عرض مشاركة واحدة
قديم 25-06-16, 11:59 AM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
قادت سيارتها عائدة الى منزلها بالكاد ترى طريقها عبر دموعها التي ملأت عيونها, إنتحت في جانب الطريق , ثم أوقفت سيارتها امام الجراج , وصاحت في القط الذي طار في الهواء رعباً " آسفة ياوركي" ونزلت لتحمله وتداعبه , ودخلت المنزل , القت بأشيائها على المقعد وجلست بجوار مائدة المطبخ, ودفنت وجهها في كفيها , وجسدها يرتعش بأكمله , لماذا , آه , لماذا نيكولاس مصمم هكذا على إبعادها عن حياته " هل بإمكانها القيام بأي شيء لتجعله يرى الامور بنظرة اخرى؟ اعاد اليها تفكيرها ذكريات فشلها مع لاري, وإنهمرت دموعها بغزارة , هل هناك شيء خطأ في ليتينا برودينك هولمزورث يجعل من المستحيل تصديق الرجال لها ؟ لماذا يصر الرجل غير الملائم لها على رغبته في التمسك بها , بينما الرجل الذي قد يكون ملائماً لها يصر على ابعادها عنه ؟؟
قالت لنفسها وهي تجذب المنشفة وتمسح وجهها بمرارة " هل سيعجبك لو طردك احد في البرد فقط لمجرد انه خائف انك قد تتدخل في حياته؟"
وقفت وقدمت للقط طعامه , وشاهدته وهو يأكل " من حسن حظى انك لن تعرف كم انت مختلف , ليس واجباً ان تؤمن بأنني احبك"
جلست مرة ثانية, ونظرت في الفضاء, تتذكر متعة و إثارة اليومين الماضيين مع نيكولاس مورجان حتى لو لم تراه بعد ذلك, فلقد منحها هدية عظيمة, أراها نوع الوجد والتوتر الذي تتمناه من الرجل , لو لم تراه مرة اخرى .. في اعماقها , مازالت غير مؤمنة بأن هذا سيحدث فعلا.
قضت اليوم في مكتبها بالجريدة , عاجزة من التركيز في داخل عقلها فيديو يعرض شريطاً كاملاً عنه, كلما إنتهى تكرر من جديد لتسترجع كل خيالاته وهو يتحدث اليها , يبتسم, يركب حصانه , وكلما بدأت كتابة موضوع او خبر ماتكاد تبدأ مقدمته ويفاجئها الشريط الخالد من جديد, وقررت العودة الى منزلها ولتحاول السيطرة على افكارها , وفجأة ظهر تيتوس عند الباب " مستر مورجان طلب مني تسليم هذا لك"وسلمها مظروفا طويلاً.
" شكراً ياتيتوس " وهي تنظر الى المظروف بفضول , هل اعاد نيكولاس التفكير وراجع نفسه؟ شعرت بخيط رفيع من الامل , كان تيتوس واقفا وسألته " هل انت في انتظار الرد؟"
-------------------------
قال " حسناً , لا ياليتينا" كان الخجل بادي عليه" فقط اريد ان اقول لك اعتقد مورجان يريدك فعلاً, إنه لأمر غير مألوف له دعوة اي شخص للمجيء ومشاهدة الخيول , لا اذكر ابداً انه فعل ذلك من قبل"
أومأت " اعرف , وانا استطلطفه ايضاً , انتظر دقيقة, ربما ارسلت له رسالة معك"
دخلت وفتحت المظروف بأصابع مرتعشة وجذبت ورقة عادية مطوية ثلاث مرات وقرأتها :
عزيزتي تيش :
أنا آسف لماسببته لك من تعاسة الليلة الماضية , لكن صدقيني , هذا افضل لك .
المخلص نيكولاس.
صاحت تيش " افضل!!" نزعت بسرعة ورقة من مفكرتها وكتبت بسرعة:
عزيزي نيكولاس :
لا, ليس أفضل طريق!!
المخلصة تيش.
احضرت مظروفاً ووضعت الورقة , وسلمته الى تيتوس وسألته " من فضلك سلم هذا لمستر مورجان , ولووجدت حجراً إضربه به من اجلي!!"
" آه , انا , انا , أهذا كل شيء ؟؟؟"
" هذا كل مافي الأمر ؟"
عندما ذهب تيتوس , عادت لتقرأ رسالة نيكولاس مرة اخرى " افضل !!" كررتها وجبينها معقود بالغضب , هل يؤمن النذل بذلك , إن لم يقل لها ربما كانت صدقته ؟ لفت الخطاب وكورته وقذفته في الغرفة , وبمجرد ان لامس الأرض قفزت لتستعيده, وعادت لتفرد الورقة مرة اخرى, ثم وضعتها فوق المائدة , وهكذا مراراً فهي في النهاية التذكار الشخصي الوحيد الذي لديها من نيكولاس , ياللغرابة, ياللروعة خطه, الكلمات سلسلة لها زواية خاصة على الورقة لا تحترم اسطرها , وماذا يعني بـ " المخلص لك ؟" إن كان يعني هذا فلماذا لم يجيء اليها هنا , بدلاً من إعتكافه هناك , او في غرفته الصغيرة في الاسطبل ؟ عند هذا الحد إنفجرت ينابيع دموعها , ولم يتوقف إنهمارها الا عندما بدأ القط روكي يلعب بعلبة المناديل كلينيكس قالت له :" انت مهرج ياروكي, لم يوقفك شيء عن هذا , ربما أتعلم منك درساً , ربما هناك شيئاً ايجابياً اقوم به بدلاً من الجلوس هنا واكتفي بالبكاء , يجب ان ابدأ بكتابة تلك القصة الصحفية , بالاضافة لكتابة كل الموضوعات الإضافية المجهزة للنشر طيلة فترة إجازة الصيف , يجب ان أبعد نيكولاس مورجان عن ذهني , طالما لا يريد رؤيتي , سأتقبله لفترة فلن ادعه يفلت بتفسيره هي غلطتي فعلاً , الآن ماالذي يجب ان افعله للتخلص من ذلك وتجاوزه ام م م ؟"
كانت إجابة السؤال إستمرار تشتت تيش فهي لم تتلق رداً منه, ويبدو انه مازال يعتقد بمعرفته ماهو الأفضل لصالحها. استمرت في اداء عملها الصحفي يوماً تلو الآخر , ثم تعود لمنزلها لتواصل كتابة قصتها الصحفية عن خيول نيكولاس ليلاَ, طيلة وقتها تشعر كأنها مجرد شبح يتحرك بآلية, وكثيراً ماتنفلت اعصابها ثم تهدر نصف وقتها في الاعتذار لمحررين والعاملين معها عن عصبيتها , وتشجع لارى من الواضح بسبب حقيقة عدم رؤيتها نيكولاس بإنتظام , وبدأ يوجه لها الدعوة للخروج معه , رفضت دعوته , مؤملة ان يؤمن بماقالته وانها تعنيه فعلاً , وانها لن تتزوجه.
-------------------------------
ولو شار الى نيكولاس مرة اخرى ستنفجر كصاروخ فضائي وتكشف المزيد عن مشاعرها تجاه نيكولاس , وكلما تزايد إستغراقها في كتابة القصة الصحفية عن خيوله , كلما شعرت بإنجذاب اقوى له بمستوى آخر غير الإنجذاب الحسي لقبلاته كل شيء تتذكره عن اليوم الذي قضته معه يتفجر داخلها وجد وشوق يملأ كيانها, وتأكدت انه رجل يضحي بحياته لإنقاذ آخر كما قال الرجل الملتحي شارلي , ببساطة يجب ان تقترب منه اكثر لتكتشف ماذا حدث ليجعله يؤمن بأنه قد خذل جنوده في فيتنام ولا يبدو ممكناً ان قصة مايك أوهارا صحيحة.
قبل عيد الشكر بإسبوع واحد تلقت تيش مكالمة تليفونية من مافيش ووجهت لها الدعوة" تعالي تناولي عشاء عيد الشكر معنا, ماما ستجهز ديك رومي ضخم وكل العصابة ستكون هنا, ولا مبرر لجلوسك وحدك امام التليفزيون ليلة العيد, الآن انت ولاري إنفصلتم"
اجابتها " سأفكر واتصل بك , تمام ؟"
لكن كلمة مافيش " وحدك" إستحضرت في ذهنها صورة نيكولاس وحيداً في منزله الضخم , بينما كل أهل المدينة والريف يتجمعون معاً , لو لم يكن عنيداً لأسعدها ان تطهو له ديك رومي لعيد الشكر !!
في يوم السبت التالي بينما هي تتجول في السوبر ماركت , وتنظر الى ثلاجة العرض مألوفاً " هل ستطهين ديكاً ياليتيتا؟"
" آه , مرحباً ياتيتوس لا, واحد من هذه الديوك قد يكفيني حتى الربيع القادم" ونظرت اليه وهو يتخير ديكا وزنه عشرون رطلاً " هل اعطاك نيكولاس اجازة عيد الشكر؟"
أومأ مبتسماً " آه نعم, اعطى جميع العاملين اجازة يوم العيد "
قطبت جبينها " إذن لن يتعشى بديك رومي؟"
" لا, قال إنه لا يريد , ويفضل قضاء اليوم في تنظيف الإسطبل وعمل شيء مفيد , بدلا من الاصابة بتخمة الأكل"
شردت تيش وقالت أتوقع منه ذلك , هو يحب خيوله , لكن مع ذلك يمكن تخيله جالسا على رأس مائدة ملكية , محاط بأصدقائه واطفاله , مبتسماً وهو يقدم لهم عشاء الديك الرومي , ولعدة ايام طاردت تلك الصورة افكارها , طبعاً , لايمكن تحقيق هذا الحلم, لكن ربما تستطيع على الأقل التأكد من تناوله عشاء فاخر , ربما يردها على اعقابها في أذيالها الخيبة والخزي , لكن الأمر يستحق المحاولة إن لم تقابله فوراً , ستفقد عقلها , في الليلة الماضية فوجئت بنفسها وهي تكتب إسمه " نيكولاس " مراراً حتى إمتلأت الصفحة, مع ذلك قبل ان تتخير خطتها , يجب ان تعرف من تيتوس إن كانت الابواب مغلقة بالأقفال أم لا, فلا طريق امامها لتسلق السور ومعها سلة ممتلئة بديك رومي وأشياء اخرى.
ذهبت الى قلعة نيكولاس مورجان , وعندما رأها تيتوس قال لها " حسناً , ربما لا يجب ان اخبرك بذلك , لكن الأبواب غير مغلقة , تفتح بنظام آلي , كما ترين, وايضاً احد وسائل الوقاية من الحريق فلو لم يكن احد هنا تنفتح من تلقاء نفسها , طبعاً , تريدين معرفة كيف تفتح ؟"
بنفاذ صبر " حسناً , كيف تفتح ؟"
عندما تلكأ تيتوس , قطبت جبينها " بحق السماء ياتيتوس كل ماأريده ان احضر لمستر مورجان ديك رومي لعشاء عيد الشكر , لو طردني سأعود "
----------------------------------
نظر اليها متفهماً " انت فعلاً تحبين مورجان ألست كذلك ياليتيتا ؟"
" نعم , احبه فعلاً"
إبتسم تيتوس " وأنا ايضاً , واظنه بحاجة لسيدة شابة مثلك, انظري هنا, كل ماهو مطلوب منك الضغط على الزر اسفل حافة النافذة " وضغط فإنفتح الباب " أتريدين رؤية مستر مورجان الآن ؟"
الاغراء كان قوياً, لكنها هزت رأسها " لا , سأنتظر , مجرد يومين فقط, ولو دخلت الآن قد يغضب ولن يمكنني العودة ثانية, شكراً لك ياتيتوس , لن اجعله يعرف كيف إكتشفت فتح الباب, سأخبره بأنني حاولت حتى إنفتح"
إنحلت هذه العقدة واسرعت تيش عائدة الى المدينة لشراء ضروريات عشاء العيد , ستطهو الديك الرومي ملفوفاً بالعشب والبطاطا واللحم المفروم وأوراق الزعتر.
في صباح عيد الشكر استيقظت مبكراً لتجهيز كل شيء , والانتهاء من الطهي عند الظهر , وطلت تتطلع من النافذة قلقاً , الثلج يتساقط منذ الفجر , وهناك نذر سقوط المطر , والريح يعصف بالثلج ولو حدث , فسينغلق الطريق الى المنزل نيكولاس مورجان مبكراً, إتصلت بوالدها لتهنئة بالعيد , وضميرها يوخزه شعور بالذنب لكذبها وإخبارها له بذهابها الى العشاء في منزل آل جرير , وهي تعرف , مع ذلك انه لن يوافق على غزوها لعرين نيكولاس واقتحام خصوصيته وعزلته , لكنها حمقاء , لذا لن تجرحه بإخباره بخطتها.
بمجرد طهي الديك الرومي , وضعته مع باقي الاشياء في سلة رحلات كبيرة وخرجت وتركت للقط روكي كمية كبيرة من الطعام تكفيه في حالة عدم عودتها الليلة, ماذا سيظن نيكولاس لو تحامقت معه لن تجرؤ على تخيل ذلك .ريحانة
كانت الريح تهب من الشمال الغربي ولذا مازال الطريق مفتوحاً ممهداً , لكن الجليد يتكاثف لدرجة انها تكشف طريقها بصعوبة , حتى وهي تضيء أنوار سيارتها , وتنهدت بارتياح عندما رأت بابا المنزل وبمجرد ضغطها الزر انفتحت الابواب , كان الطريق تحت اشجار البلوط مريحا واضحاً , وعندما وصلت عند التل كان الثلج قد تزايد واصبح منظر المنزل اشهب مظلل بغمامة بيضاء , اوقفت السيارة عند درج السلم المؤدي الى الباب , وغمغمت لنفسها " ياربي اتمنى ان يكون نيكولاس في المنزل" وهي تحاول الصعود فوق السلم المغطي بسجادة ثلجية , وسقطت عندما اخطأت إحدى درجاته , ضغطت الجرس, وطرقت الباب ولم يأت احد, صاحت " أتظن ان احد الخدم هنا" حتى لو كانوا يعيشون هنا, سينتهزون الفرصة للهرب من هذا المكان الموحش , لم يكن امامها غير الذهاب الى الاسطبل.
شقت طريقها فوق الثلج المتراكمة والتي تهبط لتغطيها, غير واثقة من طريقها , غطى الثلج وجهها لكنها مرتدية المعطف وغطاء الرأس الصوفي , وصلت الى ركن المنزل وسارت في الاتجاه الذي اعتقدت انه مؤدى الى الاسطبل , مؤملة الوصول اليه , وبدأ ذهنها يسترجع حكايات الذين ضلوا طريقهم وسط الثلوج وماتوا متجمدين , وبدأت تدعو الله , اصبحت اسلة ثقيلة عليها, وكأن الريح مصممة على إسقاطها من يدها , صاحت " لم اعد قادرة على الرؤية " وهي تمسح عيونها , وتجمدت الدموع في مآقيها بفعل الثلج .
--------------------------------
طارت السلة من يدها , إختفت , ثم وجدتها , وصاحت وجدتها !! بصوت عالي , وهي تزحف على ركبتهيا , رأت الضوء بمجرد فتح الباب وصاحت " نيكولاس!!"
" ماهذا الشيطان.. يارب السماء !! تيتش!!" ظهر نيكولاس كشبح واقترب ليحملها بين ذراعيه" ماذا بحق الله تفعلين هنا؟" وحملها بسرعة الى داخل استراحته , وركل الباب ليفتحه.
اجابته " انا هدية عيد الشكر " واسنانها تصطك محاولة الابتسام " هل وجدت السلة؟"
هز رأسه " هل هي تلك التي إصطدمت بالباب ؟" أومأت له " إنتظري دقيقة " اجلسها بعناية على مقعد , وخرج وعاد بالسلة " ماذا بها ؟" وهو يضعها على الأرض " إنها تزن طناَ!!"
اجابته " ديك رومي , وبطاطا , وأوراق زعتر, ولحم مفروم وبعض المشهيات "
هز رأسه مرة اخرى , مقطباً جبينه , والتفت اليها رأسه منحنياً لأسفل ويديه في جيوبه , نظرت اليه وهي معجبة به وبدأت تزيل الثلج عن الجاكت , فجأة إستدار ناحيتها " تيش, اعتقد انني أوضحت لك.."
قاطعته " لقد اوضحت اشياء كثيرة وضوحا تاما , لكنني قررت تجاهلها وجئت إذن وفر محاضرتك "
" لايمكنك البقاء هنا" وهو ينظر اليها تخلع معطفها.
" سأبقى , لقد جئت بصعوبة شديدة, سيارتي ملتصقة بالجليد امام الباب , لن استطيع العودة بها , لذا لن تجد مهرباً مني , اين يمكنني وضع معطفي , وحذائي؟ سيفسدون ارضية الغرفة " سلمتهم له علق المعطف بالقرب من الدفأة ووضع الحذاء خلف الباب, ثم سار صامتا الى النافذة وحدق الى العاصفة الثلجية البيضاء.ريحانة
وقفت تيش واتجهت الى نفس السجادة محاولة مسح الثلج عن جورابها " اخشى انني سأتجمد لفترة " وتناولت السلة وحملتها لتمسح عنها الثلج ثم وضعتها فوق المائدة وسألته " ألديك شيء يمكنني ان امسح به؟" وهي تشير الى ماتركته السلة من تلوث على الارض , كان قد إتجه ليجلس على الاريكة محدقاً فيها للحظة " نيكولاس !!"
" ماذا ؟ آه هناك" اشار الى الثلاجة ورأت تيش الممسحة بجوار الحائط , مسحت الماء وعادت الى مكانها , راقبها نيكولاس لفترة , لكن عندما جلست تمطى للأمام وغطى وجهه بيديه , وسرت رجفة تعيسة لتغزو قلب تيش , كان يجب ألا تأتي , بعد كل شيء , فعلاً لا يريد ان يراها , كل نبالته وكلماته الرومانسية كانت فقط إعتذار ومبرر للتخلص منها , جلس وحدقت الى شعره النحاسي الابيض اللامع, متعجبة ليس طيباً ابداً ان ظلت هناك لتتجمد من الثلج , لو وجدت شيئا تقوله , لكن في هذه اللحظة يجتاحها الخوف من رده عليها.
في النهاية رفع رأسه ونظر اليها مبتسما " وبمجرد ان بدأت الإعتقاد انني لن أراك ثانية"
إنزاح العبء عن قلبها " آسفة لتخيب رجائك لم يخطر ابداً ببالي ذلك الوهم"
--------------------
وقف نيكولاس وإنحني مستند على مقعد امامه كأنه حصان , واضعاً ذقنه فوق يده , ومد يده الاخرى ليضعها فوق يد تيتش على المائدة" كان يمكن ان تفقدي حياتك في تلك العاصفة الثلجية" نظراته كلها قلق " أوعديني انك لن تفعلي هذا ابداً"
لمسة يده الحانية الدافئة سرت في جسدها وأزالت مخاوفها , نظرت الى يده وادارت يدها لتمسك بيده , ورمقته بنظرة من طرف عينيها.
" إذن لا تجعل من الصعب علي رؤيتك " شعرت بقبضة يده ممسكة بيدها وقال " لن أفعل, أيعني هذا انك قررت الزواج مني؟"
إذن هو يحاول الاستخفاف بها, هكذا ظنت تيش , ربما هي فكرة طيبة , في تلك الأجواء , هزت رأسها , ورمقته بنظرة مراوغة" لا , بل يعني انني قررت دراسته, مع ذلك , انت لا تعرفي حتى إن كنت اجيد الطهي , طبعاً , طالما لديك طاهية هذه مهارة خاصة غير مطلوبة"
نظر الى السلة " آه , نعم, أفعلاً يوجد ديك رومي هنا؟"
أومأت برأسها " ديك حقيقي, ربما تجمد الآن"
" سنعرف حالاً" وقف واحضر اطباقاً من الدولاب " إن كنت ستتزوجيني سأطرد الطاهية فوراً, دائماً اشعر ان مكان المرأة المطبخ , محاطة بثمانية او عشرة اطفال , ألا توافقين ؟"
ونظر اليها من فوق كتفيه , ورفع حاجبيه.
" لو اعتقدت انك تؤمن بذلك حقاً, إذن ستنخفض اسهمك فوراً للصفر"
سألها " ماذا يجعلك واثقة ان هذا ليس رأيي؟" تمدد ونظر في عينيها كأنه يبحث عن شيء , وهو يضع الاطباق فوق المائدة" ماالذي يجعلك تعتقدين انك تعرفين الكثير عني ؟"
صححت له " اعرف انني اعرف , انا اعرف الكثير عنك , وانك رجل حنون و ودود وعاطفي , دائماً تهتم بالآخرين وتنكر ذاتك , رجل شجاع"
غام وجهه فوراً" شجاع ؟"
لن تدعه ينكر ذلك " نعم , شجاع , لديك الشجاعة لتحمل نفسك عبء صعب وتشعر بالذنب على شيء تظن انك أخطأت فعله , ويظل يلازمك الشعور بالذنب وقتاً طويلاً , ليس كل الناس يفعلون ذلك"
" صدقيني ياتيش.."
" كفى!!" وقفت وهي ترفع يدها " لن تناقش هذا الآن , المناقشة تثير معدتي قبل الأكل , سنتحدث فيما بعد" تلاشت تكشيرته وحل محلها مرح في عمق زرقة عينيه الصافية " احياناً اظن انك امرأة مولعة بالرئاسة" ناولها فوطة مائدة " لست واثقاً انني احب ذلك" اجابته " انظر؟ قلت لك ربما ترفع بندقيتك وانت تعرض علي الزواج!!"
تبادلوا حديثهم اثناء تناول العشاء , الذي تناوله نيكولاس بشهية مما اسعدها , وأعلن" افضل ديك رومي اكلته في حياتي" وهو يبتسم لها " اظن يمكنني إستخدامك طاهية , رغم كل شيء , سيداد وزني بسرعة "
" اظنك ذواقه في الا كل, الأفضل منك قطي روكي"
------------------
" إم م م , نعم , رأيت قطك ليلة أوصلتك منزلك , أظنك متخصصة في المعوقين "
" تعتقد ذلك" التقطت قطعة جزر وأشارت بها اليه " مايجب ان تعتقده انني إنسانة اكثر إهتماماً بالشخصة من إهتمامي بالجسد المادي , روكي يعرف ذلك, لماذا لا تدركه انت ؟"
هز كتفيه " ربما كان قطك أذكى مني " نظر الى ساعته " حان وقت تغذية الخيول, لنؤجل الخلاف فيما بعد"
" فكرة طيبة, أيمكنني مساعدتك؟"
" هيا معي " وابتسم لها " أشك في قدرتي على إيقافك "
" واعتقد انك ستمسك بي"
ارتدت غطاء رأسها وحذائها ذي الرقبة , وارتدي نيكولاس معطفه وقبعته , ومضيا الى الاسطبل , وقال لها نيكولاس " سأعيد بناء الاسطبل بأكمله الصيف القادم, وأركب نظر تدفئة اخرى, هذه المدافئ تقوم بمهمتها خير قيام لكنها مصدر ضوضاء تثير اعصابي"
صاحت تيش" لا استطيع ان ألومك " وسارت خلفه وهو يوزع حنانه على خيوله مصحوباً بالطعام كل حصان حسب برنامجه الغذائي.
اخبرها نيكولاس " بعض الناس غذاء الخيول شيء عادي, لكنني لا افعل ذلك, يهمني ان احدث كل حصان واطمئن عليه"
سألته مداعبة " وهل يبادلونك الحديث؟"
اجابها مبتسماً " بطريقتهم "
بدا وكأن تيتان قد تعرف عليها, وتركها نيكولاس تطعمه بقطع صغيرة من التفاح, قالت تيش "إنه حصان جميل"
وتنهدت بسعادة وهو يخمشها في يده بمنخاره كأنه يستجدي المزيد , تلفتت حولها الى المرابض الملئ بالخيول , رغم زئير الريح في الخارج , هنا هدوء ودفء , اخذت شهيقاً عميقاً وقالت" يعجبني المكان هنا واحب رائحته"
فجأة طوقها بذراعه وجذبها ناحيته " يبدو وكأنك تنتمين لهذا المكن"
إستندت اليه رأسها على كتفه , هو يشعر وكأنها تنتمى لمكانه , خصوصاً في ظلال نيكولاس , رفعت عينها وتلاقت العيون وسرت مشاعر اوقفت انفاسها , وقفز قلبها من الضلوع, مارأته في عيونه الصافية في تلك الاعماق الغامضة صهر كل مالديها من عواطف , بينما ارتسمت ظلال ابتسامة على شفتيه وقال " انت نحيفة ووسيمة جدا لو كان قد حدث شيء لك في العاصفة ماكان بيدي حيلة , ربما غلطت لأنني قلت لك ابتعدي عني , بينما انا مؤمن بأنك لن تبتعدي , خصوصاً بعد إستلامي تلك الرسالة ذات الجملة الواحدة "
صاحت تيش " نيكولاس مورجان انت نذل!" وهي تطوقه بذراعها بكل ماالديها من طاقة , ودفنت وجهها في صدره " انت لست مسئولاً عن حقيقة انني عنيدة !!" ونظرت اليه ثانية " ألن تتوقف من فضلك عن حمل عبء العالم كله على كتفك؟"
وهو يبتسم " أهذا ما افعله؟ ربما تكونين على حق" وهو يمسح خدودها ونظراته تتطلع في وجهها بتأني وإهتمام , وراقبته تيش وهي ممسكة انفاسها , هي تريده ان يقبلها , يتشوق كيانها كله له , لكنه هز رأسه.
----------------------------
" لم يكن امامي خيار افضل , طالما ستقضين الليلة هنا , يجب ان نتصرف بحذر حتى لايفلت من ايدينا الزمام" كأنه يعلم ماجال بخاطرها , وعندما كانت رأسه تقترب ووجهه على وشك تلاقي وجهها تراجع , ولكنها تعلقت بعنقه , وسرى تيار كهرباء التواصل , وكأنها تغلبت على الجاذبية الأرضية واستحالت كائن سماوي يطير محطماً نواميس الطبيعة , وشعرت كأنها توحدت معه وصارت جزء منه, وتلاشت مقاومته وحذره وخوفه وخجله, ولم يبق مكان إلا لأرقى العواطف واسماها, حب حقيقي ورغبة متطهرة روحيهما لا تعرفان سوى الحب و إنكار الذات والشعور بالمسؤلية عن العالم, شعرت تيش وكأنها في حلم , وعندما لمعت اضواء الاسطبل , قال نيكولاس " للحظة شعرت وكأن هذه الأنوار تشع من داخلنا , لكنني تذكرت ان بطارية المولد الكهربائي على وشك النفاذ ؟"
سألته " ماذا ستفعل ؟"
هز كتفيه " عادة اشعل مولد الطوارئ, لكنه في مبنى آخر, ومن الحماقة محاولة الذهاب الآن , فقط ساقذف بالمزيد من الخشب في نيران الكهرباء, ومحتمل ألا يعود طالما العاصفة مستمرة إلا إذا جاء عمال الإصلاح ليعيدوا التيار"
" ياله من مصير مرعب, ان أكون هنا وحيدة معك" وهي تسند رأسها على صدره.ريحانة
" تيش , مالم توافقي على الزواج مني لن اقترب منك "
ارتعدت تيش , وتراجعت لا تريده ان يظن انها لعوب , ربما اخذ إنطباعاً خاطئاً عنها, وقالت " افضل ذلك ايضاً , انت تفهم, لم افعل هذا ابداً من قبل , سأنتظر ولن يكون صعباً.. حتى الآن "
" ياه ياتيش , هذا اعظم شيء قلته لي , اوووه" فجأة غرق الاسطبل في الظلام " تعالي , هيا نعود للغرفة , اظن هذا افضل"
كان قلبه يضيء الغرفة بالمودة وهما يتناولان اللحم المفروم الملفوف بورق الزعتر, ونظفا المائدة معاص , وشعرت تيش ان علاقتهما تطورت لمستوى آخر " وتساءلت هل فعلاً لم يجد إمرأة من قبل في حياته تقول له أنا اريدك ؟" يبدو هذا ممكناً , ربما بسبب إقتناعه بأن ندبات جروح وجهه أقنعته بأنه قبيح المنظر ولن تنجذب اليه أي إمرأة , لكن تيش واثقة انها ليست المرأة الوحيدة في العالم التي قد تفرط في رجل مثله بكل مزاياه بسبب هذه الندوب!!
بعد الانتهاء من ترتيب الغرفة , نامت تيش على طرف الأريكة بينما نام نيكولاس على الطرف الآخر , وتبادلوا حديثاً عن ماضي كل منهما قبل اللقاء الذي رتبه لهما القدر , واكتشفوا توافق كثير من ذكرياتهما , طالما ان تيش ونيكولاس كان يترددان على منزل آل جرير وقال " اخشى انني لم انتبه كثيرا لك او لمافيس كنت مهتماً اكثر بالفتيات اليانعات " وهو يرسم بيديه ملامح انثوية !!"
" وكل ماأذكره عنك انك وهال ومايك أوهارا كنتم تعتبروننا انا ومافيس مجرد اشياء يتم إبعادها بمجرد الاقتراب من الشرفة , لم يعجبني ايا منكم كثيراً" فجأة ندمت على ذكر إسم مايك أوهارا, لأن وجه نيكولاس غام بالحزن وقال " اللعنة " كشر ودفن وجهه في يديه " لقد نسيت لفترة , لأول مرة في حياتي منذ سنين "
-------------------------------------------
اقتربت من حافة الأريكة ومدت ذراعها وطوقت كتفيه , فهي متشوقة لسماع حكايته من مأساته لكن لس على حساب لحظة السعادة " انا آسفة لم يخطر هذا ببالي "
هز نيكولاس رأسه " هذا صحيح " قالها بمرارة " كان سيحدث هذا آجلاً او عاجلاً"
سألته " مذا تقصد ؟ ولماذا ؟"
" لأن , لن تستطيعي طيلة عمرك في محاولة تصوير الموضوع حسب رأيك لتحافظي على سعادتي , وهو شيء لن اشفى منه"
ووقف فجأة واطل من النافذة محدقاً في الظلام " اللعنة!! اللعنة !! كأنني في الجحيم عندما لا اتذكر ماحدث !"
غرقت تيش في صمتها , ثم تشجعت وسألته " تتذكر؟ لماذا لا تستطيع التذكر ؟ وماهذا ؟"
" شيء ما شيء ماحدث , آه , ليس ماتفكرين به, لست أكبته , ليس ماحدث هناك "
" لا افهمك "
عاد ليجلس بجوارها , وجهه يموج بالتوتر " مايسمونه فقدان ذاكرة جزئي , يمكن حدوثه في حالة إصابة الرأس إصابة حادة , مثل ماحدث لي, يبدو وكأن الغيبوبة منعت تسلسل الذاكرة لتجعل الذاكرة تخزن الحوداث والمعلومات وتحتفظ بها للأبد , ولقد اجروا تجارب على الفئران , وعرضت لصدمة كهربائية ولم تتذكر ماتعلمته حديثاً, مع البشر , يمكن ان يمتد فقدان الذاكرة الجزئي لعدة ايام قبل الغيبوبة , حدث لي في البداية , وتدريجياً تذكرت بعض الامور الآن يبدو لي وكأن حائطاً قد إنهار قبل المعركة بيوم , لا اتذكر بالضبط ماحدث في ذلك اليوم , وعندما خرجت من المستشفى في هاواي بعدها بشهرين , كنت ومازلت اتمنى ان اتذكر , لكن .. واقعياً .. ليس هناك أمل , وعندما تحدثت مع الخبراء في تلك الظاهرة , كانوا دائماً يختمون كلامهم طبعاً بأن هناك اشياء كثيرة عن الذاكرة الإنسانية غير مفهومة تماماً"
سألته " إذن كيف عرفت ماحدث ؟ من اخبرك ؟ هل هو مايك أوهارا؟"
" نعم" وجهه يشع غضباً وألماً وأسى كان موجوداً هناك, وشاهد كل ماجرى "
حدقت تيش , قلبها يتمزق ألماً على ذلك الحزن الذي يمزقه بسكينة الحادة بلا رحمة , يالقسوة القدر, ان يخبره صديقه الحميم " أليس أمراً غير عاديا , وجود مايك وشقيقه معاً في فصيلتك؟"
أومأ نيكولاس " مجرد حظ , للحظة " واصل حديثه بصوت مرتعش منخفض " كنا نعتقد ان هذا حظاً عظيماً , كنت انا ومايك معاً في الجامعة , وكيفين كان قريباً منا ايضاً , وكنت ضابطهم , وكان مايك شاوش الفصيلة , وكيفين كان مسؤول المهام الخاصة لكننا كنا نعتبر ثلاثتنا مدفعية قناصة يمكننا فعل اي شيء , ولفترة فعلاً نجحنا, لكن مايك كان من النوع الذي يتورط في امور مؤسفة لكنهما كانا جنديان ماهران , لم يخذلوني ابداً, وبعد ذلك انا .." غرق في صمته ثانية.
سألته " متى اخبرك مايك ؟" هناك شيء لاتستطيع ان تحدده شيء يبدو مثيراً لشكوكها , وعندما لم يجبها نيكولاس اضافت " من فضلك اخبرني يانيكولاس , انا بحاجة لأن اعرف "
---------------------------------
تفحص وجهها لعدة دقائق كما لو كان يبحث عن سر سؤالها الملح ثم أومأ " بعد نقلي للولايات المتحدة مباشرة , كنت في انتظار إجراء جراحة تجميل وعرفت انه في نفس المستشفى تحت برنامج علاجي لساقه , وبحثت عنه, في البداية كان غاضباً جداً , مشوشاً , ولم افهم ماقاله, بعدئذ, عندما عرف انه الوحيد الموجود على قيد الحياة , حكى لي القصة بأكملها تلك القصة المأساوية بتفاصيلها , وقال إنني اصبت بالذعر والهلع عندما تعرضنا لقذف نيران مفاجىء من إتجاه غير متوقع واصدرت أوامري للاتجاه ناحية نهر ميي كونج وبعدها وقعنا في كمين .. إن كنت تعتبرين الوقوع في ايدي المئات من الفاتيكونج مجرد كمين " نظر الى تيش متجهماً" بعد ذلك وبعد سماعي لحكايته قررت عدم إجراء عملية التجميل لوجهي , شعرت انني لا استحق الحياة , وقررت الإنعزال و الحياة وحيداً كأن شيئاً لم يحدث لي , وبطريقة ما .. انا لا اتذكر حتى لا اشعر بالخزي والعار لأنني خذلت رجالي , وفقدتهم للأبد "
" ياه يانيكولاس " كان قلبها يتمزق عليه , بينما يموج بتساؤلاته , تفحصت وجهه وهي تفكر , وضيقت عيناها , لقد تقبل رواية مايك أوهارا دون تساؤل , وثق في صدق رواية صديقه القديم لكن ماذا لو كان مايك كاذباً لسبب او لآخر , ولم يقل الحقيقة؟ وبدأت تقلب عقلها وتنبشه ماذا لو كان مايك كاذباً, لكنه في النهاية سيوجه إتهاماً لها بأنها غير واقعية وبغضب لأنها ببساطة لاتريد تصديق انه جبان , يجب ان تقول شيئاً محدداً اقوى من مجرد المشاعر والأحاسيس والشك , وستؤجل ذكر حكاية شارلي الملتحي حتى يحين الوقت المناسب , وهي واثقة من قدومه إن آجلاً او عاجلاً.
وضعت يدها على خده وهي تداعب ندبة جرحه بأناملها وسألته " أيوذيك ؟"
هز رأسه وهو يتفحصها بنظراته . غطت الجرح بيدها " لايبدو هنا فارقاً كما ارى "
" اللعنة , ياتيش , ألم تفهمي ماقلته؟" وامسك بيدها بعنف " ألم تفهمي ؟ لن انسى ابداً , ولن اكون الرجل الذي ترتدينه!!"
صاحت " نيكولاس مورجان اصمت !! لقد فهمت لكنني لا اعتقد ان شيئاً قد حدث يجبرك على الانسحاب من الحياة , إفعل معروفاً للباقين على قيد الحياة هنا, كمافعلت مع بيجي ويلسون , طبعاً تتذكر , هناك اشياء اهم يمكن التفكير بها , ايضاً خيولك , مصنع الخمور , ربما حتى .. أنا "
اخفض رأسه كأنه يتشمم عظام يدها , ويضغط اناملها بيده القوية , وتنهد بعمق وقال " لقد حاولت ان اقول لنفسي دائماً, لكن بلا جدوى وبلا نجاح يذكر , لكن , لم يكن هناك من يساعدني من قبل , ربما انجح بمساعدتك " ونظر اليها يتفحص وجهها بعناية " هل انت واثقة من قدرتك على مسايرتي وتحملي لوقت يكفي حتى اعرف ؟"
ابتسمت " إن كان بمقدورك انت تحمل إمرأة عنيدة عصبية" كان قلبها يضخ السعادة في كل عروقها بدلاً من الدم الفائر الغاضب الحزين , بينما إبتسامته تضيء عالمها , لقد نجحت معه, وطوعته , وسمعت روايته , واصبح سعيداً مرة اخرى , ارتعشت وارتجفت اجزائها, لم تستطع قادرة على السيطرة على نفسها , ورفع نيكولاس يدها وقبل أناملها , ثم ابتسم لها.
قالت له" نيكولاس مورجان " وصوتها يرتعش اضافت " اعتقد انك رجل رومانسي حالم عاطفي جداً"
" دائماً كنت اظن انني كذلك لكن لو حانت الفرصة لي, السؤال الآن كيف أكبح جماح تلك المشاعر الآن, الليلة فقط !!"
-----------------------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس