عرض مشاركة واحدة
قديم 24-06-16, 09:23 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع / لــقــاء مــع كـــريـــس
مضت الساعات و الأيام متثاقلة....جاكلين تنتظر قدوم كريس و فى نفس الوقت حفل عيد الميلاد الذى لم تعد شغوفة به خاصة بعد وفاة أمها و أبيها اللذان كانا يحتفلان بالعيد معها....كانت كريس الشقيقة التوأم هى الأهم الآن...و لكن الوقت يأبى أن يمر .
سعدت عندما كلفها المستر ناش كامبيل بأعمال كثيرة كفيلة بتمضية الوقت و كسر حدة الرقابة و الملل الذى تعانى منه بعد نفاد صبرها فى انتظار يوم الأربعاء...يوم قدوم كريس.
كانت تلك الأعمال تتلخص فى أخذ صغار الأيائل المولودة حديثاً إلى الحقول الخاصة بكل منها...كان هذا العمل يقتضى تواجدها بالخارج وسط المزارع طوال اليوم و لما حانت أيام الاثنين و الثلاثاء كانت مشغوليات العمل قد خفت و ولت القطعان و لم يتبق سوى قطيع يوم الثلاثاء و بذلك أصبح يوم الأربعاء خالياً بدون عمل سوف تقضيه جاكلين فى المنزل من أجل لقاء كريس....قطع عليها المستر لين مدير المزرعة شرودها و فاجأها قائلاً:
ــ المستر ناش يطلب منك إرسال آخر قطيع يوم الأربعاء صباحاً!
ــ أهو طلب ذلك...يا له من إنسان عجيب يا له من....
اندفعت جاكلين تجرى إلى المستر ناش فى غرفة الكمبيوتر...و نظم حواسب المزرعة...وما أن دخلت كالعاصفة عليه...خلعت القبعة و ألقت بها على مكتبه فتطايرت الأوراق من أمامه....حاول استوضاح غضبها و لكنها أسرعت تصرخ فى وجهه قائلة :
ــ أنت تريد خداعى مرتين....ما معنى أرسالى إلى المزرعة يوم الأربعاء و هو يوم عودة كريس؟
ــ أنا.....
ــ أنك تحتقرنى و تسخر منى !
ــ أهدائى...بإمكانك انجاز عملك و العودة بسرعة....لا تقلقى لن تفوت عليك الفرصة!
ــ كيف....هل يمكنك اخبارى ؟
ــ أن القطيع صغر العدد قوامه خمسون رأس و سوف يستغرق ذلك منك خمس ساعات فقط ثم ستكونين فى فراغ بقية اليوم.
وجمت جاكلين لا تدرى ماذا تقول....قطع صمتها المستر ناش قائلاً:
ــ أردت أن اشغل وقتك فى الفترة الصباحية بدلاً من المكوث فى عد و حساب الدقائق و الساعات و حرق الأعصاب .
أدركت جاكلين أنها كانت مخطئة....ألقت بيديها فوق المكتب تحاول أن تخفف عن قدميها حمل جسمها فانسدلت خصل شعرها كالستارة المتهدلة تُخفى جزءاً من وجهها و قالت بصوت منكسر :
ــ أنا آسفة ...لقد فهمت بطريقة خاطئة !
ــ كلا... لقد صارت عادة لديك أن تشكين فى النوايا و المقاصد و تفترضين سوء النية...لقد قررتى بأنى غول....مارد يريد أن يحول بينك و بين رغبات قلبك.
لفت جاكلين رأسها لكى تلقى بشعرها وراء ظهرها فتلاقت عيناها اللامعتين مع عينى المستر ناش و عندها قالت :
ــ لا أظن بك السوء...لكنك يجب أن تلتمس لىّ العذر فى سوء التفسير وفهم أوامرك.
ــ أنا لا أريد إبعادك عن كريس ....حتى المرة السابقة لم أقصد إبعادك عنها...اللعنة على الظروف التى جعلتك تتصورين أشياء فى مخيلتك ليس لها أساس على أرض الواقع....أعلمى أننى لو تركتك تفعلين ما تشائين فأن ذلك سيصيب أناس أبرياء بالجراح و الآلام .
كانت جاكلين قد أصابتها الجراح فعلاً
ــ أعلم أننى أتفهم ظروفك و أقدر التزامك و مشغولياتك....فلماذا لا تحاول أنت أيضاً أن تفهم ظروفى و تقدر مشكلاتى؟!
عندها نهض ناش واقفاً و قد اصابه الغضب بثورة امتدت برعشة إلى كل أطرافه فقال:
ــ أعتقد أننى فعلت ذلك عندما رتبت جدول أعمالك لهذا اليوم... هل هذا هو جزائى؟
أحست جاكلين إنها أخطأت للمرة الثانية حاولت الاعتذار و لكنه استطرد فى غضب قائلاً :
ــ أنا لن أضيع وقتى بعد ذلك فى مراعاة لظروفك!
ــ أرجوك....لا تفعل....لقد حاولت الاعتذار لك ثانية....ماذا بقى أنا أفعله!
ــ يجب عليك أن تثقى بى ثقة عمياء!
ــ لم يحدث و لو مرة أن فقدت الثقة بك !
ــ حتى و أنت تكيلين لىّ الاتهامات تلو الأخرى و تقذفينى بأبشع الأوصاف ؟
ــ اعذرنى...هذا اليوم عسير علىّ.
ــ ليس عليك وحدك....بل علىّ أنا أيضاً!
ــ أن اليوم أشبه بجلوسى فوق قنبلة موقوتة !
ــ أنا أيضاً صمام هذه القنبلة التى سيؤدى انفجارها إلى كارثة محققه!
اقتربت الدموع من عين جاكلين من عين جاكلين فأحس ناش بها فأسرع قائلاً :
ــ أذهبى الآن جاكلين لقد تحملت ما لا طاقة لك به...أذهبى إلى المستر لين.
كان المستر ناش كامبيل محقاً....فهى من داخلها كانت أشبه بزنبرك المنبه الذى أمتلأ باللف حتى صار لا يسمح بأى لفه أخرى و إلا أنفجر و تناثرت مكوناتها فى كل صوب و ناحية...أما هى فقالت :
ــ أنا فعلاً متوترة و عصبية هذا الصباح ...أرجو المعذرة!
و اجتاحت غرفة المكتب عاصفة هادئة....ابتسم ناش ابتسامة داعبت كل تقاطيع جسد جاكلين و قال :
ــ لقد غفرت لك و سامحتك يا جاكلين و لن نعود إلى ذلك مرة أخرى.
استفسرت جاكلين أحاسيس ناش الملتهبة....فتحركت عواطفها و احتدت النيران فى كل أطراف بدنها فقالت فى نعومة و رقة:
ــ نـــاش....
نظر إليها و أدرك مقاصد ما ترعى إليه و أحس بما يختلج أنفاسها من توهج و التياع....هم يقبلها إلا أنه سيطر على انفعالاته و أمسك بكلتا يديه فى المكتب و قال فى صوت خشن يثير الأعصاب :
ــ هيا....أخرجى الآن جاكلين!
ــ و لكننى كنت أود...
ــ بحق الآله..هيا أغربى عن وجهى الآن !
انصرفت جاكلين من أمامه علمت أن مكوثها لن يفيد كثيراً فى هذه الساعة.... ربما أنقلب الأمر إلى ما لا يحسن عقباه....سلكت الطريق البعيد حول المكتب لكى تتحاشى أدنى اتصال أو احتكاك به كما لو أن كان أدنى استفزاز كفيلاً بإتلاف السيطرة الواهية الهشة التى يفرضها على نفسه و عليها .
ـــــــــ
ما أن خرجت من الباب حتى تنفست الصعداء و تنهدت تنهيدة عميقة ثم لجأت إلى الحائط تستند عليه...لاذت بالحجارة الصماء و كأن لسان حالها يشكو لها مما تلاقى و تكابد....
ما لم تفهمه هو لماذا صمم ناش على طردها و قد كان يشعر بكل ما شعرت به و كان على يقين من هذه الحقيقة إلا أنه رفض الإذعان لمشاعره الجامحة التى اعترته....تساءلت و كررت السؤال على نفسها لماذا فعل ذلك؟!
أيقنت جاكلين أن التصرف الذى قام به ناش لم يكن عادلاً بأية حال...أحست بالمرارة تعتصرها...أنه رجل من الممكن أن تقع فى حبه...ربما وقعت فى حبه بالفعل إلا أنه رفضها حتى قبل أن يعرفها معرفة حقيقية...بمرور الوقت وجدت نفسها مستعدة للحاق بالمستر لين و القطيع المتبقى و سائر العاملين بالمزرعة لكى يسوقوا الأيائل إلى الحقول....حينذاك سألها لين :
ـــ هل تحدثت مع الرئيس؟
ــ أجل هو يريدنى أن أقود أخر قطيع إلى مكانه.
ــ تشجعى يا جاكلين سوف ينتهى كل شئ بسرعة.
كان هذا عين ما تخشاه جاكلين إذ أنها تحققت حين ركبت وراءه على ظهر الخيل أن الوقت يمر....و أن إقامتها سوف تأتى إلى غايتها عاجلاً أو آجلاً و عندها لن يبقى أمامها سوى العودة إلى ولاية تكساس الأمريكية و تترك جزءاً من أحشائها وراء ظهرها...وهو الجزء الضارب بجذوره فى تربة استراليا....أحست أنها فى حاجة إلى أن تجهش بما صدرها لأحد تثق به ...إلا أنها لم تجد حولها من تعهد إليه بأسرار نفسها و مكنون صدرها .
استغرق منها العمل اربع ساعات كاملة و حينذاك أمرها المستر لين بأن تترك صغار الأيائل كل ستة مع بعضهم البعض فى حظيرة بمفردهم مع كبار الايائل حتى يتعرفوا على أمهاتهم...قال لها:
ــ لن تعرفى من هو وليد الأيائل إلا عندما ترينها ترضعه.... فالأم لن تطعم إلا الصغير الذى ولدته فحسب دون سواه !
كانت كلمات لين هى التى حركت مشاعر جاكلين من جديد ... تذكرت أمها التى لم ترضعها قط بل فرطت فيها منذ اربع و عشرين عاماً....انتهت جاكلين من العمل مع رفاقها و وجدت أن ملابسها قد اتسخت و صارت فى حاجة إلى الاستبدال . دعاها زملاءها لتناول طعام الغداء معهم...أسرعت بدون تفكير و جلست بينهم على المائدة تتناول الطعام و لكنها التفتت لتجد من يقول لها :
ــ هل تسمحين لىّ بالجلوس إلى جوارك ؟
كان ذلك هو صوت المستر ناش كامبيل الذى جذب أحد المقاعد ليجلس دون أن ينتظر الرد منها و عندما أستقر قال :
ــ لقد تأكدت أننى قد أسديت لك صنيعاً عندما كلفتك ببعض العمل هذا النهار حتى أزيل عبء الانتظار الممل و نفاذ الصبر لحين قدوم كريس.
ــ نعم....و أشكرك جزيلاً
بعد أن فرغا من تناول طعامهما....انتظر المشروب الذى اعتاد الاستراليون شربه بعد تناول الغداء و بينما هما جالسان استشعرت جاكلين أن بقية الزملاء فى العمل ينظرون إليها و إلى المستر ناش نظرات عجيبة...ففهمت أن هذه ليست عادة المستر كامبيل أن يتناول الطعام فى المزرعة مع أحد....وأنها إذا كان فعل ذلك فإن ذلك كان أكراماً لها...و أيضاً معنى ذلك تميزاً لها عن سائر العمال بالمزرعة...شكرت له ذلك الصنيع فى نفسها...أما هو فلم يعبأ بشئ مما كان يدور بخلدها...قال لها فجأة:
ــ هيا بنا جاكلين إلى المنزل...أن كريس ستصل بعد قليل . لقد أرسلت أحد العاملين لكى يلتقطها من محطة الوصول...كما أنه يجب عليك أن تصلحى من شأن هندامك و ملابسك .
ــ أصحيح هذا...هل تمزح أو تقول الحقيقة؟
ــ لست أمزح فى مثل هذه الأمور الجادة !
ــ أشكرك...لقد أسديت لىّ صنيعين معاً فى يوم واحد.
ــ حتى تقدرى مدى اهتمامى بك !
ــ أخشى أن اعتاد على ذلك .
ــ هل أيقنت الآن انك أخطأت فى بعض تصوراتك عنى؟
ــ أجل...و لكن...!
ــ لا تقولى لكن و إلا ندمت على لحظة الضعف التى حملتنى على فعل كل ذلك معك!
لما وصلا إلى المنزل انطلقت جاكلين إلى الحمام لتأخذ حماماً سريعاً...غيرت ملابسها فى غرفة نومها....تأملت نفسها جيداً فوجدت أن وزنها قد نقص عدة أرطال فقالت فى نفسها "لا بأس"....هذا الأمر لن يضرها كثيراً بالطبع ...راحت تتدبر و تنظر ما عسى كريس ستتقبلها أم لا؟ خرجت جاكلين من غرفتها و توجهت تهبط الدرج للذهاب للقاء كريس فوجدت أن الجميع قد تجمعوا فى غرفة المعيشة المجاورة للمطبخ...شاهدت امرأة تجلس إلى جوار المستر ناش...هى بالتأكيد أختها المفقودة كريس... هكذا اعتقدت جاكلين...شعرت بخفقة خفيفة فى قلبها و لما هبطت أكثر سمعت أنها تضحك على شئ ما قاله ناش .
قاومت جاكلين شعوراً جارفاً بداخلها حثها على الطيران و الانطلاق إلى حيث تعانق توأمها كريس و لكنها مارست عدة ضغوط للسيطرة على نفسها و مشاعرها قد تندم عليها بعد ذلك...
اقتربت رويداً... رويداً لتكتشف أن كريس ذات عيون رمادية و شعر طويل يتهدل فى انسياب على كتفيها مما زادها بهاءاً و جمالاً...أنفها صغيرة أنيقة أما فمها لطيف و كريم الطابع هى ليست كبيرة الشبه بها إذن.
و لكن الشئ الأكثر بروزاً و الذى أثار انتباه جاكلين كانت تلك اللفتات و الحركات و الالتواءات المميزة التى تأتى بها كريس هى ما نفسها ما تفعله جاكلين.... قالت فى نفسها "لقد صدق ناش !"
عندما اقتربت جاكلين أكثر علمت أنها الآن سوف تلتقى بشقيقتها دما و لحماً كريس....هذا الأمر جعل فكرها يخامره شعور خفى بالطمأنينة و الراحة و الرضا فتقدمت إلى توأمتها بخطى ثابتة.
عندما سمعت كريس وقع أقدام جاكلين تتجه إليها و إلى المستر ناش نهضت و توجهت إلى جاكلين لملاقتها فقد استبد بها الشغف و الشوق إلى رؤيتها و التعرف عليها و هنا جاء دور مستر ناش فقال :
ــ أقدم لك اختى كريس.
أحست جاكلين أن المستر ناش يؤكد و يضغط على كلمة أختى....ثم قال ثانية:
ــ أقدم لك الآنسة جاكلين ماكيفى المتدربة الزراعية القادمة من تكساس فى إطار برنامج التبادل العلمى لطلاب الكليات الزراعية و الذى تنظمه الكليتان الزراعيتان فى امريكا و استراليا من خلال الرابطة الدولية الزراعية حينئذٍ قالت جاكلين بنبرة أمريكية مميزة لأهل تكساس :
ــ مرحباً بك يا كريس
وردت كريس قائلة بنبرة استرالية :
ــ أهلاً و سهلاً بك
حاولت كلتاهما الانخراط فى المزيد من الكلام خاصة و أن جاكلين مدت يدها لمصافحتها فأطلقت كريس يدها لترحيب بيد الأخرى و ابتسمت ابتسامة عريضة.
أحست جاكلين بحرارة و دفء لم تخطئه مشاعرها إلا أن المستر ناش كان يحوم حولهما يحاول أن يتحاشى أى خطا يبدر من أى منهما...تضايقت جاكلين و أحست أن ناش أصبح مثل الشيطان الذى يرغب فى الانتقام من الذين يسخط عليهم فصاحت تخاطب كريس :
ــ أخبرنى ناش أنك طيارة ماهرة!
ــ هذا صحيح, أنا أطير عبر البلاد كلها و أزور كافة بقاع الأرض من مدن و سهول و وديان و أحمل معى على الطائرة البريد و الطعام ليتم نقله بين الأقاليم.
ــ أن من تقوم بمثل هذه المهام الشاقة لابد أن تكون عبقرية فى الميكانيكا و هندسة الطيران!
ابتسمت كريس و قالت :
ــ لم يأت ذلك إلا بالتجارب و العمل الطويل.
ــــ
بدت كريس ذات أنوثة طاغية...جميلة ممشوقة القوام....فاتنة تخلب الأبصار على خلاف ما كان يصورها ناش على أنها امرأة خشنة بعد أن اعتادت على التعامل مع البضائع و الطرود الثقيلة ....
و حينما أثارت جاكلين هذه المسألة مع كريس ابتسمت الأخيرة و قالت :
ــ نحن نريد المساواة مع معشر الرجال....تذكرى أننا الطيارات كنا من بين الرائدات فى إنجاز هذه المساواة.
تلقت جاكلين المشروب الذى قدمه لها المستر ناش وراحت ترتشف منه رشفة تلو الأخرى ثم قالت لـ كريس :
ــ بذلك أن تجعلين من الطائرات....خيول!
ــ هذا ما اعتدت عليه لقد ولدت طيارة بطبيعتى
فجأة تذكر ناش شيئاً ما فقال لـ كريس :
ــ و ما هى أخبار فيكتور ؟
ــ فيكتور بخير.
ثم وجهت كريس كلامها إلى جاكلين وقالت:
ــ بالمناسبة, فيكتور هو النمر الذى أحبه و أخذه معى فى كل رحلاتى الجوية.
ــ رائع....ألا تخافين منه؟
ــ كلا.....على الرغم من تحذيرات ناش لىّ ليل نهار!
هنا تدخل ناش فى الحديث ثانية قائلاً
ــ و هل أبداً تستمعين إلى كلامى....أنك عنيدة و صعبة المراس و لا تطيعين أوامرى مطلقاً!
أنطلق ثلاثيتهم يضحكون ثم قالت جاكلين :
ــ فى هذه الحالة الأمر يشبه علاقتى بشقيقى جون فأنا لا أطيع له أمراً....فهو يصغرنى لذلك تنقلب الأحوال و يصبح هو من يطيع أوامرى.
زادت ضحكات ثلاثيتهم....إلا أن المستر ناش تململ و صار قلقاً مترقباً خشية أن يتطور الحديث إلى كشف شئ من الأسرار التى يحاول جاهداً إخفائها....تمنى من كل قلبه لو أنه تمكن من إنهاء هذه المقابلة بأسرع وقت ممكن.
أما جاكلين فقد كانت على النقيض...تضحك...تأمل لو ان هذا الحديث الشيق مع كريس امتد إلى أبد الدهر....سألت كريس جاكلين قائلة :
ــ كم من الوقت سوف تمكثين هنا فى فيريندا؟
ــ قبل الحادث الذى تعرض له المستر بيل كايس كان مقرراً لىّ ستة أشهر , أما الآن فلا أعلم...عموماً الأمر أصبح بيد المسئولين !
ــ الحمد لله أنك ستكونين معى هنا لتحضرى عيد ميلادى ... ستكون فرصة طيبة للقاء جميع من فى المقاطعة و سوف ندعو بعض المتدربين من الرابطة الدولية الزراعية.
ــ متى سوف يكون يوم الحفل؟
ــ بعد أسبوعين؟
ــ و لكن ....هذا عيد ميلادى أيضاً!
لحظة واحدة وأدركت جاكلين أنها قد ارتكبت خطأ فادحاً غير معروف العواقب....لم تكن بحاجة إلى نظرات المستر ناش كامبيل التى خرجت كالشرر المتطاير المتقد من عينيه إلا أنها على الجانب الآخر التفتت لتجد أن كريس صارت فى سعادة بالغة قائلة:
ــ هذا سيكون رائع! سوف نجعل من عيد ميلادى حفلتين , ما رأيك يا ناش؟
قال ناش بحدة و تجهم :
ــ ذلك لو استمرت جاكلين معنا حتى ذلك الحين !
ــ أوهـ...سوف تستمر معنا, أليس كذلك جاكلين؟
ــ أظن ذلك , بالمناسبة أرجو منك أن تنادينى بـ جيك ,هل تسمحين بذلك؟
ــ بالطبع!
شعرت جاكلين بالصدمة...ذلك أن المشاركة معا فى حفل واحد هو آخر ما تمنته أو توقعته...أن العاقبة بالتأكيد ستكون وخيمة....فقد تجذب هى و كريس انتباه الحاضرين إلى أوجه التشابه بينهما و من ثم تنكشف القرابة بينهما...أما كريس فقد قفزت طرباً و فرحاً و قالت :
ــ سأتوجه الآن لكى أفرغ حمولة ما أتيت به من أشياء...لقد أحضرت لك البيرة التى تحبها ناش...أما أنت جيك أنا أحب الشمبانيا فما رأيك؟
ــ و أنا كذلك أحب الشمبانيا !
لكزت كريس أخاها ناش فى جنبه بمرفقها قائلة :
ــ أليس هذا عظيماً ؟ أنا و جيك مشتركتان فى المولد و الذوق ....أراهن أن هناك الكثير من أوجه الشبه بيننا!
نهضت كريس و انصرفت لشأنها...تفكرت جاكلين فى الأمر فوجدت أن ناش كان على حق من مخاوفه , نظرت إليه فوجدته مضطرباً و قد غرس أصابعه فى شعر رأسه و أخذ يفكر عصبية , كيف سيخرج من هذا المأزق الذى سببته له الفتاة المتهورة جاكلين ,حينذاك نظر إليها فوجدها تقول :
ــ لا بأس! سوف أتمارض فى ذلك اليوم !
ــ أن ذلك لا يجدى و قد سبق أن قلت لك أنها عنيدة و سوف تصر على تنفيذ ما فى ذهنها و لديها مقدرة على أن تنقل الحفلة كلها إلى فراشك!
ــ إذن...ما هو الحل ؟
ــ الحل أن أكون إلى جوارك طوال الوقت لكى أمتص كل ما يصدر عنك من حماقات طائشة.
ــ بمعنى آخر....فستكون حارسى فى ذلك اليوم !
ــ هل لديك خيار آخر؟
ــ لا....كما تشاء!
تصنعت جاكلين الطاعة و أخفت عنه ما يدور بداخلها من حنق و سخط عليه...عاتبت نفسها قائلة كيف حدث أن مالت و انجذبت بنفسها إلى ذلك الوغد ؟! حاولت الانفجار باكية و لكنها فضلت أن تصطنع ابتسامة زائفة على شفتيها .
نهاية الفصل الرابع


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس