عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-16, 06:55 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6- معانة غجري

أخذت لين تتساءل عما إذا كان رادولف قد سرق كل هذه الاغراض ، فمن أين إذن أتى بالاطباق والسكاكين والملاعق خاصة وأنها من الصنف الغالي؟ لا بد أنه يسرق مثل هذه الأشياء لإعادة بيعها إلى تاجر شريك بأسعار زهيدة.

سألته فيما هو مشغول بتحضير الموقد:

_ بماذا يمكنني مساعدتك؟

_ هلا أحضرت الأطباق ووضعتها على المفرش؟

_ حسناً

تابعت لين وهي ترى الأطعمة المختلفة في السلة:

_ من أين جئت بكل هذا؟

جاء جواباً ساخراً كما توقعت:

_ السرقة وسيلتي المفضلة ، لا بل الوحيدة!

تنهدت المرأة وأقرت بأن استمرارها في طرح هذه الأسئلة يعني استمرار تلقيها مثل هذه الأجوبة الساخرة. لكنها لم تترك كلماته تمر دون تعليق فقالت:

_ توقعت أن تكون فعلت ذلك ولكن من أين سرقت هذه الأغراض؟

عندما ضحك الغجري وبانت أسنانه الناصعة ، شعرت لين بقلبها يخفق بقوة. وحاولت أن تكتم شعورها المتزايد بزوجها الوسيم.

_ أغرت في الليل على مطعم قريب من المخيم ، لقد كانت مهمة غاية في السهولة!

_ أنتِ مخطئة يا عزيزتي لأنك لا تعرفين المنطقة كما أعرفها.

برغم دقة الموضوع ساد الحوار جو لطيف. وحرصت لين جاهدة على عدم إثارة رادلف لئلا يعود إلى مزاجه الشرس.

_ أما زلتِ مصممة على الفرار؟

أجابت المرأة بكل عزم:

_ بالطبع ، وماذا تتوقع مني غير ذلك؟

أشاح رادولف بوجهه كي لا تظهر انفعالاته وصرح بصوت مرتجف بعض الشيء:

_ برغم البداية السيئة يمكننا أن نعيش معاً حياة رائعة.

توقف ليستجمع أفكاره ثم أضاف:

_ اليوم مثلاً سار كل شيء على ما يرام.

_ لا أعتقد أن يوماً من التفاهم يبني حياة مشتركة.

_ كل طريق يبدأ بخطوة. فلنعتبر اليوم خطوة أولا ومثالاً نحتديه في تصرفاتنا.

لم تصدق لين أن هذا الرجل الذي يتكلم أمامها هو رادولف. أين التعالي والغطرسة في صوته؟ أين نظراته الساخرة ونبرته المتهكمة؟

من عادة رادولف إعطاء الأوامر والتلذذ بتنفيذها ، لكنه الآن يطلب من زوجته العيش معه لابل هو يتوسل إليها!

_ اسمع يا رادولف ، أنا لا أنوي قضاء حياتي متنقلة من مكان إلى آخر لأني أحب الإستقرار. أضف إلى ذلك أني لا أحبك ولن يحدث. وتبعاً لذلك يبدو طلبك غير قابل للإستجابة.

التفت رادولف إليها فوجدت صعوبة في إزاحة نظراتها المتأثرة ببريق عينيه السوداوين.

_ متى سنصل مقصدنا؟

_ لا زالت أمامنا الكثير من الأميال لم نقطعها بعد.

لم تقتنع لين بهذا الكلام فقالت:

_ هذا ليس بجواب ، ألا تستطيع أن تكون أكثر وضوحاً؟

_ أعتقد أن علينا أن اجتياز حوالي الخمسين ميلاً.

تنهدت المرأة وتمتمت شاكية:

_ أود لو أعرف سبب رحلتنا هذه.

_ كوني على ثقة أن بأن السبب وجيه جداً.

في السيارة شاركها رادولف تساؤلها عندما قال:

_ أرى أنكِ اليوم لم تحاولي الهرب!

_ لم أجد فائدة في ذلك لأنك بدون شك أسرع مني في العدو ، فلو حاولت ذلك لأمسكتني بسهولة.

_ هذا صحيح ولكن مع ذلك أتيحت لكِ عدة فرص للإفلات خصوصاً عندما كنت أحضر الطعام من السيارة.

_ لقد فكرت في جميع هذه الفرص ووجدتها خاسرة لأنني كنت سألقى عقاباً شديداً على فعلتي!

لاحظت لين انفعاله وإن لم يعلق على الموضوع بشيء. ظل صامتاً حتى وصلا أخيراً إلى طريق ضيق يقع في نهايته مخيم للغجر.

_ سنتوقف هنا يا حلوتي.

_ أهذا هو المكان الذي نقصد؟

_ كلا ، هذه مجرد محطة قصيرة في رحلتنا.

أوقف السيارة قرب إحدى العربات وأضاف:

_ ابقي هنا فلن أغيب أكثر من بضع دقائق.

وأخيراً وجدت لين فرصة ذهبية لتفلت من قبضة خاطفها فهزت برأسها موافقة وغرقت في مقعدها تنتظر ابتعاد زوجها عن السيارة.

تقدم منه بعض الرجال السمر و غرق الجميع في أحاديث هامةلم تسمع منها لين شيئاً ثم تحسست مقبض باب السيارة وأدارته على مهل ، ونظرت إلى زوجها الذي أدار نظره لها. بعد ذلك لمحت الرجال يرمونها ، بين لحظة وأخرى ، بنظرات فضولية فتوترت أعصابها وصارت خائفة من الإقدام على خطوة الفرار. شيئاً فشيئاً فترت همتها ورأت أن لا فائدة من المحاولة لأن الجميع في المخيم سيكونون في أعقابها ويعيدونها سجينة. لذلك أعادت اغلاق الباب كما فتحته بهدوء وفتحت زجاج النافذة لتسترق السمع. فأصيبت بالخيبة لأن الحديث كان باللغة الغجرية. لا بد أن لما يدور بين هؤلاء الرجل أهمية قصوى بالنسبة لزوجها وبالنسبة لها. عندها أطل رجل عجوز انضم إلى الرجال وتحدث بالانجليزية فتمكنت من سماع ما قال:

_ إنه لم يأتي يارادولف. اهدأ ودعه وشأنه لأنك تعذب نفسك بدون جدوى. لقد نصحتك مرات عديدة...

قاطعه رادولف فنظر العجوز إلى السيارة واكمل كلامه بلغة اهل قومه حتى لا تفهم لين شيئاً.

بعد قليل عاد رادولف إلى السيارة غاضباً لفشله في الوصول إلى هدفه السري.

انطلق بالسيارة دون أن يكلف نفسه مشقت الالتفات إلى زوجته ولم يحرك ساكناً إلا عندما انتبه أن السيارة تحتاج إلى الوقود. فقد استنفذت الرحلة محتويات الخزان الذي ملأه رادولف في الليلة الماضية. عاد الغجري أدراجه إلى المخيم وأشار إلى احدى الرجال كي يأخذ السيارة ويملأ خزانها بالوقود.

ترجلت لين وهي تتحسر على فرصة أخرى ضائعة للإفلات. إذ أنها خططت للإنطلاق بالسيارة فيما رادولف منشغل في المحطة بتعبئة الوقود ودفع المال. أما الآن فها هي معه في المخيم ويدها حبيسة يده على سبيل الاحتراز ومنعاً لأي محاولة فاشلة تبدر منها.

عندما أخرج رادولف المحفظة من جيبه ليعطي المال للغجري لاحظت لين أن فيها مبلغاً كبيراً ، فقالت:

_ يبدو أن لديك الكثير من المال...

غابت رنة الماح من صوت رادولف هذه المرة عندما أكمل:

_ ... المسروق.

كان بلا شك منشغل الفكر بما أخبره هؤلاء الرجال فلم ينصرف إلى المزاح والمرح كعادته. من الواضح أنه ينتقل من مكان إلى آخر بحثاً عن شخص ما فهذا ما استنتجته لين بسهولة من كلام أولاف وكلام الرجل العجوز.

ولكن هذا لايفسر اللغز كاملاً بل يطرح سؤالاً جديداً: من هو الشخص الذي يبحث عنه رادولف؟ وهذا السؤال يستتبع أسئلة كثيرة منها: لماذا يبحث زوجها عنه وماذا سيفعل عندما يجده... ومن الواضح أنه ليس من السهل العثور على هذا الشخص كما أنه ليس من السهل أن يهدأ رادولف ويكف عن البحث عنه. فهو مستعد لأن يجوب أيرلندا عرضاً وطولاً ليصل إلى ضالته المنشودة. وما زاد الأمر غرابة كون رادولف يملك المال الكافي ليغطي نفقات رحلاته المكلفة... ولكن ما يبعث الأمل في نفس لين هو أن الفرصة المؤاتية للفرار لابد آتية في إحدى هذه الرحلات. لأن حرص زوجها مهما كان دقيقاً لن يثنيها من الهرب.

كانت الشمس قد بدات بالأفول عندما وصل الزوجان إلى المخيم المقصود ، وبريق النجوم بدأ ينفذ من بين أغصان الأشجار الكثيفة. أقيم المخيم في إطار طبيعي خلاب في حضن سهل فسيح محاط بجبال عالية ومروى بحيرات متناثرة هنا وهناك تتجمع فيها مياه الشتاء المتدحرجة من القمم الشاهقة.

كالعادة ، هجم الرجال والنسوة والأطفال لملاقاة رادولف مرحبين به بلغتهم الغجرية. تكلم رادولف فنظر الجميع باعجاب إلى لين وهم يطلقون عبارات الدهشة والفرح. ففهمت المراة أنه شرح لهم أنها زوجته. بعد ذلك توجه وإياها إلى إحدى العربات الخالية وكأنهم كانو ينتظرون رادولف وأعدت العدة لإستقباله.

بعد أن أصبحا في الداخل طرحت لين السؤال الذي يقلقها:

_ إلى متى سنبقى هنا؟ أحش وكأني سلعة يتفرج عليها الجميع في معرض!

_ سيعتادون عليكِ ويعتبرون وجودك طبيعياً مع الوقت.

_ ألم يفاجئه أمر زواجك؟

ابتسم رادولف مجيباً:

_ لم يفاجئهم بل أدهشهم.

_ أيدهشهم ذلك لأنك كنت معروفاً باصرارك على عدم الزواج؟

_ تماماً.

_ من المؤسف أنك رجعت عن مبادئك وتخليت عن اصرارك!

امتلأت نفس لين بالحزن والخيبة من جديد. فاليوم الممتع الوحيد الذي مر أصبح جزءاً من الماضي والذكريات ، وهاهي الآن تعود إلى أحاسيس الوحدة والضجر من جديد. أعادت إليها العربة الجديدة دور السجينة مرة أخرى عندما اختطفها رادولف وأجبرها على أن تصبح زوجته. لكن ما يخفف من وطأة المرارة هو كون العربة الجديدة في حالة أفضل بكثير من العربة السابقة ، فالجديدة أحدث وأنظف.

لا حظ رادولف حزنها فسألها:

_ ما بك الآن؟ أنا لم ار في حياتي انساناً متقلب المزاج مثلك!

_ ماذا عن مزاجك؟ أليس حاداً وقاسياً كمزاج وحش مفترس؟

_ لم أقل أن طباعك حادة بل متقلبة فحسب ، أحياناً أراكِ فرحة واحياناً أخرى حزينة!

أجال طرفه في العربة وأضاف:

_ انظري من حولك ، ألا تجدين أن العربة نظيفة ومريحة؟ سأجلب حقيبتك من السيارة لتضعي ثيابكِ في الدولاب.

أحضر رادولف حقيبتي زوجته وحقيبة ثالثة وضع فيها ثيابه. جلست لين تراقب بدهشة يخرج ثياباً أنيقة من حقيبته لا يملكها إلا الأثرياء وأصحاب الذوق الرفيع.

أدرك الغجري أن زوجته فوجئت بما يملك فقال:

_ تركتك نائمة البارحة وسرقت كل هذه...

قاطعته لين بحدة غير آبه بالنتائج:

_ لا تحاول تفسير أي شيء فأنا لست مهتمة أبداً بمصدر هذه الملابس!

ابتعدت عنه وأخذت تحدق في قمم الجبال المتخبئة وراء حمرة الشفق. تمنت لو تكون هذه اللحظة جالسة هناك حيث الهدوء والبعد عن الضجيج وكذب حضارة العالم. تجمعت دموع الغضب في عينيها.

غضب آثاره فشلها وخيبتها المرة.

_ أنصكِ يا لين بأن لا تثيري أعصابي ، فأنت تعرفين النتائج.

استدارت المرأة حانقة ويداها على خصرها قائلة:

_ أتهددني كل لحظة بالضرب؟ هيا افعل ما فعلته بالأمس! فهذا أفضل ما يتوقع من... من متشرد حقير!

توقف رادولف عن توضيب ثيابه ونظر إليها والشرر يتطاير من عينيه.

_ ألن تكفي عن التحقير بي؟ أتحاولين ارغامي على استعمال العنف معكِ؟

تقدم منها وأمسك بكتفيها وقال:

_ سأقطع لسانكِ الطويل فأنا لست مستعداً لتحمل الإهانة تلو الإهانة!

هزها بعنف ولكنه لم يتماد كما فعل في الليلة الماضية بل ضبط أعصابه وسرعان ما تركها. تحسست لين آثار يديه القويتين على كتفيها وتساءلت كم من الآلام ستتحمل قبل أن تفلت من قبضته.

_ من الأفضل أن تضعي ملابسك في الدولاب لأننا قد نبقى هنا بضعة أيام.

_ إلى أين نذهب بعد ذلك؟

تنهد رادولف وأجاب:

_ لا أعلم.

يا له من تغيير كبير من غجري عنيف إلى رجل يائس مثبط العزيمة. انتقت لين كلماتها بدقة عندما تكلمت:

_ أتبحث عن شخص معين؟

لم يكن رادولف على علم أنها سمعت كلام العجوز وسمعت قبل ذلك كلام أولاف. فرمقها بنظرة متسائلة:

_ مالذي يجعلك تجنين ذلك؟

_ انه التفسير الوحبد الذي يفسر سبب هذا التجوال المستمر.

_ فهمت.. سأخرج بعد حوالي الساعة وأطمئنك أن العربة محروسة جيداً فلا تحاولي الهرب.

قال رادولف ذلك بلهجة عادية كان الموضوع ليس ذا أهمية مما آثار لين فصرخت:

_ وكم ستغيب؟ لا أستطيع تحمل الوحدة! سأفتح النافذة وأملأ الدنيا صراخاً! لن أستطيع الصمود..

_ لا تكوني عصبية بهذا الشكل المسرحي فلن أغيب عنكِ طويلاً.

زادت ثورة المرأة وهددت:

_ سأحطم النوافذ ، سأحطم كل شيء!

أطلق الغجري زفرة عميقة فأدركت لين أن عنده ما يشغله كفاية ويجعله يغنى عن مشكلة جديدة تسببها له امرأة ، فاستنتجت أنها إذا زادت الأمر صعوبة وتعقييداً تخلى عنها وأطلق سراحها لينصرف إلى حل مشكلته الأساسية.

_ لقد قلت لك أني لن أتأخر

وجد رادولف صعوبة في الكلام بسبب الإرهاق الشديد ، الذي لم تسببه ساعات القيادة الطويلة لأن بنيانه القوي جعله بمأمن من الإرهاق الجسمي ، بل مشكلته المستعصية التي تشغل روحه وعقله.

وجهت لين إليه سؤلاً ليس في محله بل يهدف إلى تأخير خروجه فقط.

_ ألن تتناول طعاماً على الأقل؟

_ ليس قبل أن أعود.

لم تكن المرأة جائعة بل حاولت بسؤالها أن تعيق ذهابه ، لكنها أذعنت للأمر وجلست على كنبة تنتظر خروجه.

بدا رادولف متردداً في الذهاب. هل هو قلق عليها؟ فشعوره بالقلق واضح على وجهه. عندما فتح الباب ليخرج ألقى عليها نصيحة أخيرة:

_ لا تحاولي التصرف بسخافة يا لين لأنكِ لن تنجحي في الفرار.

_ سأنجح يوماً.

لما نظر إليها بعينيه الماكرتين علمت لين انه يخطط لما سيفعله بها عند عودته وتأكدت من نياته عندما سالها بخبث:

_ أواثقة أنتِ من النجاح؟ سأريكِ مدى تحملك عندما اعود!

_ نعم. سأخرج من سجنك وأحمل معي أبشع الذكريات!

أدركت لين أن لعبتها ناجحة عندما رأت زوجها يعض على شفته السفلى ويده تشد على مقبض الباب. ستواصل حملتها على أعصابه في الغد لتصل إلى غايتها.

عاد رادولف إلى العربة في العاشرة فوجد لين نائمة على كنبه عريضة. استسلمت المراة بسرعة إلى النوم بعد أن وزعت ملابسها في الخزانة وألفت نظرة فاحصة على العربة الواسعة والمرتبة. دخلت إلى المطبخ المرتب وحضرت بعض الشاي ثم جلست تحتسي فنجاناً في غرفة الجلوس قبل أن تدخل إلى غرفة النوم بعد أن تأكدت من وجود الحراس اليقظين في الخارج يرصدون تحركاتها. لابد أنهم يتلقون المال من زوجها مقابل خدماتهم ، مال وفير لا تعرف مصدره...

وقف رادولف يتأمل شعرها المتدلي كوشاح حريري على الكتف الغض وأحس بالألم يعصر قلبه ، ثم تمتم في نفسه:

_ غجري متشرد ، حثالة المجتمع...

توجه الرجل إلى المرآة ينظر إلى بشرته الداكنة وشعره الأسود القاتم الأشعث كنسيمات الجبال الصباحية. استدار لما سمع زوجته تتحرك في كنبتها وتفتح عينيها لتشاهده أمامها.

عرف من إغلاقها عينيها ومن الدموع المنحبسة وراء الجفنين أنها شاهدت الرجل المتوحش ، البدائي.

اقترب الغجري منها وسألها بلهجة هادئة:

_ أتفضلين وجودي على البقاء وحيدة؟

كذبت لين كي تجرحه امعاناً في ممارسة لعبة حرق الأعصاب.

_ طبعاً لا ، وجد شخص غير مرغوب فيه لا يشتهيه أحد!

أمسك بيديها وأجبرها على الوقوف ثم ضغط عليها بقوة.

_ أنتِ تفقدينني أعصابي!

قاومته لين بعنف وهي ما تزال شبه نائمة ، وفجأة تراجعت عندما لامست يدها الجرح في خذه.

_ أتخافين من جرح بسيط كهذا؟

تناول يدها ومررها على جرحه وأضاف:

_ ستنالين قريباً من الجرح نفسه لأني أحب معاملة الناس بالمثل.

أتستمر لين في توتير أعصابه؟ لا، لن يجدي ذلك نفعاً معه. عليها الرضوخ لإرادته والإذعان لأوامره لتخفف من وطأة نار الجحيم.

عندما رفع راسها إلى عينيه رأت من جديد الحنان يملأ نظراته ، رأت رادولف الخير يطغي على رادولف الشر ويتغلب عليه مؤقتاً في الصراع الشرس الدائر في نفسه. واحست أن من واجبها مساعدة هذا الرجل كي يصل إلى الأمان وتستقر شخصيته ، ولكن مالسبيل غلى مساعدته؟ لربما كان تجاوبها معه كان كفيلاً بحل المشكلة وجعله يشعر بأنه موضع اهتمام.

وأخيراً جاءت اللحظة الحاسمة فقد جذبها رادولف إليه بقسوة أتقدم على خطوة التقارب أم تحجم عنها؟

غلبها الإستسلام قبلما تبتعد عن زوجها الذي لم يرضى بالهزيمة.

جعلها تسدد الفاتورة بطريقة فظة.

بعد أن انقشعت غيوم المهانة والذل تمتمت لين:

_ أكرهك وسأجعلك تدفع ثمن كل شيء غالياً في يوم من الأيام.

لم تؤثر كلماتها في رادولف بشيء لأنها كانت موجهة إلى الجانب السيء الذي تتحدث عنه؟


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس