عرض مشاركة واحدة
قديم 25-06-16, 11:30 AM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول
تمطى الرجل الملتحي مستندا على عكازه ونظر الى شارة المؤتمر على صدر تيش وقراها"ليتينا هولمزورث"،ليك تاون هيرالد،ليك تاون نيويورك،رفع رأسه ونظر في عيون تيثر بتوتر مخيف وقال:"كنت اعرف شخصا من ليك تاون في نيويورك،عرفته في فيتنام ،كان اسمه نيكولاس مورجان،كان اشجع رجل عرفته ضحى بحياته من اجلي".
صدقت تيش في الرجل نيكولاس مورجان؟لكن..
جاء رجل اصلع ممتليء الجسد"هيا،ياشارلي ياصديقتي،السيدات في الانتظار"وطوق كتفي الرجل الملتحي بذراعه "افسح لنا الطريق"
اومأ الرجل وابتعد.
ردت تيش "لكن نيكولاس مورجان..لم يمت"وسط الزحام لم يسمعها الرجل.واستوقفها صوت مألوف مميز ،استدارت ونظرت "نانسي"!!وهي تندفع ناحيتها"تيش!تيش هولمزورث!!"وشقت المراة الشقراء النحيلة القوام طريقها وسط الزحام ناحية تيش وطوقتها بذراعها،بينما صوت تيش يجلجل"نانسي سميث،الوحيدة التي اشتاق لها!ماذا جاءبك هنا،ماذا تفعلين؟انت لست في مهمة صحفية الآن اليس كذلك؟.
"اؤكد لك اني في مهمة صحفية ،لقد تزوجت فرايد اتذكرينه؟هو الولد الذي ذهبت معه عندما تخرجنا من كورنيل،في تلك الأيام الخوالي الجميلة،لقد انتقل الى ايوا وعندما لم اجد اي صحيفة في مدينتنا الصغيرة،اقتحمت صحيفة أنا دينامو صحيفة"ايوا ريبيليكان".
قالت تيش:
"مدهش !لكنك اسوأ كاتبة خطابات في العالم،اخبريني بكل شيء".
تبادلت معها حديثا طويلا،واتفقتا على المشاركة في غرفة واحدة اثناء اجتماع صحفي شيكاغو،ولم تنقطع الثرثرة بينهما حتى موعد النوم كل ليلة،واستعادو ذكريات ايام الدراسة الجامعية،استمر الاجتماع ثلاثة ايام ،لكن تيش لم ترى الرجل الملتحي مرة ثانية ونسيت الحادثة ،حتى الآن،حتى يوم حفل موسيقى الروك في المنتزه الرئيسي بمدينة ليك تاون بنيويورك في سبتمر التالي.
كان مكبر الصوت الضخم يصدح بأنغام سريعة الايقاع،وتلألأت الأضواء الساطعة بألوان مبهرة،بينما اتخذ مايك اوهارا المعروف لمعجبيه بأسم الوحش،اتخذ وضعا دراميا ثم انحنى مرتين،كان تيش انتباهها موزع مابين الحفل ومتابعة نيكولاس مورجان الواقف على بعد عشرة اقدام منها،فهو نادرا مايظهر في الأماكن العامة،حتى هنا يقف ثابتا كالعملاق بين جموع المراهقين،شعره يلمع كالنحاس في ضوء الشمس،وجهه صارم متجهم،وندبة الجرح على حرف v توشم خده الأيمن حتى اسفل وجهه،وبدا فكه البارز غريبا تحت الأضواء المتأرجحة.
همست مايس جرير في اذن تيش:"اتعجب ماذا يفعل هنا؟".
ردت تيش:"وانا ايضا اتعجب".
هزت مافيش كتفيها:"حسنا،يجب ان ارحل،سأراك في الحفلة".
اومأت تيش ،مازال ذهنها مشغولا بنيكولاس مورجان وذكرى لقائها في شيكاغو نربما ليس مستغربا ان الرجل الملتحي كان يعتقد انه مات،جرحه خطير جدا،هي تعرف ذلك،ظل راقدا في المستشفى طيلة عام،هناك جرح صغير اخر على خده الايسر،ندبات الجروح على صدغيه كأنهما شعار وتذكار لسفرياته،رغم انه بلاشك يسستطيع ان يجري له اعظم وامهر العمليات التجميلية لوجهه ،الآن منذ وافاة والده نيكولاس مورجان هو مالك مصنه خمور مورجان الأفضل في نيويورك،الذائع الشهرة العالمية ،وهو يستطيع لو اراد الذهاب لأي مكان وعمل اي شيء ،
بدلا من ذلك ظل حبيس قلعته الضخمة الشبيهة بمنزل على ه بة تطل على بستان كروم اجداده،ومن هناك يدير اعمال مصنعه،ولايخرج استثنائيا الا لأمر مرتبط بعمله او لمشاهدة خيوله الأصيلة في السبق،ومع ذلك..هاهو هنا،في حفل الموسيقى،اخر مكان تتوقع وجوده فيه،وللمرة الاولى منذ سنوات تراه عن قرب،لاعجب،فكرت تيش انه يتعمد الأحتجاب عن الانظار ،لكن لماذا جاء هنا؟هو من نفس عمر هال جرير شقيق مافيش ونفس عمر مايك اوهارا،اي اكبر منها بعشر سنوات ،الرجال الثلاثة كانوا اصدقاء ايام دراستهم الجامعية ،كانت تيش تراه كثيرا زقتها،ولم ينتبه لها كثيرا،لم يعد لديها سوى اطياف ذكرى لصورته وسط جموع الاولاد الاكبر سنا منها،وبقدر ماتعي الان،لم يعد له ارتباط وثيق بزملاء الدراسة الجامعية.
كان ازدحام الجمهور يدفع تيش ناحية خشبة المسرح،قالت فتاة مراهقة وهي تلتفت بعيونها الزرقاء الامعة:"اليس مدهشا؟"
ردت تيش "آه،تماما"وتذكرت انها هنا لتكتب موضوعا عن مايك اوهارا،ابن المدينه الذي اصبح محبوب الملاين،واعتدلت ولمست الباروكة الخضراء على شكل خصلات مثل الاشواك التي لبستها تحت اصرار مونا شقيقة مافيس الصغرى،وحذرتها بأن الاولاد لن يتكلموا معك لوكان مظهرك يشبه الكبار.
لذا ارتدت تيش ملابس غريبة واشترت تلك الباروكة الرخيصة المبتذلة وصبغتها بالأخضر،وبالباروكة والماكياج تحولت من فتاة تبلغ السابعة والعشرين الى فتاة مراهقة ولو لليلة واحدة،لقد اجرت العديد من المقابلت والحوارات الناجحة وسترضي وتشبع جمهور ومواطني ليك تاون الذين يسعدهم ان ابن مدينتهم تلميذ المدارس العليا السابق ،الذي جاء من اقصى الأرض لأستماعه في منتزه مدينتهم.
بينما يتدافع الجمهور لرؤية بطلهم رأت تيش ان نيكولاس مورجان ايضا مندفعا في نفس الأتجاه،واصبح الآن قريبا جدا منها،ايجب ان تتحدث معه؟هذه هي الطريقة الوحيدة لتكشف بها لماذا جاء الى هنا؟بالتأكيد لن يتصل بالجريدة ليقول لها السبب والمعلومة الوحيدة التي حصلت عليهها من سكرتيره عن تحركاته،
تشككت ان كان سسينتبه لها ،او يتذكرها،حسنا،هناك وسيلة واحدة لأكتشاف ذلك.
اعتدلت واتجهت اليه مباشرة وتسللت بين كتل الأجساد حتى لم يعد يفصلها عنه الاشخص واحد،توقفت ودقات قلبها تتسارع،كان نيكولاس مورجان بجوار حافة خشبة المسرح،وهمست لنفسها:"لن يحدث شيء هنا".
واستنشقت نفسا عميقا،واتجهت اليه"مستر مورجان"التفت ونظر اليها،كانت ندبة جرحه مختفية جزئيا في الظل الآن،وعيونه تلمع،بأعمق واصفى زرقة رأتها في حياتها،ونظراتها باردة،واجابها بصوت عميق:"نعم؟".
"انا .. تيش هولمزورث من صحيفة ليك تاون هيرالد".
وفتشت جيوبها واخرجت بطاقتها الصحفية .
"لا أدري ان كنت تتذكر.."
حدق في البطاقة ورفع احد حاجبيه وهو ينظر الى شعرها الأخضر الغريب.
ضحكت بعصبية ونزعت الباروكة وتخللت اصابعها خصلات شعرها البني"آه ،متنكرة،حتى استطيع التحدث مع المعجبين هنا"، لم يتفوه بحرف ،فقط رفع حاجبه الآخر،وواصلت حديثها :"انا مندهشة لرؤيتك هنا،ارجو ان تخبرني كيف جئت الى هنا،هل لأنك ومايك كنتما اصدقاء،ام لأنك تحب الموسيقى؟".
عادت النظرات الباردة الثابته ولاقت نظراتها وبعد فترة بدت لها كأنها عدة دقائق ،هز رأسه :"لاهذا ولاذاك،سأكون ممتنا لك لو لم تذكري اني كنت هنا".
شعرت تيش بالغضب للحظة،نحن في بلد حر،ويجب ان تذكر ان نيكولاس مورجان كان حاضرا حفل موسيقى الروك ولو أتتها الجرأة لذكرت انه كان مسرورا جدا،قطبت جبينها،وتطلعت الى تلك العيون الزرقاء الثلجية،كان تعبير نظراته مثيرا،كما لوكانت تنظر الى بحيرة لاقاع لها وبلا شطآن ومياهها صافية كالبللور.
وافقته فجأة "وهو كذلك"وهي غير واثقة من دافعها للموافقة!!.
"شكرا" لمعت عيناه ببريق ود :"لوسمحت لي ،يجب ان اذهب،طاب مساؤك ياآنسة".
"طاب مساؤك"وتابعته وهو يندفع وسط الجمهور المتبقي،واضعا يديه في جيوبه،خافضا رأسه ،فكرت تيش يالغرابته،هذا الرجل شجاعته تصرف وكأنه منبوذ!!
لم تفارقها صورته طيلة ليلتها،وشقت طريقها الى دهاليز خشبة المسرح مظهرة بطاقتها الصحفية لأحد الحراس،قال لها الحارس:"مايك ذهب الى الحفلة".
اجابته:"نعم،اعرف،عند هال جرير،سأذهب بنفسي خلال دقائق،فقط اريد ان القي نظرة ان لم يكن لديك مانع،احاول الحصول على معلومات اكثر لموضوعي".
قال الحارس:"تفضلي كوني ضيفتي".
تجولت تيش بين الآلات الموسيقية واجهزة الصوت،محاولة التقاط بعض الملاحظات ،لكن ذهنهت ليس مستغرقا تماما في مهمتها،فلقد هزها رؤية نيكولاس مورجان وفي اعماقه شعور بانها اهم من عودة مايك اوهارا منتصرا الى ليك تاون.
لكنها قالت لنفسها وهي توقف سيارة متجه الى الحفلة،ان هذا سذاجة منها،فلن يكون حديث الدنيا او الخبر الذي يزلزلها ان نيكولاس مورجان قد قرر في النهاية ترك عرينه واكتشاف مايفعله العالم.
رحبت بها مافيس:"ياألهيظننتك ضللت الطريق"في منزل جرير الخشبي الضخم المطل فوق هضبة بجوار كلية ليك تاون.
"توقفت لأتحدث مع بعض الجمهور،اين بطل الليلة؟لم اقل له مرحبا حتى الآن؟".
"هناك".واخذت ذراعها وقادتها عبر جموح اصدقاء قدامى جاءوا ليروا زميل دراستهم القديم.
"عند البار مع اصدقائهم القدامى".
حيا مايك تيش مرحبا بها:"ياالهي،لقد كبرت واصبحت سيدة باهرة الجمال،لوكنت من عمري،لما تركت المنزل ابدا،هل لك صديق دائم ام مازالت لي فرصة؟".
رد هال جرير:"لها صديق من احد عمداء الكلية الشبان مولعون بها،اين لاري الليلة؟نفتقد مرحه؟".
اجابته:"ليس من المعجبين بموسيقى الروك،فضلا عن عدم اهتمامه بالسهر في الخارج".
اعتذارها عن لاري جونسون ازعجها،فلقد حاولت دفعه لللمجيء لكنه عنيد.
قال مايك وهو يضع ذراعه حول كتف هال:"حسنا،مؤكد نحن نعرف بعضنا للأبد،اليس كذلك؟".
رد هال موافقا:"منذ يوم مولدنا،لنشرب نخب الصداقة القديمة الحقيقية،ليشاركنا الجميع".
رفع الجميع كؤوسهم وبدأت تتناثر الحكايات،والذكريات .
في لحظة صمت قال هال:"كلنا ،يجب ان اقول اننا مجمموعة محظوظة",
وافقه مايك :"آه،حظ سعيد"رغم ان مظهره كان واجما،وخمنت تيش انه يفكر بأخيه الذي لم يرجع من فيتنام.
تحدث رجل طويل لاتتذكره تيش:"لن تتوقع من الذي رأيته في الحفل،نيكولاس مورجان".
تحدث اخر:"لا؟".
تحدث ثالث:"اتعجب لماذا؟".
لكن تيش لم تنظر لأي منهم،كانت تراقب مايك اوهارا،الذي شحب وجهه،ثم تدريجيا تورد وجهه بالغضب:
"هذا النذل الذل"واتبع كلامه بتطويح يده كأنه يلطم شيئا في الهواء،واطبق الصمت فجأة على المجموعة حول البار والعيون كلها على مايك.وهو يلتفت الى تيش مقطبا جبينه الأسود:"آسف لكم،لكن ليس هناك كلمة اقوى لوصف ذلك الجبان الأصفر الأجوف،الذي قتل اخي وكنت اظنه افضل صديق"
كانت كلماته تقطر احتقارا.
قال هال:"ليس الآن مايك،ليس هذا وقت نكب الجراح القديمة،فضلا عن انه لم يقتل كيفين فعلا".
اجابه مايك:"ربما،لكنه تسبب في قتله،لقد قاد فصيلته الى فخ يفهمه اي احمق،وأزهق ارواحهم جميعا بأستثناءه وأنا،وبسبب جرحه اللعين لم يعاقب،هذا ماحدث،واجمل شيء اني لم أره الليله،والا لكنت هبطت من فوق المسرح و.."
قال هال محذرا:"كفى يامايك".
سلد المكان ثرثرات هامسة،ثم رفع احد صوته:"مايك اتتذكر عندما سرقنا تايك الحصان المفضل وربطناه في عربة اللبن؟".
هز مايك رأسه كأنه يمح جهامته ويستعيد جو المرح:"ياه،واتذكر عندما اوقعناك في ورطة مع ابيك وسرقنا مفاتيج سيارته واخفينا الكاديلاك الجديدة في جراج هال؟فعلا جعلناه يعتقد انك ذهبت بها الى يوفالو لمقابلة صديقتك".
عاد جو المرح ليعم المكان،لكن تيش عجزت عن التركيز ذهنها مشغول بطيف ذلك الغريب الرجل الجريح،والراين المتناقضين اللذين سمعتهما عن شخصيته،في النهاية انفردت بمايك لدقائق لتساله عن نجاحه،ثم غادرت الحفلة متعذرة بانها يجب ان تكتب الموضوع لتسلمه للصحيفة.
عند منتصف الليل غادرت تيش مكتبها الصغير في صحيفة ليك تاون هيرالد،لقد كتبت الصحفية عن مايك اوهارا بسلاسة وتدفق وسهوله على التها الكاتبة،كما لو كانت شيئا عابرا لم يتطلب الا قدرا ضئيلا من مهاراتها طيلة الوقت كان مستقرا في ذهنها شعور ضاغط بأن هناك قصة لخرى لماحدث،قصة نيكولاس مورجان.
ممتع ،هكذا قالت لنفسها وهي تقود سيارتها عبر شوارع المدينة المهجورة ،كيف لم تفكر كثيرا في نيكولاس مورجان في الاعوام الاخيرة،وعندما كانت تفكر فيه كان يدور في ذهنها الصورة النمطية لرجل ثري تعيس،نفسه تقطر بالمرارة،رجل اذهبت تجاربه السابقة عقله،لذا اصبح منعزلا،وتشبعت بالرأي العام الذي يرى انه لوكان عقله سليما لكان فعل شيئا لتجميل تلك الندبة في وجهه،يعبر الناس عادة عن ذلك بحزن واسى شديد،كان ولدا وسيما،طبعه كان دائما جميلا ممتليء بالمرح والحيوية،لم يتعالى ابدا على احد رغم ثراء عائلته ،دائما هذه الملاحظة يتلوها عادة استهجان وادانته لتركه تجربته في حرب فيتنام تدمر كل ذلك.
بعد كل شيء،واخرون اعتبروها تجربة سيئه ولايتركون لها فرصة تدميرهم،رغم عدم امتلاكهم مثل ثروة نيكولاس مورجان!!
واضح ان قصة مايك اوهارا عن جبن مورجان غير شائعة،هكذا فكرت تيش،ام انها سمعتها من قبل؟؟ومن خلال تحذير هال القلق والصمت الذي اطبق على الحفلة عند اشتعال غضب مايك ،هل هناك سرا بينه وبين صديقه السابق؟لماذا افصح عنه الآن؟مؤكد ان نيكولاس مورجان وحده الذي يعرفه جيدا،الآن لوتعرف الشائعات لانتشرت القصة وشاعت بسرعة البرق،فضلا عن تلك الندبة المحفورة في وجهه،اليس بمقدوره فعل شيء لتجميلها،اليست هذه دليلا لصالحه؟؟
همست تيش لنفسها:"يجب ان اتحدث مع نيكولاس مورجان".وهي توقف سيارتها في الممر الضيق تحت ظلال شجرة بجوار منزلهم ذي الطابق الواحد والمبنى من الحجر في جوار المعسكر الجامعي:"اتمنى ان يكون ابي هنا".
المنزل الذي تعيش فيه تيش هو فعليا منزل والدها،لكنه نادرا مايقيم فيه.
والدها الكولونيل في الجيش النظامي والذي تقاعد عن الخدمة عندما كانت طفلة،ليقيم في مقاطعة نيويورك في المدينة الصغيرة ليك تاون على مقربة من منطقة البحيرات،حيث ترعرعت تيش،والدها نيل هولمزورث هو الذي بعث الحياة في صحيفة ليك تاون هيرالد،لكن عندما توفيت زوجته بمجرد تخرج تيش من الكلية،سلم الصحيفه لها،وبدأ سفرياته ليشبع اهتمامه العميق في الثقافة القديمة لامريكا الهندية،واستحق تقدير وثناء اكاديمي على كتاباته في الموضوع،والدها الرجل الهاديء الصارم،الذي يفضل كتبه وابحاثه على مصاحبة الآخرين،ربما لديه بعض الافكار عن كيفيه اقترابها من نيكولاس مورجان وكيف اصبح على تلك الحالة،فتحت الباب الجانبي،وعلى الفور اندفعت القطة الضخمة قطعت السلم في خطوة واحدة وعبر المطبخ جاءت نحوها.
قالت للقطة:"ربما يمكنك ان تخبريني ياروكي كان القط واقفا كأنه يتأهب لدخول معركة"انت ابدا لم تدع جرحك يوقعك ويدمرك؟لكن اذن.."تناولت القط وداعبته"تعرف انني احبك،اليس كذلك؟"لكن هل نيكولاس مورجان يدري،تعجبت،في مكان ما هناك رجل يعتقد ام نيكولاس مورجان هو اشجع رجل عرفه؟؟او هل يعرف فقط القصة التي حكاها صديقه القديم مايك اوهارا الليله؟ام ان هناك شيء اخر اغرقه في بئر من المرارة؟كم هو وحيد،بلا اسرة تحبه،ولاشائعات عن قصص غرامية رومانسية،شعرت تيش ان عيونها قد اظلمت وغامت،لااحد بأمكانه مواجهة الحياة في عزلة ووحدة تامة،حتى لوكانت الحياة تمضي بشكل طيب،ليس امرا سهلا.
فاجئها الشعور بالتعاطف والوحدة،ونظرت في ساعة يدها،مازال الوقت قبل منتصف الليل في فونيكس اريزونا،حيث يقيم ابوها الآن،التقطت سماعة الهاتف وادارت القرص،عندمااجابها قالت:"ها ابي،كيف حالك؟"تبادلت معه التفاصيل عن حياته لدقائق حتى لمس ابوها المنطقة التي كانت تتمنى ان تتجنبها.
سالها:"كيف حالك انت ولاري؟"
"آه بخير".
"الم تحددوا موعد الزفاف بعد؟"
"لاتدفع لاري نحوي ابي،لست واثقة من انه الرجل المناسب لي".
"اممم"لم تعلق وبسرعة غيرت الموضوع:
"بابا ،اتذكر نيكولاس مورجان،الا تذكره؟رأيته البارحة في الحفل وسمعت رأيين متناقضين عن شخصيته،انا مندهشة ومتحيرة وان كان لديك ادنى فكرة عن كيف اقترب منه؟"
"لست واثقا من ان بامكانك الاقتراب منه تيش،لست مستريحا ابدا لشخصية رجل ينسحب من الحياة الاجتماعية كما فعل".
"انا مهتمة بشخصيته،لست طفلة كما تعلم سأحاول اكتشاف حقيقته،بدلا من الركون الى تلك الشائعات الرخيصة السائدة".
كح والدها :"حسنا تعرفين لست ممن يحبون هتك خصوصية اي شخص،انا واثق ان مايحتاجة هو الشفقة،يجب ان تصلي لشيء يكون هو مهتما به،لكنني لااعرف ماهو،خيوله ،مصنعه؟ايا ماكنت ستفعلين،كوني حذرة".
"نعم ياابي،شكرا على اقتراحك"
لكن بعد انتهاء الحديث رفضت كلا الاقتراحين،ففي المحاولة الاولى للحديث مع نيكولاس لايمكن البدء بهذين المجالين الواسعين،الخيول،والخمور!!ه ي بحاجة لشيء اصغر ،شيء يذيب الجليد،ماهو؟؟مالشيء الذي يستحوذ على اهتمامه بما يكفي لفتح شهيته للحوار الصحفي معها؟؟
في الصباح الباكر وهي تطل من نافذة مكتبها على السيارات العابرة قالت:"لاادري ماذا افعل؟؟"
رد لاري جونسون وتكشيرة خفيفة تلوح وجهه الوسيم:"اعتقد اننا سنتاول الغذاء في الخارج،اهذه مشكلة كبيرة لك؟".
اجابته وهي تواجهه:"آه،بحق السماء،لا"تناولت ملفها من درج مكتبها ووقفت :"لقد تلقيت هذا الصباح ست مكالمات تليفونيه من اناس شاهدو نيكولاس مورجان في الحفل ،الجميع يريدون معرفة ان كنت سأنشر شيئا عنه.
سألها لاري:"حسنا،يبدو لي خبرا قيما"
"لن اكتب شيئا عنه"شعرت برغبتها في الوفاء بوعدها لنيكولاس مورجان:"يبدو لي انها ستكون موضوعا مبتذلا،لواراد شخصا حضور حفلا فهذا شأنه".
قطب لاري جبينه:"لماذا تحميه؟بحسب ماسمعت،هو شخصية غامضة غريبة الاطوار يختبأ هناك في منزله بجروحه وندباته،لاعجب ان الناس فضولين لمعرفة اي شيء عنه الاتعتقدين انهم يستحقون معرفة ماتصلين اليه من طرائف؟".
نظرت الى وجهه الناعم وشعرت بأنه مزعج وليس جذابا لها:"طرائف؟"يبدو على لاري انه صغير جدا ،مكتمل،رغم انه اصغر من نيكولاس موغان بعام واحد ،ربما مازالت الغيرة والحقد ينهش قلبه لأنه لم يستطع استعارة سيارة ابيه للخروج بها وقالت له ببرود:"على ايه حال،لااظن انني يجب ان انشر طرائف عن شخص مثل مستر مورجان وتاريخه".
رفع لاري يديه وكأنه يدافع عن نفسه:"تمام،تمام وهو كذلك!،لكني مازلت اعتقد.."توقف عندما حدقت فيه.
وقالت:"سأتحدث معه،لو فقط وجدت مبررا معقولا لذلك،سأفعل،لكن بقدر مااستطيع".
رفع لاري حاجبه:"لااظن ان ذلك في قائمة اهتماماتك،لست واثقا اني استسيغ فكرة اقتحامك هذا الاسد الغامض الغريب في عرينه".
"اشك انك بحاجة للقلق بشأني"وسمحت له بتقديم مقعدها لتجلس عليه في المطعم الصغير،المطل على الشارع الرئيسي بالقرب من مقر الجريدة،حياهم الجرسون وهو يقدم القائمة بابتسامة ودودة وناداهم باسمهم،ومعظم الموجودون رحبوا بهما ،ابتسمت تيش وردت تحاياهما،لكن بداخلها كانت تشعر بعدم الارتياح ،كل شيء دافء،ودي،امن ومألوف،لماذا تشعر اذن بهذا الشعور؟تناولت القائمة.
قال لاري بنعومة:طهل مزاجك مستحمق اليوم،ام انني افتقد شيئا؟".
نظرت بسرعة وابتسمت،زكأنها شعرت بالذنب:"لاشيء،انا متعبة فقط،لقد ظللت حتى منتصف الليل للأنتهاء من كتابة موضوعي عن مايك اوهارا،اظنني بحاجة لنوم اكثر من ست ساعات".
ليس هناك مبرر لنتفصح له عن حقيقة ضياع نصف تلك الساعات في التفكير بشأن نيكولاس مورجان والقصص المتناقضة التي سمعتها عنه وبحثها بلاجدوى عن شيء قد يرحب به ويتحاور معها،كل هذا الزم جعل النوم يجافي عينها.
طيلة وقت الغداء ولأيام بعده،حاولت تيش بلاجدوى ابعاد افكارها عن نيكولاس مورجان،لوكان الرجل يريد ان ينعزل ليس بمقدورها الذهاب والطرق على بابه ثم تفرض عليه الحديث في موضوع يهمها هي،فقد يبدو كأنها مدفوعة بمشاعر الشفقة،حسنا،اهي فعلا تشعر بالشفقة عليه؟ليست واثقة،وكلما تزايد تفكيرها فيه تزايدت حيرتها،فهي تريد معرفة هذا الرجل ،لتعرف ماذا حدث له وابعده عن المجتمع عندئذ فقط يمكنها ان تقول له قصة الرجل الذي قابلته في شيكاغو ،ربما يعرفه فعلا،ربما،لو اخبرته،سيقول ببساطه"اهكذا؟"ويتجاهلها لو فقط استطاعت ايجاد طريقا للأقتراب منه ومحاورته....


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس