عرض مشاركة واحدة
قديم 18-06-16, 06:08 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
ارتعشت ايف عندما كلمها عن الطفلة ليلى , فبعدما قاله لها لأنها أرسلت العجوز جاك والى المستشفى , كيف تعترف له بأنها أرسلت عينة من دم الصغيرة إلى المختبر ؟
- بانتظار ذلك , ملاحظاتي هنا , بإمكانك رؤيتها إذا شئت.
- بكل سرور .......
لكن أزيز رصاص قاطعها فجأة
- أندريس! صرخت مرعوبة ... ما هذا ؟ يبدو قريبا .
سكت الطبيب للحظات , وهو ينظر باتجاه الأشجار و كأنه ينتظر طلقات أخرى . و لكن لم يكن هناك سوى طلقة واحدة .
- على كل حال , أنت تعلمين أن المنطقة مليئة بقطاع الطرق , الذين يسرقون و يقتلون من أجل المال .....قال لها بهدوء.
- لكنهم قريبون من المنازل .
- نعم . لا بد أنهم يحاولون إخافة عباس كي يدفع لهم خوة مقابل حمايتهم .
- حمايتهم؟ رددت و جحظت عيونها .
- نعم , نحن أيضا ندفع لهم الخوة , ليس قطعا نقدية طبعا , فهم يعلمون أن المستشفى فقيرة ماديا . لكننا نؤمن لهم الأدوية و العناية الطبية التي يحتاجونها .
- وكيف توافق أنت على ابتزاز من هذا النوع ؟
- ليس لدي خيار آخر , رفضت في البداية , فاغتنموا فرصة غيابي و أشعلوا النار في المستشفى , و لحسن الحظ لم تصل النار إلى المرضى الخمسة الذين كانوا بداخلها .
- يا الهي , هذا فظيع!
- أترغبين أيضا بالبقاء ايف؟ أنا لا أفضل رؤيتك ترحلين.
فنظرت في عيونه و قد تفاجأت بحرارة نبرته....لا, لا أنوي الرحيل ..أجابته بصوت مرتجف ....و لكن لا تطلب مني أن لا أخاف ....أضافت ممازحة فضحك اندريس بمرح و شعر بالراحة .
- حسنا بما أننا اتفقنا , لنتناول فطورنا و ننزل إلى القرية قبل أن يهطل المطر من جديد.....
و بالفعل , كانت السماء ملبدة بالغيوم , و فاجأها المطر في الطريق . ولكن السيارة كانت تحميها , كان الأهالي ينظرون إلى اندريس كصديق لهم , ومع أنه قدم لهم ايف , إلا أنهم ظلوا حذرين معها . أول مريض زاراه , كان ذلك الرجل الذي شكت ايف بأنه يتألم بسبب الدودة الوحيدة . كان نحيفا أسود العينين .
- آنسة كارول ؟ آه نعم , أنت الممرضة التي أنقذت حياة مات عبد الله .
ارتعشت ايف و خافت أن يلومها الرجل على تصرفها مع الصغير ...إن والدة مات سعيدة جدا , لقد روت للجميع كيف جئت راكضة و.....وبدأ الرجل بالكلام و لم يكن يبدو عليه أنه سيسكت , فاضطر اندريس لوضع ميزان الحرارة في فمه كي يجبره على السكوت . فنظرت ايفا ليه بدهشة , أين هو ذلك الطبيب المتحفظ المتعالي الذي كان يبقى عابسا ؟ لقد تحول إلى رجل لطيف , مسلي ...ثم زارا أخيرا الطفل المصاب بفقر الدم . فوجداه يلعب بنشاط مع رفاقه أمام المنزل .
- انه لا يهدأ أبدا , منذ أن بدأت أطعمه الدجاج و الخضار .
شرحت له والدة الصغير بمرح و امتنان , وأصرت على أن يتناولا الغداء معهم , فجلسوا جميعا حول المائدة و كأنهم عائلة واحدة , وفجأة فتح الباب بعنف و دخل رجل سد الباب بقامته الضخمة , و الغضب يتطاير من عيونه ,انه البوموه!
- علمت أن ساحرة المستشفى هنا ...قال و هو ينظر إليها نظرات قاتلة.
نهض اندريس على الفور ووقف في وجهه بتحد
- أنت مخطئ , بوموه !لا يوجد هنا سوى طبيب و ممرضته .
لم يحتج أندريس للمزيد كي يفقد بوموه كل حدته ,فدار على عاقبيه و تمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة و خرج بأقصى سرعة سمحت له ساقاه.
- العجوز المجنون! تمتم اندريس و هو يهز رأسه غاضبا . ثم شربوا الشاي بسرعة , ووعد اندريس الوالدة بزيارتها مرة ثانية , وبعد أن استأذن منها , أمسك يد ايف التي أصبح و جهها شاحبا جدا و خرجا .
- أنا مسرور لأنه جاء وأنا هنا ..قال لها و هما يتجهان نحو السيارة ..لا أعتقد أنه خطير حقا و لكنه يسبب بلبلة .
- أتمنى أنك لا تكون فضلت البقاء في دانتنغ فقط لحمايتي من البوموه و قطاع الطرق ؟ سألته ايف بتأثر .
- ليس لهذا السبب فقط , اطمئني ..أجابها بابتسامته الساحرة ...و لكن ألا زلت مستعدة لمساعدتي بأبحاثي ؟
- أوه , بكل سرور!
- شكرا ايف ..أجابها بنظرة حارة أربكت أعماق كيانها و بدا لها أن شعورا أعمق بكثير من الصداقة بات يربط بينهما , وأنه لن يقطعه شيء أبدا . ما أن وصلا الى المستشفى حتى رن جرس الهاتف , فأسرع أندريس و رفع السماعة.
- دكتور كريغ , نعم ....أوه , نعم غدا إذا كان هذا يناسبك ادوارد.....
و غطى السماعة بيده , وقال لايف بصوت منخفض .انه القصر . من يكون ادوارد هذا ؟السلطان؟ اسم غريب لأمير ماليزي .
- ليزا ستسافر اليوم ,لن يبقى سوى ممرضة انكليزية ..أضاف اندريس ..نعم ,سأطلب منها اذا لم يكن لديها ارتباط آخر . و التفت نحوها متسائلا
- باستثناء عملي هنا , ليس لدي شيء آخر . أجابته بدهشة
- حسنا سنأتي معا لتناول الغداء في القصر , و ستتصل آنيا في حالة الضرورة .
كادت ايف تقفز من الفرح , دعوة!يا للحظ! و لقصر السلطان ! إنها دعوة مغرية ! كانت متحمسة جدا و لكنها لا تملك سوى هذه الملابس التي أعارتها إياها ليزا , إلا أن هذه المشكلة لن تفسد فرحها . على كل حال أليس هذا هو زيي البلد التقليدي ؟
شرب الجميع القهوة لآخر مرة قبل رحيل ليزا على الشرفة بانتظار وصول بليك على أمل بدون شك أن يؤخروا ساعة الفراق قدر الإمكان. كان الجو حارا رغم هطول المطر الذي لم يكن كافيا لترطيب الجو , المطر لم يكن يزعجهم لولا سفر ليزا إلى كوالا لومبور , فالطرقات تصبح موحلة و صعبة.
-
اعتقد أنني أسمع هدير سيارة سائقك , ليزا.....قال د.كريغ فجأة . انتفضت ليزا و أصغت جيدا.
- حقا ؟ أنت متأكد ؟
فنظر إليها بحده لم تفت على ايف , وعقد حاجبيه بعصبية , و كأنه يحاول السيطرة على غضبه فكرة أن يكون متعلقا جدا بليزا , كما كانت تعتقد في البداية , أرعبت ايف من جديد , ولكن هذا يثير العجب و الدهشة , فليزا التي تبدو مغرمة ببليك تنظر إلى اندريس بحنان و كأنها تقول له أنا أحبك أنت أيضا . بالنسبة لايف هذا يعتبر اعترافا , لقد أدركت أخيرا العلاقة المعقدة التي تجمعهما , حب ليزال بليك هو حب بدون أمل , كيف يمكن للشاب الوسيم المرح هذا لا يرمي نظراته عليها ؟ بهذه الظروف من الطبيعي أن تتعلق أيضا باندريس كريغ الذي يكن لها مشاعر عميقة و صادقة . لقد بات كل شيء واضحا , الغيرة التي يكنها اندريس نحو بليك التعقيد الذي يربطه بليزا ....أي مكان إذن تشغله ايف ؟ بالتأكيد ليس لها أي مكان باستثناء دور الممرضة الذي تلعبه في هذه الحلقة المفرغة.
- إذا إلى اللقاء ليزا ..قال لها أندريس وهو يشد على يديها بحرارة .....بلغي تحياتي لشقيقتك و ابنتها . ولا تنسي أن ترسلي لنا أخبارك ....ثم نهض و نظر نحو سيارة بليك التي تقترب بعين الغضب. رأت ايف الطبيب يدخل و انقبض قلبها , هذا المشهد قضى على وهم تولد عندما طبع اندريس قبلة خفيفة على شفتيها يوم أمس
- وصلت سيارة السيدة! قال بليك بمرح كعادته .
- هذا لطف منك أن تقودني إلى المطار بليك....استقبلته ليزا بخجل و إشراق .
- يسعدني دائما مرافقة سيدة جميلة ...أجابها بليك بمكر . ضحكت ليزا , لأنه كان من الصعب مقاومة مزاح بليك الذي أسرع و حمل الحقيبة و مد ذراعه نحوها .
- هيا بنا إذا كنت تريدين السفر حقا , فبعد ساعة ستصبح الطريق أكثر صعوبة .
قبلت ليزا ايف ...إلى اللقاء ايف , أتمنى لك حظا موفقا .
- لا تقلقي , ليزا و لتكن إجازتك موفقة .....تمنت لها ايف ذلك بكل صدق .
عندما انطلقت السيارة , لرأت ايف ليزا تحرك يدها مودعة . فرفعت يدها على الفور لكنها أدركت بسرعة أن زميلتها كانت تنظر إلى شخص خلفها . فالتفت و رأت اندريس يقف أمام الباب يحدق بالسيارة التي تبتعد. بماذا يفكر ؟ هل بدأ يفتقدها ؟ لابد أنه يشعر بالتعاسة لأنها الآن مع بليك منافسه....
فجأة رن جرس الهاتف , فدخل اندريس قبلها , لابد أنها حالة طارئة ....فحاولت ايف أن تميز ما يقوله , لكنها من حيث هي لم تتمكن من فهم كلامه الذي كان يقطعه الصمت , وأخيرا أقفل السماعة و عاد إلى الشرفة . اتجهت ايف نحوه مستعدة لتقديم المساعدة إذا لزم الأمر , لكن كلماتها ماتت في حنجرتها عندما لاحظت وجهه العابس و الغضب الذي يتطاير من عيونه .
- أنت طلبت فحص الدم للصغيرة ؟
- نعم....
- بماذا تتدخلين ؟ انفجر غاضبا ...لقد سبق و قلت لك ألف مرة أننا ر نجري تحاليل مخبريه إلا في حالات الضرورة القصوى , أتدرين كم يكلفنا ذلك؟ إذا تابعت على هذا الشكل , فنحن لن نملك فلسا واحدا لتشغيل هذه المستشفى .
- و لكن كان يجب أن نتأكد من التشخيص! لقد سبق لي أن رأيت طفلا يموت من مرض ابيضا في الدم....وهو بنفس العوارض...
- هذا ليس صحيحا , و إذا كان لديك أدنى شك , كان بإمكانك على الأقل أن تكلميني , إذا لا أريد أية مبادرات من هذا النوع , أرجوك ! يبدو أن حالة مات عبد الله أثرت عليك و جعلتك تتوهمين الكثير .
نظرت ايف إليه و هو يدخل بذهول , العلاقة التي ربطت بينهما لبعض الوقت اختفت تماما . و لم يبق أي أمل بفرصة ثانية لاستعادة محبة و ثقة الرجل الذي تحبه.
كانت ايف تجلس على الشرفة تكتب رسالة لخالتها مريان التي هي قريبتها الوحيدة و تفكر بخلافها مع الطبيب اندريس , وفجأة انتفضت عند سماعها كلمة ....مساء الخير ....فرفعت رأسها و ابتسمت له بخجل , ولاحظت أنه لا يزال غاضبا .
- أنا ....كنت أعتقد أنني أحسنت التصرف عندما طلبت هذا الفحص.
- يبدو أنني لم أكن واضحا, نحن لا نجري تحاليل إلا عندما ر يكون لدينا خيار آخر
- سأتذكر هذا....بالمناسبة , لقد وعدت ليلى بإعادتها هذا المساء إلى منزل ذويها , سأستغل الفرصة كي أضع هذه الرسالة في مركز البريد.
- انتظري حتى الغد , فالظلام حالك , و اعتقد أن المطر سيتساقط من جديد.
- أوه , الطفلة المسكينة ستشعر بالخيبة , كانت سعيدة جدا عندما قلت لها بأنها ستنام الليلة مع والدتها .
- حسنا بهذه الحالة , أنا من سيوصلها . هكذا أكون مطمئنا أكثر .
- لماذا ؟ لا أحتاج إلا لخمسة دقائق .
- هذا إذا لم تتعرضي لحادث ....أجابها و قد فقد صبره ...كما و أن البوموه قد يستغل الفرصة ليلعب دوره الحقير.
- أتعتقد أنه من الحذر أن أبقى هنا وحدي ؟ تخيل أن المجرمين جاؤوا !
- لا, هذا غير محتمل فهم يحذرونني مسبقا.
لم يكن من المفيد إطالة النقاش , فمهما كانت حجج ايف , فهو دائما صاحب الكلمة الأخيرة .
- أعطني هذه الرسالة و سأضعها أنا في مكتب البريد .
ناولته ايف الرسالة و ساعدته في نقل الطفلة ليلى إلى سيارته , و فكرت انه كان محقا بالذهاب بدلا منها . فالظلام حالك و الغابة أصبحت مخيفة في نظرها أكثر من أي وقت آخر , ورغم خلافهما , اعترفت ايف لنفسها بأن محبتها له زادت أكثر . ولكن تعميق علاقتهما لن ينتج عنها سوى الخيبة و الألم , فالأفضل لها أن تبقى على تحفظها معه . عاد الطبيب بسرعة , وأمضيا السهرة بأحاديث خفيفة , علمت من خلاله أنه تخرج من كمبردج وأنه قضى عدة أعوام في أدمبورغ قبل أن يستسلم لنداء الشرق لكنها لم تتمكن من معرفة المزيد , لأنه كان متحفظا حول ما يمس حياته الخاصة .
- أنت فضولية .ايف! قال لها فجأة .
- لا أبدا ...و لكنني أرغب بالثرثرة قليلا ....لا بد أنني أفتقد ليزا ..أضافت و هي تراقب ردة فعل الطبيب .
- إنها بحاجة للراحة , للحقيقة أعترف أنني اعتدت على تنشق رائحة شايها الأخضر وأنا أشرب قهوتي في المساء ..أجابها مبتسما . يبدو أنه قادر دائما على إخفاء مشاعره تحت ظل المزاح ساد صمت قليل بينهما , وانهمر المطر بغزارة على زجاج الشرفة.
-ما رأيك لو نسمع قليلا من الموسيقى ؟ سألها اندريس ...ماذا ترغبين أن تسمعي ؟
- اختر أنت الكاسيت التي تعجبك , شرط أن لا يكون فيها صراخ و طبول .
دخل اندريس إلى غرفة الجلوس , بينما حملت ايف الفناجين إلى المطبخ , و عندما انضمت إليه كانت معزوفة هادئة لتشوبان ترتفع في الغرفة و تضفي عليها جوا حميما .
- لماذا لا تشرح لي طبيعة عملك ؟ إذا كان يجب علي مساعدتك , يجب أنت تطلعني على كل شيء.
- فكرة ممتازة ايف ..و فتح حقيبته و أخرج منها ملفا و شرح لها موجزا عن سير أبحاثه , وطال الحديث بينهما إلى وقت متأخر , و عندما صعدت ايف إلى غرفتها , أحست بالمرح , وتحمست لفكرة مساعدته في أبحاثه . فهو عندما يريد يكون لطيفا جدا , و مع ذلك فضلت أن تبقى متحفظة معه كي لا تتألم مرة ثانية .
عند ظهر اليوم التالي , كانت الأمطار لا تزال تتساقط ,فقرب اندريس سيارته قدر الإمكان كي يجنب ايف البلل , وبعد أن قطعا القرية بعدة كيلو مترات وصلا إلى القصر الكبير الكثير الأبراج . واقترب منهما خادم و هو يحمل مظلة ليحميهما من المطر و رافقهما إلى مدخل القصر حيث استقبلهما رجل أنيق متوسط السن مد يديه مرحبا باندريس. قدم أندر يس ايف لمضيفه.
- رائعة , حقا يشرفني أن أتعرف بك , آنسة كارول ...قال السلطان مبديا إعجابه بها , و دعاها إلى غرفة منيرة مزينة بأنواع متعددة من الأزهار العطرة...
وعلى الصوفا التي في واجهة الغرفة الكبيرة كانت تجلس امرأة رائعة الجمال , أنيقة الملابس, ترفع شعرها الطويل بدبابيس مرصعة بالألماس , منظرها النحيل و ملامح الألم على وجهها جعلت ايف تشعر بالإشفاق نحوها . دون أن تنهض , مدت السلطانة يدها الرقيقة إلى اندريس الذي طبع عليه قبلة خفيفة .
- اسمحي لي أن أقدم لك مساعدتي الجديدة في المستشفى .
- يسعدنا كثيرا رؤيتك بيننا ....قالت السلطانة بلهجة زادت من سحرها ...هل أخبرك الدكتور كريغ حقيقة مرضي ؟
- نعم, فالسلطانة تعاني من أزمات قلبية حادة ... قال أندريس على الفور .
اذا هذا هو السبب في تردد الطبيب الدائم إلى القصر , كانت ايف تعتقد أنه يأتي فقط من باب المجاملة , يبدو أن ليزا كانت محقة عندما قالت بأن اندريس طيب و كريم الأخلاق.
- أتمنى لك الشفاء العاجل ..قالت ايف بصدق , وكانت تعلم بأن السلطانة ستعيش عدة سنوات بعد , و لكن عاجلا أم آجلا ستتعرض لازمات أكثر حده ...
- أحيانا كثيرة أشعر بأنني بحال أفضل ..أجابتها السلطانة ....كل ذلك بفضل اهتمام الدكتور كريغ ..أضافت و هي تبتسم له بامتنان . لا بد أن ثقتها به تساعدها على مقاومة المرض.
- كل شيء يبدو طبيعي اليوم....قال اندريس بعد أن فحصها.
- هذا يعني أنه يمكنني أن أسلبك مساعدتك لبعض الوقت , اندريس ...قالت و هي تنهض و تمسك يد ايف ... تعالي يا عزيزتي لنشرب الشاي في جناحي , ولنترك الرجال يتكلمون بالاقتصاد و الصيد.
ثم دخلتا إلى غرفة مفتوحة على حديقة رائعة , و دعتها للجلوس على كنبة قرب طاولة منخفضة عليها صينية مليئة بكل أنواع الفاكهة .
- كلميني قليلا عنك , ايف ..قالت لها السلطانة بينما إحدى الخادمات تقوم على خدمتهما .
- ماذا أقول ؟ قد لا أكون مثل تلك الانكليزيات اللواتي يزعم الدكتور كريغ أنهن جاؤوا إلى الشرق , أما من أجل مهمات إنسانية وأما هربا من قصة محزنة
- هذا الكلام ينطبق أيضا على الرجال الإنكليزيين .
- أتقصدين أن أندريس ....أقصد الدكتور كريغ ....بدأت ايف متلعثمة.
- لا تزعجي نفسك , فأنا أيضا أناديه اندريس , أحيانا .....أجابتها السلطانة بمكر ... ولكن برأيك لماذا قبل هو العمل بعيدا جدا عن انكلترا ؟
- بسبب امرأة ؟
- لقد أخبرني مرة , كانت طبيبة جراحة , وتفكر بمهنتها أكثر مما تفكر باندريس.
ماذا تشبه تلك المرأة التي استطاعت مقاومة سحر الدكتور كريغ ؟ صحيح أنه سيء الزاج أحيانا , ولكن من المؤكد أن هذه الخيبة العاطفية هي التي جعلته فظا بهذا الشكل.
- أنت شاردة ايف.
- أوه اعذريني , لم أكن أتخيل أبدا أنه أيضا....
- أنت أيضا عانيت من الهجر ؟
- نعم تقريبا , لكنني أنا نفسي رحلت عندما فهمت أن مايكل ليس الرجل المناسب لي , وأدركت مؤخرا أنني لم أكن أحبه حقا .
- عندما اكتشفت معنى الحب الحقبقي , أليس كذلك؟
قالت السلطانة و هي تنظر إليها نظرة تحمل أكثر من معنى . احمر وجه ايف , لقد لمست السلطانة الوتر الحساس , لكنها لم تضف أي تعليق آخر , ولحسن الحظ أيضا , اختار اندريس نفس اللحظة لينضم فيها إليهما .
- زامينا , لا تنسي أنه يجب أن ترتاحي ساعة قبل الغداء.
- حسنا..قالت متأففة ...بهذا الوقت , اهتم أنت بايف , وزورها القصر.
- فكرة رائعة ..أجابها مبتسما .
لكن بعد خروج السلطانة , ظل اندريس و ايف للحظات طويلة يتأملان تساقط المطر من خلال الزجاج .
- حسنا , هيا بنا , أتريدين ؟ اقترح فجأة و هو يمد ذراعه نحوها . ترددت قليلا قبل أن تلمس ذراعه , و اعترتها رعشة و ارتبكت كثيرا . فرفعت نظرها نحوه , واكتشفت و قلبها يدق بسرعة ,بأنه يحدق بها , رائحة عطره , قوته الغريبة و نظرته الخارقة سحرتها و جعلتها تشعر بالدوار , فجأة وصع يديه على كتفيها و جذبها ببطء الى صدره . كادت تجن لشدة ذهولها و فتحت فمها لتعترض .
- لا ,لا تتكلمي . همس و هو يقرب شفتيه من شفتيها .
- لا.....لا يجب ....
- ايف.....
و انحنى نحوها في عناق طويل , و تمكنت قبلته من ازالة كل مخاوفها و شكوكها , كم من الوقت بقيت بين ذراعيه ؟ و كأنهما وحدهما في هذا العالم , لكن رنين الهاتف أعادها الى الواقع.
- دكتور كريغ , اتصال لك من دانتنغ , رجل اسمه بليك . قال له أحد الخدم .
- بليك؟ ماذا يريد هذا ؟ قال الطبيب بانزعاج و اتجه نحو الهاتف .
- الو , الدكتور كريغ , ماذا هناك , بليك ؟ نعم...الآنسة كارول معي ....
- كان من المستحيل الاتصال بك . قال بليك ...طلبت مني آنيا أن أخبرك بأن رجلا يعاني من ألام حادة في معدته ينتظر في المستشفى.
- حسنا , أخبرها بأننا سنصل على الفور . ما أن أقفل الخط حتى التفت نحو السلطان
- انه نداء طارئ ...
- كنت أتمنى أن نتناول الغداء معا ! و لكن لماذا لا تعودان للعشاء عندما تنتهيان ؟
- بكل سرور , ادوارد . ايف أين تركنا حقيبتي .
- أعتقد أنني رأيتها في غرفة زامينا . أجاب السلطان , واتجه الثلاثة نحو غرفة السلطانة , ودفع الباب بعد أن طرقه عدة مرات .
- يا عزيزتي ! هل أيقظتك ؟ اندريس سيذ........
و صرخ فجأة و أسرع إلى داخل الغرفة . كانت السلطانة ممدة على الأرض و شعرها الأسود منتشر حولها , فحملها زوجها ووضعها على السرير بينما أخرج اندريس سماعته و تحقق من ضربات قلبها .
- لا شيء خطير , ادوارد . طمأنه اندريس . ولكن من الأفضل نقلها إلى كوالا لو مبور حالا.
- ستكون طائرتي المروحية جاهزة بعد دقيقة واحدة . قال السلطان و هو يأمر خادمه بأن يسرع و يخبر الكابتن . أرجوك اندريس , رافقها , سأكون مطمئنا أكثر , فأنت طبيبها .
- حسنا ..أجابه اندريس و التفت نحو ايف .. هذه مفاتيح سيارتي ,أسرعي الى المستشفى و اهتمي بالمريض الذي هناك , بانتظار عودتي .
في حالات الطوارئ , كانت ايف معتادة على إطاعة الأوامر فحملت الحقيبة و اتجهت نحو السيارة دون أن تفكر بأنها لأول مرة تقود سيارة اوتوماتيك , لحسن الحظ كان المطر قد توقف قليلا و سمح لهم بنقل السلطانة إلى الطائرة المروحية . جلست ايف خلف مقود سيارة اندريس و ....بدأت تحاول تشغيل المحرك .
- يا الهي , كيف تعمل هذه السيارة ؟ يجب أن أصل الى المستشفى بسرعة .
- ايف!
تهيأ لها أنها سمعت صوتا يناديها ,وبنفس الوقت دار محرك السيارة .
- اندريس؟ ألم تذهب معهم في المروحية ؟ سألته ايف بدهشة .
- نحن لم نقلع بعد, كنت أريد أن أقول لك ....تردد قليلا و لأول مرة رأته مرتبكا و شعره مبللا من المطر و قميصه مفتوح على صدره , لم يسبق لها أن وجدته فاتنا لهذه الدرجة .
- نعم؟
- انتبهي جيدا على الطريق ...
- لا تقلق ...و ابتسمت له ...أعدك بأنني سأعيد لك سيارتك كما استلمتها . قالت وهي تنطلق , ورغم هدير المحرك سمعت اندريس يصرخ.
- لا تهمني السيارة , انتبهي على نفسك ايف .
عاد المطر يتساقط بغزارة , و أصبحت القيادة أكثر صعوبة , ولكن ايف ركزت كل اهتمامها على الطريق , و تمكنت من الوصول إلى المستشفى بأسرع وقت ممكن .
- آنيا ! لقد وصلت . نادت ايف بأعلى صوتها , لكنها لم تسمع أي جواب , فدخلت فورا الى غرفة المرضى و هي تتساءل ماذا ستفعل إذا كان هذا المريض يعاني من التهاب في الزائدة , ستضطر عندئذ لاصطحابه الى المستشفى
تفاجأت كثيرا هندما رأت الغرفة غارقة في الظلام , يبدو أن العاصفة قطعت التيار الكهربائي , فضغطت على زر الكهرباء , فأضيء النور بشكل طبيعي , هذا أمر غريب ! آنيا لا تطفئ النور بهذا الوقت المبكر .
وجدت مريضها ممدا على أحد الأسرة و عيونه مغمضة دو نائما , على الأقل هو لا يتألم كثيرا ز
- مساء الخير , أنا الآنسة كارول , ما الذي يؤلمك ؟ رفع المريض حاجبيه و حدق بايف بنظرات مخيفة , , فحبست الفتاة صرختها , هذا الرجل لا يبدو مريضا . ما معنى كل هذا ؟ و اجتاحها خوف كبير عندما رأت ابتسامة الرجل الساخرة .
- آنيا! صرخت ايف بأعلى صوتها , ولكنه لم تسمع جوابا ,شيء غير طبيعي يحصل هنا , فهربت إلى المطبخ , لا أحد , لماذا آنيا ليست موجودة ؟ قد يكون أصابها مكروه !
تقطعت أنفاسها و ظلت بدون حراك للحظات , إنها وحدها في هذا المكان المعزول مع غريب مخيف , و اندريس لم يعد بعد !
فجأة سمعت خطوات جعلتها تنتفض , انه يبحث عنها , ماذا سيحل بها إذا وجدها , وأخذت ترتعش , يجب أن لا تستسلم للخوف و ان تواجه مهاجمها . عندما ظهر على العتبة أمامها , تنفست بعمق , البوموه! كيف لم تتعرف عليه ؟ لم يكن يضع قناعه و عقده , فتحدته بنظراتها للحظات طويلة .
- ماذا تفعل هنا ؟ سألته بصوت قوي .
لأنها كلمته أولا , فقد كل توازنه بسرعة , يبدو أنه كان جبانا و لن يحاول شيئا معها .
فجأة , ضحك ضحكة شيطانية , و سحب من جيبه سكينا لوح به تحت أنف الفتاة , ولكن لم تكن قروية ساذجة , فتابعت النظر إليه بتحد دون أن ترمش , فصرخ كالوحش الكاسر و قفز و هرب راكضا , فتبعته إلى الخارج و رأت خياله يبتعد....
هذا المشهد أصابها بتوتر شديد . فعادت إلى المطبخ , وسكبت لنفسها كوبا من الماء , وشيئا فشيئا , عادت دقات قلبها للانتظام فصعدت إلى غرفتها واغتسلت .
عندما عادت إلى الصالون شعرت بأن المكان أكثر فراغا , يا الهي كم تحتاج لاندريس ! فجأة تجمد الدم في عروقها , لمحت على أحد الأسرة لعبة من القماش صفراء , مغروزة بالدبابيس ,البوموه هو أيضا !لقد وقع حكما بالموت عليها , فأجهشت ايف بالبكاء , وأخذت ترتجف , لا, لا يجب أن تنهار , فجمعت كل شجاعته و رمت اللعبة على الأرض , وبنفس الوقت سمعت هدير سيارة بالخارج , فاختبأت و استعدت لمواجهة أي طارئ , بعد لحظات دخل اندريس ووجدها تقف خلف أحد الأسرة .
- ايف ! ماذا حصل؟
- أوه اندريس! هذا أنت !الحمد لله....
ضمها الطبيب بين ذراعيه كما يضم طفلا صغيرا .
- هيا ايف لا تخافي , أنا هنا الآن . و فجأة لمح اللعبة مرمية على الأرض .
- البوموه ! آه فهمت كل شيء .........قال غاضبا
- كم أنا سعيدة برؤيتك , اندريس
- هل تعرض لك ذلك ال.........
- دعنا منه الآن ....أنا متأكد أنه لن يزعجني بعد الآن.
- أنت فضولية .ايف! قال لها فجأة .
- لا أبدا ...و لكنني أرغب بالثرثرة قليلا ....لا بد أنني أفتقد ليزا ..أضافت و هي تراقب ردة فعل الطبيب .
- إنها بحاجة للراحة , للحقيقة أعترف أنني اعتدت على تنشق رائحة شايها الأخضر وأنا أشرب قهوتي في المساء ..أجابها مبتسما . يبدو أنه قادر دائما على إخفاء مشاعره تحت ظل المزاح ساد صمت قليل بينهما , وانهمر المطر بغزارة على زجاج الشرفة.
-ما رأيك لو نسمع قليلا من الموسيقى ؟ سألها اندريس ...ماذا ترغبين أن تسمعي ؟
- اختر أنت الكاسيت التي تعجبك , شرط أن لا يكون فيها صراخ و طبول .
دخل اندريس إلى غرفة الجلوس , بينما حملت ايف الفناجين إلى المطبخ , و عندما انضمت إليه كانت معزوفة هادئة لتشوبان ترتفع في الغرفة و تضفي عليها جوا حميما .
- لماذا لا تشرح لي طبيعة عملك ؟ إذا كان يجب علي مساعدتك , يجب أنت تطلعني على كل شيء.
- فكرة ممتازة ايف ..و فتح حقيبته و أخرج منها ملفا و شرح لها موجزا عن سير أبحاثه , وطال الحديث بينهما إلى وقت متأخر , و عندما صعدت ايف إلى غرفتها , أحست بالمرح , وتحمست لفكرة مساعدته في أبحاثه . فهو عندما يريد يكون لطيفا جدا , و مع ذلك فضلت أن تبقى متحفظة معه كي لا تتألم مرة ثانية .
عند ظهر اليوم التالي , كانت الأمطار لا تزال تتساقط ,فقرب اندريس سيارته قدر الإمكان كي يجنب ايف البلل , وبعد أن قطعا القرية بعدة كيلو مترات وصلا إلى القصر الكبير الكثير الأبراج .
واقترب منهما خادم و هو يحمل مظلة ليحميهما من المطر و رافقهما إلى مدخل القصر حيث استقبلهما رجل أنيق متوسط السن مد يديه مرحبا باندريس. قدم أندر يس ايف لمضيفه.
- رائعة , حقا يشرفني أن أتعرف بك , آنسة كارول ...قال السلطان مبديا إعجابه بها , و دعاها إلى غرفة منيرة مزينة بأنواع متعددة من الأزهار العطرة...
وعلى الصوفا التي في واجهة الغرفة الكبيرة كانت تجلس امرأة رائعة الجمال , أنيقة الملابس, ترفع شعرها الطويل بدبابيس مرصعة بالألماس , منظرها النحيل و ملامح الألم على وجهها جعلت ايف تشعر بالإشفاق نحوها . دون أن تنهض , مدت السلطانة يدها الرقيقة إلى اندريس الذي طبع عليه قبلة خفيفة .
- اسمحي لي أن أقدم لك مساعدتي الجديدة في المستشفى .
- يسعدنا كثيرا رؤيتك بيننا ....قالت السلطانة بلهجة زادت من سحرها ...هل أخبرك الدكتور كريغ حقيقة مرضي ؟
- نعم, فالسلطانة تعاني من أزمات قلبية حادة ... قال أندريس على الفور .
اذا هذا هو السبب في تردد الطبيب الدائم إلى القصر , كانت ايف تعتقد أنه يأتي فقط من باب المجاملة , يبدو أن ليزا كانت محقة عندما قالت بأن اندريس طيب و كريم الأخلاق.
- أتمنى لك الشفاء العاجل ..قالت ايف بصدق , وكانت تعلم بأن السلطانة ستعيش عدة سنوات بعد , و لكن عاجلا أم آجلا ستتعرض لازمات أكثر حده ...
- أحيانا كثيرة أشعر بأنني بحال أفضل ..أجابتها السلطانة ....كل ذلك بفضل اهتمام الدكتور كريغ ..أضافت و هي تبتسم له بامتنان . لا بد أن ثقتها به تساعدها على مقاومة المرض.
- كل شيء يبدو طبيعي اليوم....قال اندريس بعد أن فحصها.
- هذا يعني أنه يمكنني أن أسلبك مساعدتك لبعض الوقت , اندريس ...قالت و هي تنهض و تمسك يد ايف ... تعالي يا عزيزتي لنشرب الشاي في جناحي , ولنترك الرجال يتكلمون بالاقتصاد و الصيد.
ثم دخلتا إلى غرفة مفتوحة على حديقة رائعة , و دعتها للجلوس على كنبة قرب طاولة منخفضة عليها صينية مليئة بكل أنواع الفاكهة .
- كلميني قليلا عنك , ايف ..قالت لها السلطانة بينما إحدى الخادمات تقوم على خدمتهما .
- ماذا أقول ؟ قد لا أكون مثل تلك الانكليزيات اللواتي يزعم الدكتور كريغ أنهن جاؤوا إلى الشرق , أما من أجل مهمات إنسانية وأما هربا من قصة محزنة
- هذا الكلام ينطبق أيضا على الرجال الإنكليزيين .
- أتقصدين أن أندريس ....أقصد الدكتور كريغ ....بدأت ايف متلعثمة.
- لا تزعجي نفسك , فأنا أيضا أناديه اندريس , أحيانا .....أجابتها السلطانة بمكر ... ولكن برأيك لماذا قبل هو العمل بعيدا جدا عن انكلترا ؟
- بسبب امرأة ؟
- لقد أخبرني مرة , كانت طبيبة جراحة , وتفكر بمهنتها أكثر مما تفكر باندريس.
ماذا تشبه تلك المرأة التي استطاعت مقاومة سحر الدكتور كريغ ؟ صحيح أنه سيء الزاج أحيانا , ولكن من المؤكد أن هذه الخيبة العاطفية هي التي جعلته فظا بهذا الشكل.
- أنت شاردة ايف.
- أوه اعذريني , لم أكن أتخيل أبدا أنه أيضا....
- أنت أيضا عانيت من الهجر ؟
- نعم تقريبا , لكنني أنا نفسي رحلت عندما فهمت أن مايكل ليس الرجل المناسب لي , وأدركت مؤخرا أنني لم أكن أحبه حقا .
- عندما اكتشفت معنى الحب الحقبقي , أليس كذلك؟
قالت السلطانة و هي تنظر إليها نظرة تحمل أكثر من معنى . احمر وجه ايف , لقد لمست السلطانة الوتر الحساس , لكنها لم تضف أي تعليق آخر , ولحسن الحظ أيضا , اختار اندريس نفس اللحظة لينضم فيها إليهما .
- زامينا , لا تنسي أنه يجب أن ترتاحي ساعة قبل الغداء.
- حسنا..قالت متأففة ...بهذا الوقت , اهتم أنت بايف , وزورها القصر.
- فكرة رائعة ..أجابها مبتسما .
لكن بعد خروج السلطانة , ظل اندريس و ايف للحظات طويلة يتأملان تساقط المطر من خلال الزجاج .
- حسنا , هيا بنا , أتريدين ؟ اقترح فجأة و هو يمد ذراعه نحوها . ترددت قليلا قبل أن تلمس ذراعه , و اعترتها رعشة و ارتبكت كثيرا . فرفعت نظرها نحوه , واكتشفت و قلبها يدق بسرعة ,بأنه يحدق بها , رائحة عطره , قوته الغريبة و نظرته الخارقة سحرتها و جعلتها تشعر بالدوار , فجأة وصع يديه على كتفيها و جذبها ببطء الى صدره . كادت تجن لشدة ذهولها و فتحت فمها لتعترض .
- لا ,لا تتكلمي . همس و هو يقرب شفتيه من شفتيها .
- لا.....لا يجب ....
- ايف.....
و انحنى نحوها في عناق طويل , و تمكنت قبلته من ازالة كل مخاوفها و شكوكها , كم من الوقت بقيت بين ذراعيه ؟ و كأنهما وحدهما في هذا العالم , لكن رنين الهاتف أعادها الى الواقع.
- دكتور كريغ , اتصال لك من دانتنغ , رجل اسمه بليك . قال له أحد الخدم .
- بليك؟ ماذا يريد هذا ؟ قال الطبيب بانزعاج و اتجه نحو الهاتف .
- الو , الدكتور كريغ , ماذا هناك , بليك ؟ نعم...الآنسة كارول معي ....
- كان من المستحيل الاتصال بك . قال بليك ...طلبت مني آنيا أن أخبرك بأن رجلا يعاني من ألام حادة في معدته ينتظر في المستشفى.
- حسنا , أخبرها بأننا سنصل على الفور . ما أن أقفل الخط حتى التفت نحو السلطان
- انه نداء طارئ ...
- كنت أتمنى أن نتناول الغداء معا ! و لكن لماذا لا تعودان للعشاء عندما تنتهيان ؟
- بكل سرور , ادوارد . ايف أين تركنا حقيبتي .
- أعتقد أنني رأيتها في غرفة زامينا . أجاب السلطان , واتجه الثلاثة نحو غرفة السلطانة , ودفع الباب بعد أن طرقه عدة مرات .
- يا عزيزتي ! هل أيقظتك ؟ اندريس سيذ........
و صرخ فجأة و أسرع إلى داخل الغرفة . كانت السلطانة ممدة على الأرض و شعرها الأسود منتشر حولها , فحملها زوجها ووضعها على السرير بينما أخرج اندريس سماعته و تحقق من ضربات قلبها .
- لا شيء خطير , ادوارد . طمأنه اندريس . ولكن من الأفضل نقلها إلى كوالا لو مبور حالا.
- ستكون طائرتي المروحية جاهزة بعد دقيقة واحدة . قال السلطان و هو يأمر خادمه بأن يسرع و يخبر الكابتن . أرجوك اندريس , رافقها , سأكون مطمئنا أكثر , فأنت طبيبها .
- حسنا ..أجابه اندريس و التفت نحو ايف .. هذه مفاتيح سيارتي ,أسرعي الى المستشفى و اهتمي بالمريض الذي هناك , بانتظار عودتي .
في حالات الطوارئ , كانت ايف معتادة على إطاعة الأوامر فحملت الحقيبة و اتجهت نحو السيارة دون أن تفكر بأنها لأول مرة تقود سيارة اوتوماتيك , لحسن الحظ كان المطر قد توقف قليلا و سمح لهم بنقل السلطانة إلى الطائرة المروحية . جلست ايف خلف مقود سيارة اندريس و ....بدأت تحاول تشغيل المحرك .
- يا الهي , كيف تعمل هذه السيارة ؟ يجب أن أصل الى المستشفى بسرعة .
- ايف!
تهيأ لها أنها سمعت صوتا يناديها ,وبنفس الوقت دار محرك السيارة .
- اندريس؟ ألم تذهب معهم في المروحية ؟ سألته ايف بدهشة .
- نحن لم نقلع بعد, كنت أريد أن أقول لك ....تردد قليلا و لأول مرة رأته مرتبكا و شعره مبللا من المطر و قميصه مفتوح على صدره , لم يسبق لها أن وجدته فاتنا لهذه الدرجة .
- نعم؟
- انتبهي جيدا على الطريق ...
- لا تقلق ...و ابتسمت له ...أعدك بأنني سأعيد لك سيارتك كما استلمتها . قالت وهي تنطلق , ورغم هدير المحرك سمعت اندريس يصرخ.
- لا تهمني السيارة , انتبهي على نفسك ايف .
عاد المطر يتساقط بغزارة , و أصبحت القيادة أكثر صعوبة , ولكن ايف ركزت كل اهتمامها على الطريق , و تمكنت من الوصول إلى المستشفى بأسرع وقت ممكن .
- آنيا ! لقد وصلت . نادت ايف بأعلى صوتها , لكنها لم تسمع أي جواب , فدخلت فورا الى غرفة المرضى و هي تتساءل ماذا ستفعل إذا كان هذا المريض يعاني من التهاب في الزائدة , ستضطر عندئذ لاصطحابه الى المستشفى
تفاجأت كثيرا هندما رأت الغرفة غارقة في الظلام , يبدو أن العاصفة قطعت التيار الكهربائي , فضغطت على زر الكهرباء , فأضيء النور بشكل طبيعي , هذا أمر غريب ! آنيا لا تطفئ النور بهذا الوقت المبكر .
وجدت مريضها ممدا على أحد الأسرة و عيونه مغمضة دو نائما , على الأقل هو لا يتألم كثيرا ز
- مساء الخير , أنا الآنسة كارول , ما الذي يؤلمك ؟ رفع المريض حاجبيه و حدق بايف بنظرات مخيفة , , فحبست الفتاة صرختها , هذا الرجل لا يبدو مريضا . ما معنى كل هذا ؟ و اجتاحها خوف كبير عندما رأت ابتسامة الرجل الساخرة .
- آنيا! صرخت ايف بأعلى صوتها , ولكنه لم تسمع جوابا ,شيء غير طبيعي يحصل هنا , فهربت إلى المطبخ , لا أحد , لماذا آنيا ليست موجودة ؟ قد يكون أصابها مكروه !
تقطعت أنفاسها و ظلت بدون حراك للحظات , إنها وحدها في هذا المكان المعزول مع غريب مخيف , و اندريس لم يعد بعد !
فجأة سمعت خطوات جعلتها تنتفض , انه يبحث عنها , ماذا سيحل بها إذا وجدها , وأخذت ترتعش , يجب أن لا تستسلم للخوف و ان تواجه مهاجمها . عندما ظهر على العتبة أمامها , تنفست بعمق , البوموه! كيف لم تتعرف عليه ؟ لم يكن يضع قناعه و عقده , فتحدته بنظراتها للحظات طويلة .
- ماذا تفعل هنا ؟ سألته بصوت قوي .
لأنها كلمته أولا , فقد كل توازنه بسرعة , يبدو أنه كان جبانا و لن يحاول شيئا معها .
فجأة , ضحك ضحكة شيطانية , و سحب من جيبه سكينا لوح به تحت أنف الفتاة , ولكن لم تكن قروية ساذجة , فتابعت النظر إليه بتحد دون أن ترمش , فصرخ كالوحش الكاسر و قفز و هرب راكضا , فتبعته إلى الخارج و رأت خياله يبتعد....
هذا المشهد أصابها بتوتر شديد . فعادت إلى المطبخ , وسكبت لنفسها كوبا من الماء , وشيئا فشيئا , عادت دقات قلبها للانتظام فصعدت إلى غرفتها واغتسلت .
عندما عادت إلى الصالون شعرت بأن المكان أكثر فراغا , يا الهي كم تحتاج لاندريس ! فجأة تجمد الدم في عروقها , لمحت على أحد الأسرة لعبة من القماش صفراء , مغروزة بالدبابيس ,البوموه هو أيضا !لقد وقع حكما بالموت عليها , فأجهشت ايف بالبكاء , وأخذت ترتجف , لا, لا يجب أن تنهار , فجمعت كل شجاعته و رمت اللعبة على الأرض , وبنفس الوقت سمعت هدير سيارة بالخارج , فاختبأت و استعدت لمواجهة أي طارئ , بعد لحظات دخل اندريس ووجدها تقف خلف أحد الأسرة .
- ايف ! ماذا حصل؟
- أوه اندريس! هذا أنت !الحمد لله....
ضمها الطبيب بين ذراعيه كما يضم طفلا صغيرا .
- هيا ايف لا تخافي , أنا هنا الآن . و فجأة لمح اللعبة مرمية على الأرض .
- البوموه ! آه فهمت كل شيء .........قال غاضبا
- كم أنا سعيدة برؤيتك , اندريس
- هل تعرض لك ذلك ال.........
- دعنا منه الآن ....أنا متأكد أنه لن يزعجني بعد الآن.
نهاية الفصل الثالث


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس