عرض مشاركة واحدة
قديم 24-06-16, 09:31 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس /
رؤيـــا مــــزعـــجـــــة
وصلت السيارة إلى المنزل فتح المستر ناش باب السيارة ليخرج و صاح المستر لين يخاطب جاكلين :
ــ هل هو على ما يرام يا جاكلين؟
رد المستر ناش بابتسامة ساخرة قائلاً:
ــ كان عليك أن تخاطب صاحب الأمر , أنا لا زلت بين الأحياء حتى الآن...
تهلل وجه المستر لين مبتسماً و صاح:
ــ يا بركة جميع القديسين...حمداً لله....فى لحظة وقوعك طاش صوابى و لم أدرى ماذا أفعل؟ لقد كلفت الطبيب المستر جالين بالسهر على راحتك!
ــ لا أريد عوناً من أحد و لا حتى منك أنت.
انضمت لهم جاكلين خارج السيارة لمساعدة ناش على الهبوط...قالت وقد بدا التأثر فى عينيها :
ــ كان عليك يا ناش أن تقدر حدوث ما حصل قبيل المغامرة و خوض المعركة
كانت جاكلين فى كل مرة توقفت فيها فى الطريق لتتفقد الرباط التى ضمدت به الجرح تكتشف أن الدماء الجديدة تنزف و لذلك استقر رأيها على أن يراه أحد الأطباء حتى تستطيع أن تهدئ من أعصابها المنهارة و تسكن نفسها قليلاً و لما أقدمت تساعده أبعدها جانباً و قال لـ لين :
ــ هل أمسكتم بهؤلاء اللصوص الصغار؟
ــ للأسف لم أتمكن من ذلك...لقد كانت معهم عربات عجيبة تستطيع السير بسرعة فى أسوأ الطرق والمنحنيات إلا أنى تمكنت من التقاط أرقام هذه العربات و هى معى الآن.
ــ هذا سوف يفيد مع الصورة التى التقطتها جاكلين فى الكشف عن الجناة و ضبطهم.
ــ هل كان هذا الضوء الذى رأيناه هو فلاش الكاميرا يا جاكلين؟
ــ أجل , و أنا الآن عندى صورة للشخص الثالث الذى طعن المستر ناش
ــ هيه , ما أروعك يا جاكلين!.
و دخلا إلى غرفة مكتب المستر ناش , كان الطبيب فى انتظاره هناك و هو بعد قد أخرج أجهزته الطبية استعداداً لإجراء جراحة سريعة للمستر ناش على أن يتم علاج الجرح فيما بعد علاجاً جذرياً و حتى لا تتلوث فى الوقت الراهن خاصة و ان الحفل مستمر و الليل قد حال دون نقله إلى المستشفى .
و بدأت العملية الجراحية و للمستر ناش , اكتشفت جاكلين أن أمامها وقتاً يوازى وقت علاج المستر ناش أرادت أن تستغله فى الاغتسال و تغيير ملابسها . فتوجهت إلى الحمام لتكتشف أن ملابسها صارت قذرة و متسخة بالأوحال و لطخات الدم الصادرة من المصدر ناش فهالها المنظر , فاغتسلت و ارتدت مرة ثانية ملابس الحفل و ما كادت تخرج من الحمام لتدخل غرفتها حتى تبعتها كريس ,فلما رأتها سألتها جاكلين :
ــ هل لاحظ أحد من المدعوين بالحفل غيابى أنا و ناش؟
ــ نعم, و سألونى عنكما فأخبرتهم بأنكما قد توجتهما معاً إلى الكنيسة الجنوبية لعقد القران تمهيداً للزواج.
ــ كلا...لا....لماذا فعلت ذلك؟
ــ حتى تصير المسألة على ألسنة القوم و تصبح الشغل الشاغل لهم و تتحول شائعة ترتد مرة ثانية إلى ناشى لتضرب بقوة فى ذهنه حتى يفكر ملياً فى أمر الزواج منك فى هذه المرة, ذلك أنه عازف عن الزواج.
ــ لقد علمت أن السبب هو ما حدث لأمك بسبب حبها لأبيك حينما مرضت لموته.
ــ تماماً فهو يخشى تكرار المأساة
ــ هل علمت ما الذى أصاب أخاك فى خلال الساعتين اللتين غادرنا فيهما الحفل؟
ــ نعم, لقد أخبرنى المستر لين باقتضاب.
ــ لقد أصابه أحد اللصوص بطعنة فى فخذه , فتألمت كثيراً له....
ــ هونى عليك فهو الآن يتعالج و سوف يشفى عما قليل .
ــ ما رأيك فى موقفه من سوزان؟
ــ هو لا يحبها,و لا يفكر بالزواج كما تعلمين
ــ هل سبق لك الزواج كريس؟
ــ كلا...و لكنى لن أفعل مثله. أنا بحاجة إلى إنسان أسكن إليه و أركن إليه أشكو له همومى و يخفف عنى و أخفف عنه . هل تعلمين جاكلين أنى أختلف مع أخى فى هذه الناحية و كثيراً ما أشعر بأنى غريبة عن العائلة فى أشياء كثيرة . حيث أنى حينما كنت طفلة لم ألق الدلال و المعزة التى لاقاها أخى مما جعلنى أشعر بأنى غريبة عن هذه العائلة أو أنى لا أحظى بما يليق بى من حفاوة و ترحيب , و لعل هذا هو الذى جعلنى أظن أنى حينما ولدت قد تبدلت خطأ بطفلة أخرى , فجئت أنا إلى هذه العائلة و ابنتهم ذهبت إلى عائلة أخرى.
لم تعرف جاكلين ماذا تقول لـ كريس ذلك لأنها أحست بنفس المشاعر فى الطفولة , و لكنها كانت تعوز ذلك إلى أن كل طفل فى تلك المرحلة يحس بنفس المشاعر و الأحاسيس و لذلك لم تبتئس كثيراً من ذلك الشعور و قالت:
ــ أنا أتفهم مشاعرك هذه جيداً كريس.
ـ أنا أرتاح فى حديثى إليك يا جاكلين مما يجعلنى أفضى إليك باسرارى التى ربما أخفيها حتى عن أخى ناشى و عن أمى لأنى أعلم أنها سوف تدهش و تصدم عندما أصرح لها بكل ما يعتمل بداخلى من مشاعر و أحاسيس و لذلك فإنى أجد فيك يفهماً لهذه الخلجات يا جاكلين و ربما لأنى كبرت و لىّ أخ شقيق بدون أخت شقيقة أستطيع أن أفضى إليها بمشاعرى , بما كان ذلك هو السبب.
خامر جاكلين شعور بعدم الارتياح لما قالته كريس و حاولت تفادى التحدث فى هذا الموضوع خشية أن تحنث بعهدها لـ ناشى بكتمان الأسرار.
فنهضت و هذبت فستانها و قالت لها :
ــ ألا نعود إلى الحفل الآن, يجب ألا نترك الضيوف هكذا!
ــ أنت محقة ما كان ليّ أن أثقل كاهلك بأفكارى المجنونة.
كان ثمة شعور بالانكسار و التداعى فى صوت كريس كان بمثابة دليل على أن انصراف جاكلين عن الاستماع إليها قد جرحها و آذى مشاعرها . لقد كانت أول مرة تشارك فيها أفكارها و ضعفها مع أية إنسانة أخرى . و الآن فأمامها وقت طويل قبل أن تخاطر مرة ثانية بإطلاع الغير على خصوصيات عواطفها الداخلية.
لقد تعلمت من أمها أن اطلاع الغير على خصوصيات نفسها السرية من شأنه أن يحمل بين طياته المخاطر . أما استجابة جاكلين السلبية للاستماع و الانصراف إلى ما يجيش به مكنون صدرها جعل كريس تتأكد من كل هذه الحقائق . ولكم تمنت كريس لو أن هناك طريقة أخرى أكثر لطفاً و تعاطفاً تنهى بها جاكلين حديثها عن أسرارها و هموم قلبها,إلا أنها تجرعت غصة الألم فى صمت بدون أن تـُعلم أحداً بتعاستها
انضمت كريس و جاكلين للحفل و قالت سوزان لها:
ــ أين كنتما ؟ لقد كنا فى انتظاركما لتقطيع تورتة عيد الميلاد.
التفتت جاكلين ذات اليمين و ذات اليسار متسائلة:
ــ و ماذا عن ناشى ؟ أين هو ؟ يجب أن ندعوه للحضور
سمعت صوته من ورائها الأمر الذى حرك جوانح نفسها و هاج منها الفؤاد و العاطفة , و كان يتوكأ على عكاز مزين بالنقوش و كان قد غير ملابسه الملطخة بالدماء وارتدى بنطلوناً جديداً و بدا شاحباً إلا أنه لا يزال جذباً... قالت :
ــ ما كان لك أن تمشى و تتجول هكذا.
ــ أجل و لكنى لم أحب أن أفقد ما تبقى من الحفلة . وهناك مزيد من الوقت للراحة فيما بعد .
ــ نعم لقد صدقت يا مستر ناش
أيقنت أن الطبيب قد أعطاه مسكنات للألم حتى لا يشقى بالجروح.
للحظة كالبرق انطلقت سوزان مسرعة نحوهم و أطلت برأسها تتطلع إلى عكاز المستر ناش كامبيل و صاحت :
ــ ما الذى وقع لك؟
و من وراء رأس سوزان رأت عينا المستر ناش عيون جاكلين و قد أحست الفتاة فيهما نوعاً من الشعور الكامن بالتقدير لها و المودة , قال يخاطب سوزان :
ــ لقد كنت أتجول فى ضوء القمر و لكنى لم أبصر موطأ قدمى فزلت منى الساق فهويت و أصبت بتلك الجروح .
تجهمت سوزان و توتر وجهها فى لطف محبب و قالت :
ــ لقد سمعت بتجولك فى ضوء القمر . فى المرة القادمة عليك أن تصحبنى معك لأكون بجوارك و ساعتها سوف أبذل لك من عنايتى و حسن الرعاية
ــ لقد كنت بين أيدى طيبة قامت بالواجب معى و أحسنت إلىّ....
أستشعر ناش كامبيل استهجان سوزان و كان ما أنقذه من الموقف وصول التورتة الضخمة الخاصة بعيد الميلاد و قد أحاطت بها الشموع المتوقدة , و قرأت جاكلين ما خط على قمة التورتة و قد كتب عليها
(عيد ميلاد سعيد لـ كريس & جاكلين )
فقالت :
ــ هلى هى فكرتك يا مستر ناش ؟
ــ من...فكرتى أنا؟ و تصنع البراءة و السذاجة ليتهرب من الإجابة .
ــ و من غيرك ؟! كان المفترض أن المدام جين أن تصنع التورتة لـ كريس و ليس لىّ أنا....
رد ناش قائلاً :
ــ و الآن هى لكما أنتما الاثنتين, ألن تساعدى كريس فى إطفاء الشموع و الهمس فى داخلياتك بما تتمنين من أمنيات سعيدة لك فى المستقبل ؟!
كانت جاكلين تتمنى أمنيتين أثنتين أولاهما العثور على أمها الحقيقية و الأمنية الأخرى لم تجرؤ على الهمس بها حتى لنفسها, ذلك لأنها أمنية جديدة جداً خلقتها الظروف الطارئة . لقد تمنت لو أن المستر ناشى قد أحبها و غرق فى عشقها . فهى بين جدالها و نزاعها معه و بين إنقاذها لحياته وقعت فى حبه و صارت تعشقه.
كان تقطيع التورتة يبشر بنهاية الحفل بالنسبة إلى أولئك الضيوف اللذين كان يتعين عليهم التوجه إلى بيوتهم البعيدة.
ساعدت جاكلين كريس فى توديع المدعوين و قد شعرت بأن الكلام الذى أبدته لها كريس يفوق كل ما تتوقع
وعلى الرغم من أن معظم الضيوف لم يكونوا يعرفونها إلا أنهم جلبوا معهم لها الهدايا و تمنوا لها الأمنيات السعيدة.و حينما جاءت عائلة الطبيب جالين للتوديع صافحت جاكلين الأيادى معهم , و جاءت الفرصة لتسأل الطبيب:
ــ كيف حال ناشى بصراحة؟
تلفت الطبيب حاوليه و من وراء كتفه كانت زوجته تتسامر مع كريس فقال لها :
ــ لقد كان جرحاً نافذاً و يحتاج إلى غرز جراحية , غير أنه ليس ثمة أى أعصاب قد أتلفت و بناءاً عليه سوف يلتئم الجرح التئاماً جيداً إذا التزم بالراحة التامة , ذلك أن ساقه بحاجة إلى أسبوع كامل على الأقل لتشفى...و أنا أعتمد عليك فى ذلك , لقد جاءتنى انطباعات مختلفة عن ذلك حينما كنت أخيط له الجرح.
ــ ربما كان ذلك من تأثير الألم و الجرح .
ــ على أية حال , انه موقن تماماً بأنك أنت من أنقذت حياته من الجراح الخطيرة , و مما هو أكثر....
حينذاك امتلأت جاكلين سروراً , أن الطبيب لم يكن يعرف شيئاً من تفاصيل ما حدث , و بذلك أعطاها الطبيب هدية عيد ميلادها أكثر قيمة و غلواً من أى هدية أخرى من أولئك التى تلقتها اليوم , قالت:
ــ لقد فعلت فحسب ما يفعله أى أمرئ آخر فى مثل هذه الموقف
قالت ذلك فى هدوء أعصاب و ثقة من نفسها ...
ــ ربما كان ذلك صحيحاً و لكنك كنت هناك حينذاك و هو لديه من الشكر و التقدير لك ما يفوق الوصف.....
علمت جاكلين أن أمتنان ناشى لها لن يفيد كثيراً فى علاقتها بشأن فرض الراحة التامة عليه , فقالت لطبيب :
ــ كل ما نستطيع فعله هو أن نحاول أن نجعله يمتثل لأوامرك .
ــ هناك أول تنازل دائماً, فلو قدم لك أو تنازل لنجحت جاكلين...و أنا أعتقد أنه لو كان ثمة شخص يستطيع ممارسة النفوذ و التأثير عليه فهو أنت و لا ريب جاكلين.
كان أمام جاكلين بعد انتهاء الحفل و انصراف القوم أن تمضى تلك الليلة على عواهنها , فأخذت الصحون و الطباق لكى تغسلها إلا أن كريس أصرت على تركها قائلة:
ــ ألق هؤلاء الأطباق بعيداً و أتركى للخادمات تنظيفها...
ــ و لكن هناك الكثير من العمل الذى يتوجب الإنجاز...
ــ و كذلك هناك كتيبة من العاملين تم استئجارهم خصيصاً للقيام بذلك...هلم أمامى إلى غرفة نومك يا جاكلين بعد كل ما حدث لك هذه الليلة لابد أنك الآن تشعرين بالضنى و الضعف.
ــ أشعر بأنى قد سافرت سفراً طويلاً استغرق أميالاً و أميالاً . أن كل عضلة فى جسمى تتألم.
ــ لذلك, فما الذى يجعلك تنتظرين ؟ هيا أخلدى إلى الراحة ...
أيقنت جاكلين أن كريس قد اعتزمت تماماً و لن تتراجع , فتوجهت إلى غرفة نومها . ولم يبدأ الضنى و التعب فى الظهور على جسدها و عظامها . و تمنت لو أنها أخذت حماماً و ألقت بنفسها على الفراش فذلك منتهى أملها الآن.
ولكنها لم تلق راحة أو هناء فى نومها . لقد أنشغل عقلها مرة تلو المرة فى استرجاع اللحظة التى وقع فيها ناشى على الأرض مضرجاً فى دمائه تحت تأثير المطواة الجارحة ثم استسلمت جاكلين إلى التعب و راحت فى نوم عميق .
وقعت جاكلين تحت تأثير حلم مزعج , رأت و كأنها فى ضوء النهار و ليس ثمة فلاش كاميرا لإرباك المهاجم المجرم الذى أصدر صرخة عظيمة و قفز واثباً من بين الأحراش و أغمد المطواة فى ظهر ناشى الأعزل من اى سلاح . مادمت الأرض بها. و تلطخت بالدماء إلا أنها قد أعاقها أعاقة تامة السياج المحيط و لم تستطيع بكل ما أوتيت من قوة أن تتخلص من ذلك السياج فصرخت تستحث ناشى:
ــ انتبه يا ناشى...انتبه....
و حاولت ان تضرب بأيديها و هى غارقة فى النوم فى حركات بطيئة حمقاء فصارت كما الذى يحاول أن يخوض فى بحور من العسل. وعلمت تدريجياً أن ناشى لم يعد له حراك , فارتفع صوتها يبكيه فى نحيب و عويل و تفجع عليه قائلة:
ــ أوهـ ....كلا ! لا....
فاستيقظت عند ذلك على تأثير صراخها بمفردها صراخاً عالياً فركزت على ما حولها من أشياء فى صعوبة بالغة , و علمت أن ناشى لم يمت مطلقاً: اللهم إلا فى خيالها و رؤياها كان لا يزال ماثلاً أمام ناظريها ميتاً حتى أنها أيقنت أنها لن يرتاح لها جفن حتى ترى بنفسها أنه بخير و لم يصيبه السوء.
ــــ
كان المنزل يلفه الظلام و الهدوء و الصوت الوحيد المسموع هو دقات و تكات ساعة الحائط التى تنتمى إلى الجد الأكبر . لقد مضت فى نومها أكثر مما اعتقدت لأول وهلة . و بالنظر إلى ساعة الحائط تبينت أن و الوقت يشير إلى الثانية صباحاً.
كانت غرفة المستر ناشى مجاورة فى قابلة غرفتها و كان بابها مصرعاً. فتوجهت إليه خلسة و فتحته فى سلاسة إلا أنه أصدر صوتاً جاداً جعلها تمسك عليها أنفاسها , و لكن لم يكن هناك أدنى صوت صادر من داخل الغرفة . و شيئا فشيئاً تأقلمت أذناها على حفيف صوت تنفسه فى شهيقه و زفيره , لقد كان يغط فى نوم عميق و ل يدرى بشى مما يجول بداخل الغرفة أو المنزل .
أمسكت جاكلين عليها أنفاسها و مشت على أطراف أصابعها إلى الغرفة و دخلت لتجده مستلقياً على ظهره . و كان ذراعه على رأسه أما الآخر فكان ممدداً بجوار جانبه . و قد انفرجت راحة يده .
و اكتشفت أن الغطاء قد انزاح إلى وسطه معرياً صدره العريض الذى أخذ يعلو و يهبط , ليرتفع مرة ثانية ثم ينخفض و هكذا فى إيقاع منتظم . و كان أن ألقى بساقه المجروحة بعيداً عن الأغطية , و صارت الضمادة البيضاء تلمع فى ضوء القمر القادم من النافذة المجاورة و قد تشربت الدماء عبر أنسجتها تاركة ظلالاً بنية لترشد إلى مكان الجرح.
جعل منظره جاكلين ترتجف مرتعدة مسترجعة ذكريات و مناظر من الكابوس الذى أصابها . لقد كانت أضغاث أحلام , و ركزت على صدره الذى يرتفع و يهبط فى زفراته و شهقاته مؤكداً انه حى.
أرجعت جاكلين بعناية ساقه المجروحة إلى مكانها على الفراش و أسدلت عليها الغطاء فتألم مصدراً أنيناً كما لو كانت قد أضجرت هجعته و هدأه ليله. ففتح عينيه فى اللحظة و الساعة نفسها , صائحاً:
ــ جاكلين...ما الذى تفعلينه ها هنا؟
ــ أتأكد من انك بخير و عافية.....
ردت فى صعوبة و قد شعرت كأنها طفلة صغييرة ضُبطت متلبثة و يدها فى إناء الحلوى . ثم أضافت قائلة :
ــ لم أكن أقصد أن أوقظك....
ور فع نفسه على أحد مرفقيه و صاح :
ــ و ما الذى جعلك تشعرين أنها يجب عليك أن تتفقدى عافيتى؟
ــ ربما اعتقدت أن ذلك جنون منى, لقد رأيت رؤيا سيئة تنذر بالشر . و اعتقدت أن ذلك الحلم هو واقع لا خيال.....
قال المستر ناش كامبيل و هو يربت على حافة فراشه بيده :
ــ لا اعتقد ان شيئاً من هذا حدث, تعالى و أجلسى ها هنا و أخبرينى بما شاهدتى فى حلمك؟
غرقت جاكلين فى نبضات من التوتر الذى شمل كل بدنها , إلا أنها فعلت كما أمرها. و كان الفراش الضيق يجعل من جلوسها معه بمثابة اقتراب وشيك منه , على مقربة كافية لتحس بكل همساته و لمساته , صاحت:
ــ لقد كان مجرد حلم
ــ عن الهجوم الذى تعرضت له فى الحقل الشمالى ؟
ــ أجل, و فى الرؤيا وجدت نفسى و قد أعاقنى السياج عن فعل أى شئ حتى أنى صرت معوقة إعاقة تامة . و الرجل الذى كان يحمل المطواه...أنه....أنه كان...
لم تستطيع الاستمرار و بدأ صدرها يجيش و تنقطع أنفاسها فى تنهدات سقيمة , كلما عاودتها صور الحلم المزعج , و الرؤيا المزعجة فى وضوح مرعب و مخيف . قالت :
ــ أوهـ , ناشى لقد حلمت بأنك قدمت....
ــ هس. حسناً لقد كان بمثابة أضغاث أحلام...
جذبها بين ذراعيه و أحاط رأسها بذراعه من الخلف بينما هى اتكأت على صدره محاولة إيقاف التنهيدات اللاهثة التى قطعت صدرها , و اهتز الفراش من جراء قوة ارتجافها و ارتعادها , فلمس بيده على جبهتها التى ترطبت بالعرق قائلاً
ــ أنها الصدمة هى التى أثرت عليك .كان يجب أن أعرضك على الطبيب
ــ أشعر بأنى حمقاء و لا أستطيع التوقف عن البكاء.
ــ لا تحاولى التوقف . أتركى بكاءك يخرج من صدرك . فسوف تشعرين بالتحسن.
انفجرت فى البكاء كما لو كانت موافقته هى كل ما تحتاجه , حتى صارت كالطوفان الذى تخلل و نفذ إلى صدره ليتشرب من دموعها بينما هى تتشبث به...و لما انتهت من البكاء شعرت بأنها ضعيفة ولكنها هادئة مشطوفة من لأحزان . فرمقته بعيونها تتطلع إلى وجهه و قالت:
ــ لم يحدث أنى بكيت طوال حياتى هكذا !
ــ ربما كنت تحتاجين إلى ذلك , ليس لما حدث اليوم , و لكن على والديك . هل بكيت عليهما حينما ماتا؟
بكيت فى داخلى و ليس ظاهرياً
ابتسمت ابتسامة هادئة تعبر عن رضاها عن نفسها و قالت :
ــ حسناً ,أنك بخير فلا تجزع من حلمى.
ملست يده حينذاك فى بطء و تؤده على ظهرها من أعلى إلى أسفل و هى اللمسات التى شعرت بأنها تريحها و تهدئ من خاطرها , قال ناشى:
ــ أتركى للزمان فرصة مداواة الأحزان . أعلم ان ذلك يؤلمك الآن , لكن كل شئ سوف يزول بمرور الوقت .
لفت جاكلين ذراعيها حول عنقه و قبلته معانقة واضعة كل تقديرها له على عطفه و حنوه فى قبلات حارة
نهاية الفصل


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس