا لماذا لا نتحدث معا ؟
ارتعدت الفتاة فجاة فلاحظ "جود" ذلك واضاف قائلا :
- لا تنزعجي امامك اسبوعان قبل ان تعتادي على اقترابي منك ... ولكن حاولي ان تبتسمي اذا امكن ...
وعندئذ لاحظت " كليو" ان نظرات الجميع مركزة عليها ابتسمت ابتسامة مشرقة كما قال لها "جود" ... بينما كان "جود" لا يزال ينظر اليها بعينيه الزرقاوين بصرامة ... الى متى يظل كلاهما يؤدي هذه الثمتيلية ؟
وفي اليوم التالي اتصلت "كليو" بالسمسار ليؤجر لها شقتها ثم وضعت السماعة في حزن وكانها تندم على حياتها السابقة عندما دخلت ميج " قائلة :
- هناك شخص ما يريدك يا سيدتي .
سالت "كليو" في ذهول :
- من ؟
- السيد روبرت فنتون .. هل اخبره انك غير مستعدة للقائه ام اطلب منه ان يترك لك رسالة ؟
لم تجبد "كليو " هذه الزيارة كما انها كانت بحاجة الى وقت لتسوية اشياء كثيرة قبل سفرها في اليوم التالي ... ولكن كيف تتخلص من روبرت الان ؟
لابد لها من مقابلته . ولكن ماذا ستظن بها ميج"؟
- ساذهب لمقابلته على الفور ادخليه في حجرة استقبال الضيوف وسانزل اليه حالا .
لابد ان هذا الوغد لا يريد ان يضيع دقيقة واحدة قبل استلام هذا المبلغ من المال جلست "كليو" دقائق لتهدا قليلا ثم خرجت من الحجرة انه حظ رائع ان يخرج "جود" في هذا الوقت بالتحديد لشراء تذاكر الطائرة كما انه ايضا حظ طيب ان قرر السفر بعد الزواج بثلاثة ايام فقط ... ف ... روبرت لم يكن ليتوانى عن اللحاق بها في الجزر اليونانية ليضع يديه على الاموال وفجاة شعرت "كليو" بالوحدة وبدات تفتقد وجود "جود" بقامته الطويلة وصوته الدافي ونظرته التي يتحسسها بها ... فلقد اصبح جود رقيقا جدا معها منذ وصولها الى منزله الكائن ب بلجرافيا سكوير وبدات علاقتهما في التحسن مع الوقت ومع وجود فنتون الان كم تشعر كليو " بحاجتها الى قوة "جود" بجانبها .
نزلت "كليو" السلم ببطء وهي تمسك بالدرابزبن كانها تستند عليه نظرا لارتعاش ركبتيها . وقبل ان تدخل الحجرة ترددت قليلا ثم ادارت المقبض ودخلت وكان وجهها جامدا الى درجة كبيرة فلم يعكس عذابها بل عبر عن احتقار كامل لهذا الرجل الذي وقف امامها لتحيتها فقال روبرت باذب شديد مبالغ فيه :
- صباح الخير يا سيدة مسكال هل تسمحين لي بتقديم تهنئتي .
شعرت نحوه بكره وحقد دفينين على الرغم من مظهره الجذاب وشعره الممشط كاحدث ما يكون التمشيط وسترته المصنوعة من الجلد الاسود فباي حق حضر هذا الانسان الوقح لمقابلتها ولتعكير صفو حياتها ولماذا لم يحدثها تليفونيا لم كان الامر عاجلا ؟
وكيف لها ان اعجبت بهذا الشخص منع عامين ماضيين وسعدت بصحبته ؟
ان الخطا في الحكم على الاشخاص يكلف الانسان كثيرا جدا ...
وفجاة قالت له بجفاء :
-لا تات الى هنا مرة ثانية يا روبرت مهما كانت الظروف او الاسباب .
ابتسم روبرت بخضوع وقال :
- ولكن ذلك يتوقف عليك .
ودون أي استئدان استدار نحو المنضدة وقدم لنفسه قليلا من العصير وعلى الرغم من شدة غضب كليو الا انها لم تنبس ببنت شفه فلا يضنها ان تفعل أي شيء ما دامت تهديدات روبرت لا تزال قائمة .
ثم سالته :
- لماذا حضرت الى هنا كان بامكانك الاتصال بي تليفونيا .
استدار روبرت نحوها ونظر اليها ساخرا
- اعرف ان وسائل الاتصالات اللسلكية تتقدم يوما بعد يوم ... ولكنني لم اسمع عن وسيلة غير هذه تسمح لي بتسلم مبلغ من المال ... وخاصة عندما يكون المبلغ ثلاثمائة الف فرنك
تماسكت الفتاة ولكنها قالت ببرود :
- لم احصل على المبلغ بعد ... انسيت انني تزوجت منذ يومين فقط لابد من منحي مهلة كافية واطمئن انا عند وعدي وما ان اتسلم اموالي حتى اسلمك انت ايضا اموالك .
فقال روبرت بوحشية :
- متى فانا بحاجة شديدة الى هذا المبلغ ... الاسبوع القادم ؟
- وكانت عيناه تلمعان ببريق غريب ... وينتظر اجابتها بفارغ الصبر فلما سكتت كليو كثيرا حتى لا تتراجع الى الوراء ثم قالت :
- كلا ليس معقولا فسنرحل لقضاء شهر العسل ...اترك لي رقم التليفون الخاص بك لاتصل بك فور عودتي .
امسك روبرت بقصاصة ورق من جيبه وكتب عليها رقم التليفون متضرا ثم اعطاها الورقة قائلا :
- لا تنسي ان تتصلي بي والا ندمت ... فليس امامي الا عمك جون ليعاني هذه الفضيحة ثم فكري في زوجك العزيز ... فلا اظن انه سيسعد بما سيسمعه عن تورط زوجته في قصة كهذه .
ثم انفجر ضاحكا عندما لاحظ شحوب وجهها وقال :
- انني ارى امام عيني عناوين الجرائد . زوجة جود مسكال التي دمرت عشيقها السابق ما رايك في هذا اليس فعالا ؟
لم تستطع كليو ان تنبس ببنت شفه فهذا الوغد يملك جميع الوسائل التي من شانها تدمير حياتها واضطرارها بالتالي الى قبول جميع رغباته ... الم تتزوج من اجل الخضوع لاوامره فقط ولكن ها هو ذا الان يهدد حياتها الزوجية ايضا .
- لابد لك من حماية زوجك من هذه الفضيحة ايضا اليس كذلك يا كليو سيكون من المؤسف جدا تدمير رجل مشهور مثله ... تهنيئتي لك يا عزيزتي لقد نجحت في اختيار ضحيتك ان الزواج من رجل ثري ومشهور مثله شيء رائع . فهل ساعدتك العمة جريس في هذا الاختيار ام انك قمت به وحدك على كل حال . انه اختيار موفق جدا
فجاة فتح الباب ودخل "جود" بوجه جامد وظل ينظر اليهما لحظات ثم قال ببرود :
- افضل ان اتعرف على صديقك يا عزيزتي .
تملك الرعب الفتاة ترى هل سمع جود كلمات فنتون الاخيرة ؟


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس