عرض مشاركة واحدة
قديم 17-06-16, 05:07 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2- بدأت ادريان ترتاح الى الذين عرفتهم في المنزل والى انساجمها في العمل ولكن فيرا صديقة غرانت ظهرت لها فجأة لتنكد عليها ارتياحها بشتى الوان الحسد والغيرة.

استيقظت ادريان في صباح اليوم التالي على صوت طائرة القرية يدوي في طرف الشرفة وكأنه ضحكات ادمية ، وعلى اريج الياسمين تحمله النسيمات المتسللة على حجرتها عبر الباب المفتوح على الشرفة ، وعلى الشمس المتسربة عبر الستائر المعدنية لتلون قطع الاثاث المصنوعة من خشب بذهب اشعتها.

وسرها مايحيط بها من تسهيلات تدهش اثقل الضيوف وتسكتهم فكيف اذا كان الضيف عاملا عند رب البيت؟ والحقيقة انها شغلت بمفردها جناحاً خاصاً يتألف من حجرتي جلوس ونوم، وحمام كان في الاصل خزانة واسعة تتميز بدقة تصميمها، وغطى البلاط الاصفر ارض الحمام وجدارنه، كما كسا ارض وجدران المعتزل المخصص للدش المزود بشاشة من الالياف الزجاجية تنعكس عليها اطياف القصب والرمال والاصداف في صورة تشبه قعر البحر.

رصفت على منضدة الزينة قوارير زجاجية ملئت بماء البحر وبعض كائناته لتحاكي في طرافتها وجمالها الحمام والمغسلة.

واتضح لها اهتمام رب عملها بسعادتها ، فتذكرت كيف انعطفت السيدة فورد قليلاً خلال جولتهما السريعة حول المنزل بعد ظهر امس، لعل السيدة فورد لا تحسن الظن بالفتيات الجميلات.

تبين لادريان ان الجميع توقعوا عودة السيدة ماننغ- ربة المنزل وسيدة المنطقة الاولى- في غضون ايام، من مؤتمر نساء الريف ، وفكرت بما سيكون رأي السيدة ماننغ فيها لاسيما انها بدت قاسية مثل غرانت، ولكن لتدع مشاكل الغد لوقتها!

انتصبت ادريان وادت بعض التمارين الرياضية البسيطة لتبلغ حدود اليقظة التامة قبل ان تدير الدش، ولم تلبث ان انتهت من الاسحمام وارتداء ثيابها وتسريح شعرها ونزلت الى حجرة المائدة حيث صف كل شيء فوق خزانة اطباق جانبية، ولم يسمح اضطراب ادريان لها بتناول شيء غير قهوتها وقطعة خبز طازجة، ومعروف عن السيدة فورد مفاخرتها عن حق بجودة الطهي، فعشاء الامس كان فاخراً حيث زادت وحدتها من متعتها في تناولها.

حين فرغت من رشف فنجان القهوة الثالث، بدأت تتساءل عن خطوبتها التالية، عندئذ دخل غرانت ماننغ الغرفة وقد اضفت عليه ملابس الركوب التي يرتديها ميزة الرجل الريفي النموذجي.

تأملت عيناه الرماديتان ادريان بقميصها الحريري الاصفر وتنورتها المصنوعة باللون نفسه ورأسها الصغير وتسريحة شعرها التي اظهرت ملامح جمالها مع انه لم يكن ممن يمعنون النظر الى السماء وهمس ببعض السخرية:

- تبدين رابطة الجأش ياآنسة برنت..بل اكاد اقول انك اشبه بسيدة تدير اعمال شركات عدة، لنكني لا ارى ان هذا ينطبق عليك بدقة. ماذا يقصد؟ انها لا تشبه ( سيدات الاعمال) ! ان لديها شهادة تثبت قدرتها على ادراة الاعمال ، ولم يلبث غرانت ان اضاف ببعض المكر فيها استدارت نحو الباب:

- هيا الى المكتب قبل ان اغير رأيي.

نهضت ادريان ودفعت الكرسي قبل ان تلحق به الى جناح المنزل الغربي عبر الممر الطويل البارد مجتازة عدداً من الغرف الواسعة، ولما بلغا مكتبه الفسيح المكتظ بالكتب والمجلات والنشرات الدورية الصادرة عن مؤسسة تربية المواشي ، وتلالا من الرسائل المختومة بشرود .

اضطربت اذ اثارتها جاذبيته الا انه رفع اليها نظره بحركة مفاجئة وسألها بحدة وبشيء من التذمر:

- هل تظنين ان باستطاعتك معالجة الامر؟ فمن الواجب الاحتفاظ بالبريد ، ولعل بامكانك كتابة مسودة جواب على الرسائل العادية وان تتركي لي الرسائل الاخرى ، ان الهدف الرئيسي هو خفض عدد الرسائل هنا قدر الامكان.

-------------------------------

استقامت كتفا ادريان وتقدمت من المكتب وهي تقول بشيء من البرودة:

- ساتدبر الامر ياسيد ماننغ.

- اذن ، هيا الى العمل وسوف اتركك وحدك.

- خرج بعد ان هز برأسه، وانتظرت ادريان الى ان ابتعد عن الغرفة فدارت حول الطاولة ، واخلت حيزاً منها لترتب فيه الرسائل .

يالله، مااغرب الرسائل التي يتلقاها هذا الرجل! اسئلة من الشركات والمنظمات، وطلبات - أي طلبا! انها موجهة من مختلف المؤسسات والجمعيات الخيرية ، ودعوات لحضور الاجتماعات الرعوية في كل ارجاء استراليا، ومقالات من المجالات والنشرات الدورية والشهرية ، والف موضوع وموضوع لم تتصور ادريان انه يهتم بها.

كانت قد رتبت الرسائل قدر المستطاع حين شرعت في طبع الاجوبة عليها ، ولم يكد يحين وقت الغذاء حتى احرزت تقدماً ملحوظاً، فسرت بانجازاتها، ولشدة انهماكها واستغراقها في العمل، لم تنتبه الى السيدة فورد الواقفة في الباب وهي تحمل صينية مليئة بشتى انواع الطعام، لذلك اضطرت مدبرة المنزل الى تحريك ملعقة واحداث قرقعة، فرفعت ادريان نظرها اليها وقالت:

- ارجو المعذرة على تكلفك عناء المجيء الى المكتب ، لكن يبدو ان العمل قد انساني الطعام ياسيدة فورد.

- لابأس عليك ياعزيزتي فالسيد ماننغ قد اقام حفلة لبعض رجال الاعمال ، ويعتقد انك تفضلين الانفراد في هذا الحال.

وقفت ادريان لتناول الصينية من يد السيدة فورد وعلقت بقولها:

- بالطبع ، مااروع هذه الاطعمة ياسيدة فورد!.

ثم رفعت نظرها فلمحت اثر الرضي على وجه السيدة الاخرى التي اشارت الى طاولة المكتب المرتبة حديثاً وقالت:

- سيكون لديك عمل كثير اذا بقيت هنا ياعزيزتي، فالسيد ماننغ هو محور النشاط في المنطقة بسبب مايتمتع به من طاقة فذة ولا يقعده عن العمل سوى هذه الاعمال المكتبية.

اطرقت ادريان موافقة:

- صحيح ياسيدة فورد، وانا هنا لاساعده.

ابتسمت لها السيدة فورد بلطف واسرعت نحو المطبخ بخفة اذا لاحظت انها تضيع وقتها ووقت ادريان ، اما الاخيرة فادركت مدى جوعها وتعرفت الى محتويات الصينية ، خبز ، قطع من الزبدة، دجاج، سلطة وقهوة سادة كما تحبها ، استقرت في مقعدها بعد ان ادارت المروحة لأن الحر بلغ اشده.

وسمعت بوضوح صوت غرانت ماننغ يتحدث الى رجل آخر تخلو نبرة صوته من الحزم فقررت الاسراع في غدائها والعودة الى مراسلاتها .

اعدت بعض الاجوبة في ذهنها ، ثم اخذت تضربها على الآلة الكاتبة الكهربائية، وحمدت الله انها عرفت كيف تستعملها ، والا لكان عملها مضاعفاً.

بعد قليل سمعت وقع اقدام في الممر الا انها لم ترفع رأسها حتى يقدر رب عملها جديتها.

قرع السيد ماننغ الباب قرعاً خفيفاً ودخل الغرفة بصحبة رجل اشقر الشعر متوسط القامة له كتفان قويتان ووجه مشرق آسر بصحبة وعينان شديدتا الزرقة، فتأمل ادريان كمن يرى حلماً، اما غرانت فسأل سكرتيرته متهكماً:

- كيف الحال؟.

وقبل ان تتمكن من الاجابة ، انفجر الزائر صارخاً:

- بحق الله، اذا لم تقدمني الى الانسة فساعرفها انا عن نفسي.

ضحك غرانت فيما ازاح يده السمراء النحيلة على طاولة المكتب:

- دعيني اقدم لك يا آنسة برنت قريبي السيد كريستوفر هارنغتون من مزرعة كاربوا، وهي اقرب المزارع الينا.

اندفع كريستوفر الى الامام وصافح ادريان بحماس قائلاً:

- مرحباً ياادريان ، لقد اخبرني غرانت انه احضر مساعدة للعمل في مكتبه غير اني لم اتوقع ان تكوني على هذا القدر من الجمال، الحقيقة اني لا اسجن فاتنة مثلك في مكتب.

قاطعه غرانت بتهذيب ، وعقب مبتسماً:

- بالضبط ياكريستوفر! لقد اصبت في قولك ، لكن الآنسة برنت حضرت الى سارانغا لتعمل وتساعد في تطوير المزرعة .

--------------------------------

اضطربت ادريان قليلاً الا انها افلتت يدها من كريستوفر وردت عليه بابتسامة ابرزت الدقة في تكوين اسنانها:

- يسعدني ان التقيك ياسيد هارنغتون.

- لا احد يناديني السيد هارنغتون بل كريستوفر ياادريان ، ولابد ان نلتقي مرارا.

حينئذ فطنت ادريان انها لم تمسك بزمام الحديث مع كريستوفر استدارت نحو طاولة المكتب وجمعت الرسائل التي انتهت من ضربها وقدمتها الى غرانت آملة الا يجد فيها خطأ خصوصا وانها امام طرف ثالث،و همست:

-عليك ان توقع على هذه الرسائل ياسيد ماننغ.

ابتسمت لكريستوفر على رغم الخوف الذي اعتراها قبل ان تلتقي نظراتها بنظرات غرانت التي نمت عن شيء من التقدير، ثم استدار نحو كريستوفر ، ووضع يده على كتفيه ودفعه نحو الباب قائلا:

- ودع الآنسة برنت ياكريستوفر ، فربما لن تستطيع رؤيتها قبل وقت طويل.

على ان كريستوفر المغامر توجه الى ادريان مستفسرا:

- هل تركبين الخيل يادريان؟.

- كلا يا كريستوفر.

فانفجر غرانت غاضبا:

- ياالهي ! هل جئت الى سارانغا وانت لا تجيدين ركوب الخيل؟ لا اكاد اصدق.

احست بالدم يتصاعد الى وجهها ، وظهر الانفعال على محياها بينما رنت منها التفاتة غاضبة الى غرانت الذي انهى حديثه بهدوء:

- احضري صباح غد الى الاصطبل عند الساعة السادسة.

ابتسم كريستوفر مطمئنا وقال:

- لا عليك ياادريان فساعلمك ركوب الخيل ، هذا امر بسيط.

اما غرانت فضغط بشدة على عنق قريبه قائلا:

- الى اللقاء ياآنسة برنت ، اخبري السيدة فورد انني سأمضي بقية نهاري في كاربوا.

توارى كريستوفر ملوحا بيده واتضح جليا انه الف تسلط ابن خاله غرانت.

اما ادريان فتراجعت في كرسيها حيث غمرتها اشعة الشمس الحادة المتسربة من النوافذ الواسعة وتلألأ رأسها الصغير الاحمر فيما اطبقت جفنيها وراحت ترسم في مخيلتها صورا جميلة للمستقبل.



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس