اصدرت الطارة صوتا خفيفا مثلما تفعل الطائراتعادة عندما تحط ,حاولت هيلين ان تسترخي في مقعدها لكنها وجدت ذلك مستحيلا لانها كانت متوترة جدا.
غادرت الطائرة مع بقية المسافرين وعندما انتهت من الاجراءات الروتينية تنهدت بارتياح فقد اصبحت حرة الان لتبحث عن ابيها.
فتشت بين الحشود بتلهف لابد ان يكون في مكان مافقد ارسلت برقيتين تخبره بموعد قدومها لقد مر اكثر من عام على رؤيتها له لكنه اخبرها في الرسالة بانه سيكون سعيدا جدا اذا عادت الى الوطن.
لكن لخيبة املها رات شريكه ستاين ماديسون يقترب منها يبدو كعادته قادرا على حكم العالم ,شحبوجهها فكادت هيلين ان تستدير وتهرب لكن قبل ان تتحرك كان يقف امامها وقلبها يدق بعنف .
وكانه عرف ماجال بذهنها امسك ذراعها بسرعة .
_اهلا هيلين (قالها بهدوء.)
كان صوته ناعما لكن هيلين تساءلت لماذا هي وكان افعى ستلدغها الان .
الم تذهب الى فرنسا لتتخلص من مشاعرها القديمة العدائية .؟
لكن هروبها لم يجد نفعا ويبدو ان ذلك كان مناسباجدا لستاين فلا بد انه كان سعيدا بذهابها خاصة بعد شجارهما الاخير عندما اخبرته كم تحتقره .
عيناه الرماديتان تاملتها ببرود :
_ربما لم يجب علي ان ابتعد كل هذه المدة .
تمنت هيلين لو انه لم يبدو طويلا وقويا هكذا فبطريقة ما كان ستاين يشعرها انها صغيرة وضعيفة .
_انا لم انوي ابدا الابتعاد.
لم يظهر على ستاين انه سمع نبراتها الحانقة .
_الوقت عادة يمر بسرعة عندما يكون الانسان متمتعا.
بدات بالحديث بانها كانت تعمل ولم تتمتع بوقتهالكنها توقفت لن يصدقها ولن تلومه لكن بدلا من ذلك قالت :
اجاب باختصار حاملا حقيبتها.
صعدوا الى السيارة فاطلقت تنهيدة ارتياح .
وربتت على فرش السيارة الفخم .
_متى استطعت امتلاك سيارة كهذا !
قال باقتضاب مركزا على الخروج من المطار.
تنهدت هيلين فلقد حاولت تلطيف الاجواء واملت بان يتجاوب معها.
نظرت باضطراب الى وجهه القاسي وحاولت منع نفسهامن الشعور بهذه الغربة.
سالت فجاة متسائلة ماذا كان هذا هو سبب وجود ستاين.
طمانها لكنه لم ترتح ملامحه ابدا.
فقررت هيلين ان لاتساله اية اسئلة اخرى حتى يستطعون الخروج من زحمة السير الخانقة هذه.
تفحصت وجهه بعناية بينما هو ينظر امامه لانهااحبت ابيها وستاين هو بمثابة الابن الذي تاق له دائما قررت ان تتقبله اخيرا .
ليس الامر سهلا لكن اذا اعتذرت عن الاشياء التي التها فبالتاكيد سيضطر لدفن الاحقاد ؟او ربما يكون مليئا بكبرياء غير متسامح لكن اذا اقترحت انهميجب ان يبداوا من جديد فلا ترى اي سبب للرفض خابت افكار هيلين الحالية حين استعادت ذكرى اليوم الذي اخبها فيه ابيها انه سيتخذ شريكا له.
_ستاين رجل شاب ذا سمعة قوية في مجال عملنا نحن بحاجة له.
_لااستطيع التكلم عن السيد ماديسون ياابي .
_لكن بالتاكيد لسنا بحاجة لاحد!
_لقد فكرت في الامر منذ مدة وستاين هو الرجل الذيكنت ابحث عنه هو في سن الرابعة والثلاثين وربما متعجرف لكنه ماذا يريد والى اين يذهب.
_ساخبره الى اين يستطيع الذهاب اذا تجرا واتى الى هنا !
صرخت هيلين بكل اندفاع فتاة في عمرها.
بدا لستر مجفلا وقلقا وتابع:
_قريبا ستتعودين على الفكرة وليس من عندك انتكوني غير منطقية بالاضافة ان الامر قد سوي وسيبدا الاسبوع المقبل لذلك ليس من الضروري انتاتي بعد الان بامكانك البقاء في اوكفيلد وتتعلمين كيفية ادارة المنزل ,فلقد هجرناه بما فيه الكفاية,منذ وفاة امك عند ولادتك.
غرقت هيلين في الكرسي المواجه لمكتب ابيها ,هلجنت هي ام الكل اصبحوا مجانين ؟لقد اتت للشركة مباشرة من المدرسة ,ولم تعمل سوى لستة اشهر,لكنها صممت ان تتعلم كل شيء حتى تستطيعاخذ مكان ابيها والان يخبرها انه لاحاجة له بها !حسنا لن تجعله يرميها بهذه السهولة !
_فكرتك ام فكرة السيد ماديسون.
لم تصدقه عرفت من احتقان وجهه انه لم يكن يقول الحقيقة عقدت هيلين يديها وحدقت به.
_عندما اكون خارجا بعيدة عن الطريق سيكون من السهل عليه التخلص منك ايضا انت تحتاجني هنا لاراقبه.
_لماذا انت متكتم هكذا اعرف اني وافقت على البدء من الاسفل فلا اسمع الكثير عما يجول في الادراةلكنك لم تطلب مني ابدا مقابلته ! كان بامكانك التلميح لي عما كنت تفكر به؟
_السيد ماديسون لم يرد اعلان ذلك .
اجاب لستر بملامح عنيدة اظهرت بوضوح انه ليس لديه فكرة عن الجرح الذي يسببه لابنته.
_سيعلن الان ,اذا ماذا املت ان تحقق ؟بصراحة انا لا احب السيد ماديسون هذا .
بدا لستر تعيسا لكن متشوقا وتابع:
_يريد مقابلتك في اقرب فرصة ممكنة بعد ان تم كل شيء الان .
تجاهلت قول ابيها الاخير وصرخت بمرارة .
_اعرف انك كنت تاسف دائما لاني لم اكن صبي لكن ليس عليك نبذي .
اصر لستر بنظرة غير صبورة الى وجه هيلين الابيض وتابع:
_اظن انه من الافضل وجودك في البيت لو انك متعقلة قليلا لرايت انك لم تخلقي ابدا لتكوني سيدة اعمال.