عرض مشاركة واحدة
قديم 17-06-16, 05:24 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5- استغرقها العمل في الاعداد لحفلة الشواء , فأحست بالتعب وأخذها النعاس.. وحين رجع غرانت وجدها نائمة بين الزهور التي كانت تعدها, فحملها كطفلة بين ذراعيه...

كثيراً ماتمنت ادريان في الاسبوعين التاليين لو انها لم تقترح اقامة حفلة شواء لأنها بدأت تعمل بدون توقف , فاضافة الى عملها مع غرانت اصبحت مساعدة دائمة للسيدة ماننغ, مرت عليها الايام كما لو انها في دوامة, لاحظت انها تخسر من وزنها بالرغم من جودة طهي السيدة فورد.

ذات صباح قال غرانت لها وهو يوقع رسائله البريدية:

- كم سأسعد عندما تنتهي حفلة الشواء هذه!

- وانا كذلك.

وافقته بدون ان تدري , نظر اليها ليلاحظ ازدياد بروز العظام في وجهها, فاختفت السخرية من عينيه ولو لمرة قال:

- اعلميني اذا كان ذلك يرهقك, كثيراً ماتتحمس هيلن لاعمالها الخيرية , من المؤكد ان وزنك قد نقص.

طرقت عيناها وضحكت بينما تألقت عيناه السوداوان تقديراً, قال:

- او تظنين اني لا الاحظ؟ اني افعل.

لف الرسائل وقدمها اليها مضيفاً:

- تريد هيلن ان تعلق المصابيح والاضواء اليوم, من الخير ان ترافقيني الى كوريونغ بعد الظهر.

لاشك انه اعتبر موافقتها امراً طبيعياً لانه خرج من الغرفة من دون ان ينتظر جوابها , عادت الى الضرب على الآلة الكاتبة بنشاط متجدد وأمل عظيم , اذن, لقد لاحظ الساعات الاضافية الطويلة التي تعمل فيها مع السيدة ماننغ , ماالطفه هي لا يتعالى عليها!

--------------------------

لم يحل العصر سريعاً , عند الثانية والنصف اجلس غرانت ادريان على مقعد المرسيدس الامامي ولوح بيده مودعاً السيدة ماننغ التي خرجت لتعطيهما تعليماتها الاخيرة, قالت:

- استرخي ياعزيزتي, ولا تجلسي على طرف المقعد.

استوت ادريان على مقعدها وهيأت نفسها للتمتع بالرحلة, عندما بلغا الطريق العام سألها غرانت على نحو عرضي وبطريقة اظهرت ذكاءه:

- ماالذي جعلك تتركين بيتك الوالدي يا ادريان؟ اهي زوجة والدك الشريرة؟

- ليست شريرة, لكنها لم ترغب في وجودي داخل المنزل لأني شكلت عائقاً في طريقها , في اي حال انها تحب والدي , وهذا اهم مافي الأمر.

- كم مضى على وفاة والدتك؟

- عشر سنوات, اذكر انني ظفرت قبل وفاتها بقليل بمدالية اثر نجاحي في فحص الموسيقى, رغبت في اطلاعها على النبأ وهي في المستشفى الا اني لم اتمكن من ذلك, ولم تعرف هي النبأ , ارجوك الا تسألني ثانية عنها.

غصت بالبكاء فنظر اليها بعينين تحاكيان عيني ماريون عذوبة ولطفاً, قال:

- يمكنك ان تبكي قليلاً بقربي, قد يساعدك البكاء ويريحك, لا اتصور انك بكيت عليها كثيراً.

نمت نبرة صوته عن المؤاساة , لكنها لم تعد الى ذكر والدتها ثانية, بعد بضعة اميال فاجأها بسؤاله الآتي:

- كيف تنقلين نبتة جميلة من تربة الى اخرى؟

لم تظن انه يهتم بمثل هذه الامور, فاجابته بسذاجة:

- لست ادري, الا اني اتصور انه من السهل عليك اكتشاف الامر.

- ما ابعدك عن الغرور! اني اقصدك بحديثي.

اخجلتها ملاحظته, غير انها اجابته في رد فعل آلي:

- سألني كريستوفر السؤال نفسه, لكنه لم يعبر عن نفسه بهذه البلاغة.

- هل فعل؟

نظرت اليه لترى انه غرق في تفكير عميق وتغيرت ملامحه الدقيقة, واقل مايقال ان تغييره اربكها فتراجعت في مقعدها وسكتت, ساد الصمت الى ان وصل المدينة واوقف السيارة امام المبنى التذكاري , سألها:

- هل تريدين شراء حاجة ونحن هنا؟

- اجل (بودرا) لما بعد الحمام.

عقب وهو يساعدها على الترجل من السيارة ويشير عبر الشارع:

- صحيح؟ هذه هي الصيدلية! خذي وقتك, ارجعي بعد خمس وعشرين دقيقة.

اغمضت عينيها بسبب وهج الشمس الحاد, عبرت الشارع وهي مصممة على التجول بعض الوقت في المدينة, لاحظت انها تجذب الابصار وتعرفت على بعض الوجوه التي لمحتها في اجتماع لجنة المستشفى وبادلت المارة الابتسام.

كان الامر جديداً بالنسبة اليها خصوصاً وانها اعتادت على التجول في شوراع سيدني من دون ان تثير اهتمام احد.

اشترت من الصيدلية بعض المساحيق اضافة الى احمر الشفاه الذي لا تكتمل زينة النساء بدونه كما يقول الرجال , كم مرة انتقدها والدها لأنها كانت قد استعدت للخروج وتزينت وتبرجت لكنها لم تستعمل احمر الشفاه, هنا التقت نظراتها البائعة التي تنم عن الفضول فابتسمت لها ثم شكرتها وخرجت.

طارت في الطريق امامها ورقة حمراء, قذفها احد المارة من احدى المارة من احدى علب الاحذية , راقبتها وهي تسقط في القناة بجانب الطريق بلامبالاة, لكن لم تلبث ان خطرت لها فكرة , ان السيدة ماننغ تنوي ان تغطي الطاولات المكورة بازهار اصطناعية تعدها من هذه الاوراق ! ان الازهار الطبيعية لا تلائم المناسبة.

ازدادت حماستها وتعاظم اندفاعها, لكنها تساءلت لماذا لا تحمل معها عادة سوى بضعة دولارات! لقد انفقت اليوم معظم ماحملته من نقود وهي تريد الآن ان تبتاع المواد اللازمة لصنع تلك الازهار, صحيح ان الاوراق لا تكلف كثيراً, لكنها تحتاج الى اوتاد خشبية ومادة لاصقة ومشك سلكي.

دفعتها حماستها المتزايدة للبحث عن غرانت, فاسرعت الى مركز وكالة الشؤون الرعوية حيث ابلغت انه ربما كان في المصرف, توجهت الى المصرف المكيف وتقدمت من رب عملها قائلة:

- لدي فكرة!

-----------------------------

- لا تقوليها هنا ياعزيزتي.

- ارجوك, كن جدياً.

- ولماذا اكون؟ ثم خاطبها بجدية: ما الأمر؟

- اريد صنع بعض الازهار الورقية لحفلة الشواء,

التبس عليه الأمر, فسألها:

- ياالهي! الا تكفيك زهور سارانغا؟

- هذه الزهور مختلفة ونافعة للغاية, بامكان الضيوف ان يأخذوها معهم الى منازلهم لو شاؤوا, فليس لدى الجميع حدائق كالتي في سارانغا.

- ها انك تعطينني وتوبخينني يا آنستي, حسناً, وماذا عن هذه الزهور الاصطناعية؟

- لا املك المال الكافي لشراء كل المواد الضرورية لصنعها.

- يا الهي!

- ارجوك ان تكون جدياً.

هز رأسه مبتسماً لموظف المصرف الذي قام له بعض الاوراق ثم امسكها من كوعها واخرجها الى الشارع قائلاً:

- انا الآن في غاية الجدية, تقدمي.

نظرت اليه وقد اتسعت عيناها , اجابته:

- لكني لا اعرف موقع متجر الخردوات.

- اذن, علي ان اقودك اليه.

سارا مئة متر تقريباً قبل ان يتوقفا ويدلها على متجر الخردوات في حركة مسرحية, ثم دخلاه واشترت كل ماكانت تحتاجه منه, نقل عامل المتجر الشاب نظره بينهما بدون انقطاع الى ان حدثه غرانت قائلاً:

- هل هناك مايزعجك ياتوم؟

- كلا ياسيدي.

- كيف الجميع؟ هل رجع والدك من السفر؟

اخذ الشاب يعبث بدفتر حساباته بينما كان يقدم له عرضاً سريعاً عن احواله واحوال عائلته, عندما خرجا الى الشارع قالت له ادريان:

- لقد اثرت الصبي واربكته.

نظر الى ساعته واجابها:

- ليس الى حد يجعله يكبت فضوله , والآن , ماذا تريدين ان تفعلي؟

- علي ان اشتري الاوراق الرقيقة ثم ننتهي.

- هيا اذن يابنيتي, ان هذا اختبار جديد بالنسبة الي.

انطلقا بعد عشر دقائق عائدين الى سارانغا, وفي الطريق وجه اليها نظرة باردة, سألها:

- اليس لديك مايكفي من الاعمال؟

- يسعدني ان اصنع هذه الازهار, انتظر حتى ترى جمالها وهي تزين الطاولات.

ضحك ضحكاً عميقاً, وقال:

- يالك من فتاة رائعة! اليس هناك حد لمواهبك؟

- اجل, اني استطيع مثلاً ان اغني كما يغني كريستوفر.

عدل سرعة السيارة بعنف غريب وقال:

-ها قد عدت الى الحديث عن كريستوفر.

تابعا سيرهما صامتين وادريان تنظر من النافذة بشرود وتتأمل امتزاج الالوان وتألفها الى ان صاحت:

- قف!

اوقف السيارة الى جانب الطريق, ترجلت للحال واتجهت نحو شجرة اسمتها ( الصفصافة المعذبة ), لحق بها بعد ثوان قليلة وكانت قد امسكت باغصان الشجرة , اقترب منها وهو يطلق صفيراً مزعجاً, استدارت نحوه وقالت:

- هذه الشجرة كنز, الاترى انه متى نزعنا القشر عن اغصانها تصبح صالحة لتنسيق الازهار؟ كل ماعلينا الآن هو البحث عن الاغصان المناسبة.

تظاهر بالارتياح وابتسم ساخراً:

- اهذا كل مافي الأمر؟كنت اعد نفسي لسماع بعض الانغام الاوبرالية, لكنك لا تغنين في أي حال.

ضحكت ودلته على الاغصان التي ارادت قطعها, كسر الاغصان القوية ونقلها الى صندوق السيارة , هاهو يتورط في جمع الاغراض اللازمة لتنسيق الازهار الاصطناعية اضافة الى اعماله الكثيرة التي ينبغي ان يقوم بها اليوم! لذلك قال:

- لا تخبريني يوماً ان الجن تسكن اقبية سارنغا حتى لا اجد نفسي ابحث عنها.

------------------------------------

- لاشك انك ستغير رأيك بعد ان ترى نتائج عملنا, ربما كانت خطوتك التالية هي الطلب اليّ تنسيق الازهار لحفلة زواجك من فيرا.

نظر اليها بحدة ثم صفع يدها الموضوعة على صندوق السيارة بقوة, قال:

- لا تكوني وقحة! عودي الى السيارة.

راقت مشاريع ادريان للسيدة ماننغ كثيراً وطال حديثهما عنها اثناء العشاء.

نظرت ادريان فجأة الى غرانت وسألته:

- هل يوجد في المنزل اناء نحاسي كبير ارتب فيه الازهار؟

- يا الهي! أوتسأليني؟ اجيبيها ياهيلن لأن الأمر خارج نطاق مسؤولياتي, اما الآن, فاستميحكما عذراً بالانصراف حتى اتمكن من انجاز اعمالي الكثيرة.

راقبته المرأتان بصمت وهو يبتعد, قالت السيدة ماننغ:

- لاشك اننا ازعجناه.

سرعان ما فاجأت رفيقتها بنهوضها عن الكرسي ودفعها اياه الى مكانه الطبيعي ثم مغادرتها الغرفة, ذهلت السيدة ماننغ اذ وجدت نفسها تشرب القهوة وحيدة هذه الليلة.

رفعت ادريان عينيها عن الآلة الكاتبة عندما دخل غرانت المكتب في صباح اليوم التالي ووقف يتأملها, كانت الشمس قد غمرت المكتب وانعكست اشعتها الذهبية على شعر ادريان الحريري الماع, وبلوزتها الصفراء وذراعيها العاريتين, ترددت في مخاطبته, فتخلى عن صمته الطويل وتغيرت تعابير وجهه الجامدة, قال:

- اخبرتني هيلن انك سهرت حتى منتصف الليل تعدين ازهارك الورقية الا اني اراك نشيطة ومعافاة للغاية وكأنك لم تسهري.

- الحقيقة اني سهرت, هل ترغب في رؤية الزهور؟

وقفت لتريه الازهار, فثناها عن عزمها قائلاً:

- كلما التقيتك ياعزيزتي احسست نفسي مسجوناً في قفص...

عادت الى مقعدها حزينة وركزت بصرها على الآلة الكاتبة , عزاها بقوله:

- ما اعظم رغبتي في مشاهدة ازهارك ولكن, في الوقت المناسب.

دار حول المكتب ليناولها كدسة أوراق مطبوعة من الحجم الكبير قال:

- اقرأي هذا المقال قبل ان تضربيه على الآلة حتى تقسميه فقرات متناسقة , انه موجه الى منظمة الاصواف العالمية ويتناول قضية تطوير الاصواف الطبيعية وتشجيع تنميتها, اننا نواجه منافسى حادة من الاصواف الصناعية التي تلقى تشجيعاً كبيراً, سيستغرقك العمل في المقال وتنظيم البريد الى ان يحين الغداء, بامكانك ان تصنعي ازهارك بعد الظهر.

تحولت بافكارها الى المقال , رفعت رأسها ونظرت اليه كما لو كانت تعترض لكنه حذرها قائلاً:

- لا تكثري من الاعتراض والا غيرت رأيي, هيا ابدأي العمل, لن ارجع باكراً هذا المساء, لقد اخبرت هيلن الا تنتظرني على العشاء.

عملت في طباعة المقال طوال الصباح, ولم تتناول الغداء حتى تتمكن من تنظيم البريد, ذهبت من ثم الى غرفتها واحضرت كل الادوات اللازمة لصنع الازهار الى المكتب, وكانت السيدة ماننغ قد اثنت على عملها في الليلة الماضية حين رأت الازهار قبل الفطور, لكن لابد لها ان تضاعف ثناءها خصوصاً وان الفتاة فكرت باماكن جديدة تزينها باشغالها اليدوية الجميلة.

اكبت على مجموعتها من الاوراق الملونة المفيدة والرخيصة, كان صنع الورد الاحمر الكبير المنتفخ اختصاصها, ولما ادركت انها تبدو اصطناعية قررت في استعمال الالوان وجمعت الازرق والليلكي والقرمزي والقرنفلي الى جانب اللون الاصفر في بتلات ورودها.

كانت قد بدأت بقطع مزيد من القصاصات عندما وقفت السيدة ماننغ الى الباب تضغط بيدها على رأسها وتقول:

- تعالي معي ياعزيزتي حتى تقرري اين يجب ان نضع الاضواء والزينة.

وضعت المقص على الطاولة وتبعتها الى الممر الخاص المفضي الى المنزل حيث وقف رجل قصير القامة تنم ملامحه عن بعض البلاهة. لوح القزم بقبعته لادريان , ثم حول بصره الى السيدة ماننغ التي انشغلت في تخليص افكارها لرفيقتها بدقة سواء في الكلام او في حركات يديها.

---------------------------

تأمل الزائر القزم سيدة سارانغا باندهاش لانه طالما سمع عنها ولم يقابلها , من المؤكد انها لا تشبه اياً من معارفه من النساء, لم تبتسم ادريان امام شفافيته خصوصاً وانه قد ينظر اليها النظرة نفسها عندما تطيل الكلام وتكثر من حركات يديها لتفهمه نقطة ما.

ركزت ادريان افكارها على خطة لاضاءة المكان بينما راح الرجل ينتقل بين الاشجار بنشاط وخفة , ثم همست:

- اظن انني قد عثرت على الحلقة المفقودة.

- ارجوك ان تفعلي كل مافي وسعك ياعزيزتي, عليّ ان اعود الى المنزل الآن.

وجهت السيدة ماننغ كلامها من ثم الى عامل الكهرباء القزم الذي اعتقد انه مهما ثرثرت السيدة ماننغ فانها تظل سيدة محترمة بكل تأكيد.

انجز الكهربائي عمله بعد ساعتين احست ادريان في نهايتهما بالم شديد في رأسها نتيجة تعرضها للشمس الحامية , هذا ما اكدته لها السيدة ماننغ التي نصحتها ان تخلد ساعة الى الراحة, ضغطت على صدغها حيث كانت مطرقة حادة تضرب بعنف متواصل داخل رأسها , وافقت سيدة سارانغا رأيها:

- لعلك على صواب يا سيدة ماننغ , لا اعتقد انني اشكو الصداع , فانا اعرف اعراضه التي انتابتني مدة اربع سنوات.

استدارت نحوها بقلق, قالت:

- هيا الى المنزل ياعزيزتي, انك شاحبة.

عبرتا الشرفة الباردة الى البهو حيث جعلت السيدة ماننغ رفقيتها تنتظر لتعود اليها بعد قليل بكوب ماء وحبتين من عقـار مسكن , قالت:

- خذي هذه واستلقي بعض الوقت, لقد اتعبتك في العمل, وهذا ما عبر عنه غرانت ايضاً.

توجهت ادريان الى الباب وهي تطمئنها :

- ابدا ياسيدة ماننغ الا ان الشمس حادة هنا, لا تقلقي, فالدواء كفيل بازالة الالم.

لوحت السيدة ماننغ لها بيدها ضاحكة وهي تقول:

- آمل ذلك ياعزيزتي, لعلني سأتبع النصيحة التي قدمتها اليك واخلد الى الراحة انا ايضاً.

انزلت ادريان الستائر المعدنية في غرفتها , ثم جرعت حبتي المسكن, واستلقت على فراشها واغمضت عينيها.

غربت الشمس قبل ان تستيقظ وتنظر الى الستائر بدهشة , لايمكن ان يكون الوقت قد مر بهذه السرعة , تطلعت الى ساعتها , انها السادسة, في أي حال لم تعد تحس بالالم في رأسها .

رشت الماء البارد على وجهها, وسرحت شعرها الذي اسدلته, ثم وضعت بعضاً من احمر الشفاه, احست عندئذ بتحسن وتألق عظيمين, ولكن كيف يمكنها ان تنجز كل ماعليها من المهمات؟.

اعربت السيدة ماننغ خلال العشاء عن ارتياحها للتحسن الذي طرأ على ادريان , اوضحت لها تصميمها على مساعدتها لأنه لابد ان يكون هنالك شيء ماتفعله.

ضحكت ادريان واجابتها:

- بامكانك ان تقطعي الاوراق ثم اتولى انا ترتيبها , انه عمل بسيط يبعث على الملل.

- سواء كان يبعث على الملل ام لا, فاني عازمة على ان اجربه.

صدقت في وعدها, وسعت الى مساعدة ادريان الا ان المخابرات الكثيرة التي تلقتها من عضوات اللجنة قاطعتها باستمرار , فاقتنعت ادريان انها كانت ستنجز العمل بسرعة اكبر لو عملت بمفردها, خاصة وانها اعتمدت على السيدة ماننغ في قص البتلات.

عند التاسعة والنصف احضرت ادريان القهوة فيما اخفقت رفقيتها باخفاء تثؤبها وحذرتها :

- الواقع اني لا اعرفك جيداً, لكي احذرك ان كثيراً من الاسئلة ستوجه اليك عن طريقة صنع ازهارك الجذابة للغاية.

- لا تخشي شيئاً , اني مستعدة ان يلتقط لي بعضهم صوراً وانا اصنع الازهار.

- الصور! بالطبع! انك خير من يظهر في الصور.

تلاشت ابتسامتها وقالت:

- لا اقصد ذلك ياسيدة ماننغ.

- بالطبع ياعزيزتي, لقد حولتني حفلة الشواء هذه الى مجنونة.

----------------------------

وضعت فنجانها على الطاولة , ووقفت وهي تبتسم للفتاة, قالت:

- ارجو المعذرة يا ادريان, لقد نعست كثيراً, لا تطيلي السهر لان امامنا اياماً مزدحمة بالعمل , تصبحين على خير.

ظلت ادريان تعمل وحدها في البهو الصامت, تكاثرت الازهار بين يديها, فقد كانت تقص البتلات وترتبها ثم تلفها على الاوتاد وتشد الازهار قبل ان تضعها حولها , قررت ان تصنع خمساً وعشرين زهرة اخرى قبل ان تنام الا انها اسندت رأسها بعد قليل الى ظهر الكرسي وطرفت عينيها لتطرد منها النعاس, لكن سلطانه قهرها.

رجع غرانت بعد الحادية عشرة الى المنزل ليجد البهو مضاءاً, توجه نحوه متسائلاً عن هوية الساهر, وقف عند العتبة حين لمح ادريان نائمة بين مصنوعاتها كما لو كانت احدى الزهرات, اطفأ الثريا, وتقدم منها على نور المصباح الصغير ليطوقها بذراعه, استيقظت مذعورة وهمست:

- هل رجعت ياغرانت؟

لم يجبها , بل حملها بين ذراعيه كما لو انه يحمل طفلاً, ولم يظهر رغبة في انزالها الى الارض, واحتجت قائلة:

- هذا لا يليق برجل الاعمال.

سخرت عيناه منها واجابها:

- لكننا لم نعقد اتفاقاً كاالذي يعقده رجال الاعمال يا آنسة برنت , اليس كذلك؟

ازداد البريق في عينيه لمعاناً, فسترت وجهها بيدها , رفعها الى اعلى واقترب منها, وسألها: ماذا تفعلين؟

تعاظمت حمرة خديها , وردت:

- لا تسألني...

ساد صمت غريب قبل ان يحني غرانت رأسه ويقبل خدها , وقال لها قبل ان تعترض على تصرفه:

- هكذا اقبل الاطفال عادة.

انتابتها ارتعاشة حادة , حين لمست شفتاه مؤخر خدها, احست معها ان قبلة الاطفال هذه تكاد تدمرها , وصرخت :

- انزلني الى الارض ارجوك.

بدا للحظة انه سيرفض طلبها, لكنه سرعان ما انزلها على الارض, عندئذ حاولت ترتيب زهورها , لكنه نهاها عن الامر لأن بامكانها ان تفعل ذلك في صباح الغد.

اطاعت رغبته وودعته بسرعة.

----------------------------



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 17-06-16 الساعة 09:07 PM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس