عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-16, 06:41 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4- النفق الظلم
في اليوم التالي خرج رادولف باكراً ليجلب لزوجته بعض الماء كي تغسل شعرها. عندما رجع قال لها بنبرته المتعالية:
_ هيا اغسلي شعرك فالماء وفير.
نهرته ونفسها تجيش بالغضب:
_ لا تكلمني بهذه الطريقة وكاني عبدة!
_ وجدت الكلمة الصحيحة. أنتِ عبدتي.
_ لاتعتبر نفسك سيدي! من تكون على أية حال؟ ربما كنت ملك الغجر لتعامل الناس بطريقتك هذه؟
أجاب ضاحكاً:
_ حسناً أنا ملك الغجر!
ياله من مخلوق سادى لايترك فرصة من الهز منها.
_ كلامك يعني بوضوح أني مخطئة.
_ مالذي يجعلك تظنين أني ملك الغجر؟
ترددت لين في الاجابة لأنها لا تريد الاعتراف له بأنه يملك سطوة وجلالاً.
_ أنت تختلف إلى حد ما عن باقي قومك.
_ مختلف؟
_ نعم مختلف.
_ كيف يمكنك أن تفرقي بيني وبين قومي وانتِ لم تتعرفي إلى أحد منهم جيداً؟
_ راقبتهم من النافذة وسمعنهم يتكلمون.
_ أتعتبرين أن هذا كافياً؟
_ أشعر كأني أمضيت سنتين هنا لايومين!
_ ألن تسخني الماء لتغسلي شعرك؟
_ لن استطيع غسل شعري في هذه الآنية الصغيرة.
_ ماذا تقترحين إذن؟
_ هل بامكانك ان تحضر وعاء أكبر؟
_ سأبحث عن واحد.
لا تعلم لين مالذي دفعها إلى طرح هذا السؤال المفاجىء على زوجها:
_ هل صحيح أن الغجر يهددون الناس بحلول اللعنة عليهم إذا لم يعطونهم مايردون؟
لم ينزعج رادولف للسؤال خلافاً لتوقعها.
_ أتؤمنين حقاً بذلك؟
_ لا ، لكني أعرف كثيرين يخافون من لعنة الغجر.
وفيما هي تبحث في حقيبتها عن الشامبو أوقعت كتيباً على الأرض. التقط رادولف الكتيب وفي عينيه اهتمام كبير.
_ من أين حصلتِ على هذا الكتيب؟
_ من قصر السيد دوغي الذي زرته يوم التقيتك.
_ ومتى قمت بهذه الزيارة الممتعة؟
كان سؤال الغجري ملحاً إلى درجة كبيرة.
_ يوم السبت الماضي.
قادتها ذكرى الحدائق إلى التفكير بالهرب وتذكرت أن سبيلها الوحيد إلى الخلاص هو المال الموجود في حقيبتها والتي ستغري بها كونيل ليساعدها على الافلات من قبضة خاطفها.
_ السبت الماضي...
_ قبل أن تقوم باختطافي بيوم واحد.
هز رأسه وهو يفكرعميقاً ثم سألها:
_ ما رأيك بحدائق القصر؟
_ لماذا تسألني! هل تعرف الحدائق لتطلب رأي فيهل؟
بدا الغجري مستمتعاً بهذا الحديث فأجاب:
_ نعم ، زرتها عدة مرات.
مرة أخرى زل لسانها إذ قالت مستغربة:
_ كيف سمح لك الحراس بالدخول؟
وضعت لين يدها على فمها لتمنع خروج المزيد من الكلمات الجارحة. ورأت عيني الغجري تلمعان سخطاً
اقترب منها الرجل مهدداً:
_ أوضحي سؤلك. أتقصدين أن مستوي الوضيع لا يليق بمقام زوار تلك الحدائق؟
حاولت المرأة أن تخرج من المأزق فقالت:
_ آسفة اعتقدت أن...
_ أن ماذا؟
مدت لين ذراعيها متوسلة ومحاولة إيقاف غضبه.
_ أنا حقاً آسفة. أرجوك أن تنسى الموضوع.
انتظرت لين رداً عنيفاً من زوجها لكنه لم ينبس ببنت شفة. متى ينفجر ويعطي سجينته نصيباً من العقاب الذي تستحقه على هذه الاهانة؟ لكن كل مافعله الرجل أنه قذف الكتيب في الحقيبة وخرج من العربة.
راقبت لين مشيته المتوازنة وجسمه الرشيق. لماذا لم تلاحظ فيه هذه الأشياء عندما قابلته المرة الأولى؟ لا شك أن الخطر الذي كان محدقاً بها آنذاك لم يسمح بذلك. فجل ماصبت إليه كان الافلات من قبضته، الأمر الذي تحقق بفضل الفتاة الغجرية. من هي هذه الفتاة التي أطاعها رادولف فوراً؟ لا بد أن لها مكانة كبيرة في حياته كي ينفذ أوامرها وهو الرجل الصلب العنيد لو لم تر المشهد بأم عينيها لما صدقت أن رادولف يطيع كالأرنب امرأة غجرية. ربما كانت الغجرية تعرف سراً لوفضحته لأوقعته في ورطة كبيرة. لكن هذه الفكرة مستبعدة لأنها لو صحت لما تجرأ رادولف على خذل فتاته والزواج من غيرها. أرادت لين أن تعرف حقيقة العلاقة بين زوجها والغجري. لكنها تخاف من إثارة ذكرا اللقاء الأول كي لا يغضب رادولف وتسبب لرادولف ما لا تحمد عقباه. فلو أن الرجل يرغب في التحدث عن اللقاء لكان فعل ذلك بنفسه. لا بد أنه يتناساه لأنه يخجل فعلاً من فعلته الدنيئة. عاد رادولف حاملاً وعاء كبيراً.
_ هل يكفيك هذا؟
_ بالطبع ولكن من المستغرب أن تزعج نفسك من أجلي.
_ قلت لكِ يا لين أنكِ لم تري الجانب الأسوء مني بعد. وأقول الآن أنكِ لم تري الجانب الحسن كذلك.
أدركت لين أنه يجب عليها يجب عليها اكتشاف حقيقة هذا الرجل والتعرف إلى شخصيته الغامضة أكثر. مع ذلك هزت كتفيها لا مبالية لأن رغبتها في الفرار ربما تفوق فضولها في اكتشاف حسنات رادولف.
غسلت شعرها في الطبخ وعندما عادت تخلى رادولف عن قراءة مجلة وقام بتولي مهمة تجفيف شعرها.
شعرت لين بالهدوء بالقرب من زوجها الذي رمى المنشفة أخيراً وأخذ وجهها بيديه القويتين محدقاً في عينيها الزرقاوين.
ارتعشت شفتاها وكادت أن تبدا بالبكاء وهي تتذكر زيارتها إلى الكوافير حيث كانت تمضي أوقاتاً فرحة لحظات بعيدة كأنها تنتمي إلى أسجنة غابرة لن ترى لن ترى لين لها وجه بعد اليوم.
انتشلها صوت رادولف الرقيق من تأملاتها:
_ كم أنتِ جميلة يا لين.
جذبها إليه برقة وطبع على وجنتها قبلة حانية. لم تقاومه لين لكنها وجدت الدموع تترقرق في عينيها.
_ أرجوك! لم أعد أتحمل أكثر!
_ حتى كلامي؟
_ كل شيء! ألا تفهم أني لا يمكن أن أعيش سجينة طيلة حياتي؟
ابتعدت لين عنه وشعرها ينسدل بفوضى على كتفيها ودموعها ترسم خطوطاً لامعة على وجهها الناعم.
أضافت بتوسل آملة في أن يرق الغجري لحالها:
_ دعني أذهب. لا يمكن أن تحبسني في هذه العربة إلى الأبد. أنت تعلم أن ذلك مستحيل.
أطرق رادولف يفكر فظنت لين انها نجحت في غثارة مشاعره الانسانية الراقدة في أعماق شخصيته الشريرة. على أي حال هو قال أنها لم ترى الجانب الحسن بعد. فربما رأت هذا الجانب الآن.
تهاوت أحلامها عندما هز الرجل رأسه واكد:
_ أنتِ زوجتي ومكانكِ معي. تزوجتني بارادتك...
_ بارادتي! كيف تستطيع أن تقول ذلك؟
_ لماذا لم تبدي أي اعتراض خلا اتمام مراسم الزواج؟
رمقها بنظرة ماكرة وأجاب على سؤاله بنفسه:
_ لأنكِ كنت تأملين بالفرار لوجودك خارج العربة ، أليس كذلك؟
_ بالطبع كنت آمل بالفرار، وهل تلومني على ذلك؟
_ وهذه الآمال مازالت موجودة على ما أعتقد.
تذكرت الشاب كونيل الذي أحضر لها قلماً. كما تذكرت المال في حقيبتها وعرفت ان عليها إخفائه لئلا يكشف زوجها خطتها.
_ أنا بالفعل أنتظر الفرصة المناسبة للهرب. نظرت إليه زوجته بذهول. هناك شيء عجيب في هذا الرجل وفي هذه القصة كلها. لربما استطاع كونيل أن يساعدها على حل اللغز المستعصي.
اقترب منها رادولف ووضع يده على كتفها محاولاً تهدئتها.
_ أرجوك دعني ولا تلمسني...
ضمها غلى صدره بحنان فأخذت ترتعش بقوة حتى تركها أخيراً دون أن تبدر منه أية حركة عنيفة.
_ مشطي شعرك قبل أن يجف.
خبير في أمور النساء غير الغجريات. فهؤلاء لايشغلن التجميل فيتركن شعرهن على طبيعته ليزيد في مظهرهن بدائية ووحشية.
لا شك أن رادولف يعلم أكثر مما يتوجب عليه غجري لا يهتم بما يجري في العالم المتحضر. فالغجر عادة مايكونون متقوقعين على أنفسهم ، متفين ذاتياً في عالمهم الخاص.
قطع صوت رادولف حبل أفكارها:
_ بماذا تفكرين؟ أرى على وجهك مشكلة مزعجة.
_ تماماً ، مشكلة الهروب!
أكد الغجري ببرود:
_ مشكلة لن تجدي لها حلاً. ولكني أرى شيئاً آخر في عينيك فماهو؟
_ وهل أنا مضطرة للإجابة؟
_ بالطبع وإلا لما وجهت غليك السؤال.
نظرت إليه بتردد وقالت:
_ قد لايكون جوابي صادقاً.
_ أنا أعرف بسهولة متى تكذبين عليْ
ربما كان صحيحاً أن الغجر يملكون حاسة سادسة كما يدعون.
_ كنت في الحقيقة أستعيد ذكرى لقائنا الأول.
وأخيراً تجرأت على ذكر مايتعلق بالحادثة الأولى. وكما توقعت تجهم وجه زوجها بسبب ذلك.
_ من الأفضل ان تنسي اللقاء الأول.
لم تفهم لماذا يعتبر زوجها حادث تعطل السيارة تافهاً ويركز على الحادث الثاني في الغابة. ولا تفهم كذلك لماذا يغضب لذكر الحادث الأول مع أن لين هي الطرف المهان والمجروح.
_ ولماذا أنساه؟
_ لأنني أحاول أن أنساه وإذا تحقق ذلك تحققت مصلحتك.
ملأتها كلماته حيرة وذهولاً فقالت:
_ لا أعتقد أني فهمت قصدك.
_ لنغير الموضوع يا لين!
من يسمع لهجته الآمرة يظنه سيداً يكلم خادمته مع أن الحقيقة تكون العكس. فالغجر هم عادة الخدام وهم الوضعاء.
لم تأخذ لين بنصيحته وأصرت على إكمال الحديث:
_ تريد نسيان الحادثة لأنك تخجل من نفسك!
_ أخجل من نفسي؟
رفع حاجبيه تعجباً وأضاف:
_ أنتِ من يجب أن يخجل من نفسه.
ولكن...
_ اخرسي ولا تجادلي!
خرست لين واستأنفت تمشيط شعرها دون ان تفهم موقف زوجها. قررت أخيراً صرف النظر عن مناقشة الموضوع لأن ذلك لن يفيد بشيء.
_ أريد أن أجفف شعري.
_ ما رأيك بالخروج إلى الشمس؟
_ أتمنى ذلك.
نهض من أريكته بكسل وعلى وجهه علامات الضجر.
اتجها إلى الغابة تراقبها نظرات النساء الغجريات الفضولية ، لكن رادولف تفهم الموقف ولم يدع مجالاً لاختلاط زوجته بباقي قومه.
_ أشعة الشمس قليلة هنا بسبب تشابك اللأغصان. هلا اتجهنا صوب المنطقة الكشوفة للشمس؟
ابتسم رادولف وقال:
_ لا ياعزيزتي لن نتجه صوب الطريق.
_ أتخشى أن أحاول الفرار؟
_ قد تقومين بحاولة حمقاء.
_ أعترف أنك مصيب لأني لن أكف عن التفكير في الهرب.
_ أنتِ صريحة على الأقل.
_ ماذا تعني بعلى الأقل؟
_ أعني أن غطرستك وغرورك مثلاً يجعلانك تحتقرين الناس...
قاطعته لين:
_ لو أنني متغطرسة فماذا تكون أنت؟
_ أنا أعملك بالمثل ليس إلا.
مرة جديدة سامحها رادولف على كلامها القاسي فشكرت ربها لأنها تفادت غضبه.
تابعا سيرهما بصمت تستغل لين فرصة وجودها خارج العربة لتشبع رئتيها هواء نقياً وعينيها خضرة حالمة. كانت من وقت غلى آخر تختلس النظر إلى زوجها فترى التناقض بين ملامحه الراقية وكونه غجرياً. مشيته تجعله نبيلاً وشعره المشعث المتراخي بفوضى يرده إلى طبيعته الغجرية.
اختار رادولف لهذه النزهة وادياً صغيراً تحفه الأشجار لا أمل فيه لزوجته أن تلتقي أحداً يساعدها على الهرب.
قال رادولف وهو ينظر إلى شعرها:
_ عليكِ أن تفهمي شيئاص يا لين . كوني مطيعة مهذبة معي تصبح حياتك ممتعة.
_ أنا لا أتصور أية متعة في العيش إلى جانبك!
كانت لين تتمنى أن يمل منها سريعاً فتتركها تعود إلى بلادها. عادا إلى العربة لإأمرها رادولف بتحضير الطعام. وقفت لين ترمقه بنظرة تحد وهي تغلي من الغضب لمعاملته إياها كخادمة.
_ لا أريد توجيه الأمر إليكِ مرتين لأانكش تعرفين نتيجة ذلك جيداً!
على الرغم من الغيظ الذي غلف نبرته وجدت لين في كلامه نوعاً من السأم والتعب من هذا الوضع.
لم تحضر لين إلا طبقاً واحداً فسالها زوجها:
_ أين طعامك؟
_ لست جائعة.
_ مع ذلك ستأكلين إكراماً لي. لا أحب الجلوس بمفردي إلى لمائدة.
_ من تظن نفسك حتى تجبرني على الأكل؟ أشعر أنك سيد مستبد يفعل باتبعاه ما يشاء!
تخلت لين عن المجادلة في النهاية فأحضرت طبقاً وجلست تأكل رغم أنفها.
_ أرى أن دروسي في تعليمك الطاعة بدأت تثمر يا حلوتي!
قالت بمرارة:
_ السلطة والسيطرة توفران لك الرضى والغرور أليس كذلك؟
_ أصمت ، إذ كل ما بذلك يمتعني ، وأعدك بأن هذا العقاب البطيء لن ينتهي قريباً.
_ النهاية؟ تكلمت عن نهاية العذاب!
_ بالطبع فأنا لا أنوي أن أطيل العذاب أربعين أو خمسين سنة.
ارتعدت لين للفكرة وتصورت نفسها تمضي حياتها في هذه العربة.
_ أتمنى أن أموت الآن ، فهذا أفضل.
زال المرح والعبث من عيني رادولف وقال:
_ طفلة رائعة مثلك يجب أن تتمتع بالحياة لا أن تتكلم عن الموت.
تخلت لين عن حذرها وانفجرت غاضبة:
_ لا تتكلم كالأبله فأنت تدرك أن حياتي هنا جحيم لا يطاق!
وافق رادولف وقال ملحاً إلى شيء تجهله زوجته:
_ حالياً فقط.
_ حالياً وأبداً إذا عشت لك واستمريت في سجني.
_ فلنغير الموضوع يا لين. أخبريني عنكِ فأنا لا أعلم كم تبلغين من العمر مثلاً1 تخيلي أن زوجك لا يعرف عمرك.
_ أنا في الرابعة والعشرين.
_ أنا تخطيت الثلاثين ببضعة شهور. وأخبريني المزيد عنك فانا أحب سماع صوتك.
_ لا أعتقد أنك تحب أي شيء.
_ من المؤسف أنك تفسدين حلاوة صوتك أحياناً بتصرفاتك الرعناء. استرسلت لين في الحديث واستمتع رادولف بالاطلاع على تفاصيل حياتها.
_ يبدو أن توماس هذا ممل بعض الشيء.
_ كيف عرفت ذلك؟
_ من خلال حديثك عنه. نحن الغجر أذكياء يا عزيزتي!
_ أنا لم أقصد إظهاره مملاً.
_ توماس ليس الرجل المناسب لكِ يا جميلتي.
_ أنت مخطىء في حكمك على توماس.
_ توقعت أن تنكري ذلك. يالك من شخصية شفافة يالين أقرأها بكل بسهولة.
صبت المرأة اهتمامها على طبقها لتفادي نظراته الحادة القوية فأكمل الغجري الكلام:
_ من المؤسف أن تكوني مصابة بعقدة التفوق حتى لا أقول جنون العظمة. يجب أن تتعلمي أن جميع الناس سواسية وأن المجتمع الغجري ليس فاسداً لأنه يختلف عن مجتمعك. لا يجدر بكِ إحتقار الناس لمجرد إنتمائهم. المجرم وحده هو الذي يستحق الاحتقار والنبذ.
كان صوته مختلفاً هذه المرة حتى أن لين وجدت فيه رنة موسيقية كاللهجة الايرلندية. بالرغم أنه يكون في أحياناً قاسياً فإن لهجته تختلف عن لهجة بقية الغجر. لم لم تفهم لين لماذا أو لم يعد يهمها أن تفهم مادام هدفها واضحاً: الهرب.
_ لم يتهمني أحد من قبل بهذه العقدة التي تتحدث عنها.
_ لكنكِ أظهرتِ عقدتكِ تجاهي.
تبع ذلك صمت بارد وتشنج الجو بينهما . أحست لين بأن الغجري يكاد ينفجر غضباً وبالفعل قال لها بفظاظة:
_ إذا أخطأت بعد اليوم سأملأ جسمكِ بقع زرقاء...أفهمتِ؟!
أشاحت المرأة وجهها لئلا تواجه عينيه القادحتين شرراً.
بعد قليل خرج رادولف فعادت لين إلى وحدتها المملة برغم أنها لا تستسيغ صحبة زوجها ، لكن وجوده أفضل من لا شيء.
استغلت فرصة غيابه لتخرج المال من حقيبتها وتخبئه وراء بعض المعلبات في خزانة المطبخ. ثم انصرفت لكتابة رسالة قصيرة إلى الشاب الغجري كونيل تعده فيها بمكافأة مالية فورية وأخرى ترسلها له بعد فرارها على عنوان يحدده هو. قررت لين أن تمنحه كل ما ادخرته خلال عملها ، فهي مستعدة للتضحية بكل شيء لقاء خروجها من هذا النفق الظلم. لن يستطيع كونيل مقاومة اغراء العرض وسيتدبر طريقة لتهريبها في أي فرصة تسنح له.
بعد الانتهاء من الكتابة جلست الفتاة الشابة على طرف السرير تمضي الساعات في التفكير بمصيبتها التي حلت عليها فجأة ، وتتخيل نفسها حرة طليقة ، إلى أن غلبها النعاس أخيراً وتسلل النوم إلى عينيها.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس